ومات الحمار !!

ومات الحمار !!


11-05-2007, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=188&msg=1196623086&rn=0


Post: #1
Title: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-05-2007, 05:23 PM

______________________________

ومات الحمار

(قصة قصيرة )

على الشريط الحجري الرابض بين نهر النيل وجبل "ميمي" في أقصى شمال السودان؛ تقع قرية كربين البائسة التي لم يصلها الكهرباء. "قرناص" صديق العقارب والأفعى السامة التي تنتشر في المنطقة ذو السبعة أعوام يحمل في جيبه دائماً بعض القصاصات الورقية من مجلات الأطفال القديمة. يهوى الجلوس قريباً من البحر دون أن يخشى أساطير جنيّات البحر المتداولة في المنطقة، ودون أن يستعيد قصص الذين خطفتهم تماسيح النيل الشرسة. يبحث بأصابعه في المنطقة المجاورة عن بعض الأحجار التي يتسلى بقذفها على الماء لتحدث دوائر يظل يتابعها بإعجابٍ بالغ.


ولسببٍ ما يتذكر "قرناص" أمنيات أخيه الأكبر في النزوح إلى الخرطوم والعمل هناك. يعرف أن أخاه يحلم بالثراء والزواج من خرطومية فارعة الطول كما يسمع عنهن دائماً من أحاديث القلّة الذين يعودون في مواسم الحصاد. وترن في أذنه الجملة التي ترددها أمه دائماً "موت يا حمار!"


"شهاية" إحدى الفتيات اللواتي أوقفتهن ظروف المعيشة القاسية - كغيرها من الفتيات - عن مواصلة الدراسة، قرأ في بعض حاجياتها الخاصة عن أمنياتها بالزواج من مغترب يأخذها خارج القطر. ولم تكن تخفي ذلك عن الجميع، فتبسم وهو يتذكر مقولة والدته لها "موت يا حمار!"


والده الذي بدأت أسنانه العلوية بالتسوس ثم بالتساقط وهو يحلم بأن يهدم الجدار الخلفي لمنزله ليبني غرفة يجعلها مستودعاً ، وضحكات أمه التي كانت تحبطه دائماً وتذكره بارتفاع ثمن الاسمنت والطوب الأحمر وجملتها الختامية التي لم تخش أن تجاهره بها "موت يا حمار!"


ابتسم قرناص، وهو يفكر في هذا الحمار الذي سيكون موته خلاصاً وحلاً للعديد من مشاكل أسرته بل والقرية كلها. كان يعلم بطريقةٍ ما أن الله قد ربط حسن الطالع بعجز الحمار دون أن يسأل نفسه عن تاريخ هذه الجملة التي ترددها أمه منذ أن تعلّم القراءة والكتابة في مدرسة كربين الابتدائية. وربما تعالت ضحكاته عندما سمع نهيق حمار غير بعيد واستلقى على ظهره وهو يقول "آهٍ لو تدري أيها الحمار، كم أن موتك حياة لآخرين!"


وعلى صوت خشخة أوراقٍ يابسة؛ التفت قرناص عن يمينه ليجد حمار الشيخ "صالحين" يهز رأسه طارداً عن وجهه ذباب البحر والنّمتي* نافخاً من فمه هواءً كان يحرّك به أوراق الأشجار المتساقطة باحثاً عن شيءٍ ما. أخذ قرناص ينظر إليه وهو يتأمل ذيله المسوّد من نهايته، وخمّن أن تلك البقعة السوداء هي حسن طالع القرية المربوط به.


تقدّم الحمار إلى النهر، وأصيب بالهلع عندما التقط رأسه تمساح ماكر كان على ما يبدو في انتظاره قرب النهار. سحب التمساح الحمار إلى داخل النهر، ورآه قرناص وهو يرفس برجليه الخلفيتين الماء محدثاً دوائر غير منتظمة، وفجأة اختفى الحمار في النهر.


ركض قرناص إلى القرية وهو يصيح بفرح: "لقد مات الحمار .. لقد مات الحمار" ظنّ أنه يحمل إلى القرية أجمل خبر كانوا في انتظاره منذ سنوات طويلة. ولكنه فوجئ بحزن الشيخ "صالحين" على حماره الذي كان يعوّل عليه كثيراً في رزقه ورزق أبنائه. واستدعى حزنه حزن أهل القرية جميعاً ، فجاءت الوفود لتعزيّه في حماره. "لن أستطيع الحصول على حمارٍ آخر فلا طاقة لي بثمنه" قال الشيخ صالحين وهو يرد على المعزيّن، بينما قفز أحدهم "لا عليك .. سوف تتمكن من شراء حمار آخر، عندما ننتهي من حصاد البلح في الموسم القادم" ومرة أخرى سمع قرناص أمه تهمهم "موت يا حمار!"


فتساءل في سرّه "عن أي حمار تتحدث؟!"



* النّمتي: حشرة صغيرة جداً تكثر في المناطق الزراعية

Post: #2
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 11-05-2007, 08:46 PM
Parent: #1

قرأت قصتك يا هشام بكل إستمتاع
فهي تمثل أشياء كثيرة
أحلام وآمال بعيدة مآلها أقرب إلى المستحيل
بينما يطنها الطفل الصغير تتعلق بموت ذلك الحمار
يا ليتها كانت، لكان هب أهل القرية جميعا والقرى المجاورة
والعالم أجمع على ذلك الحمار
ويا لحيرة الطفل حينما مات الحمار ولم تحل المشاكل
بل ولربما تعقدت أكثر
بدلا عن الفرحة والنعمة علت الغمة وجه الأسرة والقرية

والله يا هشام أنت شخص موهوب جدا جدا

ودي
غادة

Post: #3
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-06-2007, 12:32 PM
Parent: #2

________________________

العزيزة : غادة عبد العزيز خالد

ومن غيرك يستطيع أن يقرأ بقلبه وليس بعينيه "الحمار" أو "الشماعة" التي نعلّق عليها إحباطاتنا وعدم قدرتنا على تحقيق أحلامنا حتى الصغيرة منها. جزء من هذا "الحمار" يشدنا إلى الوراء وأن نظل رابضين تحت حدود المتاح وليس فوق حدود القدرة. كقيمة حقيقية للإنسان. للطفل أن يتساءل وأن يتعجب يا غادة ، فإذا كانت تلك الآمال والأحلام (حتى الصغيرة منها) معقودة بموت هذا الحمار، فإن له أن يفرح بموته، وربما فكّر قبل التمساح أن يقطع طرف ذيله المسود ، حتى يعود به لأهل القرية.

