تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر

تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر


09-24-2003, 06:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=19&msg=1081924081&rn=10


Post: #1
Title: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-24-2003, 06:38 AM
Parent: #0

نعم، قصيدة النثر،شئنا ام ابينا،توجد قصيدة نثر! ولله في خلقه شؤون
وسبحانه جامع النقائض! بل الحقيقة ان الغلبة فيما يكتب الان من شعر هو لقصيدة النثر،حتي يكاد الغلاة من انصار هذا اللون من الكتابة يقصرون مفهوم الشعرية علي قصيدة النثر
قصيدة الحداثة او الحداثة الشعرية ،تعبير فضفاض،يمكن ان يتسع فيشمل حتي القصيدة العربية الكلاسيكية.فهنالك من يري مثلا ان امرا القيس وابا تمام وابا نواس،من شعراء الحداثة.ادونيس،كثيرا ما يضرب المثل في كتاباته باي تمام وابي نواس كرموز للحداثة الشعرية الباكرة.اذكر في اول عهدي بالكتابة وفي فورة اندفاعي الحداثي ،نشرت متاثرا بادونيس،مقالا عن الحداثة في شعر المتنبي.بحثت لم اعثر عليه الان بين اوراقي
بعيدا عن الدخول في متاهة حول تعريف ماهية الشعر،دعونا نقول،ان للشاعر الحق المطلق في التعبير بالطريقة التي تروقه.وللقاري او المتلقي الحق وبنفس القدر،ان يقبل او يرفض هذه الطريقة او تلك بوصفها شعرا او ليست كذلك
دون ممارسة اي نوع من وصايا او اكراهات فكرية

قصيدة النثر ،مصطلح يطلق علي شكل جديد في الكتابة ،لم يكتفي بتجاوز القصيدة العمودية الكلاسيكية،بل تجاوز حتي قصيدة التفعيلة،وخرج علي كل وحدة وزنية،و موسيقي لفظية.واذا كانت سوزان بيرنار،في كتابها :"قصيدة النثر من بودلير الي ايامنا
Le poeme en prose de Baudelare jusqua nos jours
ترجع بدايات قصيدة النثر الفرنسية ،الي عهد بودلير ورامبو ولوتريامون ومالارميه،اي الي النصف الثاني من القرن التاسع عشر،فانه يمكن ان نرجع بدايات قصبدة النثر العربية ،الي ستينات القرن العشرين.حيث لم تكاد الاذن العربية تفيق من دوي الانفجار الهائل الذي احدثته قصيدة التفعيلة،حتي باغتها دوي انفجار ثاني،انفجار قصيدة النثر،والذي لم تفيق من صدمته حتي الان.ففي الوقت الذي كان فيه السياب والبياتي وعبد الصبور وخليل حاوي،يتلمسون طريقهم الي قصيدة التفعيلة،كان محمد الماغوط،وانسي الحاج وادونيس،يتحسسون طريقا اخر،هو طريق ،قصيدة النثر،حتي سادت وابتلعت او كادت معظم النتاج الشعري في الثمانتينات والتسعينات

والسؤال الان ،بعد ان تجاوزت قصيدة النثر ،القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة،وتخلت عن اي وحدة وزنية او موسيقية،ماذا يتبقي من الشعر!؟
تتبقي الصورة الشعرية والرؤية الشعرية.الشعر معروف منذ القدم ،انه لغة مجازية،اي انه يصور الواقع-ولا اقول يخلق عالما-بمنطق غير منطق الواقع،من هنا تنبع خصوصيته وشاعريته.وهو معروف منذ القدم انه ينظر الي الواقع ،نظرة او رؤية غير عادية،قد تكون رؤية تاملية او فلسفية او تسآؤلية
ولكن الا يمكن التعبير عن الرؤية الشعرية من خلال الصورة والموسيقي اللفظية معا؟لماذا يتخلي الشعر عن اهم المؤثرات؛الموسيقي!!!؟
سؤال لا املك الاجابة عليه ،نتركه للنقاش
انني من قراء قصيدة النثر،واستمتع بها جدا بعض الاحيان،وربما المتعة
والنشوة التي اجنيها من قصيدة جيدة لشاعر جيد لا اجدها في بعض اشكال التعبير الشعرية الاخري.ومع ذلك يظل السؤال قائما ،لماذا التضحية بالموسيقي الشعرية سواء كانت تفعيلة او غيرها

ولكن السؤال الاهم ،هو لماذا تريد قصيدة النثر،ان تمحو اشكال الكتابة الشعرية الاخري من الوجود؟لماذا لا تقبل بتعايش سلمي بينها وبين هذه الاشكال الاخري؛قصيدة التفعيلة والقصيدة الكلاسيكية؟
لدي احساس بان سدنة قصيدة النثر ،يعتقدون انها سدرة منتهي الشعر
وان الذي لا يكتب قصيدة النثر ليس بشاعر،لذلك تجد كل من هب ودب مهما كان حظه من الموهبة،يكتب هذا اللون ،حتي يمضي مع الركب ولا يوصف بالتخلف.شعراء كبار حققوا انجازات شعرية كبري،اغرتهم قصيدة النثر فانجرفوا وراءها،فلم يحققوا شيئا،لانهم غير مهيائين لهذا النوع من الكتابة
ليس كل الشعراء متساوون،في ملكات التعبير الشعري.بعضهم لا ينطلق شيطانه الا في القصيدة الكلاسيكية.وبعضهم لا يعرف سوي قصيدة التفعيلة والبعض الاخر ،ملجي بقصيدة النثر
محمد المهدي المجذوب،شاعر فحل من فحول القصيدة العربية الاصيلة،ولكن عندما حاول ان يجاري الموضة ويكتب قصيدة التفعيلة،فشل
حسب راي الشخصي.ولعل ديوانه؛البشارة والقربان والخروج - دليل علي ذلك.الفيتوري من ابرز رواد قصيدة التفعيلة،ويملك طاقة ضخمة من الموسيقي الشعرية،ولكن حينما حاول ان يجاري موجة قصيدة النثر،فشل في راي الشخصي.ونفس الشي اتوقع حدوثه مع كمال الجزولي لو قدر له ان يجاري قصيدة النثر،لانه يملك نفس الطاقة الموسيقية التي قد لا تستوعبها هذا النوع من التعبير الشعري

السهولة الظاهرية لكتابة قصيدة النثر ،وقوانينها الخفية،لوصحت كلمة قوانين،اوهمت الكثيرين بانهم شعراء،طالما الامر لا يتطلب سوي نثر وبعثرت كلمات هنا وهناك .وما في حد احسن من حد.فسادت الفوضي وكثر المتشاعرين وضاعت المواهب الحقة.وفقد الشعر الكثير من احترامه وجاذبيته!!؟

من الاصوات الشعرية التي قدمت تجارب شعرية يمكن احترامها،من خلال ما يعرف بقصيدة النثر؛ عاطف خيري، في ديوانه:ظنون.رغم انني كنت اتمني لو استمر النسج علي نفس المنوال في سيناريو اليابسة.ومحمد عبد القادر سبيل،في ديوان :عاليا..عالبا مثل شهيق الحسرة.وبقية دواوينه
قطعا هنالك تجارب محترمة لكني لم تتاح لي فرصة الاطلاع والحكم عليها

قصدت في هذه العجالة ان افتح الباب،لمسآءلة التجارب الشعرية عندنا وعند سوانا،وعن الشعر عموما الي اين يسير؛هل فقد وسحره وجاذبيته ومكانته التي احتل بها الوجدان الانساني طوال التاريخ الطويل!!؟
ويمكن ان تكون الاسئلة التالية مداخل للنقاش
هل فقدت القصيدة العمودية الكلاسيكية قدرتها علي التعبير الشعري واصبحت من مخلفات الماضي ام لا يزال هناك شعراء قادرين علي التاثير من خلال هذة القصيدة الاصيلة؟
هل استطاعات قصيدة التفعيلة المحتفظة بالايقاع والموسيقي الشعرية برغم تخليها عن وحدة البيت ،ان تملا الفراغ الروحي والوجداني الذي كانت تشغله القصيدة الكلاسيكية العمودية؟
هل كانت هنالك ضرورة تستدعي تجاوز قصيدة التفعيلة الي قصيدة النثر ام هي روح المغامرة والتجريب؟
لماذا لم نحتفظ بالاشكال الشعرية الاخري ،العمودية والتفعيلة ،جنبا الي جنب قصيدة النثر؟

* مصادر المقال:الذاكرة، تراكم قراءات واراء خاصة

Post: #2
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-24-2003, 04:19 PM
Parent: #1


Post: #3
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-24-2003, 04:19 PM
Parent: #1

شــاعــريــة الـتــفـاصــيـل

أم قـصـيـدة الـصـرف الـصـحـي!

شـوقـي بـزيـع



يدأب كثيرون من الشعراء والنقاد على الاحتفاء بما يسمّونه "شعرية التفاصيل" والجزئيات ودقائق الحياة الصغيرة. وقد بدا هذا الاحتفاء واضحاً من خلال مئات المقالات والقراءات النقدية التي لا تكف عن الابتهاج بكل ما هو تفصيلي ومحسوس ومعبّر عن شؤون الحياة الصغيرة ويومياتها. وفي ظل هذا المناخ الاحتفالي نمت عشرات التجارب الجديدة التي لم يعد اصحابها يأبهون للقضايا الكبرى والموضوعات المتصلة بالحضارة والفكر والتاريخ او بالالتزام الوطني والقومي وغير ذلك من الظواهر التي واكبت عقدي الستينات والسبعينات. ان من يتصفح القسم الاوفر من المجموعات الشعرية المتأخرة لا بد ان يلاحظ الالحاح المستمر على شؤون الشاعر اليومية بدءاً من العلاقة بالمنزل او المكتب او المقهى او الشارع وصولاً الى شؤون الجسد وعاداته وطقوسه والى ما يستتبع ذلك من بوح شهواني او مزاجية طاغية او شخصانية نزقة.

الحقيقة ان الظاهرة ليست في حد ذاتها نقيصة او مثلباً من مثالب الحداثة الشعرية بل هي في اساسها ظاهرة طبيعية وصحية ورد فعل مشروع على تعالي القصيدة العربية التقليدية واحتفائها بالتجريد والموضوعات الكلية الشاملة وعلى أنفتها وترفعها عن كل ما هو ملموس وجزئي وقريب الى اليومي والمعيش. فلطالما ارتبطت فكرة الشاعر عند العرب بكل ما هو متفوق وسحري ومنفصل عن الارض. وكان على القصيدة تبعاً لذلك ان تجد مادتها في مثال الحياة وصورتها العليا لا في الحياة نفسها ولا في ما تتضمنه من "صغائر" وهوامش وتفاصيل. وليس من قبيل الصدفة ان توضع هذه الهوامش والتفاصيل تحت باب "النثريات" حتى في لغة التجارة والمال والموازنات العامة. كأن دور الشعر عند العرب يقتصر على المتن والجوهر والاساس اما العارض والجزئي والمتفرق فمن اختصاص النثر وحده.

لقد بدا ابن الرومي وفقاً لهذا المفهوم نسيجاً مختلفاً في الشعر العربي القديم. انه الطائر الذي غرّد خارج سربه بحق وعن سابق تصور وتصميم. وهو ليس كذلك لأنه ظل خارج البلاطات وقصور الحكام ومطولات المديح والتزلف فحسب بل لأنه من القلة القليلة التي أنزلت الشعر من مكانته السحرية والنخبوية ووضعته في طريق الحياة البسيطة والمرئيات المحسوسة والغرائز الفالتة من قيودها. لقد تجرأ ابن الرومي على العادي والبسيط والمعيش وكل ما كان يعتبر قبله مبتذلاً وسخيفاً وخارج الكتابة. لذا لم يتورع عن وصف المأكل والمشرب والملبس وما تجيش به الرغبات والغرائز والطبيعة الانسانية المليئة بالمفارقات. وديوانه المطبوع يضج بوصف العنب والموز والزلابية وانواع الاطعمة والشراب والحلوى بقدر ما يضج بالأهاجي الناضحة بالتفاصيل الساخرة والترصد الدقيق للظواهر والانفعالات وأنماط السلوك البشري. وربما كأن الاهتمام بالحياة والاتصال بالواقع الحقيقي والعيش هو في طليعة الاسئلة التي طرحتها الحداثة على نفسها قبل نصف قرن. اذ ان جزءاً من مشروع الحداثة الشعرية العربية كان يتعلق بكسر البنية الجمالية السحرية للقصيدة العربية واعادة ربطها بمصادرها الارضية اليومية. وكانت تجربة نزار قباني من هذه الزاوية، التعبير الامثل عن رغبة القصيدة في مغادرة أقفاصها اللغوية الضيقة وبلاغتها القاموسية المتحجرة في اتجاه حياة ملموسة المعالم ومشاعر مرئية الانعكاسات. لذلك لم تخجل قصيدة قباني من ترصد التفاصيل والجزئيات ومظاهر العيش اليومي ومن التحدث عن المخمل والتافتا والكافيار والمنفضة والسجائر والموكيت وباقي انواع المآكل والملابس والعطور والادوات.

الا ان ذلك كله لا يمنعنا من الاشارة الى خطورة المنزلق الذي ينحدر في اتجاهه الكثيرون من شعرائنا الجدد. فتجربة ابن الرومي ونزار قباني، كما تجربة جاك بريفير في فرنسا، لا تتخذ مثل هذه التفاصيل غاية في حد ذاتها ولا تتحول صيداً مجانياً لصغائر العيش ومباذله وسقطاته بل هي تغادر ملموسيتها الظاهرة لتنفذ منها الى الاسئلة الصعبة والقلق الوجودي والايغال العميق في التأويل والكشف. فحين يعدّد جاك بريفير اسماء الملوك الفرنسيين بدءاً من لويس الاول حتى لويس السادس عشر الذي وضعت الثورة الفرنسية حداً لحكمه ولحكم سلالته يخلصه من هذا التعداد البطيء والممل الى سؤاله الطريف والساخر "يا لهؤلاء القوم الدين لا يحسنون العد حتى العشرين"! وكذلك يفعل الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس في معظم قصائده القصيرة.

على أن ما يتم في الفضاء الشعري العربي يحوّل قصيدة التفاصيل عن غايتها الفلسفية الاهلية وطابعها الرؤيوي والتساؤلي ويجعلها مساحة لتجميع القاذورات والنفايات البشرية اليومية ومكاناً لـ"الصرف الصحي" والتخلص من العقد والمكبوتات وفائض الغرائز الجسدية. لقد باتت معظم هذه التجارب نوعاً من الفولكلور الممجوج والشهوانية الجانحة والجرأة المفتعلة التي لا تصب في غاية ولا تنتهي الى سؤال. لذلك لا بد من وقفة جريئة امام الذات ومن تفحص نقدي عميق لما يتم في مجالنا الشعري تحت عناوين خادعة وبريق كاذب.

Copyright © 2003 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.
*نقلا عن بوست الاخ ابو مهيار : الحداثة مرة اخري الي شعرائها ونقادها مع التحية

Post: #4
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-26-2003, 05:32 AM
Parent: #1

نماذج جيدة من قصيدة النثر
** **
لا شيء

رأسي
هذا الوطن يحيرني
تلاميذ المدارس موتي..فرحون؟
بم!؟
الطاولات مقلوبة بشكل نهائي
وبلا زهرة ايضا
لنقل بسخاء انها ذابلة
لكن لا شي في الحقيقة
الاشجار؟..الخياطون؟..زنك الخضار؟
أم الطرق ؟
هي الاخري تعود بي
الي حيث بدات
قبل اربعين سنة

فتحت الحقيبة في الثامنة الا ربعا
لم اعثر علي اغنية واحدة
تسمي الجمعة باسمها
يحيرني
هذا الوطن المهجور
حتي من مودة
هل من احد هنا؟
هل؟

مع ذلك لا استطيع
الا ان احبه..هذا الكلب
يا الهي
لم يترك لي شيئا
قط
سوف امنحه فرصة اخري
باستمرار..
من يدري
ربما يبرر لي يوما هذا النوع
من الرق!؟

محمد عبد القادر سبيل
من ديوان:"الهدر" - الانتشار العربي - بيروت -1996
****************** ***************

اغنية اول الليل

اول الليل
يدخل العارفون جبة الصحو
في معتقلات الكاس
تكذب الحقيقة علي اهلها
تلفح ثوب امها،تهرع
لوعد في زقاق الجنون

اول الليل
توقد الوردة جمرتها
حين يخلع الاطفال القابهم
والعشاق اذنابهم
والمحبة تعرق علي مهلها
فوق طلح حنون

اول اليل
تخرج صويحبات الحبيبة
الي طرف القلب
يشعلن حطبا بليلا
ويفتعلن شجارا اوهي من القطن
وتحتك بالسيسبان الظنون

اول الليل
اخرج من سوء ظني
الي ظن جاري
اصرخ: من لفق لنا هذه الذكريات
وكل ما بيننا،قطة تعدو بذات الجدار الخؤؤن

اول الليل
يدس الياسمين رشوة بانف الشرطي
ويسال: الك قلب ،وأم؟
طوبي لامرأة انجبت طفلين
واكتنزت قليلا
الك ان تكون سوي ما تكون؟

اول الليل
ترد البيوت سلاما قديما؛
عليك الملاءة
هاك الوسادة ارح مرفقيك
ولوم يفك رباط الحذاء
وضحك ينظف فانوس قلبك
عليك السلام،ورمل ليحبو الصغير عليه
عليك المجي غريبا،
قريبا
طير يرك بتلك الغصون

اول الليل
تسهر الشمس حتي الصباح

عاطف خيري
من ديوان :"الظنون" - المكتبة الاكاديمية - الخرطوم -1998

Post: #5
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-26-2003, 06:53 AM
Parent: #4

الاخ الفيا
شكرا ليك على هذا البوست
الدعوة الى التغير هى دعوة مشروعة ومفتوحة
ولكن ان نهد كل قديم ونتعالى عليه هو فى حد ذاته المشكلة
انا حابدا بتحذيرات وضعها ادونيس سيد اللبن ذاتو
و نعتها باوهام الحداثة

1 الزمنية كون انالحضارة مرتبط بالزمن
2المغايرة
ا هدم كل ماهو قديم ومغايرته من حيث الافكار والاشكال
3المماثلة مماثلة الغرب وتبنى مقايس الحداثة الغربية
بالحداثة
4والاصرار على ان قصيدة النثر هى المثال الوحيد الملتزم

4 الانتماء والتخلى عن مظاهر التجريب المصطنع
وتلفيق الشكل غير المبرر
و يرى ادونيس ان العقلية العربية تقع بين
فعلى يرث او يقتبس
و انا ارى نقل كل ما هو غريب ومحاولة فرضه على الاخرين على انه هو النموذج الصحيح الوحيد يشف عن ضيق افق
وتعالى فالاديب عليه ان يختار الياته
وكذلك الناقد ولكن ان يأتى شخص وينقل من بيئة مختلفة تماما افكارا ويدعى انها الانسب وكل ما عداها خراب و يريد فرضها بالسخرية من الاخرين والتقليل من الشأن يجعله ايضا متنطعا و احادى النظرة
قصيدة النثر بالنسبة لى عبارة عن طفح مجارى ولا تمت الى الشعر بصلة
فالتسمى اسم آخر اذا ان الشعر لدى هو هذه الموسيقى
فما عداها هو شئ آخر
وكذلك المضامين نفسها فالمضمون يتغير بتغير المجتمع و ظهور مستجدات ولكن ان نتمغرب وننقل كل ما هو غربى ونتحدث عنه فى قصائد ذات شكل غريب مدعين الحداثة و هدم كل ما هو متعارف عليه لاحداث صدمة للمتلقى صدمة قد لا تؤدى الى وعى جديد كما يظن الحداثين بل رفض لهذا النوع من الادب لقلة ادبه مثلا
اعطيك نموذج لقصيدة كتبها عبدالمنعم رمضان شاعر من شعار الحداثة قصيدة نثرية

Quote: النساء الخبيثات يعرفن انى اقبل شعرك
كى يتفكك
أنى اقبل جسمك
يتفتت
أنى ساجمع هذه الشظايا
والحمها بسوائل نازلة من ثقوبى
هذا الجسد الغامض
حين تلمه يتفكك
وحين تمر عليه يمر عليك



فالجرى وراء الجديد وهدم القديم بهذه الصورة المحمومة تؤدى الى
الهزيمة النكراء لان المتلقى الذى هو جزء اساسى من العملية الابداعية
سيلفظها حتما لانها لا تعبر عنهاولقد الحقت هذه الاكروبات الهزيمة بجماعة مجلة شعر التي كان هدفها الاوحد هدم كل ما هو قديم و ابتدعوا فكرة تفجير اللغة وهى دعوتهم الاساسية للحداثة عن طريق تغير البنية الداخلية للغة العربية او عن طريق احلال اللهجات العامية او الكتابة بالحرف الاتينى
واخيرا انتهت ثورتهم تلك ورجعوا للتغريد مع السرب
فانا اريد ان اوضح انى لا ارفض التجريب ولكن ارفض مبدأ ان تنظر الجماعة المجربة ان تجربتها هى الصحيحة وما عداها خطأ
اذ انه اصلا الكتابة الادبية لا تقيم بمنطق الصواب والخطا
هناك من يرى موت المؤلف وهناك من يرى غير ذلك
ولكل طريقته يختلف الناس بأحترام وموضعية
وشكرا لك
ونعتذر عن جلب هذا النموذج الخادش للحياء

Post: #6
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-26-2003, 07:00 AM
Parent: #5

اردت نقل هذا البوست من بوست اطياف البنفسج
فى حوار مع مصطفى مدثر عن رايه فى تلك المحاولة الذى رفض ان يفصح عنه
Quote: شكرا لك
على اخبارى بمعنى يورو
لانى لم اكن اعرف ما هى اليورو
كما قلت لكم
منك نستفيد
علينا ان ننتظر الى ان
يتوحد الادب وتنتفى الاشكال
والفواصل والحدود بين الاجناس الادبيةوتظهر الاشكلية والا صورية والاايقاعية
والا نغمية والاعروضية
والا سردية
ونهد الماضى كله ونقيم اشكالا جديدة
الى ذلك الحين
نتقيد بما هو متاح
ولا عيب فى التجريب اذا لم يقم من قام به
برمى كل المجهودات المختلفة الى المزبلة
لان اصلا فى تقويم الادب
لا يصلح منطق الخطأ و الصواب
اذ ان الحرية مكفولة لكل اديب ان يتبنى
الشكل ا الذى يريده
والناقد المنهج الذى يريده
هناك من يؤمن بموت المؤلف وهناك من يرى ان النص لا يمكن عزله عن كاتبه
كلها مناهج للكشف عن النص
وطرائق ليس الا
ان شاء الله سأقرأ ما كتبته
وشكرا لك على هذا الحوار الجميل
فقط لو قمت بتقليل النبرة الساخرة منه
لان ليس هناك ما يستدعى السخرية
لدى ايمان قاطع
انه لايمكن ان تتحدث مع سودانى
دون ان يحاول ان يكون ساخرا
فاتمنى ان يكون هذا وضعا مختلفا
حتى نصل الى حوار هادف وجميل


--------------------------------------------------------------------------------

Post: #7
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsadig Alraady
Date: 09-26-2003, 12:44 PM
Parent: #1

الاخ : عجب الفيا
تحية واحترام
كتبت بعض المداخل وبدأت نشرها بصيفة الاضواء تمهيدا لطرق موضوع قصيدة النثر في السودان وقد بدأت بشهادة ، نشرتها هنا قبل عدة ايام حول الشاعر التجاني سعيد ، وكنت اعد المقال التالي لنشره على البورد وهو ايضا حول التجاني سعيد مقرؤا مع عبد اللطيف على الفكي
حين قرأت موضوعك ، رأيت ان اساهم به هنا
إثراءا للنقاش


التيجاني سعيد ـ مدخل اول
القارئ لكتاب«قصائد برمائية» للشاعر التيجاني سعيد، يلاحظ ان الكتاب جاء بخط اليد، عوضاً عن الخط الآلي، او الخط العربي الكلاسيكي، كما يلاحظ ايضاً ان غلاف الكتاب لم يتضمن عبارة وصفية من قبيل«مجموعة شعرية» او«شعر» وان تضمن اسم الكتاب إشارة لإجناسية العمل، ايضاً جاء الكتاب دون إشارة لتاريخ الطبع والدار الناشرة.
قد تبدو، هذه التفاصيل، ليست ذات بال، للوهلة الأولى ولكنها تدخل ضمن إختيارات الكاتب، التي بالضرورة تعبر عن وعي ابداعي«معين» والكاتب لا يضحي في طرح مشروعه، على مستوى الرأي العام، بمفردة ثقافية دون اضافة قيمة اخرى بالمقابل عوضاً عن ان هذه الاختيارات لا يمكن تجاوزها او اعتبارها هامشية والا سقطت القراءة في منزلقات التسطح.
كتاب «مداد الصمت» للشاعر والناقد عبد اللطيف علي الفكي يشترك مع «قصائد برمائية» في بعض هذه الاختيارات كما اشرت في مقال سابق بعنوان «نفي الصمت عن مداد الصمت» نشرته قبل عامين بملحق صحيفة «الصحافة» الثقافي، واعدت نشره بملحق صحيفة «الايام» الثقافي قبل عام. وعلى الرغم من ان «مداد الصمت» كتب ونشر، بعد «قصائد برمائية» بنحو اكثر من عقد من الزمان الا ان «تجاوزاً» فنياً حدث بين الكتابين، بحيث يمكن الافادة من القراءة هنا وهناك، بينما نقارب سؤالاً طالما طرح نفسه بقوة وباكثر من صيغة هل هناك قصيدة نثر في السودان؟!.
اشكالات جوهرية تطل برأسها، ازاء هذه المقاربة ولكن العودة الى الوراء قليلاً وتصفح جانب مضيء من كتاب الشعر السوداني الحديث ربما كان اسمه «المهمل» ومحاولة لاستبدال «المهمل» بـ «المختلف»» قد تسهم بقدر في استنطاق بعض «المفاهيم» واستجلاء بعض القيم.



Post: #8
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-26-2003, 01:39 PM
Parent: #7

Quote: نقارب سؤالاً طالما طرح نفسه بقوة وباكثر من الصيغة هل هناك قصيدة نثر في سودان؟


ونطرح تسائل آخر هل يتقبل المتلقى السودانى قصيدة النثر؟

Post: #9
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsadig Alraady
Date: 09-26-2003, 02:31 PM
Parent: #1

بالطبع ، القارئ السوداني ليس واحدا ، أي هناك اكثر من قارئ
في السودان ، على مستوى الانتاج الابداعي ، هناك مشكلة كبيرة او عدة مشكلات ، ربما وصلت الى حدود الازمة
ازمة النشر
ازمة النقد
ولك وجه من هذه الاوجه نتائج مثلا
غياب المجلة الادبية المتخصصة

حين تسود الشفاهية ، يصبح من الصعب قياس تطور الابداع في الكتابة ، وقصيدة النثر بنت ساحة ثقافية كاتبة وذات صلة وثيقة بالمطبعة

بالتأكيد القارئ السوداني غير بعيد عن
كتابات انسي الحاج ومحمد الماغوط وسليم بركات وكاظم جهاد على سبيل المثال
وايضا لم تخل تجارب سودانية متقدمة في الكتابة من دعم مقدر من جمهور القراء
ودمت

Post: #10
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-26-2003, 02:41 PM
Parent: #9

نعم اتفق معك فى كل ما قلته
لقد عرفنا كل كتاب الحداثة
ولكن هل هناك قبول
لمثل هذا الضرب من الادب
لقد قرأت لكل
هؤلاء الكتاب ولكن لم تعجبنى كتاباتهم كمتلقى
وبدت لى مثل المترجمات
فأنا قد اقرأ للوركا واو رامبو
ترجمات للعربية
مهما كانت امانة الترجمة الا انها
خلق أدبى جديد ولا ارى موسيقى
ولكن لانى اعرف انها ترجمات استمتع بالفكرة
ولكن كيف اقرأ قصائد
عربية اصلا وتبدو لا حياة ولا موسيقى فيها
انا هنا لا اتحدث كدارسة للنقد لانى لا امارس النقد
ولكن انا قارئة لم امارس الكتابة فى حياتى
الا فى هذا المنبر ولكن لم اتوقف عن القراءة منذ ان كنت فى العاشرة من عمرى
لا اجد اى مسوغات لكتابة القصيدة النثرية
وارى انه تقليد اعمى للغرب
واستلاب

Post: #11
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsadig Alraady
Date: 09-26-2003, 03:07 PM
Parent: #1

احترم رأيك واقدره
ولكن
وجود قصيدة النثر في الساحة لا ينفي بالضرورة وجود الاشكال الاخرى
اعتقد ان الحرية هي المياه التي تطفو فوق سطح كل هذا الوجود، حرية اختيار الكاتب لموضوعاته وللشكل الذي يرى انه يناسبه ويناسب افكاره
وحرية القارئ في التواطء مع النص الذي يعبر عنه وعن افكاره وتذوقه
بالطبع هناك خصوصية في الادب السوداني استمدها من الواقع نفسه ولكن الجديد لا يعني بالضرورة الانسلاخ عن روح الكيان
التجاني سعيد حين كتب قصائد برمائية لم يكن مستلبا
عبد اللطيف على الفكي
سيد احمد بلال
حسن ابو كدوك
اسامة الخواض
عادل عبد الرحمن
تيراب الشريف
واسماء كثيرة من اجيال مختلفة ساهمت بدرجات متفاوتة في ابداع شئ جديد واصيل
وكذلك لمحمد المهدي المجذوب خروجات اعتقد انها موفقة ، خلافا لرأي اخونا عجب الفيا
كما هناك خروجات محمد عبد الحي على التفعيلة كما نجد في قصيدة " حياة وموت الشيخ اسماعيل صاحب الربابة " في ديوان حديقة الورد الاخيرة
ودمتم

Post: #12
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-26-2003, 03:47 PM
Parent: #11

Quote: و انا ارى نقل كل ما هو غريب ومحاولة فرضه على الاخرين على انه هو النموذج الصحيح الوحيد يشف عن ضيق افق
وتعالى فالاديب عليه ان يختار الياته
وكذلك الناقد ولكن ان يأتى شخص وينقل من بيئة مختلفة تماما افكارا ويدعى انها الانسب وكل ما عداها خراب و يريد فرضها بالسخرية من الاخرين والتقليل من الشأن يجعله ايضا متنطعا و احادى النظرة
Quote:
ولا عيب فى التجريب اذا لم يقم من قام به
برمى كل المجهودات المختلفة الى المزبلة
لان اصلا فى تقويم الادب
لا يصلح منطق الخطأ و الصواب
اذ ان الحرية مكفولة لكل اديب ان يتبنى
الشكل ا الذى يريده
والناقد المنهج الذى يريده
هناك من يؤمن بموت المؤلف وهناك من يرى ان النص لا يمكن عزله عن كاتبه
كلها مناهج للكشف عن النص
وطرائق ليس الا

الاستاذ الرضى

هذا ما كتبته كما ترى اننا لا نختلف
فى حرية التجريب
ولكن ما اراه من بعض ما ذكرتهم
هو استعلاء ورفض لكل ما هو مغاير لخيارهم
فالتكن الحرية لنا ولغيرنا
لو اتى كاتب وقرر ان يكتب شعر على عامود الشعر
الفراهيدى
فلن اوبخه و اقرعه على عدم مواكبته واطلب ان يلقى كل ما كتبه فى
مزبلة التأريخ
كما انه لى الخيار فى رفض ما لا يتناسب معى ومع ثقافتى
كمتلقى دون استعلاء او سخرية
وشكرا ليك على هذا الحوار الموضوعى

Post: #13
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsadig Alraady
Date: 09-26-2003, 04:20 PM
Parent: #1

شكرا لك
على اثراء النقاش الذي نرجو ان تتعدد مداخله
وقد لفت نظري ، سؤال واحد ، اجمع عليه ، مجموعة من الاخوة الشعراء والصحافيين العرب ، من مختلف الاقطار ، زارونا في الخرطوم في فترات مختلفة بغرض التعرف على الاصوات الشعرية الجديدة والكتابة الجديدة في السودان ـ كان سؤالهم الاول : هل هناك قصيدة نثر في السودان ؟
وبالطبع للاجابة على هذا السؤال شفاهيا او كتاببا ، كان لا بد من ايضاح ان للساحة الثقافية السودانية واقع مختلف عن اي ساحة ثقافية اخرى ، على الاقل يرتكز ذهابي الشخصي نحو هذا الحوار من هذا المنطلق
فليكن الاتفاق حول بعض النقاط منطلاقا لمداخل اخرى للحوار
ودمت

Post: #14
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: mutwakil toum
Date: 09-27-2003, 00:09 AM
Parent: #13

قصيدة النثر نتيجة طبيعية تراكمية لتطور شكل الشعر * الكلاسيكية * التفعيلية * النثر .. وبما انها تاتي بعد التفعيلية التي تحررت من القافية الواحدة في تدرجها التاريخي فالامر يبدو مقبولا . وهو ما اسماه احدهم بديكتاليك الشعر .
القصيدة الكلاسيكية – صرح لغوي في المقام الاول – فالشاعر الجيد هو اللغوي الجيد دون الاعتبار لدور الفن وقضيته ، وهو ما يتنافي مع مفهوم الادب الحديث – ويمكنني ان اقول يتنافي مع دور الالتزام رغم التعارض العريض لفهم الالتزام - .
قصيدة النثر اعباءها اكبر . فهي مطالبة بطرح اشياءها واشياءنا بوضوح ومطالبه بالحفاظ علي هئيتها كقصيدة فمن الوعورة بمكان تعويض تراكيب تصويرية والحفاظ علي موسيقى النص بما يحفظ لها وضعها كقصيدة - بما ان المعيار للشعر ما زال هو الشعر الكلاسيكي - ..


اخي فيا في قولك (انني من قراء قصيدة النثر،واستمتع بها جدا بعض الاحيان،وربما المتعة
والنشوة التي اجنيها من قصيدة جيدة لشاعر جيد.. الخ ) اقرار مبطن بدونية شعر النثر تبعا لمحكمة الشعر الكلاسيكي وبالتالي المقصلة .
رغم ان المقارنة بين الشعر الحديث والكلاسيكي ترجح كفة شعر النثر فالقصيدة الكلاسيك تصير قصيده بمجرد الانتهاء من آخر قافية في النص والقافية الواحدة اتوماتيكيا تعزف موسيقى النص . انتهى .

ساعود لاحقا

Post: #15
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-27-2003, 03:48 AM
Parent: #14

هل توجد قصيدة نثر فى السودان ؟
قطعا نعم
فنحن لا نعيش فى جزيرة معزولة السودانى قارئ ممتاز
فى نهاية الستينات ظهرت محاولات لكتابة قصيدة النثر كتبها عبدالحى و احسبه اول من فعلها وكذلك عبدالقيوم بمراجعة الملاحق الثقافية فى بداية السبعينات نجد كثير من المحاولات ولكن تحتاج لبوصلة لتعرف هذل هذه قصيدة نثرية
or a poem went wrong

فى دراستى عن عبد الحى الذى هو رائد قصيدة النثر فى السودان كنت قد كتبت مبحثا عن شعر النثر عنده


Quote:
ثانياً ـ قصيدة النثر:
قصيدة النثر ترجمة حرفية لمصطلح غربي هو “Poemen Prose” تكتب كما يكتب النثر تماماً، التي هي في تقدم مستمر وجدت بالتحديد، في كتابات رامبو النثرية الطافحة بالشعر كموسم في الجحيم، إشراقات، ولها أصول عميقة في الآداب كلها لا سيما الديني منها والصوفي.
لقد عالج محمد عبد الحي هذا النمط من الكتابة الشعرية، ونجد أن هذا النمط من الشعر النثري، لم يعالجه الشعراء في السودان، لأن هذا النمط من الشعر ينظر إليه بدونيه، ولكن هذا النمط من الشعر لا يقدر عليه إلا شاعر ذو مقدرة عالية في الكتابة إذا أنه لا تحكمه تفعيلة لتجعل له موسيقى شعرية بل موسيقاه تأتي من فكرته.
وتحارب الشاعرة نازك الملائكة هذا النوع من الشعر ولا تعده شعراً على الرغم من أنها أول من كتب قصيدة بالشعر الحر.
"ما نكاد نلفظ كلمة الشعر حتى ترن في ذاكرة البشرية موسيقى الأوزان، وقرقعة التفعيلات ورنين القوافي واليوم جاءوا في عالمنا العربي ليلعبوا لا بالشعر وحسب وإنما باللغة أيضاً وبالفكر الإنساني نفسه. ومنذ اليوم ينبغي لنا، على رأيهم، أن نسمي النثر شعراً والليل نهاراً لمجرد هوى طارئ وقلوب بعض أبناء الجيل الحائرين الذي لا يعرفون ما يفعلون بأنفسهم".
وكذلك نجد الكاتب صبري حافظ يرى نفس هذا الرأي قائلاً:
"حركة قصيدة النثر التي تنقض بمعاولها على كل أساسيات الشعر وتخرج تماماً عن نطاقه".
ويقف في طرف النقيض كثير من الأدباء الذين تبنوا هذا الضرب من الشعر ونظروا له ونكتفي برأيي يوسف الخال وأدونيس الذين هما من الرواد الأوائل في هذا النمط من الشعر وهو يقول في الرد على نازك وآخرين:
"إذا كانت الدعوة إلى قصيدة النثر دعوة (ركيكة فارغة من المعنى) كما تقول نازك الملائكة فكل ما كتبه شعراء كبار كلوتر يامون وبودلير ورامبو وفلوديل وهنري وأرنو وسان جون بيري (الفائز بجائزة نوبل) ورينه شار وموتوفوا من نوابغ الشعراء المعاصرين كل ما كتبه هؤلاء من قصائد نثر هو فن ركيك فارغ من المعنى!".
وبالمقابل يذكر أدونيس (على أحمد سعيد):
"إنه من غير الجائز أن يكون التميز بين الشعر والنثر خاضعة لمعيارية الوزن
والقافية، فمثل هذا التميز كمي لا نوعي، كذلك ليس الفرق بين الشعر والنثر فرق في الدرجة بل فرق في الطبيعة".
ومن ثم نرى ولوج محمد عبد الحي لهذا الضرب من ضروب الشعر، ينم على انفتاحه على العالم، وإيمانه بأن الأدب هو إرث إنساني، لا وطن له، وهو يرفض الانغلاق وبذلك نعتبره الرائد الأول في كتابة القصيدة النثرية في السودان، وهو كان قد كتب قصيدته الطويلة بعنوان: "حياة وموت الشيخ إسماعيل صاحب الربابة" في قالب القصيدة النثرية.
ونجد أن الشاعر نفسه ـ وهو مولع بشرح شعره بعمل إضاءات وحواشي ـ لم يشرح مسوقات استخدامه لهذا الضرب من الشعر في هذه القصيدة بعينها، ولكن الشاعر مصطفى سند يحاول أن يوضح لنا أسباب استخدام محمد عبد الحي لقصيدة النثر في قصيدة إسماعيل صاحب الربابة قائلاً:
"نجد أنه ولسبب لم يفصح عنه حتى الآن صاغ ملحمته عن الشاعر الأسطوري الشيخ إسماعيل صاحب الربابة صياغة تخلو من الإيقاع الشعري ومن الأوزان والقوافي".
ثم أضاف سند بعد أن أثنى على لغة الشاعر الجميلة ومقدرته الشعرية الغالية التي تتجلى في مطولته (العودة إلى سنار) أن الشاعر لا يخلو من موهبة شعرية وفي ذلك قال سند:
"في اعتقادي الخاص أن عبد الحي أراد أن يحول تجربة الشيخ إسماعيل صاحب الربابة إلى عدم تماماً أول الأمر فجردها من الأوزان".
ويستدرك متسائلاً:
"ولكن لماذا؟"
ويحاول سند أن يبرز أسباب استخدام هذا الضرب من الشعر فيربط بين إسماعيل صاحب الربابة الحكاية الشعبية السودانية وأرفيوس في الأسطورة الإغريقية، فكلاهما شاعر وكلاهما لديه قيثارة ذات قدرات خارقة، فيقول سند: "هنا يجد عبد الحي نفسه في حل كبير من ربط هذا بذاك غير رباط شعري متين بكل أحماله وأبعاده وإسقاطاته الموجودة في العروض العربي، وهو في ذات الوقت يبحث عن الشمول ويتحدث عن اتصالات الحضارات".
فرأى محمد عبد الحي أنه إذا كتب هذه القصيدة متمسكاً بقوانين الشعر العربي فإنه بتقمصه (محمد عبد الحي) للشاعر إسماعيل صاحب الربابة (الخلاف بينهما واضح) سيحمل الشيخ إسماعيل فوق طاقته وينزعه من عصره.
"إذن فليكن ـ هذا رأي محمد عبد الحي ـ أن تأتي الحكاية شعرية ولكن عبر صياغة خفت عنها قيود الوزن لكي تسهل ترجمتها ـ ولكي تعطي الشخصية ـ إضافة ـ البعد الإنساني المطلق ـ أو العالمي الكبير".
وهذا نموذج لقصيدة النثر:
الشيخ إسماعيل يشهد بدء الخليقة
1 ـ الفهد
وفجأةً رأينا الفهد مسترخياً في ظلمة الأوراق
الخضراء، في الفوضى الجميلة بين الغصون.
النحل يعسل في شقوق الجبل.

