هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟

هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟


02-19-2009, 11:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1235040289&rn=0


Post: #1
Title: هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 02-19-2009, 11:44 AM

بدأ الطيب صالح (عليه رحمة الله وغفرانه) حديثه ب:


أغامر بالقول إن المعري لم يكن فيلسوفا بل كان شاعرا أولا وأخيرا".

في مقدمة المحاضرة التي القاها ضمن فعاليات معرض الدوحة للكتاب .




محطما بذلك الصورة المألوفة التي ترسخت في ذهن القارئ العربي عن صاحب "رسالة الغفران" باعتباره فيلسوفا وزاهدا.


الي اي مدي كان الاديب محقا في مغامرته ، عند نفيه الزهد والفلسفة ، عن ابي العلاء ؟؟


تاريخ المحاضرة 12/12/2004 .

Post: #2
Title: Re: هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 02-19-2009, 12:40 PM
Parent: #1

وقد نسب الطيب صالح في محاضرة بعنوان (أبو العلاء شاعرا) توصيف المعري فيلسوفا وزاهدا إلى عميد الأدب العربي طه حسين الذي روج لتلك الصورة في كتاب "مع المتنبي".

ودحض الطيب صالح أطروحة "الفيلسوف الزاهد" منذ البداية، معتبرا أن وضع المعري في خانة الفيلسوف تضييق لأفقه الفكري وتسييج لخياله، واستدل على ذلك بكون المعري لم يكن صاحب نسق فكري رغم الطابع الحكمي الذي ميز كتاباته.



أما صفة الزهد التي ارتبطت بالمعري فقد فندها الروائي السوداني بالنبش في المنتوج الشعري للمعري والاستشهاد بأبيات مشحونة بالإيحاءات الإباحية وبالهوس بالمرأة وبالاستعارات التي تدور في فلك الشبق المكبوت

احد المعلقين ، الحاضرين في الملتقي ، كتب مبررا لمنحي الطيب صالح في نفيه موضوعة الزهد والفلسفة

ما يلي :




ولاستدراج الحضور الغفير لاستساغة وتمثل دلالات كون المعري شاعرا، قدم الطيب صالح كلمته بتحويرات حول مفهوم الشعر، معتبرا أنه من المقومات الأساسية في تكوين شخصية وهوية أي أمة تحترم نفسها وخلاصة أحلام الأمة وأشواقها وأشجانها وتصورها لنفسها، أي إيتوسها (روحها).

وأكد الطيب صالح أن هذا التعريف ينطبق أساسا على الأمة العربية باعتبارها أمة خلقها الله شاعرة وأغنت تراث الإنسانية بأعظم إنتاج شعري، مشيرا إلى أن الشعر ظل طوال التاريخ العربي حيا ماثلا في الحياة.

وأكد الروائي السوداني أن الشعر يفجر الطاقة الأريحية الكامنة في الذات العربية ويمثل أداة تعبيرية تجعل الإنسان أكبر مما هو وتجعله يقدم على أفعال كبيرة حتى في هذا "الزمن الأغبر".



Post: #3
Title: Re: هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 02-19-2009, 02:29 PM
Parent: #2

أما صفة الزهد التي ارتبطت بالمعري فقد فندها الروائي السوداني بالنبش في المنتوج الشعري للمعري والاستشهاد بأبيات مشحونة بالإيحاءات الإباحية وبالهوس بالمرأة وبالاستعارات التي تدور في فلك الشبق المكبوت

اولا :


هل يكفي التوصيف اعلاه لينفي المسلك الزهدي لابو العلاء ، بكل تأكيد لا !!


اذا ما هو الزهد ؟ ونشأته في التاريخ العربي الاسلامي وولادته كرفض سلبي لايدولوجية الخلافة وقتها؟

وهل زهد ابي العلاء زهد معرفي ام زهد سلوكي ؟

ثانيا :

يدحض الطيب صالح وجود نسق فكري يمكن ان يوصف به ابي العلاء فيلسوفا وهو اطلاق صحيح ..

رغم الالتباس الذي نقع فيه هكذا ، عندما عندما نرفض اثر علم الكلام المعتزلي وممهداته للفلسفة العربية

الاسلامية في طابعها الخاص..

يقودنا ذلك الي :

ماهية الفلسفة العربية الاسلامية وخصوصيتها، كحركة نشأت من علم الكلام والفكر المعتزلي ، فحملت المسائل

التي اهتم بها علم الكلام والفكر اللاهوتي..

وهل ابي العلاء كان فيلسوفا ام شاعرا يتخخل شعره قيم حكمية وفلسفية وليدة تلك الحركة الصاعدة من المباحث

الكلامية والفلسفية..

Post: #4
Title: Re: هل غامر الطيب صالح بنفي الزهد والفلسفة عن ابي العلاء المعري ....؟؟
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 02-20-2009, 11:48 AM
Parent: #3

ظهر الزهد مع القرن الاول الهجري (السابع الميلادي )سابقا علي الفترة التي

عاشها ابو العلاء (ولد في معرة النعمان-سوريا363 هجرية،973 ميلادية)..

وكان ظهور الزهد في البداية رد فعل لمقتل سيدنا عثمان واعتزال

مجالات النشاط السياسي والاجتماعي العام ، بسبب اختلاف الناس حول علي ، والانقسام الشهير وماتبعه من مواقف

ومقولات بين الفرق المختلفة..

ظهر الزهد سلوكيا يحمل بذور موقف سياسي سلبي ، رافض المشاركة الايجابية في الصراع الدائر

ولكن في الفترة الزمنية التي عاشها ابو العلاء ، كان الزهد رغم بقاءه محافظا علي اطاره السلوكي ، الا انه

تحول الي حركة فلسفية ، بائنة الملامح..لذلك يمكن اعتبار زهد ابوالعلاء ، زهدا

معرفيا وسلوكيا معا..يدعم هذا الاتجاه انه هاجر كثيرا في مدن معروفة بحركتها

الثقافية والفلسفية مثل حلب في عهد سيف الدولة وانطاكية البيزنطية واللاذقية

وبغداد ونهل من دور علمها وكتبها.