لماذا نخاف كتابة تاريخنا؟ من ارتكب مجزرة ابا وكيف؟

لا ادرى لماذا هذه الفترة من تأريخنا الذى مازال بعض من شهوده احياء تصيبنا بالم شديد ومازاد الجرح الما هو ان فترة الديمقراطية بعد زوال نظام مايو لم يتم فتح هذا الملف فيها واتمنى من الاخوة والاخوات جمع شهاداتهم وشهادات من كتبوا عن هذه المجازر

تصادف وجود امام الانصار الهادى فى الجزيرة ابا عندما وقع انقلاب مايو وكان الهادى يمنى نفسه بان يكون رئيس جمهورية السودان وابن اخيه رئيسا للوزراء ولم يستطع الهادى المهدى من مغادرة ابا لحين ان ينجلى امر مصير الانقلاب وكان المايويون يدركون خطورة وجود الهادى بين انصاره وما قد يسببه للحكم الجديد ان بقى خارج الاعتقال ولكن ايضا اعتقال رجل مثل الهادى لن يكون امرا ميسرا فلذلك راى نظام مايو ارسال وزيرة الداخلية فاروق حمدنا الله وقتها وابوالقاسم لفعل كل ما يمكن فعله لجلب هذا الرجل فاتخذوا التفاوض سبيلا لتحقيق ذلك وتوصل الطرفان الى اتفاق لم يدم طويلا وانهار بسبب تعصب من الطرفين وذلك فى فبراير 70 مما افضى الى ارتكاب النظام مجزرة ابا وقتل الهادى على تخوم الحدود الاثيوبية

ماهى حقيقة الاسلحة التى قيل ان الشريف حسين الهندى ارسلها للهادى فى الجزيرة ابا عن طريق الحدود الاثيوبية
يقال ان السلطة رغم الاتفاق الذى وقعته مع الهادى الا انها كانت مصرة على دخول الجزيرة عنوة واعتقال الهادى مهما كلف الامر ويبدو ان الهادى ايضا كان مخطا فى حساباته حيث لم يحاول الخروج من الجزيرة لتجنيبها حمام دم واذا كان بامكانه الخروج قبل بدء القتال وهو الذى خرج ومعه مقربين اثناء القتال وبالتاكيد خروجه وترك ساحة المعركة التى كان بامكانه تجنبها يزيد من الشكوك بان الهادى تسبب فى وقوع هذه المجزرة واقوال اخرى تقول بان زعامات فى جبهة الميثاق الاسلامى كانت مع الهادى
كيف بداءت المعركة غير المتكافئة وهى بالطبع معركة ما كان لها ان تقع لولا اخطاء وقع فيها الجانبان؟ والان بعد مرور كل هذه العقود وابوالقاسم محمد ابراهيم احد اركان هذه المعركة على قيد الحياة لما لا يسجل شهادته للتاريخ بالتاكيد لن يحاسب والصادق نفسه عندما الت له مقاليد السلطة لم يحرك ساكنا لمحاسبة قتل الانصار ولا احد يعلم ربما كانت هنالك اسباب لا يريد ان يطلع عليها الناس ولكن بلا شك بان هنالك الكثير من اهل الضحايا هم احياء الان ويمكنهم تحريك هذا الملف الخطير

المعركة بدات فى 27 مارس 1970 حيث هجمت المدرعات الحكومية على الجزيرة وتصدى لها انصار الهادى المهدى وبالطبع كان عدد القتلى فى صفوف الانصار كبير جدا حيث انهم مجموعات غير مدربة لحرب نظامية وكما ان قيادة الانصار لم تكن حكيمة بما يكفى حيث كان يمكنها تجنب هذه المجازر وذلك بتسلل الهادى المهدى والمقربين منه الى الحدود الاثيوبية ويمكن تنظيم معارضة مسلحة من هنالك والدخول فى حرب عصابات وبالطبع ضيق مساحة الجزيرة سهل للنظام القضاء على الانصار وكما ان ضيق المساحة ادى الى وقوع ضحايا من المدنيين وتهديم المساكن وعندما علم الهادى بان تحقيق انتصار على السلطة او الصمود امام قوة النيران الحكومة سيكون مستحيلا جائت الفكرة متاخرا وقرر التسلل الى خارج السودان متجها الى اثيوبيا وهنا نسال كيف تمكن الهادى من التسلل والجزيرة وقوات الحكومة كانت تراقب كل تحركات الانصار؟

فوق

يقال ان الهادى المهدى قبل ان يدخل الى اثيوبيا ترجل عن الشاحنة التى كانت تقله لوعورة الطريق وصعوبة سير الشاحنة عليه ولان المنطقة كانت مراقبة بسبب ما يشاع من تهريب للسلاح عبر الحدود وتذكر احد الروايات بان احد المارة اشتبه فى هذه المجموعة بقيادة الهادى بانها عصابة تهريب سلاح عندما راهم وابلغ الشرطة فى المنطقة حيث اسرعوا لالقاء القبض على العصابة المزعومة واحد رجال الشرطة اطلق الرصاص على الهادى الذى كان يتنكر بالطبع حيث كان يغطى وجهه "بالشال" واصاب فخذ الهادى وترك ينزف حتى مات وبعد موته علموا بان الرجل ليس تاجر سلاح بل رجل تبحث عنه السلطة فى الخرطوم وقيل انه دفن فى تلك المناطق او منطقة تقرب من الدمازين
رغم ان ال المهدى يعلمون مصير الهادى الا ان بعض الانصار يعتبرونه الامام الغائب ويمنون انفسهم برؤيته عند العودة هكذا استغل ال المهدى حتى موت الهادى لتغييب عقول البسطاء