والأرنب تستحم على الصخرة في الشمس
وهي تحرك أذنيها مثل شراعين موسيقيين صغيرين.

لم تحلق هذه الصقور باكراً؟

الغابة في سفح الجبل وبين فخذيه أنثى أقدم
من كل الإناث.
نساء الشجر تعرّي نفسها
السماء تدق طبلها الأزرق الجلد
وما زال بريق سيف البرق عالقاً بالهواء الحديد.
والأرض ميثاء وداكنة باللغة الأزلية.

هذا الرحم جدرانه الأمطار، والنباتات المتسلقة.
وثمار الباباي والمنقة الذهبية.

وكتابه القصيدة النثرية لقراء سودانيين، مهما كانت الأسباب لا تقبل بينهم وتخلق عزلة للكاتب إذ أن غالبية السودانيين يرون أن هذا النوع من الشعر يدل على عقم المقدرة الإبداعية لدى الشاعر وأنه فشل في كتابة الشعر المألوف، لذلك لجأ إلى هذه الزخارف اللغوية.

وخلاصة القول أن الشكل عند محمد عبد الحي هو شكل حداثي ومتجدد على حسب أفكاره التي يطرحها.
ونجد أن محمد عبد الحي يعي إشكالية الشكل والمضمون وأنهما لا ينفصلان في القصيدة الحديثة.
والمتأمل لأعمال محمد عبد الحي يرى أنه شاعر تجريبـي وجريء في طرحه الجديد هذا لعله واثق من مقدرته الشعرية، ولكن التجريب سلاح ذو حدين فغرابه وتجريبية شعر محمد عبد الحي في التجربة الشعرية السودانية جعلت شعره محدود الانتشار والتداول.

Post: #16
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-27-2003, 05:38 AM
Parent: #1

الاخت العزيزة الدكتورة بيان
شكرا لك جزيلا علي هذه الاسهامات الثرة القيمة
واتمني ان يستمر الحوار بهذا النهج الهادي الراقي

Post: #17
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-27-2003, 05:45 AM
Parent: #1

الاخ العزيز والشاعر المرهف الصادق الرضي
سعدت جدا بانضمامك للنقاش حول هذا الموضوع الذي يعد من صميم
اهتماماتك،وشكرا علي اسهماتك القيمة والاشارة الي التجاني سعيد
مهمة جدا اذكر انني قرات قصائد برمائية في اوائل الثمانينات
فادهشتني التجربة
احيك مجددا واحي عبرك كل مبدعي بلادنا ودعونا نواصل هذا الحوار الجميل بهذه الروح الحضارية

Post: #18
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-27-2003, 05:52 AM
Parent: #1

Quote: اخي فيا في قولك (انني من قراء قصيدة النثر،واستمتع بها جدا بعض الاحيان،وربما المتعة
والنشوة التي اجنيها من قصيدة جيدة لشاعر جيد.. الخ ) اقرار مبطن بدونية شعر النثر تبعا لمحكمة الشعر الكلاسيكي وبالتالي المقصلة .

عزيزي متوكل وينك انت يا زول ظهرت مرة واحدة واختفيت
البارح كنت سالت عنك في خاطري

معقول يا عزيزي هل هذه النتيجة تتناسب مع اعجابي بشعر عاطف خيري
ومحمد عبد القادر سبيل
ارجو ان تواصل معنا هذا الحوار الجميل وما تحرمنا من اشراقاتك

Post: #21
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: mutwakil toum
Date: 09-27-2003, 07:46 AM
Parent: #18

تسلم اخي فيا ..
ويسلم خاطرك ..
الزمن لدينا يسمح – بالكاد – بقراءة ما تكتبونه .. اما الكتابة والرد فهو ترف في كرم الزمن.
بمناسبة ذكرك عاطف خيري.. ان ما جاء به هذا الزول من سحر في ديوان سيناريو اليابسة القى عمليا محاضرة حول كيف تكون قصيدة النثر ، فهو – عمليا – ادحض مفهوم سهولة نظم قصيدة النثر وهو الاتهام العالق بسهولة علي اكتاف قصيدة النثر .

والقصيدة
يا نعش الرهيف فينا
وياعورة طيور الجنة في وحل الدروب للبيت
زي المرايا الانثى
باعت صورتي للضوء وانكسر
في عرض الطريق نجمة
على طول الطريق تهمة
وفي غرف القلب اظلام
* * * * * *
حينما يتعلق الامر بعاطف خيري فأن الامر يحسم لقصيدة النثر وقد نظلم الشعر الكلاسيكي اذا حوكم بقانون سيناريو اليابسة
bold

Post: #19
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Abomihyar
Date: 09-27-2003, 06:01 AM
Parent: #1

الأخ عجب الفيا
.الأخوة المداخلون لكم تحياتي وتقديري

من لديه سلطة تقسيم الأجناس الأدبية؟ أعني أين تكمن المرجعية في تقسيم الأعمال الابداعية؟
سؤال ملحق: هل تتسم هذه المرجعية ان وجدت بالثبات ؟


أشكر لكم هذه الجهود.

Post: #20
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 09-27-2003, 06:14 AM
Parent: #1

السلام والتحية للجميع المشاركين في هذا النقاش العلمي الهادف
هذه مجرد اطلالة سريعة لمتابعة ما يدور
اعتقد ان سؤال ابي مهيار حول المرجعية في التصنيف ,هو في قلب السؤال عن معنى الحداثة
المهم يوم الاثنين ساقدم مساهمة مطولة في هذا السجال الرائع
ارقدوا عافية
المشاء

Post: #27
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-27-2003, 08:14 PM
Parent: #20

الاخ الاستاذ اسامة الخواض
مرحبا بك في هذا الحوار الراقي الهادف
مساهمتك، بلا شك، ستدفع بهذا الحوار خطوات الي الامام
فكلنا انتظار

Post: #22
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-27-2003, 08:55 AM
Parent: #1

الأخ عجب الفيا
تحيات زاكيات
أنت تطرح بوستات في غاية الاهمية . لا أعتقد أن قصيدة النثر هي نقطة الختام في مسيرة الشعر وكشفه وتحولاته وبالنسبة للشعر بالعربية فهي محطة حديثة مقارنة بالشعر العالمي فالادب الصادر بالإنجليزية والفرنسية عرف قصيدة النثر منذ قرون عديدة ولدى الروس تجارب مختلفة في قصيدة النثر أذكر منها هنا تجارب من كانوا يكتبون ما يسمى بالشعر الأبيض (بيلي ستيخ) وهناك أغنيات لمبدعين عظام اشتهروا بالنثر أمثال قوقل وغوركي حيث كتب كل منهم قصيدة النثر . لا شك أن هناك دواعي موضوعية للجوء إلى قصيدة النثر فهي تتيح للشاعر حرية أكبر للسيطرة التامة على فكرته وصوره الشعرية الفنية فقد ألقى وراءه ابالقيد الأخير الذي كان يكبل القصيدة. لكن هذا لا يعني أن العودة لهذا القيد السهل وأعني التفعيلة لا القافية أصبح مستحيلاً . حين تطورت المواصلات بدرجة تفوق الخيال في عصرنا لا زال المشى بالقدمين مهماً . ربما كانت الذائقة أو الموضة ويكتبها البروفيسور عبدالله الطيب كمصطلح أدبي بالدال (المودة) هي التي تحدد لجوء هذا الجيل أو ذاك لهذا الشكل أو ذاك من الشعر وكما التمعت قصيدة النثر في أوروبا ثم خبت والتمعت ثم خبت ستلتمع إلى الحد الاقصى في عالمنا الناطق بالعربية ثم تخبو وتلتمع ثم تخبو حسب ذائقة الأجيال المهم ما أرمي إليه باختصار هو أن قصيدة النثر لا تشكل نقطة الختام في زحف الشعر اللامتناهي في الكشف عن نفسه للإنسان مطلق إنسان وبالنسبة لي شخصياً فقد كتبت قصيدة النثر أولاً في ثنايا قصصي التي نشرتها أواخر السبعينات ثم نشرت سبع قطع أسميتها نثر كثيف وقد نشرتها لو تذكرونها بالميدان الثقافي في الفترة التي تلت الإنتفاضة مباشرة منتصف الثمانينات.

Post: #24
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: abuguta
Date: 09-27-2003, 10:32 AM
Parent: #22

الاستاذ عجب الفيا

والنجوموالكبار
تحياتى
اريد ان احشر نفسى وسط هذه الكوكبة التى اسهمت فى عالم الادب ولو لا هذا المندى لم اسمع بهم من قبل الا الاستاذ بشرى الفاضل من قصصه التى كانت تنشر وقت ذاك وانا فى الابتدائى.وكنت اسمع عن قصيدة التفعيلة من اساتذتى فى الثانويات.وبعدها يقف عقلى هنا كما وقف الشعر العربى عند الشنفرى.... فمشكورين ومحترمين ومقدرين على هذه الاجتهادات التى تريدون بها منا ان نواكب الركب...اىاعنى ركب الغرب
ماذا بعد النثر ...ساتى القصيدة الوهمية...او القصيدة الوجومية...او القصيدة الصامتة...او الا قصيدة وقتها ...احسن كاتب هو الذى ليس له علاقة بالادب ولا تذوق....دى مجرد تساؤلات تراودنى كل ما رايت احد يتكلم فى هذا المجال الغامض على حسب رؤيتى...اما اننى متخلف لا افهم فى الادب او لاننى مجالى فنى او انا ساتى بجديد لم يسبقنى عليه الاوائل...وممكن اكون مريض ادبيا...وممكن ان يكون ما اكتبه الان هذا قصيدة نثرية..ايه رايكم..ماذا تركنا للقصصين..وممكن بكرة كاتب قصصى كبير يقول عاوز يجدد فى كتاباته القصصية يعنى يريد ان يكتب قصته اوروايته بشعر التفعيلة..وياتى اخر يجدد بعده يكتب بشعر القوافى والبحور..ويكون وقتها بمقايس ناس بكرة احسن كاتب روائى اوقصصى....بالله عليكم الله افيدونى...

هل الشعر نثر
او النثر قافية
ممكن اكتب اى شىء

اصح من النوم
البس ملابسى
اركب سارتى
الشارع مزدحم
من كثرة السايارت
تاخرت نصف ساعة
ودخلت فى كلاش
مع مديرى
واعتذرت له
لم يقبل اعتذارى
انا الان فى الدوام
اتصفح الانترنت
علم غريب
يكتبون من كل مكان
يتحاورون
فى كل شىء
هل الشعر نثر
سؤال محير
كيف يكون نثر
ممكن اى قصة
تكون قصيدة
ممكن اى كلمة
تكون قصيدة نثر
تداخل الكلمات
وتداخل الادب
هذا عصر االعولمة

دا مجرد محاولة


ابقوتة

Post: #23
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: THE RAIN
Date: 09-27-2003, 10:12 AM
Parent: #1

أخى منعم
التحايا والسلام

ألتمس العذر أولا فى ولوجى عوالم الكريتيسيزم والتى تحوجنى وتعوزنى العديد من أدواتها وميكانيزماتها ولا أخبر مسالكها،ولكن أود فقط طرح بعض الرؤى المباشرة

أول ما يصعق، وقبل الولوج الى صلب ما اسموه "قصيدة النثر"، هو الإسم ذاته إذ كيف يتأتى أن تكون قصيدة ويكون نثرا فى آن، هذا إذا أخذنا بعموميات الموضوع، وقد أعجبنى ايما إعجاب، الإسم الذى أطلقه الدكتور بشرى الفاضل على ذلك المخلوق، "النثر الكثيف" ولا أخفيك إذا قلت أنى قد وجدت ضالتى التى بحثت عنها طويلا فيه، نعم وبمثل ما إبتدع ذلك الشكل الحديث، يمكن إبتداع إسم له، أى إسم كان سوى أن يكون شعرا
أورد أستاذنا بشرى ايضا، طرحا قد يأخذ هيئة التبرير حين قال، " لا شك أن هناك دواعى موضوعية للجوء الى قصيدة النثر، فهى تتيح للشاعر حرية أكبر للسيطرة التامة على فكرته وصوره الشعرية الفنية، فقد ألقى وراءه بالقيد الأخير الذى كان يكبل القصيدة" وكنت أتمنى لو قال "فهى تتيح للكاتب" بدلا من للشاعر، أما الحرية الأكبر والتى هو واجدها فى كتابة ذلك، أعتقد أنه بذلك يكون قد أقام أكبر سياج يكبل به حرية التعبير شعرا، وكان فضاء الحرية سيكون أوسع فعلا إن تم التعبير نثرا وبإسمه الصريح، وحين لا تتأتى المقدرة الكاملة على السيطرة، ولو بمقدار، على الفكرة والصورة التعبيرية الجمالية لمن يريد الكتابة شعرا، وعلى الأدوات المستصحبة، أظن أننا ومن باب أولى، نصبح فى حل من إطلاق مسمى الشاعر على الكاتب، فما يسمى قيودا من قافية وتفعيلة أو من بحور وأوزان، هو مطلق الحرية للخلق والإتيان بما قد يسمى شعرا
أكثر ما قرأت من هذا الجنس، كان ما كتبه محمد الماغوط تحديدا، أعجبتنى اللغة والمعانى غاية الإعجاب، ولكن وبكل حزم لم أسمح لذائقتى أن تتلقفه أو تسميه شعرا، ومن هنا قد تبدأ "دايلما" التسميات، أو "الكونتراديكشن" الداخلى فى المتذوق لا أنكر إعجابى بما هو مكتوب، بل إعجابا لدرجة الفرح، ولكنى وفى نفس اللحظة لم أراه شعرا، بل "نثرا كثيفا" جميلا وحميم

ومن شدة ولهى بأدونيس، وحين اصادف نصا من قصائد نثره، أهرب منها، ربما لخشيتى من أن ألطخ تمثال الرهبة العالى المنصوب فى الداخل، فيا، بألوان قد تكون نشازا و سماجة، لذا وطنت نفسى على عدم مقاربة أدونيس، حيثما كان، وهو ممتطيا مهرة شعره المنثور، والتى أراها تعرج قليلا فى مشيتها على الرغم من صحة قوائمها الأربعة
يكتب الآن كلام منثور بديع، معنى وصورا وخلقا فنيا متفرد، ولا أدرى أية ضرورة أو ضرر فى تسميته نثرا، وهل أن حتمية أن يسمى بغير ذلك يمكن أن تغير الوقع أو الأثر المطلوب لدى أو من لدن المتلقى، لا أظن أن التسمية قد تغير مسار الغرض المطلوب، سواء من الكاتب أو عند المتلقى
وأختم بطرفة فى ذات المعنى والسياق، إذ يحكى أن تاجرا عانى ما عانى من هجمات النمل على أكياس السكر الموجودة لديه فى محله، جرب كل الحيل الممكنة دون فائدة، وحين أعيته الحيلة، محا كلمة "سكر" من على الأكياس، وكتب بدلا عنها "ملح"
وضحكنا أنا والنمل

Post: #32
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-28-2003, 05:50 AM
Parent: #23

الاخوين الكريمين
المطر
وابو قوتة
ارد عليكما معا لان رايكما واحد حول قصيدة النثر
يبدو ان الشعر عندكما هو ذلك الكلام الموزون المقفي
وهذا هو التعريف الاصيل او الكلاسيكي للشعر
ولكن الا تتفقان معي في ان هنالك الكثير من الكلام الموزون المقفي خال من الشعر ،واقصد بالشعر هنا ما ثير ويحرك وجداننا عند قراءته!؟
كذلك كنت اتمني الاجابة علي السؤال :هل لا يزال هنالك شعراء امثال شوقي والبارودي والعباسي قادرون علي التاثير بنفس القدر من خلال الشعر العمودي!1؟

Post: #25
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsawi
Date: 09-27-2003, 11:30 AM
Parent: #1


تحياتي عجب الفيا والاخوة

علاقتي بقصيدة النثر كانت مبنية على التوجس، فقد كان واضحا ان بعضهم اراد ان يكتب شعرا فلم يفلح، لا الموهبة ولا مجرد الذوق، اسعفاه ليدرك انه لا يصلح لذلك، فهرب من العجز الى الادعاء. ثم قرأت شعرا لنزار قباني لا اذكر الان عنوانه، كانت افكارا غاية في الروعة، ولكن دون الموسيقى الداخلية الموقعة، المعهودة في الشعر الذي نعرف، سواء كان عروضيا او غير ذلك. وشعرت ان الامر ربما كان ممكنا، ما لم يكن مصطنعا عمدا.
ثم انني قرأت ترجمتين لشعر الخيام، احدهما بشاعرية رصينة ودقيقة للصافي النجفي العراقي، واخري نثرية باللغة الانجليزية، وحقيقة شعرت ب "شاعرية" النص الانجليزي تماما كما شعرت بشاعرية الترجمة العربية المنظومة.
ثم انني قرأت ترجمات عربية لاشعار طاغور، والحقيقة استغرقتني معاني طاغور العميقة وروحه التي تطغى على النص اكثر من الموسيقى وغيرها، حتى هتفت: هذا والله هو عين الشعر، حتى لو خلا من الايقاع والتفعيلة والموسيقى وكل شئ. المهم ادركت ان الشعر روح في العبارة والصياغة والمعنى، وليس فقط في الايقاع الموسيقي، والا لكان حساس محمد حساس هو اكبر الشعراء لقوله
الماء ماء والهواء هواء والارض ارض والسماء سماء
والروض روض زينته غصونه والدوح دال ثم واو حاء
كل الرجال على العموم مذكر اما النساء فانهن نساء

والمهم، أدركت وقتها ان هناك "قصيدة" نثر فعلا. ولكني لن اكون ابدا من اهلها، لان صناعتها اصعب مليون مرة من النظم التقليدي عروضيا كان او تفعيلة. قصيدة النثر لن يوفيها حقها الا امثال طاغور. ان تكثيف الفكرة والمعني حتى تصير هي محور القصيدة، وحتى تتواري اهمية الايقاع والموسيقي ، لهو امر من المستحيلات على امثالنا من الفانين.

وكما قال دكتور بشري اعلاه، فالمسالة خاضعة للذوق المتغير، فهي الآن مجرد مودة تمردية يلجأ لها البعض لافراغ شحنة من التمرد المكتوم والمعاني الجديدة التي لم تتسع لها لغة الكاتب وقدرته الشعرية العادية، ولكن سياتي زمان يدرك فيه الناس ان مجرد رص الاوزان لن يخلق قصيدة بلا معني، وكذلك مجرد سرد بعض المعاني السطحية نسبيا، لن يخلق التكثيف المطلوب لصنع قصيدة مكتفية بذاتها ولا تحتاج لاوركسترا من الايقاع والموسيقي الموزونة.

واعتذر لاقتحامي هذا الامر الذي لا ناقة لي فيه ولا بعير، ولكني قارئ ممن يستهدفهم اصحاب الانتاج الشعري بانواعه، ودفاعا عن حقوق "المستهلكين" أدليت برايي.

ولكم الود والتحية.

Post: #31
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-28-2003, 05:32 AM
Parent: #25

Quote:
والمهم، أدركت وقتها ان هناك "قصيدة" نثر فعلا. ولكني لن اكون ابدا من اهلها، لان صناعتها اصعب مليون مرة من النظم التقليدي عروضيا كان او تفعيلة. قصيدة النثر لن يوفيها حقها الا امثال طاغور. ان تكثيف الفكرة والمعني حتى تصير هي محور القصيدة، وحتى تتواري اهمية الايقاع والموسيقي ، لهو امر من المستحيلات على امثالنا من الفانين.

الاخ دكتور الصاوي
اعتقد ان قصيدة النثر قد كسبت ناقدا مهما في قامتك
ودعك من هذا التواضع يا اخي،ما قلته في قصيدة النثر لا مزيد عليه
واضح انك خبرت هذا الضرب من التاليف جيدا فكانت هذه النتيجة
التي لا يستطيع اعتي سدنة قصيدة النثر بالخروج بافضل منها

اتفق معك ان الترجمة مهدت الطريق الي تقبل قصيدة النثر
لدي الاذن العربية
فنحن لم نقرا لوركا او طاغور او الخيام او ماياكفسكي في لغاتهم الاصلية بل قراناهم مترجمين سواء في العربية او الانجليزية
ومع ذلك استمتعنا بشعرهم
ترجمة احمد الصافي النجفي للخيام من اجود الترجمات وهي ترجمة مباشرة من الفارسية،مثلما كانت ترجمة فيتزجيرالد الانجليزية
التي انجزها سنة1875 وكانت اول ترجمة للخيام

Post: #26
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-27-2003, 12:01 PM
Parent: #1

كيف تقول يا صاوي بأنك مجرد قارىء ومن الواضح أنك مصاب بجرثومة الشعر وستحاول البرء منها مدى الحياة وهيهات ومن عجب سيطالبك الكل بالتطبيب بها وهي داء باكثر من طبك . هكذا أريك يا صاوي طبك وتعجبني الفذلكة التي قام بها الصادق الرضي عن كتابة قصيدة النثر في السودان وكتابته عن الحرية المتاحة للكاتب والقارىء أن يكتب
هذا ب كما يشاء وأن يقرا هذا كما يشاء وقد كنت اعجب زماناً لمن يحاولون حشد الشعراء ومن يكتبون في صف كصف الرغيف بحيث يكتبون نمطاً واحداً من القول . جوهر الشعر اغتنى في ظل الحرية الكبيرة المتاحة للمبدعين وإزاء الكثافة فعدد السكان تضاعف وبالتاي تضاعف عدد الشعراء والمتذوقين للشعر لك كل هذا الرخم لم يكشف الاسرار النهائية للشعر فهي في حالة سيرورة وولا شك اننا نقترب من نواىة الشعر وقد اتشفنا القشور الخارجية وتخلينا عن أكثرها لكن ما يدهشنا ان النواة ستعيدنا للقشور الموسيقية الاولى باعتبارها جزءاً من النواه والجوهر كلما تعمقنا في الشعر اختلطت علينا المسائل بحيث نعود لدورة اخرى أكثر غنى لما رفضناه أولاً انا لا اتنبأ غنما استرشد بالتجربة الاوربية الحالية التي سبقتنا على اعتاب الحداثة فقد تركوا الأوزاتن وتركوا القوافي قبلها وركنوا للنثر ثم تركوا الشعر نفسه وكافة الفنون القولية باعتبار ان اوروبا قد تجاوزتها كلها ثم بدأت العودة من جديد لكن بمنظور لا يصاب بالدهشة هكذا عند أول صورة عابرة لقد اصبح الإدهاش مركباً .

Post: #28
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-27-2003, 08:47 PM
Parent: #1

الاخ الدكتور بشري الفاضل

الاخ الدكتور الصاوي

الاخ الاستاذ ابومهيار

الاخ الاستاذ - المطر

الاخ الاستاذ ابوقوتة

حضرت للتو من الدوام الثاني ووجدت مهساهماتكم الثرة
سوف احاول ان شاءالله التعليق علي ابرز ما طرح من نقاط

Post: #29
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-28-2003, 04:58 AM
Parent: #1

الاخ بشري
لك التحية والتجلة
نعم اذكر تلك النصوص الرائعة التي كنت تنشرها بصحيفة الميدان
تحت عنوان نثر كثيف،لقد كنت احتفظ منها بقصاصات الي عهد قريب
اتفق معك ان تاريخ قصيدة النثر يرجع الي قرون في اوربا
وكان يعرف هذا الاسلوب في النظم في الانجليزية
Blank verse or,Free verse
كان مسرحيو القرن السابع عشر- العهد اليعقوبي- ويبستر وتورنور ومدلتون وبن جونسون وشكسبير يكتبون مسرحهم باسلوب النظم الحر
او الشعر الابيض .وكذلك كان يفعل الشعراء الميتافيزقيون،في نفس الفترة؛ جون دون وجون ميلتون واندرو مارفيل
وكذلك فعل بعض شعراء الروماتكيين في القرن التاسع عشر؛ وردورث وكولردج
يقول تي اس اليوت، عراب قصيدة الحداثة،انه مدين للشعراء الميتافيزقين في اسلوب كتابته الشعرية

الا ان انصار قصيدة النثر يرونها شكل جديد من الابداع يختلف عن الشعر المنثور او النظم الحر الذي كان سائدا في تلك العصور
وان بدت مشابهه له من حيث التحرر من قيود الوزن والقافية

ومهما يكن من امر اني اتفق معك في انها لن تكون سدرة منتهي الشعر كما يريد لها البعض،بل تظل مثلها مثل الاشكال الشعرية الاخري
لفت نظري في مداخلة الاخ الشاعر الصادق الرضي قوله
Quote: وقد لفت نظري ، سؤال واحد ، اجمع عليه ، مجموعة من الاخوة الشعراء والصحافيين العرب ، من مختلف الاقطار ، زارونا في الخرطوم في فترات مختلفة بغرض التعرف على الاصوات الشعرية الجديدة والكتابة الجديدة في السودان ـ كان سؤالهم الاول : هل هناك قصيدة نثر في السودان ؟

وقد سمعت انا ايضا نفس السؤال من بعض الشعراء والادباء العرب
وهذا ان دل انما يدل علي ان قصيدة النثر قد اصبحت تمثل ثيرموميتر التطور الشعري!!؟

Post: #30
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-28-2003, 05:22 AM
Parent: #29

رجعة الى متى بدأت ما تسمى بالحداثة
كانت الانطلاقة من فرنسا فى منتصف القرن التاسع عشر
Quote: ببودلير و أدغار الن بو
كانت ارهاصات
للحداثة
وفى عام 1855 ظهر ديوان اوراق العشب لوالت ويتمان مع مقدمة طويلة كانت بداية للحداثة فى شكل الشعر وايقاعاته وثورة على التقاليد وكبداية حقيقية لما عرف باسم الشعر الحر
وكذلك عندما كتب رامبو فى 1870
شعرا حديثا فى كل شئ قطع فيه العلاقة بالماضى وخرج على كل الاعراف الموروثة فى اللغة ولشكل والايقاع والموضوعات وكتب شعرا ابتعد

عن الواقع والزمن الحاضر وغاص خلاله فى اعماق تجربته الذاتية ووعالمه الخاص الداخلى مستخدما كل الوسائل المخدرات والمثيرات الذهنية والجسدية لتحقيقه والتبشير برؤية مستقبلية لا يحددها شكل ولا قيد.

من كراسة تحضير لمادة النقد الحديث المستوى الاول*
مكتوبة فى شكل نقاط

Post: #33
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Bushra Elfadil
Date: 09-28-2003, 01:43 PM
Parent: #1


كان فوكنر يرتب الكتابة الإبداعية من حيث الإقتصاد في الكلمات ودقتها فيقول بأن الشعر هو الاول ثم تاتي القصة القصيرة. وكلنا يعرف كيف أن القصة التشيخوفية بلغت شاواً بعيدا في اقتصاد الكلمات ودقتها . ولماذا نستشهد بهؤلاء فيما هو بديهي ومعروف للجميع كفاحاً . الشعر يحتاج لدقة الكلمات وإذا كان هذا صحيحاً فيما يتعلق بالشعر على إطلاقه فهو أصح بدرجة أشد فيما يتعلق بقصيدة النثر .
لقد تخلت قصيدة النثر عن ثياب الموسيق كي يتجلى جسدها الفاتن وسيستمتع الشباب بهذا الجسد ربما لعقد أو عقدين قبل أن يسعوا لمزيد من التفكيك إما سعياً وراء روح هذا الجسد أو دماغه أو اللا جسد على غرار اللا رواية في كتابات ألن روب جرييه .
عندما كتب الراحل عبدالله الطيب الكأس التي تحطم كان ذلك من قصيد النثر حقاً وقد جاءت قبل شعر التفعيلة حتى، لكننا لا يمكننا إدراج اسم عبدالله الطيب ضمن رواد هذا الضرب من كتابة الشعر فالعبرة ليست بالفرائد أو التجريب ولكن بالمثابرة . وبالمثل لا يمكن إعتبار القوقعة للمجذوب تلك التي يقول فيها هل أبصر أعمى المعرة من هذا الإتجاه في كتابة الشعر . ربما تنتقل الذائقة الشعرية لجيل الشباب برمته لقصيدة النثر فلا يسمع غيرها لكن المسألة لا يحسمها في المعايير الجمالية جيل واحد . لكن العودة للأوزان والتفعيلة لن تكون عودة للقديم وربما تتم عودة مستصحبة معها خير ما فجرته قصيدة النثر من رؤى . أعتقد أن قصيدة النثر تقترب أكثر فاكثر من جوهر الشعر وأفضل كثيراً ترجمة الشعر العالمي منثوراً وقد استمتعت كثيرا بترجمات شعر طاغور والخيام ورامبو وغيرهم في ترجماتها

Post: #34
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Kabar
Date: 09-28-2003, 07:41 PM
Parent: #1

صديقي عجب الفيا ..حبابك
الاصدقاء المداخلين ..حبابكم

لازالت متابعا لمنجز قصيدة النثر في المشهد الشعري السوداني..ولازلت لى قناعتي بضرورة التجريب..وكما قال صديقي واستاذي بشرى الفاضل لم تكن هي سدرة المنتهى..
المهم في وسط هذا الحضور الكيثف اود ان امدد بساط التساؤلات..واقول ماهي الظروف التي دفعت لوجود قصيدة النثر في السودان؟..ولماذا ارتبطت في منجزها باليسار الثقافي؟..
ولنا عودة
ودمتم
كبر

Post: #35
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-29-2003, 02:40 AM
Parent: #34

الاخ كبر
سلام ليك

رائد قصيدة النثر فى السودان هو محمد عبدالحى
ولم يكن يساريا
ولكن هناك عدد ممن كتبها فيما بعد
أظن فقط كتتبع للمودة السائدة فى الوطن العربى الان
وجلب الغريب والمستغرب والابهار والبهار
ولكن فى السودان
لا ارى انها ستجد قبول كبير
ولكن ستكون قصيدة نخبة
مستقبلها موحش جدا
لارتباطها بالحداثة التى ينظر اليها
بان لها اجندة خفية

Post: #36
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-29-2003, 05:57 AM
Parent: #34

مرحب بك صديقي كبر
اكيد مساهماتك تعتبر اضافة نوعية لهذا الحوار الهادف
فنحن في الانتظار

Post: #37
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 09-30-2003, 01:16 AM
Parent: #1

قبل ان اورد مداخلتي احب ان اشكر البورد لانه ارجعني مرة اخرى الى المشهد النقدي الذي غبت عنه اكثر من اربع سنوات بعد نشري لكتابي خطاب المشاء-نصوص النسيان والذي- كما انقلابات عاطفية- نشرته على نفقتي الخاصة من مركز الدراسات السودانية ولم اتحصل على مليم واحدمن وراء ذلك كالا احد قد اشترى هذا الكتاب.عموما هذا موضوع اخر لكنني ذكرته على خلفية ما ذكر عن ازمة النشر
الرائع في الامر اننا ندخل الى عمق الظواهر ببصيرة الباحث والعراف معا .وبصحبتنا اجيال متعددة واراء مختلفة في محاولتنا لسبر غور الحداثة وبالتحديد قصيدة النثر كتمظهر من تمظهرات الحداثة. .
لقد وعدت بالكتابة في يوم الاثنين ولولا هذا الوعد لما كتبت
ذلك انني اكتشفت بعدمراجعة البوست انني محتاج لوقت اطول للبحث في الويبلوغرافيا والبيبلوغرافيا.ولذلك ستكون مداخلتي من اجزاء متعددة وسابدا بالحديث عن الحداثة
من الواضح جدا ان البورد الان منقسم بين فريقين الاول منهما ضد الحداثة باعتبارها شرا مطلقاكما في حالة بيان والاخر منهما -وانا منهم- مع الحداثة, لكنه -اي ذاك- الفريق يحتفظ بحقه في نقد بعض تمظهرات الحداثة .
ومن هؤلاء على سبيل المثال لا التخصيص,الصادق الرضي,بشرى الفاضل ,ابومهيار وراعي البوست عجب الفيا.
وكما قلت في بوست سابق,وسارفعه بعد قليل,ان اية كتابة نقدية- في العالم الثالث تحديدا- لا تضع الحداثة كافق معرفي لها, هي في الاصل كتابة تائهة ومشكوك اصلا في فاعليتها. واصدق مثال على ذلك اراء بيان,
وساعود الى ذلك في وقت لاحق.
ان الحداثة لا تاخذ تمظهرها على المستوى الابداعي فقط,وانما لها مستويات اخرى.في هذا المسعى انا انطلق من اراء الفيلسوف الالماني يورغين هابرماس في محاضراته المعروفة والتي نشرت في كتابه الاشهر الخطاب الفلسفي للحداثة
فالمستويات الاخرى هى المستوى الفلسفي والمستوى العلمي.اذن الموقف تجاه الحداثة ليس موقفا تجاه الموديرنيزم وانما تجاه قضايا كبرى مثل العقلانيةوالحرية والنقد.و من المعروف ان مصطلحي الحداثة وما بعد الحداثة تم اصلا نحتهما في امريكا اللاتينية وبعد ذلك تم تبنيهما في اوروبا والولايات المتحدة
اذن قضية الحداثة ليست على المستوى الابداعي فقط وانما تشمل العصب الاساس لحياتنا في العالم الثالث بما يحتضن من حركات هي اصلا ضد الابداع والتنوير.
في الجزء القادم ساتحدث عن خصوم واعداء الحداثة في البورد

Post: #38
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 09-30-2003, 02:47 AM
Parent: #37

الحداثة التى ارفضها هى الحداثة التى تروج لها انت
وكما انك انتقائى فأنا ايضا انتقائية
آخذ ما يوافق الكود الاخلاقى الذى اتبعه
واترك ما لا يتناسب معى و لا استلب بصورة كاملة
كذلك ارفض الاستعلاء على الآخر
وعلى ثقافاته
وهذا هو اختلافنا اصلا
وليس الحداثة او اى موضوع فكرى
ولكن لو اردت ان تجعلها مناظرة بين
مؤيدى و رافضىالحداثة وجعلتنى امثولة للرافضين
فحبا وكرامة هات ما لديك
بعد ان تقرأ
رأى الحقيقى وأبنى عليه
اذا كنت انا الامثولة
وتجدنى فى غاية السعادة فى قبول ارائك
اذا ما قدمت بموضوعية
واحترام للآخر

لقد كتبت هذا وانا فى الثانية والعشرين
وأكدت عليه مرة اخرى وانا فى الثامنة والثلاثين هذا راى
فى التراث وفى الحداثة
متمسكة به الى الان

Quote: استلهام التّراث في الشّعر

,قيل: "إن هذا الماضي قد أصبح الوطن الروحي لأعمالنا".*


لقد أصبح استلهام التراث واستدعاء الشخصيات التاريخية، ظاهرة في الشعر العربي الحديث، حيث إن استدعاء هذا التراث "يشكل ويسجل لحظة وعي جديدة لهذا التراث". ولكن الوعي بالتراث لا يصبح ذا فعالية، إلا إذا ارتبط بوعي مماثل للواقع. إذ أن حالة الوعي بالتراث والواقع معاً وبنفس المقدار، هي الحالة الوحيدة التي تتولد فيها علاقة تبادلية عميقة ومميزة. وبالتالي فإن الوعي بالتراث دون الوعي بالدور التأريخي يؤدي بهذا التراث إلى الجمود. حيث تغيب فعاليته لسيرورة حيويته ـ كما في المقابل أن الوعي بالدور التأريخي دون الوعي بالتراث، يؤدي إلى قطيعة ابستمولوجية** "معرفية" ضد تأريخية الإنسان النفسية.
حيث إن التراث العربي لما يحويه من فكر إنساني وقيم فنية خالدة، ومبادئ إنسانية حية، يعد بالنسبة لشعرائنا معيناً لا ينضب، ومورداً ثقافياً لا يضعف".
والجدير بالذكر أن هناك شكلين للشعر المرتبط بمادة تراثية هما:
أولاً ـ شكل يتقيد فيه الشاعر بوحدة الزمان والمكان التأريخيتين للحدث، ارتباطاً كاملاً غير منفك. فتدور الأحداث وفقاً لمعطيات البيئة الزمانية والمكانية القديمة والمحدودة في الخارج منذ البداية وقد يمضي بعضهم في التقيد بذلك الإطار التأريخي فيحاول اصطناع اللغة التأريخية الملائمة".
ثانياً ـ أما الشكل الثاني فيقوم الشاعر بمزج التأريخ بالواقع فيتداخلان ليقيما بنية موحدة.
ومن المعروف أن الاهتمام بالتراث قد بدأ في القرن التاسع عشر، عندما ظهرت فكرة القومية والبحث عنها وتأصيلها، حيث رفع الشعراء الرومانسيّون شعار البحث عن الذات، وكان هذا البحث في تأريخ أممهم وأساطيرها، ولقد ظهرت ثلاثة مواقف متباينة من التراث في العقلية البشرية وتراوحت بين مؤيد متحمس ورافض وانتقائي.
أولاً ـ الموقف الرافض للتراث برمته من منطلق الثورة على كل ما هو قديم. وأصحاب هذا الموقف يعتقدون أن المنهج الثوري يعني أن نثور على كل ما هو قديم وهدمه. وإقامة كل شيء من جديد وهذا الموقف تبناه الاشتراكيون.
ثانياً ـ الموقف السلفي، وهو موقف محافظ يدعو إلى الجمود عند التراث والاكتفاء بمواريث السلف وعدم الحيدة عنها قيد أنملة وتقديس هذا التراث
وتعظيمه كماً وكيفاً دون تدقيق أو تمحيص.
ثالثاً ـ موقف انتقائي وأنصار هذا الموقف يعون تماماً أن كل تراث إنساني يضم في داخله جوانب سالبة وأخرى إيجابية. وأن روح العصر تتطلب نظرة موضوعية وتمحيصية دقيقة في التراث لنأخذ النافع منه ونسقط الطالح منه وهم بذلك يفهمون أن المعاصرة بمعنى الارتباط الفعلي بالظرف الزماني والمكاني أمر في غاية الأهمية.
ومن ثم نخلص إلى أن الموقف الأول والثاني (الرفض الكامل والقبول الكامل) للتراث إن دل فإنما يدل على ضيق الأفق وآحادية النظرة. وهذا لا يتساير وروح العصر. إذ يجب لتتحقق المعرفة الشمولية أن تكون النظرة لهذا التراث نظرة موضوعية وشمولية للأشياء حتى يتأتى لنا الحكم على الأشياء حكماً صائباً.
أما الموقف الثالث وهو الموقف الانتقائي، فأعتقد أنه موقف إيجابي وموضوعي، يدل على عمق التفكير وشموليته ويدل على الاستنارة وبعد النظر؛ فهذا الموقف يدعو للتمحيص والتدقيق، فيما هو صالح، والأخذ بالأنفع من التراث، وغربلته وعلى الشاعر أن يأخذ المناقب الإيجابية من التراث ويشكل لحظة وعي به، والاستفادة منه في طرح قضايا معاصرة.

