أيام (عبدالله الدفار)..!!

(*)
مقدمة لابد منها :
كان الأستاذ / النور عثمان أبكر قد وعدني بكتابة مقدمة هذه (الرواية) وتصحيحها ..
لكنه لم يفي بوعده .. ورحل
سأجعل أهداءها له (مقدمة) لها ..
فهي :إلى روح الأستاذ / النور عثمان أبكر ..


(*)

أنجبته (نفوس) بينما كانت تساكن (حسن البعيو) و(عبدة أب تسعة) دون زواج ..
كبر بعيد وفاتها ..
يقال أنه كان إبن (نفوس) و(رمضان الحلبي) ..
(رمضان الحلبي) كان صديقاً للبعيو و(أب تسعة) و(نفوس) ..
إلا أن نبأ علاقته ب(نفوس) لم يكن شائعاً , كما في حالي (أب تسعة) و(البعيو) ..
كان (رمضان) سودانياً قحاً , لكن سمته وشكله كان (مصرياً) ..
حتى أنه تارة يتحدث بلهجة سودانية (صميمة) , وطوراً يتحدث لهجة أهله المصريين ..
فوالديه كانا مصريان , هاجرا إلى السودان , وأمتهن والده صناعة (الباسطة ) و(الحلويات)
و(الطحنية) ..
يقال أن أهل أبيه بالسيدة (زينب) كانوا أساطين هذه الصناعة ..
(رمضان) كان صعلوكاً , كريماً , وحرامي في بعض الأحيان ..!!

(*)

(عبدالله بن نفوس) الذي يقال أنها أنجبته من (رمضان) تولى تربيته
(حسن البعيو) و(عبدة أب تسعة) وورث بيت (نفوس) المتواضع , الذي
أدخل عليه (أب تسعة) و(البعيو) بعض التعديلات حتى أصبح بالكاد يصلح لسكن الآدميين ..
كان (عبدالله )قد طغى عليه لقب (الدفار) بعد أنتشار سيارات النقل التي أطلق
عليها السودانيون هذا الإسم كعادتهم حين يهل عليهم مستغرب وجديد..

كان (عبدالله) أبيضاً قصيراً متيناًَ قريباً من الأرض ..
يمشي كأنه يزحف تئداً ..
لكنه كان رغم بياضه (أجعد الشعر) ..
وعلى ملامحه بعض سمات (الزنوجة) ..
فأمه (نفوس) ولدت لأب (حبشي) وأم سودانية من شلك (الرنك) ..
ألتقت نطفتها , بنطفة (رمضان الحلبي) ..
حتى عرف الناس (عبدالله الدفار) ..!!

(*)

(عبدالله الدفار) لم تكن تربطه بأبيه (رمضان الحلبي) سوى أنهما
يتشاركان ذات (الحي) ..
(رمضان) قبيل وفاة (نفوس) كان قد تزوج من محبوبته (طيبة الزانداوية) وأنجب
منها بنتاً أسمياها (نفوس) ..
وقد إنصلحت أحواله وعمل سائقاً للسفير (الألماني) , بعد أن خدعه وأوهمه بأنه
أحد أطفال (ضحايا) الهولوكوست من (اليهود) وقد فرت به جدته إلى (اليونان)
بعد أن قتل والديه على يد (النازيين) وبعدها أخذته إلى (مصر) حيث تبناه (زوجان ) مصريان
وهاجرا به إلى السودان ..
وقد أنطلت كذبته هذه على (السفير) وراح يعطف عليه ويقربه ..
(رمضان) لم ينسى يوماً أنه (رمضان الحلبي) ذلكم الكارثة , فأخذ يسرق (الخمور المستوردة)
من السفير الألماني وفتح بيته مساءً هو و(طيبة) للاعبي القمار وأستغل ظروف المرحلة
وصار يبيعهم الخمر المستورد على طريقة (الكأس) الواحدة وبأسعار باهظة ..
ولا غرو فبعيد شريعة (نميري) وإغلاقة مصانع الخمور ومنع إستيرادها ..
إزذهرت (الخمور البلدية) وتطورت صناعتها حتى سمعنا مؤخراً ..
بعرقي (الجوافة) و(عرقي البرتقال) ..
لكنها جميعها لم تكن تغني عن (الويسكي) الفاخر و(الهانيكان) ..
كما أن ضيوف ليالي (رمضان) كانوا من علية القوم , ولا حمل لهم على شرب (العرقي)
وإن كان من عصارة (الجوافة) أو (الرمان) ..!!

(*)

(حسن البعيو) و(عبدة أب تسعة) كانا يحسنا للدفار ..
وفاءً لنفوس , وعملا على تربيته , إلا أنهما كانا يختلفان حول مفهوم التربية نفسه
وما أن يجتمعا ليلاً حتى يبدأ جدالهما المستمر ..
يباغت (أب تسعة) صاحبه (البعيو) قائلاً :
تعرف يا(مان) إنتا فاكر التربية دي يعني تأكلو وتشربوا وتشتري ليهو (طلوس جينز)
من سوق (ستة) وتفكو يعذب خلق الله ..
يرد (البعيو) بعد أن يترك سجارة (البنقو) التي أعياه العمل على لفها :
أها يا حاج فلسفة , التربية يعني شنو ؟ وإنتا ربوك كيف , عشان تساعدنا على الفهم أضرب
لينا مثل بي (ماما) و(بابا) كانو بعاملوك كيف؟
يبدو على (أب تسعة) الضيق من تهكم صاحبه لكنه يواصل :
نحنا يا (مان) ماربونا حسب قراءتي لي مفهوم التربية الحديثة و..
يقاطعه (البعيو) :
يابروف .. براحة علينا ياخي ..(كان البعيو يناديه بلقب البروف على سبيل السخرية)

يعود (أب تسعة ) للحديث متجاهلاً سخريته :
نحنا يا (البعيو) ربونا لحدي ماوصل عمرنا (ستة) سنة , بعديها ربينا روحنا برانا
شئ تلاقيط كده , عشوة في بيت عرس , غدوة في صبحية كاربة , مجازفة (موز وخدار) من السوق
وهكذا .. ما لقينا زول ورانا كيف نكون ناس محترمين ..
أها كيف نكون ناس محترمين دي هي (مفهوم التربية الحديثة) ..
عاد (البعيو) إلى سجارته وأفلح في لفها جيداً ..
وتصاعد (دخان) البنقو ..
وواصل (أب تسعة) محاضرته دون أن يتنبه إلى أن صاحبه قد (أنسطل)
وفارق عالمه إلى عالمه الخاص ..!!

حضوووووووور

(*)

أنتا دائم الحضور ..
فمتى غبت ياصاحبي ..

(منتظرينك) بالبتاع ..

محبتي ..

(*)

ظلا على هذه الحال حتى أوشك النهار على الطلوع ..
(أب تسعة) يتحدث كعادته حديث فيه شئ من التعالي على صاحبه ..
ويجتهد في إستدعاء كل ماسمعه من أصدقاءه الذين تلقوا حظاً من التعليم
كان أغلب همه أن يتحدث حديثاً لايفهمه (البعيو) حتى يواصل إستمتاعه
بموقع (المثقف) الوحيد بين (رهط) من الجهلاء ..
وهكذا أستحق لقب (البروف) ..

(البعيو) وبعد أن سيطرت عليه (نشوة) البانقو , صار أكثر تعاوناً
وإستماعاً , وقام بلف سجارة أخرى لصديقه وأشعلها له قائلاً :
هاك يا(بروف) أديها وأشجينا والله إنتا خسارة فينا ..

أخذها (أب تسعة) وقبل أن يقربها من فمه باغت صديقه بسؤال لاعلاقة
له بما كان من حوار :
إنتا يا(البعيو) صاحبك الدكتور داك وينو ؟ يعني ليهو فترة ماظاهر ؟
أنا أصلاً كنتا مستغرب و(نفوس) زاتا والله كانت متحيرة في صداقة الراجل ده معاك ..
(دكتور) محترم كده يصاحب واحد (بعيو جاهل مخولق) زيك ..؟

رد (البعيو) :
ياخي الله يطراهو بالخير , ربنا رحمو من صحبتنا ومن الحلة الوهم دي
إشتغل في منظمة عالمية وأدوهو بيت في (المنشية) , مشيت ليهو والله دقيت (الجرس)
جوني ستة (خدامات) عيونهن دقاق كدة (قالو فلبينيات) عشنا وشفنا ناس (جاكي شان)
في السودان, نادوهو لي برة , تخيل أبوا يدخلوني ماعجبهم شكلي ,
قلتا ليهم: الدكتور ده أنا فردتو الوحيد وصديق عمرو , لحدي ما جا وسلم علي بالأحضان
ودخلني , قصر من البنشوفهعم في المسلسلات ديك , لكن الشهادة لله الزول ماتغير ولا تكبر
ولا نسى العشرة ,..
لكن أنا والله ماكررتها تاني , قلتا أخليهو لعالمو الجديد ..

رد (أب تسعة) :
أها وهو طبعاً ماصدق , فتح ليك وماسأل منك وقال خير الجات منك ..!!

غضب (البعيو) ورد وقد علا صوته قليلاً :
لا والله .. الدكتور عمرو ماكان كده , بعديها جاني كم مرة في الورشة , ومرتين
كده هنا في البيت حتى أسأل (الدفار) لاقاهو و(رقع) ليك (الدفار) بي خمسميياية ..

عدل (أب تسعة) من موقع جلسته وقال:
يازول ..!!
(خمسمية ألف) والله كلس ..

ضحك (البعيو) وهو يحاول قول شئ ما وعجز من فرط إستغراقه في الضحك ..
حتى راح (أب تسعة) يستحثه على الحديث :
مالك يا(البعيو) ضحكنا معاك , ..في شنو ؟

إستغرق (البعيو) دقائق حتى أستطاع تمالك نفسه ثم قال:
ياخي إتذكرتا كلام الدكتور , زولك قال لقا نفسو ساكن في شارع
كلو (حكومة) , شي وزير داخلية , شي عضو برلمان , ..
قال لي :
لقيت نفسي في شارع كلو (كيزان) , إضطريت أكتب على بابي
(منزل أحرار) ..
وضحكا حتى أدمعت أعينهما ..
وماهي إلا لحظات حتى بدأ يومها من جديد ...!!

(*)

كان الجو ماطراً ..
وقد صاحبت أمطار تلك (الليلة) برودة كأن الفصل شتاء , ..
وماهو بشتاء , ..
كان مطعم (عم سليمان) لايغلق أبوابه حتى ساعات الصباح الأولى , ..
وللحقيقة كلمة (مطعم) قد توحي بأكبر مما أمتلكه (عم سليمان) ..
وقد توحي بأنه على شاكلة (المطاعم) كمايعرفها الناس , ..
كان عبارة عن (طربيزة) صغير وضعها أمام بيته وبجوارها (برش)
وعلى يمينها (موقد فحم) كبير وضع عليه (قدرة الفول) ..
وعلى سطح (الطربيزة) بضعة أواني بها (جبن) و(سلطة) و(آنية زيت) ..
وهنالك بركن بيته (لمبة) تجمعت حولها الحشرات في (فتور) ..
كان يفتح حتى ساعات الصباح لأنه كان مفترق طرق بين بيت (ميري)
وبيوت (الحي) وكان زبائنه وزبائن (ميري) ذات الوجوه , ..
يعبرونه دون تحية , يتوجهعون نحو (بيتها) ..
ثم يعودون لتحيته كأنهم يرونه للمرة الأولى ..
يعودون بعد أن أحتسوا بضعة (كؤوس) من (عرقي ميري) ذو الطعم المر والرائحة الكريهة ..
لكنهم ليسوا مخيرون ...
فلاشئ هناك سوى (عرقي ميري) ..
(عم سليمان) ينتظرهم في صبر ..
وتبدأ ليلته مثلهم متأخرة بعض الشئ , ..
يفرغ منهم ثم يتوجه لأداة (صلاة الصبح) , بعد أن تعشى السكارى من فوله(الني) ..!!

(*)

في تلك الليلة الماطرة , ..
وذلك الجو الذي أشتى (صيفاً) ..
تجمع زمرة من (مريدي ميري) وعرقيها , ..
وزبائن فول (عم سليمان) الني , على (برشه)
الذي نسميه مجازاً (مطعماً) ..
ليلتها أنقطعت الكهرباء من أثر (المطر) , ..
وجاء (رمضان) و(أب تسعة) و(البعيو) بعد أن شربوا (الهانيكان)
فقد حاربوا (ميري) وعرقيها مذ عمل (رمضان) بالسفارة الألمانية ..
كانوا يتضاحكون كأنهم عادوا كما كانوا بسنوات خلت , ..
حين كانت تجمعهم (نفوس) ..
علق (البعيو) على الأمر قائلاً :
ما ملاحظين إنو إحنا إتفرقنا من يوم غابت (نفوس) ..؟
وكأنها هي سبب لمتنا , بقينا نتلاقى في السنة حسنة , ..
وين (كاوية) و(أبوالشي) , ؟

رد عليه (أب تسعة) في حزن :
تعرف وماطالبني حليفة , أنا لو ما (الدفار) ده أمانة و(نفوس)
وصتنا عليهو كنتا رجعتا (السوكي) زمان , وأسي والله بس خليهو يكبر
ويعرس ويستقل بي حياتو والله ماتشوفوني في (خرطوم) السجم دي ..!!

العزيز / كمال على الزين
مساء الجمال ,,
-----------------------------------


تسجيل حضور ومتابعة

لايام (عبد الله الدفار)


التحيات وخالص الود ,,,

(*)

صباحك خير ياصديقي (عبدالناصر) ..
مرحباً بك ..
وربنا يكفينا شر (هكروا) فقد قطم سيرة
(الدفار) في هجمته الأخيرة ..
وأجبرني على البداية مجدداً ..

محبتي ..

سلام يا كمال
ياخي عشان شغلك ما يضيع و ما يبقى حدو المنبر هنا و بس.. اكتبو برة في الأول
و بعدين انسخ و كوبي لينا منو هنا..و للا شنو يا (مان)؟

_____________________________________________
هكروا ايقونة الوردة..كنت عاوز اختها في المداخلة دي..

Quote: سلام يا كمال ياخي عشان شغلك ما يضيع و ما يبقى حدو المنبر هنا و بس.. اكتبو برة في الأول و بعدين انسخ و كوبي لينا منو هنا..و للا شنو يا (مان)؟

(*)

مساء الخير يادكتور ..
كيفك وكيف أولادك ..؟

والله زمان كنا بنكتبا هنا مرة واحدة على ضمانة ..
أسي نصيحتك نعمل بيها ونكتب بره وننقل ..

وردتك وصلت ..

محبتي وأمتناني ..

(*)

تجادلوا كثيراً ليلتها حول أمر تفرقهم بعيد رحيل (نفوس) المفاجئ ..
(أب تسعة) و(البعيو) و(رمضان) ..
كانوا يتحاشون التطرق إلى سيرة (أبوالليل) , ..
فقد رحل أيضاً بعد بكاءها وأصر على المبيت عند قبرها , ..
وبعد أن أسمى أبنته أيضاً (نفوس) ..
وهم على تلك الحال , مخمورون , يتجادلون في ود ..
نظر (البعيو) إلى طرف (البرش) هنالك , ..
رأي ممجموعة من (السكاري) يلتفون حول (صحن الفول) الني الذي
وضعه أمامهم (عم سليمان) وراحو يلتهمونه , يمضغونه دون تلذذ, ..
حسبهم أنه كان ساخناً وأن (عم سليمان) هو خيارهم الوحيد بعد أن أنتصف الليل ..
وأغلقت المحال أبوابها ونام الوجود ..
خلفهم لمح (البعيو) شبح صبي إستلقى على طرف (البرش) , ..
برزت عيناه ولمعتا في غضب ..
إقترب منه , وهزه برجله دون أن ينحني عليه , ..
رفع الشبح رأسه ونظر بوجهه مباشرة ..
كان الوجه وجه (عبدالله الدفار) , ..
أحس (البعيو) بغصة في حلقه , ..
حين فاحت من فم (الدفار) رائحة (عرقي ميري) ..
كاد أن يجن , أراد أن يصيح منادياً صحبه , ..
لكنه عجز عن النطق ..
ألجمته (المفاجأة ) ..!!

(*)

أخذ (حسن البعيو) يعنف (عبدالله الدفار) ,..
ثم أخذه بعيداً(مطعم عم سليمان) دون أن يلحظ الآخرون وجوده
كان يحس بأن (أب تسعة) سيصاب بإحباط شديد ربما سيلازمه طويلاً
إن رأي (عبدالله الدفار) طفلهم الذي حلموا بتربيته تربية جيدة
كما وعدوا أمه (نفوس) قبيل وفاتها ..
أرادوا أن يحققوا حلمهم الذي ضاع في أن يصبحوا شيئاً آخر غير الذي
أصبحوا عليه , ..
أرادوا أن يجنبوه تجاربهم ..
أرادوا أن يصنعوا لها مستقبلاً لم يجدوا هم من يساعدهم على صناعته
لأنفسهم , ..
كان حلمهم أن يصبح (الدفار) رجلاً محترماً متعلماً ,وأن يجد موقعاً بمجتمع
لفظهم هم , مجتمع كان يتعامل معهم معاملة (المجزومين) ..

(*)

كانت ليلة ليلاء , ..
حمل بعدها (أب تسعة) ما وسعه من (أغراضه)
وقرر العودة إلى (السوكي) ..
فهاهو يرى حلمه يتهاوى أمامه..
حلمه بأن يرى (الدفار) وصية (نفوس)
و(أمانتها) بأعناقهم كما حلمت أن تراه ..
شخصاً آخر ..
غير ما كانوا عليه , ..
ليلتها عادوا إلى (بيتهم) ..
وأجتمعوا كأسرة , أسرة الراحلة (نفوس) ..
فلطالما كانوا كذلك (البعيو) و(أب تسعة) و(نفوس)
ومن بعدها (الدفار) ..
بعد أن أفاق (الدفار) قليلاً من الأثر الخمر ..
عاجله (البعيو) قائلاً :
سكران كمان يا(الدفار) وراقد في (البرش) زيك زي أي (صعلوك)
وماعامل لينا حساب ..!
طيب أنسانا إحنا (التعبنا) في تربيتك إذكر المسكينة (أمك)
الماتت وهي بتتمنى إنك تكون زول كويس زول محترم و..
قاطعه (الدفار) وبلسانه شئ من أثر الخمر الذي يثقل اللسان:
إنتو بتغشوا في نفسكم ولا بتغشوا فيني ؟
أنا (عبدالله الدفار) ود(نفوس) المامعروف ليهو أبو
(نفوس ) الباعت العرقي والبنقو , ..
(نفوس) السيرتا على كل لسان وكل من هب ودب بات معاها
(عبدالله الدفار) اللي رباهو (حسن البعيو) , الخلاقة المنبوذ
(السكران المسطول) و(عبدة أب تسعة) تاجر البنقو والدوكو
ياخي فوقوا من الوهم ده ..
أنا ما ممكن أطلع غير (حرامي) أو (نشال) أو بالكتير تاجر بنقو
ولا (طيارة) يوزع العرقي ..
و..
صفعه (أب تسعة) وهو يصرخ بوجهه, ..
ونهض (البعيو) من جلسته ووقف يفصل بينهما وهو صامت
ودموعه تنهمر ..
دون أن يستطيع السيطرة عليها ..!!

حضور صباحي ومتابعة بمزاج....

قمة الروعة، وموفور الخيال، يا كمال..

مولانا/ عبدالإله زمرواي ..
صباحك خير ..
إنتا بكون عجبك المقطع ده :

Quote: إستغرق (البعيو) دقائق حتى أستطاع تمالك نفسه ثم قال: ياخي إتذكرتا كلام الدكتور , زولك قال لقا نفسو ساكن في شارع كلو (حكومة) , شي وزير داخلية , شي عضو برلمان , .. قال لي : لقيت نفسي في شارع كلو (كيزان) , إضطريت أكتب على باب بيتي (منزل أحرار) .. وضحكا حتى أدمعت أعينهما ..

الكلام أعلاه على مسؤلية (حسن البعيو) ..!!

سلام اخي كمال



انتظرنا بفارغ الصبر نهايه قصه نفوس بعد لقاءها بوالدتها, ولكنك لم تكمل
او لم اتابع انا... رغم حرصي..,حزنت لها حزنا شديدا فانكسار الامل قبل انكسار
الخاطر شيء مفجع...ولكن هي الحياه هكذا....

عموما سرد جميل....لك التحيه .

الصديق كمال على الزين
كعادتي متابعة لما تكتبه وكالعادة في ملاحظة ....
بس خليها للاخر !!!


