ديمقراطيان وبينهما (أوكامبو)!..

ديمقراطيان وبينهما (أوكامبو)!..
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
صديقي الديمقراطي الذي يعارض النظام صار بسبب مواقفه النضالية المشهودة أفقر من عشب الفلوات.. لكن من حسن حظه أنه ينعم بصداقة مع ديمقراطي آخر عاش طرفاً من بؤس الديمقراطيين في بداية التمكين و(نفد بي جلدو) في أيام التمكين الأولى إلى إحدى دويلات الخليج..
وعاد ديمقراطي الخارج إلى الداخل مع عودة التجمع إلى العمل الجهري في الخرطوم.. وبني بيتاً في شارع الستين.. في إحدى جولاته على أماكن الذكريات وجد صديقي ديمقراطي الداخل (لايصاً) في شوارع الخرطوم يقرأ من التقارير والأخبار- فقط- ما يتعلق بأوكامبو والمحكمة الدولية والتكهنات والتوقعات، ويحسب بالحساب ما سيتمخض عن جبل الجليد..
أسبغ ديمقراطي الخارج على ديمقراطي الداخل بعضاً مما آتاه الله من فضله.. وقال لصديقنا ديمقراطي الداخل: (ولا كلمة.. إنت حتسكن في بيتي، بيت جاهز وفاضي.. وأنا ما عاوز عرس، إلا بعد ما تدق المزيكة)!..
بين ليلة وضحاها كان ديمقراطي الداخل يسكن شارع الستين، ويتمرغ في وثائر وموكيت، ويستمتع بالفضائيات وخدمة النت، ويدردش على الهوت ميل..
ولوحظ غياب صديقنا ديمقراطي الداخل عن منتديات الحوار الديمقراطي، وفي المرات التي كان يظهر فيها كانت تبدو عليه آثار النعمة، الأمر الذي دفع رفقاء النضال إلى وضعه في قائمة (الارتياب)!..
.. من خلال متابعته للأحداث المحلية والعالمية سمع صديقنا ديمقراطي الداخل بالأزمة المالية فقال: أزمة مالية؟.. يا دوب وصلتكم؟..
ولكن الزمان دار عليه أيضاً وهو في (قصر الصداقة) التابع لصديقه ديمقراطي الخارج.. حين ألقت الأزمة المالية بظلها على النفط تحديداً.. وأصبح سعر البرميل مقارباً لسعر شوال الفيتريتة.. لاحظ ديمقراطي الداخل، مجرد ملاحظة (مبدئية) أن عفش قصر الصداقة قد بدأ في التناقص.. الموكيت بدأ في التناقص.. عدة المطبخ والبتوجازات اختفت.. فقد كان ديمقراطي الخارج يبعث بعضاً من ذويه، على فترات متباعدة لأخذ دواليب البيت، سراير البيت، حلة السريع، ثم الثلاجات، ثم الكراسي.. ثم، وثم، وثم.... ثم توقف الدعم الديمقراطي تماماً بانقطاع خدمة النت عن القصر.. التي تبعتها إجراءات انقطاع الكهرباء وتوقف إمدادات جمرتها الخبيثة..
.. وكلما تناقص العفش، وتضاءلت الخدمة في القصر كان ديمقراطي الداخل يستعيد مقعداً في أماكن الذكريات.. فيشاهده الرفاق يزور اتينيه، والمركز الألماني، ويغشى الندوات التي تقيمها القوى الوطنية الديمقراطية، ويتابع على مضض الاستعدادات لقيام الانتخابات.. وبين الفينة والأخرى يتصفح الجرائد ويقرأ بالإضافة إلى أخبار أوكامبو عن مفاوضات الدوحة..
وبين ليلة وضحاها- أيضاً- أصبح ديمقراطي الداخل (لايصاً) داخل قصر الصداقة، يعلق قميصه على باب الأوضة، ويتوسد بطانية، وينام على سرير المطبخ.. وكنتيجة لانقطاع دردشة النت وجد ديمقراطي الداخل ضعفاً في رصيده العلمي بخصوص تحركات أوكامبو، والمحكمة... الخ.. وحانت له فرصة لإجراء اتصال تلفوني من موبايل ديمقراطي آخر.. بث خلال المحادثة أشجانه لديمقراطي الخارج..
فقال له ديمقراطي الخارج: يا صديقي.. انعكاسات الأزمة المالية دفعتني إلى بيع عفش البيت.. وإذا تفاقمت الأزمة ليس أمامي إلا أن أبيع البيت!..
وبما أن ديمقراطي الخارج (جاب الموضوع من الآخر) فقد قرر ديمقراطي الداخل- أيضاً- أن يجيب الموضوع من الآخر فقال لديمقراطي الخارج: مافي مشكلة.. مافي مشكلة.. إلى حين تفاقم الأزمة المالية يكون الراجل وصل.. وطبعاً لما يجي (ناخد جكتنا معاهو)!..

ديمقراطيان وبينهما اوكامبو!

اوكامبو....

up

ديمقراطى الداخل وديمقراطى الخارج!

up