حسن نصر الله والصورة الشيعية من أسطورة البطل العربي

البطل في الذاكرة العربية يبدأ كزعيم يُسمع له ويُطاع ، ثم يتحول إلي رمزٍ للمقاومة الشريفة ، ويهتف له الجمهور بحرارة ، فإن بلغ بطلنا هذه المرحلة فعليه الدخول في حرب يحدد هو ساعة بدايتها ، أما نهايتها فهي أمر يتكفل به الأعداء ، ولا مجال لبحث كلفة الحرب البشرية أو الاقتصادية ، والحرب في العالم العربي أشبه بتناول المقبلات في مطعم ( صيني ) ، بدايتها لذيذة وحلوة ونهايتها كارثية ومؤلمة ، العالم العربي لم يتعافى من حروب عبد الناصر ، عندما فقدنا القدس الشرقية والجولان وشبعا وغزة وأريحا في ستة أيام ، فأطل علينا أسامة بن لادن وصحبه ، وصدام حسين ورفقاؤه ، والنهاية كانت احتلال العراق وأفغانستان ، غاب البطل القومي العربي من مركز الحدث ولكنه عاد في أشرطة الكاسيت والفيديو وهو أشد شراسة من الأول ، ويعد بالقضاء علي الصليبيين واليهود والمحتلين ، ومرجفي المدينة وسدنة الطابور الخامس ، والعملاء ومن شايعهم بالقول والفعل ، والخونة ومن سار علي نهجهم .فإن كان التاريخ العربي أعطي عبد الناصر حقه في إعلان الحرب والاعتراف بالهزيمة فمن حق حسن نصر الله أن يجرب حظه في هذا المجال ، وكما خاض عبد الناصر حربه علي إسرائيل منفرداً يتحتم أيضاً علي حسن نصر الله فعل الشئ نفسه ومجاراة الخطأ بالخطأ وإن أختلف الزمان والمكان ، وكل هذه الحروب وراءها الدوافع الذاتية للذين أثاروها ، ولو سألني أحد لقلت له أن الشعب العربي المفتون بحسن نصر الله وخطبه التي تقطر عسلاً وسمناً لا علاقة له بهذه الحرب من قريب أو من بعيد .
حسن نصر الله تلميذ مخلص للمرجع الإيراني علي خامنيئ ، وهو أحد خريجي الحوزات الشيعية في النجف بالعراق ، وإخلاص حسن نصر الله للتشيع يفوق الولاء لمبدأ المواطنة الذي يُعمل به في كل البلدان ، فحربه مع إسرائيل وصفها بحرب آل البيت محمد وفاطمة وعلي ، إذاً فهي ليست حرب الدروز والموارنة ضد إسرائيل ، كما أنها ليست حرب أبي بكر وعمر وعائشة والذين صنفهم القاموس الشيعي في خانة ( النواصب ) وأعداء البيت .
وحزب الله هو ثمرة العمل الذي قامت به المخابرات الإيرانية في لبنان ، بعد اختفاء المرجع اللبناني الإمام موسى الصدر بين الجماهيرية الليبية وإيطاليا في أواخر السبعينات ، ففي عام 82 اجتاحت إسرائيل الجنوب اللبناني بقيادة الجنرال شارون والذي لم يخفي أسفه في عام 2001 بأنه لم يقتل الرئيس عرفات عندما سنحت له الفرصة في ذلك الوقت ، وقتها عمل كل من حزب الله وحركة أمل علي استئصال المقاومة الفلسطينية بقيادة عرفات من الجنوب اللبناني مما اُعتبر في نظر المراقبين نوعاً من تقاطع المصالح بين الإسرائيليين وشيعة الجنوب اللبناني . وحزب الله يراهن الآن علي الشعب العربي الواسع من أجل ترسيخ شرعية الحرب ، وبنفس المستوى فهو يعمل علي خدمة المصالح السورية والإيرانية في المنطقة ، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن خصوم حزب الله في داخل الساحة اللبنانية وضعوا في نصب أعينهم تجريده من سلاحه وحرمانه من المعين السوري .
وبعد رحيل السوريين بجيشهم ومخابراتهم من لبنان أصبح وضع حزب الله في غاية الضعف من الناحية السياسية ، ولذلك كان الحزب في حاجةٍ إلي معركة سريعة من أجل إثبات الشرعية والوجود ، فكانت مغامرته الجريئة باختطاف الجنديين الإسرائيليين ..وحسن نصر الله يخوض معركته مع إسرائيل وهو يستخدم أدبيات الطائفة .. معركة آل البيت .. وكلنا حسين .. والغوث يا أبو عبد الله ، هذا بالإضافة أن حزب الله لا يضم في صفوفه غير الشيعة !!! إذاً فكيف يقاتل من أجل الأمة العربية مجتمعة ؟؟ ونحن نعلم أن حركات المقاومة الحقيقية تضم كافة فصائل الشعب ؟؟
وشيعة لبنان يقاتلون من أجل استرداد مزارع شبعا ، ويسعون جاهدين إلي إطلاق سراح الأسري اللبنانيين ، ولكن أين كل ذلك عما يجري في العراق ؟؟ أيهما أكبر في المساحة وأكثر أهمية العراق أم مزارع شبعا ؟؟ وفي حرب عام 2003 لماذا أصدر المرجع الشيعي علي السيستاني فتوى تُحرم اعتراض القوات الأمريكية الغازية لبلاده ؟؟ فإن كان شيعة العراق قد استعانوا بالولايات المتحدة وحرروا العراق من رجز صدام حسين كما يزعمون ..فيا تري في أي صورة انعكس هذا التحرير علي طوائف العراق المختلفة من ناحية المشاركة السياسية ؟؟ ونحن نشهد كل يوم المذابح التي يتعرض لها السنة في العراق ، وأخشى إن حرر حزب الله الأراضي العربية ، علي الرغم من عدم واقعية هذه النظرة ، أن يتحول وضع الطوائف الغير الشيعية في العالم الإسلامي إلي صورةٍ طبق الأصل عن ما يجري في إيران والعراق، فهذا الفكر غير متسامح مع خصومه ، وأي معركة يخوضها في الشكل تكون باسم العالم العربي ، أما المضمون فهو خدمة الأهداف الإيرانية والسورية في لبنان .