وفي انتظار التكملة

العزيز كيمو

مرور صباحي وكدا

مع مودتي

(*)

جملت صباحي بمرورك ياصديقي ..
محبتي يا(نصرالدين) ..

Quote: كعادتي متابعة لما تكتبه وكالعادة في ملاحظة .... بس خليها للاخر !!!

إزيك يا(هند)
ده مشروع (شبكة) ؟
الله يستر شايفك من يوم جيتي هنا ما (أتشبكتي)
مع زول ..
سحروك ولا كيف؟

في إنتظار ملاحظتك ..

محبتي ..

ياكمال
بينا تلفون اليوم انشا الله
لابداء الملاحظة
وشكرا ياسيد الشبك


بمناسبة الشبك دي
كتار محتاجين الشبك لكن دايرين الفضى والبال الرايق ودي ما ايامهم

Quote: بمناسبة الشبك دي كتار محتاجين الشبك لكن دايرين الفضى والبال الرايق ودي ما ايامهم

صباح الخير يا(هند)

كفو والله بتقدريهم ..

تلفوني إتغير بالمناسبة
الجديد تلقيهو في (البروفايل)

محبتي ..

Quote: انتظرنا بفارغ الصبر نهايه قصه نفوس بعد لقاءها بوالدتها, ولكنك لم تكمل او لم اتابع انا... رغم حرصي..,حزنت لها حزنا شديدا فانكسار الامل قبل انكسار الخاطر شيء مفجع...ولكن هي الحياه هكذا....

سلامات ياسلمي
حا أنزل الجزء الأول هنا بعد أكمل
فعلاً ماخلصت حكايتها ..

محبتي ..

(*)



(نفوس) كانت تسكن أقصى طرف الحي , ..
كان أسمها (نفيسة ) , ولكنه لم يكن يحمل جرساً رومانسياً , ..
أو هكذا تزعم نفوس ...
أسمت نفسها (نينا) ولكن (حسن البعيو) و(أبوالليل ) سخرا منها , ..
لأن ضخامة حجمها وعمرها الذي مضى نحو عقدهاالرابع لا يتناسبان , وجرس موسيقى (نينا) ,
فقالت :
(شكيت محنكم, هي بس بقت علي أنا ,.. خلاص خليتا (نفوس) عشان خاطركم ..!!)



(*)

حسن البعيو , يدعي أنه (فونجاوي) , أي أنه ينتمى إلى الفونج , ..
الذين أسسوا دولة السودان بشكلها الحديث , ..
(نفوس) تتشكك في أمر زعمه هذا , وتقول:
إنتا يا سجمان كلك قدر ضراعي دي ..
مخولق , والهوا يشيلك , أنا الزيك ده لو سمعوا بيهو (بات معاي) , بخرب سمعتي ,
في السوق , ..!!

يرد عليها (حسن البعيو) :
أسي الجاب سيرة المبيت معاك منو , إنتي باين عليك مكسرة فيني ساي , ..
أنا (فونجاوي) سيد البلد دي , والزيك دي ما مستواي , ..!!

قبل أن ترد عليه , بعد أن أغضبها تهكمه يأتيهم صوت (عمر كاوية) صائحاً :
يا (نفوس) البوليس كبس على بيت (أبوالليل)..!!

(*)

(والله إتأخرتوا شوية ياجنابو , .. البنقو ده كان شوالين أسي بقى كم قندول كده , بعتو كلو)
هكذا بادر (أبوالليل) الضابط الذي ظهر من خلف (عساكره ) بعد إقتحامهم بيته , ..
رد الضابط وقد بدا راض عن غنيمته :
ده كفاية يا(أبوالليل) بوديك (سجن أمدرمان) عشرة سنة كده ..!!

رد(أبوالليل) :
والله بس ما مقامك يا(جنابو) .. لو عارفك جاي كنتا خليتم ليك كم شوال كده , تترقى بدل ما قاعد مقدم
من أيام (البوليس أب ردا)..!!

رد الضابط :
بطل فصاحة يا (أبوالليل ) ..!!

ثم أشار إلى عساكره لأخذه إلى البوكس بالخارج ..!!

(*)

(أبوالليل) , يقال أن أسمه (آدم) , .
لكن هذا اللقب طغى على إسمه , لأن شكله كان أقرب إلى أن يكون (أبوالليل) , ..
كان نحيفاً , طويلاً , أسوداً , وعيناه لا تتناسبان مع شكله , ..
كان (أبوالليل) يمتلك عينان بحجم كرة (المضرب) , تبرزان إلى الأمام , ..
كان يمتهن (بيع) البنقو , ولكنه , كان إنساناً بكل ماتحمله الكلمة من معنى , ..
طيب القلب , ودوداً , مسالماً , ..
وكان صاحب واجب ..!!


(*)


(حسن البعيو) , كان (ميكانيكي) شاطراً , ..
يفتح ماكينة السيارة ويجلس عند حافتها , ..
ولو أن غطاء الماكينة أغلق عليه , فسوف يظل يلعن بالداخل , حتى يلحق به أحدهم , ..
كان بحجم زراع (نفوس) , فعلاً , ..
لأن (نفوس) كانت عملاقاً , وكانت تحمل ثديين بحجم أخانا (حسن البعيو) , ..
(حسن ) كان يدعي أن (نفوس) ليست (التيب) بتاعو , ..
وكانت الجملة الأنجليزية الوحيدة التي ينطقها طوال يومه , ..
بل ربما طوال حياته , ..
ربما سمعها من صديق أمسياته (بروفسور عبدة) , ..
فليس خافياً أن (حسن البعيو) و(د. عبدة) الأستاذ الجامعي , والمثقف التقدمي , ..
تربطهما صداقة حميمة , ..!!

(نفوس) كانت تستطيع أن تسد الطريق على (مدرعة ) من (مدرعات الجيش) , ..
حسبها أن (قزة كوع) على وسطها , وصدرها الذي يزن أطناناً , يمتد أمامها


(*)

ذات يوم كان (البوليس) يبحث عن (حسن البعيو) , ..
لجأ (حسن البعيو) إلى أصدقاء عدة , وسرعان مايفاجأ بأن (البوليس) قد لحقه , ..
تسامع الناس نبأ البحث عن (حسن البعيو) , ولم يستطيعوا فعل شئ , ..
حتى أخبر أحدهم(نفوس) , ...
(نفوس) جزعت له , ..
ومضت تمشط الشوارع والبيوت بحثاً عنه , ..
وجدوها باكية تجلس على عتبات (بيت أبوالليل ) الذي آل إلى (خراب) بعد القبض عليه , ..

غنت له ولأبوالليل مناحة تناقلها الناس :

(حسن البعيو) حبيب قلبي , ..

ماشفتو ..

(حسن البعيو ) صديق كربي ..

ماشفتو..

(حسن البعيو) رسول ربي ..

ماشفتو ..)
وهنا ظهر لها (حسن البعيو) فجأة , وأنتهرها قائلاً :
يا(نفوس) رسول شنو , عاوزة تجيبي لي الهوا كمان , أنا قضيتي (قطعة بنقو) , ..
عاوزاهم يلحقوني (محمود طه) داك الله يقطعك , ..

ردت فرحة :
هي بركة الشفتك طيب , (محمود طه ) ده شنو , ورسول شنو يا سجمان إتا , القافية حكمت ساي , ..

وبدأ شجارهما المعتاد ..
وجفت دموع (نفوس) على (حسن البعيو) , ..
وبدأت في تحقيره وشتمه ..!!

إمتد شجارهما لدقائق معدودات , ..
ثم بدأت (نفوس) في الصياح :
يا(بوليس) البعيو ود الكلب أهو ده ..
يابوليس (البعيو) أهو ده تعالوا أمسكوهو ريحونا منو .

صاح فيها (حسن البعيو) قبل أن يولي هارباً :
سمح يا(نفوس) بأدبك , بتسلميني للبوليس ..
ثم ركض وأختفى من أمامها , ..
عادت تنوح عليه بعد أن غاب عن أنظارها :


(حسن البعيو مابستاهل

حسن البريدني وبتتاقل

حسن ...)
لابد أن (كاوية) و(أبوالليل) يذكرون بقية المناحة , ..
سألت عنها (حسن البعيو) ذات يوم فأنكر حدوث الأمر , ..
ظناً منه أن (نفوس) ليست من مستواه وأنه سيتزوج (مصرية) بيضاء , ..
حسب زعمه المصريين لن يرفضوا تزويحه , ..
حسبه أن يجمع (التفتوفة) ..!!*



___________________________________

*(التفتوفة) في معجم (حسن البعيو) تعني مالاً كثراً ..!!

مكرر

(*)

(حسن البعيو) , لم يجد ذاك المساء ملاذاً آمناً سوى (نفوس) , ..
بعد أن أعياه الترحال بين بيوت أصدقاءه , فكر ملياً , ولم يجد سوى خيارين , ..
بيت صديقه (د. عبده) وهو (زول كاسو وقعداتو) , وبيت (نفوس) لأنها لن تتردد في المخاطرة من أجل , ..
أصدقاءها وأحبابها , وربما تفضل مواجهة (كتيبة ) من (البوليس) على أن تخذل صديقاً , ..
(نفوس) شرسة جداً في الدفاع عن أصدقاءها , ..
توقف (حسن البعيو) أمام بيت (د. عبدة) وطرقه , ..
ردت عليه زوجته من الداخل :
منو إنتا؟

أجابها :
أنا (حسن حامد) ..

ردت :
(حسن حامد) منو ؟

أجابها موضحاً :
(حسن البعيو) طيب ..

سرعان مافتحت الباب وأطلت من خلفه جزعة :
كتر خيرك يا(حسن) والله فيك الخير .. جيت تسأل عن صاحبك ؟

أجابها :
مالو ..؟

قالت :
أمبارح بالليل جو ناس الأمن ساقوهوا , وماعارفينهم ودوهوا وين ..؟

تمتم (حسن) :
عليك أسي ده وقت (نضال) يا دكتور , عشان محتاج ليك ؟

سألته :
قلت شنو ..؟

أجابها :
لا مافي حاجة .. أدخلي وإطمني أنا حا أمشي أسأل عنو عندي قريبي أمنجي إبن جزمة .. خشي ..

ثم تأكد له, ..
أن لا مناص من لجوءه إلى (نفوس) ..!!

(*)

جلست نفوس أمام باب غرفتها الصغيرة , التي هي كل بيتها , ..
غرفة من طين بلا أسوار , تقضى أمسياتها على عنقريب قديم , أمام غرفتها , ..
وتنام عليه , دون أن تخاف شيئاً , ..
فهي لا تملك ما يطمع به طامع , ..
كما أنها تتمتع بمحبة جميع من عرفها , رغم ضيق خلقها ولسانها اللازع , ..
إلا أن الجميع يعرفون أن (قلبها الطيب) هو جل ما تملكه من ثروة , ..
إستلقت على (العنقريب) الذي يكاد يئن من ثقل وزنها , ..
وترهل جسمها على جانبيه , ..
ظلت تراقب النجوم , وتفكر في حالها وفي حال أصدقاءها , ..
حتى متى يعيشون هذه الحياة , مطاردة , عزلة , فقر مدقع , ..
هوان على الناس ..!!
سرعان ماغفت (نفوس) , ..
بعد أن داهمها النعاس وهي تتطلع إلى النجوم , وتفكر في أحوالها وأحوال صحبها , ..
غفت لساعات دون أن يطلع على ليلها الصباح , ..
وبدأت الأمطار في الهطول , ..
ولم تعد تقوى على إحتمالها بالخارج , ..
حملت لحافها الصغير وركضت نحو غرفتها , ..
والأرض من تحتها تشكو , ثقل وزنها , وصوت خطواتها تدب بالأرض , يكاد يضاهي , ..
صوت إنهيار حائط من الأسمنت المسلح , ..
هوت بكتفها على باب الغرفة , دون أن تفلت لحافها , فتهاوى مصراعيها أمام ثقلها وأنفتح , ..
وضعت لحافها على العنقريب الآخير , وجلست عليه , ..
وماكادت تحط بثقلها على اللحاف حتى سمعت صوت صرخات إنسان يئن من تحتها , ..

ويشتم ويلعن ..!!
صعقت (نفوس) , وهبت من جلستها كأن شيئاً قد لسعها , ..
لم تكن تملك ترف الكهرباء , ..
راحت تصيح في هستريا , وتضرب على موضع جلوسها , تصرح :
منو , .. حرامي , .. منو ..؟

رد عليها صوت (حسن البعيو) :
حرامي شنو يا سجمانة , خلاص يا (ماما جليلة) *, عمارتك أقفليها كويس تاني , ..
والله الحرامي الليقصد خرابتك دي إلا يكون مشتهي ليهو دقة ساي ..!!

ردت :
الله يقطعك يا (البعيو) بتدخل بيتي من وراي وتنوم كمان .. ؟
أجابها في يأس :
والله مالقيت غير خرابتك دي مكان ., مجبور على إحتمال قلة أدبك وطولة لسانك ..!!
أجابته في عدوانية:
هوي يا(البعيو) منو القال ليك بخليك تبيت هنا , إنتا برضك راجل وأنا مرة , .. وسمعتي ..و..

قاطعها (البعيو) :
سمعة شنو يا (بت السيد علي) .. إنتي منو الما بات معاك , إنتي أقل حاجة عندك (تمنية صلايب إيدز) , .
بعدين إنا ستمية مرة قلتا ليك إنتي أصلاً ما (التيب) بتاعي ..

ردت غاضبة :

يتبتب لحمك وشحمك , تشتمني في بيتي , بعدين أنا والله (عزراوية) لسا..!!

رد عليها :

عزرائيل ياخدك , إسمها (عزراء) , ده جهل شنو ده ..!!
قالت وكأن كلامه لم يؤثر بها:

البركة ياخوي في دكتور (عبدة) بتاعك ده , علمك الحديس ولبس القميص , .. أنا زاتي من زمان شاكا
فيهو إنو (طهار) ساي ما دكتور ..دكتور شنو البصاحب الزيك ديل ..!!

رد عليها وهو يشعل سيجاره :
قاتل الله الجهل .. إنتي قايلاهو دكتور بعالج الناس , ده دكتور في (الفلسفة) ياجاهلة , بعدين إشمعنا
إخترتي الطهار بس , .. مرة صعلوقة تفكيرك دائماً في (بتاعات) الرجال ..!!
ومضى بينهم الحوار حتى خرجت الشمس من تحت الأرض ..معلنة صباحاً جديداً !!







_______________________________________
* (ماما جليلة) كانت تمتلك عمارة قريبة من الحي وكانت نائباً لمدير التلفذيون , علها بخير أيضاً ..!!

(*)

جلست نفوس أمام باب غرفتها الصغيرة , التي هي كل بيتها , ..
غرفة من طين بلا أسوار , تقضى أمسياتها على عنقريب قديم , أمام غرفتها , ..
وتنام عليه , دون أن تخاف شيئاً , ..
فهي لا تملك ما يطمع به طامع , ..
كما أنها تتمتع بمحبة جميع من عرفها , رغم ضيق خلقها ولسانها اللازع , ..
إلا أن الجميع يعرفون أن (قلبها الطيب) هو جل ما تملكه من ثروة , ..
إستلقت على (العنقريب) الذي يكاد يئن من ثقل وزنها , ..
وترهل جسمها على جانبيه , ..
ظلت تراقب النجوم , وتفكر في حالها وفي حال أصدقاءها , ..
حتى متى يعيشون هذه الحياة , مطاردة , عزلة , فقر مدقع , ..
هوان على الناس ..!!
سرعان ماغفت (نفوس) , ..
بعد أن داهمها النعاس وهي تتطلع إلى النجوم , وتفكر في أحوالها وأحوال صحبها , ..
غفت لساعات دون أن يطلع على ليلها الصباح , ..
وبدأت الأمطار في الهطول , ..
ولم تعد تقوى على إحتمالها بالخارج , ..
حملت لحافها الصغير وركضت نحو غرفتها , ..
والأرض من تحتها تشكو , ثقل وزنها , وصوت خطواتها تدب بالأرض , يكاد يضاهي , ..
صوت إنهيار حائط من الأسمنت المسلح , ..
هوت بكتفها على باب الغرفة , دون أن تفلت لحافها , فتهاوى مصراعيها أمام ثقلها وأنفتح , ..
وضعت لحافها على العنقريب الآخير , وجلست عليه , ..
وماكادت تحط بثقلها على اللحاف حتى سمعت صوت صرخات إنسان يئن من تحتها , ..

ويشتم ويلعن ..!!
صعقت (نفوس) , وهبت من جلستها كأن شيئاً قد لسعها , ..
لم تكن تملك ترف الكهرباء , ..
راحت تصيح في هستريا , وتضرب على موضع جلوسها , تصرح :
منو , .. حرامي , .. منو ..؟

رد عليها صوت (حسن البعيو) :
حرامي شنو يا سجمانة , خلاص يا (ماما جليلة) *, عمارتك أقفليها كويس تاني , ..
والله الحرامي الليقصد خرابتك دي إلا يكون مشتهي ليهو دقة ساي ..!!

ردت :
الله يقطعك يا (البعيو) بتدخل بيتي من وراي وتنوم كمان .. ؟
أجابها في يأس :
والله مالقيت غير خرابتك دي مكان ., مجبور على إحتمال قلة أدبك وطولة لسانك ..!!
أجابته في عدوانية:
هوي يا(البعيو) منو القال ليك بخليك تبيت هنا , إنتا برضك راجل وأنا مرة , .. وسمعتي ..و..

قاطعها (البعيو) :
سمعة شنو يا (بت السيد علي) .. إنتي منو الما بات معاك , إنتي أقل حاجة عندك (تمنية صلايب إيدز) , .
بعدين إنا ستمية مرة قلتا ليك إنتي أصلاً ما (التيب) بتاعي ..

ردت غاضبة :

يتبتب لحمك وشحمك , تشتمني في بيتي , بعدين أنا والله (عزراوية) لسا..!!

رد عليها :

عزرائيل ياخدك , إسمها (عزراء) , ده جهل شنو ده ..!!
قالت وكأن كلامه لم يؤثر بها:

البركة ياخوي في دكتور (عبدة) بتاعك ده , علمك الحديس ولبس القميص , .. أنا زاتي من زمان شاكا
فيهو إنو (طهار) ساي ما دكتور ..دكتور شنو البصاحب الزيك ديل ..!!

رد عليها وهو يشعل سيجاره :
قاتل الله الجهل .. إنتي قايلاهو دكتور بعالج الناس , ده دكتور في (الفلسفة) ياجاهلة , بعدين إشمعنا
إخترتي الطهار بس , .. مرة صعلوقة تفكيرك دائماً في (بتاعات) الرجال ..!!
ومضى بينهم الحوار حتى خرجت الشمس من تحت الأرض ..معلنة صباحاً جديداً !!







_______________________________________
* (ماما جليلة) كانت تمتلك عمارة قريبة من الحي وكانت نائباً لمدير التلفذيون , علها بخير أيضاً ..!!

(*)

خرجت (نفوس) في رحلة البحث عن قوت يومها , ..
رحلتها التي تبدأ من (غسيل) الملابس و(الأواني) لبعض أهل الحي , ..
ثم بعدها البحث عن (بيت عرس) لمعاونة أهله على غسل الأواني مقابل أجر زهيد , ..
وأعمال كثيرة تدر عليها ما يجعلها تعود محملة بقوت يومها وسكرها قليل من (البن والشاي) , ..
عادت بعد مغيب الشمس ولم تجد للبعيو أثراً , ..
سهرت في إنتظاره , ..
عاد عند منتصف الليل , وهو يحمل بين يديه أكياساً بها خضروات وفاكهة وخبز , وأسماك مطهوة جاهزة , ..
قابلته (نفوس) بتكشيرة ولامته قائلة:
ده شنو يا البعيو , إنتا ضيفي ما تعمل كده تاني .., ..

سخر منها قائلاً :
هو إنتي لاقية تاكلي , بطلي فشخرة , ..

ومن يومها رق قلبه لها , ..
ورق قلبها له , ..
وبدأت حكاية (عادة سرية) جداً ..!!
.


(*)



ليلتها سكر (حسن البعيو) , حتى تخيل نفسه عملاقاً , ..
وهطلت الأمطار وأضطرتهما للمبيت تحت سقفها الأوحد , ..
إستيقظت صباحاً , لتجد نفسها عارية و(البعيو) يغط في نوم عميق بين أرجلها , ..