"الحمار" في الحقيقة ما هو إلا وسيلة لكسب العيش لأهل تلك القرية وهذا هو الاكتشاف الذي خرج به "قرناص" من تلك القصة

أشكرك يا غادة على القراءة والتعليق. ولك مني أجمل التحايا

Post: #4
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-19-2007, 08:41 AM
Parent: #3

UP

Post: #5
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: Ammir Mohamed
Date: 11-19-2007, 09:09 AM
Parent: #1

العزيز هشام

أجمل ما في كتاباتك أنها واقع يا هشام ..ولا زالت هذه المرأة التي تمارس تكسير المجاديف عن غير عمد متواجدة في أشكال عديدة في مجتمعنا... هل هي تربية يا هشام!! أن نكون دائما في انتظار موت حمارنا الذي يقف بيننا وبين تحقيق أحلامنا... أو نتزرع به كعائق لا قدرة لنا عليه في طريق أحلامنا ...

أنت صعب يا هشام!!

أمير

Post: #6
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-19-2007, 09:53 AM
Parent: #5

______________________

العزيز : أمير محمد

الكتابة حتى الفنتازية منها يجب أن تخدم خطاً واقعياً بطريقةٍ ما ... "الحمار" هنا غلبة المغبون واليائس والعاجز وكل أشكال التنميط التي يمكن أن تندرج تحت هذا المسمى الوهمي. والغريب في الأمر يا أمير أن الحمار أو الحمير تموت فعلاً !! ولكن ارتباط العقلية التعيسة بتحقق أمر سخيف مثل "موت الحمار" هو فضح لمثل هذه العقلية ولمواطن الإحباط في الشخصية. ولا شك أن للتربية والواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي دور كبير في تنميط هذه الشخصيات والتأثير عليها بل وبنائها. ويمكن ألا تكون التربية تربية أسرية بقدر ما هي تربية متعلقة بتلك العوامل مجتمعة؛ بمعنى أنها قد تكون تربية اقتصادية أو تربية سياسية أو تربية اجتماعية.

أشكرك يا عزيزي على القراءة وعلى التعليق وتمنياتي لك بكل الخير

Post: #7
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: Ghassan Ghosn
Date: 11-20-2007, 10:12 AM
Parent: #1

أخي هشام،

تحيّة عطِرة من لبنان.

أعجبتني جدًّا قصّتُك القصيرةُ ذاتُ الصِّياغة الجميلة والمغزى العميق. واسمح لي، في هذه المناسبة، أن أشاركك وبقيةَ الأخوات والإخوة في مقالة ساخرة كتبتُها قبل نحو أربعةَ عشر عامًا عن "حمير لبنانَ المظلومة."

بكلّ تقدير ومودَّة.

غسّان
---

مؤتمرٌ استثنائيّ لِحَمير لبنانَ المظلومة:
احتجاجٌ ومناشَدةٌ وسلسلةُ توصيات!

غسّان غصن


شهِد العالمُ قبل أيامٍ معدودة حدثًا لم يسبق له مثيل، حتى في الأحلام أو الأفلام! ومع إدراكي التام أنّ نشْرَ المعلومات المذهلة الآتية سيحمل الكثيرين على اتّهامي بالجنون أو "الهَلْوَسة"، ويجعلني هدفًا لِحَسد الإعلاميّين وحِقْدهم (كيف لا، وقد انفرَدْتُ بتسجيل هذه الوقائع المثيرة الفريدة)، فإن ضميري المِهْنيَّ وتعاطفي مع المظلوم والمُهان فرَضا عليَّ عدمَ إبقاء هذه التفاصيل التاريخية الخطيرة طيَّ الكتمان. وأجزم للقارئ، وأنا في كامل قِوايَ العقلية، أن محتويات هذا المقال حقيقيةٌ وصحيحةٌ مئة في المئة .... وليست من صُنع الخيال أو نتيجة "ضرْبة شمْس"! كما أنها ليست مقتبَسةً من كتاب "عليلة ودِملة" للمفكِّر الشهير ابن المُقَوْقَع.

مؤتمرُ الحمير

عقدت الجمعيةُ التأسيسيّة لِحمير لبنان مؤتمرًا استثنائيًّا لم يتضمّن جدولُ أعماله إلاّ بندًا واحدًا، هو بحثُ مشكلةٍ عَويصةٍ مزمنة، وكيفيةِ معالجتها والقضاءِ عليها. وبرز في الجلسة الماراثونية، التي استمرَت من الفجر حتى منتصف الليل، موقِفانِ متعارِضانِ ومتضارِبان ... لا بالنسبة إلى جوهر المشكلة، الذي أجمع عليه الحاضرون، بل بالنسبة إلى الأسلوب المطلوب للحلّ. ففي حين دعا ممثلو التيّار الأول إلى اتّخاذ اجراءاتٍ جَذْريّةٍ وحاسمة، حِفاظًا على ما تبقَى من عزَّةٍ وكرامة ... لأن الكَيْل طفَح، استسْخفَ (أرفضُ كلمة "استحمَرَ") أصحابُ الرأي الثاني – الذين يمثّلون أكثريةَ حمير لبنان – هذه الفكرة ... لأنها ليست منطقيّةً أو عمليّةً أو مُجدِية، ولن تؤدي بالتالي إلاّ إلى تَفاقُم الأوضاع. وبرَّر هؤلاء موقفَهم من مُنطَلَق أن اللبنانيَّ بطبيعته ... "عنيد"، يرفض الاستماعَ أو الاستجابة إلى مطالب أخيه – حتى المحقّ والعادل منها – فهل يَعقلُ أن يُعير مطالبَ الحمير أيَّ اهتمام!

