العدل والمساواة ما زالت تمارس الاقصاء على اساس العرق...

العدل والمساواة ما زالت تمارس الاقصاء على اساس العرق...


01-09-2009, 01:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1231505750&rn=0


Post: #1
Title: العدل والمساواة ما زالت تمارس الاقصاء على اساس العرق...
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-09-2009, 01:55 PM

مازالت حركة العدل والمساواة تقدم الينا يوماً بعد اخر نموذجاً عملياً لعمليات الاقصاء على اساس الانتماء العرقى الذى يمارسه رئيس الحركة , وفى هذه الايام انشقت مجموعة كبيرة من ابناء المساليت والبرتى والميدوب عن الحركة التى اصبحت تضم الدكتور خليل واخوته ومجموعة صغيرة من فاقدى الامل , وقد اشتكى هؤلاء المنشقين مر الشكوى من المعاملة العنصرية داخل اروقة الحركة واستئثار عشيرة الرئيس بالرتب العسكرية العليا والمواقع القيادية وقيامهم بتهميش كل من لا يربطه رابط الدم مع راس هرم التنظيم , فقد اتوا نفس الخلق الذى نهوا عنه الا وهو محاربة التهميش فى قطر السودان الواسع الشاسع.

ذكرنا فى مقالات سابقة ان الممارسة القبلية التى عرف بها رئيس العدالة والمساواة واخوانه لا تقدم لاهل دارفور الا مزيد من الخراب والعزاب , كان عليه ان يتقبل النقد ويعمل على معالجة الخلل الذى صاحب جسم الحركة وهيكلها التنظيمى بتوسعة ماعون المشاركة وتنويعه , بالامس انشق عنه السبعة الكرام بقيادة الدكتور ادريس ازرق وتبعهم بعد ذلك قائد الجيش عبد الله بندة ومعه الاستاذ بحر ادريس ابو قردة رئيس قطاع دارفور بالحركة واخيراً خرجت مجموعة من شباب قبائل البرتى والميدوب والمساليت والتنجر باتخاذهم موقفاً حكيماً بمبارحتهم لهذا التنظيم الذى نبذهم بعد ان قدموا ارواحهم فداء للمعلن من اهداف كالعدل ومحاربة التهميش , ان الذى يحدث فى هذه الحركة المطربة يدل دلالة قاطعة على انها لا تصلح لتبنى الاهداف السامية لانسان الاقليم وان هذه الشللية من الاخوين الشقيقين و ابناء عمومتهما ليس من حقها ان تفرض رؤيتها على اهل دارفور بتعددهم و انتماءاتهم المتنوعة.

ان امر تفشى النهج العنصرى فى اوساط حركة العدل والمساواة يضع تساؤلات كثيرة , منها : هل هذه الحركة قادرة على استيعاب الانسان الدارفورى الذى يتمتع بوعى و نضج سياسى لا يختلف حوله ؟ وهل تستطيع اقناعه بطرحها هذا ؟ ان منى اركو عندما اوغل فى احتكار الوظائف التى جاد له بها المؤتمر الوطنى وحصرها فى ابناء عشيرته تضاءلت شعبيته فى اوساط الدارفوريين الذين وقفوا معه عندما صنف فى يوم من الايام انه صاحب اكبر جيش على ارض دارفور – ان القيادة الحكيمة لا تهمل ضرورة الجماهيرية والشعبية , ان شعب دارفور لن يدلى بصوته لمن كشف عن وجهه العنصرى والقبلى فى اى برنامج استفتائى او انتخابى قادم , الناس هنالك يبحثون عن حلمهم فى تنظيم يجمع فرقتهم وشتاتهم واختلافاتهم , بعد ويلات الحرب ومرارتها خرج الناس بخلاصات مفيدة من المحيط الاجتماعى لاقليمهم وهى ان المخرج الاوحد لهم يكمن فى نبذ التراشقات القبلية والعنصرية والمؤامرات والتكتلات العشائرية والالتفاف حول من هو مجرد عن هذه النقائص و غير موبؤ بفوبيا الخوف من الاخر وعدم الثقة فيه غير ان هذا الاخر نفسه له حق فى ما يعود من دارفور من فائدة , ان هذه الممارسات قد اوصلت الى عقلاء الاقليم قناعات قوية جداًُ وهى ان التحدى يكمن فى من هو الاصلح والاقدر على تجاوز هذه المحن.

