الاحتراق في موسم الرياح

الاحتراق في موسم الرياح*


أقول لثلة الأحباب لا تأسوا
اذا ما رن صوت الحزن يقطر من كتاباتي
فان الحزن يوقظني
يلاحقني يلون دغل مأساتي
أنا من أمة سكري بخمر الصبر،
تخرس صوت أهاتي
وتخنق لي عباراتي
يمر العام تلو العام لا الأحلام تصدق ،
لا ركام الهم يسقط من حساباتي

ويخجلني امتداد الصمت ،
لون الصمت ،
عري الصمت في جدب المسافات
تسائلني عصابات من الشعراء والفقراء،
عن نار تمد لسانها المسعور في ساحات لوحاتي
وعن عبق من الكافور
عن قبس من الديجور
كان يضيء في كل المسافات
ماذا يا رفاق الدرب ما دامت
تزلزلنا رياح القهر والاحباط في عقم البدايات

وهأنذا كمجذوب يسير علي هواه
يجد ، يظهر في جموع السفر في كل القطارات
فيا شمسا تغيب هنالك وراء البرزخ
الممتد في أقصي المدارات
أتوه أظل ابحث عنك
بين مواكب الدهماء ،
خلف مرافيءالظلماء،
فوق مجرة الاسماء
لا ألقي سوي صمت يغربل لي عذاباتي
رأيت الليل مسعورا يمزق لي شعاراتي
يقود مظلة الاعصار ،يسخر من معاناتي
واما لذت بالاحياء يلقيني علي ابواب أمواتي
رفعت علي ركام الغيب فوق مدارج المجهول راياتي
وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء
يا سيزيف ، أهدر في دروب الليل طاقاتي

فيا وطن الضياع المر يا نصلا
يمزقني ويكثر من جراحاتي
متي ينسل موج الضوء يغسل رمل واحاتي ؟!



* محمد عثمان كجراي

+ قصاصة من مجلة الدوحة القطرية ضمن قصاصات شعرية اخري احتفظ بها في ملف خاص منسي عثرت عليه دونما قصد ، بينما كنت اتفقد مكتبتي في زيارتي الاخيرة الي السودان ، ففرحت به فرحة من عثر علي كنز . كل قصاصة كانت لها تاريخ خاص ، وكل قصاصة تعيد الي بعض من تلك الأيام النواضر .

الجميل عجب الفيا
قصاصاتك من زمنك الجميل تجمل لنا زمننا هذا.. لم نجد مجلة الدوحة.. ولا صباح الخير.. ولا العربي تأتينا راتبة..
أصبحت ثقافة شبابنا ثقافة الديجتال و(الشباب اون لاين) واخر صيحة في موضة رامي عياش وراغب علامة.. افتقدنا
الأشياء الجميلة التي عايشتموها.. ولكن ها انت تتحفنا ببعض من نثاراتك القديمة.. فشكراً جميلاً سيدي

وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء
يا سيزيف ، أهدر في دروب الليل طاقاتي

** *** *** ** *****

الله ! كم أنت جميل يا منعم

Quote: إرترى ، و أنتمى للثقافة السودانية .

هذا ما قراته في البروفايل اخي منصور علي
وهذا الكلام ذو مغزي ودلالة عميقة ،،
فالتحية لك والتحية لكل اخواننا الارتريين
وهذا الكلام يجب ان الا يمر عليه اخوانا السودانيين مرور الكرام ،
ورحم الله شاعرنا الكبير محمد عثمان كجري الذي كان رمزا لالتحام الشعبيين السوداني والارتري
واذكر انني الي وقت قريب كنت احتفظ بعدد من مجلة الدوحة نشرت له فيه قصيدة بعنوان " بطاقة حب الي اسمرا "،
وقد زينت الصفحة بصورة حسناء ارترية تعزف علي ربابة .

Quote: وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء يا سيزيف ، أهدر في دروب الليل طاقاتي

فعلا يا منصور انها صورة شعرية جميلة فالشاعر هنا يستلهم اسطورة سيزيف اليونانية للتعبير عن حالة اليأس التي يحسها بسبب الاحباطات المتكررة التي تواجهه في الحياة ،
و سيزيف كما هو معروف ، خالف تعليمات معينة صدرت اليه من الالهة فحكمت عليه بان يحمل صخرة عظيمة الي قمة الجبل ، فحمل الصخرة ولكنه كان كلمااشرف علي الوصول الي القمة تتدحرج منه الصخرة وتعود الي السفح ، وفي كل مرة يعاود فيها المحاولة يتكرر ذات الشيء وهكذا دواليك حتي صار رمزا لعبثية الحياة ولا جدواها .