وبعد مناقشاتٍ ومُداولاتٍ حاميةِ الوطيس، وتبادُلِ الاتهامات واللَّعنات، وارتفاع أصواتٍ مُنكَرة، وافقت الجمعيةُ بالإجماع على اقتراحِ من رئيس جمعية الرِّفْق بالإنسان يقضي بشرْح المشكلة، ومناشدة اللبنانيين مساعدتَهم على حلِّها ...من مُنطلق لعلَّ وعسى! وتضمَّن البيانُ الختاميُّ الذي أعلنه الناطِق – عفْوًا – الناهِقُ الرسميّ باسْم الحمير، عددًا من النقاط والتوصيات المُهِمة (قرّرت الجمعيةُ حذْفَ عددٍ من الملاحظات والتعليقات، خَشْية التعرُض للمُلاحقة أو امتناع وسائل الإعلام عن نشْر هذه الوثيقة الخطيرة). وإذْ أنقلُ الآن هذا البيانَ بِحَرْفِيَّته، أكررُ ما قلتُه للحمير في مؤتمرهم من أنني أتحفَّظ عن بعض ما ورَد فيه من اتِّهاماتٍ قاسية.

البيان

"... إنّ الشتائم التي نسمعها والضرَباتِ التي نتلقّاها أحيانًا في أثناء العمل، تقتصر على نفرٍ من قُساة القلوب، ولذا فإننا لا نعتبرها جزءًا من المشكلة الكبرى. فهل نتوقّع من هذا القاسي الفَظِّ، الذي يشتم زوجتَه ويَضرب أولادَه، أن يكون معنا أفضلَ ممّا هو مع أفراد عائلته؟ لكنَّ التصرُّف اللبنانيَّ العامَّ الذي لا يمكن بعد اليوم قَبولُه أو التغاضي عنه، هو توجيهُ الإهانات التحقيرية إلينا "عالعِمّال وعالبِطّال" ودونما أيِّ سببٍ أو مُبرِّر، عبْر اتِّهام كلِّ غبِيٍّ وأحمقَ وجاهلٍ ... بأنه حمارٌ أو جحْش، كأننا "حرْفٌ ناقِصٌ أو ساقِط". وتَظهر هذه العنصريةُ المُغرِضةُ والحاقِدة ضدَّنا في القطاعات والطبقات المختلفة، وعلى المستويات كلِّها؛ بِغَضِّ النَّظر عن الفئة، أو الطائفة، أو المنطقة، أو المركز، أو العُمر، أو حتّى سلامةِ العقل (يا ليتهم يتوحَّدون هكذا، في الأمور الإيجابيّة لا السلبيّة). وهذه بعض الأمثلة، وهي غَيْضٌ من فَيْض:


1. السائقُ الأرعن الذي يقود سيّارته عكْسَ السَّيْر، أو يقودها ليلاً بِضَوْءٍ واحد (وأحيانًا من دون ضَوْءٍ على الإطلاق) ... حمار. الأخرقُ الذي يقف أو ينعطف فجأةً بلا إشارةٍ أو تحذير لِمَن هم وراءه ... جحْش، وهكذا الذي "يَفلق" الآخرين بِبُوق سيارته المزعِج، أو يَدخل من طريقٍ فرعيّة إلى طريقٍ رئيسيّة من دون الالتفات يسارًا. الرَّقيعُ المُتَهوِّر الذي يندفع من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين عندما يرى راكبًا محتمَلاً، أو شبْرًا فوق الرُّكبة ... حمار، كذلك الذي يتحدّث مع صديقه غيرَ آبِهٍ بالصفِّ الطويل وراءه، أو الذي يترك سيارتَه أمام مدخل مدرسة على أساسِ "لحظة" ويَغيب ساعة!

2. الأحمقُ الذي لا يعرف حدودَه ... حمار! والفارغُ الرأس الذي يدّعي المعرفةَ وهو لا يعرف ثُلثَ الثلاثة ... جحْش! نحن لا نطلب من مالكنا الفقير بَرْدَعةً من الحرير، ولا نبقى جائعين أسبوعًا كي نتناول وجْبةَ عشاءٍ في نادي الجِياد! لم يَزعم أيٌّ منّا مرَّةً أنه أسرعُ من الجواد الأصيل، أو أقوى من الفيل. ثمَّ ... هل سمعتم حمارًا يعِظ دجاجةً في كيفية إنتاج البَيْض، أو يُقدّم للكلْب المسمّى "الراعي الألماني" اقتراحاتٍ تتعلَق بأفضلِ وسائل الحراسة، أو يُعلّم القِرْدَ كيْف يَرقص ويُقلّد؟ معاذ الله، فنحن نعرف قدراتِنا وطاقاتنا.

3. المستهلِكُ الغَبيُّ المغرور الذي لا يعرف شيئًا عن النَّوعية، ويدفع ثمنَ التِّبْر للتراب ... حمار! والمستهلكةُ (بِكَسْر اللاّم أو فتْحِها، لا فرْق) الحديثةُ عهدًا في النِّعمة، أو حتى البعيدةُ منها، التي تشتري التنُّورةَ "المُوَقَّعة" (بتشديد القفا - عفوًا - القاف، و"فتْح" العَيْن)، المصنوعةَ في جُزُر "واق واق"، وتدفع ثمنَها ما يجنيه زوجُها في ثلاثة أشهر ... حمارة و"نِصْ" أيضًا.

4. شرطيُّ السير الذي يقف في الظِّلّ يُدخِّن سيجارة، بينما "العَجْقةُ ضارِبةٌ أطنابَها" عند مُفْترق الطُّرُق، حمار! مُوظَّف شركة الكهرباء الذي يترك أنوارَ الشوارع مضاءةً في النهار, حتى في الأزمة الحاليّة للكهرباء، حمار!

