غزة و حروب الامبريالية بالوكالة

غزة و حروب الامبريالية بالوكالة


01-13-2009, 02:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1231852450&rn=1


Post: #1
Title: غزة و حروب الامبريالية بالوكالة
Author: Amjed
Date: 01-13-2009, 02:14 PM
Parent: #0


ان الانسانية هي الخاسر الأول والضحية الاكبر لما يحدث اليوم في قطاع غزة، فهناك يدور صراع مادي بشع ادواته العنف و التدمير و القمع العنصري في ابشع تجليات الامبريالية في قرننا الجديد. فعملية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع التي بدأت في السابع و العشرين من ديسمبر الماضي سقط جراءها في الـ 15 يوم الاولى 854 قتيل بينهم 236 طفل بينما وصل عدد الجرحى الي 3680 جريح، و كلهم سقطوا قرباناً لرغبة الحكومة الاسرائيلية في حماية المستوطنات غير الشرعية المقامة على تخوم الارض المحتلة. هذه المجزرة التي تدور اليوم هي تعبير واضح عن نزعة العسكرة الامبريالية الجديدة. فالنظام الدولي الاجتماعي المعاصر و المعولم بطبيعته يعيش هزة عنيفة على المستوى الاقتصادي و كما يمر بلحظة ضعف و تفكك بنيويين على صعيده السياسي.لقد أدى تراجع "الخطابات الكبرى" المتولدة من عصر التنوير الاجتماعي و الفلسفي في اواسط القرن الماضي مثل شعارات "الليبرالية و الديموقراطية البرجوازية بل و حتى شعارات العدل الاشتراكي" ادى الي صعود نبرة قومية تستلهم فكرة تأكيد الهويات "الاثنية و الدينية على وجه الخصوص" و بروز نداءات النازيين الجدد و لو على حياء ليست الا اثباتاً لذلك. اما في المناطق و الدول الأكثر هشاشة من النظام العالمي فليس اكثر من النزاع العربي الاسرائيلي على ارض فلسطين ما يعكس شكل الازمة و طبيعتها. و بالطبع يسعى المركز الواحد الي الدفاع عن "شعاراته الكبرى" في خضم هذا الصراع.
ففي اللحظة الراهنة ينتشر مشروع امريكي شمالي للهيمنة على العالم تحت مظلة القطب الامريكي الأوحد. و طرفي هذا المشروع يجدان في اسرائيل الحليف المثالي في هذه المنطقة الهشة من العالم . فاليمين الامريكي يدعم اسرائيل و يتفهم دوافعها لحماية أمنها من منطلقاته الدينية لحماية شعب الله المختار في ارض ميعاده و يشترك مع اهل اليسار الليبرالي الامريكي في الدفاع عن امنها الاستراتيجي لحماية مصالح المشروع الامريكي الاقتصادي من خلال مركز كولونيالي وسط الاطراف الخاضعة، و حين يصبح من الصعب الدفاع عن هذا المشروع الاقتصادي (العولمي- الليبرالي) من خلال سطوة رأسالمال المسيطر سيغدو التدخل العسكري المباشر "افغانستان ، العراق...و البقية تأتي" ملحاً و من الاسهل بالطبع القيام بذلك عبر عميل متواجد في موقع استراتيجي من المنطقة و يملك دائماً التفوق في ميزان القوى على جيرانه. و لابأس على الاطلاق في اطار هذه العملية المستمرة من التغاضي عن التجاوزات التي يرتكبها هذا العميل او تبريرها و مباركتها، و بالطبع سيشارك حلفاء امريكا الملتحقين بهذا الركب "ركب المشروع الليبرالي المزعوم" في تكاليف هذه العملية بالصمت او الدعم المعنوي الخفي و المباركة السكوتية او المادي غير المباشر في شكل "سندات" مواد خام اولية تشكل جزءاً لا بأس به على الاطلاق من ميزاتها الاقتصادية.
ان المعركة التي تدور اليوم ، تدور بالوكالة. فهي و ان ظهر على السطح ان طرفي النزاع فيها هم الفلسطينيين و الاسرائيليين ، تدور بين قوى المشروع الامبريالي العالمي و قوى العالم الحر. و ليس ادل على ذلك من المواقف التي اتخذتها الدول من هذا الصراع. فتلك الدول التي تسعى في طريق فك الارتباط بالرأسمالية العالمية و تحاول التمرد على شروط السوق الحر و الياته ، استطاعت اتخاذ المواقف التي تتفق مع الضمير الانساني الحر (طرد السفير الاسرائيلي من فنزويلا مثالاً) و استطاعت ايضاً الخارجية الفرنسية تحت ضغط الاحتجاج الشعبي العارم وبقايا نزعة الاستقلال الديجولية اصدار ادانة واضحة للعمليات الاسرائيلية ، بينما وقفت الدول التابعة في محور التنمية الرأسمالية العرجاء موقف المتفرج مكتفية بالصمت الكثيف و النقاش البيزنطي حول ضرورة عقد قمة من عدمه على الرغم مما يربطها من "اواصر اللغة و الدين و المصير المشترك" مع القتلى الفليسطينين داخل القطاع.
من هذا المنظور فاننا نجد الاصل الحقيقي للمعركة الدائرة في الاراضي الفلسطينية واضحاً للعيان و محاولات تفسيرها في اطارحرب دينية تدور رحاها بين جيوش نجمة داوؤد و الصليب ضد جيوش الهلال مفضوحاً و مكشوفاً لا يخدم الا اغراض اليمين الرأسمالي في حرب لا ناقة لاصحاب الحق فيها و لا جمل ضد اليسار الليبرالي في مناطق و بلاد اخرى و تحت شروط لعبة مختلفة لا تعتمد العنف المباشر ضمن الياتها. و في ذلك نجد موقف الشيوعيين السودانيين متفقاً مع مواقف الشرفاء حول العالم في دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني في سبيل حريته و نضاله من اجل استقلال ارضه و بلاده من هيمنة الاستعمار المباشر و الوكيل. هنا ننتبه الي أن العسكرة الكونية التي تكمل بها الرأسمالية مسارها تدور بعيداً عن مشروعها المجتمعي المحلي في العالم الأول و دوماً في الاطراف .
و لهذا فإن التقاليد السياسية لليسار التحرري يجب أن تتضمن وعلى الدوام الأدوات النظرية الضرورية للقيام بهذه التمييزات الضرورية ، بالإضافة إلى بناء مقاربة بديلة و تحررية تقوم على رؤية عالم متحرر من الهيمنة بأي شكل . وذلك هو الدور الهام الذي يمكن للثوريين أن يلعبوه داخل الحركة العالمية ضد هيمنة رأس المال و هو الدفع نحو تمييز واضح و قاطع لحججنا من تلك التي تستخدمها الرأسمالية العالمية و مشاريعها . هذا سيعني أن نوسع في نفس الوقت تحليلاتنا و أن نجعلها أكثر تحديدا , بحيث أن ردود الفعل الجزئية تجاه الاحداث السياسية يجب أن تدمج في نقد أوسع و أكثر تحديدا للمنظومة الرأسمالية ككل. و ما مواقف الشعوب التي خرجت ضد قرارات انظمتها الا دلالة على مساحات الحركة الواسعة التي يتوجب علينا التحرك فيها .
فما اكثر المهام، ولكن الهم هو الهِمَمْ و هذا الذي نريده من قراءة التاريخ...

Post: #2
Title: Re: غزة و حروب الامبريالية بالوكالة
Author: Amjed
Date: 01-20-2009, 05:23 AM

*