Post: #1
Title: اعدام صدام اراء اخرى خارج ثنائية التمجيد و التجريم ..
Author: esam gabralla
Date: 01-03-2007, 02:23 AM
Parent: #0
Quote: خسارة العراق من المحاكمات الصورية برهان غليون تعكس الطريقة التي أعدم فيها الرئيس العراقي صدام حسين، الحليف السابق للدول الغربية في مواجهة مخاطر تمدد الثورة الاسلامية، والصديق الشخصي للعديد من الرؤساء العرب والأجانب، في المحاكمة الصورية التي سبقتها، والأسلوب المهين الذي اتخذته، واختيار يوم الإعدام، "الأخطاء" المأساوية نفسها التي حكمت على مشروع الولايات المتحدة في بناء عراق جديد، يكون نموذجا للدول العربية، ويضمن في الوقت نفسه تجديد أسس سيطرة الولايات المتحدة، السياسية والاستراتيجية على المنطقة، بالإخفاق الذريع. فلهذا الإخفاق في الحالتين أسباب واحدة: الاستهتار بمبدأ الحق، وتحكيم غريزة الانتقام محل تأكيد العدالة، واحتقار مشاعر الشعوب وعدم الخوف من إهانتها. وهذه هي للأسف المباديء نفسها التي يقوم عليها الحكم في معظم البلاد العربية، والتي قوضت مجتمعاتها، وفتحت فيها الثغرات العميقة التي جلبت التدخلات الأجنبية، والتي تهدد كل يوم بانفجار حروب أهلية جديدة. لم يكن المهم في محاكمة صدام حسين إدانة شخص بالجريمة ولا إرضاء عطش أولئك الذين نكل بهم عن غير حق إلى الانتقام، ولا تقديم انتصار بخس لرئيس فاشل في مواجهة معارضته الديمقراطية. فليس هناك من لا يعرف، في العراق وخارجه، ما قام به صدام حسين من عمليات بطش واغتيال وقهر لخصومه وشعبه بأكمله. وليس هناك من ينكر على ضحايا صدام حسين حقهم في الاقتصاص ممن أصبح رمزا للعسف والتجبر والطغيان. ولن يعيد إعدام صدام المبادرة إلى الرئيس الأمريكي في الكونغرس، مهما عملت على تضخيم الحدث ردود أفعال الرأي العام الاسلامي الغاضب من انتهاك مشاعره الدينية. كما لا يمكن أن يشكل هذا الإعدام بديلا عن مراجعة حتمية لسياسة الإدارة الجمهورية. كان المهم من محاكمة صدام وإنزال القصاص به هدفين يشكل تحقيقهما قاعدة لإعادة بناء عراق جديد بالفعل. الهدف الأول هو الكشف عن طريقة بناء – وعمل - هذه الآلة الجهنمية التي طوعت شعبا كاملا خلال عقود، وانتزعت منه إرادته، وانتهكت حقوقه، وروعته، من دون أن تبقي له أي أمل أو خيار، لا من داخل المؤسسات ولا من خارجها، في الرد عليه ووضع حد له، أعني آلة الطغيان والاستبداد. وكان تفكيك هذه الآلة، أي معرفة حقيقة الأسس التي قامت عليها، والكشف عن آلياتها، ومن وراء ذلك تطوير الفكر السياسي والتنظيم المؤسسي الذي يساعد على منع تركيبها ثانية في المستقبل، من أي طرف كان، هو الذي يحتاجه شعب العراق والشعوب العربية الأخرى. كان المهم من وراء محاكمة صدام، محاكمة الديكتاتورية العربية نفسها، أي معرفة كيف بنيت، بأية طرق وأية وسائل، وكيف أمكن استمرارها وإعادة إنتاجها، في فكر الرئيس السابق، وفي تحالفاته الاستراتيجية، وتكتيكاته السياسية، وحروبه الداخلية والخارجية، وفي المؤسسات التي بناها أو ابتدعها والقوانين التي سنها. وكان الهدف الثاني لهذه المحاكمة هو التأسيس لمبدأ الحق، بمعنى الحق القانوني، الذي فقدت نظمنا وشعوبنا تماما معناه ومحتواه، والذي لا يمكن لنظام مدني أن يقوم من دونه. وهو ما يستدعي احترام القواعد الإجرائية والاحتياطات القانونية الضرورية لإظهار الحقيقة كما هي، وتبيان جميع المسؤوليات والحيثيات المرتبطة بالجريمة والدافعة لها. ومثل هذه المحاكمة القانونية العادلة التي تحترم جميع الحقوق، حقوق المتهم وحقوق الضحايا معا، وتبحث فيها بموضوعية، كانت ستشكل نموذجا لبناء دولة الحق والقانون التي قام نظام الاستبداد على أنقاضها، ومدخلا لتأسيس فكرة الحق القانوني في مجتمع دحرته الديكتاتورية ورده الطغيان إلى خنادق العصبية الطائفية والعشائرية والعائلية، بعيدا عن أي مباديء أخلاقية وإنسانية عمومية. ما حصل كان عكس ذلك تماما. محاكمة صورية أعدت للقيام باغتيال سياسي سريع، يكون عبرة للشعوب العربية. وأقول لاغتيال لا لتنفيذ حكم العدالة، لأن الاغتيال كل إعدام لا يستند إلى محاكمة قانونية محققة لشروطها الفعلية والنزيهة. فقد نجحت المحكمة في لفلفة قضية الديكتاتورية الدموية برمتها من خلال قصر الاتهامات على جريمتين، تم اختيارهما على حساب الجريمة الأساسية، وهي بناء نظام القهر والقتل والاغتيال نفسه، أي خرق الدستور وإقامة سلطة فردية استبدادية، هي أم الجرائم كلها. وكل ذلك في سبيل شخصنة القضية، وتركيز الاهتمام على التفكير الاجرامي لشخص أو لمجموعة محدودة من أصحاب القرار. وأخيرا جاء تنفيذ حكم الإعدام بسرعة مذهلة لم تترك للرأي العام فرصة الاطلاع على الحقيقة وجميع حيثيات القضية والاحتجاج او الاعتراض على أسلوب المحاكمة غير العادلة وغير القانونية. ولا أقصد هنا غير العادلة وغير القانونية بالنسبة للمتهم. فليس هناك أي أخلاق تدفع إلى التسامح مع المتهم هنا أو بتخفيف الحكم عليه. إنها محاكمة غير عادلة وغير منصفة بحق الشعب العراقي الذي خطفت منه فرصة استثنائية لاستعادة ذاكرته وإعادة بناء هويته الممزقة، أي فرصة الكشف عن حقيقة ما جرى، وتبين المسؤوليات المختلفة، بما فيها مسؤولياته هو أيضا. باختصار، بدل أن تساعد المحاكمة على إبراز حقيقة الاستبداد والطغيان، وتحرر العراقيين من شياطينهم، وتسمح لهم بالارتفاع على انقساماتهم الطائفية التي عملت الديكتاتورية على ترسيخها لتأمين بقاءها، عمقت الشروخ التي أنجبها الاستبداد واعتمد عليها لضمان بقائه، وصبت بالأسلوب الذي تم فيه تنفيذ الحكم بالاعدام الزيت على نار الصراع الأهلي المتقد. ولعل السبب الرئيسي الذي دعا إلى استبدال محاكمة الشخص بمحاكمة النظام، هو أن محاكمة النظام الاستبدادي والعدواني كانت ستظهر حجم المسؤولية التي تقع على سياسات العواصم الغربية، والولايات المتحدة في مقدمها، في بناء نظام القهر والطغيان وتسليحه وترسيخ قواعده وتحريره من أي ضغوط داخلية. وفي المناسبة ذاتها إبراز المسؤوليات المتعددة، التي لا تقتصر على شخص الرئيس العراقي، في بناء سلطة الطغيان في عموم المنطقة العربية. وهو ما يفسر أيضا الشروط اللاقانونية التي تمت فيها المحاكمة، أي الطابع التعسفي والكاريكاتوري الذي وسمها. فما كان من الممكن التغطية على هذه المسؤوليات وطمسها من خلال محاكمة تحترم الأصول المرعية، وتتقيد بالشروط القانونية. لقد أظهر الإعدام السريع أن هدف المحاكمة كان إخفاء الحقيقة التي قام عليها النظام القهري وجرائمه لا إظهارها. وطمس المسؤوليات لا إبرازها. وبهذا المعنى كان إعدام صدام أشبه بعملية تخلص بأسرع ما يمكن من شاهد أكثر مما كان تنفيذ حكم العدالة، لصالح المجتمع، بمن أساء إليه. وكان دافعه الانتقام من شريك "مارق" لا إنصاف ضحاياه. من هنا كان إعدام صدام حسين كبش فداء قدمته الدول الكبرى المسؤولة بشكل رئيسي عن بناء نظام صدام حسين واستخدامه لأهدافها الخاصة، في أول أيام عيد الأضحى، للقوى العراقية المتضررة، طمعا في الاحتفاظ بولائها وترسيخ أسس التحالف الذي يقوم عليه النظام الحالي، والذي يجمع بين قوى الاحتلال والميليشيات الأهلية والطائفية. من الصعب أن يخرج من هذه السياسة عراق جديد قائم على أسس الحق والقانون التي تستطيع وحدها لم الشتات العراقي وإعادة توحيده في وطنية جامعة فعلية. إن كل ما يمكن أن تعمل عليه هو تجديد مشاعر الحقد والانتقام والعصبية الطائفية والعشائرية، وبالتالي إعادة إنتاج نظام الطغيان الذي يشكل التعسف، والتمييز شبه العنصري، وغياب الشعور بالمسؤولية والمصلحة العمومية، والتفاهم مع القوى الخارجية، قيمه الرئيسية. |
