سألني صديقي مندهشاً .. لماذا يهنئه الناس بالمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي ؟ فأجبته ......

ألست مواطنا سودانياً ظللت تعلن في المجامع بصوتك العالي (الذي يصلح للتظاهر لا الغناء)
بأنك تبحث عن بلد نظامه ديمقراطي تتعدد فيه اًلأصوات ولا يحجر فيه على أحد!

الم تكن تعلن على الملأ بأن الديمقراطية التي طردت (11) نائباً برلمانيا منتخباً من أعضاء
الحزب الشيوعي في الديمقراطية الثانية هي شكل من الديمقراطية لا تشبه الديمقراطية
إلا (كما يشبه الميت مخنوقاً الأحياء)

ألم تكن تؤيد كل الاعتصامات و الإضرابات المطالبة بزيادة الأجور وتسير في المظاهرات
الطلابية وشوهدت في ميدان أبو جنزير في 20 يوليو 1971، ومذ ذاك وأنت كافر بكل
إصلاح يأتي على ظهر دبابة وإن كللتها الورود

ألا تقبل التهنئة بإنعقاد مؤتمر حزب لم يهنأ بالعمل (الحذر) في العلن إلا لتسع
سنوات فقط منذالاستقلال قبل 53 عاما ومنذ ميلاده قبل 63 عاماً ..

دعك عن التاريخ وما قد كان فقد تغيرت الدنيا وتغيرت أشكال الصراع في السودان
وتغيرت تاكتيكات الحزب وربما إستراتيجياته وشهد مؤتمره مباركة أهل اليمين
واليسار والوسط واستبدلت الـ ريفليوشن Revolution بال ايفليوشن Evolution.

فلا تحزنك التهنئة يا صديقي .. دعنا نلتفت إلى ثم ماذا بعد؟!!!

فليس في التاريخ غير العبرة بأسباب النجاح
والفشل والإلهام بإستحضار المواقف المشرقة
ولكن المستقبل يستند على برامج عملية تنطلق
من الأرض ومن فهم الواقع ومعادلاته المعقدة
وموازين قوى اللحظة الراهنة وقد أصبح الصبح
على قطب واحد ، ولم تعد الرؤية أبيض وأسود
كما كانت قبل الآن فالضباب كثيف وألوان الطيف
حاضرة كلها، فلا إجابات جاهزة على الأسئلة
المطروحة والمسألة الوطنية تأتي قبل
(الصراع الطبقي) ولا زال التاريخ رهن بالقوى
الشعبية الفاعلة التي تعرف ماذا تريد.

القوى الشعبية التي لا زالت لا تجد وقتا لفلفلة
كتب الفلسفة والنظريات المعقدة. تكابد من أجل الحرية
والخبز، وتفهم لغة من يحجيها بأغراضها جيداً وتفضل
أقصر الطرق التي تضع قدمها على درب حاجاتها

مياه كثيرة جرت تحت الجسر بين إنهيار ما
كان يعرف بالمعسكر الإشتراكي إلى إصطفاف
كثير من قوى اليسار السوداني خلف الحركات
المسلحة عندما اكتشفت طريقا للتعبير عن
حاجاتها عبر الحركات المسلحة لا سيما وقت
أن أصبح الاعتبار لمن يحمل السلاح دون سواه
وتراجع تأثير ما كان يعرف بـ (قوى الإستنارة)
وعاد السودان ليصبح بلد القبائل والجهويات
والانكفاءات المناطقية

الآن وقد عقد الحزب الشيوعي السوداني مؤتمره في الهواء الطلق
بعد أربعة عقود من التجارب المريرة شهد فيها الحزب ما شهد من
ويلات وتنازع داخلي في ظل ظروف العمل السري وقد نشأ جيل لم
يعايش دور الحزب ولا نضالاته، جاء إليها بعد إنهيار المعسكر
الإشتراكي، ليدخل على تجربة (ديمقراطية) أكثر تعقيداً من كل
تجاربه السابقة، لقد جاءت مكتسبات الديمقراطية هذه المرة على
نار نيفاشا وضغط قوى التجمع ولم يكن حضور حركة جماهير المدن
ذات بال فيما حدث. لم يأت الحزب كما في السابق فارساً على
أعناق جماهير أكتوبر 64 وأبريل 85 حاملاً وعد الحريات العامة
والحقوق الأساسية للجماهير ، جاء ولا زالت مفاصل السلطة بيد
الإنقاذيين (المؤتمر الوطني) لا تفسح المجال للآخرين إلا في حدود
الفتات المتساقط من موائد نيفاشا بعد الاقتسام بينها وبين الحركة
الشعبية، فهل لا زال الأمل المفرط بـ (الثورة الوطنية الديمقراطية)
على الأجندة وقد أصبح الصبح على أن التغيير كامن في إرادة
الجماهيرة من الهامش جاءت أو المركز وذلك إستناداً على رؤيتها
وتنظيمها وبرامجها التي تنضجها على نار تجاربها ووعيها المتنامي
بحقوقها.

