في رحيــل الطيب صــالح

في رحيــل الطيب صــالح


02-19-2009, 04:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1235014647&rn=0


Post: #1
Title: في رحيــل الطيب صــالح
Author: عبدالله الشقليني
Date: 02-19-2009, 04:37 AM



في رحيــل الطيب صــالح


كَزَرْعٍ أنتَ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ... و زهى من جماله وتلألأ .
سيدي...
جئتَ لغيبتك الكُبرى . تعوي كائنات الكون كلها من مُر الفجيعة ، ويأتزر النائحون كما كان أهلنا في قديم الزمان يفعلون وتنطلق المناحات غِناءً مسفوحاُ بسكين الحُزن . ها هو يومك قد جاء ونحن في أمسّ الحاجة لرُكن البيت الذي يُعمّره كِبارنا بأفعالهم .
تُرى أي النصال هي التي ترمي جراحاتنا بأسهُمها القتالة فتُكسِّر بعضها، وأي شجر يتأبى السقوط من توقٍ إلى العُلا .. هو أنتَ .
كنتَ أنتَ سيداً من سادة الأعالي . بصوتك العميق الخفيض انطلقتَ من الثرى إلى الثُريا . جاء ميعاد رحيل الكتلة الكثيفة منكَ وحان موعد الروح لتأتلق . هزمتَ كل أمانينا الطيبة واخترت المشيئة وتآمرت معها كي تهرب من الكتابة ، وأن وعود فألك الطيب لنا ليس لإتمام الرواية التي انتظرتك َو تحلُم أن تستقطع من صحتك لنحيا من بعد ونعيش وَجدَكَ المغسول من ملامح الأرياف . فروحك حان ميعاد انطلاقها من سجن الجسد ، ترفرف أجنحتها المضيئة تدور في الأفلاك وتنظرنا من البعيد .

بكاؤنا اليوم مرٌّ بطعم الحنظل . فارقنا اليوم راسم شخوص الصندل من عبق التُراث ومُطلِقْ بخور القص ..فراشةٌ أنت تتنازع المحبة والعذاب وتدخل نار الأقاصيص من فرحٍ . كنتَ سيدي تُحب وتتعذب . يذوب البنان منك من وهن العاطفة العاصفة . نقرأ فنرشُف عسلك المخلوط بإبر النحل . نشفى ونشقى وتعب لذيذ يسري في الأوردة والشرايين . ذهنكَ المفتون بالطفولة في القرية الوادعة يَثِبُ على ظهور الأفراس في أحسن ما تكون القصص .

حُييت سيدي وبُوركتَ ،

أبكانا فراقُك أنت وأشياء أخرى تستنهضك ، و( دومة ود حامد ) تنتظر أن تثوب إلى مآلها أنثى ناضجةً كرواية مفتوحة الآفاق . ها هي الأحزان تُقعدنا عن النجوى وفارقنا وهج الأفراح ونحن نهبط من حُزنٍ إلى آخر حتى بلغنا عميقَ جرح فراقك فينا . أهي خطايانا أن نذرف الدمع كموجٍ متواتر الحركة من العاطفة المشبوبة إلى الرحيل ؟.
لا أعرف إلا أماً واحدة يُضاهيها فراقُكَ حُزناً كثيفاً على القلب
.أدار المولى أيقونة محبتِكَ في أنفُسنا منذ طفولتنا الباكرة وعلى الفم كرزة وفي الخاطر شجنٌ وتجمّلت دواخلنا من فسيح قصور القص ونحن نتجول ، أو في البراري عندما ندخل من كهف أسرارٍ إلى آخر ، فنعرف آخر المطاف أن عالمك كتبته لنا وسقيته من رياحين محبتك ألفة وعشرة . كانت دنياك بين أيدينا ولم نعرفها حتى حَببها إلينا بنانك الرشيق .
بإذن مولاك الذي تُصافيه صباحكَ والمساء . تجلس لأورادك ، وتتسمع إيقاع "الدليب" مُشتبكاً بعذوبة أصوات مداح رسول الله .

كأنك صورة من جدِك الذي نحتتهُ عصافير الطفولة الحانية قرب الشواطئ وبيوت الطين الساكنة في الليل وتخفي معارك الحياة من تحت الأستار. تدور علينا أنخاب الطيوب التي سقيتنا من خمرها وجمَّلتَ الوجدان .
على مرقدِك أنّا تكون ، ستنام مومياء ملوكية الأثر ، متواضعة كأهلنا الطيبين . غَنّت لنا أغانينا وسعدنا ذات صباح وجلسنا عصراً للقهوة وفي المساء للأنُس.