ولك يا منصور وللشعب الارتري محبتي
ورحم الله شاعرنا محمد عثمان كجراي
وعاشت ذكراه تجسيدا حيا لعناق الشعبين ،

++

عجب الفيا

الاخ nashaat elemam
مرحب بك عضوا جديدا في المنبر الحر اذا جاز لي التعبير

والف شكر علي الزيارة والتعليق ودا من ذوقك يا جميل ،
والانسان بطبيعته دائما مشدود للماضي ،
وهذه ميزة جبل عليها وهو ما يسميه علماء التحليل النفسي بالنوستالجيا ،
وكلما اوغلت الذكريات في القدم ، كلما زاد تعلق الانسان بها ،
رغم اننا كثيرا ما نحاول نواسي انفسنا عن هذا الاحساس بالتعلق الظاهري بالمستقبل
كان نقول مثلا : اجمل الاغنيات لم تولد بعد ،
او كما عبر عنه الكاتب الغاني Armah في عنوان روايته :
beautiful ones are not born yet

اما الاجيال الجديدة فلها مزاجها الخاص الذي تلونه وتتحكم فيه الظروف التي نشأوا فيها
ولا شك هنالك الكثير من المتوفوقين والعباقرة من هذا الجيل .

سوف احاول نشر بعض المختارات من هذه القصاصات كلما سنحت الفرصة .

وافر مودتي

Quote: فيا وطن الضياع المر يا نصلا يمزقني ويكثر من جراحاتي متي ينسل موج الضوء يغسل رمل واحاتي ؟!

متي ؟؟!!!!!

سلامات يا منعم..

طولة شديدة..

رحم الله الشاعر المبدع كجراي..

وقد استمتعت بقصيدته ..

Quote: يمر العام تلو العام لا الأحلام تصدق ، لا ركام الهم يسقط من حساباتي ويخجلني امتداد الصمت

إلخ

ويخجلنا امتداد الصمت وغياب المواجهة الحقيقية لدجل الجبهة وقوانينها البائسة في السودان..

دخلت أقول سلام وكلام..

ياسر

الأستاذ عبدالمنعم عجب الفيا
شكراً على هذه القصيدة الوارفة المعاني والتنهيدات ، وحقيقةً سعدت بهذه القصاصة لانني أملك عدداً من قصائد هذا الشاعر ولكن ليست من بينها هذه القصيدة الجميلة ... وحينما أقرأ لشاعر مدينتي الأستاذ محمد عثمان كجراي -رحمه الله رحمةٌ واسعة- أحس بمتعة القراءة وأحس بمرارة الحزن حين أذكر أن سنواتٍ قد مرت على رحيل الشاعر كجراي دون أن يلقي التكريم اللائق به من جانب الوزارات او المؤسسات والجمعيات المختصة بالفن والإبداع

هذه بعض أبيات من قصيدته «العودة من الميتافيزيقا» التي نشرت في صحيفة الأيام العدد 6485 بتاريخ 29 نوفمبر 1988

في الغياب الغامض المجهول، في أبعد أعماق الرؤى.
في الحضور المستحيل
كان كل الأفق الأزرق صمت كالعويل الداخلي
وأنا أسبح في كل الفراغ المخملي
تكتسي الشمس بلون البرتقال
وأنا كالنورس العاشق يرنو للشريط الساحلي

الاخ الاستاذ محمد رحمة النور
الف شكر علي الزيارة

هذه القصيدة نشرت بمجلة الدوحة اوئل الثمانينات واظن تحديدا في 1983

وكان قد صدر للشاعر ديوان عقب الانتفاضة ،اغلب الظن في سنة 1986 /1987 بعنوان : الليل عبر غابة النيون . لكنه لم يضم هذه القصيدة اذا لم تخني الذاكرة .
وكان من المفروض ان تقام امسية بدار الكتاب بالمقرن تشتمل علي قراءات من الديوان بصوت الشاعر الا ان الشاعر علي ما اذكر لم يحضر تلك الامسية .

رحم الله شاعرنا محمد عثمان كجراي فهو من رواد التجديد في الشعر السوداني .

