الموظف المبروك

الموظف المبروك


03-17-2009, 12:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1237290068&rn=0


Post: #1
Title: الموظف المبروك
Author: ادريس خليفة علم الهدي
Date: 03-17-2009, 12:41 PM

مقال للكاتب المتميز عثمان ميرغني بعمودة (حديث المدينة) بصحيفة السوداني

عكلته..!!

اقتراح.. أرجو أن تساعدوني في تطويره.. أبطال عمالقة يستحقون أن نحتفى بهم ونكرمهم على قدر (عملقتهم).. في اليوم الوطني.. للموظف السوداني.
موظف.. متواضع في إدارة حكومية غير متواضعة.. مرتبه الأساسي مائة وخمسون ألف جنيه.. تنفحه شحوم العلاوات ليصبح بالكاد (500) ألف جنيه.. هذا الموظف استطاع بكده و(عرق جبينه!!).. أن يبني منزلا من ثلاثة طوابق.. في حي فاخر.. واشترىلزوجته سيارة ذات حسب ونسب ألماني.. وألحق أبناءه وبناته في أرقى المدارس الخاصة.. أليس هو بطلا قوميا يجب الاحتفال بالإعجاز والإنجاز الذي حققه..؟
موظف آخر.. هومجرد سكرتير للمدير.. حقق إعجازا علميا فرديا عندما نجح في الشهادة السودانية بعدخمس محاولات فأحرز في الأخيرة 50%.. لكن السكرتير الآن يدير المؤسسة العامة كلها.. المدير الذي حباه الله بعدد ثلاث شهادات دكتوراة في مجالات ليست ذات صلة ببعضها.. والذي من فرط (شطارته) واجتهاده قضى أيامه كلها سهرا ومذاكرة.. لم يعد قادرا على أكثر من التمتع بالقيمة الاجتماعية للشهادات.. فترك الإدارة لسكرتيره.. والأخيروالشهادة لله.. أمين لا يستغل منصبه لتحقيق أي أحلام مادية.. لكنه فقط يعالج به (بالمنصب طبعا) علة فارق الشهادات.. (عقدة) الخمس سنوات التي امتحن فيها الشهادةالثانوية حتى قهرها بـ 50% نجاح.. يباشر عملية إثبات مستمر لكل من يحمل شهادة أعلىمن شهادته أنه في النهاية لا يستطيع أن يرفع قامته أعلى من قامة السكرتير.. فتظل كل القامات ومهما حملت من شهادات.. ومؤهلات وخبرات.. تحت قامة السكرتير.. ألا يستحق أن يكون بطلا قوميا.. يثبت للعالم أنه ليس بالشهادات والمؤهلات والخبرات تحياالمؤسسات؟؟
موظفو الجمارك أو الضرائب أو أي سلطة ايراديه أخرى.. بالغت الحكومةفي الموازنة السنوية وربطت لهم ربطا كبيرا.. رقما مهولا وضعته وزارة المالية فيالموازنة من باب المبالغة لا أكثر.. انتهى العام فحققت هذه الجهة الإيرادية تحصيلا بمقدار 150%.. مرة ونصف (المربوط).. ألا يستحق محصلو هذه الجهة نجمة الإنجازوالإعجاز.. لأنها حطمت حتى أرقام الأحلام.. أو أحلام الأرقام..
موظف.. كل دوره في الإجراء الرسمي أن يضع توقيعه الجميل على الورقة.. العملية تستغرق ثلاث ثوانٍ ومع ذلك يمسك المعاملة.. يستمتع بالنظر من خلف الزجاج للمنتظرين وهو ينفث الغضب منرهق العمل.. رهق التوقيعات العشرة التي ينجزها كل يوم.. ألا يستحق الاحتفاء به فياليوم الوطني للموظف السوداني..
الفكرة جادة جدا وليست مزاحا أو هزلا.. كل مواطن يتعرض لتأخير في معاملة يتصل باللجنة الأهلية المنظمة لليوم الوطني للموظف السوداني.. اللجنة في نهاية العام تمنح جائز لأكثر إدارة حكومية تمارس عملية تعذيب المواطنين.. تمنحها اللجنة جائزة (جوانتانمو) الذهبية..
إذا رأيت جارك يتطاول في البنيان وأن تعلم أن مرتبه بالكاد يدفع ثمن وقود سيارته.. فاتصل بالمنظمة.. ستقيم المنظمة حفل تكريم لهذا الموظف في اليوم الوطني للموظف السوداني.. هل يستطيع أحد أن يتقدم بشكوى قضائية بإشانة السمعة إذا قرر الآخرون الاحتفال بإنجازه العظيم.. صناعة النجاح بلا مواد خام.. هل يستطيع احد أن يقف أمام القاضي ليقول له إنني أشكو هؤلاءلأنهم احتفلوا بي.. في اليوم الوطني للموظف السوداني..؟!
تعالوا نطوّر الفكرة.. ارسل اقتراحاتك.
http://hadithalmadina.blogspot.com

عثمان ميرغني
كُتب في: 2009-03-14