بإذن سيدنا ومالك أنفسنا ، تندلق قُدور الجنان وتُحلق عصافيرها مع روحك السابحة في عليائها لتكُن مع منْ تُحب .

عبد الله الشقليني
18/02/2009 م

*

Post: #2
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: طلعت الطيب
Date: 02-19-2009, 04:41 AM
Parent: #1

Quote: بكاؤنا اليوم مرٌّ بطعم الحنظل . فارقنا اليوم راسم شخوص الصندل من عبق التُراث ومُطلِقْ بخور القص ..فراشةٌ أنت تتنازع المحبة والعذاب وتدخل نار الأقاصيص من فرحٍ . كنتَ سيدي تُحب وتتعذب . يذوب البنان منك من وهن العاطفة العاصفة . نقرأ فنرشُف عسلك المخلوط بإبر النحل . نشفى ونشقى وتعب لذيذ يسري في الأوردة والشرايين . ذهنكَ المفتون على الطفولة في القرية الوادعة يَثِبُ على ظهور الأفراس في أحسن ما تكون القصص .

Post: #3
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: عبدالله الشقليني
Date: 02-19-2009, 04:52 AM
Parent: #2

أخي الطيب
إنها من آثار فتنة الحُزن
والجروح التي تأبى الشفاء

Post: #4
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 02-19-2009, 08:17 AM
Parent: #3

*
*

نُفيدُكَ يَا سيِّدي الطَّيِّب ويَا ذَاكَ

الصَّالح .. وَيَا مِرْبَدَ الْحُرُوفِ بأنَّا :

سَاءَتْ أحْوالُنا وكَثُرَتْ ابْتِلاءاتُنا ، وأدركَتْنَا الْحَيرةُ واعْتَلانَـا الْوُجُـومُ

وشُجَّتْ رؤوسُنا حُزْنـًا ، وأذْلَقَ مَحَاجِرَنا الْبُكَاءُ فجَلَسْنَا على سُهُوبٍ

بِلا مَاءٍ وَافتَقَدْنَا بَعْدَكَ خَوْخَـةَ الْخُرُوجْ ..!

هُنَا تِيـهٌ كَالِحٌ وضَـاربٌ وقَـاسٍ ،

ومَوْتٌ يُرَبِّعُ الْيَدَينِ يَنْتَظِـرُ مَنْ يَرْضُخُهُ

بَعْدَكَ بالتُّرَابْ ..!!

فَعَفْوًا أيُّها الْمَوْتُ وشُكْرًا ،

ثُمَّ عَفوًا ..

عَفْوا .


*
*

Post: #5
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: خالد أحمد بابكر
Date: 02-19-2009, 08:28 AM
Parent: #4

من يوم ربيت وانت الوليد الفالح
عزيت الوطن ما كُسْتَ فيهو مصالح
ثابت في مواقفك لو زحَّ بحر المالح
عزيت الاسم ما إنت طيب وصالح

(أحمد الشيخ)

Post: #6
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: نادية عثمان
Date: 02-19-2009, 08:49 AM
Parent: #5

وجعنا الليلة مالو حدود

وجع جوة الوريد ممدود

مات الصالح المريود

مات فارس الكرم والجود !!

Post: #7
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: خضر حسين خليل
Date: 02-19-2009, 09:18 AM
Parent: #6

Quote: كأنك صورة من جدِك الذي نحتتهُ عصافير الطفولة الحانية قرب الشواطئ وبيوت الطين الساكنة في الليل وتخفي معارك الحياة من تحت الأستار. تدور علينا أنخاب الطيوب التي سقيتنا من خمرها وجمَّلتَ الوجدان .



الله الله يا صديقي !

Post: #8
Title: Re: في رحيــل الطيب صــالح
Author: Tayseer Elmobarak
Date: 02-19-2009, 10:00 AM
Parent: #1

Quote: سيدي...
جئتَ لغيبتك الكُبرى . تعوي كائنات الكون كلها من مُر الفجيعة ، ويأتزر النائحون كما كان أهلنا في قديم الزمان يفعلون وتنطلق المناحات غِناءً مسفوحاُ بسكين الحُزن . ها هو يومك قد جاء ونحن في أمسّ الحاجة لرُكن البيت الذي يُعمّره كِبارنا بأفعالهم .