|
Post: #2
Title: همجية نظام صدام وهمجية إعدامه
Author: esam gabralla
Date: 01-03-2007, 02:24 AM
Parent: #1
Quote: همجية نظام صدام وهمجية إعدامه سامان عبدالکريم
ليس من االصعب ان يتکلم الانسان عن تاريخ نظام صدام الدموي والذي کان من الهمجيه بحيث جعل من شعب العراق محروما من کل أشکال الحياة و ذليلا وکان يصعب على ألأنسان العراقي أن ينام ليله واحدة في هدوء ،لا أريد هنا أن أتکلم کثيرا عن ذلک الماضي لأن ما کتب و شوهد من أشکال القمع و الاستهانة بحياة الانسان کبير ومفزع بحيث يصعب على الکثيرين أن يحلله و يفهمه وذلک لقسوته العجيبه،بل أريد هنا أن أشخص جزءيه صغيره من ما يحصل الان وهو خطر جدا وأنتهاک لکل الحقوق الأنسانيه. لقد ورثنا حقبه من الزمن غنيه جدا بمباديء العنف والقتل وعدم الأستماع الى الرأي المختلف،کانت فتره إنتاج لشکل من أشکال العقد الأجتماعي أساسه عدم قبول الاخر،ولم تکن للحريه الشخصيه أي معنى أو مجال وکل القوانين کانت مسخره لخدمه ترويض الأضطهاد وفهمه على أنه حقيقه أنسانيه وأقصد هنا بالأضطهاد کل أنواعه ،الطبقيه،القوميه،عدم إعطاء الانسان الحق في إختيار نمط حياته و أفکاره. کان الفرد يتربى منذ طفولته على مجموعه من المفاهيم أکثرها شيوعا هي الکراهيه للغير،أعني هنا بالغير (المختلف أما قوميا أو مذهبياأو سياسيا)،وکان النتاج الأجتماعي لذلک العقد الأجتماعي هو مجتمعا منهارا،سمات التواصل بين أفرادها معدومه،غير متجانسه و يعيش في فقر مدقع إقتصاديا و إجتماعيا و فکريا. کان النظام انذاک يهدف من خلال تلک المفاهيم الخرقاء أن يجعل من إذلال الشعب وسيله بقاء کيانه السياسي القبيح. في خضم هذا الواقع المحزن والمرير ونتيجه لما حصل، حملوا شعب العراق تراثا عنيفا مليء بالأحقاد والکراهيه و العنف وأصبحت کل أفکار الديکتاتوريه معکوسة في واقع الحياة الأجتماعية وما کان للأدب والفن أي هدف ما عدا تمجيد لتلک المفاهيم القاسية وتبريرا لمعنى الاستبداد. أما الاحزاب المعارضة لذلک النظام (أقصد هنا الاحزاب الدينية والقوميةخاصة)،کانت تحمل بين ثناياها نفس المفاهيم تقريبا مع الأدعاء أحيانا ببعض المفاهيم الديمقراطية،لکن أسلوبها في العمل السياسي وأفکارها کانا يوحيان بأن المسألة ما هي الا صراع دموي على السلطة.کان النظام غير ميال لأي إتجاه مذهمي أو فکري ،بل کان يستخدم کل شيء من أجل إبقاء نظامه السياسي وحتى حروبه الغريبة کانت تصب في السبب نفسه أي تقوية السلطة.
أکثر الأشياء رهبة نماه النظام الشمولي هي فکرة تقديس الفرد وصنميته وحيث جعل المجتمع خاءفا من النقد ولا يحمل في طياته (أي المجتمع)نواة تکوين موءسسات جماهيرية أومدنية،وکان المجتـمع مجبرا يکرر کالببغاءمفاهيم النظآم التسلطية وحيث أنحرم لسنين من کل شىء. أن العنف الذي أنتجته ماکنة القمع الدموية في زمن صدام ،راکمت براکين من الغضب البشري والتي کانت تنتظر الأنفجارالعفوي بدون أي طرح بديل للواقع المأساوي الذي کان يعيشه الأنسان،فقط تنتظر لحظة ا؛لأنتقام،ولأن المعارضة وبالأخص الدينية منها (الأسلامية)هي معارضة غير عقلانية في الأساس،کانت تنتطر بفارغ الصبر للأستفادة من هذه المشاعر لتقوية نفوذها و سطوتها في المجتمع. وما أن سقط الصنم (کما يقال) بدأت تظهر دلاءل العنف المضاد المغذى بأبشع أنواع الفکر اللاهوتي،حيث أصبح الهدف هو الأنتقام من الماضي بکل أشکاله وأفراده،وأصبح الذبح والقتل شيێان طبيعيان بين الأفراد المختلفون طاءفيا وقوميا،ولا أريد هنا بالطبع أن أستغفل جانب مهم من الموضوع وهو دور المشروع السياسي الفاشل الذي جاء به الأمريکيون للعراق وهو تقسيم المجتمع على أسس إثنية وطاءفية . في ضوء کل هذا کان على الناس ولحد الان وبسبب العنف المضاد أن يرجعوا إلى محمياتهم الصغيرة کالطاءفةوالعشيرةوالقبيلة،وذلک لحماية أنفسهم من العنف المضاد،فتلاشت معالم الدولة والقوانين والمفاهيم الأنسانية.
هنا بدأ ت الفتاوى الدينية القاتلة تنهال على الناس وکعادتها تحرض على الدم وکل حسب طاءفته ،وبدأ العنف مجنونا کأنه يريد حرق کل شيء وقد حرقوا فعلا کل شيء ،لم يکن الأنتقام من ثلاثين سنة فقط،بل من الماضي کله،حتى القوانين الشبه مدنية ،مثل قانون الأحوال الشخصية لسنة1959بدأوا بتغييره وسن قوانين رجعية بل غارقة في وحل التاريخ القديم والمراد من هذا کله في رأيي على الأقل هو سلخ الأنسان من إنسانيته وجعله عبدا ذليلا لأفکارهم الظلامية والطاءفية وهکذا أصبح الفرد عدوا لجاره وزميله في العمل وصديقه بسبب تلک الفتاوى المميتة. أن خوفي هو ليس في حالة اللحظة فقط،بالرغم من بشاعته و قسوته على التراث الأنساني ،بل خوفي الأکبر هو تحول أفکار العماءم السوداء والبيضاء معا إلى قوانين ودستور يحکم مستقبل هذا الشعب ويحوله إلى جحيم داءم،وکما رأينا في تجارب التآريخ،وبالفعل ومن خلال الصفقات السياسية المقززة أستطاعوا أن يلغوا المدنية والتي کانت في الأساس هشة جدا بسبب عقلية النظام الديکتاتوري السابق. بما أن الدکتاتور لم يعطي المجال لأي منتدى ثقافي أو أجتماعي فقد أصبحت الجوامع والحسينيات المنتدى الوحيد للألتقاء الجماعي بين الناس ،فقد أصبح من الجنون التکلم عن مجتمع،بل إن کلمة مجتمع لا تناسب الواقع الحالي،بل طواءف وشعوب متناحرة و متنازعة. أن أمل تکوين أمة عراقية يکون فيها التقسيم فکري و إجتماعي بات ضربا من الخيال،بل إن القبلية بکل أفکارها السخيفة في أوج عظمتها الان فه العراق و إن إبقاء هذه الثقافة بين الناس سيجعل من الثأر والعنف والقتل مفاهيم ساءدة وستبقى دولة القبيلة والطاءفة ولا يکون هناک أي مجالا لدولة القانون والموءسسات وسيبقى السيف والساطور معلقا على أعناق الجميع،لأننا نعيش زمن نظام الفتاوى القذر،ومن سخريات القدر إن أصحاب الفتاوى هم من أصحاب الملايين والمفتى لهم لا يملکون حتى رغيف العيش و أن التقسيم الطبقي موجود وبشکل فاحش بين الأثنين.
