حتماً.. ستتعاطى الحكومة مع الجنائية !..

خط الاستواء
الكاتب/ عبد الله الشيخ
Wednesday, 25 February 2009
حتماً ستجد الحكومة نفسها في حالة ما من حالات التعامل مع المحكمة الجنائية.. والدليل أن الحكومة على لسان السفير عبد الحليم تقول مراراً وتكراراً إنها غير معنية بما تصدره المحكمة.. وفي ذات الوقت يقول السفير إن الحكومة السودانية قد وضعت عدة سيناريوهات للتعامل مع (صادر) المحكمة الجنائية.. ويرفض السفير عبد الحليم الإفصاح عن تلك السيناريوهات قائلاً إن لكل حادث حديث..

هذا يذكرنا بقصة السوداني حلف بالثلاثة أنه لن يتعاطى (الصعوط) بعد اليوم!. واتخذ القرار هكذا أمام جمهور غفير مثلما تفعل الحكومة التى ارسلت القسم وراء القسم أنها لن تتعامل مع المحكمة وأنها لن تسلم سودانياً ليحاكم خارج السودان.. وتضيف أيضاً أنها لن تسلم (ولا كديس، ولا ضفر).. مما يعنى أن الحكومة ذاهبة في اتجاه التصغير لتعلن قريباً جداً أنها لن تسلم ولا ذرة.. إن صح علمياً أن الذرة هي أصغر ما في الأكوان..
ونعود إلى قصة السوداني الذي اقسم باليمين المغلظة أنه لن يتعاطى (التمباك).. في اليوم الأول لاتخاذه القرار كان السوداني المسكين...(الخرمان) قد خسر كل صداقاته الحميمة في المصلحة، والمصلحة هي مصلحة البريد والبرق، التي تشهد هذه الأيام حميميات الخصخصة وثمراتها!..
في اليوم الثاني كان السوداني قد تشاكس مع بتاع الدكان، الذي اقسم هو الآخر ألا يسمح له بالاستدانة والجرورة بعد أن كال له اتهامات من نوع يا لئيم.. يا ما عندك خوة!..
في اليوم الثالث، كان السوداني الخرمان قد تشاجر مع كمساري الحافلة ووصلت المشاجرة إلى البوليس.. واستدعي البوليس أهله وذويه للاستفسار عن (حالته الصحية)..لأن الضابط (النبطشي) لاحظ أن السوداني المسكين قد اشتبك مع الكمساري في أمر لا يخصه نهائياً..

ولما كان (النبطشي) يعرف سلطان ود عماري على النفوس (العاشقة)!.. فقد كان حرياً به أن يضحك من قصة صاحبنا.. بعد أن (نفض له الكيس).. لكن صاحبنا.. أصر على أن يكون باراً بقسمه الذي قطعه أمام الجماهير.. وقال بحدة وصل رأس سوطها إلى (النبطشي)!.. حين قال وهو (متفلتاً) و(ماداً) يديه نحو الدبابير:ـ إنت قايلني وليد يا.... أنا ما برجع من كلامي.. أنا راجل قدر كلمتي البقولا..
كان يوم العمل في مصلحة البريد والبرق قد شارف على الانتهاء.. ولكن صاحبنا السوداني الخرمان أصر على أن يذهب (للتسجيل).. ولتأكيد أنه ضد الخصخصة!.. أمام البريد والبرق وجد رهطاً من المناضلين ضد العولمة والخصخصة، والسوق الحر.. وأول ما قام به صاحبنا أنه اشتبك مع قائد العمليات الثورية ضد الخصخصة متهماً إياه بالعمالة للشركات متعددة الجنسية التي آلت إليها المصلحة العتيقة..
وهكذا أعيد صاحبنا السوداني مرة أخرى إلى قسم البوليس.. وهناك عرض (النبطشي) عليه مرة اخرى أن (يفك الريق ,,ويفك الحليفة) ويصوم ثلاثة أيام.. ولم تحفظ الأضابير الشرطية البلاغ لأن الأضابير كلها- هذه الأيام- تحتفي بأي صراع داخل جنبات (الطبقة)...
أعيد صاحبنا السوداني إلى بيته معززاً مكرماً.. بعد أن نجا من البوليس مرتين خلال يوم واحد..
رأى أهله وذويه.. واقترحت زوجته أن تتوسط اللجنة الشعبية لديه كي يعود إلى تعاطي ود عماري..
لكنه رفض..
فاقتادوه إلى الفقي.. الى الفكى .. لاصلاح شأنه بـ (البخرات )..
فسأله الفكي عن الحال والأحوال.. فقال السوداني الخرمان .. صاحب القسم الغليظ ضد (الصعوط):ـ
والله يا شيخنا.. أنا (خليت التمباك) من يومين تلاتة.. وما حصلت لي أي حاجة..
ما حصلت لي أي حاجة !..
هنا انتفضت زوجته، لأول مرة في التاريخ قائلة له وللفكي وللحاضرين: يعني حيحصل شنو أكتر من كدى؟..
ونعود إلى المحكمة الجنائية.. وننتفض فى وجهها على طريقة الزوجة الحريصة على اعتمار مزاج زوجها (كيفاً وكماً)!..
ما هو الاحتمال الأسوأ، الذي سيحدث.. أو الذى لم يحدث؟..
وعلى حد تعبير أبو داؤود.. (في حب يا أخوانا أكتر من كِدا)؟!..

(*)

يا كمال ..تحياتى
اشكرك على رفع البوست ..
بالامس كتبت لك للاخ هاشم تعليق على البوست الناهض الآن على المنبر .. ولكنى وجدت التعليق قد اختفى ..
هل اصبح "هاشم" الى هذا الحد من الضيق والضجر بالرأى الآخر ؟ أم ان التعليق اطاح به"الشديد القوى"؟..

*