النشرة الالكترونية من بي بي سي العربية تكتب عن صديقنا العراقي د صفاء الصالح

لم يكن العمل الإعلامي هو طموح صفاء الصالح في البداية.
كانت اهتماماته الأولى تحوم حول نطاق الأدب والثقافة، لكن كتابة النقد السينمائي أدخلته الى عالم الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات العراقية، فوجد نفسه مندمجا في الكتابة ثم الأشراف على الملاحق الثقافية فرئاسة أقسام الأدب والفن ثم رئاسة تحرير مجلة "الأدب المعاصر"التي كان يصدرها اتحاد الكتاب، ومن ثم العودة الى الأقسام الثقافية بالصحف اليومية.

ووجد صفاء نفسه ينتقل الى العمل الصحفى الاخباري بعد التطورات المتلاحقة التي جرت في العراق ومن هنا وفي العام الحاسم 2003 عمل مراسلا لـ بي بي سي العربية من بغداد ثم مديرا لمكتبها.

ويصف هذه المرحلة بأنها أخطر وأكثر المراحل امتلاء بالأحداث في تاريخ العراق، وقد حرص عبر عمله في بي بي سي العربية على أن يكون في قلب الحدث راصدا ومحاورا الفاعلين فيه، والى جانب ملاحقة احداث متسارعة ومطردة لم يسبق لها مثيل من تقلبات سياسية وانفجارات وسيارات مفخخة وانتحاريين واغتيالات وعمليات مسلحة متواترة يوميا، عمل على تقديم برنامج حواري تحليلي مرتين اسبوعيا استضاف فيه معظم النخب السياسية العراقية في طاولة مستديرة ضمن برنامج "حديث الساعة".

يضيف: انتقلت في العام 2005 لمغامرة صحفية وانسانية شديدة الثراء..عشتها في السودان حيث قدمت بالاضافة الى التقارير والأعمال المعتادة، تقارير ومواد اذاعية وتحقيقات حية عن جوانب مختلفة من حياة الشعب السوداني وقبائله وتقاليده التي لا نعرفها.

فقناعتي عن العملية الإعلامية أنها تمتزج بروح الشعوب وحياتها وطبائعها ومكوناتها الثقافية والحضارية التي يمكن أن تكشف لنا الكثير عن حاضرها وأحوالها السياسية والاجتماعية الحالية التي هي موضوع أخبار كل يوم.

في مطلع 2007 وصل صفاء لندن مع عائلته الصغيرة المكونة من زوجة وولدين وبنت، ليعمل في المقر الرئيسي لشبكة بي بي سي العربية ويطور قدراته النظرية التي اكتسبها خلال إعداد رسالتي الماجستيروالدكتوراه، ويكتسب الخبرة العملية الإضافية في مجال الصحافة التفاعلية والإعلام متعدد الوسائط، فلم يعد يعمل للراديو فقط فهناك الانترنت والتلفزيون.

وشارك في العمل مع فريق برنامج" نقطة حوار" وفريق الأخبار في بي بي سي آرابيك دوت كوم.

ويشير صفاء في حديثه الى اتساع نطاق العمل الإعلامي حتى أنه وصل الى الهاتف المحمول الذي ينقل الأخبارللمتلقي ويسمح له بالمشاركة في صنعها والتعليق عليها من خلال الاتصال بالبرامج الحوارية مثل "نقطة حوار" وغيره، وأيضا من خلال إرسال الصورعبره.

ويرى أن التفاعلية هي المستقبل في عالم الإعلام ومن حسن الحظ أن التطور التكنولوجي يتيح فرصا أوسع لديموقراطية الممارسة الإعلامية، حيث أصبح المتلقي شريكا فاعلا في العملية الاعلامية.

أخيرا حدثنا عن أن بحث الماجستير كان عنوانه " تحليل الخطاب في الدراسات الإعلامية" وقدمه لجامعة بغداد في منتصف التسعينات. أما الدكتوراه فكانت عن "صورة بريطانيا في الصحافة العراقية من عام 1945الى 1958.