وعود تموت في مهدها ومدينة تقتات على الفتات ..... من ذاكرة الايام

وعود تموت في مهدها ومدينة تقتات على الفتات ..... من ذاكرة الايام


01-05-2009, 00:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1231112132&rn=0


Post: #1
Title: وعود تموت في مهدها ومدينة تقتات على الفتات ..... من ذاكرة الايام
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 01-05-2009, 00:35 AM

مما لاشك فيه أن الرجل يحلم ويحلم بعيون مفتوحة على أخرها في ظل واقع لا يسمح لنا بالأحلام والأماني فهو يحاول أن يغرس الأمل في نفوس يباب لم تعد خصبة ولم يعد في مقدورها أن تستوعب هذه الأحلام لتعيش عليها وتصحو في الغد لتجد إن أيسرها لم يتحقق حين تستمع إليه لا تتردد في الجزم بأن الجميع قد تجاوزوا خطوط الفقر وإننا أصبحنا دولة تعيش في رفاهة غير معهودة وأن مستوى دخل الفرد قد تحسن بالصورة التي تمنحنا عائدا حين نقوم بإرجاع قشور الموز إلى مصادرها حديث هراء لم يبلغ مسامع الناس حتى يخرج منها ليتلقفه الهواء الطلق ونسائم المدينة القصية التي تعطى دوما ولا تأخذ إلا الفتات قبل عقد من الزمان كان هو الوعد وعلى ذات المنصة أن لا تذهب أكبادنا إلى حيث لا تعود ولكن سرعان ما تحلل الرجل من وعده مجرد أن داعبته نسائم الخرطوم الندية وهاهو يعود اليوم ليجدد ما سبق ولكن بشكل مغاير ظنا منه أن حديثه أضحى في طئ النسيان وفات عليه أن القلوب حين تشتد عليها القسوة تخلف أثرا لايمحيه الزمان ولا تنسيه السنوات فوعود الرجل وأمانيه تضاهي وعود الرب لذا فهي تموت في مهدها بالرغم من أن بطانته تضع عليها طابع التهليل والتكبير وكأنه تناسى أقدام الجند ووقعها على الأرض يوشك أن يبلغ مسامع القوم والحسناء تجوب أرض إفريقيا وهى أيضا تمنح الوعود ولكن وعودها دوما تتحقق لأنها أكثر منطقا وتعقلا بالرغم من أنها تحمل طابع التهديد وهناك عند الثنية للناس حادث وحديث لكنه حديث الظرف يروحون به عن أنفسهم وهو حديث لايخلو من السخرية والتهكم أكسبته إياهم الطبيعة القاسية حيث لا امتداد لهم فأمامهم النهر وخلفهم الجبل وكأني بهم طالبان أخري بلا عمائم ولا لحى طويلة أيضا لهم من الوعود نصيب حملته الرياح مثلما تحمل هشيمهم وأسفارهم وصدق سفيرهم يوم إن ترنم بأغنية ما بصدقكم كذب الراعي وصدق أبن البلد فالتنمية الطفيفة التي حدثت هناك لم يكن وراءها سوى الخيرون من أبناء الديار يبتغون بها وجه الله وإسعاد القوم رحل الكثيرون منهم إلى دار الحق وفى نفوسهم شئ من حتى رحلوا إلى حيث الوعد الحق والأماني التي لا تكذب وبقى من بقي ينتظر الوعدين لكنهم أكثر أملا في تحقق الوعود الأخيرة أما الشباب ويا حسرتى حين يكون الحديث عن الشباب فهم ليسوا كما ذكر الرجل لا لوم عليهم ولا عتب فأدوارهم في الحياة وفى ذات المكان أشبه بأدوار من سبق تسلسلا بقي منهم من بقي وأرتحل معظمهم إلى المدينة الطفيلية حيث بإ مكانك أن تقتات دون أن تبذل جهدا مع استمتاعك بمباهج الحياة والتي لاتتوفر في القرى الصغيرة