لا أريد أن أذکر هنا الحقوق المکتسبة في التآريخ الإنساني وما يخص العدل الإجتماعي والمرأةوإلغاء معالم العنصرية وبكل أشکالها،لأن الغوص في هذا المجال سيجعلنا نتألم کثيرا،فقد نهضت أفکار الجزيرة من غفوتها وجعلت من الفروق شاسعة جدا وخاصة بين الرجل والمرأة،حيث تمثل المرأة ربع الرجل سياسيا (يا لها من حقوق)کذلک التشريعات تتناقض کليا مع دولة المواطنة،حيث تتدخل الشريعة الإسلامية في کبريات الإمور وصغاءرها،ومقولة الدين لڵه والوطن للجميع أصبح کذبة کبرى. إن من يتمعن ولو قليلا في ملامح الساسة الجدد يرى في معالمهم بأنهم لا يحملون أي بديل إجتماعي للماضي،بل إنهم الماضي نفسه،لا أتکلم هنا عن مسألة الخدمات أو الأساسيات التي يحتاجها الإنسان ،بل أتکلم عما يحملونه من أفکار للمجتمع،إنهم يحملون للأسف أفکار الأموات(ضحايا و جلادين معا)وهذا مکمن الخطر،لأن صدام کان الجلاد فقط.وکما يقول مارکس:إنني أخاف أفکار الأموات أکثر من الأحياء. جاء وقت إعدام الدکتاتور صدام والکل يترقب وينتظر کيف ستتعامل التيارات الدينية وغير الدينية مع الحدث،وبالفعل رأينا مقاطع صغيرة من لحظات إعدامه،لکن تلک اللحظات کانت کبيرة المعاني،حيث کانت ثقافة الإنتقام الأعمى الوحيد الموجود في القاعة،لم تکن هناک لا قوانين ولا مواثيق دولية،ولم يکن إقرار حق لمجتمع نال ما ناله من قمع،بل إنتقام طآءفي مقيت،حيث إن المحاکمة کانت في بدايتها،لقد عرفت في تلک اللحظة بأننا في الهبوط نحو الهاوية. في تلک اللحظة لم يلبسوا بتاتا ثوب الدولة والموءسسات،بل و کأننا في مرحلة قبل مقدمة إبن خلدون،والتي فيها محاولة للتخلص من القبلية. في رأيي لا تبنى الدولة المدنية بهکذا أشخاص وهکذا عقول،وما الکلام عن الديمقراطية إلا الضحک على الفقراء،فقد أتفقت کل الدکتاتوريات ،البعثية والدينية بکل أشکالها وطواءفها والغزاة ،إتفقوا هولاء جميعا على تدمير الإنسان وجعله يفقد الأمل بالحياة ويراه ظلاما داکن في السواد. إن الإعدام في رأيي کان مقارنة همجية بين دکتاتوريتين،دکتاتورية صدام الوحشية و دکتاتورية الاسلام السياسي الوحشية أيضا. کنت لحد الإسبوع الماضي مع عقوبة الإعدام،کنت مع تصفية الدکتاتور عن طريق المحاکم،لکنني غيرت رأيي بالکامل و أيقنت إن الإعدام وسيلة همجية للتصفية، إن الإنتقام من الدکتاتورية هو بالتخلص من أشکال ممارساته،وما يحصل الآن هو شکل من أبشع أةواع الدکتاتورية.
سامان عبدالکريم دبس-گرونينگن |
|
Post: #3
Title: لقد سقط صدام, ولكن باتجاه السماء
Author: esam gabralla
Date: 01-03-2007, 02:29 AM
Parent: #1
Quote: لقد سقط صدام, ولكن باتجاه السماء سلام عبود
لا أحد مثلي أقام علاقة وطيدة مع صدام. فقد درست كتاباته جملة جملة, بل أكاد أجزم فأقول كلمة كلمة وحرفا حرفا, حتى أنني كنت أسهر أياما وأنا أفكر في مغزى كلمة ما, أو بارتباطات هذا التعبير أو ذاك بتداع ما. من أين جاءت كلمة " ترعة", ولماذا قال " كَرم", ولم يقل "عنب"؟ من أين جاءت هاتان الكلمتان غير المتداولتين في العامية العراقية؟ لماذا جعل امرأة متهمة بالخيانة الزوجية رمزا للكفاح الوطني, وهو المدافع الأصيل عن شرف الماجدات؟ مثل هذه الأمور التافهة شغلتني كثيرا, وسرقت جزءا ثمينا من عمري, وأنا على أعتاب الشيخوخة. حقيقة أنا لم أره حيا أبدا. المرة الوحيدة التي كنت قريبا منه كانت أثناء دراستي في كلية الآداب. كان ذلك عام 1967 على ما أظن. كان مناخ الكلية متوترا. كانت الكلية في اضراب. حدث توتر ملحوظ في الكلية, حينما وصلنا الى الممر الداخلي. أخبرنا بعض الطلاب, بأن مشادة سياسية عابرة حدثت قبل قليل. ذكر الرواة أن بعض البعثيين المسلحين كانوا هنا, جاؤوا من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية المقابلة لكليتنا, منهم شخص اسمه صدام التكريتي وآخر اسمه عبد الخالق السامرائي ( أعدمه صدام لاحقا), وأن القضية انتهت بسلام, لأن صداما أخذ رفاقه وخرج من الكلية غاضبا, متوعدا. أما كيف خرج ولماذا, فهذا أمر سمعته فيما بعد من بعض الذين يدّعون أنهم شهدوا الحدث. قالوا: سحب عبد الخالق السامرائي مقعدا صغيرا, جاعلا منه منصة للخطابة. وضع صدام كتبه, التي كانت في يده, على حافة المقعد وصعد مناديا بصوت عال, طالبا من الطلاب التجمع لسماع ما يود قوله. بعض الطلبة المشاكسين تسللوا خفية وسرقوا كتبه. نظر صدام بين قدميه فلم يجد كتبه, فما كان منه إلا أن صاح بصوت غاضب: "يا بن قحبة باق كتبي؟", أي (أي ابن قحبة هذا الذي سرق كتبي؟), فعجّت عاصفة من الضحك بين القلة الذين دفعهم الفضول فجاؤوا للفرجة على أحد الأسماء المشهورة في الوسط الطلابي بالبلطجة. كانت تلك هي الحادثة الوحيدة التي اقتربت فيها من مكان مرّ به صدام. وظللنا نتذكر مروره الفكاهي, حتى اليوم الذي أطل فيه علينا, بعد عام من الحادث, كنائب لرئيس الدولة العراقية العظيمة, فمات فينا حس الدعابة الى الأبد! لكن صداما مرّ على رقبتي مرارا. ففي يوم كالح من عام 1988 أرسلت مديرة الاستخبارات العسكرية, رسالة مقتضبة الى أمي تزف اليها نبأ القبض عليّ, وتنفيذ حكم الإعدام بي. مما لا شك فيه, أنهم, كالعادة, أعدموا شخصا ما, سهوا, بدلا عني, فقد كنت خارج العراق حينذاك. حينما صعد صدام الى المشنقة كنت أفكر في أمر واحد: من كان ذلك الشخص الذي وضعوا الحبل في عنقه بدلا مني؟ وفي حقيقة الأمر لم يكن الإعدام آنذاك يجري شنقا. فلم يكن لديهم مزاج, كمزاج حكام اليوم, للتفنن في تصوير الموت. كان الموت يتم على عجل, بإطلاق الرصاص, وأحيانا يتم الإعدام بالمتفجرات, حينما يكون مزاجهم رائقا. ماذا كانت مشاعر ذلك الإنسان البرئ وهو يواجه قدرا غاشما اسمه نظام صدام حسين؟ هذا السؤال أوجهه الى كل الذين يريدون أن يقيموا صلاة الشهادة على رجل استباح دم الناس. ولكن, هل يحق لنا أن نعيد تاريخ القتل بقتول جديدة؟ وهل يحق لنا أن نتفنن في قتل الناس, مهما كانت جرائمهم؟ يوم أمس قرأت خبرا عن صحيفة أميركية يقول: بهذه النهاية وضع العراق نقطة في نهاية صفحة العنف الدموي. قرأت العبارة مرارا وتكرارا, وفي كل مرة لم أكن أرى نقطة في نهاية السطر. كنت أرى مشنقة وجثة تتدلى. أحقا أن صفحات التاريخ السعيدة تختتم بمثل هذه النقاط البشعة؟ لا أعلم. فمشاعري مختلطة, ولا أستطيع الحكم على شيء, لكنني سأكون أكثر مقدرة على الحكم, أعني أكثر خبرة, حينما يُلف حبل المشنقة حول رقبة موفق الربيعي, وحينما تصوره عدسات التصوير يسير مرفوع الرأس, ساخرا من الموت, كما فعل صدام. عندئذ سأكون واثقا من أن أحكامي, وسأكون عادلا في تقييم مشاهد الموت, وأيها أكثر مهانة واستهتارا بحرمة الإنسان. ولكن ذلك يتعلق بالسؤال الهام: متى سيعتلي موفق الربيعي أو غيره منصة الإعدام؟ والأهم: هل سيحذو الآخرون حذو صدام ويرفضون لبس قناع الشنق وتناول حبوب التهدئة ؟ لا أدري, لقد رأينا الكثير, وما علينا سوى أن نعيش لنرى فنون القتل المنسوبة الى الزمن السعيد القادم! أذكر هذا, وأخص به موفق الربيعي, مستشار الأمن القومي, في بلاد خالية من الأمن والقومية والمستشارين, أخصه بذلك لأنه علق هازئا, شامتا, على طريقة صدام " المتخاذلة" في اعتلاء المشنقة! وبمناسبة المشانق, أحب أن أذكر الشهيدين صدام وموفق بحادثة مسلية وطريفة تتعلق بالإعدام أيضا. كم هي مسلية طرائف الإعدام في العراق! في بداية حكم البعث, أراد البعثيون تحقيق خبطة العمر السياسية القومية فقاموا باعتقال شبكة, اسموها شبكة التجسس الإسرائيلية. وقاموا بتنفيذ حكم الإعدام على أعضاء الشبكة في ساحة " التحرير", وتم تحشيد الناس ليوم كامل للتمتع برؤية الجثث وهي تتدلى في الهواء. كان بين المحكومين شاب يافع. كان أصغرهم سنا, لكنه كان خلافا للجميع, أكثرهم استهزاء بالموت, حتى أن عبثه وسخرياته الصبيانية ضايقت أعضاء الشبكة جميعا. فلم يكن مسليا أبدا, أن يبدي المرء مثل هذا الاستخفاف بالموت, حتى لو جاء على يد بوش أو موفق أو صدام, أو حتى لو نفذ بهم! لكن الشاب المرح, المشاكس, ظل على تلك الحال لعدة أسابيع, حتى اللحظة الأخيرة, التي نودي فيها عليهم لملاقاة وجه ربهم. حقيقة, لم ير أحد منهم وجه ربه, لأن رؤوسهم كانت مستورة بأقنعة, حالهم كحال جلادي صدام اليوم. في تلك اللحظة العصيبة, التي سار فيها الجميع نحو ساحة التحرير, للنحر الوطني, مشى الجميع واحدا إثر الآخر, عدا الشاب المرح, الذي حالما سمع باسمه حتى خر مغشيا عليه. جاء في الروايات أنهم حاولوا إنعاشه, لكنه لم يفق من غيبوبته, فتم الاتصال بالقيادة, أي بصدام, فمكان منه إلا أن أخبرهم: احملوه مثل الجلب (الكلب) وعلقوا الحبل في رقبته! لا أعرف لماذا تخطر على بالي مثل هذه الخواطر في لحظة قاسية كهذه؟ أهو الإدمان على الموت؟ لكنني لا أزال أذكر جيدا أن موقع جثة الشاب كان في وسط لوحة المشانق. لا أزال حتى هذه اللحظة أميز جثة ذلك الفتى. فقد كانت, الوحيدة, من بين الجثث, تبكي وهي ميتة, متسائلة بطفلية وإلحاح الصبية المشاكسين: لماذا يبدو المتفرجون, السائرون تحت قدميه, أكثر ضآلة منه حجما؟ حقا, لماذا يبدو المشنوقون أعلى قامة من شانقيهم؟ يوم أمس كتب أحد محبي صدام كلمة يثبت فيها للعرب أن المالكي أصر على الأميركان أن يتم تنفيفذ حكم الإعدام في يوم العيد, بينما كان رأي الأميركان أن يتم ذلك بعد أسبوعين. محب صدام هذا يلوم المسلمين الذين اعترضوا على التنفيذ في يوم العيد, ويراه إهانة للأمة, فكان الواجب الاعتراض على مبدأ الإعدام, وليس على يوم الإعدام. لكنه, رغم ذلك, كان مزهوا وهو يستعرض الكرم الأميركي بتأجيل الإعدام لأسبوعين, ناسيا أن القضية لا ترتبط بيوم الإعدام, وإنما بمبدأ الإعدام نفسه. محب صدام, الذي طالما نعت ممثلي الحكومة العراقية بأنهم خدم أذلاء ومطايا للأجنبي, لم يستفسر, ولو للحظة واحدة, عن سبب تسليم الأميركيين شخصا على هذا القدر من الخطورة الى أعدائه " الطائفيين", بما أنهم لا يحبذون أعدامه؟ لماذا سلموه, ولماذا سلموه في تلك الساعة؟ أما كان بمقدورهم أن يبقوه عندهم الى ما بعد العيد؟ أم أن موفق الربيعي أرعب جورج بوش بنظراته الوطنية الفتاكة؟ أمر آخر له صلة بصراع الطوائف. خبر الإعدام أرفق بثلاث إشارات, ذات الدلالة الخاصة: ان الإعدام تم في منطقة الكاظمية, أي في أقدس مكان شيعي في بغداد, يبعد عن أقوى حي سكني سني بمئات الأمتار فحسب. وثانيا: ان من بين من حضروا توقيع استلام صدام لم يذكر سوى اسم عبد الكريم العنزي, أحد رموز حزب ثأر الله الشيعي, الحليف الخفي لمقتدى الصدر. وثالثا: أن رئيس الجمهورية السني لم يوقع على قرار الإعدام. مرّ الخبر لعدة ساعات ولم يتمكن أحد, ربما بسبب المفاجأة, من فك رموزة. وحينما مرّ الخبر, بإشاراته المفضوحة, لعدة ساعات أخرى, ولم يقم أحد بتلقفها والتعليق عليها بالإتجاه الذي أراده مصممو الحدث والخبر, ظهرت فجأة " الكاميرة العراقية الخفية". وللكاميرة العراقية الخفية قصة خاصة, مسلية أيضا, كأخبار الإعدام. ففي بقاع العالم كله اعتادت هذه الكاميرة تسجيل الطرائف والتسالي, لكنها في العراق وحده تسجل أكثر لحظات الذبح دموية ووحشية وسرية وخفاء: انتهاكات سجن أبو غريب, التعذيب في سجن وزارة الداخلية في الجادرية, لحظة إعدام صدام! أليس غريبا أن توجد "كاميرات" أمينة, تسجل كل هذه البشاعات المرعبة, صوتا وصورة, ولكنها لا تظهر إلا في هيئة كاميرات خفية, حينما تعجز عدسات التصوير العلنية والرسائل المصاحبة لها من تأدية مهامها السياسية؟! هذا ما سها عنه محبو صدام, وما لم يتنبهوا اليه وهم يناضلون من أجل إعادة التاريخ الى الوراء. ولكن, في الوقت نفسه, كشف الإعدام للآخرين, الذين يريدون أن يدفعوا التاريخ الى الأمام بفن القتل وبأقنعة المنتقمين وبمساعدة المحتلين, كشف الإعدام لهم أنهم بفضل حماقاتهم, وبفضل أنانيتهم وشهوتهم الى الدم, جعلوا صداما يخرج من حفرته القذرة, ويصعد الى منصة الأعدام, ليسقط صريعا, ولكن... كم حيرتني كلمة يصعد وينزل باللغة السويدية! فالسويديون يقولون تسلق الى الأعلى وتسلق الى الأسفل. أما كلمة سقط العربية, فإنها تعني بعربية القتلة, بعربية المتبارين في فن القتل, أن سقوطا لطاغية ما, قد يغدو, لبشاعتهم, سقوطا, ولكن باتجاه السماء! هذا درس للجميع, للسابقين واللاحقين, لعشاق الدم كافة! ولكنه درس بشع, ككل المشاركين فيه. |
|
Post: #4
Title: دورة إنتاج القتلة..الطاغية الأخير نموذجا...!