Post: #39
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 09-30-2003, 09:40 PM
Parent: #37

Quote: لقد وعدت بالكتابة في يوم الاثنين ولولا هذا الوعد لما كتبت
ذلك انني اكتشفت بعدمراجعة البوست انني محتاج لوقت اطول للبحث في الويبلوغرافيا والبيبلوغرافيا.ولذلك ستكون مداخلتي من اجزاء متعددة وسابدا بالحديث عن الحداثة

لعل ما لديك يا استاذ اسامة من خبرات نقدية وتمرس في كتابة قصيدة النثر كاف للتعبير عن قناعاتك حول هذا الشكل من الكتابة ويمكن اعطاء فكرة عامة عن وجهة نظرك حول الموضوع،
ولقد ادلي كل المشاركين بارائهم في قصيدة النثر
بشكل وافي ولم يحول عدم توفر المراجع دون ذلك. فالامر في النهاية هو حوار وتبادل وجهات نظر وليس كتابة بحوث اكاديمية محكمة لذلك نحن في انتظار ان نسمع رايك حول قصيدة النثر
Quote: اذن الموقف تجاه الحداثة ليس موقفا تجاه الموديرنيزم وانما تجاه قضايا كبرى مثل العقلانيةوالحرية والنقد.و من المعروف ان مصطلحي الحداثة وما بعد الحداثة تم اصلا نحتهما في امريكا اللاتينية وبعد ذلك تم تبنيهما في اوروبا والولايات المتحدة
اذن قضية الحداثة ليست على المستوى الابداعي فقط وانما تشمل العصب الاساس لحياتنا في العالم الثالث بما يحتضن من حركات هي اصلا ضد الابداع والتنوير

لعلك تتفق معي يا استاذ اسامة في انه ليس هنالك حجر يمكن الامساك به للقول هذه هي الحداثة.ان الحداثة مثلها مثل المفاهيم الاخري تعاني من اشكالية تحديد .اضف الي ان الحداثة قد واجهت انقلاب داخلها تمثل في ربيبتها ؛ما بعد الحداثة
التي ليست هي امتداد وتطور علي الحداثة كما يظن البعض وانما انقلاب ضد الحداثة ،ضد النزعة العقلانية العلمانية
فاذا كانت الحداثة تري في التقدم العلمي وسيلة لغاية وهي تحقيق انسانية الانسان والسيطرة علي مصيره وتراهن علي قدرة الانسان علي بلوغ الحقيقة ،فان ما بعد الحداثة ،تري في هذا التقدم العلمي نقمة وليس نعمة،وتري فيه وسيلة لتدجين الفرد وتنميطه،وتحويله هو الاخر الي سلعة،الي شي
وقد بلغت النزعة الانقلابية ضد الحداثة قمتها في كتابات ميشيل فوكو
وجالك دريدا وجاك لاكان التي تنحو الي نبذ لغة العقل والمنطق والفهم المشترك بحثا عن الشاذ واللامتجانس وغير المالوف املا الخلاص من حالة التدجين والتنميط التي افرزها التقدم التقني

Post: #40
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 09-30-2003, 10:44 PM
Parent: #1

الاستاذ عجب الفيا
سبق لي ان قلت رايي حول هذه السجالات .وارجو ان تراجع ذلك في بوست الكوميديا العاشقة والذي علقه الصديق كوستا
انا اتعامل مع هذه القضايا المعقدة بشكل اكثر صرامة من الناحية العلمية وهذا ماتعلمته من المقاربات النقدية الحديثة ولذلك كما قلت قبل قليل في بوست خبر عاجل عن عودة عصافير الخريف فانا اسعى مع الفاتح مبارك لتاسيس موقع لمثل هذه الابحاث
هذا البورد ليس بديلا للكتب والمجلات والدوريات والمواقع الاليكترونية المتخصصة
وهذا ما ذكرته في شهادتي عن البنيوية ومابعدها في السودان وانت لم تنتبه لذلك وهذا ما اكد عليه المبدع ابكر ادم اسماعيل في ان الشهادة تتضمن مفاهيم اخرى لم تنتبه اليها وذلك حين قال ان الاقتباسات لا تكفي من مقال اصيل مثل مقال الاخ اسامة الخواض ولما يحتويه من عناصر اخرى غير طريقة تبني المناهج و مضامينها.عموما انا ضد الاستسهال ومع الصرامة العلمية
المسالة هنا ليست حوارا وتسابقا حول ما نعرفه عن الحداثة وما بعدها بقدر ما هو سؤال عن كيفية ما اسماه عبداللطيف على الفكي بالتوطين
ما يدور في الغرب مهم لكنه غير ملزم لنا .صحيح اننا غير منتجين للنظرية ,وهذه محصلة طبيعية لمشهد النسيان, وحتى نمتلك امكانية الانتاج النظري فاننا يجب ان نتناقش عن المفاهيم الغربية التي علينا توطينها
ما اريد ان اقوله ان مجتمعنا السوداني بحاجة ملحة الى قيم الحداثة وما ذكرته عن الكتاب الذين لم يوقعوا على التضامن مع الشاعر حميد هو مثال جيد لحاجتنا لكتاب يدافعون عن قضايا الحرية والتعبير والعدالة ولي تعليقات اخرى عن قصيدة النثر في السودان وعن الاخطاء العروضية التي وقعت فيها انت حين اوردت بعض الامثلة الجيدة لقصيدة النثر مما يكشف عن ضعف معرفتك بالاوزان الشعرية
وارقد عافية

Post: #41
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 09-30-2003, 11:20 PM
Parent: #1

الجزء الثاني من التعقيب
الاستاذ الفيا
تحدثت يا عبدالمنعم عن انني متمرس في كتابة قصيدة النثر باعتبار انها الشكل الاساس لكتابتي الشعرية, وهذا ليس صحيحا.انا الى الان شاعر الوزن,وعندما نشرت النصوص الشعرية الكاملة لعادل عبد الرحمن ,كان ذلك بدافع احترام الابداع وايضا احترام الاختلاف .فعادل هو من الوحيدين في جيلنا الذي كانت قصيدة النثر هاجسه الرئيس.فالحداثة اساسا ضد النموذج.
عادل كان يحب شعرنا الموزون وكنا ايضا نحب قصيدة نثره
كتبت قصائد نثر محدودة جدا وما تراه في ديواني -اذا كنت قراته-,هو ليس من قصيدة النثر وانما هو من الشعر المدور ,وهذا هو ما اشتهرت به ولهذا راى بعض الكتاب في نصوصي النثرية الاخيرة-حصافة الفرسة,اعمى فيلاديلفيا,بكامل كاكاوها تعبر قبو الهباء-راوا في ذلك مرحلة جديدة في كتابتي الشعرية..
انت تعتقد انني ارى ان قصيدة النثر هي اخر المطاف الشعري باعتباري من الكتاب الاساسيين في كتابتها ,وهذا خطا بليغ.انا من شعراء القصيدة الموزونة المدورة.ولانك قرات لي قصائد مدورة صنفتني ضمن الكتاب الاساسيين لقصيدة النثر,وهذا دليل اخر على ان معرفتك بالاوزان الشعرية ضعيفة جدا
وارقد عافية مرة ثانية
المشاء. .

Post: #42
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-01-2003, 03:22 AM
Parent: #41

الا ترى ان التدوير كان احد عيوب الشعر القديم؟
فهل استخدام عيبا من عيوب الشعر و تبنيه كمشهد شعرى
يعد تمرد من جانبكم على عامود الشعر الفراهيدى؟



Quote: لقد وعدت بالكتابة في يوم الاثنين ولولا هذا الوعد لما كتبت
ذلك انني اكتشفت بعدمراجعة البوست انني محتاج لوقت اطول للبحث في الويبلوغرافيا والبيبلوغرافيا.ولذلك ستكون مداخلتي من اجزاء متعددة وسابدا بالحديث عن الحداثة


اتمنى ان اعرف ماهى الببلوغرافية والويبلوقرافية
التى يرجع لها للكتابة عن الحداثة
وهل هناك معنى حداثى لم افهمه
لانها مرتبطة لدى بثبت المراجع
والكشافات االتى لا تقدم معلومات
وتقدم عنوانات
على ايامنا كنا نقول نرجع للمراجع والمصادر
اتمنى ان تشرح لنا كيفية الاستفادة منها
كما تعرف ان الحداثة مهمة جدا لى
ومنكم نستفيد

Post: #43
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-01-2003, 05:58 AM
Parent: #1

Quote: انت تعتقد انني ارى ان قصيدة النثر هي اخر المطاف الشعري باعتباري من الكتاب الاساسيين في كتابتها ,وهذا خطا بليغ.انا من شعراء القصيدة الموزونة المدورة.ولانك قرات لي قصائد مدورة صنفتني ضمن الكتاب الاساسيين لقصيدة النثر,وهذا دليل اخر على ان معرفتك بالاوزان الشعرية ضعيفة جدا

انت من زمن الكلام عن القصيدة المدورة
الناس تجاوزوا التصنيف دا زمان
خلاص عشان كتبت ليك فيها مقال يتيم شابكنا بيها لسع
يجب ان تعلم ان التدوير من ارهاصات قصيدة النثر
علمت ام لم تعلم انت تكتب قصيدة نثر
ولهذاالسبب صنفت قصيدة عاطف خيري ضمن النماذج الجيدة لقصيدة النثر
بالرغم من انه التزم فيها بالقافية
Quote: وهذا ما اكد عليه المبدع ابكر ادم اسماعيل في ان الشهادة تتضمن مفاهيم اخرى لم تنتبه اليها وذلك حين قال ان الاقتباسات لا تكفي من مقال اصيل مثل مقال الاخ اسامة الخواض ولما يحتويه من عناصر اخرى غير طريقة تبني المناهج و مضامينها.عموما انا ضد الاستسهال ومع الصرامة العلمية

الم اقل انك انسان واهم،متي تتخلي عن هذا الاستعلاء
وتنزل من برج الوهم الذي انت فيه وتتعامل مع الناس بالتواضع اللائق بالعلماء اذا كنت منهم
يعني كل الذين ادلوا بمساهماتهم في هذا البوست
ناس سائبين، بقولوا كلام سائب ساكت بس انت
الوحيد المخلص للروح العلمية الي الحد الذي يمنعك ان تقول رايك بشكل واضح ودون حذلقة
او تعقر،اليس كان من الاجدي لك ان تتخلي عن هذه الروح العدائية وتقول رايك وتنتهي لو كان لك راي ،بدل التمترس باعذار هي اوهن من خيط العنكبوت

Post: #44
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-01-2003, 06:41 AM
Parent: #1

Quote: المسالة هنا ليست حوارا وتسابقا حول ما نعرفه عن الحداثة وما بعدها بقدر ما هو سؤال عن كيفية ما اسماه عبداللطيف على الفكي بالتوطين
ما يدور في الغرب مهم لكنه غير ملزم لنا

اخيرا يا اسامة،بديت تقر بان ما يجري في الغرب من حديث عن الحداثة وما بعد الحداثة غير ملزم لنا
لقد كانت هذه الفكرة المحورية حول قراءتي للمشهد البنيوي من خلال نقد شهادتك حول هذا المشهد،فرؤيتي كانت منطلقة من فكرة التوطين وليس الاستلاب والتقليدالاعمي الذي يجعلنا نركب كل موجة جاية من الغرب وهذا ما فعلتوه انتم مع مدارس الحداثة وما بعدها
عبد اللطيف رجل متوازن ومتواضع واقدره واحترمه لهذا السبب
لكن يبدو ان استلاف كلام عبد اللطيف عن توطين الحداثة،حيلة للزوغان من مواجهة الافكار التي طرحتها حول الحداثة وما بعدها بالاضافة الي
انني لا اري لك اي منحي نحو توطين هذه الافكار والتيارات بل ما زلت اسير اوهامها، الم تقل في اول مداخلة لك في هذا البوست انك تنطلق في فهمك للحداثة من اطروحات الالماني يرغين ها برماس؟

Post: #45
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: abuguta
Date: 10-01-2003, 07:23 AM
Parent: #44

الاستاذ عجب الفيا
تحياتى
اشكرك على ماقدمته لنا من فائدة انت ومن معك, بصراحة كدا على الرغم من اننى رجل جامعى ولكن كنت زمان بقراء بوستاتك واشعر كاننى بطالع فى رطانة او كلام لاتينى ,لجهى بهذه العلم الذى نشرته لنا فلك منى الشكر والتقدير
فهذه رسالة لا بد ان تقال ولا يضيرك كل من خالف او عارض او احجم عن رائه فحجة القاصر خلق المعازير

فانا اراكم اربعة مدارس

مدرسة العجب والاساتذة الاجلاء
مدرسة الخواض والمشائين
مدرسة د.بيان والمطر
مدرسة ابقوتة والحائرين مثلى
وشكرا

Post: #46
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-01-2003, 10:30 AM
Parent: #44

Quote: المسالة هنا ليست حوارا وتسابقا حول ما نعرفه عن الحداثة وما بعدها بقدر ما هو سؤال عن كيفية ما اسماه عبداللطيف على الفكي بالتوطين

انت اتيت وتحدثتا عن الحداثة وقلت انك تريد ان تبينها
بعد ان تحشد الببلوقرافية والويبلقرافية وتتحدث عن المواقف المتباينة حولها واخترتنى امثولة للتخلف والسلفية
وبعدها تنازلت عن ذلك
والان اتيت لتنفى ان المسألة ليست تسابقا حول ما نعرفه عن الحداثة
تفسيرى لقولك هذا فأنك فقط قد وجدت من تريد ان تحاورهم يفوقونك معرفةعن الحداثة وليس هناك ما تضيفه على ما قيل فلم يرجع اى شخص هنا لببلوقرافيا ولا يحزنون
فاذا كنت حقيقة اكاديمى صارم كما تدعى يجب اولا ان تحسم مسألة
الحداثة نظريا ثم تأتى خطوة أخرى وهى تطبيقها اى توطينها اذا شئت
هكذا يكون التوالى والنظام فى اى بحث او مناظرة اكاديمية

السؤال توطين ماذا فى ماذا
هل تعنى بتوطين الثقافة الغربية فى الثقافة السودانية
يعنى سودنة الحداثة
مسكين عبداللطيف الرقيق الذى ابتلى بصديق مثلك
يضعه فى رأس المدفع دائما منذ قصة الرواعية الى توطين الثقافة الغربية
نرجو ان لا تكون مبتثرا و ان تكلمنا بنظرية عبداللطبف عن توطين الثقافة الغربية
فى الثقافة السودانية
حتى نستفيد منكم لان هذه واحدة من الهموم الثقافية
فى السودان
ولا ترمى الناس بعدم المعرفة لانى انا ارى ايضا انك لا تعرف شئ عن عامود الشعر الفراهيدى ولا الاوزان فصرت كمن قال عنها المثل رمتنى بدائهاوانسلت
والتعالى والفوقية التى ليس لها اساس تسمى
بوبار

Post: #47
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsadig Alraady
Date: 10-01-2003, 12:25 PM
Parent: #1

قصيدة النثر هل هي واحدةاعني هل القصيدة التي كتبها انس الحاج هي ذات القصيدة التي كتبها محمد الماغوط او تلك التي كتبها ادونيس

لا اقول ان قصيدة النثر مصطلح شرك لعدة تناقضات ماثلة ولكن اشارة لعدة تجارب ذات مداخل شتى للمارسة الابداعية

دون الخوض في جدل الريادة او البحث عنها في سياق مشروع الحداثة الابداعي الشعري في السودان هناك فروقات في تجلي قصيدة النثر في تجربة الشاعر التجاني سعيد التي تلخصت في كتابه قصائد برمائية ومرجعياتها وبين تجلياتها في تجربة الشاعر عبد اللطيف على الفكي التي تلخصت في كتابه مداد الصمت وبعض النصوص القليلة المنشورة بالصحف والمجلات ومرجعياتها على سبيل المثال

في كتاب الناقد احمد جمال باروت الشعر يكتب اسمه من منشورات اتحاد الكتاب العرب دراسة تطبيقية متقدمة لتجربة قصيدة النثر في سوريا من واقع انتاج عدة اجيال والقارئ للكتاب الممتع يجد ان ثراء الانتاج الابداعي هناك مكن الكاتب من النظر الى التجربة بموضوعية والخروج بها من افق الى افق

والحق عوضا عن منظومة :القصيدة التقليدية قصيدة التفعيلة القصيدة المدورة قصيدة النثر القائمة على النظر العروضي موسيقى الشعر في قياس الفروقات
تنهض منظومة اخرى :القصيدة الشعر الكتابة

فيما يتعلق بالامر في واقع مشروع الحداثة الابداعي الشعري في السودان فان فقر الانتاج من جراء اشكالات جوهرية قعدت بالساحة الثقافية ولا تزال مثل ازمة النشر وغياب المجلة او الاصدارة المتخصصة اقول فقر الانتاج ساهم بصورة او باخرى في تشويش الحوار حول القيم والمفاهيم بصورة دائمة وقد تلاحظ ان غالبية من نستشهد بتجاربهم من ذوات الكتاب الواحد ان صح التعبير
ايضا هناك كتاب اصحاب تجارب متميزة لايمكن دراسة انتاجهم بصورة موضوعية من واقع ان اعمالهم لا تزال حبيسة الاضابير ولم تصدر في كتب حتى الان مثل تجربة الشاعر عادل عبد الرحمن واضيف تجربة الشاعر والقاص حسن ابو كدوك ومثل هذا كثير

Post: #48
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-01-2003, 02:09 PM
Parent: #47

شكرا لك الاستاذ الرضى
اعرف ان هناك فاصل فى معلوماتى عن الشعر فى السودان فى عقد التسعينات لغيابى عن البلد وانا سعيدة جدا لانى منكما انت و الفيا استطعت ان يكون لى المام بالمشهد الادبى فى السودان
وتعريفنا بكتاب جدد وشكرا ليك مرة اخى
هل يمكن ان تخبرنا عن تجربة ابوكدوك؟

Post: #49
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Alsadig Alraady
Date: 10-01-2003, 02:22 PM
Parent: #1

شكرا د بيان
الشاعر والقاص حسن ابو كدوك من الاجيال التي ظهرت قبلنا في الساحة الادبية وقد بداظهوري ونفر من ابناء جيلي في منتصف الثمانينات اعقاب الانتفاضة على الملاحق الثقافية بالصحف وقد قرات لحسن بعض النماذج المتطورة في الشعر والقصة في اعداد متفرقة من مجلة الثقافة السودانية بين نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ايضا قرات له بعض النصوص في اعداد قديمة من اصدارة الزرقاء التي كانت تصدر بالرونيو بداية الثمانينات عن رابطة سنار الادبية وعدد خاص اصدرته رابطة الجزيرة للاداب والفنون بمناسبة الانتفاضة وقد صدر على الرونيو ايضا
استاذنا محذوب عيدروس حدثنا عنه وكذلك استاذنامحمد طه القدال واظن ان الاستاذ اسامة الخواض يمكن ان يكون ملما اكثر بطرف من تجربته
نعرف انه اعتزل الساحة منذ فترة ليست بالقصيرة واعرف بشكل خاص انه يقيم الان بحي بانت بامدرمان بعزلة بالغة الالم لي اتصالات معه الان بغرض الاقتراب من عالمه وتجربته عن قرب
ربما اكون مفيدا اكثر في مقبل الايام بخصوصه
ودمت

Post: #50
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-01-2003, 03:06 PM
Parent: #49

شكرا لك الاستاذ الرضى
الغريبة كنت قد قرأت عدد كبير من اصدارات الزرقاء وقد نشر لى مقال فيها سنة 1982
ولكن لم اقرأ لحسن ابو كدوك
نحن فى انتظارك وشكرا لك مقدما

Post: #51
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-02-2003, 03:49 AM
Parent: #1

Quote: وهذا ما اكد عليه المبدع ابكر ادم اسماعيل في ان الشهادة تتضمن مفاهيم اخرى لم تنتبه اليها وذلك حين قال ان الاقتباسات لا تكفي من مقال اصيل مثل مقال الاخ اسامة الخواض ولما يحتويه من عناصر اخرى غير طريقة تبني المناهج و مضامينها.

اصيل قال!؟
اين الاصالة التي تتحدث عنها ايها الوهم!؟
وانت لا تسطيع ان تكون فكرة واحدة عن اي موضوع دون الاستعانة بمراجع
حتي عن الاوهام التي انفقت كل عمرك متشردا من اجلها ،هل هنالك عي اكثر من ذلك
انظر الي مساهماتك في هذا المنبر،كلها نقلا عن اخرين، لم تاتي بفكرة واحدة انت اصيل فيها
لقد ذهلت والله ايما ذهول عندما وجدت اول مساهمة لك عن الحداثة في هذا المنبر هي نقل لمقال لكاتب اخر،وذلك في بوست الاخ ابو مهيار
عن الحداثة،مرة اخري الي منتقديها
معقول حتي الان لا تستطيع ان تدلي بمداخلة واحدة عن الحداثة انت اصيل فيها ،طيب فالقنا مالك!؟
صرامة علمية قال،يا اخي بالله ما تحترم نفسك وتتلم

Post: #52
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-03-2003, 05:06 AM
Parent: #51

&

Post: #53
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-03-2003, 07:52 AM
Parent: #1

ما قلته يا فيا عن انني متشرد ومتسكع لن يعفيك من الاجابة عن سؤالين: الاول يتعلق بموفقك من قضايا التعبير والثاني علمي تماما حول فهمك لقصيدة النثر واذا كان لك من التاهيل العلمي ما يسمح لك بان تكون طرفا في هذه السجالات العلمية العميقة
سنبدا بالكلام عن السؤال الاول. فما نشر من احتجاج في الانترنت ليس كلاما في الهواء ويبدو انك تنطلق من عقلية ريفية تماما ولا علمية كيف لمن يدعي انه مثقف الشجاعة العلمية الكافية لان يصف ذلك الشكل من الاحتجاج السايبر اسبيسي بانه كلام في الهواء؟
فتلك العريضة لم تكن من ابداعي وانما هي نتاج عمل جماعي وارجو مستقبلا ان تعرف ان هذا الشكل مهم وان تتخلص من الحساسيات الشخصية فانا رغم رايي السلبي حولك وافقت ان اشارك في بورد علي الملك الذي ستساهم فيه. هذه لعلمك قضية عامة وليس من الضروري ان تكون صاحب البوست لكي تقبل المشاركة فيه.كما انه ليس من المقبول ان ترفض المشاركة في اي مبادرة جماعية لان لك خلافاشخصيا مع اي من المبادرين. هذه نظرة ضيقة عليك ان تجتهد للتخلص منها
السؤال الثاني علمي تماما وهو ان اختيارك لنص عاطف خيري كان خاطئا ويكشف عن خلل في معرفتك بالعروض ذكرت ان الامر يتعلق بالقافية لكن ذلك غير صحيح هنالك مقاطع مورونة واذا عرفتها فهذا يعني ان هذا النص ليس نموذجا لقصيدة النثر واذا عجزت عن ذلك فانا على استعداد لاثبات ذلك
المهم هذا نقاش علمي
وارجو ان اسمع منك قريبا
ارقد عافية
المشاء

Post: #54
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: ديامي
Date: 10-03-2003, 08:08 AM
Parent: #53

الأخوان المشاركون في هذا البوست
سلام
ما يدور هنا كان سيكون له عظيم النفع والفائدة لو ابتعد الأساسيون فيه عن المهاترات ، ما نريده هنا ذلك الطراز من المساجلات الذي يسمو بعلميته وما فيه من معرفة
ودمتم

Post: #55
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-03-2003, 08:42 AM
Parent: #1

الاخ ديامي
لك التحية والتقدير
النقاش -الى الان- رغم بعض السلبيات فيه, الا انه يحافظ على سمته العلمي
فمثلا مسائل العروض و الوزن هي مسائل علمية.
وهنالك مجموعة هائلة من الشعراء والنقاد الذين يمكن ان يساهموا في الادلاء بارائهم
فالكرة الان في ملعب الفيا للتدليل على رايه.
وقد انضم الينا الشاعرمحمد عبدالقادر سبيل, وهو عارف بالتفعيلة وقصيدة النثر معا
وهنالك اخرون كثر يمكن ان يساهموا في هذا السجال
خاصة ان هنالك اجندة اخرى متعلقة ببعض النصوص التي يعتقد البعض انها رائدة في قصيدة النثر وهذه مسائل علمية الحسم فيها واضح للعارفين
ودمت
المشاء

Post: #56
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: ديامي
Date: 10-03-2003, 08:52 AM
Parent: #55

الأخ الخواض
تعلم تقديري لك منذ أن كنا سويا في ولاية تعز في اليمن
والأخ عجب
صديق قديم
كلاكما لا أشك أنه عارف ملم وناقد مبدع
والخلاف حول الحداثة والصراع بين القديم والجديد هو صراع أزلي لا ينتهي طالما تباينت الآراء ،
ما أرجوه أن تسود بينكما روح الأخوة وأنتما تتصارعان
حتما سنستفيد منكا كثيرا
ولكم كل التقدير

Post: #58
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: ديامي
Date: 10-03-2003, 09:03 AM
Parent: #56

اثراء للنقاش ، دونكم وقائع هذه الندوة حول الحداثة والحداثيين العرب

حداثة أم حداثيون؟

نظرة في السياق العربي

(2ـ 2)

إعداد: وائل عبد الغني

• ضيوف الندوة:

. أ. د. إبراهيم الخولي: أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر

. أ. د. مصطفى حلمي: أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة

. د. علاء عبد العزيز: المدرس بمعهد التمثيل بالقاهرة

. أ. محمد إبراهيم مبروك: الكاتب الإسلامي المعروف

• مقدمة:

جاءت الحلقة الأولى بحثاً في السياق الغربي وتطوراته التي أنتجت الحداثة، كيف تطورت الأفكار وسارت الأمور، وماذا خلفت من سلوك اجتماعي، وخلصنا إلى أن الحداثة خصوصية ثقافية متصلة بالسياق الغربي.. وفي هذه الحلقة نبحث في الحتمية التي يحاول بعض الحداثيين أن يدعيها لتطبيق أو فرض الحداثة على العالم الإسلامي والعربي، ونقلب النظر في واقع الحداثة العربية وأهم ما تحمله من قضايا وأفكار، ونستهل هذه الحلقة بتساؤل يطرح نفسه:

البيان: هل يمكن تصور حداثة عربية كما يقول بعضهم؟

• د. إبراهيم الخولي: ليس هناك ما يمكن أن نسميه حداثة عربية على التحقيق.. بل ولا يوجد حداثيون عرب، لدينا دعاة حداثة عرب، ونسبتهم إلى الحداثة نسبة المقلد لا المنتج أو المبدع، فهؤلاء لم يقدموا فكراً مستقلاً، وإنما نقلوا عن الغرب دون أن يراعوا خصوصية مجتمعاتهم، فهؤلاء ليس لهم جهد فكري مستقل في هذا الباب.

• أ. محمد مبروك: الحداثة تطور عن العلمانية الغربية التي تقتصر على العقل الإنساني وتجتنب القداسة بترك المسيحية، وإذا كانت قد تعايشت مع المسيحية فلا يمكن هذا مع الإسلام؛ لأن الإسلام منهج كامل غير قابل للتجزيء.

الإسلام والعلمانية نقيضان، ومما وقع عليه الاتفاق بين العلماء والمفكرين العرب أن العلمانية كفر، وما أجمل الإشارة في هذه النقطة إلى قول الدكتور محمد البهي ـ وكان وزيراً للأوقاف ـ في كتاب له: «العلمانية أخذ بعض الدين وترك بعضه؛ فهي كفر»، وهذا يعدُّ موقفاً رسمياً في الدولة، ومما يزيد الأمر حجية على العلمانيين عندنا أن هذا المؤلِف إلى جانب منصبه الرسمي حائز على دكتوراه الفلسفة من ألمانيا؛ بمعنى أنه محيط بهذه القضية من الناحية الشرعية ومن الناحية الفلسفية.

البيان: وماذا عن قول بعضهم إن العقل الحداثي العربي قد تحول من استهلاك الحداثة الغربية في الثمانينيات إلى بناء نموذج عربي مستقل في التسعينيات؟

• د. علاء عبد العزيز: هذا كلام غير معقول؛ لأن الحداثة مبدئياً تعني القطيعة مع التراث؛ فكيف ستتطور عنه وهي في قطيعة كلية معه، ثم كيف ستكون عربية وهي لم تتحرر من النظريات والمصطلحات والأفكار التي ولّدها السياق الغربي، وجميع ما يردد في المحافل الحداثية مستورد ليس إلا، نحن لا نطعن في توليد نموذج عربي، بل نطعن في وجود ما يمكن أن يسمى حداثة عربية مستقلة؛ لأن ما أحدث القطيعة المعرفية مع التراث في الغرب غير موجود في تاريخ العالم الإسلامي.. في المجتمع الإسلامي تشيع حالات من التراحم والتكافل، جنبته ويلات الصراع الطبقي الموجود في الغرب، ولهذا فإن ماركس لم يستطع أن يطرد نظريته على العالم الإسلامي، وتهرب بتسميته نمط إنتاج آسيوي.

الأوقاف على سبيل المثال، وهي جزء من نظام عام للتكافل الاجتماعي في الإسلام، كان لها دور مهم للغاية في تجنيب العالم الإسلامي ما حدث في الغرب من صراع، وقد ذكر بعض الباحثين أن ثلاثة أرباع أراضي الدولة العثمانية كانت أراضي أوقاف وليست ملكاً للدولة؛ إذن هناك مجموعة من المكونات هي التي أوجدت القطيعة والتمرد على التراث ورفض الدين في الغرب، هذه المكونات ليس لنا بها أدنى صلة لا تاريخياً ولا دينياً ولا حضارياً، ومن ثم فمن غير المنطقي أن تطبق نظريات الحداثة على مجتمعات خالية من الظرف التاريخي الذي ولّد الحداثة.

• أ. محمد مبروك: العالم الإسلامي في هذه المرحلة يفتقد وجود مفكرين وفلاسفة يتطورون لكي يأتوا بفكر جديد يناسب المرحلة، أما ما يحدث ففي تصوري أن هناك مجموعة من المتمردين على الدين لا يحبون الله، يريدون أن يصنعوا لأنفسهم إطاراً موضوعياً يحتمون به، لذلك قاموا باستيراد فكرة الحداثة من الغرب، وأخذوا منها ما يتناسب مع مشروعهم الانتهازي في تدمير النسيج الإسلامي القوي وترويج وجودهم الإلحادي.. في الماضي كان المتمردون والزنادقة قلة، ونتيجة لتمكن الدين كان يتم اجتثاثهم سريعاً سواء بالعقل أو بغير العقل.. ولكن بالنسبة للعصر الحديث، فهناك قوى كبرى في الغرب يحتمون بها، ومن هنا كان من طبيعة الأشياء أن يميل هؤلاء إلى الحضارة الغربية، ويشعرون بالانتماء إليها لأنها هي التي تناسب مسلكهم، فيجب أن يلتحقوا بها، ومن ثم جاء الموقف متسقاً مع ما يعتقدونه؛ لأن من لا يؤمن بالله سيبحث ولا بد عن النسق الفلسفي الذي يمكن أن يتطور فيه، فهم انساقوا وراء النسق الفلسفي الغربي، واعتبروا كل ما يتطور إليه النسق الفلسفي الغربي يمثل التطور الفلسفي للعالم، فالقضية ليست غرباً وشرقاً، ولكن ما يمثل أقصى تطور للفكر الإنساني يرون تعميمه على العالم كله، فهم كانوا متسقين مع أنفسهم حين أرادوا أن يصنعوا إطاراً موضوعياً لإلحادهم وعلمانيتهم، فالتجؤوا لآخر موضة موجودة في الغرب والتي تسمى الحداثة، هل هم أخذوا الحداثة كتطور للمجتمع عندنا؟ هذا غير صحيح مطلقاً، ولكن لأنهم يؤمنون أن ما ينتج عن المجتمع الغربي يمثل الإنسانية جمعاء اعتبروا أن الحداثة تمثل فكرهم، فاستوردوها، هذا من الناحية الموضوعية.. أما من الناحية الأخلاقية فالذي حدث هو أنهم تمسحوا بها، وأخذوا ما يتناسب مع مشروعهم الانتهازي في تدمير النسيج الإسلامي القوي، وتسويغ وجودهم الإلحادي.

• د. إبراهيم الخولي: ما يسمى الحداثة العربية أو نقل الحداثة الغربية إلى المجتمع الإسلامي؛ هو بمثابة نقل أعضاء لجسم هو يرفضها ولا يمكن أن يتقبلها، فالسياق التاريخي والفكري والاجتماعي مختلف، ولمثل هذا النقل أمثلة في تاريخنا، مثل كتاب (نقد الشعر) الذي ترجمه «قدامة بن جعفر»، وكتاب (الشعر) لأرسطو الذي ترجمه «متى بن يونس»، وكان ذلك في وضع قوة الدولة الإسلامية التي كانت تستقبل استقبال الناقد المتفحص الذي يأخذ ويرمي وينقي ويترك، ثم يهضم، ثم يضيف فيخرج للبشرية ما لا قِبَل لها بأخذه في البداية، ولذلك رفض المجتمع كتاب (نقد الشعر) لتأثره بالفكر الأرسطي، ولننظر كيف الغرق في الهزيمة الفكرية، هذا إذا لم نذهب إلى أبعد من ذلك، وكم هو البون بينهم وبين «السيرافي» شارح كتاب سيبويه حين ناظر «متى بن يونس» لمَّا تفاخر بالمنطق اليوناني، وأن العرب لم ينتجوا منطقاً كالمنطق اليوناني، رد عليه السيرافي وقال: جهلتَ.. فليس المنطق إلا نحواً إلا أنه مسلوخ من العقل، وليس النحو إلا منطقاً إلا أنه مسلوخ من اللغة، وسأسألك عن حرف الواو، وأدلك على أسراره واستخداماته... إلى آخر كلامه، فأين منطق (أرسطو) من النحو العربي.

فالحداثيون يجهلون التراث الإسلامي العظيم؛ لذلك فهم يعادونه لأن الإنسان عدو ما يجهل، فأنا لا أخشى من دعوتهم فهي ستزول كما زال السابقون، أما حداثة الغرب فهل تستحق من المجتمع الإسلامي كل هذه الجلبة والضجة التي يثيرها الحداثيون العرب؟ لقد ماتت في بيئتها ودخلت المتحف لا لتحيا فيه وإنما لتتحلل وتبيد.

• د. علاء عبد العزيز: القطيعة المعرفية مع التراث الإسلامي وضعت المتأثرين بها في منطقة غائمة، فهم ليسوا غربيين، في الوقت الذي هم فيه مفرغون تماماً من تراثهم الحقيقي التراث الإسلامي أو الحضارة الإسلامية الفاعلة فيه، فلا هم إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، ومع هذه القطيعة تمتد أيدي الحداثيين ليقيموا علاقة مع هوية أبعد وتراث أقدم كالفرعونية والآشورية والفينيقية والكلدانية بإذكاء النزعات العرقية والإقليمية في مناهج التعليم وفي الإعلام، ويشوشوا بها على الانتماء الإسلامي، وهو ما أطلق عليه حامد ربيع ـ رحمه الله ـ اسم: «التسميم السياسي».

• د. مصطفى حلمي: الغرب لا يريد لنا أن نصبح على صورته الحداثية، وإنما هو يفرض صورة من الحداثة تناسب جو المستعمرات تبقي على هذا العالم سابحاً في ركاب الغرب دون أن يبلغ ما بلغه الغرب من تقدم؛ لأن وجود منافس حضاري للغرب مسألة مرفوضة منه تماماً، وأي محاولة حقيقية للنهوض تقابل بقسوة وعنف من الغرب، ومن هنا نلفت النظر إلى أن المعركة في مسألة الحداثة في عالمنا تدور حول القيم والأخلاق، أما مسألة التطوير والتقنية فهي خارج نطاق الحداثة، بل على العكس نجد أن كل الاتفاقيات تسعى لتغيير العادات والتقاليد والقيم، بينما يحرص الغرب على توسيع الهوة بيننا وبينه فيما يخص الجانب التقني، فهي حداثة انتقائية يراد فرضها علينا؛ فهل يمكن مع هذا تصور أن هناك حداثة عربية؟! وأنى لها الاستقلالية وهي تمثل قطيعة تامة مع التراث العربي.

• د. إبراهيم الخولي: اللعب بالمصطلحات مسألة تحتاج إلى معالجة وتأصيل.. حين يثور الحداثيون على قيم الإسلام باسم التقدم؛ لا يعنون سوى التقدم المادي الذي يحوّل الإنسان إلى كائن يعيش على معدته وفرجه ويعيش لهما، لكن التقدم في المفهوم الإسلامي تقدم الإنسان في إنسانيته حتى يسيطر بإرادته على غرائزه، يصبح صاحب قيمة.. صاحب نظرة فلسفية في الوجود.. يعمل بعلم، يؤمن بقيم، ينتهي به إلى أن يخرج من الأنانية المنحطة في التكوين الإنساني إلى الإيثار الذي هو قمة التسامي، هذا هو التقدم، هل بوش راكب الشبح أكثر تقدمية بالمفهوم الإنساني البحت؛ من محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- راكب الجمل أو الناقة؟!

محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها»، ويخبرنا في حديث آخر عن بغيٍّ عاشت فاجرة، رأت كلباً في الصحراء يأكل الثرى من العطش فرقت له ونزلت إلى البئر فملأت خُفَّيْها وظلت تناوله؛ حتى شرب وهدأ واطمأن، فشكر الله لها فغفر لها، هذه هي التقدمية.

لكن تقدمية المادة وتقدم العلم التجريبي ما ثمرته؟ لم يزد عن أن طور مطعم الإنسان وملبسه ومسكنه ليصبح مثله مثل البقرة في قصر من ذهب، بينما لو وُضع الراعي في حظيرة البقر وكان إنساناً يظل إنساناً متقدماً، هذه هي المعايير.. أما اللعب بالمفاهيم واللعب بالألفاظ فهي أولى خطوات الغزو الفكري، وأول مرحلة في تهيئة العقل المسلم للتقبل السلبي، وشحن المصطلح الجديد بما يغري.

• د. مصطفى حلمي: هناك شهادة مهمة لأرمسترونج تقر بوجود حداثتين أحدهما تابعة والأخرى متبوعة، وتوجه لكلا النموذجين فتقول: «لم تكن المعضلة هنا تختلف عن معضلة الكثيرين في البلدان النامية ممن لا يفهمون الثقافة الغربية إلا فهماً سطحياً دون أن يستطيعوا الانتماء الحقيقي لثقافتنا التقليدية بسبب التأثير المدمر الذي أحدثته الحداثة بأساليب حياتنا المقدسة، فالحداثة في الغرب تتميز بالاستقلال والتجديد، أما في مصر وإيران فارتبطت بالاعتماد على الغرب ومحاكاته كما وعى هذا الإسلاميون وعياً شديداً»، فالتبعية موجودة لكن الفرق يزيد الصورة العربية تشوهاً وانحطاطاً؛ لأن هؤلاء حين ثاروا على ثوابت الإسلام لم يلبثوا أن سقطوا في أسر قيود التبعية للغرب، وهي أكثر قهراً وأكثر إيلاماً من كل ما يطعنون به زوراً على الإسلام.

البيان: يدعي بعض الحداثيين إمكانهم التعايش بين الحداثة والإسلام، أو إمكانية الجمع بين التراث والمعاصرة؛ بينما يسفر بعضهم عن استحالة ذلك ويدعو إلى الإجهاز كلية على التراث طلباً للتقدم، أي الموقفين معبر عن حقيقة الحداثة؟

• أ. محمد مبروك: الجمع ما بين التراث والمعاصرة والتراث والحداثة أمر مستحيل في القواعد الغربية نفسها؛ لأن الحداثة تنطلق أصلاً من القطيعة مع الماضي ومع الفكر الإنساني؛ فكيف سيفلح الجمع بين التراث والمعاصرة؟!