لقد وجهنا انتقاداتنا لهذا التنظيم فى بدايات ظهوره على الساحة الدارفورية وقلنا انه يتناقض مع نفسه اذ انه جاء نتيجة لعملية تصفية حسابات بينه وبين غريمه الممسك بتلابيب السلطة وانه ولد من نفس الرحم الذى انجب المؤتمر الشعبى وان هذه الاجنحة الثلاث لم تكن فى يوم من الايام قبل انقسامها قد اولت للحق الدارفورى الضائع وزناً بل كغيرها من الاحزاب الديناصورية الكبيرة تحدثت عن اجندة لا يوجد فيها اقرار بما يحتاجه الاقليم من تنمية و اهمية فيها خصوصية اكبر من كثير من جهات السودان الاخرى , ما هو المرتجى من قتال العدل والمساواة للمؤتمر الوطنى ؟ هل يريدون تكرار الماساة ثانية بوصول حسن الترابى الى السلطة محمولاً على حصان العدل والمساواة ؟ ان الابن البار بوالده لا يمكن ان يقوم بعقوقه ابداً , وان لنا فى التاريخ القريب لعبرة ومعرفة تامة بالكادر الاسلامى من ابناء الاقليم الذى يموت من اجل شئ واحد فقط الا وهو اسستمرارية امبراطورية الهوس الدينى واذلال الغالبية من اهل السودان , ان دارفور فى امس الحاجة الى ثورة داخلية تقوم بقلب الطاولة على كل الذين سبق وان استوزروا واستوظفوا فى الحكومات السابقة الذين يريدون ان يعودوا الى بريقهم السابق عبر سفينة القضية الدارفورية عساها ان تعيد لهم فردوسهم المفقود.

محدودية الرؤية التى لازمت رئيس العدالة والمساواة وعشيرته عمقت الجراحات بين ابناء الاقليم الواحد لان عدد ضحايا هذا الصراع الداخلى كثر وفى كل مرة يحاول فيها احدهم الانشقاق يكون معرضاً لنيران هذه المجموعة العشائرية المتحكمة على التنظيم وجيشه وبعدها تسيل الدماء التى قاتلت من اجل مبادئ العدالة والمساواة بايدى زبانيته و عائلته بعد ان يكتشفوا ان شعار المساواة بين الناس ما هو الا فرية من اجل استغلالهم فى حرب استمرت لمدة اكثر من خمس سنين دمرت و قتلت الانسان فى دارفور لذا يكون الانسلاخ و الهروب للانضمام الى جسم اخر ليس اقل سؤاً من الاول , وتتمدد المشاكل والمحن والاحن ولا احد يرعوى ويثور ضد هذا الخبل والانحطاط.

لقد طالت فترة انتظار اللاجئين والنازحين والاطفال المهملين فى اطراف المدن , اين المسئولية الاخلاقية التاريخية لقادة هذه التنظيمات الدارفورية , لا ضمير يحركهم وهم يقضون الليل والنهار لا يستحون من ترداد مفردات مثل (اهلنا النازحين ) و (اهلنا اللاجئين ) , لماذا لا ينهض الانسان الدارفورى الشريف صاحب الوجعة وينفض الغبار عن نفسه و يرفض تبعية هؤلاء ويتبنى مشكلاته دون الاتكال على اصحاب الاجندات الخاصة والثارات القديمة الملوثون بامراض القبلية والعنصرية, لقد بلغ السيل الزبى واصبح الوضع الراهن لا يتحمل الانتظار واصبحت الحركات المسلحة الدارفورية غير ذات ضمير يتفاعل و يهب بخطوات عملية للتخفيف من معاناة الضعفاء من نساء و اطفال وشيوخ فى المعسكرات وخارجها , وجب تحرك هذا الانسان ليقتلع الحق الذى صادرته منه هذه التنظيمات وان يتبنى طرح قضيته بنفسه.

Post: #2
Title: Re: العدل والمساواة ما زالت تمارس الاقصاء على اساس العرق...
Author: Biraima M Adam
Date: 01-11-2009, 02:35 PM
Parent: #1


ول أبا سماعين .. مرحب بقلمك الجامد ..

وجاييك بالمزيد

بريمة