محاضرة د.دالى فى واشنطن...كشفت عن فقر الفكر والممارسة للجمهوريين!!!!!

أخوانى وأخواتى الأعزاء

لكم منى السلام والتحية...


محاضرة د.دالى فى واشنطن...كشفت عن فقر الفكر والممارسة للجمهوريين
أسامة خلف الله مصطفى- نيويورك-مل بيزين
[email protected]
يمثل تيار الجمهوريين تهديدا واضحا للتيارات الفكرية والسياسية بالسودان وهذا التهديد ينبع من أن الجمهوريون يتخذون سلاح الفكر والممارسة فى حواراتهم مع التيارات السياسية الأخرى. وبما أن الأحزاب التقليدية جعلت الولاء للزعامات من أرفع المقامات وأهملت الجوانب الفكرية فلذلك سهل على الجمهوريون إبتلاعهم فى ساحات الفكر والحوار. أنا واحد من الذين تتوقوا شوقا لسماع الرجل الثانى فى الحركة الجمهورية بعد إستشهاد الأستاذ محمود محمد طه وذلك حسبما ما شهد له بعض الذين عاصروه بأنه يمتلك قدرا واسعا من الحجة والمنطق فى الإقناع.

لم أكن أتوقع أن يرد علىّ الدكتور بمنطق " لا يكن أحدكم إمعة" فى سؤالى إلية عن موالاة الجمهوريين لسلطة العسكر من 69 وحتى 82 ، فى حين أن الأستاذ محمود سلم إبراهيم عبود مذكرة كتب الاستاذ محمود خطابا لحكومة عبود أرفق معه كتاب أسس دستور السودان وطالب فيه بتطبيق مقترح الجمهوريين بإقامة حكومة ديمقراطية ، اشتراكية وفدرالية وقد تم تجاهل ذلك الطلب

فالآستاذ (عطر الله ثراه) وتلميذة د.دالى لا يختلفون كثيرا عن قادة الأحزاب التقليدية الذين أصابت قلوبهم وعقلوهم بداء اللامبدئية وأصبحت ظاهرة إرتمائهم فى أحضان العسكر ظاهرة لا يريد المواطن السودانى عيون زرقاء اليمامة لرؤيتها. وبما أن د.الى مفتون بإسلوب السلفيين الحرفيون الذين يريدون دليلا على كل حرف تنطقه، فدعونى أستعين بعباراته حرفيا فى رده على سؤالى عن مشاركتهم فى حكومة أبو العباس جعفر النميرى "صحيح ، ومن الذى لم يؤيد النظام العسكرى؟".

فبهذا الرد يحين لابا حنيفه أن يبسط رجليه، تحدث د.الى عن الوضوء بدقة متناهية وكذلك عن مرتبة الإسلام من الإيمان والصلاة ما بين الصلاتين كما فهمه عن أستاذه ويخال لك أنك تستمع لمجددين فى الدين بتلهف وأمل جديد ولكن يسقط فكر الجمهوريين كله فى العقبة التى تكسرت عليها المصداقية الدينية والسياسية لللاحزاب الدينية فى السودان، وهى أن جوهر الدين هو عدم موالاة الظلم والظالمين وإستخدام فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لمقاومتهم. أحسست بالإشفاق على الجمهوريين وهم يدهسون على مبدأ "العدل الإلهى" والذى يتمحور فى أن عدل الله لا يمكن أن يكون حقيقة إذا لم يهب الخالق الحرية للانسان، وإذا كان هنالك نظام حكم ينزع هذه الحرية ويدهسها تحت دباباته ثم يأتى د.دالى بمنطق الإمعه فى أمر جوهرى كهذا، فإنه والله فساد فى الرأى والممارسة. وأن الأستاذ محمود محمد طة وبكل أسف لا يقل ضحالة فى الفكر والممارسة عن طيبى الذكر أبناء السيد على الميرغنى وأحفاد الإمام عبد الرحمن المهدى