ولك مودتي .

Quote: هذه القصيدة نشرت بمجلة الدوحة اوئل الثمانينات واظن تحديدا في 1983 وكان قد صدر للشاعر ديوان عقب الانتفاضة ،اغلب الظن في سنة 1986 /1987 بعنوان : الليل عبر غابة النيون . لكنه لم يضم هذه القصيدة اذا لم تخني الذاكرة .

الأخ ألاستاذ عجب الفيا
على ما أعتقد أن النص الذي أشرت اليه قد جاء في ديوانه الأول ( النار والرماد) وأن كنت غير متأكد من هذه الجزئية فقد حصلت عليها بواسطة أحد الزملاء بكسلا ، ثم طبع ديوان الليل عبر غابة النيون كما اشرت بعد الإنتفاضة أذ كان للنظام المايوي تحفظات على شعر كجراي ، وحالياً له تحت الطبع حسب ما قرأت وسمعت ديوان ( في مرايا الحقول) وديوان ( إرم ذات العماد) وكتاب في أدب الاطفال بعنوان (خماسيات ابي الشول) وهو مجموعة قصائد تستهدف تدريب الاطفال على تذوق الشعر.

ساتأكد من هذه المعلومات وسأرسلها بأذن الله أذا تسني لي ذلك الى بريدك الإلكتروني ... وبالمناسبة فأن محمد رحمة النور هو شقيقي الأكبر المقيم بأمريكا وهو مهتم في الأونة الاخيرة بأدب شعراء كسلا وترجمته ولكنه ليس عضو بهذا الموقع وربما تشابه عليك البقر في الأسماء

Quote: ساتأكد من هذه المعلومات وسأرسلها بأذن الله أذا تسني لي ذلك الى بريدك الإلكتروني ... وبالمناسبة فأن محمد رحمة النور هو شقيقي الأكبر المقيم بأمريكا

الاخ الاستاذ صديق رحمة النور

لقد سعدت بلقائك والتعرف اليك في ملتقي البورداب بدار اتحاد جامعة الخرطوم في يوليو الماضي وقد تركت في نفسي انطباعا طيبا ،

فعفوا للخطأ الذي شاب كتابة الاسم ولحسن الحظ انني لم اذهب بعيدا وها انا اتشرف بالتعرف الي شقيقك محمد فله مني التحية وتمنياتي له بالتوفيق في مسعاه النبيل وعلي استعداد لتقديم كل مساعدة ممكنة.

بخصوص قصيدة " الاحتراق في موسم الرياح ، لا اظن انها نشرت في ديوان " الصمت والرماد "
وليس ، النار والرماد - حيث ان الديوان صدر في الستينات والقصيدة كما ذكرت نشرت بمجلة الدوحة في النصف الاول من التمانينات . القصاصة التي بحوزتي لا تحمل تاريخ النشر اسفل الصفحة كما هو المعمول به في مجلة الدوحة . لقد اختفي التاريخ بسبب عملية القص .

الايميل هو [email protected]

Quote: الاحتراق في موسم الرياح

الاخ العزيز الدكتور ياسر الشريف

مشتاقين كتير والله ،

ما يحدث الآن مهزلة مؤلمة ،،

تري كم من الكروت احترقت الان في موسم الهرولة الي بوابة المؤتمر الوطني ؟؟!


ولك مودتي وعميق احترامي

تغني المطرب ابراهيم حسين للشاعر الراحل م. ع. كجراي بالاغنيات الاتية :

1-

يخاصم يوم
ويرجع يوم
ويعذبنا بي ريدو
ويتحدانا يوم يزعل
يقول اقدرانا في ايدو
نقول يا ريتو لو يعرف
عذاب الحب وتنهيدو

بدل ما نحن بنعاتب
بنفرح يوم يعاتبنا
ونسال عنو كان طول
وما هاميهو كان غبنا

حرام ترمينا للايام
حنانك يا معذبنا

نحلّف قلبك القاسي
بكل حنان مودتنا
بأفراحنا ( بامالنا ) وباشواقنا
وبي لهفة محبتنا

رضينا هوانّا في حبك
حرام تتناسي ريدتنا

خلاص يا قلبي كان خاصم
ضميرو يعاتبو خليهو
تمر ايام وينسي غرورو
يلقي هوانا راجيهو

غناء المطرب ابراهيم حسين


____

2-

قالو الزمن دوار يا بسمة النوار
ياريت تعود ايامنا ونكمل المشوار

ياقلبي يا سواح
قول لي متين نرتاح
دمع الحنين خلانا
ما بنعرف الافراح

مهما رحلنا بعيد
اقدارنا ما في الايد
والذكريات ياقلبي
تحفظ جميل الريد

طار البلوم حيران
بسأل عن الحبان
أتغيرت دنيانا
واتفرقو الحبان

قالو الزمن دوار يا بسمة النوار
ياريت تعود ايامنا ونكمل المشوار .