Quote: وشيعة لبنان يقاتلون من أجل استرداد مزارع شبعا ، ويسعون جاهدين إلي إطلاق سراح الأسري اللبنانيين ،.... أيهما أكبر في المساحة وأكثر أهمية العراق أم مزارع شبعا ؟؟

الشيء الذي يؤكد لبنانية حزب الله وموقفه وينفي جملة وتفصيلا إدعاء البعض بأنه يحارب بالإنابة عن سوريا او إيران، ومن باب التذكير فإن سمير القنطار (الذي يتحدث عنه سماحة السيد نصر الله ) والمعتقل منذ 28 عاماًهو عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية ،إعتقل في عملية مقاومة تحت اسم عملية القائد جمال عبد الناصر ومابين اسم عبد الناصر(سياساته وتوجهاته) وايران سواء ان كانت ايران الاسلامية او الشاهنشاهية ما صنع الحداد.
مقاومة حزب الله نتيجة لاحتلال اسرائيل لارض لبنانية والمطلوب هو انهاء الإحتلال لتنفيذ القرار الدولي الخاص بنزع سلاحه ولكن وطالما هنالك احتلال لا بد من مقاومة ولا فرق ان تقوم بهاحزب الله او الكتائب او امل او حتى دروز وليد بيك الجنبلاطي ، (اي صاحب حس شعور وطني .)

الأخ الكريم
هناك خلاف بين اللبنايين أنفسهم حول لبنانية مزارع شبعا ، فهناك من يقول أنها تخص السوريين .
والمقاومة إذا كانت وطنية وشريفة فمن حق اللبنايين أن يلموا بتفاصيلها وأن يعرفوا توجهات قياداتها ، إسرائيل أنسحبت من جنوب لبنان بناءً علي اتفاق مع حزب الله .. وهي سوف تعود اليوم لاحتلال الجزء الذي أنسحبت منه بعد أن كسبت تعاطف الدول الكبري
فإسرائيل تقول الآن أن حزب الله هو البادئ بالعدوان
وأنها تحاول حماية مواطنيها من قصف حزب الله
إذا فهي تملك أرضية سياسية أفضل من حزب الله والذي يقود معركته منفرداً وسط جو من السجالات ضد بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية والأردن

حزب الله اللبنانى فرع من حزب الله الايرانى. ويدين للقيادة الايرانية الدينية والسياسية بالولاء والطاعة
ويتلقى من ايران الدعم المالى والعسكرى والتدريب والتلقين الايديولوجى.
هى حرب بالوكالة نيابة عن ايران، والضحية هو الشعب اللبنانى والسيادة الوطنية اللبنانية

Quote: هى حرب بالوكالة نيابة عن ايران، والضحية هو الشعب اللبنانى والسيادة الوطنية اللبنانية

انا سمعت حسن نصر الله يقول أكثر من مرة أن حكومة الرئيس السنيورة هي حكومة ( أكثرية وهمية ) !!!

حسن نصر وحزب الله لم يختطفوا الجنديين الاسرائليين فقط بل اختطفو لبنان كلها وحولها الى ساحة للصراع على المصالح بين ايران وسوريا من جانب والغرب عامة

والخاسر الوحيد هو لبنان]