5. المُهمِلُ الذي لا يَهتمُّ بِصِحَّته ... حمار! هل رأيتم حمارًا في حياتكم يَستحِمُّ بالماء الحار، ويَخرج للتحدث مع الجار ... في "الهوا الشمالي"؟ هل شاهدتم حمارًا يُعرّض نفسَه أيام الإجازة، لأشعّة الشمس الحارقة وسرطانِ الجِلد ... بسبب "البْرونْزاج" ("بَلا أوزون بَلا بلُّوط، شُو هالعُلَما الحمير"!)

6. السَّطحِيُّ والفارِغُ الرأس الذي لا يعرف كيف يَصون لسانَه أو يَحفظ سرًّا ... حمار! هل أفْشَيْنا سرًّا واحدًا في تاريخنا الطويل؟ ألمْ نُصبح على مَرِّ الزمن رمزًا لِكَتْم الأسرار؟ ألا تعرفون ما يقوله الرجالُ ذوو الحظِّ السيئ من أنّ الصديقَ الوَفِي ... كلْب، وكاتمَ الأسرار ... حمار، والعدوَّ ... زوجة؟

7. "الأخْوِت" الذي يتزوَّج (كما يقول ظريفُ لبنان نجيب حنكش وكثيرون غيرُه) ...حمار - "ليش في غير الحمير بْيتزوجوا، يا تُقْبر بيَّك"! والذي لا تحظى زوجتُه بإعجاب كلِّ أهله وأقربائه وجيرانه وزملائه إلخ. ... حمار، لأنه يركبها (بضَمّ الياء وكسْر الكاف المشدَّدة، طبعًا) على ظهْره .. "وتارِكْها تْهزّ إجْرَيْها كمان". لماذا هذا التجنّي والظُّلم؟ هل شاهدتم في حياتكم حمارةً تَركب على ظهْر حمار؟ حرامٌ هذا الكلام!

8. الفاسدُ الأخلاق الذي يُقامر بِماله وعِياله ... حمار! هل سمعتم بِحِمارٍ يُجازف بمِخْلاته، أو حتى بجزءٍ قليل من عليقه، لِمُجرّد "لذّة" المقامَرة؟ عيبٌ عليكم، أيّها الناس!

9. الخاملُ الكسول ... حمار، كذلك النَّشِطُ المجتَهِد ... "بْيشتغل كلّ النهار، متل الحمار"! الذي لا يتعلّم ... حمار، والذي يُمضي حياته في البحث والدَّرس ... حمار، "مشْ عايِش"!

10. الصّادق حمار، لأنه لا يدري أنّ الكذِبَ مِلْحُ الرِّجال؛ "ولازِمْ يْكون... مْلَوْفِكْجي حتى يْعيش"! الصَّريح ... حمار، "ما عندو شي منِ السِّياسي أو الدِّبلوماسيِّي"! الأمين ... حمار، "البلد كلّو عايِش عالسِّرْقة والنَّهب"! اللطيفُ الخجول ... حمار، والمخلِصُ حمار، و"البَيْتوتي" حمار، والعاقلُ حمار، والآدَمي (صفةٌ لأي إنسانٍ من أبناء آدم) حمار. أما الكذّاب، والحرامي، والفَظّ، ونزيلُ عُلَب الليل والخمّارات، و’الأزعر‘، و.....، "حَرْبوق وفِهْمان وعايِش تَرْخَني".

سُبحان الله، أيّها اللبنانيّون، كيف قلبْتُم موازينَ الأخلاق والفضيلة!

التوصيات

1. ندعو اللبنانيّين كافَّةً إلى القيام بِحَملةِ تَوْعيةٍ مُكثّفة في البيت والمدرسة وعبْر وسائل الإعلام العامَّة والخاصَّة (وما أكثرها)، لتربية الأجيال الجديدة على الامتناع عن استخدام اسْمنا وصِفَتنا في معرِض الذَّمّ والقدْح والشتيمة. ونتمنّى على مُخرِجي المُسلسَلات المكسيكية والإرجنتينية وغيرِها مساعدتَنا في هذا المجال، عبْر تضمين الحلقات المئةِ الأولى من كلِّ مُسلسَلٍ رسائلَ مبطَّنَةً تدعو إلى الكَفّ عن إهانتنا آلافَ المرّات في اليوم القصير. ونَخصُّ هؤلاء المخرجين الكبار بالذِّكر، لأنّ برامجَهم ذاتُ شعبيةٍ مُذهِلةٍ في لبنان… خصوصًا لدى العَرَبيّات … المثقَّفات الواعيات!

2. مطالبةُ مَن بَقِي من المثقَّفين الحقيقيين لا الزائفين (أو أشباهِ المثقّفين، وهُم كُثُر)، بتخصيص بعْضٍ من عُصارة "أفكارهم" لتحقيق هذا الهدف النبيل. فكتاباتُهم عن القضايا "المصيرية" تذهب هباءً منثورًا (رايْحَه ضِيعانْ).

3. مطالبةُ المسؤولين بمُلاحقة كلِّ مَن يَستخدم اسْمَنا بِعُنْصُريّةٍ تحقيرية ... أكثرَ من عشر مرّاتٍ في اليوم (كخطوةٍ أولى). ونأمل في أن ينجح هذا القرار، كما بالنسبة إلى منْع التدخين في الأماكن العامة!

4. مناشَدةُ حمير العالم العربي – وقبرص أيضًا – التضامنَ مع إخوتهم في لبنان، لنتمكّن جميعًا من القضاء على هذه الآفة "البشريّة" (سندعو لاحقًا إلى عقْد مؤتمرٍ عالمي، نَخرج منه بقراراتٍ حاسمة وبإجراءات جَذْرية).

5. إبقاءُ الآذان مفتوحةً (لا يمكننا إبقاءُ الجلساتِ مفتوحة)، وإعطاءُ اللبنانيين قرْنًا (من الزَّمن) أو ربما قَرْنَيْن، ليعودوا عن غِيِّهم وضَلالهم، ويبدأوا في معاملتنا بالاحترام الذي نَستحقّه!


