شحدة - جكة -عصيدة -هناى .. الهوية السودانية في الإختبار

شحدة - جكة -عصيدة -هناى .. الهوية السودانية في الإختبار


03-21-2009, 09:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1237622671&rn=0


Post: #1
Title: شحدة - جكة -عصيدة -هناى .. الهوية السودانية في الإختبار
Author: البحيراوي
Date: 03-21-2009, 09:04 AM

تحياتي

ما أن نطق الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل بمفردات شحدة- جكة - عصيدة وهناى في لقاء صحفي بعاصمة السعودية

حتى إنبري له كل سوداني وآخر محاولاً الدفاع عن شخصية السوداني كما عرفها وفق تجاربة الذاتية أو سماعاً

ولعل السياق الذي وردت فيه الكلمات والموقف هو ما فتح الباب واسعاً لكثير من التأويلات والمساجلات

لكن الأهم كان في شخصية الدكتور مصطفي نفسة حيث يعد من الراجحين في الفهم بحكم مهنة إنسانية تحتم علية الأمانة عند أي طرح وكتمان لاسرار يُفضي بها إلية مرضاه بإرتياح شديد يوم أن يجلس أمامه المريض ويتناول تفاصيل مرضة .

لكن الظروف التي إختارها الدكتور مصطفي بمحض إرادته حيث يتحدث في منبر صحفي بصفتة مستشاراً لرئيس الجمهورية يواجه طلب أمر قبض من قبل الجنائية الدولية هي التي تجعل كلماتة وتصرفاتة محسوبة وملاحقة حرفاً بحرف .

ولعل الأكثر أهميةً في هذا الحديث إذا ما تجاوزنا ردات الفعل التي يتساوي خلالها بالحديث ومدلولاته وزمانه هي إقحامه لمفردات سودانية شائعة تشكل شئ من الثقافة السودانية العامة تغطي مساحات واسعة من الوجدان الشعبي السوداني بمعاني ودلالات مختلفة فالشحدة معلومة بالسودان بيد أنها لست صفةً حميدة إذا لم تتم بتراضي تام بين الشاحد والمشحود خاصةً لو كان الشاحد في موقف ضعف وهو الغالب ويلحقة المنْ والأذي في بعض الأحيان . لذا تتحاشاه النفس الأبيه وتعود الشحدة صفة ذميمة.

وكذا جاءت العصيدة من بعد أن يتحصل الشخص علي عيشتين ( وربما تكون مسوسه ) حسب بخرة المتابع للمؤتمر الصحفي ثم يعود بعدها الفرد ليأكل عصيدة ولا هناى . وهنا شكل تقديم العيش علي العصيدة في سلم أولويات الدكتور مصطفي وفق ثقافتة الغذائية وربما لو تحدث أي شخص آخر من الوسط أو الشمال لجاءت المفردة علي هذا النحو لكن بالنسبة لأهل غرب السودان فالعصيدة تعد وجبة أساسية في المائدة هناك . لكن من موقع الدكتور تبدأ الحساسيات في عد العصيدة وجبة غير مرغوب فيها أو لا تمثل إلا درجة دنيا في حق الإنسان للغذاء . ثم جاءت مفردة هناى وكذلك توسعت التحليلات في كنه هناى هذه .
وفوق كل ذلك كانت كلمة جكة بربطها بشراب الشاى وهذه تعدد فهم الناس إليها وإحتاج عدد كبير من الناس بالسؤال حول الجكة وشرب الشاى حتى تكرم إخوة من الشمال بتوضيحها ومدلولاتها .

فمعظم الكلمات التي إستخدمها سعادة المستشار هي الأساس سودانية لكنها من موقع المتحدث وجدت هذه المتابعة والتناول بل والإستفسار عن بعضها وبالتالي يمكن أن نقول أن الهوية السودانية والثقافة تحتاج لمزيد من الإنصهار حتى نفهم بعضنا البعض. وفي منابر غير تلك التي تحتاج لميزان الذهب حين النطق والمخاطبة.


بحيراوي