Author: esam gabralla
Date: 01-03-2007, 02:32 AM
Parent: #1
Quote: دورة إنتاج القتلة..الطاغية الأخير نموذجا...! محسن صابط الجيلاوي
انتهت حياة الطاغية بالطريقة الدراماتيكية ذاتها لمسلسل القتل والسحل لحكام العراق وخصوصا في تاريخه المعاصر...والنواح العربي يعبر بكثافة عن عشق روحية الخضوع والاستلاب أمام القوي، نحن أمم جديرة بتلك المهزلة بان يحكمها الأقوياء عندما يحولون أعناقنا إلى ملهاه سواء عبر المشنقة أو بضع طلقات أو حتى بالبساطيل..هناك مستويات وأشكال متعددة لقطف الرؤوس لكن الجوهري هو تغييب الإنسان ببساطة لا حدود لها... تلك إرادة كان الحكام يعتقدون ان لهم وحدهم فقط الحق بممارستها أما أن تزحف باتجاه أجسادهم وأرواحهم فذلك بعيد حتما عن طيات تفكيرهم الرخو..لكن تراكم الحقائق أشعلت غواية القتل للزعماء وأكدت حضورها عراقيا..نحن نصنع الدكتاتور ثم نمل منه، نقوم بنزعة كسروال عتيق، ثم نستبدله بجديد ننفخ فيه حتى يتعملق ليواصل فن اللعب بدمنا... رحل الدكتاتور بضبابية شبيهة بتلك التي أدخلته الحكم..الحالتان فيهما ذلك الباب المفتوح على شكل قاتل جديد سيسمن لاحقا وسيقدم لنا خطابا يجعلنا نخضع كأنثى شرقية في فراش الفحولة العربي..منذ عام 58 ونحن ننظر ونتسلى بهذا المسلسل الذي لا ينتهي، ولكن المأساوي اننا نحن الذين نتفرج بل الأصح نساهم بهذه المسرحية الشيطانية أول الضحايا ليس على صعيد تغييب الجسد بل فقرا وجوعا وتشردا..شعب بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا بصيص أمل..ولكننا كنا دوما في استعداد ونشوة لتبديل الهتاف ( بالروح بالدم نفديك...)، على استعداد في الكسل الفريد في عدم إنتاج حتى أبرة أو يشماغ خليجي ولكن شُطر وأذكياء في إنتاج هؤلاء، الصور تعلق في نفس الأماكن فقط السحن مختلفة وفوق هذه الصور خطاب لا ينتمي للعالم يأخذ شكلا قوميا تارة أو اسلامويا أو شيوعيا..لكن الجوهري واحد هو رخص تطلعاتنا وتسليم حريتنا طواعية إلى قتلة لا يرحمون...كان يكفي للذين يتباكون على صدام انه عاش حياة رخية بشكل استثنائي هو وعائلته وعشيرته وقريته وحيواناته لعقود طويلة في حين غاب شبابنا بالملايين وهم في أولى خطواتهم وحبوهم على طريق الحياة..أي دنيا عكرة صنعوها لنا ؟ العقل العربي هش وظاهرة صوتية يشوبها ذلك الخطاب الذي جعل منها منطقة مريضة ومتخلفة بشكل عجيب...! لكن الأغرب هو حكامنا الجدد انهم لا يتعظون بل يسيرون كما يبدو في نفس دائرة هذا المستنقع الغريب..لقد اقتصروا تضحيات عظيمة لأمّة بشخص قائد واحد وبهتاف واحد يعبر عن( طينة) متخلفة هي الصاعدة في عراق اليوم لكي تنتج لنا دكتاتور جديد سنتغنى بأمجاده ثلاث عقود جديدة أو أكثر..عندها سنستبدله لكي نواصل هواية إنتاج دورة الجريمة..لم أكن أتصور يوما ان حكام بهكذا فقر سياسي وغباء غير قادرين على إدارة لحظة بسيطة وفارقة في تاريخ العراق كان لها أن تضع العدل فوق التفاصيل الصغيرة..لكن بحماقاتهم وضعونا أمام سؤال كان ولا زال حاضرا على مَنْ ستدور الدوائر....ومعها ستتطاير رؤوس بريئة ومجرمة على حد سواء لأننا أمم نهتف لكل أحمق...!؟؟؟ تحذير لكل من يلعب بمصير الناس ان النهاية كما شاهدتموها بسيطة للغاية وخصوصا في عراق اليوم حيث القتل والذبح..فوسط ذلك الخراب هناك لحظات حب يقابلها ببساطة حبل يلتف على رقبة سميكة قد يخاف عليها البعض من الأذى جلادين ومعدومين...! تحسسوا رقابكم عندما تعملون منكرا...وخصوصا اللعب بحياة الآخر..فليس الدائم سوى وجه الله...فأمام اللحظات الرهيبة لن ينفع الندم ولن ينفع ان تكون جبانا أو شجاعا..كلاهما سيان ولن ينفع ذلك المبرر في تصوير مجرم على انه بطل.تلك قضية ستعيش إن وجدت للقادة العظام الذين أرادوا للخير أن ينتصر..! عندما ترحل الهتافات والصور وفكرة تعظيم البشر وغطرسة القادة والشعارات والتمجيد الأجوف والشحن الفكري المتعدد الوجوه....عندما يكف الشعب في المستوى الأول عن ذلك..عندها نقول ان قادم العراق بخير..عداها هناك دكتاتور قادم جميل الطلعة والكلمات والشعارات..ومعها سيف سيقطف رؤوسنا باستسلام عجيب كما يفعل كل مرة..! على أية حال نهاية طاغية أو مجرم تجعل العالم أكثر أمنا وجمالا...تلك حقيقة مادية صلدة هي هديتي لكل أولئك الذين حزنوا على غيابه الأبدي وقد يكون المؤقت أيضا إذا لم يتعظ البعض من حقائق التاريخ الرهيبة... |
|
Post: #5
Title: عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكاميرا أعداءه
Author: esam gabralla
Date: 01-03-2007, 02:35 AM
Parent: #1
Quote: عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكاميرا أعداءه نائل الطوخي مع التزامن النادر لعيدي الأضحي والميلاد، تسير أخيرا، وجنبا الي جانب، قصتا الفداء المقدستان، قصة افتداء اسماعيل وافتداء يسوع نفسه لأجل الانسان. الفداء هو ما يصلح اعوجاج البشرية. اختيار أفضل ما لديك، ثم التخلص منه، في نوع من اثبات الولاء للرب، ولكن أيضا كنوع من البرهنة علي صحة جسدك، جسدك الذي لم يقصر عن تأدية كل مهامه بعد خلع العنصر الأكثر بهاء منه. الفداء يحوي عنصر التكفير عن الذنب، ولكنه يحوي أيضا ذلك التحدي الواثق منه نفسه، الذي يؤكد أن الجسد سيظل كما هو، لن تقل كفاءته بعد. هكذا، تم الاعلان عن اعدام صدام حسين فجر عيد الأضحي. تم التخلص من البطل الشرير اذن، لا علي هيئة تضحية هذه المرة ولكن علي هيئة تطهير، تطهير للجسد العراقي الجميل من مرضه. هذه الحملة التطهيرية التي توبعت بمشهدية وافرة تمثلت في دخول كاميرات التصوير غرفة الاعدام، واكبتها حملة موازية تمثلت في ردود الفعل الفرحة بالاعدام، حملة كانت عناوينها من عينة عام جديد بدون الطاغية أو بدون صدام ذلك أفضل جدا. هكذا اذن. كان صدام، حتي في أثناء كونه أسيرا، هو من عطل الجسد العراقي عن أن يكون جسدا صحيحا. حسنا، لننتظر ونر. لا يمكننا تصنيف الفرحة باعدام صدام حسين الا بنوع من السذاجة، فالطاغية كان متقاعدا عن استبداده منذ سنوات. انها فرحة تطهيرية في المقام الأول، فرحة بتناقص عدد الأشرار واحدا، الأشرار الذين لم يستطع أحد احصاءهم ولا تقديم تصور عن كيفية التخلص من بقيتهم جميعا، واحدا اثر واحد أو مجتمعين. الشر دوما هو كائن هلامي ومختلف عليه تماما. ومحاولة ملاحقة الشر، خاصة في حال كونه عاجزا، تكون لها اهداف خطابية أكثر