حاشية

نتوَجَّه بالشُّكر والامتنان العميقَيْن إلى اللبنانيِّ الوحيد الذي تبنّى قضيّتَنا بِصِدْقٍ وإخلاص لا مثيلَ لهما، ووافَق على طرْحها أمام العالم بجُرْأةٍ وشجاعة لم نشهَدْهما في تاريخنا كلِّه. ونأمل من اللبنانيين كافَّةً الإحجامَ عن وصْفه – علَنًا أو سِرًّا (لنا آذانٌ في كلِّ مكان) – بأنه "...."! كما نَلفت الانتباهَ في الختام إلى أنَّ مَن أنْصَفَنا هو أحد أبناء "المُنْصِف"، من منطقةٍ، أطلقَ عليها بعضُكم زُورًا وبُهْتانًا اسْمَ .... "بْلاد الدّابِة" [جُبَيل]!

("نهار الشباب"، "النهار"، 11/1/1994)

Post: #8
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-20-2007, 12:48 PM
Parent: #7

__________________________

الأخ : غسان غصن

أشكرك يا عزيزي على هذه المشاركة اللطيفة للغاية وأعدك بقراءتها قراءة ثانية والتعليق عليها إن كانت تحتمل التعليق وإن لم تمانع في ذلك

لك تحياتي

Post: #9
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: Ghassan Ghosn
Date: 11-20-2007, 02:23 PM
Parent: #8

أخي هشام،

بكل سرور، فمَن ينقُد كتاباتي كأنه يكتب معي - مثلما قال العلاّمةُ الراحل، الشيخ عبدالله العلايلي.

مع أطيب تحية.

غسّان

Post: #10
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: معتز تروتسكى
Date: 11-20-2007, 02:34 PM
Parent: #9



Post: #14
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: معتز تروتسكى
Date: 11-21-2007, 10:09 AM
Parent: #7

خالص التحايا
صديقي العزيز هشام آدم (أبو الشوش)
والجميع ...
من واقع موت هذا الحمار الرمزي ، نجد بأنه من أسباب موته أيضا انه ، تسربت فكرة التقدم والتأخر إلينا بطريقة جعلتنا ، بالرغم من نقائصها ، نشك في إننا اقل من أمم أخرى ، وننطوي على عيوب ومثالب لا علاج لها ، فتشربت عقولنا بها لدرجة لم يخامرنا أدنى شك في أنهم "متقدمون" ونحن "متأخرون" ، وليس في هذا الشئ أو في ذلك الميدان بعينه ، ولكن بصفة عامة ، حتى بدأنا نتساءل خفية أو صراحة عما إذا كان فينا عيب متصل أو نقائص تعود إما إلى لون البشرة أو نوع الجينات ، أو طبيعة اللغة ، أو المناخ وحتميات الجغرافيا ، أو أشياء سحيقة حدثت في التاريخ نتيجة لتفاعل كل هذه العوامل مجتمعة ؟!؟. كيف تسربت إلى عقولنا هذه خرافة التقدم أو التأخر؟...

ودعنى اعرج على صديقنا السيد Ghassan Ghosn..
عزيزي غسان دعنى اقتبس توصياتك هذه ، فماشعرت انها قد كُتبت لكم وحدكم هي تفاصيل نمر بها بكل اوحالها ، فشكرا كتير لهذه التوصيات القيمية التى بدورها ابعثها عبر بوست هشام هذا الى كل من يؤمن بقيمة [الحمير]..

Quote: التوصيات

1. ندعو اللبنانيّين كافَّةً إلى القيام بِحَملةِ تَوْعيةٍ مُكثّفة في البيت والمدرسة وعبْر وسائل الإعلام العامَّة والخاصَّة (وما أكثرها)، لتربية الأجيال الجديدة على الامتناع عن استخدام اسْمنا وصِفَتنا في معرِض الذَّمّ والقدْح والشتيمة. ونتمنّى على مُخرِجي المُسلسَلات المكسيكية والإرجنتينية وغيرِها مساعدتَنا في هذا المجال، عبْر تضمين الحلقات المئةِ الأولى من كلِّ مُسلسَلٍ رسائلَ مبطَّنَةً تدعو إلى الكَفّ عن إهانتنا آلافَ المرّات في اليوم القصير. ونَخصُّ هؤلاء المخرجين الكبار بالذِّكر، لأنّ برامجَهم ذاتُ شعبيةٍ مُذهِلةٍ في لبنان… خصوصًا لدى العَرَبيّات … المثقَّفات الواعيات!

2. مطالبةُ مَن بَقِي من المثقَّفين الحقيقيين لا الزائفين (أو أشباهِ المثقّفين، وهُم كُثُر)، بتخصيص بعْضٍ من عُصارة "أفكارهم" لتحقيق هذا الهدف النبيل. فكتاباتُهم عن القضايا "المصيرية" تذهب هباءً منثورًا (رايْحَه ضِيعانْ).

3. مطالبةُ المسؤولين بمُلاحقة كلِّ مَن يَستخدم اسْمَنا بِعُنْصُريّةٍ تحقيرية ... أكثرَ من عشر مرّاتٍ في اليوم (كخطوةٍ أولى). ونأمل في أن ينجح هذا القرار، كما بالنسبة إلى منْع التدخين في الأماكن العامة!

4. مناشَدةُ حمير العالم العربي – وقبرص أيضًا – التضامنَ مع إخوتهم في لبنان، لنتمكّن جميعًا من القضاء على هذه الآفة "البشريّة" (سندعو لاحقًا إلى عقْد مؤتمرٍ عالمي، نَخرج منه بقراراتٍ حاسمة وبإجراءات جَذْرية).

5. إبقاءُ الآذان مفتوحةً (لا يمكننا إبقاءُ الجلساتِ مفتوحة)، وإعطاءُ اللبنانيين قرْنًا (من الزَّمن) أو ربما قَرْنَيْن، ليعودوا عن غِيِّهم وضَلالهم، ويبدأوا في معاملتنا بالاحترام الذي نَستحقّه!


