لوحة بريشة لا أحد

لوحة بريشة لا أحد


04-09-2007, 10:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=188&msg=1182843159&rn=27


Post: #1
Title: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-09-2007, 10:14 AM
Parent: #0

_______________________________

لوحة بريشة لا أحد
- قصة قصيرة -


ذلك اليوم لم يأخذ حذره، فليس من شأنها أن تمطر في مثل هذا الوقت من العام، لذا فإنه لم يغلق نافذة مرسمه. وفي الصباح وجدها ممسوحة وملطخة الألوان. ربما هبّت رياح شديدة مصاحبة للمطر غير المتوقع، فبات المرسم كما لو أنه تعرض لهجومٍ من قطط مشاكسة. لم يكن أي شيء في مكانه، فعلب الألوان منزوعة الأغطية كانت متناثرة على أرضية المرسم السيراميكية. "حسناً فعلت جوليا، فتنظيف السيراميك أسهل من تنظيف الموكيت" قالها وهو يحاول تهدئة نفسه، قبل أن يغادر منزله متجهاً إلى المستشفى المركزي حيث يعمل هناك. وقبل أن يلّف شاله الكاروهات حول رقبته، تفحص صندوق بريده فوجده فارغاً، فنفث من فمه هواءً ساخناً كمن يرمي أكياس رمل لتفريغ حمولة قارب صيد في عاصفة بحرية.

دخل من بوابة المستشفى الأتوماتيكية، واستقبلته نظرات المراجعين المرتجفة بخوف. يتكرر هذا الخوف كلما فُتح الباب الأتوماتيكي سامحاً للهواء البارد بدخول المستشفى الدافئة من الداخل مع كل زائر. بعضهم قرر قضاء بقية النهار داخل المستشفى خوفاً من الصقيع المفاجئ الذي حلّ في غير موسمه. بينما ألقى هو تحيته الصباحية على رجال أمن المستشفى أولاً ثم موظفة الاستقبال التي يشاع عنها أنها لعوبٌ شبقة، وأخيراً البدين الذي يقف عند مدخل متطرف يحول دون دخول غير الموظفين إلى الداخل. "كان الأجدر أن تكتب لافتة بدل وقوفك هذا" فابتسم الرجل البدين، وقال في سرّه "هذه اللافتة قد تغلق أربعة أفواه مفتوحة بشراهة"

كان مجرد عامل سنترال في المستشفى المركزي، وقلّة من عمّال المستشفى وأطبائه الذين يعرفون اسمه بالكامل، فقد كان صامتاً مكثراً من الصمت. كان يستاء عندما يرّن الهاتف ليقطع عليه تأملاته التي يستفيد منها لاحقاً في خلق موضوع لوحة جديدة. دائماً يضع رزمة أوراق بيضاء أمامه، ومقلمة لا تحوي إلا أقلام رصاص. كل ما يفعله أن يستوحي من الأصوات التي تمر عليه صورة وجوهها، وكيف يمكن أن تكون.

امرأة بصوت هادئ، تخرج الكلمات من فمها بوضوح، مخارج حروفها سليمة، ولكنها تبدو تعبة أو قلقة. يخمّن أن لون شعرها بني، وأنها ترتدي عدسة لاصقة متماشية مع لون شعرها. شاب ثلاثيني صوته أكبر من سنه – أو هكذا يتخيّل – يعاني من متلازمة لفظية تجعله يكرر حرفاً ما في كل مرة، يبدو أنه ذو شعر أسود كثيف، لا يرتدي نظارة، طويل القامة. ويمضي يومه يرسم الوجوه التي يتوقعها ويسمّيها.

يعود إلى منزله في المساء، ليجد أن الخادمة التي تأتي بعد انصرافه قد أعادت ترتيب المرسم، ولكنها – ككل مرة – لا تجيد وضع الأشياء في أماكنها كما ينبغي. ثمة لوحة في الجانب القصي من المرسم ما تزال مغطاة بقماشٍ أبيض. يرفع القماش بحذر، ويسحب كرسيه الذي بلا ظهر، ويحدق في اللوحة. رسمة لفتاة بلا عينين، لم يستطع أن يحدد شكل عينيها أو حجمهما أو حتى لونهما. بطريقة ما أحس أن عينيها هما ما يحددان اسمها، ولذا فقد تركت اللوحة دون تسميتها. كانت الفتاة التي بلا عينين تلك تشغل باله كثيراً. وكم تمنى أن لو عاودت الاتصال مرة أخرى، ولكنها لم تفعل طوال ثلاث سنوات.