أما بالنسبة لمجتمعاتنا فقد ظهر أن الحداثة هي تطور للسياق العلماني، وبما أن 1+ 1 = 2، والعلمانية تتناقض مع الإسلام؛ فالحداثة كفر ولا نحتاج إلى جهد كبير لإثبات أن الحداثة كفر، ربما قالوا إن الحداثة تمثل الخط الإيجابي التقدمي للمجتمعات البشرية؛ بحيث إن انتقال المجتمعات إلى المدنية الحديثة يعني المزج بين الحداثة والتحديث، مسألة التحديث مفارقة تماماً عن لمسألة الحداثة، التحديث يتعلق بالتقدم التكنولوجي للمجتمعات، أما الحداثة، كما تظهر من خلال تطور السياق التاريخي لها، فهي على علاقة بتطور الفكر العلماني ووصوله إلى مرحلة العجز والتمرد، فلماذا الجمع بين هذا وذاك؟!

أما بالنسبة للتحديث نفسه؛ فأنا أرفض القول بقبول التحديث على صورته الغربية بشكل كامل، صحيح أنه لا يمتزج كلية بالحداثة، لو أتينا إلى التعريفات الحقيقية للحداثة من الناحية الفنية البحتة؛ نجد أن الحداثة ثورة على التحديث في الغرب، والحداثة ثورة على المدنية الغربية وعلى المدنية البرجوازية، ونحن لم نزل في عصر الرأسمالية البرجوازية، فالحداثة ثورة على التحديث؛ فكيف يمزج هؤلاء بين هذا وذاك؟!

ولا يعني ذلك أننا نوافق على التحديث بصورته ومنطلقاته الغربية، فالتحديث نفسه صنع في إطار التوجهات في تطور المجتمع الغربي البرجوازي، وهذا بالطبع سيختلف في تطور المجتمع الإسلامي، ولذلك حتى التحديث نفسه أنا لدي عليه العديد من الإشارات والتحفظات.

البيان: التمرد على المقدسات هو المقدس الأكبر لدى الحداثيين، وهذا شائع في أدبياتهم بدءاً بصلاح عبد الصبور الذي يصوّر الحلاج بطلاً ثائراً في مسرحية، ومروراً بالسيّاب في قصيدة يجعل فيها من وجود الله ـ تعالى الله عما يقول ـ خرافة يتلهى بها في شعره، وأمل دنقل في قصيدة يمجد فيها الشيطان الذي قال لا في وجه من قالوا نعم، ونزار شاعر الخصور والخمور، وغيرهم ممن يتغنى بالجسد ويقدس الشذوذ.. وتدنيس القداسة وتقديس الدنس لديهم سواء، هكذا الإبداع لديهم، الصورة القريبة لدينا رواية الوليمة وأخواتها اليمنية والأردنيـة، في التطاول علـى ذات الله ـ تعالى ـ وعلى القرآن والرسول -صلى الله عليه وسلم-.

• أ. محمد مبروك: هذا يؤكد لدي أهمية أن نركز في مواجهة الحداثة على موقفها من الإسلام أكثر من تركيزنا على موقف الإسلام منها، فالأهم من وجهة نظري أن نكشف عن حقيقة موقف الحداثيين من الإسلام؛ لأن ذلك يكفينا مؤنة كثير من المعارك التي يمكن أن يجيرها الحداثيون لصالحهم تحت حجة مواجهة التكفير، أو غيرها من الحجج.

| د. إبراهيم الخولي: هل هي مصادفة أن يكون عامة الحداثيين في بلادنا من اليساريين ومن المراكسة على التحديد، لن نطعن في ضمير أحد، فالضمائر لله، لكن عندما يصنف هؤلاء ويعلنون بألسنتهم وأقلامهم ويفخرون أنهم مراكسة، وأنا أقول لا يمكن أن نقبل دعوى ماركسي أنه ماركسي ومسلم، إن كان ماركسياً فليس بمسلم، وإن كان مسلماً فلا يمكن أن يكون ماركسياً؛ لأن جذر الماركسية الإلحاد.

• د. مصطفى حلمي: معاداة الحداثيين العرب للإسلام جاءت بسبب نشأتهم نشأة فلسفية على أساس أن الفلسفة في جانب والدين في جانب، بينما جاءت المذاهب الفلسفية المختلفة في الغرب متأثرة إلى حد بعيد بالعقيدة النصرانية، فـ (روسو) يدين إلى البروتستانتية والكاثوليكية، كما دان (كونت) إلى تقواه، أما (ديكارت) صاحب مبدأ الشك الذي أسيء استخدامه، فقد تلقى تعليمه من جماعة (الجزويت)، والتي يصفها (برتراند راسل) بأنها جماعة تتسم بالإخلاص الكامل للقضية والمهارة في الدعاية، وكان لاهوتهم هو اللاهوت المضاد للاهوت البروتستانت.

(روسو) صاحب (العقد الاجتماعي) كان له كتاب آخر حول «عبقرية المسيح»، ويصف (برتراند راسل) طريقة (روسو) في الدفاع عن الاعتقاد الديني بالقوي، وله عبارات كثيرة تدل على اقتناعه بعقيدة البروتستانت المحدثين؛ منها قوله: «أنا لا أستنبط هذه القواعد [قواعد السلوك] من مبادئ فلسفية عالية، ولكن أجدها في أعماق قلبي، كتبتها الطبيعة بحروف لا تنمحي».

ويقول في رسالة إلى سيدة أرستقراطية لديها شك في الإله: «انظري إلى شروق الشمس وهي تبدد الغيوم التي تغطي الأرض، وتكشف عارياً منظر الطبيعة اللامع، تبدد في عين اللحظة كل سحابة من نفسي، أجد إيماني من جديد، وإلهي واعتقادي فيه.. أنا أعجب به أعشقه وأخر ساجداً في حضرته».

(روسو) يصفه (مل بترو) بأنه راهب سافوي: «إني أعترف لكم أن قداسة الإنجيل حجة تتحدث إلى قلبي، ويؤسفني ألا أجد صددها رداً حسناً انظروا إلى كتب الفلاسفة بكل ما تحمل من دلائل؛ فما أصغرها إلى جانب هذا الكتاب، إنكم تعارضونني بـ (سقراط) وحكمته وعقله، ولكن ما أبعد الشقة بينه وبين ابن العذراء المسيح».

• أ. محمد مبروك: لا يمكن أن ننفي حضور المسيحية في تراث الحضارة الغربية، ولكن لو تحدثنا عن الفكر الأساسي الذي يوجه النخبة، فهذا الفكر إلى ما قبل العصر الذي نعيشه الألفية الثالثة يتطور داخل السياق العلماني، وإن يكن بعض الفلاسفة البارزين لم ينفصلوا عن التأثر بالمسيحية؛ خصوصاً المثاليين من العلمانيين إشارة إلى (ديكارت، بركلي)، والإشارة إلى (روسو) لها قيمتها؛ لأنه يمثل وضعية خاصة داخل إطار مدرسة الاستنارة؛ لأنه كان الاستناري الوحيد المتمرد على فلاسفة الاستنارة، وكانت مشاكله مع (فولتير، وبورون، ودلامير) شديدة الخطورة، هذا من ناحية.. وإن كنت أشكك في حقيقة ادعاء (روسو) ميله للمسيحية الغربية. أما بالنسبة للواقع المعاصر فحين نتكلم عن مراحل الحداثة، أعتقد أن هناك علاقة بين الميل إلى المسيحية مرة أخرى وبين الآثار النهائية لفكر ما بعد الحداثة التدميري، ومحاولة الغرب التحول إلى سياق آخر من العلمانية، وإن يكن ما زال كل اهتمام الغرب بالدين هو اهتمام يدخل في طريقة التعامل البراجماتية النفعية مع الدين كنوع من التأويل الذي يتناسب مع اللذة والمصلحة والمنفعة.

البيان: في التعامل مع النص الشرعي؛ كيف تكون مسلك الحداثيين في ظل القطيعة؟

• د. إبراهيم الخولي: بداية إذا كان هدفنا من دراسة الكتاب والسنة الوقوف على مراد الله من خطابه، فهم ينفون القصد جملة؛ إذن دخل عنصر جديد، ومعنى هذا أنه لا يعنيهم في تناول القرآن الكريم أو تفسيره أن يسألوا ما مراد الله من هذه الآية ماذا تعني: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]؛ ماذا يعني: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ} [المائدة: 38]؛ إذن ليس الهدف الآن معرفة مراد الله من هذا الخطاب، وبالتالي آيات الأحكام تسقط.. ليس هناك آيات تشريع.. تسقط ويصبح النص القرآني كأي نص قابل للتأويل، وهذا يدخلنا في التأويلية والتركيز على المتلقي، والمتلقي في النهاية سيقرأ قراءة فاسدة وجميع قراءات النص تكون بذلك قراءات سيئة، وهذا يفضي إلى فوضى القراءة، ويصبح القارئ هو الذي يصنع النص، والنص يصنع بعدد قرائه.. أي فوضى هذه وماذا بقي؟ وتذهب: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] هباءً، ومنهج المسلمين الذي علمه القرآن إياهم أن من القول محكماً ومتشابهاً، وعلمهم منهج التناول، وكيف تحل إشكالية المتشابه بحمله على المحكم فيذهب إشكاله: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} [كالحداثيين والتأويليين]، {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [ليس إيمان تسليم فقط، لكن تسليم مع] {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، فنحمل المتشابه على المحكم فيزول الإشكال.. {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]، تحمل على: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وتحسم القضية.. هذه الأصول ينسفها الحداثيون نسفاً.

• د. علاء عبد العزيز: مسألة موت المؤلف تنتهي بنا إلى نزع القداسة عن أي كتب سماوية، إذا كانت المسيحية الغربية نزعت القداسة عن الكتاب ودخلت في دائرة الهرمنيوطيقا كما عند (شوماخر) وندخل في الدائرة العريضة لأسباب التأويل، التأويل ارتبط أصلاً بالنص الديني قبل أن يرتبط بالنص الأدبي، لكنه انتقل إلى النص الأدبي، ثم أتى الحداثيون العرب ليقلبوا المسألة ويأخذوه إلى تأويل القرآن، ويبدؤون في عياثة الفساد زاعمين أنه نص قابل للتأويل والدراسة كما لو كان كتاباً أرضياً.

الكارثة أننا نأخذ هذه المقولات أمراً واقعاً ونسلم بها، الأخطر من ذلك أنه ليست هناك اجتهادات فردية، ولكن هناك شبه نظام مؤسسي يؤيد هذه المقولة ويدعمها ويرددها ويفتح لها الأبواق؛ إذن المسألة ليست مجرد اجتهادات من مجموعة من أفراد حداثيين، وإنما تشعر كما لو كان هناك مؤسسة حداثية تتحرك في السينما والمسرح والأدب والشعر والموسيقى.

البيان: وجّه أحد المثقفين اتهاماً للقائمين على الثقافة في بلاده بأنهم ليس لديهم أي رؤية أو خطة أو تصور لتوجيه الثقافة خلال السنوات المقبلة، وهذا ما اعترف به وزير الثقافة، ألا يعد هذا تناقضاً بين واقع الحداثيين وبين ما يدعونه من تنوير وثقافة؟

• د. إبراهيم الخولي: هذا من طبيعة الأمور، فعدم امتلاك الرؤية يتماشى مع العبثية التي يحياها الحداثيون قلباً وقالباً، فهم لا يملكون سوى الشعارات والإلهاء، وهي حيلة المفلس، لقد فشل الحداثيون في جميع المشاريع التي رفعوها، ولم تزد عن أن تكون شعارات للاستهلاك الزمني لتخدير الأمة للانصياع لهم، ما تلبث أن تنكشف فتسقط ثم يرفع غيرها إلى حين، وإذا نظرنا إلى طبيعة الفكر الحداثي وجدناه ثورة على النظم والقيم، وإشاعة لروح التفسخ والانحلال، أو ما يسمونه في الغرب التفكيك، فلا غرابة عندي مـن افتقـاد هـؤلاء لأي رؤية هادفة.

البيان: كيف يمكن أن نقرأ الواقع الحداثي في ظل التناقضات الحاصلة؟

• د. إبراهيم الخولي: تناقضات المشهد الحداثي ومفارقاته لا تنتهي، وكل منها يعد فضيحة جديرة بأن تسقط دعاة هذا الفكر في بلادنا، وكثير منها يحتاج إلى تأمل، وتستثير السخرية.

فبينما هي تبشر الإنسان العربي بالحرية؛ إذ جاءت سحقاً للإنسان وافتئاتاً على الأمة المسلمة في امتلاك قرارها، وحيث يكون الكفر والشذوذ مطلباً ومأرباً تكون الحرية هي الشعار، وحين تصرخ الأمة بالأخذ على أيدي المفسدين وتطالب بالحرية المزعومة يرفعون شعار: «لا حرية لأعداء الحرية»، وهكذا نلحظ مفارقة ثانية هي خطيئة لدى الحداثيين حين تتحيز الحرية في مفهومها إلى حرية معينة يؤمن بها الحداثيون ويسعون إليها دون غيرها، ومن المعلوم أن النسبية التي يؤمنون بها تقتضي غير ذلك.

وحين ترفع الحداثة شعار التسامح نجد أن الحداثيين من أشد الناس عصبية وشراسة وعدوانية مع مخالفيهم وخصومهم، وهذا متسق مع المسلك الغربي الذي يدينون له تماماً، ولا نفهم كيف يكون التسامح في ظل نسبية الأخلاق أو قل انعدامها، ومن يعايش الواقع الحداثي أو يتابعه سيرى تورم الذات والعدوانية والشللية والإرهاب الفكري واستبعاد الآخر وإقصاءه، ليس مع المخالفين من غير الحداثيين فحسب بل حتى مع أبناء ملتهم من الحداثيين.

وإذا كان الحداثيون يرفضون التراث بزعم امتلائه بالأساطير والخرافات؛ فلماذا تشحن أعمالهم بالأسطورية سواء في الفن أو الأدب والشعر، ويرون في أساطير اليونان والرومان والهند والصين روائع يشاد بها وتضمن أعمالهم مفرداتها، بينما حقائق القرآن في نظرهم ميتافيزيقا وخرافات.

وبينما هم منفتحون تمام الانفتاح على الآخر؛ تجدهم منغلقين عن ذاتهم الحضارية الأصلية المتمثلة في الإسلام وأهله، فتعاملوا كما لو كان الآخر هو ذاتهم، وذاتهم الأصلية هي الآخر، ومارسوا أقسى ألوان التشويه وجلد الذات معها بحق وبغير حق.

ثم كيف يدعي هؤلاء التنوير وهم لا يملكون مشروعاً حقيقياً للنهضة وأعمالهم مبنية على الغموض والتفاهة؟ ويدّعون الجماهيرية وهم محبوسون في أبراج النخبوية العاجية؟ يرمون علماء الأمة بالكهنوتيــة وحـراسة الأفكار واحتكار تأويل النـص ـ وهم برآء من ذلك ـ؛ ثم نجدهم يمارسون الكهنوتية ويحرسون حداثتهم بالحد والحديد، فيسفهون عقول المخالف لهم بحجة أنهم وحدهم الذين بلغوا الشأو في فهم الحداثة، ويحتكرون الإبداع، ولا يطيقون أن يقترب أحد بالنقد لأعمالهم مهما بلغت من الانحطاط؟!

ينفِّرون من الهوية الإسلامية بحجة طرح الرجعية جانباً من أجل التقدم، ولا يأنفون من الانتساب إلى حضارات بائدة حصرت الإنسان في المادة، وأشقته بالكفر وأرهقته بالظلم.

يسخرون ويستهزئون بأحكام الإسلام بينما يحتفلون بالهندوكية ويدينون بالإعجاب للبوذية!

ثم لماذا يتبنون الفكر الغنوصي وينشرون أدب جلال الدين الرومي وهرطقات ابن عربي، وتهويمات ابن الفارض، وكفريات الحلاج وأمثالهم من فلاسفة الحلول والاتحاد، ويجعلونها قرآناً ويقدمونها في ثوب التحرر، ويستخرجون من التاريخ صفحات الحركات السرية الهدامة التي شهدها التاريخ الإسلامي على يد القرامطة والزنج والحشاشين، ويقدمونها على أنها النموذج ويطمسون الصفحات المضيئة من تاريخ الأمة؟

البيان: الإبهام مفارقة من مفارقات الحداثة التي تدعي التنوير والتحضر، وهي سمة غالبة في شعر الحداثة ما سببها؟

• د. إبراهيم الخولي: ظاهرة الغموض والإبهام في أدب الحداثة يتصور في حصوله عدة أسباب: أولها جهل أغلب الحداثيين باللغة ودلالات ألفاظها، وسبب ثان: ميل الحداثيين إلى نشر أفكارهم دون اصطدام بالأمة خاصة في حالات اليقظة وفي وضح الأمر، فهم يميلون نحو الغموض على طريقة الباطنية من أجل ترويج ما يريدون دون أن يلحقهم أذى. ومن الأسباب أيضاً العشوائية والعبثية والهذيان الفكري وعدم وضوح الهدف؛ حيث تشعر أن الواحد منهم لا يدري ذاته ماذا يريد، فهل يملك أحد من الحداثيين أن يجيبنا: كيف يكون الإبهام المطبق تنويراً؟ ومن هنا اضطر الحداثيون لفتح باب التأويلية والبنيوية والتفكيكية، وهو ما أدى إلى الفوضى وما بات يعرف بالتشظي.

• د. مصطفى حلمي: الحداثيون يجعلون من الإبداع قيمة مطلقة تفوق كل القيم، حتى ينفتح لهم الباب للنيل من عقائد الأمة وأخلاقها وتدنيسها، ومن يكشف جرمهم يرمونه بقائمة من الاتهامات المسبقة؛ كممارسة التكفير وشهوة تصنيف الناس والجهل بالإبداع والرجعية والتخلف والظلامية، ولو ساغ القول لقلنا إن الحداثيين يمارسون التكفير لكن وفقاً لمفاهيمهم هم، حين يتهمون غيرهم بالرجعية، أو الظلامية، وهم يتقنون كيل التهم والرمي بها جزافاً، وهم يرمون من وراء هذا إلى إسقاط المرجعية الإسلامية من المجتمعات واستبدالها بمرجعية هلامية يعلون فيها من الكفر والفسوق والعصيان باسم الإبداع، فيضيقون على العلماء والدعاة ويسلبونهم حق البيان الذي استرعاهم الله إياه.

• د. علاء عبد العزيز: حين يُسقط الحداثيون المرجعية الإسلامية يلجؤون إلى مرجعية مستوردة بديلة؛ هذه المرجعية تتبطن أعمالهم سواء على مستوى الفن التشكيلي، أو على مستوى الأدب، أو على مستوى الشعر، أو على مستوى الفنون، هذه الأعمال تشيع أفكار ومفاهيم وآراء ووجهات نظر تشكل رؤية الإنسان للكون، وإذا كانت الثقافة هي نتاج للدين والأخلاق، فإن إسقاط الدين جانباً وإزاحة الأخلاق، فإن النظرة الكلية للكون والحياة تتبدل، ومن هنا يصدق القول بأن الحداثة ليست مجرد مذهباً في الأدب أو نظرية في الفن، وإنما هي نظرة شاملة للوجود.

• د. مصطفى حلمي: أود أن ألفت النظر إلى المقابلة المصطلحية التي ذيل بها علي عزت بيجوفيتش كتابه «الإسلام بين الشرق والغرب»، تكشف لنا كيف نعيش الصراع المصطلحي في حياتنا بين مصطلحات مادية وأخرى نصرانية ـ يروج لهما الحداثيون ـ وثالثة إسلامية، حيث نظرة الإسلام الشمولية للإنسان ككيان يجمع بين الروح والجسد، بينما تتعامل المادية مع الإنسان كجسد، النصرانية مع الإنسان كروح:

فالضرائب ومصادرة الملكيات في المادية/ يقابلها الإحسان والصدقة في النصرانية/ ويقابلهما في الإسلام الزكاة.

ويقابل الإنتاج/ الصلاة التأملية في النصرانية/ والصلاة في الإسلام.

ويقابل المدرسة والمعمل في المادية/ المدرسة والدير والمتحف الفني في النصرانية/ ويقابلهما في الإسلام المسجد والمدرسة.

والقوة /المعنويات/ الشريعة.

الصراع الطبقي والعنف في استخدام المصلحة/ الحب واللاعنف/ العدالة والجهاد.

الفارس ـ المناضل السياسي ـ البطل/ القديس والراهب/ الشهيد.

اخلق رغبات جديدة في المادية / اقهر الرغبات في النصرانية.

فكل منظومة مصطلحية من هذه.. تعبِّر عن رؤية كلية للوجود، هذه المصطلحات نجد أنه عبر الفن والإعلام والتعليم؛ يتم إزاحة المنظومة الإسلامية لصالح المنظومتين الأخريين.

Post: #57
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-03-2003, 09:03 AM
Parent: #1

شكرا ديامي سارسل اليك عبر الماسنجر لكي نتحدث عن تلك الايام
وسارسل اليك ايميلي وارقام هواتفي كي نتواصل.اين انت الان؟
المهم النقاش الى الان علمي والكرة في ملعب الفيا
وبعد ذلك سننقل النقاش الى مواضيع اخرى ذات صلة
ودمت
المشاء

Post: #59
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: ديامي
Date: 10-03-2003, 09:05 AM
Parent: #57

الجزء الثاني من الندوة

البيان: موقف الحداثيين من اللغة العربية موقف استعلاء واستبدال كلي ضمن المنظومة الحداثية القائمة على القطيعة؟

• د. علاء عبد العزيز: اللغة العربية هي الوحيدة التي تستطيع أن تتواصل خلالها مع تراث أجدادك حتى الشعر الجاهلي منذ 41 قـرناً، فلو وقعت القطيعة التي يسعى إليها الحداثيون، وهجرت مفردات اللغة الأصلية؛ فإن ذلك يعني القطيعة مع القرآن والسنة والتراث، والدعوات إلى القطيعة سواء الداعية إلى استخدام الحرف اللاتيني في الكتابة بدلاً من العربية، أو إلى نشر العامية، أو إلى مزاحمة العربية بإحياء اللهجات غير العربية واعتبارها لغة رسمية، كما هو الحال في الأمازيغية، أو حتى تغريب العلم من خلال تدريسه بلغات أجنبية في التعليم.. كل هذا يرمي إلى قطيعة.. ربما لم نحس بخطرها على مستوى اللغة العربية بعد؛ لأن القرآن الكريم حفظ للغة العربية تواصلها عبر أجيال طويلة جداً، بينما في المقابل لو نظرنا إلى لغات أخرى كالروسية نجد أن تغييرها بقرار من (لينين) أحدث قطيعة مع التراث القديم للروسية، وكما فعل (أتاتورك) حين ألغى الحروف العربية واعتمد الحروف اللاتينية لكتابة التركية، فانقطعت صلة الأجيال الحديثة بتراثها، كذلك نصوص شكسبير في اللغة الإنجليزية القديمة لا يستطيع المعاصر أن يفهمها نتيجة لتطور اللغة وخروجها عن قواعدها الأصلية.

ومن هنا تنشط الدعوات إلى نشر العامية من خلال مهرجانات ومسابقات للشعر العامي، وجعل العامية لغة سائدة في وسائل الإعلام لتجذر القطيعة مع العربية.

وعلى مستوى الشعر نجد الاتجاه إلى الشعر غير المقفى، والشعر العامي لضرب جميع الأشكال المرتبطة بالتراث حتى على مستوى الشعر، ثم يتم التعامل مع اللغة من خلال نظريات مستوردة، وهذا يشوهها كثيراً، هذا القطع لماذا يأتي ومن أين يأتي؟ فإذا ما نظرنا إلى مردود هذا في الشارع نجده خطيراً للغاية.

• د. إبراهيم الخولي: الحداثيون لا يدركون ماذا في نسيج هذه الحداثة أصلاً من تراثنا المسروق، ولو أخذنا (دي سوسير) مثالاً وهو أس وقاعدة البنيوية وما وراءها، لو أردنا أن نقيم مقارنات بين ما طرحه من فكر وبين ما كتبه عبد القاهر الجرجاني تحديداً في «الدلائل والأسرار»؛ لقلنا إن (سوسير) يرى صورة عبد القاهر في مرآة نفسه وينقل منها، إن أساس فكر (دي سوسير) اللغوي هو التفرقة بين اللغة والكلام، وهذا ما طرحه عبد القادر تحديداً، وهو منطلق فلسفة عبد القاهر اللغوية والبلاغية، وإذا كان الغرب لا يزال حتى الآن يشقشق حول المعنى والمضمون والبنية، فإن عبد القادر بضربة قاضية قضى على «ثنائية اللفظ والمعنى» منذ عهد باكر بـ «نظرية النظم»، وقدم لنا نظرية لغوية بلاغية في آن معاً، وهذا ما لا نرى له نظيراً في كل شقشقات الغرب حتى انتهاء بـ (ريشاردز) الذي يسمى بأبي النقد الغربي الحديث، ثم ما أنتجته والحداثة ثم البنيوية وما إليها؛ انتهى به الأمر في النهاية إلى تخليهم عن كل ذلك.

البيان: قضية المرأة قضية لها محوريتها ضمن أجندة الحداثة العربية خاصة في ظل العولمة، بما تحمله من هجوم على جميع القيم التي تحفظ للمرأة فطرتها وعفافها؛ سواء كان الحجاب أو الأسرة والزواج أو القوامة؟

• د. مصطفى حلمي: هذا دليل على التزام الحداثيين وعبوديتهم للفكر الغربي بالنسبة للمرأة؛ ما هى المرأة؟ هل هي كائن هلامي؟ ما مكانة المرأة في الإسلام؟ هي أمٌّ.. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أمك.. أمك.. أمك»، هي زوجة.. وفي الحديث: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».. بالنسبة للابنة؛ معاوية ـ رضي الله عنه ـ له قصة جميلة عندما رأى ناساً في حضرته يكرهون البنات فقال لهم: «لا تقولوا هذا إنها تفاحة القلب، هي التي تمرضني إذا مرضت، وتبكي عليَّ إذا مت».. كما تكون خالة أو عمة.. إلخ وكلنا يعرف صلة الرحم، وهذا ما يجهله الحداثي.

• أ. محمد مبروك: قضية الحجاب هل هي قابلة لأن يكون لها تأويل حداثي؟

• د. مصطفي حلمي: الأمر لا يحتمل التأويل بل هو الرفض للنص الإلهي.

• د. إبراهيم الخولي: موقفهم من المرأة امتداد لمبدأ اللذة والشهوانية الذي يدينون به، حين تحتشم المرأة وتخفي زينتها وتتستر.. حين تعتز بطهرها؛ يُحرم هو من هذا التمتع الذي جعله الإسلام تمتعاً حراماً حين أمر بغضِّ البصر وحين وحين وحين...، هو يريدها سلعة مباحة، والمرأة الآن في المنطق الغربي سلعة مباحة.. بكل المعاني حين توضع فتاة الغلاف.. حين تستخدم في الإعلان، وحين تقدم في الحانات للمتعة، وحين يقال إن نص القرآن ليس فيه لفظ حجاب؛ فإن هذا كذب على الله، واتجار بأمور لا يفقهون منها إلا ما لقنهم أربابهم من المستشرقين؟

البيان: «الدياثة الفكرية»، و «الإيدز الثقافي» مصطلحات شاعت في السنوات الأخيرة؛ تعبيراً عن الانفلات الثقافي في ظل الترويج للعولمة والسعي في أمركة المجتمعات الإسلامية.. هل يمكن تصور مقاومة من الحداثيين لفكر العولمة في ضوء ما يؤمنون به من أفكار؟

• د. مصطفى حلمي: لا يمكن للحداثيين بالطبع مقاومة فكر العولمة؛ لأن ما يؤمنون به من نسبية يفتح الباب على مصراعيه أمام قيم العولمة، بدءاً بالأخلاق وانتهاء بالولاء والواقع يشهد بهذا، وقد رأينا كيف تخلى كثير من اليساريين ممن أصيبوا بداء النسبية؛ تخلّوا عن عقيدتهم الثورية ـ بغضِّ النظر عن صوابها أو خطئها في تقييمنا ـ وانقلبوا دعاة للتطبيع والعولمة والقبول بهما كأمر واقع، أما القلة منهم ـ إن وجدوا ـ من دعاة القومية المستقلة الذين يرفعون شعار المقاومة فهم يعانون من مأزق التعارض بين ما يؤمنون به من نسبية وما ينادون به من خصوصية يمكنها أن تسقط المطلق الحداثي؛ إذ لا سبيل لتفضيل شيء على آخر وفقاً لنسبيتهم، ومن ثم فلا مجال للمقاومة لديهم، وهذا مأزق لدى البعض منهم، أما إذا تحدثنا عن عمالة الكثيرين كما لبعض الدوائر الغربية، كما أكدت عدد من الكتب الصادرة أخيراً في الغرب، اعتماداً على تقارير للمخابرات الأمريكية أُفرج عنها مؤخراً، عن تقاضي عدد من رموز الحداثة في بلادنا لمرتبات شهرية من المخابرات الأمريكية.

البيان: وكيف نقرأ واقع المجتمعات الإسلامية في ظل سيطرة الفكر الحداثي على التوجيه الجماهيري؟

• د. مصطفى حلمي: هناك انقلاب وتبدل مستمران وكبيران في منظومة القيم بين الأجيال الناشئة التي تعاني اليوم أكبر أزمة في تاريخ الأمة، ملامح هذه الأزمة تتجلى في التبدل المستمر والسريع في طريقة التفكير ونمط الحياة، وفي الملبس والسلوك وفي الطموحات التي يرمي إليها الشباب، حيث تغلب فيها المادي على المعنوي، وتشيع السلبية والعزلة الاجتماعية، وتستبدل القيم الفردية محل قيم الأمة والجماعة، اليوم تسعى الحداثة قصداً وعمداً إلى إفساد مناخ التنشئة بمختلف أبعادها، وقد رأينا حصاد ذلك في تزايد الانحرافات الأخلاقية، وتزايد العنف وسيادة قيم الاستهلاك الترفي، واستغلال الإعلام استغلالاً قوياً في استمالة الشاب للحاق بالغرب، والسخرية من المقدسات باسم الترويح، بالإضافة إلى ما تعرض له الإعلانات من ثقافة بديلة، وإذا ما نظرنا في الأمر وجدنا أن الفن هو أخطر الأدوات التي نجح من خلالها الحداثيون في تشويه المجتمع وهويته على هذا النحو.

البيان: سيطرة الحداثيين على الفن مكنهم من التوجيه الاجتماعي والقيمي، وهم اليوم بين متحدث عن مجتمع علماني فرضوه بالعصا والجزرة، ومتحدث عن ثنائية ثقافية، علمانية/ إسلامية، وكلاهما مخيف ومفزع؟

• د. علاء عبد العزيز: الفن أخطر الوسائل التي استخدمت في التغيير الاجتماعي، وتغيير السلوك والعادات، حيث بدأت إعادة تشكيل الوعي في العالم الإسلامي أو العالم العربي مع بدايات ظهور السينما في العالم العربي على وجه التحديد بدءاً من مصر، وقد أمر (نابليون) (كليبر) بإقامة فرقة مسرحية، ودعا الناس إلى حضورها سعياً منه لتغيير عادات المصريين.

ثم أتى الفن السينمائي، وكان لسان حال الغرب بعاداته وتقاليده، فالقيم الجديدة تأتي عن طريق الصورة وعليك أن تتلقاها، وأنت تتلقاها يحدث (التسريب اللاشعوري إلى الوجدان)، فعند المشاهدة ترى رجالاً يحتسون الخمر في الإفطار.. تفاجئ بعادات وتقاليد غريبة على واقع المجتمع؛ رجال تقبل النساء، النساء ترتدي أزياء عارية... ومع الوقت تحدث الإزاحة التدريجية للدين والقيم والتقاليد و.. و... إلى الهامش، وتحل الصورة محل كل شيء في الاقتناع، ولهذا يصح القول إلى حد كبير إننا نحيا ثنائية ثقافية في حال غيبة الوعي في المجتمع.

• أ. محمد مبروك: في رأيي أن الفن أخطر سلاح في العالم بعد القنبلة الذرية.. إذا لم يعِ الإسلاميون هذا فإنهم سيضارون ضرراً بالغاً، فهذا السلاح إذا لم تستخدمه أنت استُخدم ضدك، المصيبة الكبرى أن غالب المسلمين لا يعون هذا بالفعل، وأن هناك تكاسلاً وتغافلاً إسلامياً في هذا المجال، ونتيجة أني تغافلت وتكاسلت عن إنتاج إبداعات خاصة بي ومدارس فنية تتعلق بتياري، هذا أعطى فرصة للحداثيين أن تذاع مداركهم وأفكارهم، صحيح أنهم يُدعمون وأن هناك مؤامرات، ولكن الخواء في إبداعي أنا أعطاهم الفرصة أكثر، وهذا يجعلنا نقف وقفة طويلة أمام السينما والفن، فأنا في رأيي أن الفن الآن ليس مجرد مهم وذا تأثير كبير على الناس، ولكنه أخطر سلاح يمكن استخدامه في التغيير الاجتماعي والثقافي.

• د. علاء عبد العزيز: أنا لا أهاجم السينما ولا المسرح ولكن هذه الوسائل والفنون مثلها مثل السكين قابلة أن تطعن بها وقابلة أن تستخدمها في منافعك، وتحويل استخدامها إلى شيء سيئ عيب في المستخدم لا في الأداة، وهذا يسري على جميع وسائل وأدوات تشكيل الوعي من الصحافة والتلفزيون والمذياع والكتب؛ إذ هي وسائل في حد ذاتها.

• د. إبراهيم الخولي: لكن من بين الفنون ما هو محرم كالباليه، والنحت.

• د. علاء عبد العزيز: الفن التشكيلي ليس له أي تأثير على مستوى رجل الشارع وكذلك الباليه، ولنتكلم بصراحة؛ فالناس تنظر إلى الفن التشكيلي على أنه حرام، وهذا متأصل لا شعورياً بداخلهم، فالصلة منبتة بينهم وبينه لأنه «شغل خواجة»، ولهذا ليس له أي مردود في الشارع.. والنحت كذلك، حتى المسرح تقلص.

أما السينما والتلفزيون باعتبارهما أكبر وسيلتين لتغيير السلوك الاجتماعي، فعندما تنظر لتجد أن الممثل يتحول إلى مثال يحتذى على مستوى الملبس والسلوك والشكل، كما يتم محاكاته وتقليده على مستوى الكلام والحوار والألفاظ، واللوازم وطرق الحديث، أصبحت الأفلام والمسلسلات هي مصدر ثقافة الجماهير، حتى أدق وأخطر المعلومات التاريخية صارت تُستقى من الأفلام، وهذه خطورة السينما في توجيه وتغيير وتعديل السلوك.

البيان: يعترف كثير من أهل الفن أن نسبة ضخمة من الأفلام والمسرحيات مستوحاة من أعمال فنية غربية، وغالباً ما تكون منقولة بتفصيلاتها، وبما تحمله من معالجات تختص بالواقع الغربي يقدرها البعض بـأكثر من 80%.

• د. علاء عبد العزيز: ليس على مستوى بناء الأعمال فقط ولكن ـ أيضاً ـ استيراد ونقل المصطلحات والمدارس الفنية التي في الغرب دون أي وعي بمفهوم الخصوصية الثقافية، وهذا كارثة.. المسرح العبثي مثال واضح على ذلك.. أيضاً رأينا أن مفهوم التجريد في الفن الإسلامي يختلف تماماً وكلياً عن مفهوم التجريد في الفن الغربي.

حتى الفن التشكيلي تؤخذ مدارس لا يجوز أن تؤخذ مثل المدرسة الانطباعية، مثلاً في رسم اللوحات تكون الألوان في الغرب نتيجة لغياب الشمس ألواناً باهتة ضبابية.. المنازل أسقفها مائلة لأن المطر غزير.. تفاجئ في لوحات الفنانين التشكيليين العرب ينقلون هذا كما هو دون أي تغيير، أما بالنسبة للألوان عندي فالشمس عندي واضحة الإضاءة كل شيء عندي واضح.

كذلك على مستوى الزي، وشيوع مفهوم الموضة، فالسترة المأخوذة من ستر الجسد، تحولت هذه السترة إلى أنها تطوّل وتقصّر دون معايير أو ضوابط دينية للزي عند المرأة.

حتى العمارة فالعمارة لها فلسفة لها رؤية إلى الكون والحياة؛ في الماضي التركي الإسلامي كان هناك الحرملك والسلاملك مأخوذة من: «الحرام لك، والسلام لك»؛ مكان لك الحق أن تدخله، ومكان ليس لك الحق في أن تدخله، لكن تحت دعوى الضرورة وظروف المعيشة الجديدة نجد الجدران قد أزيلت والأبواب مفتحة؛ إذن زوجتك مباح النظر إليها عبر هذه المساحة الفسيحة داخل البناء.. هكذا تتمدد الحداثة دون وعي منا.

البيان: يرى بعض المراقبين للساحة الإسلامية والعربية أن تغلُّب الحداثيين على الساحة وإقصاء قوى الأصالة ليس إلا صورة من صور التغلب بالقوة، وأن الهزيمة التي منيت بها هذه القوى لم تكن أبداً ثقافية، وإنما أمنية بالدرجة الأولى، ولعل أقرب تعبير يحضرني في تصوير آليات المواجهة هو تعبير تشومكسي في توصيف السلوك الأمريكي بـ «إسكات الديمقراطية» مع الفارق طبعاً، كما أنه أشبه بسلوك شارون في المواجهة مع الفلسطينيين، هكذا يصنع الحداثيون، فإذا كان الأمر كذلك فكيف تُتصور المواجهة؟

• د. إبراهيم الخولي: المواجهة مع العلمانيين تتناول كل الأبعاد، تتناول ما يطرحه كفكر، تتناول دعوته وتبشيره لهذا الفكر، وتتناول موقفه العملي في ضوء هذا الذي يتبناه من الدين والتراث عندنا كوني أنتهي في النهاية إلى إصدار حكم عليه أو لا أصدر حكماً ليست هذه هي القضية التي تعنيني، لكن أقول ما يطرحه فلان من الحداثيين ينتهي في التقويم الإسلامي إلى كفر، ما يبشر به ينتهي إلى حرابة في مجتمع الإسلام، حين يدعو إلى الإلحاد، فحين يأتي علماني يعتقد ما يشاء.. في جلساته الخاصة هو حر، لكن حين يعتلي منابر إعلام ومنابر فكر وينشر ويدعو ويصبح داعية إلحاد في مجتمع المسلمين؛ يدخل تحت حد الحرابة والإفساد في الأرض، فإن لم يتب يطبق عليه حد الردة وحكمت المحاكم على أمثال هؤلاء بالردة وإن كانوا هربوا أو أخرجوا، وأذكر هنا قول الله ـ عز وجل ـ: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْـمُرْجِفُونَ فِي الْـمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلا قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيـلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 60 - 62]. سنة الله في المجتمعات قاطبة أن تطهر مجتمعاتها من الهدامين فيها، الشيوعيون صنعوا هذا والرأسماليون والدنيا كلها تطهر مجتمعاتها مما تعتقد أنه هدم، ونحن بالمقياس الإسلامي عادلون تماماً، وإلى أبعد حدود التجرد في إعطاء هؤلاء حق أن يعتقدوا ما يعتقدون، لكن حين يتحول من معتنق إلى داعية وإلى مبشر وإلا فلم نواجه نحن التبشير في بلادنا فلنترك هؤلاء على الأقل يبشرون بدين يزعم له أنه دين، لكن أن يبشر بإلحاد، وهؤلاء جميعاً ينطبق عليهم قول الله ـ تعالى ـ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية: 23] نحن لا نحاول مع هؤلاء إلا بمقدار إقامة الحجة عليهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 164].