وكان , ..
(عاري) أيضاً , ..
لم يتحدثا عن الأمر , تحاشا أن ينظرا إلى بعضهما , ..
(البعيو) أنكر دائماً أمر مضاجعته (نفوس) , ..
(نفوس) لم تكن تعتبر (البعيو) رجلاً , ..
إستمرت تضاجعه وتعتبر الأمر ممارسة للعادة (السرية) , ..
تستخدم فيها أداة هي (حسن البعيو) , ..
حتى وشى بها أحدهم يوماً , وأبلغ عنها بحجة أنها تساكن رجلاً دون زواج , ..
وجاءت الشرطة ..!!

(الشرطة الشعبية) أرسلت شيخاً في السبعين , لإقتحام بيت (نفوس) , والبحث عن الرجل المزعوم ,..
مولانا كان معلماً قديماً بالمدارس الإبتدائية , إنتهى به الأمر مؤذناً , ثم مجاهداً , بمحاكم التفتيش ,
بحثاً عن عورات الناس , وإقتحام بيوتهم , بحجة منع الرزيلة وإفشاء مجتمع الفضيلة , ..

مجتمع الفضيلة الذي تغاضى عن جوعها وعريها , وهوانها على الناس , ..
اليوم يبحث أمر تأديبها , ..
ذات المجتمع الذي لم يبحث يوماً , أمر إعطاءها مسكناً مناسباً , وعملاً لائقاً , ومصدراً للدخل يكفيها شر
التنقل بين بيوت الناس , لإزالة أوساخهم من على ملابسهم وأوانيهم , وبالوعاتهم , ..
يطالبها اليوم بأن تمتثل لمعتقداته وقيمه المزعومة , ..
قيمه التي تنادي بالفضيلة , ..
وتسقط الرحمة , ..!!

جاءها مولانا راكلاً بابها الذي صنع من صفيح تمت إعادة تصنيعه مرات عدة , ..
أخراها أنه كان (صفايحاً لجبنة ) الدويم الممتازة , قبل أن يقف ساتراً بين (نفوس) ومجتمعنا
الفاضل , ..

دخل عليها(مولانا) صائحاً :

ياساتر ..
قالها بعد أن إقتحم الغرفة بالطبع , ..
كانت مستلقية على عنقريبها و(البعيو) بين أرجلها يقط في نوم عميق , ..
غطت على كامل جسد (البعيو) بثوبها , وهبت لمواجهة (الشيخ المجاهد) , ..
بادرها قائلاً :
إنتي (نفيسة) ..؟

أجابته :
لأ , (ليلي المغربي) , ..

أجابها في جدية وغلظة :
يامرة أتأدبي .. أنا في مهمة رسمية , ..

ردت بسرعة :
إنشاء ماتكون جاي هنا تحرر كبويتا ..

غضب مولانا وتجاهل جملتها الأخيرة وقال :
جانا بلاغ إنو معاك راجل هنا , ..


(قزت كوعها) ولله في أمر (نفوس) شئؤن حين تقف موقف (قزة الكوع ) وقالت :
أنأ ماشايفة لي راجل قدامي ,.. (قالتها وهي تشير إليه) , ..

غضب مولانا وقال :
النايم ده شنو ..؟

ثم تفحص (حسن البعيو) من تحت ثوبها وقال :
الشافع ده منو ؟

قالت :

ده ود أختي عندو ملاريا,ومرقداهو عندي عندي مانع ؟ ..

نظر نحوها شذراً , ثم توجه نحو الباب في مشية عسكرية , ..
ومضى ..!!

(*)

(عبدةأبوتسعة) , كان مساعداً لأبوالليل في توزيع (البنقو) , ..
(أب تسعة) من نواحي (السوكي) , جاء إلى العاصمة كغيره بحثاً عن حياة أفضل , ..
طغى عليه أيضاً إسم (أب تسعة) لأن أحد أصابع يده اليمني تعرض للبتر في حادثة غريبة , رواها هو ,
(أب تسعة) كان يشارك (البعيو) محبة (نفوس) و(فراشها ) مناصفة , ..

وكانا أصدقاء , لم تفسد المنافسة على (نفوس) صداقتهما أبداً , ..
كانت (نفوس) تعتبر (أب تسعة) رجلها الحقيقي , ..
و(البعيو) أداة (للعادة السرية) تستخدمها بغيابه , ..
(أب تسعة) كان شكله يوحي بأنه (مثقف) , ..
بنطلون (الشارلستون) و(النظارة السميكة) و(القلم الباركر) على جيب (قميصه ) لا يفارقه , ..
والجريدة تحت أبطه دائماً , أو بين يديه , ..
كاذب من يقول أنه رآه يوماً يقرأ , (جريدته ) تلك , ..
أو أي مكتوب آخر , ..!!

حسن البعيو) لم يكن يرى الأمر على هذا النحو , ..
كان يسخر من إدعاء (نفوس) , ويبرر للأمر على نحو آخر , ..

يقول (البعيو) :
( (أب تسعة) ماعندو حاجة , وديني ما بقدر على (نفوس) دي , ..
لكن بس بتقشر بيهو ساي , خجلانة من شكلي المكوجن ده , ..
(أب تسعة) يمشي معاها السوق , ويركب معاها المواصلات,
راجل طويل عريض لبيس وشكلو محترم , ..
لكن بالليل يخربو ما بسوى شي , ..
الليل حقي أنا , والله بفرفر ليك في (نفوس) دي جنس فرفرة , ..
والصباح تحكي لي (عشة خنفس) تقول ليها :

والله (أب تسعة) أمبارح كتلني عديل كده ..)

ثم يستطرد (حسن البعيو) قائلاً:
(أنا ما زعلان والله , (أب تسعة) ده فردتي و(نفوس) كمان معذورة , ..
أنا خلاقة و هي عاجباها روحا ..
نحنا كده أسرة ناجحة , عارف لو (نفوس) ولدت ,بكون الجنا جناي, لكن إسمو ود (أب تسعة) , ..
خليهو يشيل شيلتو , ..أنا بلد والله يقدروا على الرباية ..!!)

(*)


(أبوالليل) قضى بضع سنوات بسجن أمدرمان , ..
وعاد ليتزوج من إحدى قريباته , كانت صغيرة جداً , تزوجها وهي إبنة (ثلاثة عشر) وأنجب منها ,
صار (أبوالليل) متصوفاً , وترك زعامة تسويق (البنقو) لمساعده السابق (أب تسعة) , ..
(أب تسعة) أدارها بنجاح وإقتدار , وتوسع في تجارته , ..
وسرعان ما ألقت الأرض بشخصيات جديدة , ..
(أبو الشي) , ( فرح آتو) و(رمضان الحلبي) , ..
وكلهم مسلط على طريقته , ..

(حسن البعيو) في أواخر (رمضان) إعتكف بالمسجد , ..
رأى رؤيا , وناداه منادي , حسب زعمه , ..
ورفض الصلاة خلف (شيخ سليمان نكير) لأنه كان من (الكيزان) , ..
(شيخ عبدالجليل) أسماه الناس (شيخ عبدالجليل نكير) لأنه كان فضولياً و(حشريا) , ..
وكان حسب زعم (البعيو) دجال وبحب (العيال) ..

ولكن هذه قصة أخرى ..!!

(*)

(حسن البعيو) إستعار (عراقي) أبيض اللون من صديقه (د. عبدة) , ..
كان (العراقي) على (البعيو) جلباباً طويلاً , وعلى عنقه لف (مسبحة) طويلة , ..
ثم أعتزل (نفوس) وأنشغل عن الناس بمجالسة صديقه (د. عبدة) الذي حببه إلى القراءة , ..

قال (البعيو) :
قريت ليك كتاب إسمو (رحلتي بين الشك واليقين) , بتاع (مصطفى محمود) المصري داك , ..
كنتا عاوز أقوى يقيني , ..
وحات الله شككني أكتر , ..
الناس ديل دينهم ده غير بتاع الله والرسول ده ..؟
ونجوم وأفلاك وماتعرف إيه , السما والقمر , ..
الدين ده ماداير ده كلو , ..
طيبة وظرافة كده , ..
وحب الناس يحبوك , ..
وتختى النسوان الزي (نفوس) دي , ..
الجنة تدخلا دغش , ..!!

لم تكد تمضى أشهر , حتى عاد (حسن البعيو) إلى معسكر الفوضى أكثر قوة وحماساً , ..
لكنه كان أكثر إيماناً بأن رحلته بين (الشك واليقين) قد أتت أكلها , ..
فقد عرف (عبدالجليل نكير) عن قرب , وقرأ سيرة (الصحابة) , ومؤلفات (مصطفى محمود) , ..
كسر (البعيو) كل ذلك , وصار كل يوم يمضى في طريق حلمه بالتغيير والتغير , ..
حتى ليلتها , ..

ليلة وفاة (نفوس) , ..!!


(*)

سمعت (نفوس) أن لها أم كبقية خلق الله , ..
لكنها كانت تعيش بعيداً بعض الشئ , كانت تعيش بقرية قرب (الرنك) , ..
أصرت على أن تسافر لرؤيتها , ..


أبوها هو الذي تولى رعايتها , حتى سن الرابعة , ..
وبعدها تولت هي رعاية نفسها , ..
فقد توفى بعد أن لدغته (حية) بموقع (الفرن) الذي كان يعمل به , ..
يقال أنه كان (حبشياً) , جاء إلى السودان عن طريق (الكرمك) , ..
ولكنه إستوطن (بالرنك) في بادئ الأمر وتزوج (أم نفوس) وأنجبها , ثم تطلقا , ..
فحمل أبنته على كتفه وهرب بها ليلاً إلى (الخرطوم) , ..

وهكذا عرف الناس (نفوس) , ..!!

(*)

(أب تسعة) وهو يروي قصة بتر إصبعه , كان يحرص على تحاشى وجود (حسن البعيو) , ..

يقول بعد أن يتلفت يمنة ويسرى ويتأكد أن (البعيو) لا وجود له على مدى دائرة قطرها
عدة كيلو مترات:
أنا كنت حارس مرمي أقبض الحمامة , الموية لو دفقتها ما تدخل , ..
(حامد بريمة) ده دربتو أنا , لكن الدنيا بت الكلب , ..
كنت لابس خاتم تقيل كده , واقف بيهو في مباراة ضد ناس (عباس البعشوم) , ..

(عباس البعشوم ) شات فيني كورة بي كراعو الطرشا (اللفت) ديك , طرتا ليك معاها لحدي ما طلعتهابي فوق للعارضة بي طرف أصابعيني , يدي شبكت في الغماز البعلقو فيهو الشبكة , الخاتم دخل جوة الغماز , وقعتا الأرض يدي خدرانة ودمها كابي , والخاتم وأصبعي معلقين في القماز بتاع العارضة , ..
ودوني المستشفى , و ..

يسرع في إنهاء القصة مخافة أن يطل عليه (حسن البعيو) مكذباُ ..!!

أما (حسن البعيو) فله رواية أخرى حول أمر بتر إصبع (أب تسعة) لا ترضى (أب تسعة) , ..
لكن (حسن البعيو) لا يحفل برضاءه من عدمه ويرويها كلما وجده يتحدث عن بطولاته كحارس مرمى , فقد
إصبعه وهو يحمي مرماه في مباراة كرة قدم أمام (عباس البعشوم) صاحب الرجل الطرشا , ..

يباغته (حسن البعيو) قبل أن يكمل :

بالله شوف الزول الكضاب ده , .. إنتا بتجليها واقفة وحات الله أشوت فيك (كشك) يدخل بدون
ماتشوفوا , ..

يا أخوانا الزول ده كان حرامي , أيوة حرامي عديل كده بنط الحيط , دخل يدو في شباك عشان يفتحو سيد
البيت طقاهو من جوة بي ساطور ولا أجنة ما عارف طير صباعو وبقت ليهو بي توبة ..
بس البتوبو من الكضب شنو ؟

يقاطعه (أب تسعة) دون أن يكترث لإتهامه :
إنتا بتعرفني من وين كمان , والله نحنا لو ما الظروف أصلو مانتلاقى والله الزيك ده كان إلا يشوفني ,
في الجرايد , دنيا بت كلب , ..!!

يضحك (البعيو) , ويمضي وهو يضرب كفاً بكف , ويلتفت قبل أن يغيب عن ناظريه قائلاً :
والله يا (أب تسعة ) الجرائد إلا يجيبو فيها صورتك وتحتها بالخط العريض (عثر على هذا الجثة) , ..

وإنتا مصور خشمك مفتوح وعيونك منططة , ..!!

(*)


ركض (البعيو) ومن أمامه (أب تسعة) نحو بيت (نفوس) , ..
جاءهم خبرها , ..

كانت (الداية) معها وهي على وشك أن تضع مولودها الأول , ..
وصلا وجلسا صامتين أمام الغرفة , ..
لم يكونا يحفلان كثيراً إبن أيهما هو , ..
كانا و(نفوس) أسرة واحدة , ..

خرجت عليهم (الداية) مبشرة بطفل ذكر , ..
أعطاها كلاهما ورقة نقدية من فئة معتبرة , ..
دخلا على نفوس ونظرا إلى الطفل بجانبها وبهتا , ..

كان طفلاً شديد البياض , ..

صرخ (البعيو) :
يجازي محنك يا(رمضان الحلبي) ..!!

(*)

ظلا يحدقان في الطفل وينظرا إلى (نفوس) , ..
صاح فيها (أب تسعة) :
ده شنو يا (نفوس) ده ود منو ده ؟

أجابته بسرعة :

هي يا (أب تسعة) مالو , ده ود عرب أبياض , جنس الولادة دي إنتا و(البعيو) ده بتقدروا تجيبوها ..؟
والله (رمضان ) بس الخالق الناطق , ده مستقبلو مضمون يا(سجم الرماد) , ..!!

ضحك (البعيو) وجلس على الأرض وقال :
يازولة المهم حمدلله على سلامتك إنتي , ..

أما (أب تسعة) فقد خرج دون كلام , ..
وبعده جاء (رمضان الحلبي) مهنئاً ..!!

(*)

(رمضان الحلبي) , ..
كان من أصول مصرية , ولكن أهله هاجروا إلى السودان قديماً وبرعوا بصناعة (الباسطة والطحنية) , ..
لم يكن يمت للمصرين بصلة سوى شكله ولونه , ..
كان سودانياً رغم أن والديه لا زالا يتحدثان لهجة مصرية قحة , ..
كان ضخم الجثة , أبيض اللون , يغطي صدره ويديه شعراً كثيفاً , ..
كان (طويل اللسان) وإبن نكتة , كأهله المصريين , ..
يحب (البنقو) و(العرقي) ووالديه , ..
كان رغم ضخامته ولؤمه وشقاوته , ..
حبوباً ومسالماً , ..

لم يكن يفعل شيئاً شاذا إلا حين يجتمع هو وصديقيه الآخرين , ..
(فرح آتو) و(أبوالشي) ..!!

(*)

(رمضان الحلبي) و(أبوالشي) و(فرح آتو) , ..
ثلاثتهم كانوا ضخام الجثة , ..
برعوا في سرقة الخراف (لزوم القعدات) , ..
يلاحقونها على (موتر) يقوده (أبوالشي) , وعندما يحازون قطيع (الخرفان) , ..
يسلمون على الراعي المسكين دون أن يتوقفوا , ويمد (رمضان الحلبي) يده القوية , ..
ويتناول (الخروف) من بين صحبه ويضعه أمامه على (الموتر) بينه وبين سائقه (أبوالشي) , ..
الذي ما أن يشعر بوجود (الخروف) خلفه , ..
حتى يعمل يديه في مؤشر السرعة , ليئن (الموتر) وهو ينطلق بسرعة , ..
تحت ثقل (رمضان) و(أبوالشي) , ..

والراكب الجديد (الخروف) المختطف ..!!


(*)

(*)

(رمضان الحلبي) , أصبح (مجاهداً) , ..
نعم , إنضم إلى (مليشيات الدفاع الشعبي) , ..
وتدرب وغادر مهللاً , مكبراً إلى (ساحات الجهاد) , ..
أعادوه من (جوبا) , وعلى يديه (كلبشات) , وقد فقد ربع وزنه , ..

(رمضان ) أراد أن ينعش تجارة (البنقو) , وسمع أن (الجنوب) به (بنقو ) جيد جداً , ..
ولم يجد سوى (الدفاع الشعبي ) مدخلاً , ..

ذهب وعاد , ..
وصار يحدث الناس , عن صداقاته وجنود (قرنق ) :
والله الفرد ديل , لعبتا معاهم قمار , وسكرتا معاهم , وبيني وبينهم عيش ملح , ..
بس القروش (اليوغندية) الخرتها منهم ماعرفتا أوديها وين ؟

سأله (البعيو) :
يازول لاقيتهم وين ؟

رد (رمضان) :

قبضوني في كمين كده , وكانوا عاوزين يقتلوني , قالو ده (مرتزقة عراقي) , ولا (كوبي) , ..
قلتا ليهم دقيقة يا فرد أن (رمضان الحلبي) أسألوا مني (أولاد مونج) في كل الخرطوم , بعرفوني , ..
فردي كلهم , أي نعم أنا ما مؤيد قضيتهم , لأني ماعارف المشكلة شنو ؟
لكن من الليلة معاكم حق , بس ما تضيعونا , أها والله كمان أن (جكسايتي ) زانداوية وحا أعرسا , ..
ياخي نزل السلاح ده ..!

سأله (البعيو) :
أها حصل شنو ..؟

رد (رمضان) :
والله واحد جا لفا فيني كده وهبش ليك يدي وكورك للقائد بتاعو قال ليهو (مندكورو شكل منقة) ..!

قلتا ليهو مافي مشكلة قول (حلبي ) ساي عافي ليك ..!!

الليله طريتك والله ... فى شارع صينيه القندول شفتا ليك حسن البعيو قايد ليهو عمك كبير نظروا ضعيف وبيقطعوا الشارع اتذكرتك واتذكرتا هذا السرد الجميل


فلنواصل

Quote: طريتك والله ... فى شارع صينيه القندول شفتا ليك حسن البعيو قايد ليهو عمك كبير نظروا ضعيف وبيقطعوا الشارع اتذكرتك واتذكرتا هذا السرد الجميل

صباح الخير يا أمجد
(حسن البعيو) قصير القامة و(مخولق) وفقير
لكنه (إنسان) ..
محب محبوب ..
قلبه كبير ..
قامته طويلة بأعماله ومحبته ..
ياخي كان لاقيتو تاني قول ليهو كمال الزين قال ليك :
أمريكا لقيتا كيف؟

(*)

يومها ,..
يوم دفن (نفوس) , تذكروا أنها (مسيحية) , ..
بعد أن جاؤوا بها إلى المقابر , ظهر إبنها من (رمضان الحلبي) الذي تولى تربيته (أب تسعة) و
(البعيو) مناصفة , وقال لهم :
أنا إتخيل لي (نفوس) دي كانت (مسيحية) , ..!

صاح (البعيو) من وراء أعينه الدامعة :
أي والله نسيت (نفوس) دي كانت (مسيحية ), ما تكلموا الجماعة ديل يقوموا يرفضوا يدفنوها هنا , يتلتلوها , تكون
إتبهدلت حية وميتة , ..

عزموا على ذلك , لكن شيخ (عبدالجليل نكير) جاء وخطب في الجمع موضحاً أنها (مسيحية) وأنه لا يجوز دفنها
هنا بمقابر (المسلمين) حسب مانهت عنه (الشريعة الإسلامية), ..

سأله (البعيو) مغتاظاً :
أها( نحنطا) يعني ولا قصدك شنو؟
أجابه (شيخ نكير) :
لأ ..تدفنوها في مقابر المسيحيين في الخرطوم , ..
رد (البعيو):
يعني حا تندفن مع عليه القوم والله بختها , ياراجل ماتختشي , الخرطوم شنو البنوديها ليها , ..

قاطعهم صوت (رمضان الحلبي) صائحاً :
ياناس الله يسألني (نفوس ) دي أسلمت زمان وأنا شاهد على ذلك ..

لم يكد (شيخ نكير) يسمع جملته حتى بادر الجمع :
الله أكبر , هذا فتح عظيم , رحمها الله (الفاتحة على روحها الطاهرة ), ..

وسرعان ما واروها الثرى بعد أن صلوا عليها , وخطب فيهم (شيخ نكير) خطبة عصماء , عدد فيها مآثر
الفقيدة ..ّّ!


في طريق العودة سأل (أب تسعة) (رمضان) :
إنتا يا (رمضان) ياخوي , نفوس دي أسلمت متين ..؟

أجابه (رمضان) :
والله أنا (نفوس) دي معاشرا لي كم سنة أسي , ماعارف ليها دين , لكن قلتا ألم الحكاية, زولكم
شيخ (نكير )ده جادي عاوز يخلينا نتلتل ونتلتل معانا جنازة المسكينة دي ..!!