يا الله ... رحيله غصةٌ في القلب لن تزول أبداً ....

Post: #9
Title: الطيب والشعر
Author: عبدالله الشقليني
Date: 02-19-2009, 10:08 AM
Parent: #1


الأحباء :
الشاعر : محمد زين الشفيع أحمد
الأستاذ م خالد بابكر
الأستاذة / نادية عثمان
الأستاذ / خضر حسين خليل


الطيب صالح والشعر :



بيده السيف يكتُب ،
ثم يستلقي في بَهو الشعر :

لم أزل أعجب من الأديب الطيب صالح ، كيف التقت بأنامله مروج الشِعر والنثر في الكتابة عنده منذ أوائل الستينات من القرن الماضي ؟ . عندها كان من يقبض خطرات الشعر ويُجلسها لتُلَوِّن نثر الكتابة ، وسلسبيل الوصف والحكاوي القصصية ، كأنه يُجري الحَفر في اللُغة الرائعة ، ينثر الحديث على مسير القص ، ثم يستدرك ليركب السوابح في فضاء الشِعر الحالِم .
لم أزل أذكر للطيب صالح عندما استكتبته ( مجلة الدوحة القطرية ) أواخر سبعينات القرن الماضي فكتب مقالاً بعنوان ( حديث الشعر ) أقطف لكم بعضه لننير نافذة تُطل على علاقة ذاك الأديب المُميَّز بالشعر :

{كُنت في شبابي أهوى فتاة من الشام ، تعرفت إليها وإلى أهلها في لندن . كانت فرعاء دعجاء ، لعساء ، مع توقد في الفكر ، وطلاوة في الحديث ، أو هكذا خيل إليّ في ذلك العهد ، فما كُنت قد بلغت الثلاثين بعد ، وا حسرتاه . ولسبب لا أذكره الآن ، عادت الفتاة إلى الشام وبقي أهلها في لندن . ثم سافرت إلى بيروت في بعض شأني ، فحمّلني أهلها إليها رسائل وأشياء ، سررت بها أيما سرور ، وقلت إنما هي علة من تلك العلل التي ذكرها الشاعر :
وكنت إذا ما زرت زرت لعلّةٍ
فأفنيت عِلاتي فكيف أزور
وفي بيروت وجدت من أوصل إليها الرسائل والأشياء ولبثت أنتظر الأسبوع والشهر علها تكتب أو تقول ولا سؤال منها ولا جواب . غاظني ذلك ، وأيم الحق ، يا رعاك الله ، وكنت أعرف منها ولعاً بالشعر ، وما أنا بشاعر ، ولكنني مع ذلك أقسمت أن أرسل لها شعراً يكون حجة لي بين يديها . جلست ساعات أعمل الذهن وأستجدي القريحة ، ثم بعد جُهد جهيد ، وعناء شديد ، وكان الليل قد\ ذهب إلا أقله ، لم أجد غير هذه الأبيات الركيكة التي أتلوها عليك الآن ، وقد حفرت في ذاكرتي حفراً لما تكبدت في نظمها من عناء . قلت ، أطال الله عمرك ، وأدام عليك نعمة الصحة والعافية :

حرام عليكم أن نكون ببلدة
ولا تذكروا عهدا ولا تسألوا عنّا
ولا تشكرونا للرسالة بلغت
ولا تكتبوا سطراً نقر به عينا
فهل نحن خدام لكم ، دام فضلكم ؟
وهل نحن أتباع لكم ، زدتموا حسنا ؟
فأنّا كرام من بلاد كريمة
يؤثر فينا اللطف والقولة الحسنى
ونحن اللائي لا نطلب الود عنوة
ولكننا نرضى إذا نحن أُرضينا .

و والله ما مرّ يومان أو ثلاثة حتى جاءني منها ما أعاد إليّ صفاء روحي وطمأنينة نفسي . ثم مضت لسبيلها ومضيت لسبيلي ، ولم يبق إلا عقابيل أحزان ، كما يقول النصيب ، غفر الله له ، وأنزل على قبره شآبيب الرحمة .
كان هذا أول شعر قلته ، ثم في تلك السفرة أيضاً قلت بيتين من الزجل ، ليس لي غيرهما قبل أو بعد . }

Post: #10
Title:
Author: كمال ادريس
Date: 02-19-2009, 10:23 AM
Parent: #1

http://www.asharqalawsat.com/sections.asp?section=19&ep...ture=1&issueno=11041

Post: #11
Title: Re:
Author: سمية الحسن طلحة
Date: 02-19-2009, 02:12 PM
Parent: #10

" إنَّا للهِ وإنَّا إليْهِ رَاجعونَ ."