والمنطق الذى إستخدمه د.الى فى تبريره لمشاركة الجمهوريين فى مايو ، لهو منطق يدعو للشفقة والرحمة على فكر يبدو أنه وكما يقول الأمريكان " مُقيم ومُصنف تصنيف عالى أكثر مما يستحق". فدكتور دالى يبرر دخول الجمهوريين فى مايو بهذا المنطق " وجدنا الخيار بين عساكر لا يدّعون الدين وبين أحزاب مهووسة دينيا" "دعمناها لان بديلها مهووس"

. والتذرع هنا بحادثة حل الحزب الشيوعى هنا لكى يصنف الجمهوريون الأحزاب بأنها مهووسه ولذلك وجب مناصرة وموالاة الإنقلابيين لهو سقطة فكرية لدكتور دالى ولفكر الجمهوريين. منذ متى يا دكتورنا العزيز كانت معالجة ممارسات النظام الديمقراطى تأتى من خلال الكفر به والوقوع فى أحضان الإنقلابيين؟؟. أهل نحن هنا بصدد حزب يتعامل بردود الأفعال أم حزب له فكر ورأى مبدئى فى نوعية الحكم الذى ينبع من أساس دعوة رسول الحرية؟؟ أم أن عقلية أركان النقاش وإنفعالاته؟؟.

وسوف لا أخفى عليكم سِرا أن د.الى ظل يردد طوال الندوة بأنه من دعاة الديمقراطية والمؤمنيين بها، فهل يا تُرى حدثت ردة حقيقة للاستاذ الراحل(طيب الله ثراه) وتلميذه فى الفترة من 69 الى عام 1982؟؟؟ أم حدثت غيبوبه فكرية ؟؟

أخوانى وأخواتى الأعزاء

؟؟. إن د.الى وأستاذه (طيب الله ثراه) يمثلون التيارات الدينية السلفية التى تهتم بمستصغر الإمور ويصعب عليها الرأى والموقف فى عظائمها، فالإستاذ وتلميذه فى لحظة غيبوبه فكرية تنكروا لمبادى العدل وعدم موالاة الظالمين ومبدأ الشورى الراسخ كاسأس للحكم وقرروا موالاة فرعون لمدة تذيد عن عقد كامل من الزمان ثم فجاءة يعترضون عن القوانين التى أصدرها فرعون بحجة أنها ليست من الإسلام فى شىء.

وهنا أتذكر موقفهم بموقف رجل من أهل العراق أتى للحسن البصرى ليسأله عن حكم دم الباعوض فى إفساد الوضوء ، فرد عليه الحسن البصرى " يأ أهل العراق أسبتحتم دم الحسين تم تأتونى لتسألوا عن دم الباعوض؟؟". فعندما إستباح السفاح دماء الأبرياء فى السبعينيات ومنهم الشيوعيون (الذين يدعى د.دالى بأنهم ناصروا الإنقلابيين لحادثة طردهم من البرلمان) لم تحرك فيكم شعرة ، هدم حكم الجماهير بوقع دبابات 69 وسرقة القروض التنموية وكبت الحريات آنذاك لم تحرك فيكم شعرة ، كل الذى أثار وطنيتكم العظيمة وغيرتكم على دين الحرية هو سن قوانين 1983؟؟؟.

أخوانى وأخواتى ألأعزاء

يا تُرى ما مصير هذا الوفاق مع الإنفلابيين إذا لم يعلن فرعون السبعينات عزمه إستغلال الدين وسن قوانين سبتمبر؟؟؟ إننا هنا وبدون شك أما حركة وحزب سوف أستعير وصفه من فم فهمى هويدى وهو "التدين المنقوص".

أخوانى وأخواتى ألأعزاء

لقد كان وما زال الموقف المبدئى من الأنظمة الشمولية هو ورقة عباد الشمس التى فشلت معظم الحركات السياسية وقادتها على إبقائها على لونها حينما تختبر فى مواجهة العسكر........

وبكل أسف د.دالى ليس بأستثناء......

للذين فاتهم ما قاله د.دالى فة ندوة واشنطن ورده على موضوع مايو 1969:
http://sacdo.com/Video57/012409_AhmedDali/Dali_4.asp[/URL]