سأله (أب تسعة ) مستنكراً :
لكن إنتا قلتا يسألني الله , يازول , إنتا ما ...

قاطعه (رمضان) مختصراً :
يعني ربك حا يخلي البلاوي العملتها في دنيتي دي كلها ويركز على إسلام (نفوس) ده , ..
ياخي أنا عدد الخرفان السرقتها دي ساي لو ربك إتذكرا لي يوم القيامة إلا أشوف لي بلد تانية , ..!!

رد (أب تسعة) :
أستغفر الله يازول إنتا ما عندك دين , ده كلام شنو ده ..؟

تدخل (البعيو) قائلاً :

والله إنتو عالم فاجرة , (نفوس)دي غايتو ما حاتلقى ليها زول يدعي ليها دعوة صالحة , ..

هنا جاء دور إبنها (عبدالله الدفار) الذي كان قد جاوز حينها السادسة عشر ,..

وقال في حزن :
(نفوس ) أنا براي بدعي ليها وبعمل ليها (سبيل) كمان , ..

نظر إليه (البعيو) وقال :

والله , إنتا كمان بالذات تبعد عنها , إنتا أكبر مصيبة وقعت على راس المرة المسكينة دي , ..
وهنا بدأت حكايات (عبدالله الدفار) إبن (نفوس) من (رمضان) والذي تولوا تربيته جميعهم , ..!!

(*)

(نفوس) قبيل وفاتها , لم يكن لها حديث , سوى خبر (أمها) , التي سمعت أنها على قيد الحياة , ..
وتعيش بالرنك , أخذت إبنها (عبدالله الدفار) وسافرت لزيارتها , ..

شهر مضى والمكان بغير (نفوس) , لم يكن يطاق لصحبها , ..
(حسن البعيو) عاد إلى المسجد , صار صامتاً , قليلاً مايحدث أحداً , ..

(أب تسعة) لم يستطع الصمود فأستغل غيبتها وسافر لزيارة أهله بالسوكي , ..
(رمضان الحلبي) أنشغل عنها بحبيته الجديدة (طيبة الزانداوية) , كانت (طيبة) جميلة ذات قوام ممشوق , ..
لونها برونزي فاتح , وكانت تحبه , ..
(رمضان الحلبي) و(طيبة) , كانا خفيفي الظل , ..

ولكنهما لم يستطيعا تخفيف أمر فراق (نفوس) على (البعيو) أو (أب تسعة) , ..
فأنشغلا عنهما بحفلات (الغناء الزائيري) التي كان يقيمها أهلها في كل أنحاء العاصمة , ..
صار (رمضان) يهتم بملبسه أكثر , ..

تخلى عن الموتر وعمل سائقاً بالسفارة (الألمانية) , ..
وأحبه الألمان وسفيرهم على وجه الخصوص , ..

قال (حسن البعيو) وهو يرى السفير الألماني يزور (رمضان) ويخرج من بيته ضاحكاً :
الشكية لي الله , الحلبي ده , ياكل راس الأسد , الله لا كسبوا , فرد السفير الألماني زاتو , ..

يقال أن (رمضان ) قد كذب على السفير وأدعى أنه من أصل يهودي مات أهله في (الهولوكوست) وأن أبيه هذا ليس أبيه , ..
وأن هذه الأسرة المصرية إستجلبته من اليونان بعد الحرب العالمية وكفلته وتبنته , ..

سأل (أب تسعة ) (نفوس) ذات مساء , بعد عودتها من (الرنك) :
إنتي يا(نفوس) صحي (رمضان ) غاشي السفير عشان كده بحبو وبعطف عليهو ..

ردت (نفوس) :
أيوة قال ليهو إنو أهلو كتلهم (هرتل) في (كوستي) , و ..

قاطعه (البعيو) كعادته مصححاً :
(هرتل ) ده منو يا بهيمة , إسمو (هتلر) وبعدين الجابو (كوستي) شنو ..؟ إنتي قصدك (الهولوكوست) ..

ردت (نفوس) :
ودي ماياها (كوستي ) زاتا يعني ..!!؟

نظرا لبعضهما , (البعيو) و(أب تسعة) وأنفجرا ضاحكين , ..
ورمتهما (نفوس) بغطاء (الحلة) التي كانت تعمل على تنظيفها ..!!

(*)

(أبوالليل) كان غائباً يوم وفاتها , يوم وفاة صديقته (نفوس) , ..
كان قد خرج من السجن , وتاب وأسلم خلافة الكيف لنائبه (أب تسعة) , ..

وجدوه عند قبرها باكياً , إرتمي عليه , وأصر على المبيت عنده , ..
وفعلها , وجدوه صباحاً يخرج من بين القبور ولا يزال وجهه متورماً من آثار السهر والبكاء , ..

(البعيو) كان يدرس اللغة الإنجليزية مساءً ويجمع كل ماتيسر من معلومات عن (بلاد العم سام) , ..
قال وكان يبدو جاداً في قوله :

أنا بحب أمريكا وعاوز أهاجر ليها لأنها بلد بتحترم (البعيوات) , (البعيو) هناك كان فشل ببقى
(مصارع ) وكان فشل شديد , بمثل في الأفلام ديك , أفلام اللي بالي بالك ديك ,.. أيوة ماكلكم بتحبوها , وبتشوفها , وبعدين تنكروا , ..

حتى (شيخ عبدالجليل نكير) أي والله (شيخ نكير ) عندو منها كمية , مرة سرقتها منو , بعتها في سوق
(القنص) , والله جابت مبلغ محترم , سكرتا منو وجبتا منو عشا لي (نفوس) الله يرحمها , ..

(أبوالليل) أطلق على إحدى بناته إسم (نفوس) , ..
(البعيو) يزعم أن لموت (نفوس) علاقة ما , بزيارتها لأمها , وقد سأل (د. عبدة) تفسيراً علمياً ,
وأعطاءه تفسيراً , أقنعه جداً , وكره (أم نفوس) , لأنها حسب زعمه هي من تسبب بموتها , ..!!

(*)

(نفوس) بعد عودتها من زيارة أمها , تغيرت كثيراً , صارت أقل مرحاً من زي قبل , ..
كما أنها صارت أقل شراسة , نقص وزنها كثيراً , قبلت بأشياء كثيرة لم تكن تقبل بها من قبل , ..
حتى أنها قبلت (مبلغاً ) من المال من أحد المحسنين , لم يصدق ذلك أحد , ..
(نفوس ) كانت شديدة الإعتداد بنفسها , رغم فقرها إلا أن نفسها كانت (عزيزة) , وأنفها عالي ,..

كانت كثيراً ماتحكي عن أنها يوماً ما ستعود إلى أهلها كانت تفخر بأن لها أهلاً :
شوف يا(البعيو) إنتا أظنك قايلني مقطوعة من شجرة , أبداً يا خوي أنا أمي حية وأهلي كتار بس
مالاقياهم , ويوم ما ألقاهم , حياتي دي كلها حا تتغير , وحاتشوف عينك , ..

يرد (البعيو) :
أيوة عارفك من (ناس النفيدي) ورايحة منهم , والله مافي شي مطلع عينك غير وهمك ده ..

تغضب (نفوس) :
والله ياسجم أنا بس ماعندي جواز سفر , لكن كان عندي كنتا أقل حاجة مشيت الحبشة لي أهل أبوي ,

يضحك (البعيو) :
يعني أبوك جا البلد دي بي جواز , يازولة السودان ده زي (اللباس ) تطلعي منو وتخشيهو عادي بأي إتجاه , ..!!

(*)

(نفوس) لم تمكث كثيراً , عند أهلها , ..
عادت بسرعة أدهشت أصدقاءها , باغتها (البعيو) قائلاً :
إنتي يا(نفوس) ماكنتي بتحلمي باليوم ده عمرك كلو , وقادانا قد ,( أهلي) , (أهلي ) , ..

ردن عليه (نفوس) بصوت خافت :
أنا تعبانة من السفر أسي (حسن) , خليني عليك الله , ..

قاطعهم إبنها (عبدالله الدفار) :
أنا جعان يا(نفوس) , ..

صاح فيه (البعيو) :
(نفوس) دي أختك ياود إنتا , قول ليها (يمة) , ..

وأردف ساخراً :
ولا أقول ليك حقو تقول ليها (ماما) ولا (مامي) زي (شيريهان) في المسلسل , ماخلاص (ماميك) دي
لقت الأسرة الحاكمة الضاعت منها ..

ثم ضرب على يد (فرح آتو) وأستغرقا في ضحك متواصل ...
(نفوس) أشاحت بوجهها عنهم , ..

وشردت تفكر بشئ يجهلونه ..!!

(*)

كنت يومها ماراً بجوار موقع جلوسهم المعتاد , ..
تعودت أن أداعب (حسن البعيو) بكلمات من قبيل (يامعلم) , (يا طويل.. البال) , ...

و..

يومها وجدت ثلاثة من الشباب يحتدون معه بالحديث , وعلا صوتهم , ..
تكالبوا عليه وضربوه , رموا به أرضاً وراحوا يركلونه , ..

(حسن البعيو) كان حبوباً مسالماً , لم يؤذ أحداً طوال حياته , ..
لم أستطع الوقوف متفرجاً , ولم أفكر كثيراً , وكررت عليهم مهاجماً , ..
كنت في حالة أشبه بالغياب عن الوعي , ..
ضربت أحدهم على فكه فوقع أرضاً , ركلت الآخر , ثم الثالث , ..

(مشت معاي كده , تساهيل من رب العالمين)..

كانت ضرباتي هذه مؤلمة على مايبدو , فقد نهضوا على عجل وفروا دون أن ينطقوا حرفاً , ..
بعد أنتهت المعركة , نظرت إلى أحجامهم وأنا أحمد الله على أنهم لم يفكروا في مهاجمتي أو الرد على
لكماتي , ..


(حسن البعيو) قام من الأرض ضاحكاً , وحملني بيديه محاولاً رفعي إلى أعلى , هكذا كانت طريقته في
الإحتفاء , ..

بعدها صار يحكي ويتحاكي عن (قوتي وبأسي) , ..
وما أنا إلا محب غضب لصديقه وحالفه الحظ , ..
بعدها صار أغلب من سمع رواية (حسن البعيو) التي يخلص في روايتها ولا يقصر في إضافة (بعض
الآكشن) , ..

صاروا يعملون لي ألف حساب , ..
حتى جاء يوم أن قدم إبن إحدى قريباته وهو (سامي ميلاد)* , الذي دعم (قصة فتونتي المزعومة ) ..!


(*)


ليلة عصيبة جداً , عشتها بسبة أنني (بطل ) مفترض , أو (فتوة) عاتي , ذو بأس شديد , ..
جاء ليلتها مجموعة من الشباب على متن (حافلة) وأحتلوا (بيت) أبو الليل بغيابه , ..
يبدو أنهم جاؤوا ومعهم كافة أنواع (الكيف) , كما أنهم إستطحبوا معهم (عتوت) صغير زبحوه وقاموا
بطهيه (قعدة وشربا ودخان وعشوة) , ..

هذا كله بغياب (أبوالليل) , أحدهم إدعى أنه صديقه , ,انه لا يعلم أن (أبوالليل ) بالسجن , ..
وقد تورط حيث أنه قام بدعوة أصدقاءه ولا مناص من أن يبر بوعده , ..
لم يكن (رمضان) و(آتو) و(أبوالشي) بالجوار , وكذلك كان (أب تسعة) غائباً , ..

إحتج عليهم (البعيو) وأحتد معهم وطالبهم بالمغادرة , فأبرحوه ضرباً وسخروا منه , ..
ولم يكن أمامه إلا أن يستنجد بأحد ما , يستطيع ردعهم , ..
وكان أن جاءني (بحسبان أنه يعتقد أنني) أستطيع تفريق جمعهم , والبطش بهم , ..

فقد كنت بطله المفترض , و(فتوته ) العتي , ..
بالتأكيد حاولت التملص , ..

لكنه حاصرني , ..
وبخس من أمرهم أمام قدراتي العظيمة في القتال :

(ياكيمو ديل لو وقفت قدامهم ساي ودورت فيهم هوكاتك ديك, كلهم بفتحو ما بقيفوا إلى في السجانة) ..

توكلت على الله ومضيت معه ..!!

وكانت ليلة طويلة قاسية , ..

لا أعادها الله ..!!

(*)
















السهل الممتنع

(*)

صباح الخير أخي (الأديب) محد الطيب
إنتظر مني في الخاص تعليق على (الحبل السري)
وردني من صديق (قارئ جيد)
وناقد متخصص ..

شكراً على لطفك ..
محبتي ..

(( كان طفلا شديد البياض ,..

صرخ ( البعيو):

يجازي محنك يا( رمضان الحلبي ) .. !!))

يجازي محنك ياكمال الزين !!!!!!!!!!!!!!!


لك كل الحب ايها الصديق الرائع

(*)

عوض إزيك يافنان
بالمناسبة عاوز لي لوحة تتناسب مع (الحكايا)دي
(مدفوعة الأجر) وكده ..
(أنا جادي بالمناسبة) ..

شكراً على لطفك ياصديقي ..

محبتي ..

Quote: (*) صباح الخير أخي (الأديب) محد الطيب إنتظر مني في الخاص تعليق على (الحبل السري) وردني من صديق (قارئ جيد) وناقد متخصص .. شكراً على لطفك .. محبتي ..

شكراً لك ولصديقك أ/كمال للإهتمام بباكورة إنتاجي

أترقب رؤيتك ورؤيته في تشوق

ففي بداية الطريق تكثر العثرات

محبتي الأكيدة

Quote: يضحك (البعيو) : يعني أبوك جا البلد دي بي جواز , يازولة السودان ده زي (اللباس ) تطلعي منو وتخشيهو عادي بأي إتجاه

غايتو يا مونج كيمو كتلتنى كتل بى وصفك الفوق دا.
اولا وقبل كل حاجه الواحد اسف جدا جدا انو ماخش ليك
فى مداخلة بالرغم من المتابعه لى كل البتكتبو فى
البورد و كنت اتمنى القى الوكت وادخل بوستك حق
سلفاكير وكنت مندهش للطريقة المهنية الادرتة بيها
الحوار. ياخى حكاويك وروياتك دى..غايتو بترجع
لى ترتارة الذكريات لى حاجات وناس ووكت اصلو تانى
ما برجع بعد الجوباك العملوهو اولاد بلدنا اصحاب
الكوجين الحضارى. واتمنى ليك دائما التوفيق وانو
تلقى الوكت تكتب فيهو الابداع حقك المصبن دا.وبنفس اللغة
الشيقه البسيط والطاذجة.غايتو انتى دا واخوانا تمبس
الواحد كان لقاكم يوم من الايام ما اظن بتاخد مننا
تلاتة سوانى ونكون فرد للدين. واخوك قاعد ليهو فى بلد تقدر تقول
بس ب(التلج وكدا)ولكن بوستاتك دى بس هى البتجيب لينا الدفو.وكان
ما الظروف والدبرسة مرقتنا فى بلاد التلج..كنا هسى نكون قربه فى الدوحه
ودا كلو من الفرد الهناك شبكونا ليك سنين ودنين اصبرو شويه حنجيب ليكم
العقد وكلو مرة ينزلو السودان بس مالننا ليك جنسسه وحفلات وقعدادت لمن
اولاد الحلة فى بحرى سمونا ليك شباب (الريان)ببحرى. وانت شكلك ساكن فى
حى الريان؟.
المهم يامونج نشوفك..وانت والله زول مجضمه للاخر ياخ الله يلمنا دائما فى الناس الذيك.
يلا ياجنا بتا ماما بتانا.

كمال الزين،

متابعين معاك حكاوى نفوس وولدهاعبدالله الدفار،،،،


ما تقطع،



تحياتى،،،

Quote: كمال الزين، متابعين معاك حكاوى نفوس وولدهاعبدالله الدفار،،،، ما تقطع، تحياتى،،،

مرحب بيك يا(هالة)
وشكراً على لطفك ..
أتمنى أن أستطيع أن أقول عنهم ..
دون أن يمل من يقرأني ..

محبتي ..

Quote: غايتو يا مونج كيمو كتلتنى كتل بى وصفك الفوق دا. اولا وقبل كل حاجه الواحد اسف جدا جدا انو ماخش ليك فى مداخلة بالرغم من المتابعه لى كل البتكتبو فى البورد و كنت اتمنى القى الوكت وادخل بوستك حق سلفاكير وكنت مندهش للطريقة المهنية الادرتة بيها الحوار. ياخى حكاويك وروياتك دى..غايتو بترجع لى ترتارة الذكريات لى حاجات وناس ووكت اصلو تانى ما برجع بعد الجوباك العملوهو اولاد بلدنا اصحاب الكوجين الحضارى. واتمنى ليك دائما التوفيق وانو تلقى الوكت تكتب فيهو الابداع حقك المصبن دا.وبنفس اللغة الشيقه البسيط والطاذجة.غايتو انتى دا واخوانا تمبس الواحد كان لقاكم يوم من الايام ما اظن بتاخد مننا تلاتة سوانى ونكون فرد للدين. واخوك قاعد ليهو فى بلد تقدر تقول بس ب(التلج وكدا)ولكن بوستاتك دى بس هى البتجيب لينا الدفو.وكان ما الظروف والدبرسة مرقتنا فى بلاد التلج..كنا هسى نكون قربه فى الدوحه ودا كلو من الفرد الهناك شبكونا ليك سنين ودنين اصبرو شويه حنجيب ليكم العقد وكلو مرة ينزلو السودان بس مالننا ليك جنسسه وحفلات وقعدادت لمن اولاد الحلة فى بحرى سمونا ليك شباب (الريان)ببحرى. وانت شكلك ساكن فى حى الريان؟. المهم يامونج نشوفك..وانت والله زول مجضمه للاخر ياخ الله يلمنا دائما فى الناس الذيك. يلا ياجنا بتا ماما بتانا.

سلامات يا(محسن ودالريان) ..
ياخي مداخلتك أسعدتني ..
وأنا كنتا متابعك من فترة وأظنو الهم مشترك ..
أنا مهموم بأن أجد للناس زاوية نظر أخرى
لأناس (يجرمهم ) المجتمع وهم (ملح أرضه)
وراس مالهم قلوبهم المحبة ...

أتمنى أن تواصل حتى أنهي مابدأته ..
وتهمني ملاحظتك ..
محبتي وأمتناني ..

Quote: شكراً لك ولصديقك أ/كمال للإهتمام بباكورة إنتاجي أترقب رؤيتك ورؤيته في تشوق ففي بداية الطريق تكثر العثرات محبتي الأكيدة

ياصديقي عملك جيد ..
وأنا مصر على إرسال (الإنطباع ) عبر (المسنجر)
راجع المسنجر ..

محبتي ..

و(الهانيكان) ..
ود الزين المبدع
بركة الجيت
بركة الجيت
وتاني هنيكان نحن ماصدقنا الموضوع دا راح في غضب الله
الهكر شال نصو
وأدينا البحر نصو التاني
ياخ كنت تقول اي شي تاني غير مقطوعة الطاري دي
انشاء الله حتى بيربكان خالي كحول
تحياتي
اسامة

Quote: وتاني هنيكان نحن ماصدقنا الموضوع دا راح في غضب الله الهكر شال نصو وأدينا البحر نصو التاني ياخ كنت تقول اي شي تاني غير مقطوعة الطاري دي انشاء الله حتى بيربكان خالي كحول

الهكر ده يا(أسامة) شكلو من أنصار (العرقي)
حا نكتر ليهو منو كان يخلينا في حالنا..

(*)

لم يكد (حسن البعيو) أن يفعل فعلته ويقتحم المكان , وكله ثقة بأنه جاءهم بمن سيبطش بهم , ويشتت
جمعهم , حتى هب من داخل البيت (دستان ) من الطوال العراض الشداد الغلاظ , ..
باغته أحدهم قائلاً ولم يحرك ساكنا ولازال بين فكيه (عظم) من زبيحتهم التي سنلحق بها إنشاء الله على

أيديهم :
إنشاء الله ما يكون (كيمو) بتاعك ده ,واحد من الشافعين الجاي جاريهم وراك ديل ..؟
رد (حسن البعيو) في ثقة :
كمان بتقل أدبك ..

لا أذكر جيداً ما جرى بعدها , ..
فقد أظلمت الدنيا أمامي ..

و...

لعن الله مساعدة الأصدقاء , في تلك الأنحاء ..!!


(*)

مابين إقتحامنا لبيت (أبوالليل) و معركة (ذات العتوت) ...
خمس دقائق أو أقل , (دقونا فيها دق العيش) , إلا أننا لم نخاطر بسمعتنا السابقة , ..
ولم نفر , ..

