الحكومة تشوه صورة مبدعينا (تشييع الطيب صالح مثالا)

كانت جنازة كاتب السودان العظيم الطيب صالح وتشييعه الي مقابر البكري اكثر من متواضعة فقد حضر التشييع الرسميين اما الحضور الشعبي فكان قليلا ان لم يكن غائبا تماما وعند مقارنته ببعض من شيعوا تعتبر جنازة عادية كأن المشيع لم يكن احداعظم روائي القرن العشرين.وعند النظر الي تشييع مصطفي سيد احمد او جون قرنق واحمدالميرغني يتملكك الهول من عزوف السودانيين عن المشاركة وهم المعروف عنهم الاحتفاء بالميت والتجمع لتشييعه الي مثواه الاخيرايا كان هذا المشيع!
الطيب صالح بصرف النظر عن رواياته ومكانته العالمية شارك السودانيين همهم الغالب في مجابهة حكم الانقاذ بمقال يعتبر مرجعا بعنوان من هؤلاء ومن اين اتوا؟ولاقي المقال رواجا بين فئات الشعب السوداني وتناوله القراء كمنفستو لرفض حكم الانقاذ .قبل سنوات حضر الي السودان وتصادف ذلك اختيار الخرطوم كعاصمة للثقافة السودانية وحاولت مذيعة تلفزيونية الربط بين قدوم الطيب والفعاليات الا انه نفي ذلك وقال ان القدم ليهو رافع وان هذه التسميه لا تعني ان الخرطوم ستصبح عاصمة مثقفة بل ان الثقافة تكون باحترام التعددية الثقافية السودانية وقال ان الكمونية العرقية تعتبر عصارة الثقافة السودانية التي يجب الاعتناء بها.ما اردت ان اشير اليه انه بعد المرض الذي الم بالطيب صالح ذهب التلفزيون السوداني لاجراء حوار مع الاديب الكبير وتم جره الي اسئلة طرحت عليه دون مراعاة لحالته الصحية وظروفه ورغم انني اعتبر ان ردوده كانت عادية في الغالب الاعم الا ان الاعلام الحكومي فرضت سلطانها واظهرت الاديب بمظهر الحادب علي الانقاذ والمروج له.وكان لتاثير التسليط الاعلامي وقعه علي نفس المواطن السوداني البسيط الذي حاول ان يقارن بين مقال الطيب صالح في مجلة المجلة وهذا اللقاء التلفزيوني وكانت المقارنة محبطة له بكل تاكيد.لا شك ان الطيب صالح شخصية سودانية متفردة وكان علينا ان نحتفي به عند تشييعه كما يجب ولكن الحكومة تريد دائما ان تختار خاتمة غير طبيعية لاناس لهم مكانة كبيرة في ذاكرة الشعب السوداني.علي الفنان وردي ان يعتبر ويتعظ مما حدث.الا رحم الله الطيب صالح بقدر ما اعطي اما نحن فعلينا ان نغفر له اذا كان البعض قد اظهره كما يحلولهم.