• أ. محمد مبروك: في المواجهة مع العلمانيين والحداثيين لدي ملحظان مهمان للغاية:

الأول: يتعلق بما له أولوية في المواجهة، فينبغي ألا نشغل بالنا أكثر بالأساس الفكري للحداثة، وهو الإلحاد والانتماء إلى إحدى المدارس العلمانية وجودية أو براجماتية، فينبغي أن ينصب النقاش على أساس الفكر الحداثي، ولا نسمح لهؤلاء أن يجرونا إلى قضايا فرعية أو جزئية يسترون خلفها إلحادهم، قد يكون الرد على الشبهات بشأنها مهماً لكن الأهم حصر الحداثي في فكره، وتناقضاته، ومن هنا أؤكد على المفكرين الإسلاميين الذين يواجهون العلمانية ألا يسمحوا للحداثيين في الحوار بسحبهم نحو قضايا فرعية متعلقة بالإسلام كمسألة المرأة والحرية الشخصية، أو الجمع بين التراث والمعاصرة ويحاول المسلم أن يقنعه بأن الإسلام فيه كذا وكذا من الميزات، فتتحول المسألة إلى انتقاءات كمية هل هنا أفضل أم هنا كل هذا له مرتبة تالية، أما القضية الأساسية مع الحداثي فهي إلحاده، والذي يهمني مواجهة هذه الأفكار الحقيقية التي تنتمي إليهم، والتي تمثل الإلحاد والعجز الفكري الغربي، لذلك على الإسلاميين أن يقفوا في هذه المنطقة، ولا نعني بذلك التهوين من الرد على الدعاوى التي يعلنونها، ولكن الرد على الدعاوى التي يعلنونها تأتي في أولوية تالية.

وأما الأمر الثاني: فيسير متوازياً مع مواجهة الأسس الفكرية، هو بذر الثقة بالنفس في عامة الناس، وبالتالي لا أستبعد أن أقول أن ما لدي أفضل مما عندهم، فالعامة لهم ما يناسبهم من الخطاب، والمثقفون لهم أيضاً ما يناسبهم من نقد وتعطيل للأطر الثقافية التي يتحرك فيها الحداثيون، ومنطق العامة أن أدعم وأقوي الثقة بالذات، فهناك تفاوت في المستوى والاستيعاب لهذا علينا التعامل مع كلا المستويين.

البيان: سؤال أخير كثيراً ما يلح علينا، وهو أن المراقب لجميع المعارك التي وقعت مع العلمانيين والحداثيين من جهة وقوى الأصالة من علماء ودعاة وغيورين؛ بدءاً بمعركة تحرير المرأة مع قاسم أمين، ومروراً بالإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق، ووصولاً لمعركة القرآن في الشعر الجاهلي لطه حسين، وانتهاء بمعارك مثل الوليمة وقوانين المرأة نجد إذا ما بحثنا في السياق التاريخي لهذه المعارك أن قوى الأصالة هي التي انتصرت وألجمت دعاة «الغربنة»، لكننا نصدم فيما بعد بالنتائج الفعلية تصب في صالح «الغربنة»، إذ حرفت حقيقة هذه المعارك ووقعت الأجيال الجديدة في الخديعة ودفع المجتمع نحو مزيد من العلمنة.

• د. مصطفى حلمي: في الحقيقة أن مسألة مثل هذه تحتاج إلى تقصٍ ودراسة عميقة، وتتبع لما كان يجري، ولكن باختصار هنا يحضرني كلام لمالك بن نبي ـ رحمه الله ـ حول قيام قوى الاستعمار باصطناع هذه المعارك، واصطياد وقودها عبر الإغراءات المادية والمعنوية، والزج بهم في هذه المعارك، لكن مع إقامة الحجة وبيان الحق للناس، وانحياز المجتمع لحقائق الإسلام، إلا أننا نجد أنه ومع مضي الوقت تبدأ قوى الاستعمار في اتخاذ تحركات فعلية، وتحركات من شأنها أن تطور الأمر في الاتجاه الذي تريده، والأمر بالنسبة لها لا يعني سوى الكمون شيئاً من الزمن حتى ينسى الناس هذه المعارك، حيث تقوم هذه القوى بعمليات مخططة ومنظمة من تشويه قوى الأصالة وشغلها في معارك جانبية مستمرة، مع ما يتم من تركيز الأضواء على مسائل ورموز بعينها تفرض مع الوقت المشروع التغريبي، كما تقوى بإنساء المجتمعات حقيقة هذه المعارك وما نجم عنها، ثم تقوم بدهاء وخبث شديدين، وباستخدام آلة الإعلام الجبارة، بإسدال ستار الصمت والنسيان حول النتائج الفعلية لهذه المعارك، ثم تشرع في عملية إبدال وإحلال مستمرة للمفاهيم والسلوكيات يتناسى الناس معها هذه المعارك في ظل واقع ضاغط، ويسلمون لكل الرؤى التي تفرضها عليهم هذه القوى عبر عملائهم، ومن هنا، فإن تحكم هؤلاء ـ أو لنقل تمكينهم ـ من توجيه الساحة الثقافية والإعلامية والتعليمية، يمكنهم من تزييف الوعي بحقيقة تلك المعارك. وفي الجهة الأخرى نجد أن قوى الأصالة تفتقد إلى تدوين هذه المعارك تدويناً أميناً يسهل من عملية التواصل بين أجيال الأصالة، ثم ما يشغل به هؤلاء قوى الأصالة من معارك جديدة لا تنتهي، والتشويه المستمر لهم، يفتح الباب واسعاً أمام إضعاف أثر قوى الأصالة في توجيه المجتمعات، ومن هنا فلا بد من استرجاع هذه المعارك وتوثيقها، وتوعية الأجيال بها، والبناء عليها، خاصة في ظل إفلاس الحداثة والعلمنة وانكشاف أوراقها.

Post: #60
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: ديامي
Date: 10-03-2003, 09:10 AM
Parent: #59

ما دار في هذه الندوة إن صح أن نسميها ندوة ـ هو مجردهجوم على الحداثة والحداثيين ونقلي لها هنا لا يعبر قطعا عن توافقي مع ما جاء فيها من آراء ولكني أرجو أن يتم نقاش حولها
هل الحداثة هي موقف أدبي يناقض التراث
أم أن الحداثة هي نظرية يتشابك فيها الأدبي والاجتماعي والديني وحتى أكون من أنصارها أن أتبنى خط الوجودية أو البرجماتية ؟؟؟
وهل بالضرورة إن كنت من انصار الحداثة أن أكون من معادي القرآن والسنة ؟

Post: #63
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: abuguta
Date: 10-03-2003, 09:44 AM
Parent: #60

شكرا
ديامى
على هذا البحث الطيب
بس ياخوى دكاترتك ديل كلهم عرب ما بقنعونا
نحن عاوزين نبقى زى الغرب فى اى حاجة

حتى لو دخلو جحر ضب خرب لدخلناه معاهم كيف يقولو عنا متخلفين
لسع بنكتب الشعر بالقوافى وقواعد الخليل...وقبل كدا انا قلت ربنا خالق البشرية تحدى الشعر العربى حين انزل القران...فالشعر ذو القوافى دا ...بعد مانكتب القصيدة النثرية..ثم..اللاتينية..ثم الرطانة ثم...الصامتة...ثم الخيالية...ثم الوهمية...سيظهر غربى محنك فى القرن الرابع والعشرين....يكتب مثل المتنبى وقتها نرجع نقول ايوة دا ما كان اجدادنا قالوه قبل كدا....ممكن يكون كلامى دا خارم بارم...لكن دا انا بسميه جنون الحقيقة...او حقيقة الجنون...ياعالم ليش نقلد الغرب...حتى المستدلين الفطاحلة كان استدالهم بمدارس غربية ومنظرين غرب....

انا الذى نظر الاعمى الى ادبى
واسمعت كلماتى من به صمم
دكتور هندى فى علم اللغات قال مرة فى احدى محاضراته لو كان طاغور يفهم فى اللغة العربة ومر على بيت المتنبى المذكور اعلاه..كان ترك مدرسته هذه
وتسلمو

Post: #65
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-03-2003, 11:41 AM
Parent: #59

الاصدقاء والزملاء الأعزاء
اسهاما في هذا الحوار الحيوي الجاد الذي فتحه الناقد عبد المنعم مشكورا
فانني احيل اولا الى ردي في شأن طرح وتساؤل الدكتورة بيان ضمن بوست آخر ، حيث طرحت فهمي لهذا الشكل الذي اتبناه واعبر من خلاله ، وفي السياق اوردت شروط هذه القصيدة والتي منها :
السردية*
التماسك أو التجانس العضوي*
اللاوظيفيةأو المجانية ( ليس بمعنى العبث وانما بمعنى تحريرالكتابة من الاستعمال السياسي الايديولوجي )
بمعنى نفض الغرضية النفعية
وهنالك ايضا التكثيف اللغوي( توتر الكتابة) وعدم الترهل الناجم عن التداعي بعيدا عن الفكرة المركزية
للنص
كل هذه الشروط ترتبط بالنموذج الذي تلمست ملامحه سوزان برنار عن طريق رصد التجربة الفرنسية، على صعيد هذا الفن الادبي المميز، منذ بودلير وحتى تاريخ صدور كتابها الشهير والمرجعي في هذا الشأن
ولكن فاتني في تلك المداخلة أن احيل على أول مرجع عربي بهذا الخصوص ، وربما او تجربة ريادية في غلافين، أعني مقدمة مجموعة الشاعر اللبناني انسي الحاج الموسومة ب ( لن ) حيث نجد بيانا شافيا لمصادر هذه القصيدةفضلا عن اولى محاولات رائدها عربيا ( انسي )الذي اطلقها مع ادونيس والماغوت من خلال مجلة ( شعر اللبناية )
غير انني اود أن اضيف هنا خواطر اجدها هامة لم اذكرها قبلا منها
:
اولا - اشكالية المصطلح نفسه ، فهو من الوهلة الاولى يخلق تشويشا والتباسا لدى المتقى بسبب الجمع بين النقيضين ( التقليديين ) القصيدة و النثر ، حيث ترسخ المصطلاحان تاريخيابذاكرة محددة ومنجزة ، وبالتالي يصعب على المتلقي الجمع
بينهما ، وهذه اولى مشاكل تلقى هذا الشكل الفني
لذلك نجد كثيرا من الناس يذهبون الى التساؤل البرئ :كيف يجتمع بلح الشام مع عنب اليمن ! ) طبعا في الفن كل شئ جائز ، ولكن ماحدث هو أن ان مصطلح ( قصيدة النثر ) لا يعني الجمع الاجرائي بين النثر ، ،كفن مستقل والقصيدة الشعرية على صعيد واحد ، بمعنى انه لا يجوز ، نقديا ،الفصل بين المفردين اثناء فحص الظاهرة ودراستها ،حيث ان المصطلح انما هو من قبيل الاسم العلم المركب تركيبا مزجيا ( مثل حلو مر ، أو نيويورك ،أوضو البيت ) اذ لا يجوز فصل أو تفكيك عنصري التركيب من اجل فهم آلية عمل الظاهرة المصطلح عليها ، والا فانك ستصل الى ما لا علاقة له بالهدف ، اي ستعمل خاج الحقل الدلالي ، فما الذي يجمع الحلو مع المر، وهما نقيضان ؟ ورغم ذلك فهنالك وجود فاعل ومستقل لما نطلق عليه ( الحلو مر)0
هذه اولى المشكلات التي اود ان انبه اليهاوالتي يقع فيها كثير من النقاد انفسهم، ناهيك عن القارئ البسيط الذي يريد ان يستهلك فقط ، دون وجع رأس ، اقصد الكسالى بين القراء ، حينما يعمدون الى فحص الظاهرة النثرية داخل هذا الشكل الفني المستقل والمتمايز
اذن فقصيدة النثر ليست شعرا خسر بعض خصائص الشعر ، ولا هي نثر فقد بعض خصائص النثر ، وانما هي طرح فني جديد له شرط وجود مستقل وغير
منسوب الى سوابق على سبيل التبعية ، فكلمة نثر الواردة في المصطلح لا ينبغي أن تحيل بالضرورة الى النثر الفني ، اذ لذلك شروطه الخاصة به( النثر) ، ولكن السؤال المشروع في هذه الحالة هو : اذن فما سبب اطلاق مفردة نثر؟ أو لماذا لم يتم اطلاق مصطلح آخر بسيط وأكثر دلالة على هذا الشكل الجديد، بدلا من الركون الي مزج مصطلحات اخرى؟
في الحقيقة أنا شخصيا طالما طرحت هذا التساؤل المشروع ، ولم اجد حتى الآن مسوغا مقنعالهذه التسمية ، غير اني التمست مبررا ما من نوع توافر عنصر ( السردية ) في كليهما، ولكن اصطدمت بحقيقة أن بعض النثر ليس سرديا ، كالخطب مثلا والرسائل وحتى الخواطر وغيرها ، بجانب ان عنصر السردية متوافر ايضا في الشعر التقليدي خاصة المتعلق منه بالمسرح
اذن فالسردية ليست صفة محتكرة من جانب النثر التقليدي ، وبالتالي فانها لا تخصه ، كما لا تخص الشعر ، ومن هنا فان ( قصيدة النثر ) اذا ما تبنتها ( اي السردية ) فانها لا تكون قد اتكأت على منجزات غيرها بقدرما استفادت من معطى متاح 0
وكذلك الحال بالنسبة للتماسك العضوي وبقية العناصر ، فهي جميعا متاحة سلفا لكل الاجناس و( قصيدة النثر ليس بدعا
اذن فما الجديد الذي اتت به قصيدة النثر ؟
انها التوليفة أو الصيغة الخاصة بها، اعمادا على عناصر التعبير المطروحة امام الاشكال كافة ، طريقتها في المزج ( وصفتها السرية ) وهذه واضحة للعيان لا يختلف عليها اثنان ، فهي مختلفة في تناولها حتى للغة المشاع ايضا .. هذا هو الجديد بالضبط في نظري 0
وفي الحقيقة وبناء على ما تقدم استطيع ان اطالب بتمييز هذا الشكل الفني المستقل .. ( آها بالمناسبة الاستقلالية هي ايضا من شروط قصيدة النثر ، فلقد نسيت ان اذكر ذلك في موضع الشروط ) عموما اطالب بأن لا تعتبر قصيدة النثر ( شعرا ) فهي لا تحتاج الى ذلك لكي تكون وتتطور ، واذا كانت تنطوي على شعريتها فان كل الاجناس الادبية لها شعريتها الخاصة التي تستمدها من ادارة تناغم عناصرها المكونة لها ، وربما لهذا السبب اقترحت قبل هذا اطلاق اسم ( قاصد أو قصاد ) على الشاعر ، حيث ان الروائي الجيد شاعر ايضا والقاص والتشكيلي ، والسينمائي ، لكل من هؤلاء شعرية شكله التعبيري ، كما يجئ اقتراحي هذا في نطاق تفريقي بين القصيدة والشعر ، حيث ان القصيدة نظرية لها ملامحها التي يمكن تقصيهاوتحديدها ، وأما الشعر ، فهو الشعرية - اللذة ، على النحو الذي طرحه رولان بارط و كمال ابوديب ( في الشعرية ) وعموما فذا موضوع مستقل يمكن الحديث عنه في مكان آخر

أخيرا فانني - بناء على ماتقدم - اظن ان معظم ما كتبته اقلامنا السودانية على هذا الصعيد يقع ضمن ما يمكن ان نطلق عليه ( الشعر المنثور ) وليس قصيدة النثر ، وذلك بسبب تعويلنا الشديد على ( الصورة الشعرية ) وهي كما ترون ليست ضمن شروط قصيدة النثر التي تخلصت منها ، فهي تبحث عن لذتها أو شعريتها فيما هو خارج الصورة بالذات ، اعني توليفة العناصر المذكورة اعلاه ومعالجة بناء النص وفق آفاق تلك العناصر
عموما لي عودة الى هذا الموضوع

Post: #67
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: abuguta
Date: 10-03-2003, 12:14 PM
Parent: #65

الاستاذ محمد عبد القادر
لك احترامى
طرحك غريب شوية..بجد كدا اثلجت قلبى الواحد زاد فهم حبتين
عموما انتم اكتبوا ونحن نقراء لاننا مازلنا بسطاء فى هذا المجال
بس مع انك من رواد هذه المدرسة على حسب الاستدلالات السابقة...اسحبو كلمة قصيدة...وخلوها على حسب كلام الاستاذ بشرى الفاضل .. نثر كثيف..
افتكر دا اجمل اسم ليها...بس اهلها الجد جد بوافقوكم على الاسم الجديد...عموما نحن كسودانين عاوزين تعريف اكثر وضوحا وفهما لهذا النوع...لكى نتعامل مع فهمه والا لا يجد له اذن صاغية
وتسلم يامبدع

Post: #61
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-03-2003, 09:17 AM
Parent: #1

اشكرك ديامي على هذه المساهمة
لكن الحداثة هي اصلا ضد اراء هؤلاء المحافظين من الاسلاميين
المشاء

Post: #62
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-03-2003, 09:32 AM
Parent: #1

حتى لاينفلش النقاش فان المسالة الان هي حول تعريف قصيدة النثر وماهي نماذجها بحسب ما طرحه الفيا وهل ان ذلك صحيح علميا في ضوء العروض وهل ان النماذج المتخيلة باعتبارها النماذج الاولى لقصيدة النثر السودانية هي صحيحا كمرحلة اولى وفقا للمعيار العروضي
المهم الكرة الان في ملعب الفيا
المشاء

Post: #64
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-03-2003, 09:53 AM
Parent: #62

لا عروض و
لا يحزنون فى قصيدة النثر لتخليها عن الموسيقى

ان موسيقى البيت انما جاءت من حركات وسكنات
منتظمة
اذا استطاع احد ان يوزنها على العروض يمكن بعد ذلك وزن الخواطر والقصص القصيرةوالمقالات السياسية والادبية و تفسير االاحلام
وكلامى هذا

قصيدة النثر هى قصيدة ضد النغمية وتنادى للا نغمية فكيف توزن
قصيدة النثر على عامود الشعر وهى تمردت على الاوزان والبحور
والتفعيلات
نسأل الله السلامة والعافية
؟
بالله احترم عقولنا

Post: #66
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-03-2003, 12:05 PM
Parent: #64

عفوا اود أن اضيف شيئا
وهو انني استبعدت عنصر مجافاة( الوزن ) كمسوغ لتسمية هذا الشكل الفني على هذا النحو ( قصيدة النثر ) ، وذلك بسبب ان هنالك نثرا موزونا ( النظم ) مثل الالفية
لذلك لزم التنويه والاضافة
وشكرا

Post: #68
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-03-2003, 02:23 PM
Parent: #66

اخي ابوقوتة
تحية طيبة
اشكرك على اقتراحك بأن نطلق على هذا الجنس الفني ( نثر كثيف ) بناء على اقتراح المبدع الكبير د0 بشرى الفاضل
ولكن يبقى سؤال : لماذا تركنا كلمة نثر وحذفنا كلمة قصيدة؟ هنا المشكلة ومحل الخلاف
هل لأنها غير موزنة بايقاع منتظم ؟ فهذا ليس مبررا كافيا للتفريق بين الشعر وغيره ، وكما قلت آنفا فان هنالك نثرا موزونا وهو مايطلق عليه النقاد التقليديون ( النظم ) مثل ألفية ابن مالك ، وغيرها من المنظومات التعليمية وبالذات الدينية منها فهذه اخرجها التقليديون انفسهم من حظيرة الشعر ، لانتفاء الصورة وغياب الوحدة الموضوعية وغير ذلك من اسباب
وفي الحقيقة فان مصطلح نظم غير دال تماما ، خاصة وان الشعر الحقيقي ايضا منظوم
وثانيا لماذا ليس ( قصيدة) ؟ هل لأن القصيدة تعني الشعر ؟ هذا ايضا غير صحيح وقد أوضحت ذلك من قبل هنا، فالقصيدة يمكن ان تكون الوطن او المسكن التقليدي للشعر ، غير انه يوجد شعر وصور وخيال وكثافة وسحر وكل سمات الشعر في القصة احيانا ( بشرى الفاضل نموذجا ) أو الرواية( ماركيز والطيب صالح ) ، أو السينما ( شعرية الصورة المرئية- فلليني وهتشكوك ).. الخ
اذا فالقصيدة يمكن ان تضم شعرا ، ويجوز غير ذلك ( في حالةالشعر الردئ أو اللاشعر )
يعني المسألة اصعب شوية. والخلوص فيها الى نتائج يعد ضربا من اراحة النفس. ولكن علينا نحاول سويا فمن يدري ؟
____________
رب اشرح لي صدري

Post: #69
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-03-2003, 02:32 PM
Parent: #64

شكرا سبيل
هذا كلامى منذ عشرات السنين يجب
اذن لمن استجلب هذا النوع من الادب
ان يخترع له اسم جديد
حتى لا يحدث التباس
اختلف معك
فى ان قصيدة نثر مثل كلمة حلومر
ومنطقك غير مقبول فى محاولة شرح لماذا قصيدة نثر
وليس شئ آخر
شكرا لك على المعلومات الثرة عن الاشراط التى تتبعها فى تبنيك لهذا الشكل الادبى
واتمنى لو يقرأ الخواض كتاب سارة بارنار
حتى يعرف ان قصيدة النثر هى اصلا قصيدة مجلوبة من الاداب الغربية لا يمكن وزنها على العروض العربى
والا صار مثل الحزاء الصينى
فنعمد على قصيدة الارض اليباب
ونخضعها لعامود الخليل
ونطلعها بيش لانها
غير متمسكة بالاوزان وبها زحافات وعلل
كل ما اتمناه ان يحترم الكتاب والنقاد
عقول المتلقين الذينا
فنحنا قد لا يكن لنا كتابات لكن نمحص ما نقرأة
وهذه التناقضات تورثنا الصداع
وشكرا لكم

Post: #70
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-04-2003, 05:32 AM
Parent: #1

الاخوة المشاركون شكرا علي هذا الحوار الرائع
كنت بعيدا عن الكمبيوتر منذ ليلة الخميس بتوقيت الامارات
وحتي صباح اليوم السبت لذلك لم اطلع علي هذه المساهات الثرة الا الان
ساعود المساهمة بعد الدوام الثاني ان شاءالله

Post: #111
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-17-2003, 08:43 AM
Parent: #70

نريد رأي محمد المكي ابراهيم
يحيى فضل الله
والطيب برير
وكثيرين يمكن ان يعمقوا هذا الحوار
______________
رب اشرح لي صدري

Post: #71
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-04-2003, 07:09 PM
Parent: #1

Quote: ما قلته يا فيا عن انني متشرد ومتسكع لن يعفيك من الاجابة عن سؤالين: الاول يتعلق بموفقك من قضايا التعبير والثاني علمي تماما حول فهمك لقصيدة النثر واذا كان لك من التاهيل العلمي ما يسمح لك بان تكون طرفا في هذه السجالات العلمية العميقة

تعلم انت ويعلم الجميع ايها الخواض
انني لم استعمل معك هذه اللغة الا بعد ان اثبت انك
لا تعرف غير هذه اللغة
لقد عاملتك بكل مثالية وحاولت ان اجد لك العذر اكثر من مرة
ولكن في كل مرة كنت تخيب ظني وظن الجميع

اما تاهيلي العلمي فلست انت من الذين يقيمونه

Post: #72
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-04-2003, 07:29 PM
Parent: #1

Quote:
سنبدا بالكلام عن السؤال الاول. فما نشر من احتجاج في الانترنت ليس كلاما في الهواء ويبدو انك تنطلق من عقلية ريفية تماما ولا علمية كيف لمن يدعي انه مثقف الشجاعة العلمية الكافية لان يصف ذلك الشكل من الاحتجاج السايبر اسبيسي بانه كلام في الهواء؟

اعتز واتشرف بريفيتي وقرويتي ورعويتي
وهو شرف ابعد من ان تناله ايها الواهم

عدم التوقيع علي المذكرة سواء كانت سايبرية او جهنمية
لا يعطيك الحق في اساءة للذين لم يشاركوا بالتوقيع فيها
وانت بذلك تكشف عن عقليتك الدكتاتورية الاستبدادية وعن جهلك الفاضح بالديمقراطية
التي تتستر وراءها
فيجب ان تعلم ايها الواهم ان عدم التوقيع في حد ذاته موقف وتعبير عن راي مثله مثل التوقيع تماما،

Post: #73
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-04-2003, 08:17 PM
Parent: #1

Quote: السؤال الثاني علمي تماما وهو ان اختيارك لنص عاطف خيري كان خاطئا ويكشف عن خلل في معرفتك بالعروض ذكرت ان الامر يتعلق بالقافية لكن ذلك غير صحيح هنالك مقاطع مورونة واذا عرفتها فهذا يعني ان هذا النص ليس نموذجا لقصيدة النثر واذا عجزت عن ذلك فانا على استعداد لاثبات ذلك
المهم هذا نقاش علمي
وارجو ان اسمع منك قريبا
ارقد عافية
المشاء

هون عليك ولا تشطح بخيالك بعيدا،فالامر في غاية البساطة
وقد اجبت عليه انت سلفا وكفيتني الكثير من مؤنة الرد
Quote: هنالك مقاطع مورونة

ها انت قلتها بنفسك :هنالك مقاطع موزونة
يعني بمفهموم المخالفة او بالمنطق البسط هنالك مقاطع غير موزونة
فمجرد وجود مقاطع غير موزونة يخرج القصيدة من نظام العروض الخليلي،الي نظام اخر لا اجد له تسمية مناسبة غير قصيدة النثر
فعاطف خيري لم يلتزم بالعروض الخليلي ولم يتبع بحر بعينه وان بدا لك انه يلتزم في بعض المقاطع تفعيلة المتدارك او المحدث
فاعلن فاعلن او فعلن فعلن
ولكنه احيانا يبدا المقطع موزونا وينتهي غير موزون،او يبدا بشطر غير موزون وينتهي بشطر موزون
لكل ذلك لا يمكن ان تنتمي هذه القصيدة الي العروض الخليلي وبالتالي
لا يمكنك ان نطلق عليها قصيدة تفعيلة،ولا مفر من ان نسميها قصيدة نثر
وللمعلومية ان القصيدة النثر لا تخلو دائما من الوزن
ولكنها لا تتبع نظاما عروضيا معينا

Post: #74
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-04-2003, 11:15 PM
Parent: #1

شكرا الفيا على هذا الرد
ولاسباب خارجة عن الارادة ,ساعود غدا لمواصلة هذا السجال العلمي
ارقدوا عافية
المشاء

Post: #75
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-05-2003, 03:44 AM
Parent: #1

اذا كنت جادا فعلا في المساهمة في حوار علمي مثمر
عليك اولا ان تنبذ اسلوب المهاترات وتعتذر علي ما بدر منك
من اساءات وتتخلي عن هذا الاستعلاء الموهوم
والا فان التستر بعبارات مثل العلمية والصرامة سوف لن يعفيك

Post: #76
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2003, 06:04 AM
Parent: #1

ان الاساءات التي تطلقها أيها العجب-من امثال
Quote: ان الاساءات التي تطلقها أيها العجب-من امثال
Quote: My Quote
متسكع,متشرد,وهم,واهم,حسود,حقود,مت بغيظك- لا تكفي لحجب جهلك بالعروض و تقاعسك عن العمل الجماعي في البورد للدفاع عن قضايا التعبير وحرية الر
متسكع,متشرد,وهم,واهم,حسود,حقود,مت بغيظك- لا تكفي لحجب جهلك بالعروض و تقاعسك عن العمل الجماعي في البورد للدفاع عن قضايا التعبير وحرية الراي
كما ان تلك اللغة-التي انت بارع فيها حقا-, لن تشفع لارائك المتخلفة حول الاحتجاج عن طريق الانترنت والذي اسميته انت بالهواء
سارجع قريبا لمواصلة هذا السجال العلمي
ارقد عافية
المشاء

Post: #77
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-05-2003, 06:39 AM
Parent: #1

منك نتعلم
وكما تدين تدان
فانا لست المسيح
والبادي اظلم، ام تريد ان تعمل بالمثل
ضربني وبكي وسبقني فاشتكي، لا عليك ان تتحمل عواقب عملك
وعلي نفسها جنت براقش

Post: #78
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2003, 07:02 AM
Parent: #1

اذا كنت ايها العجب ترى ان الانترنت هو مجرد هواء,فلماذا انت هنا في هذا الهواء الذي اسسه بكري ابوبكر؟

وارجو الا تضيع وقتك في سجال انت غير مؤهل له.
فعليك ان تاخذ حصصا اضافية في العروض.
وشايف بيان افتتحت لها بوستا مبسطا عن الاوزان الشعرية ,فيمكنك الذهاب الى هنالك لمحو اميتك العروضية
واذا لم يرق لك ذلك,ففي مهجرك الاقتصادي الكثير من الكتب المبسطة لشرح العروض.
وبعدها ستكون مؤهلا لمثل هذا السجالات العلمية
ارقد عافية
وساعود قريبا لكشف جهلك بالاوزان الشعرية وبقصيدة النثر ايضا.
ارقد عافية مرة تانية
المشاء

Post: #79
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-05-2003, 09:30 AM
Parent: #78

يا خواض
انت الذى بدأت بالشتم
على ما اذكر
وتانى
اتمنى انك تجى بوست العروض
لانى انا لا اظن انك تعرف العروض
ةكلامك عن قصائد سعدى وعروضها غير صحيح
اذ اننى استشرت فيها شخصا يدرس( كسر الراء) العروض فى المستوى الجامعى و وفوق الجامعى لمدة 20 سنة
وله كتابات وهو نفسه شاعر
وامن على كلامى الذى قلته لك فى بوست سعدى والاوزان
ان تلك القصيدة لا يمكن ان توزن على التفعيلات
ولا البحور
التواضع سمح

Post: #80
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2003, 10:07 AM
Parent: #1

شكرا بيان هذا نقاش علمي
ولا اعرف من الذي قال لك هذا الكلام بخصوص نصوص سعدي يوسف, لكنني ساسالك عن معرفتك الشخصية بالعروض باعتبارك دكتورة كما تروجين لنفسك ؟
فقد ذكرت ان محمد عبدالحي هو رائد قصيدة النثر في السودان من خلال ما نشره من اشعار في نهاية الستينيات كما تحدثت ايضا عن القيوم وفي ظني انك تقصدين على عبدالقيوم فاذا كان ذلك صحيحا فارجو ان تقومي بنشر النص او النصوص الشعرية التي كتبهاعلي عبدالقيوم باعتبارها كما ترين قصائد نثرية واذا كان ذلك شخصا اخر فارجو تعريفنا به وايراد نصوصه
كما ارجو ان تنشرين لنا النصوص الشعرية لمحمد عبدالحي في اواخر الستينيات -كما زعمت -باعتبار انها النصوص الرائدة في قصيدة النثر السودانية
فهذه فاتحة لنقاش علمي
فالعروض لا خلاف حوله لانه شكل علمي
ومرحبا بك في هذا النقاش بعد ان تنشرين لنا تلك النصوص المزعومة
وبهذه المناسبة هل في رسالتك عن الدكتوراة باب او فصل عن الموسيقى الشعرية عند عبد الحي؟
ثم ما هي المؤسسة الاكاديمية التي حضرت فيها رسالة الدكتوراة؟
ومتى تاسست هذه المؤسسة؟
وما هي الجهة التي اسستها؟
وما ذا كان الهدف من تاسيسها؟
وهل ذلك ينسجم مع المشروع الحداثي الذي طرحه عبدالحي؟
واذا ثبت عدم الانسجام,فلماذا وافقت تلك المؤسسة على التحضير عن حداثي مثل عبدالحي؟
وهل هذه المؤسسة لها تاريخ في التعليم والتحضير عن الحداثة وقضايا التنوير؟
وهل ان رسالتك للدكتوراة هي تطوير لرسالتك عن الماجستير؟
وعماذا كانت رسالتك للماجستير؟
وما هي المؤسسة الاكاديمية التي حضرت فيها؟
ارقدي عافية
المشاء

Post: #82
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-05-2003, 11:16 AM
Parent: #80

والله حالتك تحنن
شديد دا نقاش
علمى
ولا امتحان

شوف اعمل اى محاور فى الادب
وخلينا نتناقش فيها ولكن اوريك شهاداتى عشان اناقشك دى حاجة مضحكة
لانى لو اسع سالتك نفس الاسئلة
حتتطلع صفر
بنفس الاستاندرد بتاعك

بعدين يا حامل الاسرار الادبية البخليك عندك الكتب انت والاخرين لا
شنو
عشان تعرف الضلالات العايش فيها
اوريك بس مصادر الكتب المتاحة
مكتبة الاستاذ محمود احمد الامين الخاصة
هو خريج ليدس كلية التربية 1959 دبلوم متوسط
ثم بعث الى الجامعة الامريكية بيروت احرز بكالريوس فى الاداب
لديه مكتبة باللغتين العربية والانجليزية
كل مجلات شعر و الكتب التى صدرت فى فترة الستنيات
2- مكتبة بخت الرضاء
3 مكتبة المعهد العالى للموسيقى والمسرح
4 مكتبة بيلى جامعة تمبل فلادلفيا بنسلفانيا
5مكتبة بنسلفانيا
وكل الجامعات الامريكية عن طريق الانترلون
6مكتبة السودان جامعة الخرطوم
7 متكتبتى ومكتبة زوجى الذى تعرفه جيدا
8ومكتبة الاخ عبدالطيف على الفكى التى خزنها عندنا عند خروجه
9مكتبة الجامعة العالمية الاسلامية بماليزيا
غير الاصدقاء و الجيران


اما تخرجت من اين تجدها فى المقال الذى كتب عن دراستى
وانا فخورة بأى مؤسسة انضممت اليها
متعلمة او معلمة

اما فهمى لقصيدة النثر
راجع قصائدى التى كتبتها فى دقيقة للواحدة
حتعرف لو انى عارف قصيدة النثر ولا لا
يا سيدى
المعرفة هذه ليس اسرار سماوية وهى متاحة لاى شخص
وليس هناك كتب تكون لديك أنت و عجزنا نحن على الحصول عليها
لانه بأختصار ليس فى رأسك ريشة ونحن لا
ما الذى يجعلك انت تعرف قصائد على عبدالقيوم و محمد عبدالحى فى الستينات و انالا؟
ام ان هناك كتب صنعت خصيصا لك
وممنوعة للاخرين

هذه كلها تساؤلات مريبة وغريبة لشخص يقترب من الخمسين
فأنا اتمنى ان تكون مثل الآخرين لانك ليس اعلم شخص اعرفه او افهم شخص
فالتواضع على علم هو صفة حميدة
والتعالى على علم مزمة
والتعالى على جهل هو مزمة ونقص

Quote: لكنني ساسالك عن معرفتك الشخصية بالعروض باعتبارك دكتورة كما تروجين لنفسك


للاسف انا لا اروج لنفسى كما ينبغى ان يكون ولكان الان لدى كوم كبير
انظر الى اسمى هل مكتوب معه لقبى العلمى
العروض دا مجننك كدا ليه
انت درستو فى صوفيا ولا وين
معرفتى الضعيفة المتواضعة جدا به
خلتنى انقش انه قصيدة سعدى ديك ما شغالة بالتفاعيل

وكلامك داك قشرة بالعروض
لا غير

عشان كدا عملنا التبسيط داك عشان البورد كلو يكون عارفو
وخلاص تانى مافى زول يتفلهم على زول
وشكرا ليك

والى الان حقا نحن نريد نقاش جميل وحوار
عن الحداثة و افرازاتها
للاستفادة العامة لنا ولك ولكل مهتم لان الطريقة الوحيدة للمعرفة هى الحورات لا يفوتك كل الفلاسفة الاغاريغ كتبهم فى شكل حورات لان اثناء الحوار البناء تتولد افكار نيرة و تلفت نظرك اشياء كانت مغيبة
عنك لان المعرفة غير محدودة
ونتمنى الا ترجع وتتحدث عن اشياء غير مفيدة مرة اخرى
وتطلق التهم و تقلل من شأن الناس
نبدأ صفحة جديدة لحوار مفيد
لا تتخلله اى اشارات للتجهيل
واذا غابت عننا اشياء نسأل عنها لانه لا يوجد من حوى العلم
ولو رايت كتاب مفيد دلنا عليه
ونحن نفعل بالمثل ونكون
ضربنا عصفورين بحجر
المسألة ليست استعراض بقدر ماهى تبادل حوار علمى مثقف

وسلامى لعبد اللطيف
وهو يمكن اذا لم تجد المقال الذى ذكرت فيه المؤسسات الى درستا بها
يخبرك بها حتى يطمئن قلبك






Post: #81
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2003, 10:47 AM
Parent: #1

فوق
المشاء

Post: #83
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2003, 11:20 AM
Parent: #1

انا لا زلت اطالبك بالاجابة على الاسئلة التي طرحتها
المشاء

Post: #85
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-05-2003, 11:41 AM
Parent: #83

خلاص وصلنا طرق مسدود

Post: #84
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-05-2003, 11:41 AM
Parent: #1

يا بيان انت ذكرت ان عبدالحي هو رائد قصيدة النثر في السودان من خلال نصوصه الشعرية التي كما زعمت كتبها في اواخر الستينيات
كما تحدثت عن القيوم باعتباره من روادالقصيدة النثرية في السودان.
ارجو ان توردي لنا النصوص الشعرية التي تؤكد هذا الزعم باعتبارك كما تقولين من المتخصصات في شعر عبد الحي
لا يمكن لاي كاتبة او كاتب ان يقول كلاما بدون اثبات
الكل في انتظار الدلائل على كلامك عن القصيدة النثرية في السودان
انت اكاديمية ولذلك انت مطالبة بالكلام عن تاريخك الاكاديمي وعن تلك المؤسسات الاكاديميةالتي حضرت فيها واذا كانت فعلا تملك من التاهيل والرؤية ما يتيح لك التحضير عن عبد الحي ضمن اطار حداثي
كلنا في انتظار
ارقدي عافية
وتحياتي لابراهيم
المشاء

Post: #87
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-05-2003, 01:04 PM
Parent: #84

لانى اكاديمية
وقاعدة لى سنوات كثيرة فى هذا العالم
لم ارى احد اتى لمناظرة او ندوة طلب منه
ان يكتب تأريخ المؤسسات التى تخرج منها الا فى عالمك الاكاديمى انت
بعدين انا اصلا ما حأخش فى نقاش اكاديمى بالطريقة التى ترديدها انت لانها طريقة
سوقية وغير علمية تلصح فى اركان النقاش و ليس حوارا
اكاديميا
تريد حوار اكاديمى تفتح محاور واضحة كل يدلى باقواله فيها ويحشد لها الشواهد ليدلل على ما يقول
ولكن ان تستفز وتجرجر مناقشك هذه الطريقة فارقتها قبل عشرين سنة
ولن ارجع لها وانا استاذة جامعية
والا اكون محلك سر مثل بعض الناس
اريدك ان تعيد
صياغة سؤالك فى شكل محور اكاديمى
فيه فرضيات محددة ومن هنا ننطلق
يكون حوارا اكادميا
رصينا
ولن اقدم ليك سيرة ذاتية ابد

Post: #86
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: tariq
Date: 10-05-2003, 12:17 PM
Parent: #1

Quote: بعد نشري لكتابي خطاب المشاء-نصوص النسيان والذي- كما انقلابات عاطفية- نشرته على نفقتي الخاصة من مركز الدراسات السودانية ولم اتحصل على مليم واحدمن وراء ذلك كالا احد قد اشترى هذا الكتاب.عموما هذا موضوع اخر لكنني ذكرته على خلفية ما ذكر عن ازمة النشر


المشاء ، المشكلة ما فى ازمة النشر المشكلة فى ازمة الكاتب والكتاب

Post: #88
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Gazaloat
Date: 10-06-2003, 07:17 AM
Parent: #86

العزيز عجب الفيا
(1)
تعرف يارجل, الشعر شعر, والنثر نثر, تماما مثلما الانسان انسان, والقرد قرد. ومهما تزيا القرد بزى الانسان سيكون ظاهره انسان ولكنه فى الحقيقة محض قرد. هذا توصيف ابتدائى املته ظروف المناقشات التى تحاول قسرا اقناعنا بان ميمون العريس يمكن ان يتم تصنيفه ضمن بنى البشر بواسطة فرمان نقدى ليس لسبب سوى انه تزيا بزى الشعر.