ها هو البرد يختفي مجدداً، فتسكن الريح في أوراق الأشجار المجاورة، وفي مسامات الجدران والقرميد والآجر الأحمر. ورغم ذلك فما يزال لهب الشمعة يهتز كراقصة شرقية مكتنزة الجسم. يظل متمدداً على صوفا فضية دون أن ينزع حذائه، ويفكر. هو لا يفكر في تسمية اللوحة، بل في كونه لم يستطع أن يرسم عينيها. عشرون عاماً، وهو يمارس هوايته، دون أن يتعذر عليه أمر كهذا. فلماذا الآن، ولماذا هذه الفتاة بالتحديد! أشعل سيجارته واستنشق أول أنفاسها بشراهة، ثم نفثها في الهواء. كان الدخان يرسم خيوطاً في قماشة اللون الأسود المصاب بالضوء الباهت، فيتخيلها تارةً كلمات، وتارة وجوه.

تزحف على السيراميك مخلوقات ضوئية بانسيابية، فيلتفت ليرى جوليا تقف على باب المرسم "أهي اللوحة مجدداً؟" كان سؤالها قلقاً وموتراً لدرجة أنه لم يستطع الإجابة عليه. فتقدمت نحوه ومسحت على شعره "ربما كانت عمياء!" فالتفت إليها بحركة لا إرادية، وكأنها نطقت بهرطقة. حدّق فيها كثيراً ثم نهض إلى اللوحة وأمسك بفرشاته، وظل يبحث عن أنبوب اللون الأسود والأبيض والكأس التي يضع فيها الماء "هذه الخادمة اللعينة، تضع الألوان في غير أماكنها"

في الصباح، وقبل أن يغادر المنزل، وقف بكل ارتياح وفخر أمام لوحته التي انتهى منها بالأمس فقط. وتمطّى وهو يشعر بإنجازية عالية. أحس أنها اللوحة الأجمل له منذ عشرين عاماً. فتاة بعصابة سوداء. اكتشف أنها معبّرة أكثر مما لو كانت بعينين حقيقيتين. ولكنه كتب أسفل اللوحة "لا أحد "

Post: #2
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-09-2007, 10:39 AM
Parent: #1

______________________

هذه القصة مهداة مع كل الحب

إلى تلك الفتاة التي أعادت لي بابتسامتها الرقيقة
كل عنفوان الكتابة. إلى الملهمة التي جعلتني أشعر
بشغفٍ غير مسبوق للكتابة. إليها، وهي لا تدري بأنها
إحدى الحواس الخمس .. هذه القصة

ولكم جميعاً

Post: #3
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 04-09-2007, 12:40 PM
Parent: #1

أُحيي هذا الحبرَ الخالد
والتسلسل الموضوعي للأحداث ..
فقد جعلتني أتخيلُ
وكأنِّي معك
لحظة مخاضِ الحرفِ
عندك ..
فالتحيَّة لهذه الثقافة
الجمَّة والطاقة التعبيريَّة
والتي أرضعتني حليب الدهشة
وأفقدتني أنامِلَ ظلي ..

شكراً جميلاً ..
وسأعود للتعقيبِ مُجدَّداً
إنْ لمْ أتُهْ في زحمةِ أشيائيَ ..

فعندَ نصوصِكَ دائماً
تصْمُتُ كلُّ الحواس ..

دُمْتَ بوُدٍّ ..

أخوك / محمَّدزين ...

Post: #5
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-10-2007, 09:57 AM
Parent: #3

______________________

العزيز : محمد زين

الحوار بين الفنان واللوحة ..
ألهمتني لوحات عماد الله هذه المقطوعة
وتمنيت أن أكون فناناً تشكيلياً حتى أعبّر
أكثر وأعمق عن هذه الفوبيا المجنونة تجاه

هاجس غريب يربط الفنان باللوحة ومعاني
مدسوسة بين السطور والألوان لا تحتاج إلا
لنفخة هواء من فمٍ باحثة عن التبر

هل تعتقد أن اللوحة بها تبر ما ؟؟

أشكرك على المرور وعلى القراءة المتعمقة

Post: #4
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: محجوب البيلي
Date: 04-09-2007, 02:20 PM
Parent: #1

هشــأم
مررت من هنا، وسمحت لنفسي أن أتسكع قليلا في ذلك
Quote: الجانب القصي من المرسم

لك التحية والمودة ... ولحواسك الخمس

Post: #6
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-10-2007, 10:07 AM
Parent: #4

________________________

العزيز : محجوب البيلي

لم يكن للمرسم باب يُفتح ، وبالتالي يُغلق
مرورك يعني أنّك مفتون بالرسم والتشكيل أو
أنّك فنان تشكيلي أغراك العنوان.