كروا علينا جميعهم , إستقبلهم (سامي ميلاد) بضربات سريعة لم تكد أن تتهاوى أمام بأسهم وكثرة
عددهم , لكنه والحق يقال (إتطقطق بشرف ) , ..

وكذا كان حالي , كان البيت بلا كهرباء , .. ولما أشتد الوغى وحمي الوطيس , ..
وكدنا أن (نلحق حبوبتي) , فاجأني أحدهم وسط ذلك الظلام :

كمال .. ؟

لم أستطع إجابته بالطبع فقد كنت مشغولاً جداً , ..جداً ..
توقفوا عن ضربي , وتوقفت عن إستقبال لكماتهم , بعد سماعهم لأحدهم يناديني بإسمي ..!!

(*)

دخل علينا (حسن البعيو) فجأة , ..
ووجدنا (سامي ميلاد) وأنا , نتوسط خصومنا السابقين بمعركة (ذات العتوت) , ..
وبدأنا في إلتهام لحم العتوت وإحتساء (السفن أب ) , ..

وعلت أصواتنا ضحكاً وصخباً , ..
نظر إلينا وأبتسم ومضى في طريقه إلى الخارج , ..
كان البعيو قد أختفى عند بدء المعركة , ..
ولم يظهر مرة أخرى إلا الآن , ..
ووجدنا قد توسطنا القوم , وشاركناهم وليمتهم وسمرهم ..!!

(*)

لم يعد (البعيو) بعدها مرة أخرى , ..
حسبته قد رأي بطله المزعوم يتهاوى أمامه , و(يوضب توضيب عدوكم) , ..
لكن ويا للمفاجأة , قابلت بعدها بيومين , (فرح آتو) وقابلني بإبتسامة عريضة وباغتني قائلاً :
والله يا(كيمو) لكن طلعت شفت , (البعيو) حكي لي ..
حسبته يسخر مني , ولكنه ضاعف حيرتي حين إستدرك :
ياخ إنتا و(سامي ميلاد) ده ملاعين , بالله طقطقتوا الجماعة وأكلتو عتوتهم ,..

(عفيت منكم) ..!!

(*)

يبدو أن (حسن البعيو) ولحسن حظ (العبدلله) , لم يشهد لسبب ما , نجهل كنهه (معركة ذات العتوت) , ..
وعاد ووجدنا على تلك الحالة , ..

لا شك أنه ظن أننا كنا الأعلى كعباً وأنتصرنا عليهم وأكلنا (مزتهم) وشربنا , (مشروباتهم) , ..
ولم يطق صبراً من فرط غبطته , ..
فمضى وروج لبطولة جديدة , ..
وزاع خبر نصرنا , ..

وأحتفظت بموقعي كبطله (المفضل) , ..!!

مكرر

(*)

سافرت (نفوس) إلى (الرنك) , ..
أصطحبت معها (عبدالله الدفار) , كان حينها قد تجاوز (العاشرة)
لكنه كان كمن في (الربعة) ,كان طفلاً مدللاً قصيراً متورماً , يلتصق بثوب أمه
كأنه يخاف أن ينتزعه أحدهم من بين يديها عنوة ,..
وصلا إلى (الرنك) قبيل منتصف (الليل)
ولكنها أنفقت وقتاً كثيراً في البحث عن من يدلها على بيت أمها ..
أخيراً وجدت (كهلاً) يجلس أمام بيته , يضع المزياع تحت كرسيه , ويغالبه
(النعاس) , لم تصدق حين أجابها أنه يعرفها ..
يعرف أمها ..
وسيدلها على بيتها ..
كان المشوار طويلا , وأضطرت هي و(الدفار) إلى السير بالأقدام
رغم إهاق السفر , ..
إلا أنها كانت على عكس (الدفار) لا تكاد تشعر بشئ , ..
سوى خفقان قلبها , الذي كان يزداد كلما أحست بدنو ساعة لقاء أمها ..
أخيراً أشار إليها (الكهل) إلى بيت بطرف (الحي) , ..
كان يشبه بيتها هناك , ..
وقفت أمام باب الصفيح , الذي كان موارباً ..
طرقته , وبعدها جاءها صوت إمرأة :
منو في الباب ..؟
أجابت دون وعي :
دي أنا (يمة) ..
ردت المرأة من الداخل في تعجب واضح :
منو ؟
ردت وتكاد تغالب دمعها :
أنا يمة , أن (نفيسة) بتك ..
صمتت المرأة من الداخل ..
وماهي إلا لحظات حتى أنفتح الباب على مصراعيه وبدت من خلفه
أم (نفوس) ..
وكان اللقاء ..!!

وبعدين ...؟؟؟!!!
حا نقعد كدا يعني ؟؟
رأيك شنو ؟؟
ياخي والله إلا الواحد يشكيك لصاحبك
البعيو
ياخي وين أنت؟؟
بهاء

Quote: وبعدين ...؟؟؟!!! حا نقعد كدا يعني ؟؟ رأيك شنو ؟؟ ياخي والله إلا الواحد يشكيك لصاحبك البعيو ياخي وين أنت؟؟ بهاء

(*)

بهاء ..
صديقي (بتاع اليابان)
سنكمل الحكاية لأنني في طريقي إلى نشرها أخيراً
بس أمسك مني (الهكر)

قلتا لي جيت الدوحة ؟
وإتصلتا ؟
ياخي ماتشحتف روحنا ساي ..

محبتي ..

كمال :
وحات باقي خوة شبكة الما بتكمل دي
جيت واتصلت واتصلت
وكمان بالمطوفش داك كرم الله
شكلكم نايمين
ما الله حكم علينا والجماعة زادوها حبة
بقينا حتى المطارات نزورها ليل
شفت
كيف
قصتنا
بايظة
ياخ بشد ليك السلك بعدين
ما ترخيني
كرم جا ولا لسع؟
بهاء الكره اليابان

Quote: كمال : وحات باقي خوة شبكة الما بتكمل دي جيت واتصلت واتصلت وكمان بالمطوفش داك كرم الله شكلكم نايمين ما الله حكم علينا والجماعة زادوها حبة بقينا حتى المطارات نزورها ليل شفت كيف قصتنا بايظة ياخ بشد ليك السلك بعدين ما ترخيني

والله خوة شبكة مقدرة وبيتحلف بيها
لكن ماعندنا حظ نلاقيك
منتظر تلفونك ياصديقي ..

(عبدالغني) لسا ماوصل ..

كمال
واصل
دي حتة تقيف فيها؟؟؟؟؟؟

Quote: كمال واصل دي حتة تقيف فيها؟؟؟؟؟؟

حا نواصل ..

محبتي ..

مكرر

صديقي الاستاذ كمال

متابعك منذ ما قبل ميلاد اخينا عبد الله بن رمضان وان شاء الله نحضر عرسو.

Quote: متابعك منذ ما قبل ميلاد اخينا عبد الله بن رمضان وان شاء الله نحضر عرسو.

(طارق)ياصديقي الجميل
نبارك ليك عرس أولادك إنشاالله
(الدفار عرسو قرب) ..

محبتي ..

امتاع

(*)

أخي /عبدالله الامين

شكراً على لطفك ..
سعدت بك هنا ..
محبتي وأمتناني ..

الرائع كمال راجع ماسنجرك

Quote: الرائع كمال راجع ماسنجرك

رحم الله المسينجر وأيامو ياعزيزي

راسلني على إيميلي ..

[email protected]

المسنجر بقى صفاية ..
تكتب وترسل ..
وتلقاهو في (الأوت) ..

محبتي ..

(*)

إنفتح الباب أمام (نفوس) ..
وجدت نفسها أخيراً وبعد سنوات طويلة أمام أمها وجهاً لوجه..
أفلتت إبنها (عبدالله الدفار) من بين يديها ..
وأرتمت على أحضانها , أحست بدفء غريب بين أحضان أمها
عادت (نفوس) مثل طفل برئ , غاب عن أنظار أمه للحظات وسط زحام ما ,
ثم وجدها بعيد لحظات وكأنه غاب عنها لسنوات ..
كان هذا هو إحساس (نفوس) ..
(أم نفوس) راحت تقبلها كيفما أتفق , ..
ولم يستطيعا تمالك نفسيهما فأنخرطا في نوبة من البكاء ..
وسقطا على الأرض وهما متماسكتين ..
و(الدفار) يرقبهما في تعجب ..!!

(*)

لم يخرجهما من الحالة التي كانتا عليها ..
سوى صوت (عبدالله الدفار) وهو يجر (نفوس) من طرف ثوبها ويصيح:
أنا جعان يا(نفوس) ..
تنبهت له (أم نفوس) وكأنها رأته الآن فقط وسألت :
ده ولدك يا(نفوس) ؟
أجابتها :
أيوة يمة ده ولدي (عبدالله) ..
أمسكت به (أم نفوس) وقبلته قائلة :
حلاتو , ماعاوز تسلم على (حبوبتك) ؟
رد (عبدالله الدفار) في ضجر:
حبوبة شنو ياخي أنا عاوز آكل ..
ضحكت وردت عليه :
تعال أخت ليك أكل ..
تبعها إلى الداخل ..
وجلست (نفوس) على (سرير) وجدته بمنتصف (الحوش)..
وأتكأت وهي تنظر إلى السماء ..
وهي تكاد تطير فرحاً ..!

(*)

Quote: (*)

مرورك أسعدني يافنان ..

إزيك ياخي وتلفونك ضاع مع ماضاع ..
من متاع ..
في (الشارجة) ..

أدونا ليهو مسنجرياً ..
محبتي ..

Quote: سلام يا زول ياكلك بنفسج انا من الناس البتتاوق لكلامك كل يوم وبشوف كلامك التشروا ذي ملابس العزابة والله يديك الفي مرادك اها ورينا سريع شغل القطارة زي بتاعة خالتي خدوجة دي ما نقدر نتحمله من مارلبور بتاع القرود داك ..........لي نفوس مشت لي امها وحضنها وبكوا ووقعوا تحت اها وبعدين عثمان الشريف هولندا - لاهآي مع ودي [email protected]

شكراً على (رسالتك) أخي / عثمان ..

محبتي ..

Quote: الاخ الاديب كمال تحيه طيبه انا اخوك مروان من متابعي سودانيزاونلاين من ةخارج الحوش وانت من الناس القلائل المتابع بوستاتهم .. عارف انا حتي مداخلاتك بستمتع بيها.. وقصه عبدالله الدفار وامه نفوس دخلتني عالم تااااني واستمتعت بكل حرف فيها.. كمال ياخي امتعنا امتعنا حتي نستغيس اخوك مران محمود السودان * اسف حصلت علي الايميل من حسن البعيو

شكراً أخي مروان (إن كان الإسم هكذا صحيح) ..

بعدين (حسن البعيو) شن عرفوا بالإيميل والتكنولوجي ؟
حكم والله ..

(*)
في إنتظار إيميلك يا(عبدالله الأمين) ؟؟

محبتي ..

(*)

سرحت (نفوس) بخيالها بينما كانت على تلك الحال , ..
أحست للمرة الأولى أنها في بيتها , ..
وأنها (إنسان) حقيقي , له جذور , له ماض , له عائلة
تفرح لفرحه وتحزن لحزنه ..
أحست بأنها الآن أقوى كثيراً مما مضى ..
ومازالت على تلك الحال , حتى غفت ونامت لأول مرة
دون أن تطاردها هواجس الغد , ..
دون أن تخشى المستقبل ..
نامت كأنها طفل رضيع , غفا تحرسه عينا أمه..
مازالت على تلك الحال , بين اليقظة والمنام ..
حتى سمعت باب بيت أمها , يفتح ويصدر صوت صرير مزعج ..
نهضت مفزوعة , ووجدت أمامه رجلاً أشيباً , قصير القامة ..
يرتدي جلباباً بلدياً متسخاً ..
تسبقه إليها رائحة خمر نفاذة ..!!

حضور صباحي

شبكة :
صباحك خير

شربتي شاي الصباح؟؟
غايتو نحن اتغدينا وصلينا العصر
ولسع نفوس ما عرفنا رجعت (الفلاش باك) ولا لسع؟؟
رغم اننا عارفينها الله يرحمها ماتت
شبكة :
نادي كمال ياخ
زهجنا من المطوحة دي
بهاء بتاع طوكيو
أو كما قال كمال

Quote: شبكة : صباحك خير شربتي شاي الصباح؟؟ غايتو نحن اتغدينا وصلينا العصر ولسع نفوس ما عرفنا رجعت (الفلاش باك) ولا لسع؟؟ رغم اننا عارفينها الله يرحمها ماتت شبكة : نادي كمال ياخ زهجنا من المطوحة دي بهاء بتاع طوكيو أو كما قال كمال

المشكلة يابهاء يابان
انو كمال ليلي المعيشة وانا نهارية المعيشة
الحكاية بتكون صعبة في انو يجي هسة لكن انت بعد تصلي العشا تعال
بتلقى جديد انشا الله

والله انتو زاتكم يومكم عكس الناس دا زاتو حيرني يعني ما عندكم فرق من كمال قطر

Quote: انو كمال ليلي المعيشة

يعني شغال تلوب ( حرامي ) .... هوووووووووووووي يا شيبكة ده ود ابشرا بيسخطك

الشبك زاتها ما عرفت سيدها منو؟؟!!!!

الاستاذ صاحب القلم الشجاع كمال علي الزين

السلام عليكم ورحمة الله

يا اخي تسلم علي الكتابات الرائعة وبعدين قطر دي بتجمع أساطين من الاعضاء بالموقع
شخصك الجميل وكيكي وخليل وايوساندرا ونادوس واخوانه وهارون ودكتور بدرالدين
وساني والملهم دكين والظلامي ود القريش ومولانا زمراوي وهجو وشيخنا المحترم الطقي
الغائب وامامه مواضيع كثيرة ننتظرها واكيد اخرون فتقوم تقنع لينا دكين ياخر العرس للاجازه
الكبيره وتكلم معتصم عبدالحليم يرسل لي تذاكر لي وللاولاد الزوجه + 4 انصاص ويرسل لي
باقي قروشي العندو عشان بس نشوفكم كده ونرجع .
يااخي موضوع حسن ساتي يرحمه الله ما كملتوا البوست الفيه مقال الاستاذ هاشم كرار بالله واصل توثيق لسيرة الرجل ومواقفه القويه مع نميري والاستاذ علي شمو من قضية الأستاذ المفكر محمود محمد طه يرحمه الله الذي تمت تصفيته كيديا وسياسيا وكمان كلمة الصحافه مهمه جدا نشرها
ارجو ان تستمروا في هذا الخيط خصوصا وانتم لا تنتمون الي الجمهورين وقتها لا الان بل تنتمون الي اقلامكم
وما اعمق الانتماء الي القلم وهو يصدح بالحق ويتجلي بالجمال

شكرا ليك وانت تنصف اهل صديقي الحبشي مالقيتا الذي كان ياكل ويشرب و ينام معي بمنزلنا والذي سميت باسمه لفترة طويلة (مالقيتا ) الي ان بلغنا شانا عظيما في الكره ولقبت ( بوكو )

ولك كثير احترامي وحبي وتقديري

ومئونة 100 عام قندراني من (الباسطة ) و(الحلويات (و(الطحنية(

بهاء (بتاع اليابان) و شبكة،

ما براكم الممطوحين،،

كمال الزين شارينا كلنا،
(صحى ، علاقة حبل الغسيل دة شنو بشغل الليل؟؟؟؟)

المهم،
(على قول ناس فى كندا..)،

Quote: إنفتح الباب أمام (نفوس) .. وجدت نفسها أخيراً وبعد سنوات طويلة أمام أمها وجهاً لوجه.. أفلتت إبنها (عبدالله الدفار) من بين يديها .. وأرتمت على أحضانها , أحست بدفء غريب بين أحضان أمها

كمال،
ما تكلفتنا بالله،
دايرين نعرف أمها شكلها كيف،
و شنو الرابط (المظهرى) بينها و بين (نفوس)؟؟؟






شبكة،
كان نايم (مثلا)،
نرسل ليه ناس يصحوه،،
ورونا بس،،،

الشكية لي الله
نحن زاتو البشبكنا في كمال شنو؟
والبودينا معاهو جخانين نفوس والبعيو
وأب تسعة شنو ؟
عوارتنا عارفينها ماتت ودفنوها وهناي داك بيت في قبرها وجعر زي ما
أنا الآن داير أجعر من كمال ولا أعضي لي زول
نقوم برانا نمشي معاها بلد أمها
عشان بعد شوية يجي يقول الراجل السكران داك وشعرو مشيب أبوها
مش كدا يا كمال ؟
ياخ يا الله طهروا عبدالله وخلوه يراهق
وبالمرة البعيو يسوقو المنطقة أصلو صايع وما منو في القراية
وعرس ليهو
ويجيب البعيو2
استغفرتك يا مالك روحي
منك يا كمال يا زين
تلفونك زاتو ضيعتو في ( الشارجة) أو كما قلت
وجيت وتلفونك التاني مخستك
نعمل شنو ؟
موية آبري ما بتحلنا منك

أصحى يا خ
هالة بتاعت كندا رسلو ليهو قوات أممية
ولا كعكول تلج
شبكة أضربي ليهو
أنا ماشي أتعشى يا شبكة أقعدي سقربي كدا مع
كمال دا
الله يحل شبكتك وشبكتنا
بهاء بتاع اليابان

يابهاء يابتاع اليابان
ضربت لكمال بتاع قطر
لكن قفل الخط
معناه مشغول ولي مدروش والاتنين احمد وحاج احمد
انا قبيل قلت ليك صلي العشاء وتعال
انت فهمتها عشاء بتاعة الاكل شكلك كدا

طيب اكل وتعال

معاك شبكة قطر
الله يحلنا من شبككم دي

الصبر ... الصبر
وموية آبرى هنا مافي

يعني نعمل ليهو زي دكين : نداء أخير ؟
تعرفي العزابة دائما بقدمو العَشاء( بفتح العين)
على العِشاء) بكسر العين )
والله يصبرنا
شوية برجع البيت وبضرب ليهو

بهاء الما بتاع شبك

شفت فتح العين وكسر العين بالنسبة لي اكبر من الشبكة زاتو


الزول مشي يكمل نومتو شكلو
لانو رد لي بنص عين
تعالوا بكرة ياجماعة
قفلنا خلاص

وكلم هالة بتاعة السودان


مع السلامة يابهاء بتاع اليابان

الله في
وبث
بهاء وبث

يعلق لحين إشعار اخر،،،









هالة،
(من هنا...)،






______________________
شبكة،
معلومة (النص عين) دى مهمة جدا فى تسلسل الأحداث، خلى بالك!!!
ما يكون البعيو أمبارح أستلف أخونا كمال فى مأمورية تانية؟؟؟؟

Quote: ما يكون البعيو أمبارح أستلف أخونا كمال فى مأمورية تانية؟؟؟؟

والله ياهالة دي تبقى مصيبة





بشرى لكم يا اهل الخارج


كمال في الطريق الان للتكملة

Quote: معلومة (النص عين) دى مهمة جدا فى تسلسل الأحداث، خلى بالك!!! ما يكون البعيو أمبارح أستلف أخونا كمال فى مأمورية تانية؟؟؟؟

وين يا(هالة) تاني ما مافي ليهو ..
المرة الفاتت الله نجانا ..
(البعيو) ماقال مشى أمريكا عشان يبقى (مصارع)
خليهو يجي يصارع بي نفسو تاني ..

Quote: شبكة، كان نايم (مثلا)، نرسل ليه ناس يصحوه،، ورونا بس،،،

هي يعني (شبكة) قصرت ..؟

إزيك يا(هالة)
وملاحظاتك (مفيدة بشكل لن تتصوريه)..
والتأخير سببو الملاحظات دي بالمناسبة ..

سنواصل ..

محبتي ..

