القضاء الفرنسي ينصف الصحفي آلان مينارغ ويصرف له كامل مستحقاته.

... وأخيراً جاء مَن ينصف الصحافي الفرنسي آلان مينارغ. بعدما فُصل من عمله كنائب المدير العام للمعلومات في «راديو فرنسا الدولية» RFI، ها هي محكمة الاستئناف في باريس تصدر حكماً يؤكّد أنّ فصل مينارغ «خال من أي سبب حقيقي وجاد». وفرضت المحكمة على الإذاعة صرف كامل المستحقات المرتبطة بفصل الرجل الثاني السابق في الراديو «والتعويضات المستحقة له عن فترة عمله التي امتدت 32 عاماً في قطاع الصوتيات والمرئيات العامة والتعويضات الخاصة بالأضرار التي لحقت به». ولكن لنعد قليلاً إلى الوراء. إلى 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2004. يومها قرّر رئيس مجلس إدارة الإذاعة أنطوان شوارز صرف مينارغ من العمل. أما السبب المعلن فهو «التسبب في إحداث اضطرابات كبيرة داخل المؤسسة». لكنّ الحقيقة أنّ صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية نشرت في اليوم نفسه مقابلةً مع صاحب «أسرار حرب لبنان» أعلن فيها أنّه ضحية تلاعب من «لوبي يهودي يرفض توجيه أي انتقاد إلى إسرائيل»، وهو ما دفع نقابات موظّفي RFI إلى الاحتجاج والمطالبة بفصل مينارغ. وكان كتاب «جدار شارون» الذي وصف فيه الصحافي الفرنسي إسرائيل بالدولة العنصرية ورأى أنّ بناء جدار الفصل العنصري في الأراضي المحتلة يعود إلى جذور الفكر اليهودي العنصرية تجاه الأديان والأعراق الأخرى. وقد أثار هذا الكتاب موجة احتجاجات من جمعيّات يهودية مناصرة لإسرائيل في فرنسا وأوروبا، وصفت مينارغ طبعاً بـ... المعادي للسامية.
يُذكر أنّ مينارغ لم يكن الوحيد الذي فُصل من RFI بسبب انتقاده لإسرائيل. إذ واجه رئيس التحرير في الإذاعة ريشار لا بيفيير المصير نفسه بعد إجرائه مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد.