مقال جديد لسعدي يوسف عن صواريخ القيامة

مقال جديد لسعدي يوسف عن صواريخ القيامة


03-09-2003, 02:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1047172308&rn=0


Post: #1
Title: مقال جديد لسعدي يوسف عن صواريخ القيامة
Author: osama elkhawad
Date: 03-09-2003, 02:11 AM

نسخة قابلة للطباعة





صـــواريخُ القيـــامة
سعدي يوسف
2003 / 3 / 7



قد يكون ما أكتبه الآن ، غيرَ ذي معنىً ، بعد حينٍ أقلّ من لـمح البصر ( نسبيةُ الزمانِ مقلقةٌ هذه الأيام ) ، لكن الرأي يظلّ قائمَ الضرورة ، حتى وإن كان غيرَ مُـجْـدٍ ، مقايسـةً بسـواه من وسائل التعبير عن السياسـة.
ومـمّـا يزيدُ من وهَـن الرأي ( رأيي ) أنه لا يدّعي تعبيراً عن غير قائله ؛ فهجراتُ نصف القرن التي بدأتْ أواخرَ الخمسينيات ، وتعاظمت أوائلَ الستينيات ، وتفاقمتْ أواخرَ السبعينيات ، جعلت الشتات يحمل معنىً ليس ديموغرافياً حصــراً ، معنىً يتصل بمفاهيميةٍ ملتبسة ، بل مبتذلةٍ أحياناً .
من هنا تتـأتّـى صعوبةُ ما كُـلِّـفتُـه .
أهي مساحةٌ للتأمل ، إذاً ؟
*
لا أريد المرور حتى سريعاً على العَـمْـد والابتسار اللذين رُسمتْ بموجبهما خريطة الشرق الأوسط بين نهايتي الحربين العالميتين ، الأولى والثانية ، اريد فقط أن أقول إننا نضرس الآن ، لأن آباءنا أكلوا الحصرم ؛ لكن المرارة المحنظلة ليست في أننا نضرس ، بل في أننا لا نعترف بأننا نضرس ؛ وإلاّ فكيف نفســر أن كياناً مثل العراق ،
غير قوميّ ، تاريخاً وتركيبةً ، يُحشَـر حشراً في قالبٍ ليس من الفولاذية حتى يستعصي على التفكك ؟
المهزوم الذي حُـرِم نفطَ كركوك وبابا كركر في الحرب العالمية الأولى ينبش اليومَ خرائطه ومواثيقه ووثائقه العتيقة كي يُرَدَّ إليه ما حُـرِمَـه .
ســوى هذا كثيرٌ ، حدَّ اللعنة ...
*
سفينةٌ حربية بريطانية راسية في مياه شط العرب ، أوائلَ العشرينيات ( العراق تحت الإحتلال البريطاني ) ، تدعو المسّ بيل ، السيدَ طالب النقيب مرشحَ العراقيين للمنصب الأول ، إلى حفل استقبال على ظهر السفينة ،يلبي النقيب الدعوة ، يصعد إلى السفينة بكامل مهابته ، ليفاجأ باعتقاله ، ونفيه في ما بعدُ ، بأمرٍ من المسّ بيل ، التي ستـأتي بأحد أعوان لورنس ( العرب ) ، وتنصِّـبه ملكاً ، بعد أن قُمعتْ ثورة العشرين ، وأُعدمَ قادتها واغتيلوا وسُجنوا
وأُبعدوا إلى المنافي والـمَـعازل .
قُصفت القرى ، وشُــرِّدَ أهلها ، ثمَّ شكّـل البريطانيون جيشاً محليّـاً مَـهَـمّـتُـه الأولى :القَـــمع .

*
في أوائل شباط ـ2003 تكتب الـ " ريفيو " التي تصدر ملحقاً من مَلاحق صحيفة " الغارديان " البريطانية ، كل سبت ، مقالاً تذكر فيه بالنصّ :
المخابرات المركزية الأميركية هي التي ساعدت في 1963 حزب البعث العراقي في تدبير الإنقلاب على الجنرال الوطني عبد الكريم قاسم ، الذي أمّـمَ شركة نفط العراق المملوكة من الغرب ، وأخرجَ البلاد من حلف بغداد المعادي للسوفييت . وقد تلت ذلك مجازرُ شنيعةٌ .
*
جان دمّــو الشاعر ، ذو كراس " أسمال " الوحيد ، أقرأ له في أحد مواقع الإنترنت العربية ، " تصريحاً " يقول فيه إن العراق يحتاج إلى رجّـــة .
جان دمّــو ، الذي لا يكاد يفيق ، يشعر في مَـنْـســاه الأسترالي ، بأنه والعراق يحتاجان إلى رجّـــة .
متفقٌ معه ، أنا ، تماماً .
لكنّ صاروخ القيامة ليس ساعةً منبِّـهةً .
*
سوف ينطلق صاروخُ القيامةِ وشيكاً ، إنْ لم يكن انطلقَ ، بالفعل ، الآن .
وسوف يكمل بعثُ العراق المختطَفُ أو الأصيلُ ، مسيرته ( ثلاثين عاماً من الهول) ، ليســلِّـمَ البلاد ، إلى المستعمِـرِ الذي جاء به ، وليكون في منتهى السعادة لأنّ ثلاثةً أو أربعةً من ضباطه ظلوا في السلطة يعِـينون الإحتلال ، وييسِّــرون مساعيه .
*
نحن ، العراقيين ، سنظل أوفياء إلى حلمنا الأثير .
إلى حقِّـنا ، مثل أي شعبٍ ، في وطنٍ حرٍّ ســيِّــدٍ .
لن نستقبل صاروخَ القيامة بالزهور .
هذه ليست من عاداتنا . نحن نستقبل ما نحبّ بالملبَّس والحلوى والحنطة النابتة وشموع الصواني.
وما أبعدَ هذه ، كلَّها ، عن الصاروخ !
*
الإحتلالُ آتٍ ، لا ريبَ فيه .
لكننا ، مثل كل شعوب الأرض ، سنقاوم الإحتلال .
حركة تحررٍ وطنيّ عراقية
إنها أفقنا المفتــــوح ...


لندن 23 / 2 / 2003








سعدي يوسف : مساهمات و مقالات اخرى



إشترك في تقييم هذاالموضوع
تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه
--------------------------------------------------------------------------------

سيء
1
2
3 متوسط
4
5 مقبول
6
7 جيد
8
9 جيد جدا
10
100%

84% - النتيجة : جيد 31 - شارك في التصويت

--------------------------------------------------------------------------------
2617896 - عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان


Post: #2
Title: Re: مقال جديد لسعدي يوسف عن صواريخ القيامة
Author: mustafa mudathir
Date: 03-09-2003, 07:49 PM
Parent: #1

!مقاومة الاحتلال
هل غادر الشعراء من متردم
و حتام؟