Quote: الاستاذ صاحب القلم الشجاع كمال علي الزين السلام عليكم ورحمة الله يا اخي تسلم علي الكتابات الرائعة وبعدين قطر دي بتجمع أساطين من الاعضاء بالموقع شخصك الجميل وكيكي وخليل وايوساندرا ونادوس واخوانه وهارون ودكتور بدرالدين وساني والملهم دكين والظلامي ود القريش ومولانا زمراوي وهجو وشيخنا المحترم الطقي الغائب وامامه مواضيع كثيرة ننتظرها واكيد اخرون فتقوم تقنع لينا دكين ياخر العرس للاجازه الكبيره وتكلم معتصم عبدالحليم يرسل لي تذاكر لي وللاولاد الزوجه + 4 انصاص ويرسل لي باقي قروشي العندو عشان بس نشوفكم كده ونرجع . يااخي موضوع حسن ساتي يرحمه الله ما كملتوا البوست الفيه مقال الاستاذ هاشم كرار بالله واصل توثيق لسيرة الرجل ومواقفه القويه مع نميري والاستاذ علي شمو من قضية الأستاذ المفكر محمود محمد طه يرحمه الله الذي تمت تصفيته كيديا وسياسيا وكمان كلمة الصحافه مهمه جدا نشرها ارجو ان تستمروا في هذا الخيط خصوصا وانتم لا تنتمون الي الجمهورين وقتها لا الان بل تنتمون الي اقلامكم وما اعمق الانتماء الي القلم وهو يصدح بالحق ويتجلي بالجمال شكرا ليك وانت تنصف اهل صديقي الحبشي مالقيتا الذي كان ياكل ويشرب و ينام معي بمنزلنا والذي سميت باسمه لفترة طويلة (مالقيتا ) الي ان بلغنا شانا عظيما في الكره ولقبت ( بوكو ) ولك كثير احترامي وحبي وتقديري ومئونة 100 عام قندراني من (الباسطة ) و(الحلويات (و(الطحنية(

صباحك خير يا(محمد المعتصم) ..
سعدت بك هنا ..

سنواصل مابدأناه حول الراحل(ساتي) ومن ظلمه ..
شكراً على لطف كلماتك ..
محبتي وأمتناني ..

Quote: الشبك زاتها ما عرفت سيدها منو؟؟!!!!

اولاد (أبشرا) ياهند كلهم بتاعين (شبك)الله يحلك

Quote: يعني شغال تلوب ( حرامي ) .... هوووووووووووووي يا شيبكة ده ود ابشرا بيسخطك

شوفي ليك واسطة قوية عشان ما(نشدك) في اب شرا

سيف جعفر ازيك ياخ

محبتي ..

سلامات يا اديبنا ود الزين

ياخي حلتكم دي ( الماعونه + محطة سبعه ) المفروض تكتب عنها كتب مش قصة واااااااااحده بس

بعد تنتهي من قصة الدفار ريح شويه كده وبعدين اكتب لينا عن مساطيل حلتكم العملو فريق كورة قدم و سمو فريقهم (كولمبيا) يا ريت تكون متذكر الفريق ده وقصة تكوين الفريق ؟






محبتي

Quote: بعد تنتهي من قصة الدفار ريح شويه كده وبعدين اكتب لينا عن مساطيل حلتكم العملو فريق كورة قدم و سمو فريقهم (كولمبيا) يا ريت تكون متذكر الفريق ده وقصة تكوين الفريق ؟

كيف يا(سيف) ودي حاجة تتنسي ؟
تيم كلو مساطيل وبدقو كفر عجيب
وبلعبوا الكورة بي خيال مبدع

Quote: تيم كلو مساطيل

والمشجعين برضو كانو من اكبر المساطيل


كويس انك لسع متذكر كويس التيم ده ... بس عليك الله ما تنسي تكتب قصة تكوبن التيم ده هنا

محبتي يا زين يا ود الناس الزينين

Quote: كويس انك لسع متذكر كويس التيم ده ... بس عليك الله ما تنسي تكتب قصة تكوبن التيم ده هنا

ياخي لعبتا معاهم وكانوا أصدقاء ..
وكنتا لسنة كاملة (راس الحربة) بتاعهم لحدي مافكت (الكورة)مني ..
وفكت (سطلتهم) ..
حا أكتب عنهم ..

محبتي ..

Quote: المشكلة يابهاء يابان انو كمال ليلي المعيشة وانا نهارية المعيشة الحكاية بتكون صعبة في انو يجي هسة لكن انت بعد تصلي العشا تعال بتلقى جديد انشا الله والله انتو زاتكم يومكم عكس الناس دا زاتو حيرني يعني ما عندكم فرق من كمال قطر

والله يا(هند) صادقة , أنا محسوب على ناس أوربا واليابان وأمريكا
بصحى معاهم وبنوم معاهم ..
بهاء (صليت العشاء) ؟

Quote: شبكة : صباحك خير شربتي شاي الصباح؟؟ غايتو نحن اتغدينا وصلينا العصر ولسع نفوس ما عرفنا رجعت (الفلاش باك) ولا لسع؟؟ رغم اننا عارفينها الله يرحمها ماتت شبكة : نادي كمال ياخ زهجنا من المطوحة دي بهاء بتاع طوكيو أو كما قال كمال

صديقي بهاء بتاه اليابان ..
تلفونك ده محلي داخل اليابان ولا شنو ؟
كلما تتصل علي حالف يخلينا عند مرحلة السلام ..
مساء الخير ياخوي ..
رجعنالك ..

محبتي ..

Quote: حضور صباحي

صباح النور يا(شبكة)

ونحنا برضو ما زلنا متابعين ..

كمال سلامات أخوي (لحين عودة) ..

Quote: هي يعني (شبكة) قصرت ..؟

عافية منها،،،،
:D :D :D

Quote: إزيك يا(هالة) وملاحظاتك (مفيدة بشكل لن تتصوريه).. والتأخير سببو الملاحظات دي بالمناسبة ..

شفتو يا جماعة،
الزول كان شغال،،،
ساكت ظلمتوه،،،،

كلو فى سبيل التجويد يا كمال يا خوى،،،،










طيب و النص عين دى،
كان سببها شنو؟؟؟

شفتي يا هالة الشبك دي
ناس تقول نص عين وناس تقول انها بتجود
وفي النهاية النهاية ما جات ....

Quote: طيب و النص عين دى، كان سببها شنو؟؟؟

النص عين دي سببها (بنية قديمة)

Quote: ونحنا برضو ما زلنا متابعين .. كمال سلامات أخوي (لحين عودة) ..

مرحبتين يا(حيدر) (وش بكري المطلع لسانو داك)
كيفك أختي إنشا الله كويسة ..؟
سعدت بحضورك ..

محبتي ..

اها يا استاذ كمال..
وصلنا وين؟؟
متابعة باستمتاع..

Quote: اها يا استاذ كمال.. وصلنا وين؟؟ متابعة باستمتاع..

شكراً يا (أميرة)
مرحباً بك ..
محبتي ..

(*)

(*)

سرحت (نفوس) بخيالها بينما كانت على تلك الحال , ..
أحست للمرة الأولى أنها في بيتها , ..
وأنها (إنسان) حقيقي , له جذور , له ماض , له عائلة
تفرح لفرحه وتحزن لحزنه ..
أحست بأنها الآن أقوى كثيراً مما مضى ..
ومازالت على تلك الحال , حتى غفت ونامت لأول مرة
دون أن تطاردها هواجس الغد , ..
دون أن تخشى المستقبل ..
نامت كأنها طفل رضيع , غفا تحرسه عينا أمه..
مازالت على تلك الحال , بين اليقظة والمنام ..
حتى سمعت باب بيت أمها , يفتح ويصدر صوت صرير مزعج ..
نهضت مفزوعة , ووجدت أمامه رجلاً أشيباً , قصير القامة ..
يرتدي جلباباً بلدياً متسخاً ..
تسبقه إليها رائحة خمر نفاذة ..!!

(*)

إنتفضت (نفوس) لرؤية العجوز المخمور أمامها هكذا فجأة , ..
صرخت وركضت نحو (أمها) ..
خرجت أمها من مطبخها الصغير فزعة صايحة:
في شنو يا(نفيسة) مالك ؟
أجابتها (نفوس) مرتعبة:
في زول , راجل عجوز سكران كده جا داخل علينا فجأة ..!!
نظرت (أمها) خلفها , ورأت الرجل ثم مالبثت أن هدأت فجأة وقالت :
ده عمك (عوض طلايع) يا(نفيسة) ..
ثم وجهت حديثها نحوه :
تعال يا(عوض) سلم على (نفيسة) بتي , جات هي وولدا من الخرطوم ..
نظر إليها الرجل , وتقدم نحوها ومد يده في برود , ..
ثم توجه نحو (السرير) الذي يتوسط (الحوش) , وأستلقى عليه ..
وسرعان مابدأ يغط في نوم (عميق) وعلا شخيره ..!!

مرات بتكون شابكة معاك غنية تلقي نفسك طوالي بتردد فيها.

لي كم يوم شابكة معاي (عبدالله الدفار) ....... ده يكون من الدخاخين القايمة هنا والا شنو ؟

Quote: مرات بتكون شابكة معاك غنية تلقي نفسك طوالي بتردد فيها. لي كم يوم شابكة معاي (عبدالله الدفار) ....... ده يكون من الدخاخين القايمة هنا والا شنو ؟

عمر عثمان
سلامات ياخوي .. (الدفار) بقى نجم وبغنوا ليهو كمان ؟
يمكن ما الدخاخين برضو ..

شكراً على مرورك من هنا ..

محبتي ..

Quote: يرتدي جلباباً بلدياً متسخاً .. تسبقه إليها رائحة خمر نفاذة ..!!

شحتفتنا .... واصل

Quote: شحتفتنا .... واصل

مواصلين ياصديقي

(*)

نظرت (أم نفوس) نحو (عوض طلايع) , راقبته حتى علا شخيره , ..
وعادت إلى مطبخها حيث كان (عبدالله الدفار) منصرفاً إلى إلتهام ما وضعته أمامه
من (طعام) , ..
لحقتها (نفوس) وهي تسأل :
(عوض طلايع ) ده من (يمة) ..؟
أجابتها وهي تصب ماء وتضعه أما (الدفار) :
عمك (عوض ) ده (راجلي) ..
ردت (نفوس) في إستغراب :
عرستيهو متين ؟ الناس الدلوني عليك في (الخرطوم) ماقالوا لي أمك عرست
بعد أبوك ؟
ردت أمها :
يمكن ديل من الناس الطولوا في (الخرطوم) , أنا عرستو لي خمستاشر سنة ..
بعد أبوك (الله يرحمو) سرقك مني باليل وهرب بيك , قعدت أفتش عنك سنين
وكنتا فاكراهو هرب بيك (للحبشة) رجع بيك لأهلو ..
مافكرتا إنو ممكن يفكر يمشي الخرطوم , لأنو كان بترجاني أمشي معاهو (الحبشة)
أنا أبيت ..
بعديها لاقيت عمك (عوض طلايع) ده , جابوهو من الخرطوم عسكري (يتدرب)
ناس (الطلايع) زمن (نميري) إشتهر هنا بإسم (طلايع) ده , وكان ظريف معاي
بعديها نزل المعاش وأبى يرجع الخرطوم وعرستو وسكنتو معاي ..!!

(*)

كان الأستاذ / النور عثمان أبكر قد وعدني
بكتابة مقدمة هذه (الرواية) وتصحيحها ..
لكنه لم يفي بوعده .. ورحل
سأجعل أهداءها له (مقدمة) لها ..
فهي :إلى روح الأستاذ / النور عثمان أبكر ..

كمال :
بالأمس نسيت الكلمات الصحو والصاحية
ولم أنم بع
وصباح أسود يلفني
بفقد صحو الكلمات المنسية
وتاني واحد جميل قام مات
له مغفرة واسعة
وحب من الله تعالى يوم يلقاه
بهاء الحزين في اليابان

Quote: كان الأستاذ / النور عثمان أبكر قد وعدني بكتابة مقدمة هذه (الرواية) وتصحيحها .. لكنه لم يفي بوعده .. ورحل سأجعل أهداءها له (مقدمة) لها .. فهي :إلى روح الأستاذ / النور عثمان أبكر ..

كمال،
عزائنا الحار فى وفاة الفقيد،
العم النور عثمان أبكر،،

كلنا يقين،
أن تلامذته و مريديه سوف يواصلون العطاء،،


تقبل الله إهدائكم و سائر أعمالكم،،،،




التعديل لإضافة حرف اللام...........

Quote: كنا يقين، أن تلامذته و مريديه سوف يواصلون العطاء،،

Quote: كمال : بالأمس نسيت الكلمات الصحو والصاحية ولم أنم بع وصباح أسود يلفني بفقد صحو الكلمات المنسية وتاني واحد جميل قام مات له مغفرة واسعة وحب من الله تعالى يوم يلقاه بهاء الحزين في اليابان

Quote: لأنو كان بترجاني أمشي معاهو (الحبشة) أنا أبيت ..

فالحة والله ياكيمو، تمشي معاهو الحبشة عشان تقعد out of business..
___
بجيك راجع!

الحبيب كمال الزين

طلبك علي الرأس والعين

عندي لوحات كبيرة ماداخلة في الكومبيوتر

سوف احاول انزالها

وسوف اكون سعيد جدا لارسالها لك .

وبعدين خزلتني : شنو مدفوعة الاجر... ياخي حرام عليك .بس عذرتك لانك ما بتعرفني .

لك كل الحب

Quote: عرستيهو متين ؟ الناس الدلوني عليك في (الخرطوم) ماقالوا لي أمك عرست بعد أبوك ؟

طلايع نازل برشوت
وواصل يامك

Quote: طلايع نازل برشوت وواصل يامك

طلايع (سكر ونام) حليل أيامو لما كان بقدر
على نزلة (البرشوت)..

سنواصل ياصديقي ..

Quote: الحبيب كمال الزين طلبك علي الرأس والعين عندي لوحات كبيرة ماداخلة في الكومبيوتر سوف احاول انزالها وسوف اكون سعيد جدا لارسالها لك . وبعدين خزلتني : شنو مدفوعة الاجر... ياخي حرام عليك .بس عذرتك لانك ما بتعرفني . لك كل الحب

العزيز/ عوض ..
لا عليك , فلم أقصد سوى أنني سأبطعها بغرض البيع
وطالما ستباع فأعتقد أن من حقك أن يكون لك منها نصيب ..

محبتي وفي إنتظارك ..

Quote: فالحة والله ياكيمو، تمشي معاهو الحبشة عشان تقعد out of business.. ___ بجيك راجع!

سلامات يا(طيفور)
منتظر رجعتك عشان نعرف ماتحاشته برفضها
ولماذا هي فلحت حين رفضت ..
(أظنك عندك تجربة ) ..

محبتي ..

(*)

نظرت (أم نفوس) نحو (عوض طلايع) , راقبته حتى علا شخيره , ..
وعادت إلى مطبخها حيث كان (عبدالله الدفار) منصرفاً إلى إلتهام ما وضعته أمامه
من (طعام) , ..
لحقتها (نفوس) وهي تسأل :
(عوض طلايع ) ده من (يمة) ..؟
أجابتها وهي تصب ماء وتضعه أما (الدفار) :
عمك (عوض ) ده (راجلي) ..
ردت (نفوس) في إستغراب :
عرستيهو متين ؟ الناس الدلوني عليك في (الخرطوم) ماقالوا لي أمك عرست
بعد أبوك ؟
ردت أمها :
يمكن ديل من الناس الطولوا في (الخرطوم) , أنا عرستو لي خمستاشر سنة ..
بعد أبوك (الله يرحمو) سرقك مني باليل وهرب بيك , قعدت أفتش عنك سنين
وكنتا فاكراهو هرب بيك (للحبشة) رجع بيك لأهلو ..
مافكرتا إنو ممكن يفكر يمشي الخرطوم , لأنو كان بترجاني أمشي معاهو (الحبشة)
أنا أبيت ..
بعديها لاقيت عمك (عوض طلايع) ده , جابوهو من الخرطوم عسكري (يتدرب)
ناس (الطلايع) زمن (نميري) إشتهر هنا بإسم (طلايع) ده , وكان ظريف معاي
بعديها نزل المعاش وأبى يرجع الخرطوم وعرستو وسكنتو معاي ..!!

الاخ كمال..


تحياتي..


بالجد كده...





















رائع في نسج الحروف

ورسم الكلمات

وسردها بالسهل الممتنع

واصل واتحفنا بما يجود به يراعك

كن بخير

(*)

شاكر لطفك ومجاملتك الرقيقة يا(مجدي)
حضورك أسعدني ..

محبتي ..

(*)

باتت (نفوس) ليلتها بحضن (أمها) , كأنها تحاول أن تحيا طفولتها
من جديد , (أمها) حاولت تعويضها دون إعتراف بذلك , ..
خرجت أمها في الصباح الباكر , علمت (نفوس) أن (أمها) تكسب عيشها
من بيع بعض متعلقات (النساء) بسوق (الرنك) , ..
سوق بلدي , به مجموعة من (السيدات) يفترشن الأرض , يبعن
أغراضاً مختلفة , ..
كل واحدة منهن تخصصت بشئ مختلف , ..
(أم نفوس) تخصصت بمتعلقات (النساء) التي أيضاً تعمل على صناعتها
يدوياً ببيتها , ساعدتها نفوس على ترتيبها وحملها قبل خروجها ..
ثم أنفقت يومها في ترتيب بيت أمها المتواضع وتنظيفه ..
كانت تتحرك بخفة , تغني وهي تعمل ..
(الدفار) أنفق يومه في (نوم) عميق , من أثر السفر الطويل ورهقه ..
فتحت (نفوس) أعينها صباحا ولم تجد أثراً لزوج أمها(عوض طلايع) ..
خرج مبكراً جداً ..
لم يسعفها الوقت حتى تسأل (أمها) عنه ..
عادت (أمها) عند منتصف النهار , وقد باعت بضاعتها , ..
وأشترت إحتياجات معيشتها , وبدأن في تواصل حميم يتساعدن
على صنع (غداءهم) ..!!

(*)

هنالك بالخرطوم ...
كان أصدقاءها قلقون عليها , ترى هل وجدت (أمها) , ..
أم أنها قد خاب مسعاها , ..؟
(أب تسعة) و(البعيو) كان يفكران بأمرها دون أن يناقشاه سوياً , ..
أنفقا أيامهما صامتين ..
حتى جاء مايشغلهم عن أمرها , فقد تعرض (رمضان الحلبي) لحادث مروري ,..
وتم نقله للمستشفى ..
جاءتهم (طيبة الزانداوية) باكية , أصطحباها للمستشفى , ..
وجدوه وقد غطي كامل جسده بالجبس , حتى عنقه , ..
كان حادثاً مريعاً , وكان هو على (موتره) ..
ما أن رأته (طيبة) على تلك الحال حتى جن جنونها وصارت تولول وتصيح ..
طلب أحد الأطباء من صديقيه أخذه لبيته فلا حاجة له بالبقاء فقد (جبسوا)
كسوره ..
أخذوه على نقالة بدائية(تجرها) ممرضتان يعاونهما (أب التسعة) و(البعيو)

و(طيبة ) تجري وراءهم ويديها على رأسه تهمس بأذنيه ..!!

..............


شكرا يا زين لوجود حرفك فى حياتنا

Quote: شكرا يا زين لوجود حرفك فى حياتنا

بل شكراً يا(روز) لأن عطرك هنا ..

(*)

صاح (رمضان الحلبي) بوجه (طيبة) بعد أن همست بأذنه (دون أن يسمعها أحد):
غوري من وشي ياولية , دة وقتو أسي ؟
(البعيو) قال وهو يلهث خلف (النقالة) :
مالا (طيبة) يا(رمضان) قالت ليك شنو؟
رد (رمضان) :
وهو يتحاشي أن يسمعنه (الممرضات) :
(الولية) بتسأل من (الجهاز) , شافتني (مجبس) كلي
مالقت حاجة تقلق عليها غيروا ..

رد (البعيو) مستوضحاً :
(جهاز) شنو يا (رمضان) إنتا كنتا شايل ليك تلفزيون في الموتر ولا شنو ..؟

رد (رمضان) :
إنتي جاهل ولا شنو (الجهاز) ده (البتاع ) ياخ ..

(البعيو) :
ياخي الكلام بالإلغاز ده مافهمتو (بتاع ) شنو ياخي ..
رد (رمضان) :
يعني عاوزني أقول إسمو أسي والله (الممرضات) ديل يسمعن إسمو
إلا يرموني على (خشمي) , بوريك بعدين ياخ ..

أجاب (البعيو) ويبدو أنه فهم أخيراً :
بالله هي بتسأل عن (البتاع) , بالله (المرة) دي نصيحة , لكن بالجد طمنا , إنشاء الله
العدة ماتكون إتضررت ؟

رد (رمضان) :
ياخي إنتا مالك ومالا , (طيبة) تسأل قبلناها , إنتا مالك ؟

(البعيو):
ياخي صحبك وعاوز أطمن علي مستقبلك وأغلى ما تملك ..