سعيد بمرورك من هنا، وسعيد لقراءتك هذه
وأتمنى أنك تتصفت بقية اللوحات في المرسم

Post: #7
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: نهال كرار
Date: 04-10-2007, 10:40 AM
Parent: #1




يا سلام يا هشام

كتابة جميلة فعلا

لك ولحواسك الخمس التحية




_____
اللوحة لـ جبر علوان

Post: #8
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-10-2007, 01:01 PM
Parent: #7

______________________

العزيزة : نهال كرار

أشكرك يا عزيزتي على القراءة وعلى اللوحة
اللوحة قد تكون رمزاً وقد لا تكون وأنتِ ادرى

Post: #9
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: Sahar Abdelrahman
Date: 04-10-2007, 02:11 PM
Parent: #8



عزيزي هشام....تحيّة دافئة وحنونة

شهادتي فيك تبقي مجروحة....مبدع أنت

أسعد دوما بكل كتاباتك المتميزّة

إشتقت أن أقرأ لك شعرا رومانسيّا يعكس دواخلك وروحك الحانيّة

عميق مودتي

سحر

Post: #10
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 04-10-2007, 02:22 PM
Parent: #9

الأخ العزيز
هشام ادم

لوحة بريشة فنان
و قصة بقلم إنسان
قصة جميلة يا هشام..
ذلك الرسام..
يجلس فى عمله صامتا..
متأملا, يبحث بهدوء عن الإلهام
يضيق بما يبعدة عن لحظة تأمل...
و بما يوقظة من الأحلام..
لماذا بموهبتة تلك
يعمل فى سنترال المستشفى؟؟
اين مملكتة و عملة و مرسمة؟
فى منزلة..
و لماذا لا يتفرغ لرسمة و موهبتة؟
لعلة شظف العيش الذى يجبرة ان يرسم..
و يغذى روحة و نفسة..
و يجبرة فى الوقت ذاتة ان يعمل
لكى يغذى بدنة..
أم لعلة روج الفنان
التى لا ترتاح..
حتى تجد نفسها متجددة البحث
عن الإلهام..
لكم حائرة نفس الإنسان..
و لا سيما الفنان..



مايا والاس

كل الود يا هشام
غادة

Post: #12
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-10-2007, 06:01 PM
Parent: #10

_______________________

العميقة : غادة عبد العزيز

Quote: لماذا بموهبتة تلك
يعمل فى سنترال المستشفى؟؟
اين مملكتة و عملة و مرسمة؟
فى منزلة..
و لماذا لا يتفرغ لرسمة و موهبتة؟
لعلة شظف العيش الذى يجبرة ان يرسم..
و يغذى روحة و نفسة..
و يجبرة فى الوقت ذاتة ان يعمل
لكى يغذى بدنة..
أم لعلة روج الفنان
التى لا ترتاح..
حتى تجد نفسها متجددة البحث
عن الإلهام..
لكم حائرة نفس الإنسان..
و لا سيما الفنان..

لهذا السبب أعشق مداخلاتك !!

المادة غول حديدي يا غادة يعتصر المبدع
"ويطلّع زيته" كما قال حمّيد. وكثيراً ما يلتهي
المبدعون بأمورهم الحياتية ويضيعون وراء
لقمة العيش .. كثيرون هم يا غادة لدرجة مفزعة
أزمة الرأسمال أكبر الأزمات حجماً وأكثر ضراوة
على الإطلاق ولكنها صامتة، وربما كان ذلك أبشع
ما فيها ...

أشكرك على القراءة وعلى اللوحة الجميلة فعلاً

Post: #11
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-10-2007, 05:36 PM
Parent: #9

__________________

الرقيقة : سحر عبد الرحمن

وأخيراً أضاءت سودانيزأولاين والمخابئ التي كانت
تعتريها العتمة .. أرجو ألا تغيبِ عنّا مجدداً فأنت
كاتبة جيدة جداً ولكِ كتابات تستحق أن ترى النور
ولو عبر الأثير على الأقل.

Quote: إشتقت أن أقرأ لك شعرا رومانسيّا

حتى أنا أيضاً اشتقت أن أكتب الشعر، أعدك يا سحر
أن أفنّد الدفاتر القديمة لأجد ما يتناسب ويصلح للنشر

أرجو ألا تختفي مرة أخرى

لك خوالص التحية والمحبة

Post: #13
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-10-2007, 07:19 PM
Parent: #11

_________________

شكراً لكم/ن جميعاً

Post: #14
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: نهال الطيب
Date: 04-10-2007, 07:25 PM
Parent: #11

هشام آدم
أفترضتك لون أساسي
يمنح الوحة ازدواجية القراية

Post: #15
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-11-2007, 08:15 AM
Parent: #14

______________________

Quote: أفترضتك لون أساسي
يمنح الوحة ازدواجية القراية

العزيزة : نهال الطيب

ركزّي على "ازدواجية القراية" دي، لأنها عظم
الموضوع كله. ياخي أنا أحب الناس القرّايين
بصورة ما تتخيّليها .. أقري بين السطور بس
عليك الله (ما تفضحيني) خلي الطابق مستور

نصف الكلام المكتوب دائماً "فيما يخص الأدب"
لا يعني ما هو مكتوب، النصوص مدسوسة في ما
يمكن أن يتم توقعه وليس فيما يمكن قراءته

ككاتب لا يُسمح لي بتجاوز الخطوط الحمراء
لشرح اللوحة كما يفعل الفنانون التشكيليون
ولكنني أقف متفرجاً كما مرّ أحدهم ليقرأ شيءً
ما في النص، ربما كانت هي وربما لا تكون ولكنها
في جميع أحوالها مفرحة تلك اللحظة التي تعني
أننا لا نمر على الأشياء بسطحية.