منها سياسية. من هذه الناحية لابد من الاعتراف بأن اعدام صدام حسين هو عبث، هو أمر ينتمي لقصص الأطفال التي تصر علي أن يلاقي المسيء جزاءه، حتي لو كان جزاؤه هذا وبالا علي من عاقبه، لأن الحكايات لا تجازف أبدا بأن تصل الي هذه النقطة. يملك حكام العراق الجدد بطش صدام ولايملكون حنكته. استطاع صدام تحويل قطاعات كبيرة من الشعوب العربية، المولعة بالخطابة، الي مناصرة له، وفشل حكام العراق في لفت نظر قطاعات كبيرة من الغرب، المولع بالنجاح، اليهم. كان الفشل رديفهم في كل خطوات اصلاح العراق، هنا يمكن القول أن صدام كان هو النموذج الأمثل لهم. صدام الذي استطاع باستبداده الحفاظ علي تماسك، نسبي وهش وشوفيني، للعراق. هذا النجاح علي ما يبدو مثار غيرتهم، هم الذين لا يملكون، مثله بالضبط، محاذير أخلاقية كثيرة فيما يتعلق باستخدام العنف أو تأجيج الطائفية أو القمع. علي الرغم من استشهاد المسيح علي أيدي اليهود، فلقد تم التكفير بموته عن خطيئة الانسان، الانسان الذي قتل ربه بيديه، والذي لم يحتمل أن يعيش الابن المقدس بين ظهرانيه. هذه النقطة في حكاية الفداء تتعطل القصة القرآنية والتوراتية عن بلوغها، تصل القصة الاسلامية واليهودية الي مكافئة ابراهيم علي استعداده لقتل ابنه وحيده الذي يحبه. الهدية هي عنوان القصتين، قصة العهد الجديد وقصة القرآن والتوراة، هدية يسوع للانسان (الغفران) و هدية الله لابراهيم (الكبش)، الهدية التي تأتي في أعقاب التضحية. في النهاية، يبدو استعداد الانسان للتخلص من أغلي ما لديه، لأجل أمر بعيد، صوت يسمعه، وحي يتلقاه من عالم آخر يحب أن يختبر دوما قدرته علي الحياة بعيدا عن مسببات سعادته، يبدو هذا الاستعداد هو مختبر الانسان أمام ذاته. لا يمكن القطع أن أشياء كتلك لم تخطر في بال حكام وقضاة العراق، والذين ينظرون الي صدام بنوع من البنوة، هم أبناء بطشه وممارسيه والمحتجين عليه فقط لأجل ترسيخه. هكذا يضحي الابن بأبيه، لاثبات قوته وكفاءته واستقلاليته بعيدا عنه، وانتظارا لهدية الرب الأخيرة. العالم الجديد سيتحقق الآن، حالا. بعد بعض الهجمات الانتقامية للبعثيين والصداميين والارهابيين، سينتفض الشر انتفاضته الأخيرة ويسلم الروح. هكذا فقط ندخل جنة غفران الخطيئة الأولي، ندخل جنة نسيان ماضينا الملوث ومحوه، ندخل نهاية التاريخ. يقدم حكام العراق قربانا ما يرون أنه أفضل جزءا من جسدهم، الجزء الذي تربوا عليه ولا يفهمون الا اياه، الجزء الأكثر نجاعة وكفاءة في نظرهم، صدام حسين، هم الأبناء الشرعيون له، بهدف انقاص أعدائهم الأشرار واحدا، ولكن أيضا بهدف يتصل بالتحدي، بهدف قطع أي كلمة قد تقال عن أن صدام لو كان في السلطة لما كان العراق علي هذا الشكل، هذا التحدي يدخلونه واثقين، ثم يخسرون المرة تلو المرة. لم يتوقف العراق طيلة السنوات الثلاث الأخيرة عن أن يسير بثبات نحو الأسوأ. فيما يخص صدام حسين بالتحديد، وليس العراق، تتتابع الأعياد، بدءا من سقوط تمثاله في ساحة الفردوس حتي العثور عليه في الحفرة التي اختارها بنفسه وانتهاء بموته الآن. لا يبدو أن هناك عيدا موحدا استقر عليه أعداؤه، وهم كثر. لماذا؟ لأن كل عيد يكشف نفسه بسرعة عن أنه ليس عيدا، لأن الفارق ليس شاسعا بين يوم ثمانية وعشرين كانون الاول/ ديسمبر ويوم ثلاثين كانون الاول/ ديسمبر عام 2006. ان لم يكن العنف يتزاد لصالح الأخير. برغم ذلك، فالحرص أشد ما يكون لدي حكام العراق علي مزاجهم الاحتفائي، علي رموزهم التي يكدسونها، علي تقــــديس الأشخاص والتواريخ والأفعال. وباختصار، علي تحويل تاريخهم الي معرض كبير من الأيقونات، لنتذكر المشهدية الرهيبة لحادث تافه مثل اسقاط تمثال، المشهدية التي يحبها كل الساعين وراء الرموز لا البشر. هل قصدوا فعلا بفجر الثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) دفن صدام أم اعادة بعثه بقوة، علي هيئة ضحية، قربان، اله شهيد؟ أليس استسلامه الذي وصفه موفق الربيعي هو تسليم ينتمي للمسيح، لاسماعيل، لعلي بن أبي طالب، الذي يملك هو أيضا مع ابنه نفس الطاقة الهائلة علي افتداء نفسه لأجل العالم، نفس التسليم أمام السكين الآخذ في الاقتراب لأنه يري في الغيب ما لا تري السكين وما لا يري حاملها. بهذا كان حكام العراق يرسمون اسطورة صدام الخاصة، عبر هذه المشهدية التي تعمل وفق حدين في الغالب، وفي الغالب تميل أكثر الي حد واحد منهما، وهو الضحية. يتحول الضحية الي اله أما الجلاد فينساه التاريخ، من يتذكر الآن صراخ اليهود مطالبين بيلاطس بقتل المسيح سوي بنوع من القرف والابتسامة الهازئة؟ ولا يهم أي سياق أو أي أسباب دفعت الضحية والجلاد لكي يقف كل منهما في هذا الموقف. أليست المشهدية هي حالة تقطيع للسياق، للتاريخ، الي لقطات صغيرة لا تعني الا ذاتها؟ ليتحمل حكام العراق اذن، ولتتحمل أمريكا موجة جديدة من العداء الذي لا تفهمه ولا تسعي لفهمه. في يوم من الأيام، أثناء الحرب علي العراق، وعلي شاشة احدي الفضائيات العربية، وفي سجال حول ذاك السؤال الذي كان المادة المفضلة للفضائيات وقتها: هل الحرب علي العراق هي صواب أم خطأ؟ قال فؤاد عجمي أن أمريكا ستنتصر وأن صدام سيهزم وأن الكاميرا ستقترب من وجهه قتيلا ليقتنع كل من يشاهده أنه ميت. أضاف عجمي أن المشاهدين سيقتنعون بأنه ميت بالضبط كما اضطروا الي الاقتناع بأن غيفارا قد قتل. كانت نبوءة عجمي مرعبة. كانت تعمل لصالح صدام بشكل مطلق. هل قصد وقتها أن وجه صدام سيتحول الي أيقونة مقدسة مثل وجه غيفارا؟ هل قصد أن صدام سيصبح ملهما للشعوب والحركات التحررية مثل غيفارا، وهو رمز آخر للفداء في العقائد العلمانية. بالتأكيد لا. ولكن النبوءة تعمل علي غير رغبة صاحبها أحيانا. هنا بالتحديد يبدو صدق نبوءة عجمي أمرا لا مناص منه. عبر اقتراب الكاميرا من صدام حسين، من تصويره نائما في حفرته، في زنزانته، يغسل ملابسه، ثم وهو يلقي كلماته المقدسة الأخيرة قبل "استشهاده" ، جنبا الي جنب مع تصوير ابنيه علي هيئة شهيدين، عبر كل هذا تكرس الكاميرا الأمريكية والعراقية التابعة لما سيعمل ضدهما في السنوات القادمة. يكرس حكام العراق لملهمهم وأبيهم الروحي، يضحون به مع خلفية درامية وموسيقي حزينة مناسبة تجعل من البطل الشرير الذي يموت في نهاية الفيلم علي أيدي أبطال أكثر شرا محل تعــــاطف وتقديس من الجمهور الواسع، محلا لاكتشاف وسامة مفتــــقدة ظلت غير مدركة في الأيام السابقة. غيفارا بوجهه اليسوعي، الحسين بملامحه الثائرة، صدام بلحيته الأنيقة، كل هذا يضم الأخير الي أبطال لا يشبههم ولا يشبهونه. ينسي له الجمهور المستلب كل خطاياه، دفعة واحدة، في أوكازيون نادر، ولكنـــــه لا ينسي أبدا الموسيقي التصويرية التي صاحبت مقتــــل بطله، لا ينسي الجمل الأخيرة التي قالها قبل موته. يعي مخرجــــو مسرحية العراق الآن أن هذا النــــوع من الميتــات هو بالضبط مجال عمل الدراما. |