(رمضان) :
ياخي والله تمام التمام إطمن وطمن الحلة كلها , سمح ؟

وبينما هم يخرجونه من بوابة المستشفى , تجمع حولهم نفر من المارة
أدهشهم منظره وجسمه بالكامل يغطيه الجبس تقريباً وتساءل أحدهم :
ياخي كفارة الزول ده مالو ؟

رد (البعيو) دون أن يتوقف محاولاً اللحاق (بالنقالة) :
ده أخونا (رمضان الحلبي) حرامي خرفان , كان بحاول يسرق خروف بالموتر عمل حادث و..

قاطعه (رمضان) وهو يرفع رأسه وينظر نحوهم:
الله يلعنك يا(البعيو) فضحتني , ..
ثم حاول أن يجعل صوته أعلى حتى يسمعه (المارة) :
أنا ما(حرامي) الزول ده كضاب , أنا ماحرامي أنا (محتال) بس ..
خليت السرقة زمان ...!!

مكرر

Quote: يرد (البعيو) بعد أن يترك سجارة (البنقو) التي أعياه العمل على لفها : أها يا حاج فلسفة , التربية يعني شنو ؟ وإنتا ربوك كيف , عشان تساعدنا على الفهم أضرب لينا مثل بي (ماما) و(بابا) كانو بعاملوك كيف؟

Quote: (البعيو) وبعد أن سيطرت عليه (نشوة) البانقو , صار أكثر تعاوناً وإستماعاً , وقام بلف سجارة أخرى لصديقه وأشعلها له قائلاً : هاك يا(بروف) أديها وأشجينا والله إنتا خسارة فينا ..

Quote: لقيت نفسي في شارع كلو (كيزان) , إضطريت أكتب على بابي (منزل أحرار) .. وضحكا حتى أدمعت أعينهما ..

Quote: يعبرونه دون تحية , يتوجهعون نحو (بيتها) .. ثم يعودون لتحيته كأنهم يرونه للمرة الأولى ..

Quote: رد عليها صوت (حسن البعيو) : حرامي شنو يا سجمانة , خلاص يا (ماما جليلة) *, عمارتك أقفليها كويس تاني , .. والله الحرامي الليقصد خرابتك دي إلا يكون مشتهي ليهو دقة ساي ..!!

Quote: قاطعها (البعيو) : سمعة شنو يا (بت السيد علي) .. إنتي منو الما بات معاك , إنتي أقل حاجة عندك (تمنية صلايب إيدز) , . بعدين إنا ستمية مرة قلتا ليك إنتي أصلاً ما (التيب) بتاعي ..

كنت احرص علي طقس نفسي معين
حال حدوثه ادلف لبوستاتك يا (الزين)
وقد اعيد قراتها من الاول
لكن (بصوره مختلفه)
تتماشي مع طقسي النفسي
لم ابلغ ربع البوست في صفحته الاولي
وها انا تشافيت
شكرا عميقا يا حبيب
(بدون تعليق طبعا)

Quote: كنت احرص علي طقس نفسي معين حال حدوثه ادلف لبوستاتك يا (الزين) وقد اعيد قراتها من الاول لكن (بصوره مختلفه) تتماشي مع طقسي النفسي لم ابلغ ربع البوست في صفحته الاولي وها انا تشافيت شكرا عميقا يا حبيب (بدون تعليق طبعا)

القلوب عند بعضيها ياصاحبي

محبتي

Quote: القلوب عند بعضيها ياصاحبي

ادام الله مابالقلوب يا صاحب
مستمتع حد (الضحك)
وانا في قمة استيائي
عاطر الحب
(او كما تقول) يا حبيب

Quote: عاطر الحب (او كما تقول) يا حبيب

اتعلم ياصاحبي ؟
مضى زمان دون ازيل ما اكتب بهذه العبارة
اظنها ضاعت بين ما ازكم الانوف

عاطر الحب يانعيم

شايفك وصيت راني علي البتاعات
ما (تكملا) علينا
خليه يجيب لينا منها
بتاع بتاعين (شويه)
يا بلال عليا


عاطر الحب (برضو)

Quote: شايفك وصيت راني علي البتاعات ما (تكملا) علينا خليه يجيب لينا منها بتاع بتاعين (شويه) يا بلال عليا عاطر الحب (برضو)

(راني مابوصوهو)
(بس ناس كندا اللي يفكوهو)

علم بنشيل بتاعك على (جنب)

عاطره ياصديقي ..

(*)

كانت (نفوس), ..
تكاد تطير فرحاً , وقضت نهارها تحكي لأمها وتسمع منها ..
كانتا متشابهتين , حياتهما أيضاً كانت متشابهة , ..
(أم نفوس) أرادت أن تعرف عنها كل شئ , في بضعة ساعات , ..
رحلة من العذاب والفرح والحزن والألم
والمعاناة , إمتدت لسنوات ,
أرادت أن تعرفها كلها في زمن وجيز , ..
حكت (نفوس) لأمها كل شئ , ..
كانت تحكي مايفرح وهي تضحك ..
وتحكي مايحزن وهي تبكي ..
تتألم أمها لألمها الذي كان وتحتضنها في حنان وحزن ..
وتفرح لفرحها الذي كان وتحتضنها وتتبسم وتضحك ..
مرت بهما ساعات طوال وهما على تلك الحال ,..
(الدفار) كان يمارس هوايته في الأكل أو البحث عن مايؤكل ..
سألهما متعجباً :
دي أمك كيف يا(نفوس) ؟
أجابته :
أمي كده زي ما أنا أمك كده؟
رد (الدفار ) :
لكن إنتي كنتي بتأكليني من ولدتيني لحدي أسي ..!!
إنتي أمك دي كانت بتأكلك برضو ؟

Quote: (*) كان الأستاذ / النور عثمان أبكر قد وعدني بكتابة مقدمة هذه (الرواية) وتصحيحها .. لكنه لم يفي بوعده .. ورحل سأجعل أهداءها له (مقدمة) لها .. فهي :إلى روح الأستاذ / النور عثمان أبكر ..

(*)

شكراً أختي (هدير) ..
رحم الله أستاذ / النور ..

محبتي ..

(*)

غابت شمس ذلك اليوم , و(نفوس) وأمها وإبنها (عبدالله الدفار) ..
يتجاذبون أحاديثاً مختلفة , عاشوا يوماً كأسرة واحدة , (نفوس) أحست بالأمان
للمرة الأولى , الأمان الذي كان يجده (عبدالله الدفار) دائماً في حماها , وحرمت هي منه
مبكراً ..
تواصل يومهم هكذا حتى أنتصف الليل , وناموا على أسرة كانت مبعثرة بالحوش الصغير , ..
جاء بعدها (عوض طلايع) , ..
وجد (الدفار) قد نام على سريره , لم يتواني عن حمله ووضعه على الأرض , كان مخموراً كالعادة
إستيقظت (أم نفوس) ..
وجدت (الدفار) على الأرض يغط في نوم عميق ..
إقتربت من (عوض طلايع) وهزته وهي تهمس في غضب ..
إستيقظ ونظر بوجهها دون إكتراث ..
أشارات إليه بأن يلحق بها إلى الغرفة ...
ثم توجهت نحوها دون أن تلتفت له ..
نهض متثاقلا ..
وتبعها ..!!

(*)

دخلت الغرفة وأستدارت و(غزت كوعها) , يبدو أن (نفوس) ورثت (غزة الكوع) الشهيرة
من (أمها) , إنتظرته حتى دخل خلفها وصاحت بوجهه :
إنتا ياراجل عاوز تحرجني مع (بتي) وولدها..؟
كل يوم جاي بالحالة دي وآخرتا كمان تشيل ولد بتي ترميهو في الواطة؟
أسمع يا(عوض طلايع) أنا إستحملتك سنين , قلتا ماعندو زول في الدنيا غيري ..
وكبر وعيب أرميهو بعد السنين دي , لكن لحدي بتي ولدها أصلوا مابسمح ليك ..

تثاءب (عوض طلايع) وفاحت من فمه رائحة خمر نفاذة :
أسي يا(ولية) مصحياني بالليل ده عشان تقولي لي بتي وولد بتي ..؟
عرفت من متين ؟
إنتي فاكرة عشان إتلاقيتو أسي وبكيتو حاتبقوا أم وبتها ؟
ياشيخة , إنتو مافي بينكم إلا وهم (ماضي ) قديم وعقدة ذنب..
بعدين هم حايقعدوا هنا لمتين ؟

ردت (أم نفوس) :
أسمع يا(طلايع) دي بتي وده بيت (امها) تقعد زي ماتقعد ؟

أجابها :
خلاص يا حنينة إنتي , بتك دي أربعين سنة ماشفتيها ولا سألت منها , ..
جاي أسي تعملي الأم المثالية ..؟
أطلعي من الدور ده بالله ..

(أم نفوس) :
أنا ماكنتا عارفة ليها طريق , لو كنتا عارفة ليها طريق كنتا فتشتها
وكنتا عصرتها علي وربيتها , لكن أبوها الله يسامحه , حرمني منها وحرمها مني ..

أجابها وهو يستدير عائداً إلى مرقده:
يا(ولية) ما تكذبي الكذبة وتصدقيها , إنتي لو كنتي عاوزة تلقيها كان لقيتيها ,
لكن إنتي ماصدقتي إنك بقيتي حرة ومافي شفع وراك , أسي الكبر دخل وبقيت تعرفي قيمة الجنا
خلي (البت) تسوق ولدها وتمشي تعيش حياتها زي ماكانت عايشة , ماتبوظي ليها حياتها
وماتخليها تبوظ حياتنا , أنا وإنتي قدرنا نعيش مع بعض كده لحدي ماواحد فينا يدفن التاني
وهي قدرها إنها تعيش على حلم الأم المثالية اللي لو كان لقتها من زمان كان حياتها إتغيرت ..

أكمل جملته وتوجه نحو مرقده في تثاقل , ..

(نفوس) سمعت ذلك الحوار , ..
وأغرورقت عيناها بالدموع ..
وسهرت تبكي حتى الصباح ..!!

مكرر

كمال راجع الماسنجر الداخلي

Quote: إنتي فاكرة عشان إتلاقيتو أسي وبكيتو حاتبقوا أم وبتها ؟

واصل

Quote: واصل

سنواصل ياصديقي

محبتي

Quote: كمال راجع الماسنجر الداخلي

علم ياصديقي

(*)
تظاهرت (نفوس) بأنها لا تزال نائمة ..
نهضت أمها وخرجت مبكراً إلى (السوق) وقلبها يكاد ينفطر ألماً من حديث (طلايع) ..
(طلايع) كان يعلم مالا تعلمه (نفوس) , وهو لماذا أخذها أبوها وهرب بها ..
كانت (أم نفوس) وقتها , تتردد كثيراً على (السجن) , قضايا مختلفة ..
كانت تارة تسجن بحجة بيع (العرقي) ..
وطوراً بحجة ترويج (البانقو) ..
ومرات عديدة سجنت بتهمةممارسة (القوادة) وإدارة (بيوت) بغرض الدعارة ..
كانت (نفوس) لم تبلغ العام , حين تم سجن (أمها) ..
وأدخلت (نفوس) السجن مع (أمها) لأنها كانت رضيعة بعد ..
جلست (أم نفوس) على مكانها المعتاد بالسوق ..
وعادت بذاكرتها إلى تلك الأيام ..!!

Quote: وأدخلت (نفوس) السجن مع (أمها) لأنها كانت رضيعة بعد ..

حقيقه علميه
الشاهد : سجن النساء امدرمان

Quote: الشاهد : سجن النساء امدرمان

قصدك (سجن النساء والأطفال)
على وزن :
(قصر الشباب والأطفال)

عاطره يا(نعيم)

بالقطارة (وش مبتسم)!




وما زالنا متابعين ..
وراجين النهاية ..

(*)

إنشا الله دايماً مبتسم أختي (هدير)

محبتي ..

(*)

كان(مالك الحبشي) قد وفد حديثاً إلى (الرنك) , ..
عمل بمخبز (الرنك) البلدي , كان أعجمي اللسان , يتحدث العربية بركاكة
على طريقة (الأحباش) الفكهة , ولكنه لم يكن أمراً شاذاً أو غريباً ..
فاهل (الرنك) من (الشلك) كان بعضهم يتحدث لغة أهل الشمال وبعضهم يتحدثها
أيضاً باللهجة التي نسميها (عربي جوبا) ..
كان قصيراً مربوعاً أسمراً (قمحياً) , أي أنه يميل قليلاً إلى (البياض) ..
قابلها للمرة الأولى حين كانت تأتي لشراء (الخبز) , ..
كانت طويلة سمراء اللون , ضخمة الجثة , لكنها كانت جميلة ومعجبة بنفسها , ..
شعرها (ممشط على الطريقة البلدية) طوال الوقت..
تلبس ثوب أهل الشمال , ..
أعجب بها وحاول التقرب إليها , حذره زملاءه بالعمل , من أن سمعتها ليست جيدة ..
سأل عنها أهل الحي ..
لم يعرف لها أصلا سوى أن أباها وأمها كانا من أهل المنطقة ,..
وتوفيا وتركاها صغيرة , عاشت بكنف جدتها حتى ماتت , وبعدها كفلت نفسها
ولم يعرف لها أحداً أهلاً غير جدتها , تركت لها جدتها بيتاً متواضعاً , ..
عملت بمهن كثيرة حتى تعول نفسها , ..
لكنها أخيراً , إمتهنت بيع (الخمور) و(البانقو) و(الدعارة) أحياناً ..
كانت تبيع جسدها للجنود , فقد كان أغلبهم من الشمال وكانوا بعيدين عن أزواجهم
وأهلهم ..!!

(*)

أحبها (مالك الحبشي) ..
لكنه كان (طيباً) حنوناً ولم يكن يردها كما أرادها الآخرون ,..
زعم أنه لو تزوجها سينصلح حالها وستتغير , صارحها بحبه وسخرت منه ..
ظل صابراً عليها لسنوات , لم يكف عن حبها , ..
حتى جاءته يوماً , بعد أن خرجت من السجن عقب القبض عليها ومحاكمتها بتهمة ترويج (البانقو)
كان ساهراً بالمخبز يعمل حتى منتصف الليل , جاءته وفاجأته بالسؤال:
إنتا لسا عاوز تعرسني يا(مالك) ؟
أحابها :
أيوة ..
ردت :
خلاص أنا موافقة ..
أجابها فرحاً :
طيب كويس , بس أنا عندي شرط ..
فجأة تغير مزاجها وصاحت بوجهه:
كمان إنتا بتتشرط على يا(حبشي) والله ده الفضل كمان ..
وأرادت أن تمضي , لكنه هدأ من روعها وقال :
أسمعي شرطي الأول بعدين أزعلي ..
توقفت وصمتت كأنها تقول له : (هات ماعندك) ..
قال (مالك) وهو يفرق (عجين) الخبز الذي علق بيديه , دون أن يرفع رأسه لمواجهتها :
شرطي الوحيد , إنك تقعدي في البيت وماتشتغلي تاني
وأنا مستعد أصرف عليك , وما أحوجك لي حاجة , قلتي شتو؟
قالت وقد هدأت قليلاً:
هو أنا لاقية يا(مالك) أنا حياتي كلها شقاوة وعمري مالقيت زول أعتمد عليهو
أنا موافقة ..!!

(*)

تزوجا بسرعة , وأنتقل (مالك الحبشي) للسكن معها ببيتها الذي ورثته
عن جدتها , عاشا سعيدين , لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً ..
عاد (مالك الحبشي) ليلتها متأخراً بعض الشئ ..
كان (مالك حبشيا) مسلماً, متديناً ..
دخل عليها ووجده مخمورة , كانت حامل ومرهقة ومخمورة ..
غضب وتشاجرا طويلاً ..
بررت الأمر كما تفهمه هي :
أسي إنتا يا (مالك) ياخوي زعلان مالك أنا أصلي شربتا (ويسكي)
(الويسكي) حرام لأنو شراب (الكفار) ..
والعرقي و(المريسة) ديل مافوقهم حاجة , ديل شراب (المسلمين) يعلم الله ..

كانت أهلها (مسيحيون) لكنها كانت لا تعرف لنفسها (ديناً)
ربما لأن من هو مثلها يعد أمر الدين ترفاً ليس لمن هو مثله , يصارع الحياة وتصارعه

دهش (مالك) لتفسيرها وقال :
ده كلام شنو ده ؟ الخمر ة ياها الخمرة كلها حرام ..!!

تركها ليلتها وبات عند أحد أصدقاءه..
وشعر بأن أيام الهناء هذه لن تدوم ..
فقد بدأت تحن إلى حياتها القديمة ..

إستمرا على هذه الحال حتى ولادة (نفوس) ..
لم تكد (نفوس) تكمل العام حتى سجنت (أمها) ..
وتم سجنها مع (أمها) بغرض رعايتها وإرضاعها ..
قاسى (مالك) كثيراً , فقد حلم بأن يكون الأمر أكثر إشراقاً ..
لم تكد تخرج من (السجن) حتى غافلها وأخذ (نفوس) وهرب بها ليلاً ..
ولم تسمع عنهما (أمها) شيئاً حتى عادت (نفوس) ..
وبيدها أبنها (الدفار ) بعد زهاء الأربعين عاماً من الغيبة ..!!

لا املك الا التسمر امام الكمبيوتر
والاستمتاع
فقط..





عليك الله واصل يا (الزين) ياخ

Quote: (الويسكي) حرام لأنو شراب (الكفار) ..

تعرف حماعة عزابة كانو ساكنين ومعاهم خواجة بمشوا يجيبو ابو حمار من سلوى قعوى ويضربو وصاحبك الخواجة واقع اليرد ليبل اها يوم اقنعوه يجرب ابو حمار , ضرب منو كاس عجبو تانى يوم مشلى قبلهم حاب حصتو اول ما جوها العزاة قالت ليهم ياجودو الليلة الخواجة اسلم
محبتى

Quote: تعرف حماعة عزابة كانو ساكنين ومعاهم خواجة بمشوا يجيبو ابو حمار من سلوى قعوى ويضربو وصاحبك الخواجة واقع اليرد ليبل اها يوم اقنعوه يجرب ابو حمار , ضرب منو كاس عجبو تانى يوم مشلى قبلهم حاب حصتو اول ما جوها العزاة قالت ليهم ياجودو الليلة الخواجة اسلم محبتى

أوعا بس يكون شربهم (ويسكي) عشان ما يطبق عليهم الحد كمرتدين؟

ليك وحشة يا(عبدالله) ..

محبتي ..

Quote: تعرف حماعة عزابة كانو ساكنين ومعاهم خواجة بمشوا يجيبو ابو حمار من سلوى قعوى ويضربو وصاحبك الخواجة واقع اليرد ليبل اها يوم اقنعوه يجرب ابو حمار , ضرب منو كاس عجبو تانى يوم مشلى قبلهم حاب حصتو اول ما جوها العزاة قالت ليهم ياجودو الليلة الخواجة اسلم محبتى

Quote: عليك الله واصل يا (الزين) ياخ

نهارك سعيد ياصاحب ..

سنواصل ..

محبتي ..

(*)

في إنتظار رسومات (للبعيو)
و(أب تسعة)
و(نفوس) ..

كمال يا يا أخوي عندي سؤال محرق روحي

إنت القصة دي حقيقية ولا رواية من بنات أفكارك؟ عشان في حاجات كدا ملخبتة علي

_(وش مبتسم)_




وبرضو ما زلنا متابعين عن قرب ..

Quote: إنت القصة دي حقيقية ولا رواية من بنات أفكارك؟ عشان في حاجات كدا ملخبتة علي

(*)

سلامات أختي /هدير
هو خيال صادف واقع البعض ..

(*)

كانت تجلس تحت (شمس النهار) الحارقة , فقد كان (السوق) في العراء
أو فلنقل كان السوق محض (عراء)لا شئ يقي النساء شمس النهار , كن يتفرقن عند إشتعال
الأرض من تحتهن , ..
جمعت أغراضها دون أن تبيع شيئاً يذكر على غير عادتها , ..
عادت لبيتها وهي تفكر فيما آل إليه حالها بعد سنوات طويلة ..
الآن كبرت وكبرت أبنتها بعيداً عنها , لكنها عادت لتذكرها بما مضى , ..
عادت وفي ذهنها أن تفعل الكثير من أجل (نفوس) ..
وإبنها (الدفار) , عزمت على أن تحتضنها وأبنها وأن تعمل على تعويضها وإسعادها ..
دفعت الباب وهي تنادي :
(نفوس ) أنا جيت يا(بتي) , ..
(عبدالله) حبوبتك جات , تعال ياولدي شوف أنا جبتا ليك شنو ..
ولكنها لم تجد رداً , ..
تنقلت ببيتها الصغير بحثاً عنهما , ولم تجد لهما أثراً ..
كانت هذه هي المرة الأخيرة التي رأت فيها (نفوس) ..
جلست على طرف سريرها تبكي , فقد وجدت أن متاع (نفوس) و(الدفار) أيضاً
لم يكن له أثر ..
عرفت أن (نفوس) أخذت إبنها ..
وغادرت ..!!

