الي طلاب نصر حامد ابو زيد بجامعة القاهرة الفرع

" تعد كثير من افكار هذه الدراسة ثمرة لتفاعل خصب مع طلاب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة ،سواء الجامعة الام او الفرع بالسودان الشقيق. وقد اتيح لي من خلال المشاركة في تدريس مادتي "القرآن والحديث " والبلاغةالعربية" ان اقوم مع الطلاب باختيار مجموعة من الفروض كلها تدور حول القرآن من جوانبه المختلفة.وكان النهج الذي سرنا عليه هو قراءة ما كتبه القدماء عن الموضوع اولا ، ثم مناقشة آرائهم من خلال منظور معاصر ثانيا ، وذلك بعد فهمها واستيعابها . وبقدر ما كان هذا المنهج مرهقا للطلاب بقدر ما ابرز قدرتهم علي الحوار والنقد .ولكن الاهم من ذلك ان هذا النهج ، قد ساعد علي بلورة كثير من الفروض التي كنا نحاول اختبارها ، وهي التي قامت هذه الدراسة علي كثير منها..

..ومع الاساتذة والاصدقاء الاجلاء اقدم لطلاب قسم الغة العربية بعض ثمار حواري وتفاعلي معهم ليتاكدوا ان التعليم الحقيقي يؤدي الي التعلم ايضا، وان الاكتفاء بالتلقين لا يضر الطالب وحده بل يكون ضرره علي المعلم أشد .ولطلاب فرع الخرطوم في نفسي اثر خاص لا يسعني تجاهله هنا، فباستجابتهم المتحمسة لافكاري سواء بالقبول او الرفض ردوا الي نفسي ثقتها في جدوي ما كنت ابذله من جهد، وهي ثقة كانت قد اوشكت علي التبدد والضياع شتاء عام 1982 في الجامعة الام ."


* نصر حامد ابو زيد
اليابان في 18 فبراير 1987
من : مقدمة كتابه : " مفهوم النص - دراسة في علوم القرآن"


** اذكر عندما صدرت الطبعة الاولي من هذا الكتاب سنة 1990 عن الهيئة المصرية للكتاب ،
كنت وقتها بالقاهرة وقد وجد الكتاب فور صدوره ، صدي طيبا في اواسط المثقفين المصريين ، وذلك قبل ان يؤلب الراي العام ضد مؤلفه ، وتدبر له المحكمة المهزلة.
اعتبر كتاب : "مفهوم النص " ، الكتاب الام، لابي زيد ، ومن اهم الكتب التي صدرت في علوم القرآن في القرن الماضي .
اذكر انني قدمت قراءة لكتابه " نقد الخطاب الديني " بمنتدي الثلاثاء ببيت احمد البكري ابو حراز بالملازمين في النصف الاول من التسعينيات واذكر انه رفض نشرها في الصحف وقتها ، ولكن نشرت فيما بعد في ذات الصحيفة .

عجب الفيا

سلام يا حبيب بقدر ما يسخو به قلمك ( النابه ) من إشراقات ..

لأستاذنا د. نصر أثرٌ مهول في سبرنا لمضبات قراءة النصوص تأويلاً و فهما .. و كذا في تفهمنا لطبيعة الأشياء و الناس . فقد كان و الراحل د. عبد المحسن طه بدر ، بؤرةَ الإشراق في ظلمةِ ما ينغلقُ - بالضرورة - علينا فتحه و نحن ما زلنا طلاب معرفةٍ و علم بدايات الثمانينات .
ورثنا عنهما ، و أورثنا طلابنا - من بعد - معنى أن يكون العقلُ سيدَ الرؤى . فقد تتلمذنا على يديهما كيف تكون القراءةُ أفقيةً أيضاً، و ليست عمودية فحسب . و كبف أن التعليم ( الحواري ) أجدى و أنفع للمتعلمين من التعليم ( البنكي ) أو كما قال بذلك - لاحقاً - باولو فرايري في سفره القيِّم ( تعليمُ المقهورين ) ..

كامل الود و أجمل الشكر لكل من علمني حرفاً و معنى ..

الحبيب الاخضر الليموني منوت ،
افتقدناك كثيرأ
يا بختكم يا ترباية ابوزيد وعبد المحسن طه بدر ، ذلك البدر الذي ذوي
في شرخ الشباب ،

بالله شفت الوفاء دا كيف يا منوت ، كلمات ابو زيد في حقكم ،
جعلكم انتم اصحاب الفضل في هذا الكتاب!
لله دره وهو يعيش متغربا عن وطنه بامر محاكم التفتيش .

لأشتاذنا الراحل د. عبد المحسن طه بدر الرحمة بقدر ما أشعل فينا و آخرين من بعدنا جذوةَ أن يكون الإنسانُ وفياً لدينه ، و تاريخه ، و مآله ..

و لمعلمنا باهر الحجة و كامل العقل - برغم تحفظنا على بعض قوله - د. نصر ، كل الود ، و غداً سوف تورق ثم تزهر شجيراتُ الحق .