(2)
الاصل فى الفن تعميما ان يقدم متعة للناس, بل و(يجب) ان يعتمد الابهار الحسى ( بصرى/سمعى..الخ) وسيلة لتقديم هذه المتعة. و- من خلال ذلك الحسى- ينفذ الى العقلى ومن ثم فحلال عليه ان اراد ان يقوم بتوصيل رسالة ما , سياسية اوغيرها.

(3)
الشعر حالة كونه ضرب من ضروب الفن ميز نفسه عن النثر كون تفرده بالموسيقى ( الداخلية والخارجية معا ) وبافتقاده لهذه الخاصية يفقد كينونته ويصبح والنثر صنوان قد يتمتعا بخاصية الخيال الشعرى( ابهار ) ومزج الاجواء اللغوية الغريبة ( ابهار ) وتفرد التراكيب ( ابهار ) والولغ فى بحار المعانى الجديدة ( ابهار ) وكل ذلك من صفات النثر والشعر معا ولكن الاخير يظل يتفرد بما ليس فى النثر بل وليس مطلوبا منه ( الموسيقى ) صرف النظر عن كونه يجئ على بحور الخليل او بحور الجن الاحمر لافرق فلكل زمان هواه ولكل ريح مزاجها الكافور.

(4)
قد يجد انسان ما متعة كثيرة عند قرائته لنص نثرى جميل اكثر مما يجدها عند قرائته لنص شعرى, وهذا حقه لاينازعه فيه منازع ولكن هذا الحق لا يعطيه تصريحا لوضع ذلك النص موضع التصنيف الشعرى بل سيبقى نثرا, شاء صاحبنا او ابى, وقد يسميه هو شعرا ولكنه فى حقيقته نثر جميل ليس الا, مهما تزيا بلبوس الشعر طالما انه يفتقد الى الخاصية التى تميز الشعر عن بقية صنوف الكتابة وهى الموسيقى. تماما مثل ميمون العريس, فعلى الرغم من تزييه بالجلباب والعمامة الا انه افتقد الخاصية التى تميز النسان عن بقية المخلوقات فظل قردا حتى وهو ينقز فى حفل زواجه من بشرية انخدعت فيه فظنته انسانا مثلها حتى تدلى ذيله من خلفه فعرف الناس انه محض نثر- اقصد محض قرد- ليس الا.

(5)
فرية الشعر المنثور او النثر المشعور قادت شعراء كبار, ارادوا اللحاق بقاطرة التجديد الى مايشبه التهلكة الفنية. وفى ظنى ان جملة مااوردته فى سابق حديثك عن تجربة المجذوب الفاشلة فى البشارة والقربان والخروج هى مما يصح ان نقر لها بالاصابة. رغم حبنا العارم لشيخ شعراء شعب السودان الا انه انزلق فيما يشبه (خراء النفساء) الذى لاينشم ولاينخم وجاءنا بمسخ جبن اكثرنا عن قولة الحق فيه وهذا مما يوجب التامل فى جبن النقد عندنا وخوف الناقد فينا من ان يرعى بعيدا عن القطيع. ويمكنك ان تعمل ذات المنهج فى قراءة عشرات النصوص الملقحة انابيبيا والتى جاءت (خلاقة) وصمتنا عن قولة الحق فيها خشية اتهامنا بالتخلف والسطحية وقلة الفهم وانت تعرف يارجل ان للمتامرين انياب واظافر فتاكة.

(6)
خروجا من عشرات الامثلة المتدحرجة الينا فى تجربة الشعر المنثور هذى, ولاسباب تظل ذاتية بحتة, ( والامر كله من قبل ومن بعد خاضع لدرجة تقبلنا الشخصى له ) استوقفتنى بضعة تجارب لا تتعدى اصابع اليد وقد لمست وترا بداخلى حرك شيئا من سكون الخواء الذى يحتلنى منذ الازل , وهى وان كانت فى النهاية محض نثر جميل جدا الا ان شاعريتها اسرتنى وامتلأت بها كما يمتلئ اى انسان بأى نثر جميل يصادفه .

(7)
فى قصص مصطفى مدثر وبشرى الفاضل وغادة السمان – كمثال فقط- شاعرية عالية النقع فى حدودها الموسومة كقصص قصيرة ترتبت فى مراتب النثر الجميل ولم تسول لى نفسى قط ان ادعى انها من ضمن قبائل الشعر بل ولم يدعى ايا منهم مثل ذلك الادعاء على الرغم من اقتراب بعضها من الشعر الى درجة المكاتفة. وفى حالة بشرى تحديدا ولكونه فى الاصل شاعر بارع نصب خيامه فى مضارب القصة القصيرة الا ان الامر لم يختلط عليه قط فصنف اشعاره ضمن مراتب الشعر وصنف قصصه ضمن مراتب القصة القصيرة ولم يدع يوما ان هذا نثر مشعور او ان ذاك شعر منثور

(
الشعر شعر والنثر نثر وبينهما امور مشتبهات حتى ليخيل اليك مجرد تخيل ليس اكثر ان ميمون انسان كامل الانسنة وهو فى واقع الامر ليس سوى نثر.

وعليكم السلام
منعم الجزولى

Post: #89
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-06-2003, 09:45 AM
Parent: #88

دا كلام شنو يا منعم .. لا حول ولا قوة الا بالله
_________________________________________
هسع الواحد يقول شنو ذاتو
عموما أنا حا أسألك قبل ما اناقش.. شوية اسئلة، عشان يسهل
الحوار ونفهم بعض
1- هل تؤمن بحرية التعبير؟، والى اي حد ، وهل يمكنك القبول بقصيدة
النثر من هذا الباب أم لا ؟
2/ هل تظن أن وجود قصيدة النثر أو اي فن جديد مستورد أو غير مستورد سوف يمنع الشعراء المحافظين( الجيدين ) من الاستمرار في انتاج ابداعهم ،نشره في سوق الذوق الفني ؟
3/ هل تظن أن قصيدة النثر ، والحدائة عموما ، هي من عمل الشيطان أم من عمل الفنان؟
4/ وهل تعتقد انك كنت موفقا كثيرا في حكاية تشبيه اشكال التعبير التي لا تروق لك بالقرود، ولماذا لا تراعي شعور الآخرين حين تسخر منهم ؟
5/ هل تؤمن بالحريةوالتعايش التعددية الديمقراطية.. والى اي حد ؟
6/ لماذا اعتبر العرب نبينا الكريم (ًص) شاعرا ، بينما يختلف النص القراني، الذي تلاه عليهم ، عن الشعر ، الا تتفق معي انهم كانوا شديدي الوعي - ربما أكثر منا - بما هو الشعر وما هو غيره ؟ ، وأن جاهليتهم لم تكن شعرية قط وانما دينية، فما الذي انطوى عليه القرآن من سمات فنية كانت كافية لاستيفاء شرط الشعر عند ارباب الشعر والبلاغة؟ انه بالتأكيد شيئ آخر اعمق من بحور الخليل ، انه الشعر الذي في الشعر( فالعرب كانوا يعرفون الحشو ويعرفون بيت القصيد وسجدة الشعر ومن هو الاشعر ولماذا )، فالشعر ليس كله شعر ،هذا ما اعنيه بفولي (الشعر الذي في الشعر)، انه سحر الكلام أو كما قال الوليد بن المغيرة : الطلاوة والحلاوة، هنا مربط فرس الشعر اذاً، وليس الوزن ؟
7/الا تظن أنك حينما تعتبر ( الشعر المنثور ) نثرا فانك توسع باب الجنة لشعرائه ، بينما تضيقه للشعراء التقليديين ؟ كيف لا والله تعالى قال عنهم ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) والنبي قال الشعر من مزامير الشيطان ، وانت اليوم تقول بأن التقليديين وحدهم هو الشعراء والبقية ينتجون قرودا في ثياب انسانية ، اذا فشعراء الحداثة غير معنيين بهذا الوعيد الذي يحيط بالتقليديين من كل جانب ، خاصة وان من ينطبق عليهم الاستستدراك قليل ما هم، اعني قوله تعالى ( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )
اخي اجبني اعانك الله
___________________
رب اشرح لي صدري
ويسر لي امري
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

Post: #90
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: osama elkhawad
Date: 10-06-2003, 09:48 AM
Parent: #1

شكرا بيان على ردك
Quote: الى الان لم تجيبي على سؤالي الاثنين
وساعيد ذكرهما للمرة الثالثة لانك تتهربين من الاجابة

الى الان لم تجيبي على سؤالي الاثنين
وساعيد ذكرهما للمرة الثالثة لانك تتهربين من الاجابة
السؤال الاول يتعلق بكلامك عن ان محمد عبدالحي هو رائد قصيدة النثر في السودان من خلال نصوصه الشعرية التي نشرها في اواخر الستينيات -حسب زعمك-
الكل الان في ترقب لان تبرهني على دعواك من خلال ايراد النصوص التي تدعم دعواك.
السؤال الثاني يتعلق بكلامك عن القيوم ومساهمته في قصيدة النثر السودانية. وانا اعتقد انك تقصدين علي عبد القيوم .المهم اذا كان المقصود هو علي عبدالقيوم ,يرجو الكل ويطالب بايراد النصوص الشعرية التي تثبت دعواك ,واذا كان ذلك شخصا اخر غير علي عبد القيوم, ارجو تعريفنا به وايراد النصوص الشعرية التي تثبت دعواك
الكل في انتظار براهينك مما سيعطي للنقاش معنى علميا
ارقدي عافية
المشاء

Post: #93
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-06-2003, 11:30 AM
Parent: #90

لا يا عزيزى انا ما قاعدة اتهرب ما يتهرب الا جاهل الحمدلله اما بنعمة ربك فحدث
انا معترضة على الطريقة الانت نزلتا بيها كلامك
تتأدب معاى اجاوب ليك واجيب ليك ديوان على عبدالقيوم النسخة المحدودة المنشورة واجيب ليك ارقام اعداد صفحة الجامعة فى الرأى العام فى الستينات عشان بسهولة تطلعها من مكتبة الكونقرسو اوريك فى مكتبة الكونقرس كيف تطلع الملاحق الادبية فى جريدة الصحافة فى اوائل السبعينات وعندما تطلب المايكرو فيلم منهم تكون عارف بالظبط تلقى مواضيعك وين عشان ما تضيع زمن زى ما انا عملتا
3 سنوات انا بقضى اجازتى فى السودان فى دار الوثائق
عشان تشوف القصائدالانا قاصداها
لكن انت
لسع عايز تستفز انا قلتا ليك حركات المراهقة الفكرية دى مابتنفع
انا وانت الاثنين اعمارنا فى الاربعينات
وانت قربتا تدخل الخمسين على الاقل انى عندى كااااااااام سنة كدا عشان اكون قدرك الان وعاقلة وناضجة ذيك
تقعد بالهداوة تكتب بوست يليق بالاكادمية البتقولها دى
بعدين احس بالجد انك عايز تعرف انا بفتكر شنو
كدارسة للثقافة السودانية ومهتمة بيها مش عايز تمتحنى وتطلعنى اى كلام عشان تنتصر وكومك يهلل وكدا
بالاحترام والتهذيب
كدا بحس اننا زملاء فىالانسانية وانت بتقدر وتثمن رأى
اقوم اوريك رأى فى المسائل
تقوم انت بأدب شديد تقولى والله انا بختلف معاك فى الحاجة دى
انا بفتكر قصيدة النثر بدت فى الثمانيات باشعار عادل عبدالرحمن
وانه القصائد الانا شفتها
just some poems went wrong
وتحشد كل اسماء النقاد الغربين وغيرهم
برضو تورينى نصوص وبعدين نثمن ونقيم المعطيات
ونشوف حنتفق ولا نختلف
كله بادب واحترام
ودى كدا المناظرات الادبية الاكاديمية بتم
انت زول حداثى وانا ضدها
يعنى دبيت مش خبطك خبطك.... خبطك دى بس فى اركان النقاش
طبعا الا تكون شايف انى ما قدر المقام لا سمح الله
عشان كدا طلبتا الس فى بتاعى؟

Post: #91
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-06-2003, 11:10 AM
Parent: #1

اليس من الافضل لك ان ترتقي الي مستوي النقاش الحضاري
وتطرح ما لديك اذا كان لك ما تقوله، بعيدا
عن المهاترات والتعالم الاجوف

Post: #92
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-06-2003, 11:25 AM
Parent: #1

الاخ العزيز عبد المنعم الجزولي
يا الف مرحب بيك
مساهمتك دفع للحوار في الاتجاه الصحيح
رغم تاميني علي تحفظات الاخ سبيل
وارجو من الجميع التزام هذا الاتجاه في النقاش
لخدمة القاري المتابع بعيدا عن اي نزوات شخصية ضيقة
ولي عودة

Post: #94
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-06-2003, 11:48 AM
Parent: #92

سبيل و الجزولى
شكرا ليكم كثير
لتحليكم بالموضوعية وتبيان وجهن نظركم بصورة راقية
والله يا سبيل انا مدينة ليك بكثير من المعلومات
شكرا ليكم
وشكرا للفيا العزيز
الذى فتح هذا البوست

Post: #95
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Shinteer
Date: 10-06-2003, 07:19 PM
Parent: #1


ومازلت انتظر شيئاً مفيداً من الأخ اسامة الخواض. الأخ أسامة .. أنت لم تسهم باي شيء حتى هذه اللحظة .. اعنى شيئاً من انتاج عقلك. أرجوك .. إن كان لديك ما ننتفع به فلا تبخل علينا .. وإن لم يكن لديك ذلك .. فأرقد عافية

والله حيرتونا. بالله عليكم الأدب والشعر ده مفروض يكون ميدان صراع؟ متين كان الأدب مقياس لتقدم أمة ما؟ أهـــــــــــــا ما تقولوا لي الأدب هو اساس الحياة. والله الأدب ده حاجة ترفيهية وبس .. حتى في عصر عظمائه كانوا يسلّون به الأمراء والملوك. لا اليابان ولا امريكا ولا بريطانيا تأسست قوتها وسلطتها الاقتصادية والعسكرية والمالية على فتافت الأدب الذي تتنابذون حوله. ياخي اختشوا .. وللا جيبوا لينا حاجة تسلينا
وانت يا أسامة الخواض .. شنو الماسك لينا في لازمة علمي صارم علمي صارم!!! منذ متى كان الأدب والشعر علمياً؟ ياخي قول حاجة تفرحنا أو أصمت

وبعدين انت زول صيدلي، حسب علمي السالف، وبتعرف معنى العلمية .. فما دخل الأدب بالعلمية؟ والله ده نصب عديل. ياخي أي قرد ممكن يقول شعر تقليدي أو حداثي أو عفريتي. بطلوا الكلام الني .. وأدونا حاجة مفيدة


Post: #96
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-07-2003, 01:54 AM
Parent: #95

شنتير
شكرا لك
صرخة مدوية تصب فى اذن لا تسمع الى صوت صاحبها
ونحن فى انتظار المفيد

Post: #97
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-07-2003, 06:30 AM
Parent: #1

اهلا بالاخ الاستاذ شنتير
ارجو ان نسمع رايك بكل الصراحة المعهودة فيك حول مفهوم الشعر عندك
حتي نخرج بهذا الحوار الي افاق ارحب
هل تري ان الشعر هو الكلام الموزون المقفي فقط؟
هل تري ان هنالك شعراء مازلوا قادرين علي الابداع الشعري من خلال القصيدة العمودية
ما رايك في شعراء من امثال الفيتوري مصطفي سند ،الكتبابي محمود درويش ممن يكتبون قصيدة التفعيلة
ما رايك في قصيدة النثر؟ من حيث التسمية ومن حيث الشاعرية
واراءك مهما كانت محترمة ومقدرة

Post: #98
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 07:16 AM
Parent: #97

الإخوة المتحاورون
لكم التحية والشكر على تطرقكم لهذا الموضوع الهام..ومنكم نستفيد كثيرا..فقط أرجو أن لا ينحرف البعض عن مسار النقاش الهادف المؤسس بعيدا عن الإستفزاز أو الإثارة..وبما أن الدلاء قد أدليت في هذا الصدد أورد هنا ببعض مما قرأت..وليعذرني الجميع إن كان البحث مطولا ولكن هكذا ورد
_______________________________________
قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 1من7

محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب)

يصطدم الباحث في قصيدة النثر العربية بمعضلة تدخل الحدود بين أشكال أدبية عدة أفرزتها المحاولات الإبداعية العربية الحديثة منذ ما سمي بعصر النهضة. أي منذ النحاولات الأولى لزعزعة الفواصل السميكة الموروثة بين الشعر والنثر، إذ لم يعد الشكل الظاهر للنص كافيا لوضع هذا النص في خانة الشعر وذلك في خانة النثر، لأن هذا تطاول على اختصاصات ذاك والعكس(1).
ففي زمن وجيز تجمعت في سلة النقد الشعري العربي مصطلحات من مثل:
الشعر المنثور
القصيدة المنثورة
الشعر المرسل
الشعر المنطلق
الشعر الحر
النثر المركز
النثر المشعور
النثر الموقع
البيت المنثور
النثر الشعري
قصيدة النثر
النثيرة...
و المتأمل للدرس التقدي العربي الحديث حول الشعر سيلاحظ الفوضى السائدة بسبب عدم تدقيق المصطلح وبسبب من عدم توحيد ثانيا. إن الباحث الذي يتناول قصيدة النثر في الشعر العربي الحديث ليجد من أولى أولوياته توضيح هذا المصطلح توضيحا شافيا حتى يتسنى له فرز المتن الذي سيتعامل معه، وحتى يساهم ، ما استطاع في تجلية هذه الضبابية المفاهيمية التي ما انفكت حدودها تتسع.
لقد شهدت القصيدة العربية، في ظرف وجيز جدا من التغيرات والتلوينات ما لم تشهد طلية تاريخها الطويل، فلم تكد قصيدة (التفعيلة ) تبشر بإيقاعها الجديد الذي سيحرر في نظر أصحابها ، الشعر العربي من الرتابة الوزنية والملل القافوي، حتى ظهرت قصيدة النثر، أو القصيدة التي تدعي كونها نثرية لترى في التفعيلة مجرد تكرار لقوانين العروض وخروجا محتشما عن سياج الخليل (2) ، ولتدعو الى شكل جديد يتسع للمعاني الجديدة (3) داعيه الشاعر الى ايجاد لغه جديدة تتيح إمكانية التعبير عن فورات نفسية أكثر قوة بعيدا عن قيد الوزن والقافية ، لا مفر من نظرة تبسيطية كهذه الى المسألة لأن الثورة على القديم تأتي، دوما من الإحساس بكون المؤسسة القديمة (البيت التقليدي والسطر التفعيلي هنا) لم تعد ملائمة للبت في مشكلات أوجدها مناخ جديد، ومن أن سوء الأداء يستلزم البحث عن بديل أسلم ما يتولد عنه عصيان عادة ما يكون عنيفا (4)، لهذا صاحبت الدعوة لخرق كل الممنوعات لغويا ، أخلاقيا، واجتماعيا ، الدعوة لكسر بنية اللغة الشعرية (5).
ظهور قصيدة النثر بشكلها الصارخ والهجومي في لحظة زمنية سمتها الاستعمار الغربي لبلدان العالم العربي وبلوغ الحركات الاستقلالية الوطنية أوجها، وفي لحظة كان الفكر العربي فيها يتوزعه تياران قويان سمي الصراع بينهما- اختزالا - صراعا بين الأصالة والمعاصرة ، جعل النقاش حول قصيدة النثر يحتد ويتخذ أبعادا لم يثرها أي نقاش شعري عربي من ذي قبل .
ذلك أن القيم العربية العامة لم تتغير جذريا حتى تتغير الأشكال الأدبية والبنى الذهنية جذريا،.
المجتمع العربي مايزال يراوح مكانه اجتماعيا وثقافيا، ولم يزده الاستعمار الغربي والصدمة الحضارية الناتجة عنه إلا نكوصا وارتدادا الى ذاته وماضيه ، فهو لم يبرح بعد لحظة الخطابة والتوصيل الشفاهي الى مرحلة الكتابة ، بما ترمز اليه الكتابة من اعتماد التقنية أداة في تفعيل التواصل الأدبي والشعري خاصة ، ومن حرية فردية في التلقي والتأويل (6).
لقد نظر الى النص الجديد، في ظل الظروف العامة أعلاه ، كمؤزرة للانكسار العام الذي أضحت الأمة تعيشه ، حضاريا وسياسيا، ورثى في (اللاشكل ) الذي أصبحت تنادي به قصيدة النثر، معادلا موضوعيا للبعثرة التي تعرفها الأحوال العربية (7) ونحن على بعد سنوات قليلة ، فقط من سقوط فلسطين والاستقلالات الوطنية في معظمها، طرية لا تزال ، وثقافيا /أدبيا، مايزال الشعر التفعيلي يثير جدلا صاخبا بين المؤيدين
والرافضين (.
ومما يزيد هذه الفرضية تأكيدا أن النقد العربي الذي رأى (في قصيدة النثر) عصيانا وشكلا غربيا دخيلا، رحب بقدوم الرواية والقصة القصيرة ، وهما شكلان غربيان ، ورأى في موت المقامة حدثا طبيعيا ، كما لم ينتبه لكون الشعر التفعيلي ، ذاته فكرة غربية رغم قيامه على التفعيلة الخليلية .
من هنا الصعوبة الكبرى التي لقيتها هذه القصيدة في الانضمام للحقل الشعري العربي، والرفض الذي ووجهت به هي وأصحابها ، إذ لأول مرة في تاريخ الشعر العربي سيرفض نص ويحارب ، وينظر في ذات الآن ، الى الشاعر كشخص غريب الأطوار، بل وكمريض عصي على المعافاة ، والى قصيدة النثر كمؤشر على قساوة اليأس الذي أصاب الذات العربية(9).
إن مثل هذه الأحكام ، وهي كثيرة تجعل الشعرية في رتبة أدنى من الشعر، فتحكم على النصوص انطلاقا من الموضوعات التي تثيرها مستخلصة الجمالي من الوجودي(10)، في حين أن العكس هو المطلوب من كل عملية نقدية علمية تعتمد الملاحظة والاستقراء والرصد والمقارنة لا المناظرة والجدل ، وتسعي الى أن تشارك الابداع في تأسيس مذهب أدبي جديد زي أسس واضحة ، لأن الجنس الأدبي لا يولد كاملا، كما لا ينال فشله إن فشل ، من القيم الأدبية الراسخة (11).
فهذا النوع من (النقد) إنما يحجب ضوء النص ، ويحول دون الدنو منه لمساء لته فهو يسائل المضامين في غفلة عن علاقتها بالمستويات الايقاعية المتعددة للنص ، وهو لا يرى في اللغة إلا طريقا للوضوح والابانة غافلا عن كون الوضوح الايقاعي لا المعنوي هو المطلوب في النص الشعري، وهو نقد يسائل الشاعر أكثر مما يسائل النص ، وهو ينطلق من معيار شعري سابق يحاكم في ضوئه النص الجديد (12).
فإلى جانب الحيرة التي يدفع اليها ازدواجية الانتماء للشعر والنثر معا (قصيدة النثر) فإن الأشكال (اللاشكلية ) التي تتخذها هذه القصيدة بحرية بادية ، والموضوعات الصاعقة التي لم يخطر بمال ، يوما أنها ستصبح موضوعات شعرية وشخصية شاعرها القريبة من شخصية الصعلوك بمعنييه القديم والحديث معا، ولفتها التي تخلت عن كل (وقار)، وتنصل شاعرها من كل مسؤولية سياسية أو قومية مباشرة ساعيا الى تغيير الحياة بدل تغيير العالم ، مقتربا من رامبو ومعرضا عن ماركس ، حيث غدا الشاعر الحداثي يمارس نشاطه بغض النظر عن الشروط العامة التي تضمن لرسالته سلامة الوصول والفهم فهو قد أعاد النظر في مفهوم الشعر وفي وظيفته ، ومنح نفسه كشاعر، وضعا اعتباريا غريبا، وصدم المتلقي ولم يأبه بالمؤسسة الوسيطة التي تعين من يتكلم وتحدد له شروط الكلام (13) .، وملغيا بكثير من الكبرياء والعجرفة شجرة نسبه في مناخ يؤمن بتسلسل الأنساب ويقول بوراثة كل ذلك سهل عملية الهجوم على "قصيدة النثر" والمناداة بوأاها في المهد، ودفع النقاد الأكثر اعتدالا الى تقديم النصيحة لأصحابها بالبحث عن الشعر في مظانه لأنهم أخطأوا الطريق !

Post: #99
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 07:20 AM
Parent: #98

قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 2من7

محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب)


هذا المصطلح المركب (قصيدة - النثر) الذي زاد من صعوبة تقبل هذا النص لا يمكن فهمه الا في ضوء الحيثيات السابقة لأن صفة النثرية هنا تحمل حكم قيمة وتستدعي على الفور النص المضاد، أي (قصيدة الشعر) التي هي القصيدة الموزونة تقليدية أم تفعيلية (15).
ورغم أن كتاب (قصيدة النثر) عربيا هم أول من استعمل هذه التسمية وكتبوا تنظيراتهم الساخنة مرددينها فإن أعداء الشكل الجديد سرعان ما سيستغلونها (التسمية ) للطعن فيه ومهاجمته (16).
ويبدو أن مصطلح (قصيدة النثر) أطلق ، عربيا ، بنوع من الطمأنينة "رغبة في تسمية الأشياء بأسمائها للخروج من البلبلة والخلاص من تشويا الحقائق (17) كما كانت نية المتحمسين له ، في حين أنا مصطلح يفتح باب الجدل على مصراعيه بدل أن يفلقا فإضافة لكونه يستدعي تعميق النظر في مفهوم النثر وهي مهمة ليست سهلة أبدا فإنه يجعل من البحث عن علائق النص الجديد بالأشكال الشعرية السابقة عليه أو المحايثة له ضروريا كما يستعجل تحديد الأسس الشكلية والبنائية لقصيدة النثر التي مهما ادعت أنها ضد الأشكال كلها فإن لها شكلا .
هكذا ستضع قصيدة النشر الدرس النقدي في مأزق لأنها جمعت بهذا الشكل الفج بين الحقلين المكونين للعملية الأدبية كلها: الشعر والنثر. وهذا الجمع الذي يفاجئنا منذ البدء، سيبعثر المسلمات الاجناسية ويدفع الى اعادة النظر في استراتيجيات التلقي .. بتعبير أوجز نقول : إن قصيدة النثر جسدت كل الاشكاليات الشعرية العربية قديما وحديثا وحتمت إعادة النظر في القناعات النقدية والأدبية والبحث عن معرفة انسب لما يفرضه النص الجديد (1.
من هنا كان ضروريا النظر في العلائق بين الشعر والنثر للاقتراب ، ما أمكن من الفجوات التي يتسرب منها هذا لذاك والعكس ، واستقصاء الامكانيات الايقاعية التي تنطوي عليها اللغة بعيدا عن الثنائية الصارمة : الشعر /النثر.
لذا لن نبحث عن تعريفات للشعر وللنثر، ولا عن التقلبات المفاهيمية التي لحقتهما عبر مسيرة الأدب العربية الطويلة ، وانما سنسعي الى الاقتراب من الابدالات الايقاعية بينهما.
أي ما هي المتجليات الشعرية في جسد النثر العربي؟ ما هي المتجليات النثرية في جسد الشعر العربي؟ كيف حصل هذا التداخل حتى أصبحنا أمام أجناس أدبية تحمل أسماء لا تحيلنا لا على النثر ولا على الشعر، بل ترمي بنا وبمسلماتنا في منطقة التماس الصعبة حيث يصطدمان وينتج عن اصطدامهما شرر مستطير؟
من منهما (الشعر والنثر) تخلى عن بعضه أكثر من الأخر؟ ماذا فقد الشعر حتى عد قريبا من النثر؟ ماذا فقد النثر حتى عد قريبا من الشعر؟ ثم لماذا حين حصل هذا التداخل أصبحنا أمام نص سلمنا بشعريته ، رغم أنه تخل عن كثير من مواصفات الشعر المتداولة والمتعارفة ؟ هل لأن الأفضلية في تراثنا الأدبي كانت دائما للشعر، وأن النثر مهما يكن فنيا، فانه يبقى في منزلة دون الشعر؟
سنتوقف قليلا عند معنى كلمة "نثر" حتى نستجلي حقلها الدلالي ، لأن المتأمل في المصطلحات التي منحتها الأشكال التي سبقت قصيدة النثر في الزمن أو جايلتها ، سيرى كيف تبرز صفة النثرية كخاصية مشتركة بين أكثر هذه المصطلحات تداولا: الشعر المنثور - النثر الشعري - قصيدة النثر.
يعرف القاموس المحيط للفيروز آبادي كلمة "نثر" هكذا نثر الشي ء ينثره وينثره نثرا ونثارا رماه متفرقا كنثره فانتثر وتنثر وتناثر والنثارة بالضم والنثر بالتحريك ما تناثر منه أو الأولى تخص ما ينتثر من المائدة فيؤكل للثواب . وتناثروا مرضوا فماتوا والنثور الكثيرة الولد والشاة تطرح من أنفها كالدود كالناثر والواسعة الإحليل .
والنيثران كريهتان وككتف ومنبر الكثير الكلام ونثر الكلام والولد أكثره والنشرة ´الخيشوم وما والاه أو الفرجة بين الشاربين حيال وترة الأنف ، وكوكبان بينهما قدر شبر وفيهما لطخ بياض كأنه قطعة سحاب وهي أنف الأسد والدرع السلسة الملبس أو الواسعة . والعطسة والنثير للدواب كالعطاس لنا. نثر ينثر نثرا أو استنثر استنشق الماء ثم استخرج ذلك بنفس الأنف كانتثر والمنشار نخلة يتناثر بسرها أو أنثره أرعفه وألقاه على خيشوما والرجل أخرج ما في أنفه أو خرج نفسه من أنفه وأدخل الماء في أنفه كانتثر وا ستنثر والمنشر كعظم الضعيف لا خير فيه "(19).
يجمع بين هذه المعاني جميعا معنى الشتات واللاتناسق : رمي الشيء متفرقا - تناشر الشيء - المرض - كثرة الكلام - العطاس - الرعاف - العظم (الشخص الذي لا خير فيه ) ... والشتات اللاتناسق هما الصفتان اللتان جعلتا العرب قديما، يسمون النثر نثرا لأن شكله يوحي بالتبعثر عكس الشعر الذي يسيجه سياج الوزن والقافية والتشطير فيجعله ذا شكل بين واضح .
من هنا نفهم لماذا ظلت الشعرية تحتفظ بشرطي الوزن والقافية كشرطين ضروريين لا محيد عنهما رغم انتقال هذه الشعرية من طور تعريف الشعر بالوزن والقافية والمعنى، الى طور تعريفا بالوزن والقافية والتخييل درءا منها لكل (تسيب ) قد يلحق الشكل الشعري فيفقد تناسقه ويصبح نثرا.
هذا الهاجس هو ذاته الذي سيجعل العرب المحدثين يمنحون الأشكال الجديدة الناتجة عن قرع النهضة العربية باب الحداثة ، يمنحونها صفة النثرية كأنما فاض الشعر عن ضفتيه فتناثر فأصبح نثرا ،وأخذ يغطي بياض الورق كأي نثر عادي.
قد يكون هذا تفسيرا شكليا محضا، لأن الشعر ليس مجرد هيئة على الورق ولكنه علاقات ودينامية وصراع وأخيلة وايقاع ، لكننا ملزمون ، ونحن فروم تدقيق المصطلح بهذه الاشارة لأن التسمية التي منحها هذا الشكل أو ذاك تحمل من الدلالات الحضارية والسياسية أكثر مما تحمل من دلالات شعرية .
تتفق جل الدراسات المنجزة حول بدايات تململ قارتي الشعر والنثر في الأدب العربي الحديث واقترابهما من بعضيهما حول كون أمين الريحاني ومي زيادة وجبران خليل جبران أول من كتب نصومعا أدبية استدعت إعادة النظر في مفهومي الشعر والنثر معا لكون هذه النصوص تحمل في أغلبها شكل النثر، لكنها، إيقاعيا ورؤيويا مختلفة عنه فقد برز فيها النبر بشكل يجعلها أكثر غنائية وحضرت فيه الذات الكاتبة بحدة جعلت إيقاعها منسجما متراصا، ومالت الى التصوير بطريقة غير مطروقة من ذي قبل في النثر العربي، واستفادت من تقنية السجع من غير إفراط ، مما جعل المتقبل يستعيض عن القافية والوزن والتشطير بتقنيات جديدة . واذا كانت هذه الكتابات قد أدرجت ، في باديء الأمر، في زخانة الشعر المنثور فإن كتابات جبران سرعان ما ستمنح اسما جديدا أكثر غموضا واستفلاقا "النثر الشعري".
هذان المصطلحان سينضاف اليهما، بعيد ذلك بقليل ، اسم ثالث سيزيد المسألة تشابكا، إذ سينعت ما كتبه أحمد باكثير، وغيره كثير، بالشعر المرسل ، قبل أن تتوسع دائرة المصطلحات لتشمل الشعر الحر وقصيدة النثر لاحقا.
الشعر المنثور والنثر الشعري:
يعرف أمين الريحاني "الشعر المنثور" بالقول : (هو آخر ما توصل اليه الارتقاء الشعري عند الافرنج وبالاخص عند الأمريكيين أو الانجليز، فملتون وشكسبير أطلقا الشعر الانجليزي من قيود العروض كالأوزان الاصطلاحية والابحرة العرفية . على أن لهذا الشعر المطلق وزنا جديدا مخصوصا وقد تجيء القصيدة فيه من أبحر عديدة متنوعة . ووالت ويتمان هو مخترع هز الطريقة وحامل لوائها، وقد انضم تحت لوائه بعد موته كثير من شعراء أوروبا العصريين المتخلقين بأخلاقه الديموقراطية المتشيعين لفلسفته الأمريكية ) (20).
ينطوي هذا التعريف على كثير من الحقائق تضيء كثيرا من جوانب المسألة الاصطلاحية التي نحن بصددها. "فالشعر المنثور" تسرب الى الرقعة الشعرية العربية من نافذة أمريكية مع مي وجبران والريحاني، ما يعني أن التقسيم الاستعماري للعالم العربي له دوره المباشر في تفعيل الغموض وتصارع الأشكال والرؤى في الشعر العربي الحديث ، ونحن سنرى لاحقا أن "قصيدة النثر" ستدخل الشعر العربي، تنظيرا، من نافذة فرنسية ويستفاد، ثانيا من هذا التعريف أن الريحاني وصحبه كانوا منشغلين بفكرة النهوض . وهم يعيشون في أمريكا ، فرأوا في العروض العربي عرقلة أمام النهوض الشعري. وكلمتا (ارتقاء) و(قيود) في نص التعريف يفسران مدى انشغال أمين بفكرة التقدم التي كانت انشغالا ثقافيا عربيا يومئذ، فقد دعا خليل مطران الى تحرر الشعر العربي شريطة أن يبقى شرقيا وعربيا ، ودعا بول شحادة الى تقليد الشعر الأوروبي والتخلي كلية عن القافية لأن ذلك يجعل النظم سهلا ويمكن الشاعر من التعبير بطلاقة أكبر كما دعا عبدالفتاح فرحات الى تحرير الشعر من الوزن والقافية حتى يتسع للملحمة وحتى يساير النهضة الغربية (21).
يستشف من خلال هذه الدعوات وغيرها كثير جدا، مدى انهمام الفكر والنقد العربيين بالآخر، وبفكرة التوفيق (التلفيق ) التي لا تلائم البتة الابداع الأدبي لأن هذا الأخير لا تنفع فيه الحلول الوسطى ، والابداع ليس تعديلا في بنية أدبية سابقة ، حذفا واضافة ، وانما هو خلق جديد واعادة تشكيل ، الشي ء الذي يبرر هشاشة هذا الشعر ولاشعريته ، في الغالب ، وهو ما يتم السكوت عنه ، في معظم الأحيان تحت ذريعة التقدم وزحزحة الثابت والبحث عن أشكال أكثر ملاءمة ومرونة . يقول الأب لويس شيخو:"... على أننا كثيرا ما لقينا في هذا الشعر المنثور قشرة مزرقة ليس تحتها لباب وربما قفز صاحبها من معنى لطيف الى قول بذيء سخيف أو كرر الالفاظ دون جدوى بل بتعسف ظاهر، ومن هذا الشكل كثير من المروجين للشعر المنثور من مصنفات الريحاني وجبران وتبعتهما فلا تكاد تجد في كتاباتهم شيئا مما تصبو اليه النفس في الشعر الموزون الحر من رقة وشعور وتأثير"(22).