|
Post: #6
Title: نهاية عام.. إعدام صدام
Author: esam gabralla
Date: 01-03-2007, 02:45 AM
Parent: #1
Quote: نهاية عام.. إعدام صدام
سعيد الحمد
منذ الصباح الباكر وجدت فضائياتنا فرصتها التي لا تعوض، ومناسبتها التي لا تتكرر في اعدام صدام.. وكعادتها وجدت في الاعدام فرصة »للعركة والتعارك« بين فضائية مؤيدة للاعدام اقامت مهرجانات الفرح، وبين فضائية حزينة على الاعدام نصبت سرادق عزاء للشتم والذم.. ومع ان اعدام صدام كان النتيجة وكان النهاية المؤكدة عند كل الناس تقريبا الا ان اعدامه تحول فضائيا وعربيا الى قضية مثيرة للجدل، بدأتها الفضائيات وانتقلت عدواها الى الشارع العربي الذي وجد فيها موضوعا يتعارك حوله في زمن عربي تحول هو الآخر الى مجرد ردات فعل عاطفية جياشة تبدأ بقوة صاخبة ثم سرعان ما تنتهي وكأن شيئا لم يكن ابدا. اهتمت فضائياتنا واهتم الشارع العربي بردات فعل العالم على تنفيذ الاعدام.. »ماذا قالت واشنطن ولندن وباريس وموسكو، وماذا قالت الانظمة العربية وكيف رفضت حماس وفتح والقذافي اعدام صدام« ولم تهتم فضائية عربية بردة فعل اصحاب الشأن والمعنيين مباشرة بالاعدام، ونعني بهم العراقيين والشارع العراقي بمختلف طبقاته وفئاته وشرائحه. الجميع افتى في الاعدام وموعده واسلوبه وتوقيته نهار عيد الاضحى، حتى ظننت ان صدام كان من العُبَّاد الزاهدين الكافّين العافّين الملازمين للجامع. والجميع وفي مقدمتهم فضائياتنا التي خصصت ساعاتها الطويلة للحديث حول »خبر« اعدام صدام لم تذهب بعيدا لقراءة ظاهرة صناعة الدكتاتور وصناعة »البطل« وصناعة الفرد في تاريخنا.. وهي صناعة بقدر مآسيها ونكباتها مازال الشعب العربي يتوق إليها ويتطلع نحوها بشوق معربد بآماله وطموحاته المعلقة والمؤجلة بانتظار »بطل« يصنعه الخيال الشعبي الواسع ليتحول واقعا الى دكتاتور يحكمه بالحديد والنار.. وحين يموت أو حين يقتل او يعدم اذا بالجميع يذرف عليه الدموع مودعاً فيها »بطله الدكتاتور«، متطلعا الى »بطل دكتاتور« آخر.. يعيد فيه سيرة النكبة والنكسة والكارثة والهزيمة. في غياب ثقافة المؤسسة او بالادق في غياب الوعي بدور المؤسسة وحكم القانون والمؤسسات نتعلق جميعا بوهم البحث عن بطل عن مخلِّص، ولا مانع بعدها ان يتحول الى دكتاتور دموي ينكل بنا او يقودنا الى الهزيمة، فالمهم هو »البطل الفرد« فالخلاص الفردي هو أملنا وهو تكوين نهجنا وثقافتنا وفكرنا الذي لم يخرج ابدا الى آفاق ثقافة المؤسسات، ثقافة القرار الجمعي والتفكير الجمعي على خلفية ديمقراطية القرار وديمقراطية الخيار وديمقراطية المسار. ولأننا نتعلق بالسطحي في الظواهر وبالسطحي في قراءة الاحداث من حولنا، ولأننا نتوقف عند النتائج ونهمل الاسباب التي قادت اليها.. لذلك يبرز ويشتهر اولئك المتسلقون والمنتفعون والذين يعرفون ويجيدون كيف يرقصون وكيف يستثمرون اللحظة والمناسبة والحدث لصالحهم الشخصي الخاص. ففي يوم اعدام صدام والابصار العربية والعيون والآذان مشدودة الى الفضائيات، برز بشكل غير مسبوق وفي دعاية شخصية مجانية لم يحلموا بمثلها ولن يحلموا »اعضاء هيئة الدفاع عن صدام« من خليل الدليمي العراقي وصولا الى بشرى خليل اللبنانية مرورا بنجيب النعيمي القطري ووصولا الى محمد منيب المصري الذي كان اكثرهم تفرغا يوم العيد للخروج على الشاشات والفضائيات وبزهم وفاقهم بكثرة اطلالاته من كل فضائية، وكان تحت الطلب في كل ساعة من ساعات ذلك النهار المدفوع الاجر شهرة ونقدا ونجومية لمن يرددون نفس الكلام. هدّد بعثيون مثل ابو محمد »بأن العراق سينجب الف صدام وصدام« وتمنى ذلك عرب كثيرون.. فهل نسأل لماذا نعيد انتاج الدكتاتور!! |
|
Post: #7
Title: Re: نهاية عام.. إعدام صدام
Author: NASERELDIN SALAH
Date: 01-03-2007, 05:51 AM
Parent: #6
مهم ان نعرف كذلك كيف كانت اللحظات الاخيره للتنفيذ و كيف تمت عمليه التمهيد
لاخراج الاعدام بصوره تبراء منها حتي الامريكان
وهذا مقال في ال new york times in 01/01/07
http://www.nytimes.com/2007/01/01/world/middleeast/01iraq.html[QUOTE] U.S. Questioned Iraq on the Rush to Hang Hussein By JOHN F. BURNS and MARC SANTORA BAGHDAD, Dec. 31 — With his plain pine coffin strapped into an American military helicopter for a predawn journey across the desert, Saddam Hussein, the executed dictator who built a legend with his defiance of America, completed a turbulent passage into history on Sunday.
Like the helicopter trip, just about everything in the 24 hours that began with Mr. Hussein’s being taken to his execution from his cell in an American military detention center in the postmidnight chill of Saturday had a surreal and even cinematic quality.
Part of it was that the Americans, who turned him into a pariah and drove him from power, proved to be his unlikely benefactors in the face of Iraq’s new Shiite rulers who seemed bent on turning the execution and its aftermath into a new nightmare for the Sunni minority privileged under Mr. Hussein.
The 110-mile journey aboard a Black Hawk helicopter carried Mr. Hussein’s body to an American military base north of Tikrit, Camp Speicher, named for an American Navy pilot lost over Iraq in the first hours of the Persian Gulf war in 1991. From there, an Iraqi convoy carried him to Awja, the humble town beside the Tigris River that Mr. Hussein, in the chandeliered palaces that became his habitat as ruler, spoke of as emblematic of the miseries of his lonely and impoverished youth.