أضيف عليه مقتطف من مقال قديم..
أين نحن الآن لان مجرد المعرفة لا تحقق الوعي؟!؟..
مجرد المعرفة لا تحقق الوعي ، وهذا يؤكد بان التعليم يساهم في عملية الوعي وليس عنصرا أساسيا .وإذا كنا نسعى إلى إكساب هذه الأمة الضروري لبناء وطن تقدمي وعلمي ، فالمعرفة لا تحقق الوعي ولكن المعرفة المسلحة بالوعي تخلق الوعي. فالثورة الحادثة في جميع المجالات تعني انه توجد ثورة عقل ، وان خاصيتي الاتصال والإبداع تعدان من الخصائص الجوهرية المميزة ، لماهية إنسان هذا الوطن .وتشكل حالة التوازن المعرفية هدفا يقوم فيها المتعلم بعمليات معرفية متعددة من النمذجة لعمليات المعالجة الذهنية، فكل إنسان مهما كان مستواه الثقافي أو الاجتماعي له مواهبه وقدرته التي اُختص بها والتي تميزه عن بعضنا. إذا ومن هنا كان لابد أن ننمي أذهاننا ، وذلك عن طريق تغذيتها بالمعرفة ، ومحاولة التعرف على نقاط القوة لدينا ،فكل منا لديه ما يمكن أن يتفوق ويبدع ، لكن علينا محاولة اكتشاف مواطن الإبداع لدينا ، والعقل مبدع بطبيعته . إذ لا يمكن للتنمية أن تتحقق بعيدا إلا من خلال ثقافة واسعة ومتنوعة هي تلك التي نحملها ، ولا نكتفي بهذه الثقافة وحدها بل لابد أن نربطها معا في إطار متكامل من خلال محالة أعمالنا الذهنية في إدراك العلاقات فيما بينها فنحن نعيش في عالم واحد تتكامل علاقاته بعضها بعضا نسعى إلى إعادة إنتاج مخزوناته اى كانت وتداولها بصورة سليمة من اجل واقع يضمنا.



التحايا النواضر...

Post: #15
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: almulaomar
Date: 11-21-2007, 01:27 PM
Parent: #14

معتز
التقدم والتخلف ليست مجرد فكرة إنه واقع مع شديد الأسف فالغرب متقدم وما أنفك يعمل بأسباب التقدم والتطور ونحن قابعون منسيون نزداد كل يوم تخلفاً بل نجهل فوق جهل الجاهلينا إن شئت ، وهذا يقينا لا علاقة له بالجينات أو المورثات أو اللون أو العرق بل لابد للمرء أن يؤمن يقينا في ذاته بالنجاح لكي ينجح. ناهيك عن أن أهداف الكثير منا في هذه الحياة هلامية أو منسوخة من أهداف آخرين أو قل تطلعات بذلك يكون الحال أكثر بؤساً لأن العادة الوحيدة تكون في عدم إمتلاك القرار أى قرار.
لابد لأي كان أن يفكر من منطق أنه إذا لم يستطع أن يحب الفوز فلابد له أن يكره الهزيمة.
وتبقي آمالنا وأحلامنا التي لا نعمل على تحقيقها رهينة بين محبسين أن يموت الحمار أو أن يعيش الحمار حتى ينبت النجيل بالرغم من تضوره جوعاً.
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ ، والرُّمانَ ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

Post: #17
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: Ghassan Ghosn
Date: 11-21-2007, 08:31 PM
Parent: #14

أخي معتزّ،

تعليقٌ رائع، وإضافةٌ ممتازة. هل يُمكنني قراءة المزيد؟؟\

مع أطيب التحيّات/التّحايا

غسّان

Post: #11
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: almulaomar
Date: 11-20-2007, 02:58 PM
Parent: #1

في المسافة الكبيرة الفاصلة بين التمني والعمل على تحقيقه مات الحمار يا هشام وتموت الكثير من العير وبعض بني البشر كمان. نحتاج إلى التمني على إعتبار أنه عامل مهم من عوامل التوازن والتمسك الفطري للإنتقال من حال إلى حال أحسن طبعاً ، والأمة التي لا تتمنى كما يقول ثوسيديدس – وده ما تسألني بلعب وين – هي أمة لا تتفاعل مع الحياة.
موت الحمار رمز لعدم تحقق الوعود والأماني والأحلام لا لن الحمار من الحيوانات المعمرة بل لأن الأماني لا تتحقق إلا بالعمل لذلك نعيش حالة من الإحباط واليأس والهزيمة والإنكفاء على الذات ، وهذا ما جعل موت الحمار ضرب من ضروب المستحيل.
شكراً يا هشام وواصل

Post: #12
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-20-2007, 06:50 PM
Parent: #11

__________________________

Quote: في المسافة الكبيرة الفاصلة بين التمني والعمل على تحقيقه مات الحمار يا هشام وتموت الكثير من العير وبعض بني البشر كمان. نحتاج إلى التمني على إعتبار أنه عامل مهم من عوامل التوازن والتمسك الفطري للإنتقال من حال إلى حال أحسن طبعاً ، والأمة التي لا تتمنى كما يقول ثوسيديدس – وده ما تسألني بلعب وين – هي أمة لا تتفاعل مع الحياة.
موت الحمار رمز لعدم تحقق الوعود والأماني والأحلام لا لن الحمار من الحيوانات المعمرة بل لأن الأماني لا تتحقق إلا بالعمل لذلك نعيش حالة من الإحباط واليأس والهزيمة والإنكفاء على الذات ، وهذا ما جعل موت الحمار ضرب من ضروب المستحيل.