Post: #100
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 07:28 AM
Parent: #99

قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 3من7


محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب)

وفكرة التقدم هذه إضاءة لما أوردناه سابقا عن كون أسماء الأشكال الشعرية في الأدب العربي الحديث ذات أبعاد حضارية وسياسية أكثر منها أدبية ونستشف من تعريف الريحاني كذلك الهاجس الشكلي الخارجي المتحكم في الدرس النقدي العربي يومئذ ، وهو هاجس يرى في كل نص لا يخضع للوزن والقافية شعرا منثورا، والدليل ورود اسم والت ويتمان ككاتب شعر منثور في حين أنه كتب الشعر الحر وهو من رواده الأوائل . وهذا الهاجس الشكلي سنراه لاحقا عند الحديث عن "قصيدة النثر " حيث أعتبر ويتمان ، في النقد العربي رائد هذه القصيدة لمجرد خروجه عن حدود الصرامة الوزنية والايقاعية للشعر الأمريكي السائد قبله .
إلا أن المهم في تعريف أمين الريحاني هو ايراده لما يميز الشعر المنثور عن الشعر التقليدي، وهو محاولة الخروج عن الوزن العروضي الواحد، والقافية المتكررة بالاستفادة من مزج البخور وتنويع القافية .
ويبقى الاشكال الأكبر هو هذا المتمثل في الفروقات بين الشعر المنثور والنثر الشعري. إن الباحث ليجد صعوبة في تعليل الخلط المذهل الذي يمزج بين الشكلين آنا، ويفصل بينهما آنا. في الشعر المنثور يأتي الشعر موصوفا وما النثر سوى صفة ، وفي النثر الشعري يحدث العكس . فهل كتابات جبران نثر ذو ميولات شعرية ، وكتابات الريحاني شعر أخرج مخرج نثر؟ لم تسعفنا الدراسات الشعرية العربية بحل لهذا الاشكال يقول أنيس المقدسي : (لابد من التمييز بين النثر الشعري والشعر المنثور، فالأول أسلوب من أساليب النثر تغلب فيه الروح الشعرية من قوة في العاطفة وبعد في الخيال ، وايقاع في التركيب وتوافر على المجاز، وقد عرف بذلك كثيرون في مقدمتهم جبران خليل جبران حتى صاروا يقولون الطريقة الجبرانية (....) على أن الشعر المنثور غير هذا النثر الخيالي وانما هو محاولة جديدة قام بها البعض محاكاة للشعر الافرنجي. وهمن فتحوا هذا الباب أمين الريحاني فإن في الجزء الثاني من ريحانياته عشر قطع وفي الجزء الرابع ثلاث عشرة قطعة تلمس فيها جميعها هذه النزعة الى النظم الحر من قيود الأبحر العروضية المعروفة ) (23).
قد يكون هذا التعريف أقرب الى الافتراض السابق حول كون النثر الشعري نثرا أولا، والشعر المنثور شعرا أولا. لكن يصعب ، عمليا، الاهتداء الى ما يجعل جبران مختلفا عن الريحاني، ما دام الهاجس عندهما، معا، واحدا وهو البحث عن أشكال جديدة . وليس البحث عما يجمع بينهما بأقل صعوبة ، لأن معرفة التشابه ، هنا معناها معرفة الاختلاف .
ولعل هذا هو ما جعل الدرس النقدي العربي حول الشعر يجمع بين الاسمين آنا، ويفرق بينهما آنا، والجمع بينهما أكثر ورودا، لأن النظر اليهما تم من خلال ما يجمع بينهما أي ما اختلقا فيه عن شعر النهضة العربية بنائيا ورؤيويا من غير دخول في التفاصيل .
فإذا نحن تأملنا كتابات جبران وجدناها تملأ الصفحة كأي نثر عادي، وتميل الى السرد في أغلبها، ويغلب عليها طابع القص الذي عادة ما ينتهي بحكمة ذات لبوس تنبؤي ديني، ولا تخرج عن مألوف البلاغة العربية ، لكنها في ذات الآن كتابات دينامية سرعان ما تجذب القاريء اليها بقيمها المغايرة ، وبتماسك أحداثها وتماديها ، وبجرها العاطفي وبعودتها الى الينابيع الأول للحياة مخاطبة النفس الانسانية بلغة رخوة مهمومة داعية الى انسان جديد يسمو على سقطات الحياة الانسانية الواهنة ، مؤسسة بذلك إيقاعا نابعا من الفكر أولا ومن اللغة ثانيا.
ليسرع في النثر الشعري ما قد يوحي بايلاء أهمية للغة لفظا وتركيبا، ما يفسر سيادة الخبر، والاحالة على العالم الخارجي والتفاضي عن جمالية اللغة الى جمالية الفكر حيث يطفى المدلول على الدال . لكن يجب الا ننخدع بتواري الهاجس اللغوي الذي كانت تفسره التقفية والوزن والتشطير والمظهر الخارجي للقصيدة ، فالنشر الشعري حتى وان لحان يذهب بالفكرة بعيدا حتى نهاياتها، وعبر أسطر عدة بحثا عن سلاسة أكبر وتراص
أكبر، فإنه في ذات الآن ، عكس النثر الخطابي يكسر ويرج الجملة قصد الحصول على قطيعة . يمنحها الايقاع دينامية بسريانه الخفي(24). بين هذا الايهام الشكلي الذي يوحي بكون النثر الشعري نثرا، وبين الايقاع الخفي الهاجع فيه ترقد أسئلة جوهرية قد تكون الاجابة عنها اقترابا ودنوا من الارتجاج العنيف الذي شهده جسد اللغة الابداعية العربية ودفع بالمسألة الاجناسية الى الامام وفتح باب قضية الشكل على مصراعيه ، وأثار استراتيجية القراءة . انه نثر قد نجد فيه ملامح من الشعر التفعيلي الموزون، ومن الشعر الحر الخالي من الوزن والقافية ، ومن قصيدة النثر الخالية من التفاصيل والوزن والقافية وتنامي الحدث لكنه رغم ذلك ، يبقى محتفظا بسمته التي تجعله قريبا من النثر وانما منح صفة الشعرية لأنه مخالف للنثر السابق عليه في الزمن وعن النثر المحايث له كذلك .
الدراسات التي تناولت النثر الشعري سادها قلق تحديد الشعرية فيه ، وهي التي (الدراسات ) انطلقت من كون هذه النصوص نصوصا شعرية لانثوية ، فانتجت خطابا نقديا زاد من تعقيد المسألة ، في (دمعة وابتسامة ) وهو الكتاب الذي فجر قضية النثر الشعري، أكثر من غيره ، لم يتناول قط بأدوات نقدية كفيلة بوضعه إما في خانة النثر أو في خانة الشعر ، وانما مورس عليه تحليل برو كستي يستعين بكلام يقول كل شيء ولا يقول أي شيء كتب عنه ميخائيل نعيمة :".. ينفث فيه نتفا فياضة من قلبه ، وشرارات وهاجة من فكره ، وألوانا مواجة من خياله ، وينثرها بقلم ناعم ، صادق ، سخي، يحاول في الكثير من نبراته محاكاة مزامير داوود ونشيد سليمان وسفر أيوب ومراثي أرميا (25)..".
وهذا القلق يأتي بدرجة أقل عند تناول الشعر المنثور ، لأن هذا الأخير ظل محتفظا بكثير من مواصفات البيت العربي.
الشعر المرسل :
أما الشعر المرسل فيوصف به عادة ما كتبه أحمد باكثير في مصر، كأول من ابتدع هذا الشكل بعد اطلاعه على نماذج منه في الشعر الانجليزي يعرفه س - موريه بالقول :
"الشعر المرسل في الانجليزية يتكون من أبيات غير مقفاة من الوزن الايامبي ذي التفعيلات الخمس ، ويستخدم أساسا للشعر الملحمي والدرامي، وثمة تميز واضح بين هذا وبين المزدوج المقفى الذي هو دائما مكون من الأبيات الثنائية المتساويه المقفاة "(26)
الشعر المرسل تخلى عن القافية فيما بقي موزونا ولهذا فهو شعر أولا ومرسل ثانيا . هاجس الشكل الخارجي الذي تحكم في صياغة المصطلح الشعري العربي الحديث . إن البحث عن شعرية نص باللجوء الى مقارنته بنص آخر يجعل ، ضمنيا المعالم الخارجية للنص مكونا أساسيا لشعرية النص ، وهذا عين الخطل .
ولقد رأينا أن النثر الشعري نثر أولا، وشر ثانيا، في حين أن الشعر المنثور شعر أولا ونثر ثانيا . الشعر المرسل ، نتيجة أقرب الى الشعر المنثور منه الى النثر الشعري ، وما الفرق الا في كون الأول تخلى عن القافية طية واحتفظ بالوزن ، في حين تتخلل القافية الثاني والوزن .
هكذا نظر الى الأشكال نظرة خارجية بختة فألصقت بها أسماء تبعا للشكل الذي تأخذه على بياض الورق أولا، وتبعا لحضور الوزن والقافية وهما المحددان الخارجيان للشعر في النقد السائد حينئذ، وتم تأجيل الأسئلة الصبة التي تمس شعرية هذه النصوص بعيدا عن الوعي النهضوي السائد.
ويتضح هذا من الفروقات الجوهرية الكامنة بين الشعر المرسل الانجليزي والشعر المرسل العربي.
فالشعراء الانجليز اعتمدوا الكلام اليومي في كتابتهم للشعر المرسل في حين عارض الشاعر العربي في مطلع القرن لفة زمانه ويومه واغترف من لغة التراث والشاعر الانجليزي إذ يتخلى عن القافية فإنما ليعوضها بمجموعة أبيات طيعة يمتد معناها ويتواصل في سيرورة إيقاعية متدفقة ، ستخلا في ذلك أنواعا شتى من التضمين إذ لا ينهي، عادة المخي بنهاية البيت ، بل ينهيه وسط السطر الشعري فتبرز إمكانيات أكثر للنبر والتنغيم والتوازي الصوتي والتكرار (27).
أما في الشعر العربي فقد ظل (الشعر المرسل ) محتفظا باستقلال البيت وبنظام التشطير ما جعله غاية لا وسيلة وجعله أبعد من أن يعكس دينامية الخيال وتوتر الذات ، ومجرد محاولة للتخلي عن هو امة البيت التقليدي لكن من غير رج للعملية الشعرية من أساسها من هنا تبقى التجربة مجرد خدوش بسيطة على وجه القصيدة العربية حتى وان فسر الشعراء صنيعهم بوجود الشعر المرسل في التراث العربي مستشهدين بـ"إعجازالقران " للباقلاني، و "الموشح " للمرزباني (2.
إن هذا الخروج المحتشم عن قوانين البيت العربي الذي مارسه الكتاب العرب في مطلع هذا القرن ، يفسر النظرية القبلية الى أعمالهم ، وكون هذه الأعمال توكيدا لفعل النهوض لا توكيدا لفعل الشعر، وهذا ما جعل محاولاتهم لم تزحزح بما فيه الكفاية صلادة هذا البيت . وتبقى تجربة جبران خليل جبران العمل الأكثر ثورية لأنها تجربة رأت الى العملية الابداعية بعيدا عن ثنائية الشعر/ النثر، ولم تسع فقط ، الى إلحاق تغيير بسيط ببنية البيت وانما استعانت بنبض الذات وايقاع النفس فجاء عمله مقدمة ضرورية للاختراق الأجناسي الذي سيكبر بعده وهو ما سيصل الكتابة العربية بما كانت الرمزية قد دشنته منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

Post: #101
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 08:46 AM
Parent: #100

قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 4من7
محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب)


الشعر الحر:
وكما حدث للشعر المنثور وللنثر الشعري، فإن مصطلح "الشعر الحر" سيكتنفه الكثير من الغموض الناتج عن عدم التدقيق والاسراع في إلصاق الأسماء بالأشكال الأدبية تحت تأثير الانبهار بالمغامرة الخروجية التي ما انفكت دائرتها تتسع خاصة منذ القصائد التفعيلية الأولى القادمة من العراق . هذا الانبهار بالشكل الخارجي للنصوص الجديدة هو ما جعل نازك الملائكة تدرج الشعر التفعيلي تحت تسمية "الشعر الحر" التي أخذتها من الانجليزية ((Free Verseوالتي تعني الشعر الخالي من الوزن والقافية والذي قد تأتي بعض القصائد فيه مزيجا من بحور عدة لكن بطريقة عفوية . وواضح أن الروح العاطفية الهجومية الشديدة التي كتب بها "ظاهرة الشعر المعاصر" هو ما جعل فازن الملائكة تصف الشعر التفعيلي بالحرية ، وهي الحرية التي استكثرتها عليه فيما بعد، داعية اياه للرجوع الى العروض العربي. ويصل الخلط بين المصطلحين لدرجة استعمالهما بمعنى واحد، فهي ترى أن شعر التفعيلة يشبه الشر الحر لأنهما معا حطما استقلالية البيت العربي، وخرجا عن قانون تساوي الأسطر، ونبذا القافية وأتيا بشعر مرسل . تتحدث ، على سبيل المثال لا الحصر عن "الشعر الحر الموزون ":
"وما يهمنا في هذا الموضوع ، أن نثرهم هذا الذي يقدمونه للقراء باسم الشعر الحر قد أحدث كثيرا من الالتباس في أذهان القراء غير المختصين فأصبحوا يخلطون بينه وبين الشعر الحر الموزون الذي يبدو ظاهريا وكأنه مثله ، وخيل اليهم نتيجة لذلك أن الشر الحر نثر اعتيادي لا وزن له"(29)
زاد هذا الغموض ترسيخا أن بعض الشعراء والنقاد قبل نازك منحوا مصطلح "الشعر الحر" مرادفات كثيرة كما فعل أحمد زكي أبو شادي، وهو من الأوائل الذين دعوا الى إدخال هذا النوع الشعري الى الأدب العربي، حيث يسميه النظم الحر و"الشعر المرسل الحر" يقول في مقدمته لقصيدة الفنان ".
"وفي القصيدة التالية مثل لهذا الشعر المرسل مقترنا بنوع آخر يسمى بالشعر الحر (Free Vel-se) حيث لا يكتفي الشاعر بإطلاق القافية بل يجيز مزج البخور حسب مناسبات التأثير"(30).
إن الجمع بين "الشعر الحر الموزون " و"الشعر الحر" عند نازك الملائكة وبين "الشعر المرسى" و "الشعر الحر"، عند أبي شادي يعكس مدى القلق الاصطلاحي الذي ساد الممارسة النقدية والشعرية العربية الحديثة .
يعرفه جبرا ابراهيم جبرا بالقول :
"الشعر الحر، ترجمة حرفية لمصطلح غربي هو (Free Verse) بالانجليزية (Vers Libre)بالفرنسية . وقد أطلقوه على شعر خال من الوزن والقافية كليهما. إنه الشعر الذي كتبه والت ويتمان ، وتلاه فيه شعراء كثيرون في أدب أمم محيرة فكتاب الشعر الحر بين شعراء العرب اليوم ، هم أمثال محمد الماغوط وتوفيق صايغ وكاتب هذه الكلمات ، في حين أن "قصيدة النثر" هي "القصيدة " التي يكون قوامها نثرا متوصلا في فقرات كفقرات أي نثر عادي"(31).
يحظى هذا التعريف بأهمية كبرى لاعتبارات شتى. فهو أولا وضع يده على مكمن الداء بالاشارة الى أن الشعر الحر تخل عن الوزن والقافية معا، ومن هنا وسم بالحرية ، وليس لأن الشاعر منح حرية الخلط بين التشكيلات الوزنية ، والخلط بين الوحدات المتساوية شكلا، ووقع في أخطاء التدوير وتلاعب بالقافية مهملا إياها في كثير من الأحيان كما ترى نازك الملائكة (32). ثم إنه (التعريف ) وضع شعر والت ويتمان في مكانه الحقيقي، أي الشعر الحر. لقد دأب النقد العربي الحديث على القول إن الشاعر الأمريكي هو مبتدع "قصيدة النثر"، كما أسلفنا ويكفي أن نشير الى ما جره عليه شعره في أمريكا ، من ويلات وصلت الى حد المطالبة بحرمانه من الجنسية الأمريكية و...والسبب هو وضوح شعره والوضوح خاصية من خاصيات الشعر الحر "الذي تخلى عن الوزن والقافية ، واعتمد الصورة أكثر، فيما عانى قراء "قصيدة النثر" من "غموضها" و"مجانيتها".
وهذا التعريف أخيرا، وضع بعض الأسماء الشعرية العربية في مكانها الحقيقي، إذ طالما اعتبر محمد الماغوط وتوفيق صايغ شاعري "قصيدة النثر" بل نظر الى الماغوط كمؤسس لها من خلال النماذج التي قرأ هام في "خميس شعر"، وضمها بعد ذلك "حزن في ضوء القمر" (33).
تعريف جبرا ، الذي نراه التعريف الصحيح والعلمي، نعثر على ما يطابقه تماما في "شعر" فقد كتبت المجلة في زاوية "أخبار وقضايا" ترد على نازك الملائكة التي اعتبرت "حزن في ضوء القمر" قصائد نثرية في هين أنه "شعر حر" ذاهبة الى أن نازك الملائكة تفهم الشعر الحر كما تكتبه هي. وترى المجلة أن هناك ثلاثة أنواع من الشعر في الأدب العربي الحديث :
- شعر الوزن ويضم شعر التفعيلة .
- الشعر الحر وهو المجرد من الوزن والقافية مع الحفاظ على نسق البيت.
- قصيدة النثر (34).
لن نقف عند الخصائص الشعرية للشعر الحر ولا عند التمويهات الشكلية التي تخفي داخل نصوص من هذا الشكل قصائد نثر حقيقية لم يستطع الشكل الخارجي إخفاءها، وهي ملاحظة تنسحب حتى على النصوص التي ألحقت بالنثر الشعري وهي قصائد نثر، والعكس .
فالتمايزات جمة والفروق واسعة بين شاعر وشاعر، وبين نصوص الشاعر الواحد حتى. شعر جبرا ابراهيم جبرا المتشبع بالتصوف المسيحي الانجلوسكسوني ، ليس هو شعر محمد الماغوط الذي اكتفى بالاطلاع على الشعر الغربي من خلال الترجمات ، وهما معا مختلفان عن توفيق صايغ المتمثل لأسلوب الكتاب المقدس .
قصيدة النثر:
سترث "قصيدة النثر " أو بالأحرى الخطاب النقدي حول "قصيدة النثر" هذا الخلط المفاهيمي والتشابك الاصطلاحي ، وسيحول ذلك كما سنرى دون قراءة هذا النص حتى الآن ، قراءة شعرية بعيدا عن الأهواء والحسابات ، كما سيحول وهذا هو الأدهى دون معرفة الشكل معرفة حقة ". يقول سركون بولى، وهو الذي أعتبر من أبرز أساء قصيدة النثر العربية ، منذ الستينات : (نحن حين نقول قصيدة النثر فهذا تعبير خاطيء لأن قصيدة النثر في الشعر الأوروبي هي شي ء آخر وفي الشعر العربي عندما نقول قصيدة النثر نتحدث عن قصيدة مقطعة ، وهي مجرد تسمية خاطئة . وأنا أسمي هذا الشعر الذي أكتبه بالشعر الحر كما كان يكتبه ايليوت وأردن وكما يكتبه شعراء كثيرون في العالم الآن ، واذا كنت تسميها قصيدة النثر فأنت تبدي جهلك لأن قصيدة النثر هي التي كان يكتبها بودلير ورامبو ومالا رميه وتعرف 'Prose Poem) )أي قصيدة غير مقطعه ) (35) .. لا يخلو هذا التعريف من وهم الشكل الخارجي الذي وقعت فيه معظم التعريفات التي صاحبت تنامي الأشكال في الشعر العربي الحديث ، لكنه لا يخلو من جهة ثانية من قلق كبير وحيرة تجاه مصطلح "قصيدة النثر" وهذا ما يهمنا ، هنا أكثر.
ما عبر عنه سركون بولص يزيد من تعقيد مسؤولية الباحث الذي يسعى الى الاقتراب من إيقاع قصيدة النثر العربية ويجعل إعادة النظر في المسلمات ضروريا.
قد يكون من بين الأسباب المباشرة التي استدعت هذه الضبابية المفاهيمية أن كل جيل من أجيال الشعر العربي، منذ النهضة ، يبدأ من نقطة الصفر (اضطرارا أو عنادا) (36).
فلقد جعلت الصدمة الحضارية كل ما يرد من الغرب من أشكال أدبية حديثا وجديدا، والحق أنه ليس جديدا إلا على الثقافة العربية (37 ). ونحن نرى أن هذا التسابق عل الأشكال الشعرية دال على يأس وخيبة وليس على حيوية وفاعلية . يمكن أن نستدل على ذلك بكون سنة 1947 التي ظهرت فيها القصائد التفعيلية الأولى هي ذاتها السنة التي أصدر فيها جورج حنين بمساعدة رمسيس يرنان مجلة اختارا لها اسما مثيرا هو (حصة الرمل ) (La paet du sabl)جاء في تقديمها : (هذا الكراس (....) في وقت يبدو فيه الانتماء نفسه ليس أكثر بكثير من شكل من أشكال القنوط ) (3. وما هي الا سنوات قليلة حتى صدرت "شعر" التي أعادت كل الأسئلة الى بداياتها.
يتجلى العناد في طبيعة الخطاب النقدي الموازي الذي ظهر أصلا مع مجلة "شعر" ، وهو خطاب سجالي تبشيري يرى في السابق عليه من الشعر تكرارا ورتابة لاغير ، ويرى في الذي يدعو اليه خلاصا للشعر والذات معا. المتأمل للانتاج الشعري الذي رافق هذا الخطاب سيلاحظ المسافة بين المأمول والمنجز. ويسهل على الانسان هنا ، أن يستشف كون القبول الذي تلتاه الأشكال الجديدة من طرف قلة تعرف كيف ترفع صوتها عاليا ليس قبولا شعريا، جماليا بالضرورة بل قبول أت من الرفض الذي ترمز اليه هذه الأشكال ، فإضافة الى كون قصيدة النثر ضربا من الغنائية المجنحة المثقلة بالضجر من الحياة والغارقة في عالم قدري لا يملك الشاعر فيه إلا الانسياق وراء قوة تلهو به كيفما تشاء، فإن "الفوضى" الشكلية التي لا تستقر ولا تهدأ منحت الشاعر القاريء متنفسا يعكس من خلاله موقفا ضبابيا من واقعية العام والخاص . ولقد سكت النقد العربي حتى في أروع نماذجه ، عن تفسير هذه الحرية التي خمتها الأشكال الجديدة للشاعر وتبيان ماهيتها وابراز الامتيازات التي خولها له التخلي عن البيت التقليدي وكيف تعمل في النص وتصنع شعريته (وهنا مربط الفرس ) ، وحتى ان فعلت ، فإنما بدافع التمجيد والاشادة لا بدافع التساؤل والتقصي.
هذه الحيرة تجاه قصيدة النشر ليست عربية فقط ، بل عرفتها الشعريات العالمية وان كان بحدة أقل ، نظرا لاختلاف الظروف الحضارية والثقافية لقد نظر الى قصيدة النثر باعتبارها جنسا أدبيا يتأبى عن كل تحديد ونظر الى محاولة التقعيد له عملا مجانيا محكوما بالاخفاق .
فكيف نقبض على (شكل) جاء ليخرق القواعد ويعلن العصيان على السلف وكيف نبحث عن لم في جمالية جنس أدبي يصعب تحديد قوانينه قبليا، فهو يحاول ، جاهدا الانفلات من كل تحديد وثبوت ، والا يخضع لمفاهيم جمالية ونقدية ، متحرك باستمرار زئبقي ما ينفقك في كل مرة يسفه مفهوم "البنية " ويضع كل محاوله للتنظير له في مأزق ! (39).

Post: #102
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 08:52 AM
Parent: #101

قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 5من 7
محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب)
(النقد) العربي حول "قصيدة النثر" وهو، في أغلبيته ، طباعي متسرع ، في مثل هذه الادعاءات متنفسا ومهربا من السؤال الأس : شعرية "قصيدة النثر" رغم كون النص "الجديد" ضد "النظام " و "التعقلن " و"المفهومية " ورغم كونه يجعل الابداع "مستمرا" متخذا "اللاتكرارية " والتجريب هدفا" (40) ، فإن له (النص الجديد) شكلا ينهض على تهشيم الأشكال كلها،. من هذه الجدلية بين تهشيم الأشكال لبناء (شكل لا شكل له !) سينبثق شكل قصيدة النثر ، يصعب بناء على ما سبق التسليم بكون قصيدة النثر تجسيدا واضحا للصراع بين حرية النثر وقوة الشعر التنظيمية ، بين فوضى الهدم وفنية البناء الجمالي وبين الرغبة في هجر اللغة وضرورة الاستعانة بها (41) لأن "قصيدة النثر" إما أن تكون شعرا أو لا
تكون ، وهي ليست مخيرة بين الفوضى والتنظيم وبين الهدم والبناء وبين اللغة واللالغة إذ لا مناص لها من التنظيم والبناء واللغة ، أي من قانون يسري عليها، وان كانت حرة فإن حريتها لا تختلف في شيء عن الحرية التي ينهض عليها النص الأدبي كيفما كان . من هنا تتحول (اللا قاعدة ) التي أريد لقصيدة النثر أن توسم بها الى (قاعدة )، أي أن الأحكام الجزافية والتنظيرات الرعناء التي رافقتها تعبير عن قلق وليست تعبيرا عن خصائص معينة لها. شكل النص الشعري ليس هو هيئته على الورقة ، وانما الطريقة التي يفرض علينا إيقاعه أن نقرأ بها، فلقد احتفظ امرؤ القيس وأبو تمام والمتنبي بأهميتهم الشعرية رغم أن الشكل الشعري لديهم (الشكل الظاهر - الخارجي) لا يختلف في شيء عن (شكل ) مئات القصائد الفاشلة التي لم يكتب لها البقاء والاستمرار . فبدل البحث عن شكل موجود ، خاضع لرؤية قبلية لتحديده ، سنبحث عن (شكل ) خفي لتحديده ، وبدل أن نسأل : ما هذا الشكل الجديد الذي رسخته قصيدة النثر؟ نسأل : ما هذا الشكل الذي تسعي قصيدة النثر الى ترسيخه ؟ أو : ما هذا الشكل الذي تحاول قصيدة النثر الانفلات منه ؟ سيقودنا إيقاع النص الى تحديد شكل لقصيدة النثر ، لأن تميزها عن أنواع الشعر الأخرى ليس تميزا شكليا خارجيا، وانما هو تميز إيقاعي. ستكف هذه القصيدة ، إذن عن أن تكون عصية على القبض ، وسيكف النقد عن الاكتفاء بالقول إنها تعبر عن الحزن والتوتر والوحشيه (42) او ان فيها نوعا من "التشابك الواقعي والحلمي، وتداخل الأزمنة ، وشاعرية اللغة والرؤية ، والتباس الأسئلة ، وكسر النمطيه وتفتيت الشخوص والأحداث (43) ... أو إنها "نثر جميل " أو "عطاء جميل " أو "نثر رائع "(44) أو أنها (اكتشاف للشعر في الجزئي واليومي والعادي وغير المدهش ). (45). فقصيدة النثر مهما كانت غنائية وعنيفة فإنها مضطرة ، حتى تكون شعرا، لأن تجد إيقاعها ولأن تؤسس تقنيتها الصارمة والمحددة وأن تبحث عن شكل مهما يكن ، فإنه ليس فوضويا ولا زئبقيا بل هو بناء فني وسيرورة إيقاعية وهذا ما يجعل اتهام قصيدة النثر بالسقوط المبكر في "التنميط " نوعا من العداء المجاني لها، (46) لأن عملية الاستهلاك الجمالية ليست هى عملية التأمل العلمية ، والاستمتاع بالنص ليس هو معرفه النص ، (47) والمطلوب الان عربيا، هو الانتقال من الاستهلاك الى التأمل أو الجمع بينهما معا.
يجب التأكيد على كون قصيدة النثر لا تبتعد كثيرا عن الروح الايقاعية للشعر العربي في عمومه ، وان كانت الزمنية الكبرى، كما يسميها باختين ، قد فرضت اختلافا شكليا خارجيا عن الشكل الشعري التقليدي الموروث ، وبالتالي فإن قصيدة النثر ليست أرقي ما وصل اليه الشعر العربي، كما يحلو لكثير من الشعراء والنقاد القول ، بل هي امكانية إيقاعية ضمن إمكانيات أخرى تمنحها اللغة العربية للشاعر ، أما النواة الايقاعية فهي النواة ذاتها ، رغم أن استراتيجيات القراءة والتلقي والتناول سيلحقها تغير.
فالصبغة الخطية الكرونولوجية التي للأشكال في الأدب العربي الحديث ، إنما تفسرها معضلة الذات والآخر وأسئلة النهضة . والتقدم ، كما أسلفنا، في حين أن قصيدة النثر والنثر الشعري والشعر الحر، شهدت في الآداب الغربية (الفرنسية خاصة ) نوعا من تبادل الأدوار والأقنعة جعلت قصيدة النثر والنثر الشعري مهادا للشعر الحر عند المدرسة الرمزية مثلا(4 ورأى فيها غوستاف كاهن (Gustave Kahn) مجرد جسر للانتقال من التقليد العروضي الى عالم الشعر الحر نافيا أن تكون جنسا أو نوعا (49)، ويكتب (Dornis) في 1912: لقد أدركنا بسرعة أن البحث عن نثر إيقاعي لا يمكن أن يكون سوى طريق نقطعه لكن من غير مخرج (50).
لا يمكن الاحاطة بالدلالات الخفية لهذا المصطلح إلا اذا تم ربطه بالتعريف العام الذي أعطي للشعر في التراث العربي باعتباره (الكلام الموزون المقفى...) فغير خاف أن مصطلح "قصيدة النثر" يجعل بوعي، أو بغير وعي، من الوزن شرطا أساسيا لكل شعر ويجعل النثر عكس الوزن (51) ما يعني، في النهاية ان النثر هو الكلام الخالي من الوزن ، وهو ما يصعب تأييده لسببين اثنين :
- ان الوزن ليس هو الشرط الأساسي في الشعر. فشعرية النص تخلق وزن النص ، ولا يخلق الوزن بالضرورة شعرية النص .
- ان الوزن ليس عكس النثر، وحتى إذا سلمنا بكون الوزن هو الشعر فإن الشعر ليس عكس النثر ، والا حدث لنا ما حدث للسيد جوردان .
لقد نبه ياكوبسون في "قضايا الشعرية " الى ضرورة الانتباه لكون البحث في الشعرية بحثا في التزامني والتعاقبي معا. فالحوض في الشعرية المعا هوة يستلزم بالضرورة ، استحضار الشعرية القديمة ، لأن النص القديم ، تنظيرا وانجازا، يفعل في النص الجديد ويتحكم في تحديد بنيته لحما أن في كل حقبة أشكالا محافظة وأشكالا تجديدية ويجب أخذهما معا بالاعتبار لا الانسياق وراء التغيرات فقط (52).
نلحظ في المتابعات العربية لقصيدة النثر كثيرا من الاطمئنان لكون هذه القصيدة ثورة جذرية وخرقا للمألوف والسائد والموروث ، كأن الشعر انطلق ضعيفا وكلما تقدم في الزمن صار أقوى. تناول كهذا يعمد الى منهج الموازنة والمقارنة الذي يفضي للمفاضلة ، فتكون شعرية النص هي الغائبة ، إننا نرى أن الشعر يظل محتفظا بجوهر ما ، ببنية ما، وأن الذي يتغير بين الحقبة والحقبة ، هو العرضي كأنما يبحث الشعر عن شيء أضاعه مخترقا الأزمنة كلها وكلما يئس في العثور على ضألته اتخذ هيئة أخرى مغايرة للسابقة ، لكنه يظل هو هو، شعرا ذا هدف واحد هو أن يكون شعرا.
يصعب إذن القول إن الوزن قيد خارجي قبلي ارتأت قصيدة النثر ازالته لكونه يشكل عائقا أمام رغبات الذات والمعنى! بل هو (الوزن ) حاضر في الشعر لأنه جزء من جوهره الذي لا يفنى، أما المتغير فهو الشكل الخارجي للنص . هكذا تكون مهمة الباحث في قصيدة النثر صعبة لأنه مطالب بالقبض على البنية الايقاعية لنص ذي (شكل ) جديد تخلى عن معطيات ومؤشرات ألفتها الذائقة العربية وجعلتها المكون الأساسي للشعر.
تقول نازك الملائكة : (ويفتح القاريء تلك الكتب متوهما انه سيجد فيها قصائد مثل القصائد، فيها الوزن والايقاع والقافية ، غير أنه لا يجد من ذلك شيئا وإنما يطالعه في الكتاب نثر اعتيادي مما يقرأ في كتب النثر ، وسرعان ما يلاحظ أن الكتاب خلو من أي أثر للشعر ، فليس فيه لا بيت ولا شطر(53).
ليس في قصيدة النثر بيت ولا شطر .. وهذه هي المعضلة التي جعلت النقد السائد يتناولها باعتبارها قصيدة لا يوجد بيت فيها ولا شطر ، أي يقارنها بالسابق عليها من شعر فيسكت عن إيقاعها.
ويبدو أن رغبة القلة القليلة من أقطاب "شعر" لم تتحقق . لقد كانت النية ، في البدء هي البحث عن اللغة الشعرية الجديدة لهذا النص وعن كيفية مقاربته الأشياء والحياة ، أي أن الجدة والحداثة ليستا في الوزن ولا في النثر، وانما في طريقة الشعرنة ، ويبدو أن الدرس الشعري ما يزال عند هذه النقطة (54).
فإذا قيل إن مادة قصيدة النثر هي النثر ، غير أن غديتها هي الشعر وأن النثر فيها يصير شعرا فيتميز بذلك عن النثر العادي وما كلمة (نثر) التي ألحقت بالشعر فيه سوى لتبيان منشئها (55) فإن هذا التفسير الذي يعني أن النثر يتضمن ، بالضرورة شعرا ، بل شعرا قويا يفوق شعرية النظم ، قد يكون عكس ما يبدو، محسوبا على قصيدة النشر لا لها. إن الأخذ بهذه الفكرة وهي وجيهة تفترض إمكانية إخلاء النثر من العناصر غير الشعرية حتى يستقيم النص ويصير شعريا، لكن النص الشعري يكون كذلك منذ البدء. وكل تعديل يلحق النص النثري يبقيه نصا نثريا ليس إلا. هناك عقلية نهضوية وضعانية في الحقل النقدي العربي الحديث رأت الى الأشكال كتطور متعاقب . وهي عقلية تحول دون الانفراد بالنص لمساءلة شعريته لأنها ترى في الشكل نقطة أو محطة ضمن محطات كثر، ومن ثمة تنبري لوصف أوجه التشابه والاختلاف . يتحدث حاتم المكر عن قصيدة النثر فيرى فيها مجرد نتيجة لتمرينات سابقة : (وقد كانت تتويجا لسلسلة من الخاشات على سطح البنى الشعرية السائدة فالشعر المقطعي والمنثور والحر وسراها ليست الا محاولات جزئية بإزاء ما اقترحته قصيدة النثر من مفارقة للصيغ السائدة ) (56) . ثم يرى فيها نهاية لممهدات عدة كالشعر المترجم والمزج بين البحور العروضية وتقنية التدوير وفنية النثر والكلام اليومي الدارج (57).
يختزن هذا التعليل ،وهو مشترك بين جل الأصوات النقدية تعريفا للشعر لا يقل عن التعريف المأثور الذي يربط الشعر بالوزن ، وهو ما سعى منظرو قصيدة النثر ، أنفسهم لاثبات خطله ، ومن هنا الاستسهال الذي أصاب قصيدة النثر وجعلنا نعتبر جل الكتابات القديمة التي فيها نفحات أو تأملات شعرية "قصائد نثر" وهو، من جهة ثانية ما جعل كل ما يكتب الأن بعيدا عن الوزن والقافية قصائد نثر، حتى كثر الشعراء وقل الشعر! لقد غدا اللامتناسق واللاشعوري والهذيان والضعف اللغوي شروطا شعرية ، ويتحمل النقد المسؤولية العظمي في كل ذلك لأنه برر ما يحدث بدل أن يحاكمه .
يقول بروتون (ما من شيء أصعب هذه الأيام من أن يكون الانسان شاعر قصيدة نثر) (5 ويضيف "إذا كان الشعر هو كتاب حكاية لا متجانسة وبلا خاتمة وتسطير صيحات ثورية وكتابة جمل من غير تتمات فمن لا يقدر إذن أن يكون شاعرا (59)"
ويبدو اقتراح تسميتها "قصيدة دلالية " لكونها تستعيض عن الجانب الصوتي بالجانب الدلالي ، ولكون الجانب المعنوي فيها أبرز وأظهر، اقتراحا يزيد الطين بلة لأن المعنى وحده لا يصنع القصيدة ولأن المعنى في الشعر لا ينقل الا من خلال اللغة ، أي من خلال الصوت .
هذا افتراض صاحب ميلاد الأشكال الشعرية الجديدة عند الشعريات طها وهو ما أشار اليه فيكتور فيكو، في فرنسا سنة 1822 بالقول ان الشعر لم يعد يقطن شكل الأفكار بل الأفكار ذاتها(60) .
مرة أخرى أتاح تواري القافية بتكرارها الصوتي البارز لمثل هذه الأفكار أن تنمو ، كما أتاح للتفسير الاجتماعي للشكل أن يأخذ الصدارة ، هكذا يرى أنسي الحاج في زوال القافية (هل زالت ؟!)ا استجابة لدواعي العصر الذي يملك إنسانه إحساسا متغايرا (61)، كما يرى يوسف الخال في صخب الحياة المعاصرة سببا لاختفاتها (62).
تفسيرات كهذه لا تفيد الشعرية في شيء إذ هي في النهاية تفسير غامض بغامض ، فما الذي يمنعنا من القول إن صخب الحياة الواهنة يتطلب قافية تحد من سيلان النص الشعري وتحول دون أن يصير الشعر بدوره ، صخبا؟ إن معنى الخطاب هو الذي يحدد شكله وما هم بعد ذلك أكتبه الشاعر بيتا أم مقطعا أم نثرا؟ والخطاب لا مفر له من الصوت .
ضرورة تناول المستوى الصوتي في قصيدة النثر ، حتى رغم تخليها الكلي عن البناء الظاهري للبيت العربي يجعل من الايقاع الداخلي (ايقاع التجربة) الذي طالما فسرت به شعرية هذه القصيدة مجرد حل جزئي ومؤقت في انتظار السؤال الجدي عن مكامن الشعرية وتجليات الايقاع فيها، كما يدفع بفكرة امتلاك كل قصيدة نثر لايقاع مخالف لايقاعات القصائد النثرية الأخرى الى حافة الشك . وهذه الفكرة التي أوصلها موريس شابلان الي أقصدها بزعمه أن (قصيدة النثر لا تحدد إنها موجودة )(63) وجدت صدى كبيرا لها في النقد العربي، وهي فكرة إنما أوجدها الافتقار لتنظير شاف وواضح حول قصيدة النثر ليجلو القلق الذي أوجده الشكل الجديد بخروجه الفجائي عن المشكل الخارجي للبيت الشعري العربي، ويبدو أن مفهوم (ايقاع التجربة ) برر بساطة التناول النقدي العربي لقصيدة النثر. نقرأ تمثيلا لا حصرا في "حداثة النمط " لسامي مهدي (اعتمدنا في شرح مفهوم الايقاع على معلوماتنا العامة وآرائنا الخاصة وقد كان بيننا وبين الشاعر خالد علي مصطفى حوار حول وظيفة الايقاع التقت فيه أردؤنا حول ما جاء في البحث بشأنها فنحن مدينون له بذلك ) (64).
ويتناول السعيد الورقي "إيقاع " قصيدة النثر في صفحتين اثنتين لا أكثر قائلا (بدأت قصيدة النثر كتعبير شعري يعتمد على الايقاع النفسي في الشعر العربي الحديث منذ أواخر الستينات كما تذكر الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي) (65).
الوعي النقدي السائد الذي يرى في الوزن والقافية مرهن العملية الشعرية يستصغر كل نص خال منهما، والحق أن هذه الأخيرة أصعب . فالتكرار والتوازي صوتيا ومعنويا يظلان حاضرين وبقوة في قصيدة النثر رغم زوال القافية بمعناها القديم ولا تستطيع مقولة "الايقاع الداخلي اخفاءهما ، ان الذين يسخرون من هذه القولة كلما سمعوها بقولهم : إننا لا نسمع هذا الايقاع الداخلي ! هم على حق لأن الايقاع لا يمر إلا من خلال الصوت ونحن لا نملك إلا أن نقرأ الشعر أجهرا أم همسا. ليست القصيدة لوحة نكتفي بتأملها.
النقد ، إذن مطالب بالبحث عن إيقاع القصيدة النشوية ، والذي ليس بالخارجي ولا بالداخلي إنه إيقاع وكفى. لقد استندت فكرة داخلية الايقاع على كون التجربة أسبق على الصنعة في قصيدة النثر ، والتجربة لا تمر لتصير شعرا إلا من خلال اللغة أي من خلال الصوت .
سؤالان اثنان يبرزان اذا نحن سلمنا بكون إيقاع هذا النص إيقاع تجربة وبكون كل قصيدة ذات إيقاع خاص بها:
1- هل القصائد العربية منذ العصر الجاهلي الى عصر النهضة كانت كلها ذات ايقاع واحد؟ هذا ما تختزنه الفكرة أعلاه . الحق ان الأخذ بالفوارق الشكلية الظاهرة بين الأشكال الشعرية أوقع في قلاقل كهذه ، لأن النص الواحد قابل لقراءات مختلفة يضمنها المعنى والنبر والتنغيم قبل الوزن والقافية ، دون إغفال ما لهذين الأخيرين من دور في خلق نوع من التصدي بين القراءات .
2- إذا كان لكل قصيدة نثر إيقاعها الخاص ، فلم نسمي كل هذه القصائد مختلفة الايقاع قصائد نشر؟ إن الذي في اعتقادنا يجعلها تحمل نفس الاسم هو وحدة الايقاع فيها مع احتفاظ كل قصيدة بإيقاعها الخاص في نفس الوقت.
وشبيه بهذا ما ردده شعراء قصيدة النثر والنقاد المشايعون لهم حول كون قصيدة النثر قطيعة مطلقة مع الشعر العربي السابق عليها ، قديما وحديثا، بكثير من الاطمئنان انبنى أصلا على تعداد الفوارق الظاهرة بين هذه القصيدة وذلك الشعر من دون بحث عن تقاطعات إيقاعية بينهما (وهي كثيرة ) بل تحت تأثير المغايرة البنائية الخارجية الخداعة . وفي هذا استسلام بين مركزية الوزن والقافية من غير وعي لأن تحديد الشعر بالوزن والقافية ، أو تحديده بانعدامهما شي ء واحد في نهاية الأمر تكمن خطورة هذه المقاربات في كونها تنظر ال القصيدة النثرية من زاوية اختلافها مع الأشكال الشعرية الأخرى لا من حيث هي كل متكامل وعالم ايقاعي منسجم . إن التحرر من الاكراهات الشكلية لا يعني زوال الاكراهات . ما أن فروم كتابة قصيدة حتى نضع أنفسنا تحت رحمة شروطها. القصيدة شيء مصنوع بغض النظر عن النوديا ، فهي لا تصنعها النوايا، بل مجموعة علائقها التي تمنحها ، في النهاية شكلا من هنا فليس صعبا اكتشاف القوانين المنظمة لقصيدة النثر والتي جعلت منها كلا متكاملا أي نصا شعريا. فالصفة التركيبية التي للمصطلح (قصيدة النثر) لا تعني أن النص مركب من شعر ونثر في ذات الآن لأن التسمية مجرد تسمية حددتها الحيثيات الحضارية والثقافية أكثر مما هي وصف دقيق لمكونات النص ولهويته الأجناسية . قصيدة النثر ليست شكلا أضاف أجمل ما في النثر لأجمل ما في الشعر،(66) كما انها ليست مزيجا من فوضى النثر وتجانس الشعر (67) ، وليست قصيدة النثر حمارا سهل الامتطاء، تماما كما أن إكراهات القصيدة التقليدية لا تحجب الشعرية وليست عائقا أمام ماء النص وطلا وته ، لا تقيم "قصيدة النثر" في منطقة التماس الصعبة بين الشعر والنثر فهي شعر لا يجاور النثر ويلامسه الا فيما تجاور فيه الأشكال الشعرية الأخرى النثر وتلامسه . لقد دفعت الصفة التركيبية للمصطلح بعض الباحثين الى حد الزعم بكون طموح "قصيدة النثر"، الوحيد هو بلبلة الأنواع الأدبيه (6! وهذا الزعم يتذرع عادة بتوافر "قصيدة النثر" على إيقاع ما ، لكنه ليس إيقاع الشعر بالضرورة ! (69) . ( هذا القول نوع من الهروب الى الامام فهو لا يضع هذا النص في مكان ، بينما يوهم بعلميته مؤكدا على "إيقاع ما".
أما (النثرية ) في المصطلح ، فقد فرضتها الطريقة الطباعية لهذه القصيدة التي تكتب كما يكتب أي نثر عادي. وكل حديث عن امكانية تحول النثر الى شعر، في نظرنا ، حديث على هامش المعضلة الايقاعية التي هي النافذة الوحيدة لتجنيس هذا النص .
مثل هذا الحديث عن ،"شعرية النثر" لم يسلم منه أشد الشعراء والنقاد تعصبا لقصيدة النثر، وهو في الأخير يسىء اليها من جهتين :
أ - لأنه يسهل المأمورية على أعدائها الذين يكتفون بترديد: كيف يخرج من النثر شعر؟
ب - ولانه ، ثانيا، لايقني لاية نتائر علمية دقيقة ، بقدرها يخفي قلقا معرفيا.
يبدو أن النقد العربي أخذ من سوزان برنار فكرة "قطبية " قصيدة النثر وتأرجحها بين النظام والفوضى واكتفى بذلك ، دون الانتباه الى تأكيدها، في أطروحتها الضخمة على ضرورة أن تكون "قصيدة النثر" كلا، أي شكلا بحيث يتضح أن حديثها عن القطبية مجرد وسيلة للتأكيد على ضرورة الشكل تقول :
(لتكن قصيدة النثر "فنية " أو فوضوية " فإنها لا تمتلك كينونتها الا اذا أصبحت قصيدة أي "شكلا" ، كلا عضويا منغلقا على نفسه . ليس بالرجوع الى أحكام نقدية قبلية سنحدد قصيدة نثر ناجحة من أخرى فاشلة ، إن الذي يهم هنا هو الوفاء لمنطق داخلي ، أي ايجاد واستعمال أدوات مورفولوجية مكونة لعالم النص : الكلمات - الجمل - الصور ... أي ما يسميه بودلير "القانون الأكبر للنسق العام " الذي يمنح لوحة وحدتها ومعناها . أو كما يقول ماكس جاكوب عن قصيدته النثرية وهو حكم يمكن تعميمه : لا يهمنا سوى النص الشعري نفسه ، أي ترابط الكلمات والصور وتعالقها .. وهذا يمكن اكتشافه بسهولة في قصيدة النظام وليس في قصيدة الثورة والغزو).
لكن النجاحات الأكثر صعوبة هي نفسها النجاحات الأكثر إثارة . إذا كانت قصيدة النثر الفنية تعود لانتصارات مضمونة ، فانها مهددة بالسقوط في الاعتيادي قصيدة النثر "الفوضوية " بالمقابل ، لا تمنح أي تحديد سهل : انها كل شيء أو لا شيء (il est tout ou rien) ونجد قولة ماكس جاكوب ذات دلالة كبرى هنا : "لتكون شاعرا حديثا فيجب أن تكون شاعرا كبيرا
"(70) تحيلنا كلمة "قصيدة " ذاتها على كون "قصيدة النثر" شكلا شعريا يأتيه الشاعر عن قصد وعن حسن نية ، مدفوعا برغبة كتابة الشعر، لا النثر أو مزيج من الشعر والنثر، جاء في لسان العرب :
(... وقيل سمي قصيدا لأن صاحبه احتفل له فنقحه باللفظ الجيد والمعنى المختار وأصله من القصيدة (....)
وقالوا شعر قصد اذا نقح وجود وهذب . وقيل سمي الشعر التام قصيدا لأن قائله جعله من باله فقصد له قصدا ولم يحتسه حسيا على ما خطر بباله وجرى عل لسانه ، بل روى فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتضبه اقتضابا فهو فعيل من القصد.....)(71)
هكذا لن يطمئن هذا البحث للتعاريف التي أعطيت لقصيدة النثر انطلاقا من طريقة طباعتها أو من حجمها تعرفها (موسوعة برنستون للشعر) هكذا: (فقصيدة النثر تأليف له بعض أو كل ما للقصيدة الغنائية القصيرة من خصائص مع استثناء واحد هو أنها تطبع على الصفحة كما يطبع النثر)
(72) ثم ترى أن الفرق بينهما وبين النثر كامن في قوها وكثافتها ، وأنا تتميز عن الشعر الحر بانعدام وقفات نهايات الأسطر فيها ! (73) ان هذا التعريف يجعل الشكل الكاليغرافي الطباعي للنص هو المتحكم في معناه ! في حين أن كثيرا من "النصوص الشعرية " التي كتبت بوصفها شعرا وبطريقة "نثرية لا تحمل من الشعر إلا الاسم ، أي أنها سقطت في وهم الشكل والمغايرة ، والشعر رؤية وطريقة قبل أن يكون "شكلا". وتصنيف النصوص انطلاقا من هيئتها الطباعية أساء كثيرا للتجربة الشعرية العربية الحديثة ، وجعل كثيرا من الكلام البسيط العادي يدرج في اطار الشعر وما هو بشعر. وهذه مسألة تنبه اليها كمال خيربك .
(.. كما أن تقديمها على الصفحة (إخراجها) لم يكن إلا ليزيد في صعوبة تصنيفها بين الأنواع الأدبية المعروفة .
فتارة تتم كتابتها على شاكلة النثر العادي أي بصورة ملتحمة ومتصلة وتارة على هيئة أبيات منفصلة مجردة من القافية ومن الايقاع الخارجي، وتحتل قسما من السطر أو سطرا كاملا أو عدة أسطر..)(74)