هذا رحيلٌ آخرٌ ...!
وأنا التي
قد كنت أضناني الرحيل
فقد انطوت إطلالة
سيظل محياها جميل
وتساقطت أغصان دوحٍٍ
مثمر رغد ظليل
كم كان للجوعى
في فيِّها رتع
وكم كان للعطشى سبيل
وتلازمت أتراح قلبٍ
مدنفٍ واهيٍ عليل
...
أستاذي / عبدالله الشقليني
لكم صادق العزاء والمواساة
ولكافة الأمة
الطيب صالح
يفتقده وطن بحاله
قبل قليل هاتفت
د.أمير تاج السر
معزية له في فقد خاله
وعلمت انه حينها في مطار الخرطوم قادمًا من الدوحة
وهم في انتظار الجثمان الطاهر ليوارى ثرى بلاده
التي قال الأديب الراحل في آخر ما قال عنها:
"" أتمنى أمشي البلد وأشم نسيما وترابا،،
ويالها من أماني ...
طُُبعت على قوبنا بمداد الدمع الذي ذرفته
ليس على الله بعزيز ياعزيزي
الطيب الصالح
أن تتنسم الفراديس
...

Post: #12
Title: Re:
Author: ضياء الدين ميرغني
Date: 02-20-2009, 03:51 AM
Parent: #11




نحو افق بعيد وفاء للراحل العظيم الأديب الطيب صالح



للكتابة سحرها الآخاذ . ولها لسان يسحر الألباب ، ولكن قليل هم من يمتلكون ناصيتها وحبكة جملها ومفرداتها وقد كان اديبا الراحل الكبير الطيب صالح أحد ابرز فرسانها.



لاديبنا الراحل بصمة عالمية نقلته من التعبير عن الواقع المحلى بلغته الممزوجة بالشعر الى مصاف ابرز كُتاب اللغة العربية فى القرن العشرين بعدد قليل من الروايات مقارنة



بروائين آخرين ، ولكنه استطاع ان ينجز عبرها مشروعه الثقافى الضخم ، فى بلاد تتقاذفها امواج محيط متلاطم من ثقافات وتكوينات مختلفة تكاد ان تعصف بها . وبكيانها

وبكل تأريخها التليد والمجيد ، كان شجاعا فى مواجهة العلة التى ادت الى وفاته كما كان شجاعا وجرئيا فى قولة الحق مهما كان المقصود بها . تنقل فى عدة مناصب ذات طابع ثقافى

وفكرى ونقلنا الى حيث يريد عبر الهامه الادبى والفكرى سواء كانت رواية او مقالة ونحو افق بعيد خير مثال وشاهد .

لم تغب اوجاع الامة العربية ووطنه السودان عن باله وهو فى اشد حالات وجعه جراء الداء اللعين الذى خطف منا ارفع رموزنا واوسمهم مكانة .فمضى وكأنه يلقى بوصيته الينا

أن كفانا ما يحدث فهل من مجيب؟

فرقتنا السياسة والساسة شَر فرقة ، ومزقت اواصرنا ورباطنا مثل تمزيق قماش بالى وهرئتنا مثل ورق اكلته (الاردة) فبتنا عراة ،حفاة، من كل ما نفخر به فى هذا الزمان . وحده قال

ما يجب أن يقال فى حينه ، وفى الزمان والمكان المناسبين. ومضى ينشُد افقه البعيد . وتركنا فى حيرة لا ندرى هل نبكيه ام نبكى انفسنا .

عرَفنا بالعالم وعرَف العالم بنا فمصطفى سعيد لا زال يتجول بيننا ويعيش داخل عربى وسودانى مهاجر فى بلاد الغرب منذ ان خَط اشهر روايته موسم الهجرة الى الشمال ،والتى ترجمت الى مائة لغة

واتوقع عندما يقراء العالم روياته الاخرى التى لا تقل جمالا وحبكة عن موسم الهجرة الى الشمال ،فسيدرى كم كان عظيما هذا الطيب الصالح . اتوقع ان يقبل السودانيون على كتاباته ورواياته وهى عادة متأصلة ان لانعطى الإنسان حق قدره فى حياته ، اتوقع ان يعرفونه ويوفونه بعد غيابه الجسدى مكانه الصحيح .

