أول فرقة روك من البنات في السعودية

أول فرقة روك من البنات في السعودية


12-09-2008, 00:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1228780032&rn=0


Post: #1
Title: أول فرقة روك من البنات في السعودية
Author: ناظم ابراهيم
Date: 12-09-2008, 00:47 AM

أول فرقة روك من البنات في السعودية
مى سمير
أصوات تتعالي مطالبة بحريتها، أجساد تتراقص تعلن استقلالها، محاولات في الخفاء للإعلان عن الحق في الوجود، كل هذه المعاني يمكن العثور عليها مع فرقة روك بنات وهي الأولي من نوعها في المملكة العربية السعودية، فرقة بنات عرفت الشهرة والنجاح عن طريق الانترنت وتحولت إلي ظاهرة تتحدي النظام المحافظ في السعودية. هذه الفرقة اعتبرتها جريدة النيويورك تايمز الأمريكية دليلاً جديداً علي أن المملكة العربية السعودية تشهد انفتاحاً من نوع جديد ومحاولات لكسر التابوهات القديمة.

هذه الفرقة النسائية التي تقدم موسيقي روك لا تستطيع أن تقدم حفلات عامة، لا تستطيع أن تقدم البوماً، حتي أغانيها تذيعها بشكل سري علي الانترنت خوفا من النظام في المملكة وعلي الرغم من ذلك نجحت في أن تتحول إلي واحدة من أهم الفرق الغنائية في السعودية. أول أغنية قدمها الفريق "بينوشيه" نجحت إلي حد كبير وتم تنزيلها بأعداد ضخمة إلي درجة دفعت الفريق إلي التفكير في تقديم ألبوم والعمل بشكل احترافي.

علي صفحة الفريق في موقع Myspace.com كتبت عضوات الفريق قصتهن: " في دولة لا يسمح فيها للمرأة بقيادة السيارة، ولا يسمح لها بالظهور بوجهها في الأماكن العامة إلا نادرا، تقدم هذه الفرقة نموذجاً مختلفاً، هذه الفرقة لمجموعة من البنات يعزفن علي الجيتار ويقدمن ألحاناً غاضبة تعبر عن فشلهن في العلاقات العاطفية».

علي نفس الصفحة تؤكد دينا مؤسسة الفريق أن هذا الجيل القادم مختلف تماما عن الأجيال السابقة له، دينا تبلغ من العمر 21 عاما وتعزف علي الجيتار وهي صاحبة فكرة تأسيس هذه الفرقة، وهي تقول إن كل شيء تغير في السعودية وخلال عشر سنوات ستكون الأمور جيدة وسوف نتمكن من تقديم الحفلات بشكل علني. دينا صنعت هذه الفرقة مع أختها دارين وصديقتها لمياء وعازف الأورج أمجد.

تعترف لمياء عضو الفريق بأن تأسيس مثل هذه الفرقة يعتبر شكلاً من أشكال التحدي للمجتمع السعودي في لقاء لها مع جريدة نيويورك تايمز، وتضيف قائلة "قد نكون مجانين، ولكننا نريد تقديم شيء مختلف".

والحقيقة أن ملامح التغيير تطرق أبواب المملكة علي الأقل في مدينة جدة، هناك تشاهد علامات علي مزيد من التحرر، فالفتيات يرتدين ملابس أكثر تحرراً والشباب يتركون شعورهم لتأخذ ستايل غربياً، صورة مختلفة عما كانت عليه الأوضاع منذ عشر سنوات، حيث كانت شرطة الأخلاق في السعودية تجبر النساء علي تغطية وجوههن وتصطحب الشباب لقص شعرهم في أقسام الشرطة.

وبشكل عام عرفت السعودية كسراً للتابوهات الأخلاقية والدينية التي كانت تحكم المملكة بعد احداث 11 سبتمبر، حيث وجدت السعودية نفسها في مواجهة آثار التطرف وتوابعه في الداخل والخارج. في نفس الوقت يمثل الشباب تحت 25 عاما ما يقرب من 60% من سكان السعودية ويسعي هؤلاء الشباب للحصول علي مزيد من الحريات.

مؤشر التحول في السعودية التي يسيطر عليها الفكر الوهابي منذ بداية القرن الماضي بدأ في التحرك في اتجاه تحدي كل التقاليد المتوارثة، خاصة أن الشباب المنفتح علي الغرب من خلال الدراسة ومن خلال السفر يشع بالتذمر تجاه أسلوب الحياة المتشدد الذي يأخذ من الدين مظهره. هذا التغير تعبر عنه فرقة "ذا اكولادي" أو الشرف باللغة العربية، وقد اختارت دينا هذا الاسم لتطلقه علي فرقتها لأنه اسم لوحة الفنان البريطاني ادموند بلير ليتون والذي جسد فيها امرأة من طبقة النبلاء تتمتع بشعر طويل وتقوم بتكريم فارس يركع أمامها.اسم الفرقة يحمل الكثير من المعاني وصورة المرأة التي تطلق لشعرها الحرية وتقف في مرتبة أعلي من الرجل هي في الحقيقة أقرب لرسالة غير مباشرة تسعي من خلالها الفتيات لأن يأكدن أن المرأة السعودية لم تعد كما كانت منذ سنوات.

وقد وصل التحدي بتلك الفتيات إلي التفكير في كتابة أغنية مستوحاة من لوحة دافنشي "العشاء الأخير" الذي يجسد فيها السيد المسيح ولكن الفريق تراجع عن هذه الفكرة خشية اثارة جدل كبير هم في غني عنه، فمن المعروف أن السعودية دولة إسلامية ليس بها مواطنون مسيحيون.