يظن البعض يا نهال، أن فن القصة، هو مجرد
الإلمام بخيوط الحبكة، والتحكم بالشخصيات
كأننا في مسرح عرائس.

حركات أقدام النسوة في مشاغل الدباغة هي
حركات قد يقرأها البعض على أنها رقصة باليمبو
مستعربة، وقد يقرأها البعض على أنها حركات
مثيرة للضحك أو للجنس، ولكن ماذا تنتج تلك الأقدام
العارية والحركات المثيرة؟
هل كلنا يلاحظ ذلك؟

هذا هو فن كتابة القصة.

لك التحية

Post: #16
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: ibrahim kojan
Date: 04-11-2007, 10:58 AM
Parent: #15

قرات هذا النص ثلاث مرات او اكثر وقد ادهشتني لغة الإغراب فيه واكثر من ذلك البعد السريالي اللذي يجعل اكثر الافكار وضوحا
اعمقها

استمتعت كثيرا بالنص ..ارجعني الي كتابات ماريو فارقاس لوسا.

اخي هشام.. ساعود مره اخري لانني مازلت تائها في اتيليه عماد عبدالله !!!

اشد علي كل اصبع له مقدرة ادراج الدهشه جزءا من نسيجنا المرعوب بتوترات

الكآبه.. ولتنمو الازهر في حدائق دفقك ايها الجميل


د ابراهيم كوجان

Post: #17
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-11-2007, 04:13 PM
Parent: #16

_____________________

د. إبراهيم كوجان

إضافة إلى ما قلته للعزيزة نهال الطيب
عن عشقي للعميقين، فإنني أخشاهم كذلك
لأنني أحس أمامهم أنني مفضوح بطريقةً ما

كم تمنيت من قبل أن أكون فناناً تشكيلياً
فأنا أحس بهذا النوع من الفنون مقدرة
خرافية عالية على التعبير والتجاوز اللا
معقول. إمكانية تتعدى حدود المُدرك والمُدهِش
فلسفة اللون والظل والضوء ولغة الزوايا
حدود رباعية للتعبير غير متوفرة في فن
الكتابة أبداً .. ربما عشقي لهؤلاء المجانين
ما سهّل عليّ تقمص شخصية أحدهم هنا

أشكرك على القراءة وفي انتظار مروك للمرة
الثانية، وتأكد أنني مستمتع غاية الاستمتاع
بهذه الحوارية الرايعة بيننا أيها العميق

Post: #18
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: Omayma Alfargony
Date: 04-11-2007, 07:20 PM
Parent: #17

ام
Quote: رأة بصوت هادئ، تخرج الكلمات من فمها بوضوح، مخارج حروفها سليمة، ولكنها تبدو تعبة أو قلقة. يخمّن أن لون شعرها بني، وأنها ترتدي عدسة لاصقة متماشية مع لون شعرها. شاب ثلاثيني صوته أكبر من سنه – أو هكذا يتخيّل – يعاني من متلازمة لفظية تجعله يكرر حرفاً ما في كل مرة، يبدو أنه ذو شعر أسود كثيف، لا يرتدي نظارة، طويل القامة.


هشام

أعلاه قص خلاق...

أستمتعت بالقصة.



خالص الامنيات.

Post: #19
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-14-2007, 04:12 PM
Parent: #18

____________________

الأستاذة : أميمة الفرجوني

أسعدني مرورك .. واسمحي لي أن أنتهز
هذه الفرصة لأرجوك بألا تغيبي عن البورد

لك التحية والود

Post: #20
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: ibrahim kojan
Date: 04-14-2007, 04:48 PM
Parent: #19

(بحث آدم عن كلمات يعبر بها عن حبه لليلي فلم يسعفه الكلام( لعن الله الكلام) وأخيرآ شد اوتار عاطفته البريئه وأخرج صوتا اشبه بصوت قصيدة فاجأها اللحن,! وقال:: ليلى انا نهبك زي عصيده, ثم وضع عصاته اللتى تشبه لؤم عاما كاملا من حكم الطغاه فى كتفه ثم تصاعد محبا فى نزق السماء!!!!)

ابراهيم 1990


كما وعدتك بالمرور مره اخري لكن الايام السابقه كانت منزوعة الاحشاء كما انني كلما اقترب من الكيبورت ,احس انني اقترب من مخلوق ضخم ذو ملمس لزج مترهل الاطراف, فتطير البسمله من فمي, ويزداد خقان قلبي, واصاب بالرعب الشديد واقول لنفسي: اما ان اكتب فاموت, او اجلس في ركن مظلم فتنمو الاعشاب في جمجمتي
ساعود واكتب لك مرة اخري لكن لك المقطع اعلاه حتي نلتقي
ربما يصعب الخروج من اتيليه عماد
ابراهيم كوجان

Post: #21
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-14-2007, 05:22 PM
Parent: #20

_________________________

مرحباً بك مجدداً دكتور : إبراهيم كوجان
وللحق فإنت أول شخص يصادفني في هذا الأسفير
يكتب "لي عودة" ثم يعود! أكبرتها فيك فعلاً
وبعد ،،،
Quote: بحث آدم عن كلمات يعبر بها عن حبه لليلي فلم يسعفه الكلام( لعن الله الكلام) وأخيرآ شد اوتار عاطفته البريئه وأخرج صوتا اشبه بصوت قصيدة فاجأها اللحن,! وقال:: ليلى انا نهبك زي عصيده, ثم وضع عصاته اللتى تشبه لؤم عاما كاملا من حكم الطغاه فى كتفه ثم تصاعد محبا فى نزق السماء!!!!)

قرأت المقطع أعلاه، وأرهقتني جداً هذه العبارة
"أشبه بصوت قصيدة فاجأها اللحن!" ومحاولات ربط
العبارة التشبيهية بأوتار عاطفة آدم البرئية ..
وهالني ما هالني ..

أتعلم يا دكتور إبراهيم، أن خير نعمة ميّز الله
بها الإنسان العقل، ليس لأنه أداة التفكير، ولكنه
أداة التخيّل! أنا أكيد من أن هذه العبارة صالحة
للقراءة بأكثر من وجه، ولكن وكما تعلم فإن حرية
القراءة لا تنفصل كليةً عن حرية النص المتخيّل نفسه
أعني أن النصوص الجامدة لا تمنحنا مساحات أو هوامش
من الخيال، فهي فقط تسمح للعصافير بالسباحة في
حيّز معروفة (بين السماء والأرض) ولكن الكتابة الخلاقة
تجعلنا نخاف حتى من امتطاء صهوة عصفور من أحدهم
الذي قد يعبر بنا حيز الجاذبية ويصيبننا بملوحة
البحر في آنٍ واحد!!

أشكرك على هذه الإضافة المدهشة حقاً

Post: #22
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: Emad Abdulla
Date: 04-14-2007, 06:05 PM
Parent: #20



مساء الخير يا أوريليانو ..
أوريليانو بوينديا ..

سمكاتك الذهبيات مَن مَسّهِن ؟ ..
ليس الملك ميداس يا صاحبي , ليس ميداس ..
ولا ( ماكوندو ) من علمك هذا الطرق الموقّع على حدوات خيلها التي تركب الريح .
سمكاتٌ ذهبياتٌ مصهورات , إلى سمكات أكثر ذهباً و التماعاً و انصهارا تُخرجها هكذا - و أنت تتثاءب - و ثمة التماع بينك و بينك .
Quote: ها هو البرد يختفي مجدداً، فتسكن الريح في أوراق الأشجار المجاورة، وفي مسامات الجدران والقرميد والآجر الأحمر. ورغم ذلك فما يزال لهب الشمعة يهتز كراقصة شرقية مكتنزة الجسم. يظل متمدداً على صوفا فضية دون أن ينزع حذائه، ويفكر. هو لا يفكر في تسمية اللوحة، بل في كونه لم يستطع أن يرسم عينيها. عشرون عاماً، وهو يمارس هوايته، دون أن يتعذر عليه أمر كهذا. فلماذا الآن، ولماذا هذه الفتاة بالتحديد! أشعل سيجارته واستنشق أول أنفاسها بشراهة، ثم نفثها في الهواء. كان الدخان يرسم خيوطاً في قماشة اللون الأسود المصاب بالضوء الباهت، فيتخيلها تارةً كلمات، وتارة وجوه.
مساء الخير أيها الجنرال المجنون ..
سأزيل - في تؤدة - هذه العصابة السوداء ..
عيني الفتاة لي .. من يراها أولا - في عنصرها اللون - فهي له .. أتذكر ؟؟
أستطيع التحديق فيها , و تستطيع هي سحبي إلى خلف كاميرات المراقبة , و نستطيع أنا و جوليا و هي , نستطيع أن نصلي لأطفال الحارس البدين , لا عليك , يمضي عيد الشكر هذا فيجيء عيد جميع القديسين , و ستكون ندف الثلج أكثر خفة و رشاقة و هي تطرق أخشاب المدفأة المتكومة خلف وجار الكلب و السنديانة العجوز , لن تقلق نومك - أعدك - إلا الساعة الكهلة بعصفورها الدوري أبح الصوت ( لم تكلف جوليا نفسها مشقة تبديل حجارة بطاريتها .. هذه الجوليا ) , صاحبنا الحارس الشرِه ببدانته هذه سيحيله قانون اللورد وزير العمل إلى المعاش المبكر , من يدري .. ربما سيكف حينها عن إلتقام الشطائر و يكتفي بالتدخين
Quote: فابتسم الرجل البدين، وقال في سرّه "هذه اللافتة قد تغلق أربعة أفواه مفتوحة بشراهة"
لم يعد مبررا لوقفته الخالدة هناك .
إسمع .. في مزادات سوثبي سنجلس ثلاثتنا كما النبلاء , في الصالة العتيقة المعتمة , نحمل لافتات عليها أرقام أولاده الأربعة : ستيفن ذو اللثغة , هانس بنمشه على الأنف و عيناه بلون الدراق , كيم الخجولة و تقويم أسنانها الذي نسي ميعاد تغييره الطبيب العجوز عند زاوية الجادة الخامسة , لويس العدواني بخصل شعره الجعداء تنبيء عن أصول عائلة قارفينبارك المجرية الوضيعة .
سنبيع ثلاثتنا تلك العُصابة السوداء .
عينا الفتاة لي يا أوريليانو ..
لك حكايا أورسولا العجوز , و لطخات من اللون - تستحقها -
و لك - إن شئت - أجر الليلة التي حلمت فيها بالخلاص من الـ ( لا أحد ) يا صديقي .