امنية وامل ظل يراوده فى آخر ايامه التى كان يعلم انها قد دنت وتحدث كثيرا عن هذا الأمر وقال بلسانه مايشتهيه ولكن دمعة سالت على خدوده الوضيئة كذَبت ما كان يأمله وافصحت عن ما كان يدركه.

لك الرحمة والمغفرة اديبا العظيم ونهرنا الثالث الطيب صالح

http://diyamirghani.1toxic.com/admin.php?ctrl=posts&tab=posts&blog=1#post_1

ضياء الدين ميرغني الطاهر

Post: #15
Title: Re:
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-05-2009, 09:44 PM
Parent: #12

الأكرم : ضياء الدين ميرغمي

جملت الملف بنثيرك .
عاصفة حزن ، وأمطار حنين .
شكراً لك وسنعودك لاحقاً

Post: #13
Title: المجد والخلود للطيب
Author: عبدالله الشقليني
Date: 02-20-2009, 04:24 AM
Parent: #1


الشكر للأحباء :

تيسير المبارك
سمية الحسن طلحة
كمال إدريس
ضياء الدين ميرغني

وسنعودكم جميعاً .

كتبنا في أوائل أغسطس ملفاً عنه تطفل عليه متطفل في سودانيزأنلاين ودمر الملف ضمن عدة ملفات دمرها ( الهكر ) ، و وجدته لحسن الحظ في الحاسب الألكتروني ، وهذا نصه :



الشفاء للطيب صالح وقد نشر الوعي بطيب خاطر.



تعودنا أن نكون في شغلنا الشاغل حتى يفاجئنا هازم اللذات . عندها نركُض للعزاء ! . بائس أنتَ أيها النهج ووضيع أنتَ أيها المسلك .

هذا الطود الروائي الشامخ عصي على النيل منه، ولو تجبرت الأقلام أو اتخذت القوى التي تريد النيل منه سيوف من لا يشبهونه، ونفوسهم توسوس:

كيف لهذا البلد المغمور الذي يقولون عنه منذ زمان إنه رجل إفريقيا المريض أن ينهض منه هذا الروائي العملاق؟
متواضع المسلك من أثر ميراث الجدود والأوطان التي تسكن الذاكرة.
فلتنهض سيدي النائم على بساط الأمل ونرفع صوتنا. لتقف الإنسانية كلها تضامنا معك سيدي. لتقف أنت جسداً وعقلاً لتُتِم سجادتك الروائية الباهرة وهي تسألُكَ في أحلامك:
ـ لِِمَ تركتني ؟

أتذكر حين جلست تكتُب موسم الهجرة إلى الشمال :


" ..وأحسستُ ببرودة الماء في جسمي . كان ذهني قد صفا حينئذ، وتحددت علاقتي بالنهر ، إنني طافٍ فوق الماء ولكني لست جزءاً منه ، فكرتُ إنني إذا مت في تلك اللحظة فإنني أكون قد مت كما وُلدتُ ، دون إرادتي . طول حياتي لم أختر ولم أُقرر، إنني أُقرر الآن إنني أختار الحياة. سأحيى لأن ثمة أناساً قليلين أُحب أن أبقى معهم أطول وقتٍ ممكن.... "


أتذكر سيدي حين كنتَ تُغالب الصور المُلتبسة في الشخوص التي نهضت من بين يديك . كم عفريت يا تُرى نهض من خاطرة ؟
من جداولكَ الرقراقة بأضواء نجومها المُتكسرة في مهد ليلك العبقري، تعلمنا أن الحرف في جسد الكلمة كحراك المفتاح في بطن القفل، يفتح الأبواب المغلقة.

آن أوان أن يدفع الذين تعلموا منك نذراً من ثمن الوعي الذي أسهمت ،فأنت لا تعلم عمق جذور شجرتك الباسقة يا بهي المراتب . تعصى الدموع ألجمة الحبس وهي تتضامن مع آلامِك آملة أن تشفى ، فأيادي الخير الإنساني الممدودة في أركان الأرض لها أن تنتبه أن هنالك مصباح وعي باهر يجلس لآلامه في الليل وقد أنارته ، ويجلس لآلامه في النهار وقد أغطشته رغم شمسه الباهرة .