الأخ : الملا عمر

شهادة لله ... هذه أكثر التعليقات روعة وعمقاً في جميع المنتديات التي نشرت فيها هذه القصة. وكنت مثلك تماماً أتساءل: ترى لماذا الحمار، رغم أنه ليس من الحيوانات المعمّرة! لماذا لا نقول "موت يا أب قدح" مثلاً !! إنها فعلاً المساحة التي تفصل الحلم عن تحقيقه يا عمر .. وسلمت يمينك

أشكرك من الأعماق على هذا التعليق وهذه القراءة

Post: #13
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: almulaomar
Date: 11-21-2007, 07:40 AM
Parent: #1

أخي هشام أقف في مفترق طرق كثيرة متشعبة داخل تلك القرية هل أهلها عاجزين ينطبق عليهم ما جاء في الحديث النبوي الشريف والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله أم هم ضحايا الظروف.
سوف ألتمس لهم العذر وآخذ بأحسن الإفتراضات ، وأخوض مع القائلين بأنهم ضحايا ما هي الظروف ومن الذي يصنع الواقع نحن أم الظروف هنا لابد أن أستحضر قول الشاعر الكبير نزار قباني في إحدى روائعه
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حدادا لديكم..
يصنع السيوف..
الغريبة ذات المثل في الثقافة السودانية أتي بصيغة مغايرة وإن كانت تعطي ذات الدلالة والمفهوم "عيش يا حمار لما تقوم النجيلة" وهو أيضاً كما تري نوع من أنواع التسويف الذي يفضي إلى الموت فلا يمكن للحمار مع تضوره جوعاً أن ينتظر إلى أن تنبت النجيلة ليأكل.

Post: #16
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: showgi idriss
Date: 11-21-2007, 01:29 PM
Parent: #1

هشام
صديقي
تعجبني كتاباتك العميقة ... وتعجبني الرمزية البسيطة التى تستخدمها وكذلك ادواتك.. لك مستقبل كبير فواصل يا عزيزي
الحمار رغم انه من افيد الحيوانات عند الانسان إلا انه اتخذ في كثير من المجتمعات كأداة للأمثال وكذلك للسخرية.. رغم صداقته القديمة . وهنالك المثل النوبي.. "كجن فنتل دركن" وترجمته ان حدثاُ ما سيحدث عندما يطلع الحمار النخلة.. لإستحالة ذلك .. مما ينسف عدم حدوث ذلك الحلم أو الؤيا او الهدف.. وهو حقاً من اكثر الأمثال تثبيطاً..

شئ يقنعك عدييييييل

لك ودي

أبوالشوش

Post: #18
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-22-2007, 08:41 AM
Parent: #16

__________________________


الأستاذ : غسان الغصن

في الحقيقة قرأت مقالك الساخر، وأعجبني جداً. أعجبني لأنه لامس بلطف مواطن الأمن في هذا الجسد المشروخ بالتناقضات والمفارقات الغريبة. وأعجبني أسلوبك الراقي في السخرية، التي يمكن أن يكون وصفة لمعالجة الواقع. ولكن هل يمكن أن ندرجه تحت "أدب المقاومة"؟ أنا شخصياً ضد التنميط بالكليّة. فأدب المقاومة ليس بالضرورة أن ينحصر في مقاومة العدوان العسكري أو الاحتلال ... إلخ. ولكن لم لا يكون مقاومة للواقع الخطأ؟ أن نكون ضده أن نكافحه وأن نعمل على تعريته وفضحه للجميع.


منذ فترة ليست بالطويلة جداً يا عزيزي ، تناقشت وصديق لي حول هذه النقطة، وقادنا النقاش إلى جزئية مهمة في نظري ألا وهي "أهمية الأدب الساخر ودوره" أعني ما الذي قد يضيفه الأدب الساخر إلى القضايا التي يناقشها؟ وهل يمكن أن نكون طوباويين ونحن نفترض أن نحل قضايانا عن طريق السخرية منها أو طرحها بشكل ساخر؟ ماذا يعني أن يقوم فنان على مسرح هزلي ويسخر من ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والفساد الإداري والقمع السياسي وأن يسخر من مفارقة الديالكتيكيات المستهلكة: الأغنياء/ الفقراء و الدينيين/العلمانيين و الحكّام/الشعوب ... إلخ. توصلنا أخي غسان في النهاية إلى أن الأدب الساخر قد لا يكون أحد اهتماماته معالجة القضايا أو حتى محاولة التغيير، إنما هو أدب ترفيهي وفي شكلٍ آخر هو أدب تخديري، وفي أبشع صوره هو أدب تطبيعي يجعلنا نقبل الواقع بكل سيئاته ونتعايش معه بكل سلم. وعليه فإنه ليس أدباً ثورياً. هذه النتيجة يا عزيزي قد تبدو مجحفة نوعاً ما .. ولكنها ليست كذلك خلال سياق النقاش الذي كنا نتناوله.

النص معالج بطريقة متقنة بالفعل، فقد استخدم اللغة الأخبارية بحرفية عالية. وربما سلاسة النص وطريقة تناول الموضوعات هو ما كان يجعلني أطمئن في كل مرة عندما انتقل بين بنود "التوصيات"

أشكرك يا عزيزي على إضافة هذا النص هنا .. ولك مني كل التحية

Post: #19
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-22-2007, 09:00 AM
Parent: #18

____________________________

صديقي اللدود : معتز (تروتسكي)

مسألة التقدّم والتأخر في رأيي الشخصي جداً أنها مسألة معقدة تماماً كمسألة (الهنا والهناك) إذ أنه لا يمكننا أن نحدد ال(هنا) أبداً ولا ال(هناك) أبداً ، فالهنا هو هنا وهناك في ذات الوقت ، وكذلك الهناك هو هناك وهنا في ذات الوقت. أريد أن أقول أن الإنسان عندما يكون إنساناً فإنه لا ينظر إلى نفسه إلا من زاوية محددة. فما هو مقياس التقدّم والتأخر؟ هل هو: اقتصادي أم تكنولوجي أم عسكري أم روحي أم اجتماعي أو ثقافي؟

في حقبة تاريخية محددة – يا صديقي – كانت خارطة العالم لا تحتوي إلا على (أفريقيا) ولو رجعت إلى كتب الأنثربيولوجي لوجدت أن الإنسان الأفريقي يعد – بحساباتهم – أقدم تمثيل بشري على وجه الأرض، حتى وأن معظم الأساطير القديمة كانت أفريقية، حضارة الإنسان الأول في أفريقيا، الميثيولوجيات الشهيرة كانت في أفريقيا. ثم جاءت حقبة أخرى كانت خارطة العالم فيها لا تحتوي إلا على (أوروبا) حيث الحضارات الرومانية والأغريقية والاستعلاء الأوروبي الذي ظهر فيما كتبه هيمروس والذين أتوا من بعده. وفجأة بدأت القارات الأخرى بالظهور. فانتقلنا إلى (الشرق الأوسط) أي جزيرة العرب وبلاد الشام (بلاد فارس والروم) أولى الحضارات بدأت هنا .. وجميع الديانات ظهرت هنا. إذا فهذه المنطقة سابقة مادياً وروحياً. وهكذا نجد أن التاريخ نفسه متذبذب حيال قضية مثل تحديد الأسبق والأفضل، المتقدّم والمتأخر. وحتى على مستويات أدنى قليلاً نجد أن مسألة التقدّم والتأخر هي مسألة خلافية.

