رسالة إلى صديقي ماياكوفسكي

رسالة إلى صديقي ماياكوفسكي


01-14-2009, 09:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1231965115&rn=0


Post: #1
Title: رسالة إلى صديقي ماياكوفسكي
Author: خالد عويس
Date: 01-14-2009, 09:31 PM

أقول لكم:
إن أصغر ذرة تراب حيّة
أغلى بكثير من كل ما أفعله وفعلته!
اسمعوا!
اليوم، يغط زرادشت بفمه الملآن
متألماً حالماً،
ونحن،
بوجه، كشرشف قذر باهت،
وشفاه متدلية كثريا
نحن،
المحكومين بالأشغال الشاقة كمصابي الجذام
حيث الذهب والوسخ يولدان الداء
نحن أنقى من نقاء فينيسيا
المغتسلة بالشموس والبحار!
ولا يهم، أنه لا يوجد
لدى هوميروس وأوفيدوس
أبطال مثلنا
ملطخين بالسخام، والجدري.
إنني أعرف –
أن الشمس ستنكسف، لو ترى
أعماق أرواحنا الذهبية!
فالعضلة والوريد أكثر صدقاً من الصلاة.
فهل نلتمس رحمة الزمان!
نحن –
وكل واحد منا،
ممسك بكفه
أحزمة تحول العالم.
وهذا دعائي إلى قاعات غولغوف
في بطرسبورغ، موسكو، أوديسا، كييف،
ولم يبق واحد
لم يصرخ:
"اصلبوه
ا ص ل ب و ه!"
ولكن
الذي آذاني
أيها الناس،
هم أنتم، الأعز والأقرب

(فلادمير ماياكوفسكي)
.....
.....

ماياكوفسكي ! يا إلهي !
يا صديقي، ما مقدار التعب في هذه الحياة؟
كم هو الوجود فاتن ومتعب ومرعب!
أن تحب الوجود الفاتن يعني أن تتعذب !
لذا، لا مناص من التآخي مع غربتك الوجودية السحيقة.تروح تكشط جدران روحك بأظافر خشنة، لتختبيء فيها، ثم تمضي تتأمل الصحراء – الروحية – اللامتناهية.
تخلق كونك الشعري الخرافي، تسقط على بحيرته الصافية النجوم ليلا، وتغني فيه الحبيبات اللائي لن يكن لك إلا بعد موتك.
العالم سيصغي إلى أناشيدك.سيعلق مزاميره على أيقونة جبينك، وسيمسح قطرات العرق عن وجهك المتعب.
لا يا صديقي، ليس الانتحار – من وجه هذا العالم المريض – جبنا، الانتحار – في مثل حالك – تقدير لروح الشعر وحبّ الوجود.
ماذا يتبقى – يا صديقي – بعد موت أغنية على شفتي حبيبة، ونكوص الثورة عن ثورتها ؟
فلنتأمل – سويا – في غبش الفجر (الفولغا) ساعيا بقدمين مائيين إلى خصوبة الشعر، ولنتأمل الأرواح التي ترفرف فوقه وتتخبط.
يا صديقي ما أجمل نومك الأبدي !
ماياكوفسكي، ينقّط الشعر من كوة سحيقة إلى البرية.الشعر كائن وحيد، كالشاعر ! ينقط/يستحلب روحك، فالكتابة وجع ما بعده وجع، لكنها العلاج، هي في أقصى حالاتها غربة عن الوجود الذي نحب.
لكن، هل يفهمنا الوجود يا صديقي؟
هل يبادلنا شعرا بشعر؟
هل يحيك موسيقاه إلا على أرواحنا المرهقة ؟
ماذا وجدت هناك؟ كون من الشعر والرهافة ؟
لم نتهم أحدا – يا صديقي – ولم نثرثر.فقط ازدادت وحشتنا في هذا العالم.
ألم تكن هذه وصيتك الأخيرة ؟
بالمناسبة – يا صديقي – هل ألتقيت أبدا، هنا الآن، أو من زمن سحيق، أو تاليا بعبدالرحيم أبوذكرى ؟

Post: #2
Title: Re: رسالة إلى صديقي ماياكوفسكي
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 01-17-2009, 05:57 PM
Parent: #1

فوق