لك الشفاء و السلامة يا سيد المُتعبين

عبد الله الشقليني
30/08/2008 م




Post: #14
Title: Re: المجد والخلود للطيب
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-05-2009, 03:52 AM
Parent: #13


http://www.elaph.com/Web/Video/2009/2/411332.htm

لقاء مميز للطيب صالح

Post: #16
Title: Re: المجد والخلود للطيب
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 03-06-2009, 09:38 PM
Parent: #14

http://www.youtube.com/watch?v=d1g-6TgsRAw&feature=related

Post: #17
Title: Re: المجد والخلود للطيب
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-07-2009, 08:44 PM
Parent: #16




الشكر لك أيها العزيز : سيف اليزل برعي
تحية طيبة ،

شكراً لهدية لقاء الروائي الطيب صالح ،
وإنها لخسارة فادحة أن ذهب مبكراً وكانت في نفسه تكملة ( دومة ود حامد )
كرواية مفتوحة .

ما لم يقله الكثيرون أن رواياته يكتبها هو ويقوم بتحريرها والتدقيق
اللغوي أمر شاق ، ولذا كان يرى الرواية عمل مضنٍ ، يأخذ من الجهد الذهني الكثير .
للطيب طريقة نادرة في العمل القصصي ، فهو يدقق في أمر كل كلمة ، بل كل حرف ، وكل جملة ،
وبسينمائية يتنقل في الأزمان والأمكنة ....

شكراً لك


Post: #18
Title: Re: المجد والخلود للطيب
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 03-07-2009, 10:34 PM
Parent: #17

العظماء لا يستحقون الرثاء..والطيب صالح منهم ..عظيم في كتاباته..
خبر الحال الذي يحرك قريته الكبيرة..فعكس بعضه وترك للناس مسارب
ليكتشفون بعضه الساكن..ناغمته المدينة وعفت عليه من غربتها الحنين
فكتب عن حنين الناس في غربة القرية..كان مهتما بالنسق الذي يحرك الإنسان
في محيط إدراكه..ذلك الإنسان الذي يشغل حيزا في داخل كل فرد منا..
لذا إبتعد عن كل ما يباشر الناس من مواقف... العاطفة مؤثرة ياشقليني
تفسد المشاريع الكبيرة..وتجعل المرء متماهيا مع القيمة ومع التراث..
تحد من إستنطاق الأبعاد الصامتة..لذلك لم يتوانى المجتمع بأن يصفه صعلوكا
ومنفلتا عن القطيع..حين طالعهم في كتاب خارج النص وخارج السائد..
ليس السائد في حقيقته, ولكن السائد في نسخته الموثقة..تلك الصورة المنعكسة
عن حال المجتمع..وقتها الطيب صالح كان يباعد بينه والعاطفة.. وحين
غزته العاطفة لم يروق لنا ذلك فقلنا قد سقط الرجل ..ولم يسقط هذا الرجل
هذا حقه في العاطفة .. تلك التي قاومها حتى لا يقع في حيز التماهي والمجاملة
هل سيكون الكاتب صادقا لو كتب مجاملا بنية يحاول أن يخلخل صخرتها?
له الرحمة فقد حفر ثقبا في جدار الأدب الجيد ففاز بمهرة طائعة وخرج عن
المشابهه..فتفرد في الكتابة.

Post: #19
Title: Re: المجد والخلود للطيب
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-08-2009, 10:12 AM
Parent: #18

الأكرم : عبد المنعم إبراهيم الحاج

أكثر ما يشد قوس الانتباه : قوس شددته أنتَ في نظرتك التي تُفصل فيها بين المُشتبِك في رؤى الكاتب
الروائي الطيب ، وفي نظرة الكاتب التي هي سيرة ذاتية من عاطفة لوطنه والمكان ، والناس والظل والشجر . كان الكاتب الروائي هو الطيب الذي عرفناه ، وكانت عواطفه ربما نراها كما تفضلت شيئاً مُختلفاً . إن الجسد والروح الروائية تختلف عن حيوات الكتاب وعواطفهم التي يسجلها الزمان في أنفسهم ، فلهم مثلما لنا حياتهم الخاصة بكامل استدارتها و تضاريسها . لم يكن الكاتب نبياً نتوسمه في رؤى أحلامنا ، ولكنه كاتب مبدع ، أنجز في اللغة الروائية سبقاً في شاعرية السرد ، فطور العربية لغة وتدويناً وتحقيقاً ، و نهج من الفكرة المنسوجة من خيوط قريته ورفعها من الثرى إلى الثريا .....