ماكوندو الآن في حلة المهرجان ..
إتبعني .


Post: #23
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: ibrahim kojan
Date: 04-15-2007, 02:40 PM
Parent: #22

يا هشام سلام

تنفجر بكارة القصيده

عندما يفاجئها اللحن!!!!!!!!!

فعلا انها صوره مرهقه عند تخيلها!

هل تعلم انني فقط احاول
كما يحاول الاحرون

هل اواصل?

من الان انا اسمي( كوجان) فقط هو لقب اسال عماد يمكن يعرف السبب

السـطر الاخير ده التعارف !!
وكده
kojan

Post: #25
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-15-2007, 07:48 PM
Parent: #23

_______________________

العزيز : كوجان

التحية مجدداً لك ولصديقك الأب الماجن

Post: #24
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-15-2007, 02:54 PM
Parent: #22

________________________

مساء الخير أيها الأب فاربيو

كم لك وأنت ترتل هذه الأنشودة، دون أن يهتز جلبابك الفضفاض؟
أنت – حتى – لم تستطع أن تقرأ "العشاء الأخير" كما ينبغي
تراها عارية؟ هي جوليا من علمتني أن أبيع حبيبات الخبز الناشفة
لفراخ الطيور .. هل رأيتها وهي تغسل أصابعها بعد الأكل؟
كشفتَ عورتها أيها الأب الماجن!
وتسألني إن كنتُ ما أزال أتذكر.

اللوحة التي كالتمثال، عندما تتشابك أصابع الفنان
طقطقة الألوان
وصفير الضوء النافذ من عيني مختلس
ولكنك أيضاً نسيت موظفة الاستقبال، المحتفية بالجنس
في فستانٍ أبيض، هل أنا أشعر بالرعشة أم مصاب به؟
تزحف – كالأفعى – فوق أحراش البنقو دون أن
يصيبها النسيان، ذاكرة الملدوغ لا تبهت أبداً .. هل تذكر؟

إنه ليس مساء الخير، إنه مساء الألوان
وليس ثمة حراس، ولا أحصنة، ولا أبواق نذير
هكذا – عندما يصعب التخمين – تشتاق إلى حدسك الأخير
وتجلس القرفصاء ... لا طالما أحببتَ النساء وهن يتقرفصن.. صحيح؟
دع العصابة السوداء، فهي أجمل بها من غيرها
صدقني هي هكذا أجمل، ولجوليا أن تطالب بثمن الفكرة
وأجرة المبيت تلك الليلة ...

وبعدها – بعد أن تسدد دينها – سأتبعك لا محالة

Post: #26
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 04-15-2007, 08:03 PM
Parent: #1

لديك عوالم خاصة فى الكتابة ليتنى كنت مثلك لكنى اقول لك انها كتابة بطعم الغربة ندية وعصية وحلوة المقاطع سهلة التداول والانسياب والتفاصيل هنيئا لنا بقاص مثلك لكنى اتساءل لماذا دائما عوالمك من اناس غرباء ؟وعن غرباء ؟لم اجد فى روايتك او الان فى قصتك ما يوحى بانتمائك الى عالمنااعنى السودانى مجرد تساؤل

Post: #27
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-16-2007, 09:33 AM
Parent: #26

_________________________

Quote: اتساءل لماذا دائما عوالمك من اناس غرباء ؟وعن غرباء ؟لم اجد فى روايتك او الان فى قصتك ما يوحى بانتمائك الى عالمنااعنى السودانى مجرد تساؤل


الأخت : سلمى بنت الشيخ

أشكرك قبل كل شيء على القراءة وعلى التعليق .. وإنه لمؤشر جيد أن تعجبك هذه القصة، فأنا أعتد كثيراً برأيك، ويهمني أن يكون ما أكتبه متقناً ولو بالدرجة التي تجعله "مهضوماً" لدى القراء.

