خور العفن ذاكرة الموت في كرقو

كرقُو تُنشدكل صباح لم ولن يبح صوتهاانكم اذا حاولتم قمع الذاكرة فلا مفر ان يعودشيئاٍ منها الى السطح .
في واحدة من لحظاتهاالتى لاتدور مع عقارب الساعة ،يداهم المخاض والوجع استاذة حليمة,وبذلك تكون المدرسة الوحيدة
فى اجازة مفتوحة الى ان تنقضى فترة النُفاس ’تبدو مدرسة كرقو كمعبد لإله لم ينقذاحد حينمايأتى مجروس الإستخبارات ويعود
الى خور العفن لاشيئ يتغير فقط تتقد الذاكرة اكثر ,

فى هذا المكان تشرق الشمس وتغرُب وتظل كرقو مجرد مكان ,فالزمان الوحيدفيه ذاكرة فقط ذاكرة

طفحت هذه الذاكرة الى السطح حينما عادكوكو ادريس من الجبال بعد اتفاق السلام واحتد فى النقاش مع خاله امير القبيلة

الذى اصبح عضوا فى حزب السلطة ودفع افرادالقبيلة للانخراط فى مليشيات الدفاع الشعبى فى فترة الحرب.
فكوكو ادريس يعيش فى ذاكرة القصف فى تلشى اذ فقد فى ذلك اليوم اعز اصدقائه تيرة وتية ,واستنكف حتى السلام مع من جعلوه اسيرا لذاكرة

لاتنذ سوى مشاهد الموت فى قرى لا تساوى قيمة القنابل وامطار الرصاص .

اماخاله ابو حليمة او كما تحلو للحاجة ام بتاتية ان تناديه لم يستيطع الخروج من موجة الاهتزازوهو يصك اسنانه فى الم بالغ اذ داهمته ذاكرة

خور العفن ,وكانه يشاهد والد كوكو فى خروجه الاخير ذلك المساء وهو شاهد على حضور المجروس وتحديدا فى ذلك اليوم كان يقوده الرائد (م.ص)

الذى اصبح صديق كوكو فى اللجنة العسكرية المعنية بتنفيذ الاتفاقيةممثلا للسطة

كرقو واحدة من ٌقرى جبال النوبة قرية ابعد من الذاكرة والتحديد فى الخريطة السياسية للسودان الذى يطلق عليه دولة جمهورية

ذات سيادة واحيانا تقال دولة ذات سيادة كاملة . تعيش كرقو ومثيلاتها فى هذه الذاكرة المنسية والذاكرة التى لن تنسى


ذاكرة خور العفن وهو اصطلاح العساكر لمكان رمى جثث الطابور الخامس او المتعاونين مع العدو اوهكذا نعوت واواصاف تحفل بها



قاموس اللغة الالغائية والنافية للاخر لدرجة تحريم دفن من يلقى به فى هذا الخور

مع احتداد النقاش الدائر بين كوكووخاله تدخل الرائد(م.ص)لاحتوائه,فقطعا هو لايعلم ما يقال برطانة رصينه لقبيلة شادفى هذا الوقت المتأخر


فمالا يعلمه ايضاهو مالم يستطيع ان يقله ابو حليمة لكوكو هوأن عدوٍك الحقيقى سينوم فى نفس المكان الذى قتل فيه ابوك يوم


قصفكم فى تلشى ,اذفى ذلك اليوم حضر بالمجروس وحرقو كل القطاطى ومات ادريس والدك فى مكان وقوفكم الاْْن.

خرج كوكو غاضباوهو مستنكر بقاءخاله الى جانب السلطة,عاد فتذكر ايامه فى هذا الحوش مع حليمة اذ كانت اجمل ماتكون بنت الخال ,

ولكنه ودعها فى ليلة القمر للخروج من أجل الموت او النصر وغاب فى الجبال,وعاد باتفاق منتصرا ولم يجدها .

تقلب ذلك المساء الناظر فى فراشه ويتذكرانه محكوما عليه البقاء مع السلطة فهو لن ينسى مايمكن ان يكون عليه لو لم يتفق مع الحكومة
ويتعاون , إلا وكان مصيره خور العفن.