القوى الشعبية التي لا زالت لا تجد وقتا لفلفلة
كتب الفلسفة والنظريات المعقدة. تكابد من أجل الحرية
والخبز، وتفهم لغة من يحجيها بأغراضها جيداً وتفضل
أقصر الطرق التي تضع قدمها على درب حاجاتها
الف مبروك
محمد عبد الجليل

أستاذنا السني - تحياتي،

قلبي على الذين أبيضت أصداغهم إنتظاراً للحرية
والحب، فأصبحوا على محجة (إشتراكية ميه الميه
من واقعنا ما من أكتر يا بلادي) عندما أكد تطور
الأحداث أن الأممية قد جاءت ولكن في ثوب عولمة
كاسرة لإرادات الشعوب ونهايات تاريخ بربرية.

وتفرق الأصيحاب في نواحي الدنيا السبع
لا يفرقون بين أرض العدو وأرض الميعاد
كل الذين غنوا زمنا:

من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر

ذهبوا كل في سبيل، تركوا لنا ذكرى
ميدان قديمة عزيزة أو قطعة قماش عليها
صورة المهدي الإمام وقد ذيلت بالذكرى الـ
للحزب الشيوعي السوداني، صوت ذلك الرجل
الفذ - يرحمه لله - وهو يقول للعمال الزراعيين
كما قال لينين لفقراء الفلاحين الروس قبل ثورة 1917..
لمن تجي الثورة لا أحد يعطي أحدا شيئا أنتو حاتشيلو
الأرض، كان طموحه جامحا فقد كان شيوعي من منازلهم
طوال حياته، وذهب وهو راض عن نفسه قبل عدة سنوات
واعيا بأن نهاية حياته قد صادفت زمن الهزيمة.

ما تعرض له الحزب الشيوعي في السبعينيات إبان العهد المايوي
ثم لاحقا في العهد الإنقاذي وغرق سفينة الإستالينية وإنهيار الأنظمة
(الاشتراكية) يجعل مجرد قيام المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني
عملا خارقا يؤكد حيوية هذا الحزب ويواجهه في نفس الوقت بمهام كبيرة
ويطرح عليه أسئلة كثيرة فالأجيال الجديدة بحاجة أن تعرف تفاصيل
ما حدث، وكوادر مهمة انتقلت إلى ضفاف أخرى وتنظيمات سياسية أخرى
وواقع السودان يتغير بسرعة كبيرة بما يستحيل التنبؤ به .

عقد المؤتمر وأبقى الحزب على سكرتيره المحنك
محمد إبراهيم نقد وأبقي على إسمه القديم الذي
ارتبط بذكريات نضال ودموع ودماء، كما أبقـــى
على مرتكزاته الإيديولوجية الماركسية علـــــى
ضوء خبراته الخاصة بمنعرجات سودان اللحظــــة
الراهنة المشحونة بمختلف الإحتمالات

اعلن الحزب إبقاءه للماركسية كمنهج ومرشد
والكلمتين قديمتين في أدبيات الفكــــــر
الماركسي، بمعني إنتفاء الدوغمائية فـــي
الممارسة. دراسة الواقع والوفاء بمتطلباته
إسترشادا بالفكر الماركسي وليس إعتبـــار
الماركسية عقيدة يطوع عليها الواقع وهـذا
أمر جيد نظرياً أما الممارسة فأمرها آخــر
هيكلية الحزب الهرمية والسيطرة من الأعلـى
والتربية الحزبية عبر العقود والنمـــوذج
المرجعي كان بيروقراطية روسيا والحــــزب
الحاكم الذي كان ينظر إليه كنموذج للتطور
المستقبلي لكثير من الأحزاب الشيوعية وكقوة
كانت حافظة للتوازن العسكري فأعفيت مـــن
نقد التجربة إبان فترات قدرتها علــــــى
المنافسة والإنتصار ولم تكشف سلبياتهــــا
ولا ديمقراطيتها حتى كان إنهيارها (المفجع)
وتشظي الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين
ثم كانت البروستريكا والغلاسونســت
لتبدأ صفحة جديدة من ماذا حدث؟ كيف حدث؟
لماذا حدث؟ الأسباب التي أدت إلى الإنهيأر؟
ثم ما العمل؟ وفي السودان فتح الحـــــزب
أبواب الحوار المفتوح وجاء المؤتمــــــر
الخامس بعد فضفضة لكثير من الرؤى والأفكار
لبدء المسيرة على قاعدة الديمقراطية وإن
طال السفر