وفيما يخص سؤالك أو تساؤلك، فإن لي قناعة ذاتية شديدة الخصوصية بأن الشخصية السودانية غير موحية على الإطلاق. ومن ناحية أخرى فإنني أشعر بتحكم أفضل في السرد في محيط ثقافي أوسع من الثقافة السودانية التي أشعر بأنها خانقة جداً. صحيح أننا نملك مخزوناً ثقافياً غنياً جداً، ولكنني لا استشعره أثناء الكتابة. الcharacter السوداني في القصة، يصعب التحكم به، بينما يسهل ذلك فيما عداها. فهي شخصية تفتقر إلى الالتزام الأخلاقي والسلوكي. لا أريد أن أقول بأن الشخصية السودانية شخصية غير أخلاقية، ولكنها – من وجهة نظري – تعاني من عدم نضوج بطريقةٍ ما. قد أعتمد على أدواتي الخاصة في خلق الشخصية بالعناصر التي أحتاجها في السرد، ولكن ذلك لا يجدي أبدي في حالات كثيرة.

ثمة أدبيات خلاقات لا يفيد إدخالها على البيئة السودانية .. وإلا تفقد مصداقيتها القائمة أصلاً على المقاربة بين ما هو خيالي وما هو واقعي. فلا يمكن في قصة سودانية أن أقول "عفواً سيدي" مثلاً على لسان أحد الشخصيات السوداني، فهذه الأدبيات غير موجودة عندنا أبداً .. وإقحامها "رغم ضرورتها" يبدو من الهزل.

تأخذ القصة شكلها الجمالي من الأحداث والحبكة والوصف، هذا ما أعتقده .. وثمة تفاصيل سودانية لا تتماشى أبداً مع هذه العناصر. لا أعرف كيف أوصل إليك الفكرة التي أريدها أن تصلك. ولكن يكفي فقط أقول أن بيئة الكتابة "لدي" تحتاج إلى أن أبتعد أكثر عن البيئة السودانية، فهناك أجد نفسي أكثر. حتى مع كوني غير ملم بالتفاصيل المهمة للبيئات التي أكتب عنها، فإسبانيا مثلاً في رواية "أيامي" بيئة لم أرها ولا أعرفها تفاصيلها لا مناخها ولا جغرافيتها ولا حتى تقاليد أهلها وسكانها، ولكنني أستطيع أن أخلق ذلك كله فيكون منسجماً إلى حد بعيد مع الواقع، وكذلك الحال في البيئة الروسية مثلاً وفي دول أمريكا الجنوبية، ربما لأنني أقرأ كثيراً لكتّاب وقاصين من هذه الأماكن ، غير أني لا أملك أن أفعل ذلك في البيئة السودانية.

وربما ثمة أسباب لست مستبصراً بها، ولكن غالباً ما ذكرته أعلاه هو الأكيد. مع ملاحظة أن لي قصص قصيرة ورواية من وحي التراث والثقافة السودانية. فقصة (يوم من أيام فاطنة) و (شاهيناز) و (الرجل الذي هوى) و (بين حجرين) كلها من صميم الواقع السوداني، وسوف أجتهد في إحضار الروابط الموصلّة لهذه النصوص في أقرب وقت.

دمتِ بكل خير .. وأكرر لك الشكر والتحية

Post: #28
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 04-16-2007, 12:34 PM
Parent: #1

اخى هشام لا اتفق معك فيما ذهبت اليه من ان الشخصية السودانية غير موحية ، دعنى اختلف معك ففى الشخصية السودانية مقام وحال كما يقول الصوفيون وفيها ثراء ليس بعده ، هل تتصور لو ان جابريل جارثيا ماركيز او ارنست هيمنجواى او الطيب صالح لو كان كل واحد منهم كتب عن شخصيات خارج منظومته هل تعتقد ان تلك الكتابة كانت ستلامس احدا ؟بالعكس لانهم خاصة جابرييل ماركيز والطيب صالح كانت شخوصهم من وحى البيئة وهنا تتجلى عظمتهم وهنا الفرادة ،الم يكن جورجى امادو احد اسرار البرازيل وهو الذى نقل الينا عالم الناس التحتانى ؟فى فرسان الرمال وكانكان العوام والدونا فلورا ،وغيرها من الروايات؟اعتقد لو اننى كنت مكانك لما قلت هذا القول لان فيه القاء حتى لشخصيتك التى مرجعيتها سودانية وكان معظم النقاد الذين خبرناهم يقولون ان السر فى انتقال الكاتب من المحلية الى العالمية انه يكتب عن واقع محلى فيه الاخيلة المحلية وادعوك لتقرا ما كتبته فى هذا الشان على هذا العنوان الذى كان لمحليتى اثره فى تقبل الاخر لفكرتى [email protected] وما ذلك الا لاننى كتبت عن انسانة سودانية (ملهمة)واناس خبرتهم لا اكثر ولا اقل ،ادعوك ان تعيد القراءة للانسان السودانى فهو راس الرمح فى كل كتابة نسطرها، ولا اود ان اكون فى محل المفتى الذى يقول لك افعل ولا تفعل لكنك حتى فى منفاك او مكان عيشك حتام هناك من يبدو قابلا للكتابة عنه ودمت بالف خير