The American role extended beyond providing the helicopter that carried Mr. Hussein home. Iraqi and American officials who have discussed the intrigue and confusion that preceded the decision late on Friday to rush Mr. Hussein to the gallows have said that it was the Americans who questioned the political wisdom — and justice — of expediting the execution, in ways that required Prime Minister Nuri Kamal al-Maliki to override constitutional and religious precepts that might have assured Mr. Hussein a more dignified passage to his end.
The Americans’ concerns seem certain to have been heightened by what happened at the hanging, as evidenced in video recordings made just before Mr. Hussein fell through the gallows trapdoor at 6:10 a.m. on Saturday. A new video that appeared on the Internet late Saturday, apparently made by a witness with a camera cellphone, underscored the unruly, mocking atmosphere in the execution chamber.
This continued, on the video, through the actual hanging itself, with a shout of “The tyrant has fallen! May God curse him!” as Mr. Hussein hung lifeless, his neck snapped back and his glassy eyes open.
The cacophony from those gathered before the gallows included a shout of “Go to hell!” as the former ruler stood with the noose around his neck in the final moments, and his riposte, barely audible above the bedlam, which included the words “gallows of shame.” It continued despite appeals from an official-sounding voice, possibly Munir Haddad, the judge who presided at the hanging, saying, “Please no! The man is about to die.”
The Shiites who predominated at the hanging began a refrain at one point of “Moktada! Moktada! Moktada!”— the name of a volatile cleric whose private militia has spawned death squads that have made an indiscriminate industry of killing Sunnis — appending it to a Muslim imprecation for blessings on the Prophet Muhammad. “Moktada,” Mr. Hussein replied, smiling contemptuously. “Is this how real men behave?”
American officials in Iraq have been reluctant to say much publicly about the pell-mell nature of the hanging, apparently fearful of provoking recriminations in Washington, where the Bush administration adopted a hands-off posture, saying the timing of the execution was Iraq’s to decide.
While privately incensed at the dead-of-night rush to the gallows, the Americans here have been caught in the double bind that has ensnared them over much else about the Maliki government — frustrated at what they call the government’s failure to recognize its destructive behavior, but reluctant to speak out, or sometimes to act, for fear of undermining Mr. Maliki and worsening the situation.
But a narrative assembled from accounts by various American officials, and by Iraqis present at some of the crucial meetings between the two sides, shows that it was the Americans who counseled caution in the way the Iraqis carried out the hanging. The issues uppermost in the Americans’ minds, these officials said, were a provision in Iraq’s new Constitution that required the three-man presidency council to approve hangings, and a stipulation in a longstanding Iraqi law that no executions can be carried out during the Id al-Adha holiday, which began for Iraqi Sunnis on Saturday and Shiites on Sunday.
A senior Iraqi official said the Americans staked out their ground at a meeting on Thursday, 48 hours after an appeals court had upheld the death sentence passed on Mr. Hussein and two associates. They were convicted in November of crimes against humanity for the persecution of the Shiite townspeople of Dujail, north of Baghdad, in 1982. Mr. Hussein, as president, signed a decree to hang 148 men and teenage boys.
Told that Mr. Maliki wanted to carry out the death sentence on Mr. Hussein almost immediately, and not wait further into the 30-day deadline set by the appeals court, American officers at the Thursday meeting said that they would accept any decision but needed assurance that due process had been followed before relinquishing physical custody of Mr. Hussein.
“The Americans said that we have no issue in handing him over, but we need everything to be in accordance with the law,” the Iraqi official said. “We do not want to break the law.”
The American pressure sent Mr. Maliki and his aides into a frantic quest for legal workarounds, the Iraqi official said. The Americans told them they needed a decree from President Jalal Talabani, signed jointly by his two vice presidents, upholding the death sentence, and a letter from the chief judge of the Iraqi High Tribunal, the court that tried Mr. Hussein, certifying the verdict. But Mr. Talabani, a Kurd, made it known that he objected to the death penalty on principle.
The Maliki government spent much of Friday working on legal mechanisms to meet the American demands. From Mr. Talabani, they obtained a letter saying that while he would not sign a decree approving the hanging, he had no objections. The Iraqi official said Mr. Talabani first asked the tribunal’s judges for an opinion on whether the constitutional requirement for presidential approval applied to a death sentence handed down by the tribunal, a special court operating outside Iraq’s main judicial system. The judges said the requirement was void.
Mr. Maliki had one major obstacle: the Hussein-era law proscribing executions during the Id holiday. This remained unresolved until late Friday, the Iraqi official said. He said he attended a late-night dinner at the prime minister’s office at which American officers and Mr. Maliki’s officials debated the issue.
One participant described the meeting this way: “The Iraqis seemed quite frustrated, saying, ‘Who is going to execute him, anyway, you or us?’ The Americans replied by saying that obviously, it was the Iraqis who would carry out the hanging. So the Iraqis said, ‘This is our problem and we will handle the consequences. If there is any damage done, it is we who will be damaged, not you.’ ”
To this, the Iraqis added what has often been their trump card in tricky political situations: they telephoned officials of the marjaiya, the supreme religious body in Iraqi Shiism, composed of ayatollahs in the holy city of Najaf. The ayatollahs approved. Mr. Maliki, at a few minutes before midnight on Friday, then signed a letter to the justice minister, “to carry out the hanging until death.”
The Maliki letter sent Iraqi and American officials into a frenzy of activity. Fourteen Iraqi officials, including senior members of the Maliki government, were called at 1:30 a.m. on Saturday and told to gather at the prime minister’s office. At. 3:30 a.m., they were driven to the helicopter pad beside Mr. Hussein’s old Republican Palace, and taken to the prison in the northern suburb of Khadimiya where the hanging took place.
At about the same time, American and Iraqi officials said, Mr. Hussein was roused at his Camp Cropper cell 10 miles away, and taken to a Black Hawk helicopter for his journey to Khadimiya.
None of the Iraqi officials were able to explain why Mr. Maliki had been unwilling to allow the execution to wait. Nor would any explain why those who conducted it had allowed it to deteriorate into a sectarian free-for-all that had the effect, on the video recordings, of making Mr. Hussein, a mass murderer, appear dignified and restrained, and his executioners, representing Shiites who were his principal victims, seem like bullying street thugs.
But the explanation may have lain in something that Bassam al-Husseini, a Maliki aide closely involved in arrangements for the hanging, said to the BBC later. Mr. Husseini, who has American citizenship, described the hanging as “an Id gift to the Iraqi people.”
The weekend’s final disorderly chapter came with the tensions over Mr. Hussein’s body. For nearly 18 hours on Saturday, Mr. Maliki’s officials insisted that his corpse would be kept in secret government custody until circumstances allowed interment without his grave becoming a shrine or a target. Once again, the Americans intervened.
The leader of Mr. Hussein’s Albu-Nasir tribe, Sheik Ali al-Nida, said that before flying to Baghdad on an American helicopter, he had been so fearful for his safety that he had written a will. Bizarrely, Sheik Nida and others were shown on Iraqi television collecting the coffin from the courtyard in front of Mr. Maliki’s office, where it sat unceremoniously in a police pickup.
After the helicopter trip to Camp Speicher, the American base outside Tikrit, the coffin was taken in an Iraqi convoy to Awja, and laid to rest in the ornate visitors’ center that Mr. Hussein ordered built for the townspeople in the 1990s. Local officials and members of Mr. Hussein’s tribe had broken open the marbled floor in the main reception hall, and cleared what they said would be a temporary burial place until he could be moved to a permanent grave outside Awja where his two sons, Uday and Qusay, are buried.
At the burial, several mourners threw themselves on the closed casket. One, a young man convulsed with sobs, cried: “He has not died. I can hear him speaking to me.” Another shouted, “Saddam is dead! Instead of weeping for him, think of ways we can take revenge on the Iranian enemy,” Sunni parlance for the Shiites now in power.
Reporting was contributed by Abdul Razzaq al-Saiedi and Khalid W. Hassan from Baghdad, and an Iraqi employee of The New York Times from Tikrit.
Home
|
المصدر
http://www.nytimes.com/2007/01/01/world/middleeast/01ir...r=1&pagewanted=print
|