Post: #103
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 09:22 AM
Parent: #102

قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 6من 7

محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب

ما الذي يمنع من أن أكتب قصيدة تقليدية كما يكتب النثر؟ لا شيء! لكن القراءة لن تكن نثرية لأن النص ، أصلا شعر وليس نثرا. من هنا خطورة مثل هذه التعريفات . فما المانع من أن تكون قصيدة النثر طويلة ؟ ثم : ما مفهوم القصر؟ وما هذا الذي تفقده القصيدة حين تطول ؟ هل يخشى عليها، إن طالت ، أن تصير شيئا آخر؟ وهل القصر هو صانع شعرية النص ؟ يدافع أدونيس في "صدمة الحداثة " عن قصر قصيدة النثر وايحائيتها ، عكس النثر الشعري المطنب والمسهب معللا قصرها بايحائيتها مسترشدا بمبادي، سوزان برنار مدافعا عن النظريه لا عن النص ، ` لكنه في سيرته الثقافية الشعرية (هاأنت أيها الوقت ) يتخلى عن مجمل الطروحات المندفعة التي ضمتها كتبه السابقة رادا الاعتبار للنص قبل النظرية ، وهذا موقف علمي لن يتأسس الخطاب النقدي حول قصيدة النثر إلا به ، وانطلاقا منه :
("قصيدة النثر"، في اللغة العربية و" قصيدة النثر" في اللغة الفرنسية أو غيرها ، يجمع بينهما الاسم الواحد، أو "النوع " الأدبي الواحد. لكن ما أعظم الفروقات الشعرية بينهما وما أكثر التباينات الفنية وأعمقها ! إنهما تفترقان بخواص ومزايد يفرضها، بائيا فرق اللغة و"العمل اللغوي" (كالخاتم والخاتم يجمعهما جنس واحد، ثم يكون بينهما الاختلاف الشديد في الصنعة والعمل ). الجر جاني - دلائل الاعجاز. (ص 38 . (...) بعبارة أخرى: إن كان الاختلاف حتميا ، ضمن "المعنى الواحد" عندما ينقل من "صورة " الى "صورة" فكيف لا يكون هذا الاختلاف حتميا بين "قصيدة نثر" عربية و" قصيدة نثر" بلغة أخرى ، وليس بينهما أية "صورة " مشتركة أو أي "معنى" مشترك ؟ ولنن صح منطق القائلين بأن "قصيدة النثر" العربية انتحال أو "سرقة " فلن يكون عند العرب ، اليوم في مختلف المجالات إلا المسروق أو "المنتحل")(76)
يسقط الخطاب النقدي حول "قصيدة النثر" في تناقض صريح اذ يجمع بين "الكثافة " و"القصر" و"السردية " في ذات الأن . ويحار المرء في معرفة كيف يكون النص الشعري "كثيفا" و"سرديا" مرة واحدة . وحتى اذا سلمنا بوجود "قصيدة نثر" تشبه الحكاية "كما يقول أنسي الحاج ، نقلا عن سوزان برنار،(77) فإن السود ليس مكونا شعريا . أي استسهال هذا أن نرى في قصيدة النثر عودة الى السود، أو بالأحرى مصالحة مع السرد في حين أن السرد يسكن كل مظاهر حياتنا اليومية . قد يكون هذا الاستسهال مقدمة لملوح السؤال الذي لابد منه : إذا كان السرد سمة بارزة في قصيدة النثر، فأين تختلف هذه الأخيرة عن بقية الخطابات السردية ؟ ثم تنبثق الأسئلة . فالذي حدد قصيدة الشعر (الوزن ) تاريخيا هو ما سيحدد قصيدة النثر أي اقصاء السرد(7 عكس ما هو رائج من كلام حول كبون السرد أهم ملمح في النص الجديد. إنما، مرة أخرى، أوقع الشكل الظاهري للنص ، في مثل هذا المأزق ، إذ لم تتم ، حتى الأن ، قراءة "قصيدة النثر" قراءة إيقاعية كفيلة بوضع اليد على ما يجعلها شعرا لا نثرا ولا سردا.
تستثمر الدراسات التي تقول بحضور السرد في "قصيدة النثر مقولات أضحت شائعة ومكرورة من فرط استعمالها كقولة دوجردان : "لقد كانت القصيدة النثرية محاولة لتحرر الشعر انطلاقا من النثر. أما الشعر الحر فقد استهد.ف الغاية نفسها ، ولكن انطلاقا من الشعر" (79) وهذا افتراض يجعل قصيدة النثر أقرب الى النثر، والشعر الحر أقرب الى الشعر: أي أن قصيدة النثر تخلت عما ليس شعرا في النثر فاستوت شعرا، وأن الشعر الحر تخلى عما ليس شعرا في النظم فاستوى شعرا. لقد بينا سابقا أن "قصيدة النثر" تكون "قصيدة نثر" منذ البداية ويجب تفادي مثل هذه الفرضيات بالتأكيد على كون الايقاع هو الدال الأكبر في النص الشعري وأن القصيدة لا تنمو من جهة معينة ، بل من نفسها تأتي واليها تعود، وأن "الطول " أو "القصر" ليس لهما كبير أهمية في تحديد شعرية النص وأن "قصيدة النثر" لم تتخل عن جوهر البنية الايقاعية للشعر العربي رغم أنها احتمت بتقنيات أخرى، دون أن يعني هذا أن تناولها ممكن بالركون فقط الى العدة النقدية القديمة .
"قصيدة النثر" العربية مدعوة لتأسيس قوانينها الخاصة وعلى النقد أن يستنبط هذه القوانين من بنية النص ذاته لا البحث عن قوانين لاسقاطها عليها، ليس لأن النقد العربي أخذ تقريبا كل ما استثمره حول هذ0القصيدة من كتاب "قصيدة النثر" من بودلير حتى أيامنا "لسوزان برنار"، بل لأن الشروط التي حددها هذا الكتاب قابلة لكثير من الأخذ والرد.
تتحدث سوزان برنار عن شروط ثلاثة(80) بدون أحدها يستحيل الحديث عن قصيدة نثر، وكل شرط من هذه الشروط يستدعي ملازما له على هذا النحو:
1- الايجاز : الكثافة
2- التوهج : الاشراق
3- المجانية : اللازمنية
فعلى قصيدة النثر أن تكون كلا متكاملا، عالما مغلقا، والا فقدت فوعيتها كقصيدة . إنها نظام جمالي مكتف بذاته ، موجز، وما أن تكف عن أن تكون موجزة حتى تصير حكاية أو رواية أو بحثا ، مهما كانت هذه الأخيرة (شعرية ) وعلى قصيدة النثر أن تنجب الاستطرادات الذهنية أو غيرها وكذلك التوسيعات التفسيرية أي كل ما قد يدفع بها صوب الأجناس الأخرى، كل ما قد يحرمها من وحدتها وكثافتها. (81)
وعلى "قصيدة النثر" الا تحيل على خارج أبدا، والا تبحث عن تتمات لها خارج النص . قصيدة النثر لا تتطور نحو هدف ما، وليست فيها سيرورة لأفكار - أو أحدث أو لمواقف ، انها (شيء) و(كتلة لا زمنية ) . انها قصيدة تثور ضد منطق الأشياء وتخرق المواضعات الاجتماعية والشروط الانسانية تختار من الأشكال أكثرها فوضوية ، بوأ قلها انضباطا ، فتكف بذلك عن أن تكون أداة توصيل إنساني، أو عقدا اجتماعيا لتصير آلة جهنمية (Machine lnfernale)يرمي بها الشخص في وجه العالم .(82)وهي قصيدة ذات وقع صاعق ، يأتي مرة واحدة ، لا ينمو ولا يتطور ، وهي تتأسس بعيدا عن كل قاعدة قبلية .. وتتيح كل هذه المواصفات لقصيدة النثر أن تبتكر شروطا لم تسبق اليها كالغرائبية والدعابة السوداء والسخرية"(83)
هذه بايجاز هي الشروط التي انتهت اليها برنار وهي تستقريه التطورات التي شهدتها الشعرية الفرنسية منذ مطلع القرن التاسع عشر. لكن : هل احترم الشعر الفرنسي نفسه ، بعد برنار(1959) هذه الشروط ؟ ولماذا تحمس لها الشعراء العرب الى حد أن صارت مقياسا فتحولت الينبغيات الى شروط قبلية اسقطتهم في نظرة قبلية الى النص ، طالما حاولوا انتقادها:
تكمن لا علمية الشروط أعلاه في كونها غير مرتبطة بشعرية النص بالضرورة ، فقد يكون في النص ايجاز وتوهج ومجانية ، ولا يكون فيه شعر. وقد يكون في النص دعابة سوداء وسخرية وغرائبية ولا يكون فيه شعر. ويعزز هذا الادعاء أن جل ما كتب تحت يافطة "قصيدة النثر"، في الشعر العربي، خاصة في البدايات الأول ، مجرد، هلوسات تحتمي بفوضويتها و"ثوريتها" فيما هي خالية ، تماما ، من أية نفحة شعرية متذرعة في ذلك بكونها سوريالية ، أو عبثية ، أو دادائية تختار الكتابة الآلية
وسيله(84) حيث انهالت على الساحه الادبيه العربيه ادبيات الحركات الثورية العالمية وطفا على السطح مفهوم للشعر يرى في العملية كلها رفضا للعالم وقيمه ، وصادف ذلك في العالم العربي أوضاعا سياسية واجتماعية وثقافية ذات قابلية لاستيعاب مثل هذه الدعوات .. تكتب سوزان برنار:
( إنها (قصيدة النثر) نوع شعري ولد مم الثورة الرومانسية ، من قوة الرغبة التحررية لهدم البيت الكلاسيكي. تحطي قصيدة النثر في ثناياها، منذ البداية مفهوما فوضويا وشخصا نيا، ومتدفع الحيثيات هذا المفهوم الى التطور أكثر فأكثر.
الشعراء وجدوا أنفسهم في خضم حضارة ميكانيكية وفي
عالم ما انفك يتطور، مجبرين على استعمال لغة أكثر فردانية . منذ قرن تقريبا ، نشهد، شعريا احتداما بين النظام والفوضى حيث نرى انجذابا نحو الحقيقة وتقربا منها، مع ابتعاد عن الاجتماعي:
الشاعر يخوض حربا ضد عالم كريه مرفوض ، فيدفع عنه ، ليس الشكل فقط ، بل حتى المنطق ، أصبح لا يعير اهتماما مهما قل هذا الاهتمام ، لرغبات المتلقي ، منهمكا في اكتشاف عالمه الغريب ، باحثا عن حقيقته الذاتية لا الموضوعية وقصيدة النثر، في فوضويتها العارمة ، إنما تترجم الثورة هذه ، هذه القوة الخالقة التي تدفع نحو ايجاد لفة جديدة ) (85)
إن قراءة ايقاعية في جسد قصيدة النثر العربية وحدها ستبرهن على أن شعرية النص لا تصنعها الا شعرية النص ، وأن كثيرا من النصوص فيها رفض وعبثية وسريالية وغرائبية وسخرية لكنها ليست شعرا، يرى عبدالقادر الجنابي، وهو ذو ثقافة شعرية سوريالية عالية ، وأحد المدافعين (الأشاوس ) عن قصيدة النثر في نص من "طوق الحمامة " لابن حزم الظاهري قصيدة نثرمة يندر العثور عليها كما يرى في كتابات التوحيدي التي وصفت في أماكن عدة ، بكونها التباشير الأولى لقصيدة النثر في الشعر العربي (86):
(.. وكنت بين يدي أبي الفتح والدي رحمه الله ، وقد أمرني بكتاب أكتبه ، إذ لمحت عيني جارية كنت أكلف بها، فلم أملك نفسي ورميت الكتاب عن يدي وبادرت نحوها وبهت أبي وظن أنه عرض لي عارض ، ثم راجعني عقلي فمسحت وجهي ثم عدت واعتذرت بأنه غلبني رعاف ).
لا يخلو هذا المقطع من ابداعية : ابداعية انبثقت أساسا من هذه الهشاشة المذهلة التي يتصف بها الكائن أمام الجمال ، ومن هذا الانخطاف الفجائي الذي يزو بع الانسان ويجعله ضعيفا وقويا في ذات الآن . لكن يصعب جدا اعتبار هذا المقطع قصيدة نثر لأن الجنابي بحث فيه عن شروط موريس شابلان وسوزان بر نار أكثر مما بحث فيه عن الشعرية .
من هنا نعت كتاب "حرف الحاء" لبدر الديب (1957) -"قصائد نثر" كما نظر الى مجمل ما يكتب الآن عربيا، من نصوص تخترق الحدود الاجناسية المتعارفة باعتبارها قصائد نثر، دون الانتباه الى الفرق الشاسع بين "قصيدة نثر" وقصيدة مكتوبة بالنثر(87).
لن تترك مهمة تحديد "قصيدة نثر" من أخرى غير "نثرية " لحساسية القاريء وذكائه وحدهما ، لأن الدرس النقدي حول الشعر مطالب بشحذ أدواته لتأسيس خطاب علمي حول هذا النص يكون كفيلا بتوحيد الرؤية اليه وحوله ، وكفيلا بالقبض على الوحدة في الاختلاف ، وحدة الايقاع والشكل والتجربة في اختلاف الممارسة الابداعية .
أوردنا هذه الملاحظة للاشارة الى ما قد يعترضنا من مشات في تحديد المتن الذي سنتعامل معه فإذا نحن احترمنا الحدود بين هذا الشكل الشعري وذاك ، وأخذنا بالاعتبار ما سعت قصيدة النثر الى انجازه ،وكذا الدوافع العامة التي أفرزتها، فإن الأمانة العلمية تقتضي منا لمبحث عن قصائد نثرية داخل الأعمال الكاملة لكل شاعر على حدة ، إذ يصعب تماما، الحديث عن شاعر اختص في هذا النوع الشعري والتزم بقواعده . نمثل لذلك بأنسي الحاج الذي إن اعتبرنا ديوانيه الأولين "قصائد نثر" فانه يصعب إلصاق ذات الاسم بمجموعاته اللاحقة الا فيما ندر. كما يصعب اعتبار سركون بولص شاعر قصيدة نثر بامتياز، لأن مجموعاته الشعرية التي هي من "الشعر الحر" إنما تخترقها قلة من نصوص نثرية ..
هكذا وبناء على ما سبق ينبغي التعامل مع قصيدة النثر كظاهرة ، من دون اختيار نماذج درءا لخلط اجناسي نسعي الى تفاديه .
تتبنى سوزان بر نار دعوة موريس شابلان الى التعامل مع "قصائد النثر" التي كتبت بنية كونها كذلك ، خشية التكدس والوفرة ، والى اعتبار القصائد النثرية الفاشلة التي فتبت عن قصيدة واضحة أكثر أهمية من قصائد نثر ناجحة كتبت من غير قصد (8هذه فكرة وجيهه تنسجم وما سعت بر نار للقيام به وهو التأريخ لقصيدة النثر الفرنسية وتتبع خطواتها، أكثر من التحليل النصي. لكن هذا البحث الذي يروم الاقتراب من مكامن الايقاع في "قصيدة النثر" سيجافي هذه النظرة كثيرا ، ويسائل النصوص التي كتبت بنية كونها قصائد نثرية ، شريطة توافرها على ما يجعلها واقعة جمالية . هنا لا مفر من المأزق ، الفصل بين الحكم والوصف ، لأن علم الجمال يستوجب عمليتين : الاختيار والملاحظة . (89)
الهوامش
1 - هذه مسألة مشتركة بين جميع الشعريات . إن للشكل الخارجي دورا أوليا في الاخبار عن كون النص شعرا أو نثرا
2- وهذا ما يفسره بوضوع تحمس بعض رواد الشعر التفعيلي لقصيدة `لنثر وانفتاحهم عليها، تنظيرا وابداعا.
3- سوزان برنار - قصيدة النثر من بودلير الى أيامنا الطبعة 1- (1959) ص 20.
4- بنية الثورات العلمية 143- 144. الطبعة الأولى - الترجمة العربية (سلسلة عالم المعرفة ). عدد 168- ص 143- 144.
5- لنتأمل النصوص الأولى لقصيدة النثر وكذا الأبيات المرافقة لها. وانظر ، تمثيلا لا حصرا : رفعت سلام - حوار-العالم الثقافي - السبت 24 يونيو 1995 السنة .26
6- أدونيس - الصوفانية والسوريالية - الطبعة الأولى - دار الساقي - لندن - ص 143 - 144.
7- عكس هذا جليا ، الصراع بين مجلة "الآداب " ذات الاتجاه القومي و"شعر" حاملة لواء الحداثة وذات الميولات الليبرالية الغربية .
8- نشير ، ضمن مواقف أخرى الى موقف العقاد، في مصر، من شعر أحمد عبدالمعطي حجازي واختيارنا لموقف العقاد له دلالة لأنه من المدافعين الكبار عن "الحداثة الشعرية " في الثلاثينات والأربعينات ، لكنه سرعان ما انقلب ضدها، وفي هذا مؤشر على التسارع الذي أضحت تشهده
الأشكال الشعرية العربية حتى أن مناصري الحداثة باتوا يتوجسون من جريانها السريع شرا.
9- يهاجم صبري حافظ أنسي الحاج بشراسة مطالبا باجراء فحص طبي عليه ومتشككا في سلامة عقله ، ويسهل أن نعثر على مثل هذه المواقف هنا وهناك .
10 - جان كوهن بنية اللغة الشعرية ترجمة محمد العمري ومحمد الولي - دار توبقال - الطبعة الأولى – 1986-ص39 11 - شعر - ع 22 سنة 6ربيع 1962- 128 أخبار وقضايا.
12- أدونيس - كلام البدايات - الطبعة الأولى دار الآداب - بيروت 1989 - ص 15.
13 - بورديو - الرمز والسلطة ترجمة عبدالسلام بنعبد العالي - توبقال - المغرب - ص 67.
14- محمد الأسعد - بحثا عن الحداثة 64- 65 الطبعة الأولى .
15 - دون أن يعني ذلك أن قراءتنا لقصيدة النثر ستكون بالمقارنة بينها وبين شعر التفعيلة أو القصيدة التقليدية .
16 - هذا مشترك بين جميع الشعريات - انظر ميشونيك - نقد الايقاع - الطبعة الأولى ص 593.

Post: #104
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: nile1
Date: 10-07-2003, 09:30 AM
Parent: #103

قصيدة النثر.. تأملات في المصطلح 7من 7


محمد الصالحي كاتب وناقد من المغرب


17 - شعر - ع 22 - سنة 6- ربيع 1962- 130 - 131 (أخبار وقضايا).
18 - عبدالفتاح اسماعيل - مواقف 37/ 38 ربيع وصيف 1980 (حوار أجراه أدونيس والخطيبي ) .
19 - القاموس المحيط - مادة ق . ص .د
20- أمين الريحاني - عن الحداثة الأولى لمحمد جمال باروت الطبعة الأولى - ص 142.
21- محمد الأسعد بحثا عن الحداثة ص 11- 14 .
22- لويس شيخو - الطبعة الأولى - ص 41 .
23 - أنيس المقدسي - الاتجاهات الأدبية في العالم العربي الحديث - ط 2- 1960 ص 19أ - 420.
24- برنار- 426.
25- ميخائيل نعيمة - جبران في آثاره العربية - المجوعة ص 19 .
26 - س موريه - حركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديث -
ترجمة سعد مملوح - الطبعة الأولى القاهرة ( 1969) ص 23.
27- نفسه - 59.
28- نفسه13.
29- نازك الملائكة 157 ظاهرة الشعر المعاصر - الطبعة 3- ص
30- س - موريه - ص 84.
31- جبرا ابراهيم جبرا عن الحداثة الأولى . 2
32 - نازك الملائكة - ص 177.
33- انظر تفاصيل ذلك في خيربك – حركة الحداثة في الشعر العربي الحديث - ط 1- 1982 .
34- شعر ع 22 سنة 6ربيع 62- 132.
35- سركون بولص - نزوى ع 6- ابريل 1996- 188.
36- محمد شكري عياد - المذاهب الأدبية والنقدية عند العرب والغربيين
(سلسلة عالم المعرفة ) الطبعة الأولى - ص 78.
37- نفسه 97.
38- نفسه - 60.
39- برنار – 439-0 44.
40 - أدرنيس - زمن الشعر - الطبعة الخامسة - (1986) دار الفكر - ص 258.
41 - برنار 08 4.
42 - على جعفر العلاق - في حداثة النص الشعري - الطبعة الأولى – دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 1990 ص 154.
43 - إدرار الخراط - الكتابة عبر ازعية - الطبعة الأولى ص 73. 44 44- شعر - س 2- ع 6- 152- اخبار وقضايا.
45 - محمد جمال باروت - الحدات الأولى الطبعة الأولى ص 224.
46 - سامي مهدي - حداثة النمط . الطبعة الأولى ص 14 1.
47 - جان كوهن25.
48 - بر نار - 771.
49 - نفسه - 468.
50 - نفسه - 468.
51- سعيد الغانمي - 67.
52 - ياكوبسون - قضايا الشعرية - ترجمة محمد الولي ومبارك حنون
- دار توبقال - الطبعة الأولى 1988- ص 26.
53 - نازك الملائكة - 13 2.
54- أدونيس - ها أنت أيها الوقت - 90.
55 - شعر - ع 22 سنة 6ربيع 1962- 130- 131(أخبار وقضايا).
56 - حاتم المكر - ما لا تؤديه الصفة - مجلة "المربد " 1989 - بغداد ص 17.
57- نفسه 20-21.
58- عن برنار - 770.
59- نفسه - 770.
60- نفسه 44.
61- أنسي الحاج - لن - المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع
- الطبعة الثانية - 1982- ص 62.
62- كمال خيريك
63- بر نار 11،
64- سامي مهدي - 131 ،
65- السعيد الورقي - 262.
66- أحمد بسام الساعي - الأقلاع - 122.
67- برنار - 14.
68- شربل داغر - الشعرية الحربية الحديثة - تحليل نصي - دار توبقال الطبعة الأول - 6988 - 64.
69- نفسه - 64.
70- بر نار 465.
71- ابن منظور - لسان العرب .
72- عن علي جعفر العلاق - 679.
73- نفسه - 139.
74- كمال خيريك –265.
75- أدونيس - صدمة الحداثة - 207.
76- أدونيس - ها أنت أيها الوقت - 669- 670.
77- أنسي الحاج 14.
78- دومينيك كومب – 94jose corte ,(pceie et Recit)
باريس - الطبعة الأولى 6989 ص 94.
79- برنار - عن حاتم الصكر - ما لا تؤديه الصفة - 71.
80- برنار - 15.
86- نفسه - 15.
82- نفسه 446.
83- نفسه - 437.
84- مثالا على ذلك نورد هذا المتع لكامل زهيري وهو من جماعة "الفن
والحرية " : لايناع رجل على كرسيين وفمه في أبعد محيط / في الحلقوم
مسرح / في المسرح نهر/ القلق بن القلق / الضحك بن الضحك بن
الضحك بن الضحك / كالشعر في الماء أحس الوحدة / من يد جديدة تمر
على الوجه المتعب / الأبيض أمام الأبيض أمام الأبيني / شديدك أبيضان
كالسيف / أحبك / أضحك / . ..) عن : عصام محفوظ - السوريالية
وتفاعلاتها العربية - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - الطبعة الأولى 1987 ص 51.
85- برنار 464.
86-عبدالقادر الجنابي - رسالة أدونيس - الطبعة الأولى - دار الجديد - بيروت ص 91- 52.
87- برنار 428.
88- نفسه - 13.
89- جان كومن -19.

Post: #105
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-07-2003, 05:15 PM
Parent: #1

الاخ الكريم نايل ون
شكرا لك علي هذا المجهود الجبار
والذي بلا شك سيساهم مساهمة كبيرة في دفع الحوار الي الامام
ساعود الي التعليق علي هذا البحث الهام بعد اعادة القراءة
ولك شكري وتقديري
اخوك عجب الفيا

Post: #106
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: bayan
Date: 10-08-2003, 07:42 PM
Parent: #105

&

Post: #107
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Gazaloat
Date: 10-09-2003, 10:58 AM
Parent: #106

الكريم سبيل
لك الود والتحايا الجميلات

(1)
والله لا ادرى أ لنفسى اعتذر ام لك!

فلقد سائنى ان اضرت كلماتى الرشيقات باحساس احد الناس دون قصد فظنها تسخر منه ومما يراه فى امور الفن والادب ونقدهما, وماعنيت من ذلك شيئا.

فهل هو سوء فهم من جانبكم لما قصدت اليه ؟ ام هو سوء تعبير من جانبى حتى حُّمّلت كلماتى ما لم تكن تحمل؟ ام ترى هو افراط فى الحساسية التى صارت تميزنا فى السنوات الاخيرات واصبحت تضفى بعض الريبة الحادة تجاه كل قالة يتقولها الطرف الاخر؟!

لك العذر اولا وللاخوات والاخوة ثم لى العتاب على قصر نظرى ولكم جميعا العتبى.

اما بعد

(2)
مما يسؤنى ايضا ان أُجبر على تفسيير كلماتى الواضحات, ولا ادرى ما الذى حشر ايمانى بالديمقراطية وحرية التعبير وربما الامن والسلم الدوليين والوحدة العربية- كمان- فيما نحن فيه من نقاش وتبادل اراء حتى كاد ان يتحول الى تبادل اتهامات لدرجة ان خرجتَ علىّ بقالة لم اقلها فى شأن القصيدة التقليدية, والامر كما اسلفت يحتمل اما سوء الفهم من جانبكم او سوء التعبير من جانبنا وفى الحالتين احدنا مدان بالاعتذار للاخر وها أنذا ابادر بتحمل وزرى واعتذر عنه.

(3)
على كل حال انا قلت , ولا ازال اقول ان الشعر موسيقى فاذا افتقدها افتقد خاصيته التى تميزه عن كافة اجناس التعبير الاخرى .
هل هذا مما يدخل النار ؟
او هل فيه انكار لما علم من الدين بالضرورة مما يوجب اقامة حد الخروج على امة محمد ؟

(4)
لقد رأيت فيما يرى الصاحى ان الشعر بلا موسيقى يكون مسيخا بلا طعم وغيرى رأى غير ذلك من ان الموسيقى ليست ضرورية لاغراض التجديد والحداثة والخروج على المألوف وان النثر الذى يحتوى على شاعرية عالية هو شعر فى واقع الامر حتى وان خلا من الموسيقى و....لكم دينكم ولى دين !!

(5)
ثم ان الدعوة للتجديد ليست منزهة تماما عن الغرض! وليست لوجه الله تعالى كما قد يحسب البعض .
عملية هدم القديم لا تتم الا اذا كانت لاغراض بناء جديد اكثر اشباعا وثراء وجمال. فان كانت لغير ذلك فهى محض هدم من اجل الهدم نفسه ولن تنتج سوى مجموعة من الخرائب, ارى انها لاتصل الى قلبى بسهولة.
هل هذا بعض من حقى ام انه يتعارض مع حرية التعبير وحقوق الانسان والمواثيق الدولية ؟؟

(6)
حسنا, دعنى ياصديقى اضيف اضافة اخرى لسالف معتقدى فى الامر طالما ان السيف قد سبق العزل واننى قد اتهمت سلفا بالخروج عن الملة, فالشاة لايضيرها سلخها بعد ذبحها.
ثمة شبهة عندى فى ان الدعوة الى تفكيك خواص القصيدة وتقطيع اواصرها وتجريدها من موسيقاها وحصرها فى اطار المعنى دون الاعتناء بالمبنى, هى دعوة اقرب الى الدجل الفنى منها الى التجديد, تحت اى مسمى جاءت!!
فأغلب الذين هدموا مبنى القصيدة وجردوها من عذوبة موسيقاها وتركوها عارية من اى تطريب الا حلاوة المعانى انما هم دجالون فشلوا فى صناعة القصيدة فخرجوا علينا بمعاول الهدم والتجديد وكانت النتيجة ان اختلط سلسبيل الشعر العذب براكد مياه النثر, وقد عافت نفسى ان تشرب من هذا الخليط, بل ولا زلت افضل الماء الزلال, فان كان فى ممارسة حقى فى التعاطى مع العشق والحب خروج على مواثيق حقوق الانسان وكفر بالديمقراطية, وليس بابا فى حرية التعبير فان قالتى الاولى عن الانياب والاظافر تظل سارية المفعول.
وسيبقى القرد ياصديقى قردا الى يوم يبعثون.

والحب والسلام فى المبتدأ والمنتهى.
منعم الجزولى

Post: #108
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Agab Alfaya
Date: 10-16-2003, 06:17 AM
Parent: #1

تسخينة

Post: #109
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 10-16-2003, 08:51 AM
Parent: #108

تسخينتين
________

أخي عبد المنعم الجزولي :

اشكرك على رقي مشاعرك ، وآسف جدا على التأخر في الرد ، فانت تعلم بأننا شغلنا بذكرى على المك ، غفر الله له ورحمه .
ثم ..
يا اخي حينما قدمت ، هنا ، مداخلتي ووجهتها اليك ، لم أكن أقصد الى الدفاع عن تجربتي المتواضعة، ولا عن نفسي كما بدا لك ، وانما عن (طريقة) الاختلاف البناء ومكنوناته ، حيث لم ترق لي ، خاصة من اديب مثلك ، كما انني دافعت عن حق هذا الشكل الابداعي في الوجود ، مثله مثل بقية المخلوقات الآخرى ، من باب ضمان التعددية الفنية ، والتي هي نوع من الممارسة الديمقراطية ( الحقة ، غير المرتبطة بمصالح سياسية ) وهذا ، بالضبط ، ما دعاني الى ادخال قضايا بدت لك مقحمة اقحاما ، من نوع حرية التعبير وحقوق الانسان .. الخ . فالحياة بالنسبة لي: تجربة متكاملة ، والحرية ( المسؤولة طبعا ) لا محل واحدا لها وانما نحملها ، هنا في الجنان، اينما حللنا ...
هكذا أحاول أن اسوغ لك ذلك الربط الذي استهجنته فأنكرته عليّ . ثانيا لحظت شيئا آخر ، احببت الا ينطوي عليه حوار رفيع كالذي معك ، وهو: الكلمات المقززة ، والتي لا تفيد سوى اضطهاد الرأي الآخر واستبعاده ومن ذلك ( خراء النفساء ، والقرود وهلم جرا ) ، لم اعرف على وجه الدقة ، ما الضرورة الفنية التي اقتضت اللجوء اليها ، وهل هي لغرض آخر سوى العنف الفكري والاضطهاد الثقافي؟ .
صديقي
ان فكرة التعايش ، محمدة لا يضحى بها ، سواء بين اجناس البشر أو اجناس الابداع أو الافكار ، والمهم هو حوارها وتفاعلها ونقدها لبعضها بضمانة الاحترام المتبادل ، منعا للغبن والحيف ومن ثم العنف ( بشتى تجلياته ) وكل ذلك باتجاه الحياة الفضلى للجميع.
فهل توافقني على أن نظرية التعايش والتعددية انما هي ( نظرية حياة شاملة) أم أنك تقصرها في جانب واحد من جوانب الحياة ، أعني الحياة السياسية ؟
واما اذا اتفقت معي على ان القناعات الجذرية لا تختزل ، فأنه لن يكون مقبولا رفض حزب من الاحزاب لمجرد ان طروحاته لا تروق لي ، أو رفض جون قرنق لمجرد انه يشبه قصيدة النثر ( حسب توصيف صديقي منعم الجزولي ) .
ان ما تقول يا اخي من ذم وقدح ضد قصيدة النثر لا اجد فرقا كبيرا – في جوهره – بينه وبين التفرقة على اساس الجنس أو العنصر ( لأن الأخيرة هذه ناجمة عن شعور نفسي عاطفي، وقد يكون موروثا ،وهو قائم على فكرة : أنا لا احبه اذن فليذهب الى الجحيم ) .
الاعتراف بالآخر المختلف – مهما يكن - والتعايش معه وافساح المجال واسعا له ليعبر عن نفسه ويحاورنا ، بحرية مسؤولة، كتفا لكتف ، هو عظم ظهر ثقافة هذا الزمان ، والا فاننا سنخرج طائعين من التاريخ بسلام ورحمة الله وبركاته .
محبتي لا تنقطع .
_______________
رب اشرح لي صدري

Post: #110
Title: Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر
Author: Gazaloat
Date: 10-16-2003, 03:52 PM
Parent: #109

سبيل ود عمى وعبده ود اخوى وكافة سكان الحار جاف مترامى الاطراف على قول حبيبنا عبدالله على ابراهيم
السلام والحب والتحية
والله لايقطع للمحبة دابر
انشغلت بالمر والذى هو امّر منه عن المشاركة فى مهرجان تكريم الجوهر الفرد, المك ابن المك. واخشى ان ذات السبب يمنعنى عن المتابعة اليومية, فتأتى متابعتى لكل ماهو حولى نهزا للفرصة ( عليك الله ياسبيل ما تقول على انتهازى )

اعد بان اعود للموضوع بشئ من التفصيل, وقد اعجبنى وصفك لقرنق بالقصيدة النثر, رغم اننى لا ازال ارى فى سيلفا كير قصيدة عصماء ولازلت اراهن عليه.
وبالمناسبة,
سيظل القرد ياصديقى قردا شئنا ام ابينا.
الحب والتحية
منعم الجزولى