لك التحية أخي الشاعر والناقد المبدع عجب الفيا
وأشكرك على إتحافنا بهذه الباقات من الإبداع

وأرجو أن تسمح لي ببعض الاستدراك.. الذي أحرص على
ألا أطرق أبوابه إلى عند من يحسنون استيعابه..

فقد ورد في نص القصيدة الآتي:

Quote: ماذا يا رفاق الدرب ما دامت تزلزلنا رياح القهر والاحباط في عقم البدايات

وأضن أن مطلع (البيت) جاء ناقصا
وأنه يستوجب وجود حرف (متحرك) في البداية
بحيث تصبح الكلمة (لماذا) أو (فماذا) ليكتمل
وزن البيت..

كما جاء في موضع آخر خلل في الوزن أيضا في البيت
التالي:

Quote: فيا شمسا تغيب هنالك وراء البرزخ الممتد في أقصي المدارات

وهناك خلل في كلمتي (هنالك وراء)
وأظن أن الوزن سيستقيم لو كان كالآتي
(فيا شمسا تغيب هناك خلف البرزخ)

وأنت سيد العارفين.. فأرجو منك مراجعة الأمر..
ولا أستبعد أن أكون على خطأ..
ولك خالص تقديري

الاخ الاستاذ /عبد الله عقيد
لك التحايا النواضر

احيك علي اذنك الموسيقية المرهفة
ما ذكرته صحيح تماما ،
فالكتابة الصحيحة للسطر الشعري في الملاحظة الاولي هي :

وماذا يا رفاق الدرب ما دامت

والكتابة الصحيحة للسطر الشعري الآخر هي :

فيا شمسا تغيب هناك بين البرزخ

فعذرا لك وللقراء ولشاعرنا الراحل كجراي .

الأستاذ عبدالمنعم
هاهي أغنية شجون ... كجراي

.,وغني له محمد عثمان وردي....أروع ما تغني علي الاطلاق.....

يا صديق رحمة ...ما عندك....


بمقدمتها


قابلته بالجنوب.....انه استاذي محمد عثمان كجراي....والموسيقي شغالة



مافي داعي تقولى مافى


مافي داعي تقولي مافي
يالربيع في عطرو دافي
لهفة الشوق
في سلامك
في كلامك
وسر غرامك ماهو خافِ

إرتعاشاتك بتحكي
قصة أحلامك معاي
وكل خفقة في قلبي نغمة
تحكي ليك شوقي وهواي
إنت في بهجة شبابك
وحبي ليك من غير نهاية
مافي داعي ..

قلبي أخضر ولسه في ريعان شبابو
في حرارة شوقو- بيسطر كتابو
شوفي كيف نشوانا تتراقص حروفو
كل لحظة شوق بتتجدد ظروفو
مافي داعي ..

عشنا في دنيا الصبابة
والسعادة فتحنا بابها
بهجة الدنيا وشبابها
ابتساماتك حبابها

الاخ الاستاذ نزار حسين
منور دائما بحضورك

سمعت اغنية ما في داعي لكن اول مرة اعرف انها من كلمات كجراي

فالف شكر لك ،

والتحية لذكري استاذك وشاعرنا الراحل كجراي

الاخ الاستاذ /صديق رحمة النور

الف شكر علي هذا اللحن السهل الممتنع الذي جاء مناسبا للكلمات التي جاءت هي الاخري سهلة دون تكلف او تصنع .

والتحية لذكري شاعرنا الراحل

والتحية من بعد للمطرب ابراهيم حسين

أخي الأستاذ عبد المنعم
لك التقدير

وأشكر لك تقديرك لملاحظاتي التي دعتني لها
الغيرة على مثل هذا العمل المتكامل
وقد تحريت فيك قبول الملاحظة وقد صدق
ظني
لك التحية والتقدير
والرحمة والمغفرة للراحل الشاعر كجراي