كمال قطر
والله بطريقتك دي فت طارق المغرب بيقادي

Quote: كمال قطر والله بطريقتك دي فت طارق المغرب بيقادي

إزيك ياهند
مالو (طارق) ده عمل شنو؟

طارق ياسيدي الفاضل
بحكي ليهو في قصة ليهو سنتين ودخلنا في التالتة وما كملت



عشان كدا ما تباريهو

Quote: عشان كدا ما تباريهو

كان كدي حا أخلص ليكم عشان ماتفكوا دربي ..

ياكمال

في الانتظار سيبك من المثقفاتية وخليك هنا

Quote: ياكمال في الانتظار سيبك من المثقفاتية وخليك هنا

تركناهم ماتركونا..!!

Quote: ياكمال في الانتظار سيبك من المثقفاتية وخليك هنا

تركناهم ماتركونا

(*)

خرجت (نفوس) ولم تشرق الشمس بعد ,..
وبيدها (حقيبتها) وقد علاها (غبار)
وبيدها الأخرى تسحب وراءها إبنها (الدفار) , كان يحاول اللحاق بها , ومجاراة سرعنها
بقدميه (الصغيرتين) , يمسك بيده (ثمرة مانجو) يمتصها وقد لطخت وجهه وثيابه وهل يسألها :
ماشين وين يا(نفوس) ياخ ..
كانت (نفوس) ترد على سؤاله بأن تشد خطواتها أسرعاً فأسرع ..
ولا تفارق أذنيها آخر كلمات (أمها) لزوجها (طلايع) :
والله كلامك صاح يا(طلايع) أسي هي الجابا لي شنو بعد السنين الطويلة دي ..
هو أنا ألقاها من منو ولا من منو ..
وبعدها بساعات غادرت إلى السوق لتفكر هناك في كيفية تعويض أبنتها ,ويؤنبهها ضميرها
ولكنها لم تعلم أن (نفوس) سمعت جملتها تلك ..
ولم تدري (نفوس) حتى فارقت الحياة أن (أمها) قد حاصرها ضميرها ذلك الحصار ..
حتى أقسمت على تعويضها مافاتها من (عطفها) و(حنانها) ..!!

(*)

عادت (أم نفوس) إلى حياتها الطبيعية , ..
ولم تلبث أن نسيت (نفوس) و(أبنها) وأنستها الحياة وشغلتها مشاغلها ..
بعد رحيل (نفوس) ودفنها وتولي (أب تسعة) و(البعيو) أمر تربية إبنها (الدفار)
سافر (البعيو) للبحث عن أمها بالرنك , ..
ظناً منه أن (أمها) من حقها أن تعلم بأمر وفاة أبنتها , ..
وصل (البعيو) إلى الرنك , وسأل عنها وفوجأ بخبر وفاتها هي أيضاً ..
لم يدهشه أمر وفاتها , بقدر ما أدهشه توقيت الوفاة , ..
يومها , وساعتها ..
وأزهله الأمر فقد كان من معجزات طالما آمن بها (البعيو) ..
أخبره زوجها (طلايع) بنبأ وفاتها ..
وتحدثا طويلاً عن (نفوس) و(أمها) , ولما سأله (البعيو) :
والحاجة بالله إتوفت متين ؟
أدهشه رد (طلايع) ..
وأسقط في يده من هول المفاجأة ..!!

كمال
اتركهم تاني وكمل

كمال يا زين
وكما قالت أحلام مستغانمي:
المبدع يرد على كل فاجعة بكتاب .. وليس بمعارك


عشان كدا خليك هنا وبلاش تفارق


وبرضو تجدنا لسه متابعين ..

Quote: وكما قالت أحلام مستغانمي: المبدع يرد على كل فاجعة بكتاب .. وليس بمعارك عشان كدا خليك هنا وبلاش تفارق وبرضو تجدنا لسه متابعين ..

كلام زي الدهب ياهدير

نواصل

Quote: كمال اتركهم تاني وكمل

تركناهم يمة تركناهم

(*)

دهش (البعيو) حين أخبره (طلايع) زوج (أم نفوس) بتاريخ وفاتها ..
تلك الدهشة التي تصيبك حين ترى أو تسمع معجزة ما , ..
معجزة (نفوس) و(أمها) كانت في تزامن تأريخ وفاتهما يوماً وساعةً ..
ماتت (نفوس) و(أمها) في ذات اليوم وذات الساعة , ..
رحلا معاً , وكان أمراً محيراً بالفعل , ..
تلك الرابطة الخفية بين (ألأم) و(إبنتها) , ..
رغم أنهما إلتقيا بعد عمر طويل وعاشا معاً يوماً واحداً ..
بعد أن روى (طلايع) ل(البعيو) كيف أن (أم نفوس) قد إعتصرها الألم والندم
بعد مغادرة (نفوس) بيتها دون وداع ..
قال (البعيو) :
سبحان الله ربنا عاوز ياخدهم الإتنين في نفس اللحظة
عشان يتلاقو عندو ويتآلفو ويتعارفو بعيداً عن الدنيا القاسية دي
الدنيا اللي تعبوا فيها الإتنين وأجبرت الظرف (أم نفوس) على ظلمها ..
عاد (البعيو) إلى الخرطوم ..
وفي قلبه إيمان قديم جديد , بأن للحياة تصاريفها , ومعجزاتها ..
عاد يروى لأصدقاءه نبأ (أم نفوس) ..
(أب تسعة) إتهمه بالكذب وقال للبعيو :
تعرف إنتا يا (البعيو) موهوم بالمعجزات ومن يوم إتصوفتا وتركتا التصوف بقيت تخرف ..
لم يصدق الأمر حتى جاءهم (عوض طلايع) بعد أن ترك (الرنك) ولم يعد قادراً على العيش بها وحيداً
بعد وفاة (أم نفوس) , جاء مصدقاً لرواية (البعيو) وأكدها بأن أخرج شهادة وفاتها من محفظته
ووضعها أمام (أب تسعة) ..
بعدها سكن معهم (طلايع) ..
وضمت أسرة (نفوس) وافداً جديداً ..!!

(*)

الأخوات /
حليمة ..
سلمى النصري ..

شكراً على ملاحظاتكما القيمة ..

محبتي ..

(*)

إلتئم شملهم مساءً ..
هم كل ماتركته (نفوس) بعد رحيلها من ميراث ..
(البعيو) و(الدفار) و(أب تسعة) ..
وأنضم إليهم (طلايع) زوج أمها , الوافد الجديد , كانوا قد بدأؤا التهيأ لولوج عوالمهم
الخاصة , ..
(البعيو) بدأ بلف (البانقو) وتحويله من بذور وأوراق إلى (سيجار) , ..
(أب تسعة) جلس أمام (طلايع) وبدأ (طلايع) في صب كأسات صغيرة من (العرقي) ..
إتكأ (طلايع) وحمل كأسه بين يديه وتأمل السماء ثم قطع صمتهم قائلاً :
ياجماعة أنا عاوز أقول كلام بس ماتفهموني غلط ..
لم يجبه أحد , لكنه لم ينتظر إذناً حتى يواصل :
أنا ياجماعة زول بحب النسوان , والمرة (أم نفوس) ماتت وكنت يعلم الله بريدا شديد..
لكن أسي في بلدكم دي عاوز أسعاي لي (مرة ), بالحلال بالحرام المهم مرة ..
فرغ (البعيو) من لف (سيجاره) ووضعه جانباً وقال :
إنتا أظنك يا(طلايع) من ناس (الحب العذري ) أعوذ بالله منكم ..
رد (طلايع) :
حب عذري كيفن ؟
قال (البعيو) :
يعني الحب داك , الكلو قلة أدب , ياخي خليك زول قلبك رهيف وبطل الحب العذري ده ..
حب ليك واحدة جد جد كده ,حب عفيف وشريف ..
ضحك (أب تسعة) وقال :
بالله ياسجمان ده ياهو فهمك للحب العذري ..
رد البعيو :
أيوة سمعتا عنو كتير , ..!!

ياكمال
جماعتك ديل وصفوا الحب العذري وصف
الحب العذري زاتو يتبرا منو...

Quote: ياكمال جماعتك ديل وصفوا الحب العذري وصف الحب العذري زاتو يتبرا منو...

كلو زول بعرف الحاجات حسب (معجمو)

كيفك إنتي ؟

Quote: كيفك إنتي ؟

انا في نعمة ياكمال احمد الله عليها

وفي انتظارك كالعادة

Quote: انا في نعمة ياكمال احمد الله عليها وفي انتظارك كالعادة

الحمد لله على نعمته

نواصل

(*)

بدأ (أب تسعة) لعب دور (المثقف) الأوحد , وبدأ في إذلال صاحبه (البعيو) ,
عبر شرحه ماهية (الحب العذري) , إستمر في ممارسة دوره المعتاد وظل (طلايع)
صامتاً يكتفي بالإستماع والمتابعة , وما أن أكمل (أب تسعة) حديثه حتى نظر إلى (طلايع)
كأنه (مصارع) ضخم ينظر إلى وجوه (الجمهور) مستعرضاً قوته بعد أن جندل خصمه :
بالله عليك الله يا(طلايع) ياخوي أنا مش ممكون وصابر ؟
عايش مع الجاهل ده وبعلم فيهو العمر كلو ومابتعلم ؟
رد (طلايع) :
دور المثقف الحقيقي إنو ينشر الوعي ويجب إنو يعلم إنو دور (طليعي)
لأنو إنتشار الجهل والأمية ما عيب (شخصي) بقدر ماهو عيب (مجتمعي)
وأزمة دولة بتتعامل مع (التعليم) على إنو أداة لتهيئة الناس لكسب عيشهم ,
عشان كده مابتخرج من الجامعات (مثقف) حقيقي وإنما حفظة (كلمات وأرقام) لأجل كسب الرزق ..
صمت (أب تسعة) وعلت وجهه دهشة , كمن رأي شبحاً ..
قام البعيو من جلسته وحاول حمل (طلايع)رفعه عن الأرض ,كانت هذه طريقته في الإحتفاء وهو يصيح :
أمك جاك السم القدر عشاك , عمك (طلايع) أداك (عشرة _صفر) ..!!
والله يخربك مافهمتا حاجة , طلعتا بهيمة زيك زيي ..
أها رد ليهو ده قال ليك :
دور (طليعي) وما إنتبهتا من زمان إنو هو إسمو (عوض طلايع) يعني سيد الشفلة زاتا
ياخي إنتا وينك من زمان يا(طلايع) تسكت لينا (الموهوم) ده ..!!

Quote: دور (طليعي) وما إنتبهتا من زمان إنو هو إسمو (عوض طلايع) يعني سيد الشفلة زاتا

طلايع طلع ود سنتر قلبها
كمال عليك الله واصل ما تدينا بالقطارة

Quote: طلايع طلع ود سنتر قلبها كمال عليك الله واصل ما تدينا بالقطارة

سلامات ياعبدالله ..
نواصل ..
مع محبتي ..

(*)

ذهل (أب تسعة) وتواصل ذهوله أكثر حينما شرب (طلايع) وأستغرق في الشرب , ..
بدا لهم كأنه شخص آخر , كان يتحدث حديث العلماء , ثم أنه بدأ يتحدث بلغة إنجليزية سليمة
وتارة بلغة أجنبية أخرى لم يعرفا كنهها ,..
سأل (البعيو) صاحبه (أب تسعة) :
(أب تسعة) إتا الإنجليزي عرفناهو من (جيشن وجنريشن) الكتيرة دي , لكن (طلايع ) ده (رطن)
(رطانة) تانية ماعارفتها حقت (فور) ولأ(نوبة) ولا شنو ..
جاءهما صوت (الدفار) من خلفهما من حيث مرقده :
ده كلام ناس (روسيا) ..
البعيو:
وإنتا شنو يامطموس العرفك كلام ناس (روسيا) ..
(الدفار) :
لا مابعرفو لكن لما كنا معاهم هناك في بيتهم كان بسكر وبتكلم كده
(نفوس) سألت (أمها) , أمها قالت ليها ده كلام ناس (روسيا) ..
نظرا إلى بعضهما ..
وعلما أن وراء (طلايع) سر كبير ..!!

(*)

راقباه جيداً , (طلايع) يتحدث كثيراً أثناء نومه ..
(البعيو) و(أب تسعة) لم يكونا يستطيعان فهم حديثه , كان يتحدث تلك اللغة التي لم يفهماها
والتي بين لهما (الدفار) أنها (اللغة الروسية) , ..
لكن كيف وأين ومتى تعلمها(طلايع) وهو حسب ماعلماه عنه أنه كان عسكرياً ..
(أب تسعة) دهش لأمره :
تعرف يا(البعيو) ياخوي الزول ده كان(عسكري نفر) ساكت ..
(البعيو) :

يعني (جندب) ساي , كيف جندب يكون برطن بالروسي والإنجليزي وكمان يقعدك في علبك
..!
(أب تسعة) :
ما هو ده المحيرني , العساكر ديل ناس جهلة , يعني الضابط فيهم بقيف عند (الثانوي)
وبعديها بمشي (الكلية الحربية) ويعلموهو الغباء على أصولو وبعدها يفكوهو في خلق الله
ممكن يعمل إنقلاب ويحكمنا , لكن يكون زول (مثقف) زي ده , كتيرة ياخوي ..!!

(*)
حطت به الطائرة أرض مطار (موسكو) ..
منتصف الستينيات و(عوض عثمان) شاب طموح , ينتمي إلى أسرة متوسطة الحال ,..
ورثت (مناصرة) فكرة (المهدية) كابراً عن كابر , كان كغيره من أبناء ذلك الجيل ,..
قد تأثر (بنكروما) و(عبدالناصر) ومن قبلهما ب(عبدالخالق محجوب) وحملته أشواقه إلى (موسكو)
طالباً للعلم ,قضى بها سنوات طويلة وشرب من معين (الإشتراكية) وصار مرجعاً في (الماركسية) يجري
لسانه بالحديث عن (الطبقية) و(العدالة الإجتماعية) و..
عاد بعدها إلى (السودان) فوجد نفسه (غريب اللسان) لم تعد لتلك الأفكار حاجة حين أختطفها (جعفر نميري)
وأرسى دعايم دولة (إشتراكية) كان شعارها (إشتركاية مية مية) لكنها لم تمت بصلة لما حلم به
(عوض عثمان) وجيل بأكمله ..

مكرر

(*)

(*)

(عوض عثمان) شاب أسمر متوسط الطول لا يخلو من وسامة, ذهب إلى (روسيا) طالباً , تقطعت أوصاله
بي أفكار عدة حتى صار (ماركسياً) وعاش فترتها الزاهية , كان متحدثاً لبغاً وخطيباً مفوهاً , يتحدث
العربية والإنجليزية والروسية بطلاقة مكنته من أن يصبح أحد واجهات الثقافة (العربية الإفريقية)
في منتديات (موسكو) الستينيات وأمسياتها الثقافية ..
أكمل دراسته وعاد إلى السودان ,..
ليواصل مسيرته التي بدأت هناك ..

(*)

مكرر

ياكمال
مالك كل مرة مكرر ...

الحاصل شنو....

Quote: الحاصل شنو....

أسألي بكري يمة

Quote: الحاصل شنو....

أسألي بكري يمة

Quote: أسألي بكري يمة

بكري ولي الهكر؟؟؟؟؟؟

كمال
كل ما اعين القى عدد المشاركات زاد اقول كمل وعدني واوفى

وبرضو منتظراك

Quote: ما هو ده المحيرني , العساكر ديل ناس جهلة , يعني الضابط فيهم بقيف عند (الثانوي) وبعديها بمشي (الكلية الحربية) ويعلموهو الغباء على أصولو وبعدها يفكوهو في خلق الله ممكن يعمل إنقلاب ويحكمنا , لكن يكون زول (مثقف) زي ده , كتيرة ياخوي ..!!

كمال
الكلام دخل اللحم الحي
بالله بعد دا كلو
الراجل طلع احمر
واصل
لافض كيبوردك

(*)

تسلم يا أسامة

محبتي

بدل شحتفة الروح دي يا كمال يا أخوي
أنشر لينا القصة دي بالله في كتاب الإسابيع الجاية دي
وخلينا حتى نعرف بالمرة .. النهاية من الكتاب


ريحنا من المساسقة دي
وش عامل كيف كيف ما عارفة

Quote: بدل شحتفة الروح دي يا كمال يا أخوي أنشر لينا القصة دي بالله في كتاب الإسابيع الجاية دي وخلينا حتى نعرف بالمرة .. النهاية من الكتاب

حاضر

Quote: بدل شحتفة الروح دي يا كمال يا أخوي أنشر لينا القصة دي بالله في كتاب الإسابيع الجاية دي وخلينا حتى نعرف بالمرة .. النهاية من الكتاب

حاضر

(*)

: تعرف يا(أب تسعة) سبحان الله أنا أرجل ناس وأصدق ناس وأجمل ناس
ماقابلتهم في الجوامع لما أتصوفتا داك , أحسن ناس عرفتهم في الدنيا
دي عرفتهم في قعدات سكر ولا خانة بتاعة (بنقو) ..

هكذا أبتدر (البعيو) حوار ذلك المساء الجديد , لم يكمل جملته حتى قاطعه (أب تسعة) :
الله يقطعك ياخ , إنتا يا(البعيو) كفرتا بي ربك ولا شنو ؟
ناس الدين ديل , ناس الله , عمار المساجد عاوز تقارنهم بينا إحنا ؟

(البعيو) :
أنا مابقارن لكن بقول ليك حقيقة أي زول عرفتو في الأيام ديك
طلع كذاب ودجال ..
الناس البحترمهم وبحبهم كلهم عرفتهم ياهم أولاد كاسي
وناس سجارتي ..!!

مكرر

(*)
حطت به الطائرة أرض مطار (موسكو) ..
منتصف الستينيات و(عوض عثمان) شاب طموح , ينتمي إلى أسرة متوسطة الحال ,..
ورثت (مناصرة) فكرة (المهدية) كابراً عن كابر , كان كغيره من أبناء ذلك الجيل ,..
قد تأثر (بنكروما) و(عبدالناصر) ومن قبلهما ب(عبدالخالق محجوب) وحملته أشواقه إلى (موسكو)
طالباً للعلم ,قضى بها سنوات طويلة وشرب من معين (الإشتراكية) وصار مرجعاً في (الماركسية) يجري
لسانه بالحديث عن (الطبقية) و(العدالة الإجتماعية) و..
عاد بعدها إلى (السودان) فوجد نفسه (غريب اللسان) لم تعد لتلك الأفكار حاجة حين أختطفها (جعفر نميري)
وأرسى دعايم دولة (إشتراكية) كان شعارها (إشتركاية مية مية) لكنها لم تمت بصلة لما حلم به
(عوض عثمان) وجيل بأكمله ..
(عوض عثمان) شاب أسمر متوسط الطول لا يخلو من وسامة, ذهب إلى (روسيا) طالباً , تقطعت أوصاله
بي أفكار عدة حتى صار (ماركسياً) وعاش فترتها الزاهية , كان متحدثاً لبغاً وخطيباً مفوهاً , يتحدث
العربية والإنجليزية والروسية بطلاقة مكنته من أن يصبح أحد واجهات الثقافة (العربية الإفريقية)
في منتديات (موسكو) الستينيات وأمسياتها الثقافية ..
أكمل دراسته وعاد إلى السودان ,..
ليواصل مسيرته التي بدأت هناك ..

(*)

(*)

: تعرف يا(أب تسعة) سبحان الله أنا أرجل ناس وأصدق ناس وأجمل ناس
ماقابلتهم في الجوامع لما أتصوفتا داك , أحسن ناس عرفتهم في الدنيا
دي عرفتهم في قعدات سكر ولا خانة بتاعة (بنقو) ..

هكذا أبتدر (البعيو) حوار ذلك المساء الجديد , لم يكمل جملته حتى قاطعه (أب تسعة) :
الله يقطعك ياخ , إنتا يا(البعيو) كفرتا بي ربك ولا شنو ؟
ناس الدين ديل , ناس الله , عمار المساجد عاوز تقارنهم بينا إحنا ؟

(البعيو) :
أنا مابقارن لكن بقول ليك حقيقة أي زول عرفتو في الأيام ديك
طلع كذاب ودجال ..
الناس البحترمهم وبحبهم كلهم عرفتهم ياهم أولاد كاسي
وناس سجارتي ..!!