أوباما يمحو تصنيف "المقاتلين الأعداء" من ملفات معتقلي جوانتانامو

واشنطن: أحمد عبدالهادي

قررت وزارة العدل الأمريكية إلغاء التصنيف القانوني الذي اخترعته إدارة الرئيس بوش لمعتقلي جوانتانامو عندما وضعتهم تحت مسمى "المقاتلين الأعداء".
وقال بيان صادر عن وزير العدل إيريك هولدر إن الوزارة قدمت دعوى ضد المعتقلين بسبب تورطهم في أنشطة إرهابية لكنها شددت على إلغاء كامل لمنطق إدارة الرئيس بوش في تعاملها مع هؤلاء المعتقلين.
وقالت عريضة الدعوى المقدمة لإحدى محاكم العاصمة واشنطن إن الوزارة تتبنى من الآن فصاعدا "معايير جديدة تتعلق بسلطة الحكومة في الإبقاء على معتقلين في مركز الاعتقال بقاعدة جوانتانامو". تضيف العريضة "إن الحق في الاعتقال لن يستمد الآن من سلطة الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة بمعزل عن تصريح الكونجرس المحدد بذلك".
إلى ذلك أعلن اليمن أمس معارضته لنقل مئة من مواطنيه المعتقلين في جوانتانامو إلى دولة ثالثة، في وقت تبحث فيه واشنطن عن دول توافق على استقبال المعتقلين الذين يتم إطلاق سراحهم من قاعدتها العسكرية في كوبا.
وطالب بيان يمني بتسليم المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم موضحا أن "اليمن أعد برنامجاً تأهيلياً للمعتقلين الذين يطالب الولايات المتحدة بتسليمهم إليه".
أعلنت وزارة العدل الأمريكية مساء أول من أمس تخلي إدارة الرئيس باراك أوباما عن صفة "المقاتل العدو" لتبرير اعتقال أشخاص مشبوهين بالإرهاب في سجن جوانتانامو بكوبا. فتعريف "مقاتل عدو" الذي وضعته إدارة الرئيس السابق جورج بوش لتحديد الأفراد الذين يشتبه في أنهم "دعموا" أو "شاركوا" في أعمال إرهابية، قد برر حتى الآن الاعتقال لمدة غير محدودة للمشبوهين في جوانتانامو من دون توجيه التهمة إليهم، وأحيانا منذ 7 سنوات.
وأوضحت الوزارة في بيان ، أنها سلمت محكمة فدرالية تعريفا جديدا لتبرير اعتقال السلطات أسرى في جوانتانامو.
وأضاف البيان أن التعريف "لا يستخدم عبارة (المقاتل العدو)". وان اعتقال مشبوه بالإرهاب "سيستند إلى القوانين الدولية".
وهذا يعني أن الذين سيعتقلون هم فقط "الذين قدموا دعما مهما إلى القاعدة وعناصر حركة طالبان"، كما أوضحت وزارة العدل.
وأضاف البيان أن "المعايير الجديدة تستند إلى القانون الدولي الخاص بالحرب، وتنص صراحة على أنه ليس من سلطة الحكومة اعتقال هؤلاء الأشخاص بتهمة تقديم دعم صغير أو غير مؤكد إلى القاعدة أو طالبان".
وقال وزير العدل أريك هولدر " فيما نعمل على وضع سياسة جديدة تتعلق بهؤلاء المعتقلين، من الضروري أن نتصرف بطريقة تعزز أمننا القومي، لكن على أن تتوافق أيضا مع قيمنا ومع القانون".
وقال هولدر ، إن الوزارة قررت إلغاء التصنيف القانوني الذي اخترعته إدارة الرئيس السابق جورج بوش لمعتقلي جوانتانامو حين وضعتهم تحت مسمى قانوني خاص هو "المقاتلون الأعداء". وتتضمن العريضة حسب وصف البيان لها إلغاء كاملا لمنطق إدارة الرئيس بوش في تعاملها مع هؤلاء المعتقلين. وقالت العريضة التي قدمت لإحدى محاكم العاصمة واشنطن إن الوزارة تتبنى من الآن فصاعدا "معايير جديدة تتعلق بسلطة الحكومة في الإبقاء على معتقلين في مركز الاعتقال بقاعدة جونتانامو".
وأوضحت العريضة تلك المعايير بقولها إن الحق في الاعتقال لن يستمد الآن من سلطة الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة بمعزل عن تصريح الكونجرس المحدد بذلك".
وتستمد العريضة صلاحية الاعتقال بدلا من ذلك من "القوانين الدولية المنظمة للحروب" لإبلاغ الكونجرس كي يستخدم الصلاحيات المنوطة به". فضلا عن ذلك فإن المذكرة القانونية المرفقة بالعريضة توضح أن الاعتقال بتهمة مساعدة منظمات إرهابية أو عضويتها لن يتم إلا بعد جمع أدلة كافية لإثبات ذلك.
وقالت العريضة إن العناصر التي تقدم دعما غير مهم وغير أساسي لن تكون عرضة للاعتقال.
وأضافت إن الحكومة بمعرض إجراء مراجعة شاملة للتصنيف القانوني للمعتقلين الحاليين وأنها تضع معايير جديدة للأسباب وكيفية اعتقال العناصر التي تواجهها القوات الأمريكية في سياق عمليات مكافحة الإرهاب.
وقد فتح سجن جوانتانامو في كوبا بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لاحتجاز الأشخاص الذين صنفوا "مقاتلين غير شرعيين".
ومنذ بداية ولايته في يناير، أمر الرئيس باراك أوباما بإغلاق سجن جوانتانامو قبل بداية 2010، مما سجل قطيعة مدوية مع سياسة سلفه جورج بوش المثيرة للجدل في مكافحة الإرهاب.
ويأتي هذا التغيير السياسي في اعتقال المشبوهين بالإرهاب غداة تعيين مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا دان فريد مبعوثا مكلفا "تكثيف" الجهود الأمريكية حول عمليات نقل معتقلي جوانتانامو تمهيدا لإغلاقه.
ورأت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان "أن بإلغاء إدارة أوباما صفة "العدو المقاتل" تخطو خطوة إضافية نحو توضيح موقفها بشأن معتقلي جوانتانامو".
واعتبر مدير المنظمة الأمريكية للدفاع عن الحريات المدنية أنطوني د. روميرو "أن إدارة أوباما قامت مرة أخرى بنصف خطوة في الاتجاه الصحيح".
أما مديرة برنامج "الإرهاب والإرهاب المضاد" في منظمة هيومن رايتس ووتش جوان مارينر فرأت من ناحيتها أن "موقف إدارة أوباما بشأن معتقلي جوانتانامو هو بمعظمه موقف بوش لكن مع اسم جديد". (....)