ولكني أتفق معك حول أننا لم نستطع بعد تحديد علاقتنا بالعالم بعد بشكل جيّد. كلنا outsiders حديثاً وفي فترات من التاريخ القديم. وهكذا هم المستهلكون دائماً.

شكراً لك على الإضافة الشيّقة للموضوع

Post: #20
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-22-2007, 09:11 AM
Parent: #19

_________________________


صديقي العزيز: شوقي إدريس

أين أنت يا رجل؟ أزجي إليك أجمل التحايا وأعطرها من على البعد. أشكرك يا عزيزي على قراءة النص وعلى التعليق، وسعيد جداً بأن النص قد نال إعجابك. وأتمنى يا صديقي أن أكون دائماً عند حسن ظنّك بي.

بالنسبة للمثل النوبي فهو يذكرني بالمثل السعودي الذي يقول "إن حجّت البقرة على قرونها" ومثله المثل المصري الذي يقول "لما تشوف حلمة ودنك" وأعتقد أن ثقافتنا العربية مليئة بالعديد من هذه الأمثلة التي تكسر المثل اليتيم "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" والحكمة القديمة "لا مستحيل تحت الشمس"

الغريبة يا شوقي أن الإنسان يعتمد في أمثلته على أشياء من الطبيعة رغم أنّ الطبيعة محايدة تماماً تجاه الإنسان!! أليس هذا مضحكاً فعلاً

لك خالص مودتي وتقديري

Post: #21
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: معتز تروتسكى
Date: 11-22-2007, 09:41 AM
Parent: #20

خالص التحايا
الاساتذة الاعزاء..
هشام ، غادة، غسان ، والملا ، وشوقي وكل الوجود هنا..

----------
عزيزى ابو الشوش ساقرأ ردك بهدؤ وارجع لك ، فما انت بمن تمر كتابته من تفحص وقراءة جيدة.

---------------

عزيزي غسان ، شاكر لك الكلام الحُلو هذا ، لك ماشئت بقدر ماتسمح الظروف ، لكن ايضا انت لاتبخل علينا فمنك نستفيد ، كتاباتك تعمل (تخمة) فكرية جميلة..

------------------
أستاذنا العزيز
almulaomar

التحديات والبدائل ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟
قد نتفق أكثر من أن نختلف ، فالمسالة كانت بدايتها فكرة ، نحن من عشنا فيها وعششناها إلى أصبحت واقع على حد قولك ، لكنني لازال أقول بأنها فكرة حتى يتسنى لنا انتزاعها من عقلنا الباطني ليكون ذلك أسهل نوعا ما من أن نسلم بها ونقتنع بأنها واقع ، قد يكون المصطلحان [واقع وفكرة] متوازيان لدرجة التقاطع .
عزيزي أضف إلى حديثك أيضا ، إن واقعنا هذا أو تلكم الفكرة هي مواقف يجب ان نعترف بأنها أضحت مصدر لضعفنا وانهياراتنا المتتالية ، وذلك أنها ترفض رؤية الواقع الذي تحدث عنه بتعقيداته وإيجاد الحلول له بطريقة قراءات سليمة ، خلال لذلك سنستمر في هذا الاتجاه لو أسميناها ألانحطاطي الكبير ، أود أن أشير هنا إلى أن مجمل هذه الوقائع تقع على عاتق الجميع بتفاوت درجاتهم بداية من المثقفين الذين كرسوا لان تكون الجينات واللون ووالخ من اكبر الأسباب ، مع عدم توظيفهم للطاقات عقولهم في بناء صروح ثقافية وحضارية تعمل على التنوير والوعي وتحول دون قيام أشياء تعمل إلى ترسيخ البائد من المفاهيم والخ.
واقع هذا الحمار ،هو واقعنا المرير الذي نتخبط فيه ولا نجد له مخرجاً ، فنقع في إعادة إنتاج تخلفنا وزيادة هامشيتنا لمن هم حولنا ، حيث لا يوجد اى تحركات مؤسسة تجنبنا الدخول في التفكير العقيم والساكن. ولا يوجد اى نوع من التصرفات العقلانية المبنية على تراكم معرفي جدّي وواسع الأفق ، بدلا من التوقع والحنين إلى أمجادنا التاريخية القديمة ودون النظر إلى الجهود ، التي نم بذلها من حولنا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين للأسف!ولا عزاء للحمير. أننا وللأسف يا سيدي كمن يخدع الموت بالتظاهر بأنه ميتا ، أو كمن هو بين خيارين لا ثالث لهما هل يؤيد من يقتله ببطء مبتسماً برقة؟ أم يؤيد من يقتله بفظاظة بحجة إن الموت السريع أطيب!.
هنا خطر ببالي عبارة ختم بها الروائي السوري وليد إخلاصي قصته القصيرة [يقظة حمار] ، "من هو يا ترى يملك قدرة الحمار تلك؟"…

وكم اعجبتنى هذه الأبيات يا صديق..
Quote: يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ ، والرُّمانَ ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ


التحايا النواضر..

Post: #22
Title: Re: ومات الحمار !!
Author: هشام آدم
Date: 11-22-2007, 11:02 AM
Parent: #21

______________________

معتز يا تروتسكي ....

امسح الرابط الموسيقي في بوست ( يحدث في الخرطوم ) لأنه متقّل البوست ، وبطّل الحركات (الأرعة) بتاعت دي