Post: #29
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: عادل جبارة
Date: 04-16-2007, 01:27 PM
Parent: #28

Quote: هذه القصة مهداة مع كل الحب

إلى تلك الفتاة التي أعادت لي بابتسامتها الرقيقة
كل عنفوان الكتابة. إلى الملهمة التي جعلتني أشعر
بشغفٍ غير مسبوق للكتابة. إليها، وهي لا تدري بأنها
إحدى الحواس الخمس .. هذه القصة

هشام آدم
واللوحة
إليكما التحية والعرفان فقد أهديتمونا الأبداع ووهبتم لنا الجمال .. لكم التحية مجدداً

Post: #33
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-18-2007, 09:34 AM
Parent: #29

____________________

Quote: هشام آدم
واللوحة
إليكما التحية والعرفان فقد أهديتمونا الأبداع ووهبتم لنا الجمال .. لكم التحية مجدداً


الأستاذ : عادل جبارة

ولك مثل ما قلت وأكثر
أشكرك يا عزيزي على المرور
وعلى القراءة وعلى التعليق

أكرر خالص شكري

Post: #30
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-17-2007, 09:37 AM
Parent: #28

______________________

الأخت : سلمى الشيخ

من الطبيعي يا سلمى أن نختلف في هذا المقام. ولكني أتفق معك حول أولوية عكس الكاتب لبيئته التي ينتمي إليها، ولكن قد لا يكون ذلك منطبقاً على الأغلبية لا سيما من كان منهم ملازماً للمنفى. أنا أسمي من أنا فيه الآن منفى، وليست المسألة مسألة جهل بالتراث أو الثقافة السودانية أو كليهما معاً إنما مسألة الانتمائية هذه هي التي تنقصني، فقد أشرح لك عن الكثير من العادات والتقاليد والطقوس القبلية لكثير من قبائل السودان، ولكن دون أن يكون لي أي انتماء لأي منها، حتى على المستوى الجهوي، فارتباطي بقبيلتي ليس ارتباطاً ذا جذور بل هو كارتباط مسمى "الفول السوداني" بالثمرة رغم أنها تزرع في مصر مثلاً. إذاً فالرابط اعتباطي بمعنى أنه لا يمكن أن يشكل لي موروثاً يمكنني الاعتماد عليه في الكتابة.

أما عن الشخصية السودانية، فأنا أرى أنها ليست موحية على الإطلاق لذات الأسباب التي جلبتها في مداخلتي السابقة. وصديقيني يا سلمى ليست محاولات الإغراق في القراءة عن البيئة السودانية هو من سيجلب لي هذا الرابط المفقود، ولا علاقة للشعور الوطني بالانتمائية، هو شيء آخر تماماً. وبخصوص الرابط الوارد في مداخلتك فهو رابط بريد إلكتروني لم يًقدني إلى حيث أردتِ أن أذهب. فأرجو التأكد من عنوان الرابط. لك الشكر مجدداً وما زلت أبحث عن روابط القصص التي حدثتك عنها المرة السابقة.

Post: #31
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-17-2007, 11:27 AM
Parent: #30

_____________________

الأخت : سلمى الشيخ

هذه هي روابط القصص الواردة في مداخلتي السابقة
ويظل رابط رواية ( بين حجرين ) قيد البحث ...

يوم من أيام فاطنة (حلقات)

الرجل الذي هوى

الدم الذي تكلّم

شــاهـينـــاز]

Post: #32
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: ibrahim kojan
Date: 04-17-2007, 01:16 PM
Parent: #31

مررت علي الروابط اعلاه.. فندمت علي مروري, لانني لم استطيع ان انام بعدها,,,, تمنيت لو بدأت هذا الندم من قبل!! عندما انوم واشبع نوم ساواصلك................................

وانا عند وعدي


كوجان

Post: #34
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: هشام آدم
Date: 04-18-2007, 11:20 AM
Parent: #32

___________________

Quote: وانا عند وعدي


كوجان ... الأسفيري الوحيد الذي يفي بوعده

Post: #35
Title: Re: لوحة بريشة لا أحد
Author: sudania2000
Date: 05-18-2007, 10:43 AM
Parent: #1





هذا البوست يلفني بحزن غريب وكأنك يا سيدي ترسله لزيادة حزني

ولكن لما ارتاده كثيرا .. لا ادري .. رغم حزني ..

نسيت بحزني هذا ان اخبرك ان صديقك هنا تحدث بحزن من طعم اخر

ولكل نكهته الخاصة في تذوق الحزن .. ونثره ..

تحياتي واحترامي



لوحة بريشة لا أحد