اخى العزيز / محمد عبدالجليل


كيفك ان شاء الله بخير انت وجميع الاسرة

والله دخلت اسلم عليك وفعلا مشتاقين ليك




أحمد العمار

أخي العمار - تحياتي لك وللأهل جميعاً
وأشكر لك المرور


ونواصل

كارل ماركس وفريدريك إنجلز وضعا فلسفة
كلية منذ أربعينيات القرن التاسع عشر
1840 - ...... إنطلقت فلسفتهما
الإشتراكية من الدور المركزي لسيادة
الطبقة العاملة الصناعية

1871 كانت سيطرة العمال على مدينة باريس
لثلاثة أشهر بروفة الهمت الكثيرين بخطورة
دور الطبقة العاملة الصناعية في المستقبل

ثورة 1905 بروفة أكبر

1917 أول ثورة إشتراكية ناجحة (ثورة العمال والفلاحين
والجنود) في روسيا الاقطاعية وعلى قاعدة
صناعية متخلفة (كانت الطبقة العاملة تمثل
حوال 3% فقط) تعرضت الثورة لهجوم خارجي كبير
من الدول الرأسمالية التي حولها عندما شعرت
بالخطر الجديد .. كانت الدولة تحت قيادة وسيطرة
البلاشفة ولم يتسن في ظروف الحرب المحافظة على
النظام الإشتراكي إلإ على حساب الديمقراطية التي
وئدت بشكل كامل أمام سيطرة البروقراطية وإقتصاد
الحرب وقد أستمر هذا الشكل وتم إعتماده بشكل
رسمي منذ وفادة فلاديمير إيليتش لينين الذي
قال: (ليس هذا ما كنا نريد ولكن الواقع أقوى
من الأماني) على يد جوزيف ستالين الذي أبقى على
الشعارات الإشتراكية وتطورت روسيا بسرعة هائلة
في كل المجالات ولكن بسياسة تناقض روح الاشتراكية
ودولة العمال التي تتحدث عنها الشعارات ونواصل

نجحت الدولة السوفيتية التي رفعت شعار اللحاق
بالغرب خلال سنوات قليلة في بناء الدولة
وحققت الكثير من الإنجازات وانتصرت في الحرب الثانية
وفرضت منهجها في بعض دول أوروبا الشرقية
ودعمت حركات التحرر الوطني، فنشأت الاحزاب
الشيوعية في معظم البلدان ومن بينها الحزب
الشيوعي السودان كحركة للتحرر الوطني.

في العام 1953 توفى جوزيف إستالين بعد حكم
دام لثلاثة عقود ظل خلالها سكرتيرا عاما للحزب
الشيوعي ورأسا للدولة وبغيابه بدأ الحديث
عن القمع المهول الذي تم في عهده والقتل الذي
مورس على أكثر العناصر ثورية من بين قادة
ثورة 1917 ، واستمرت الدولة السوفيتية في
فترة ما عرف بالحرب الباردة لتحقق أولى نجاحاتها
في إطلاق أول قمر صناعي ولكن لم ينقضي عقدين
من الزمان حتى كان الإنهيار المدوي الذي خلق
واقعا جديدا أصبح بعده العالم قطبا واحدا
جعل العالم يعيش بربرية لا تخطئها عين

وبالنظر لهذه التطورات فيمكن إيراد الآتي:

- إنطلقت الثورة في روسيا على قاعدة إقتصادية متخلفة
- فشل الثورة في المانيا والمجر وغيرهما من الدول
الأوروبية
- إضطرار القادة السوفيت لاجراءات لا علاقة
لها بالإشتراكية
- تأسست الاحزاب الشيوعية ونموذج تطورها
المستقبلي هو التجربة الروسية المشوهة