أرَوقة السياسة

إن إحتِشاد الجموع الغفيرة في مراسِم تشييع السَيِد / أحمد الميرغني (الرئيس السابِق لِمجلِس رأس الدَولة) لا يعكِس لي الحجم السِياسي لِلحِزب الإتِحادي ... بل يعكس حجم رغبة الجماهير لِلخلاص ... تُعبِر عن القَول المأثور [ أنا وأخوي على إبن عمي ... وأنا وإبن عمي على الغريب ] ... فبرغم تعبِأة الشارِع السوداني مِن قِبَل المؤتمر الوطني لإي حدثٍ كان ... إفتِتاح بِئر بترول أو زواج كريمة أحد الوُلاة ... بِرغم تشدُق المٌتأسلِمين بِالتكبير والتهليل مع رفع السبابة لِعنان السماء ... فإن جموع مُشَيِعي السَيِد / أحمد الميرغني التي إحتشدت بِدون أوامِر ... بِدون ترغيب ... بِدون ترهيب ... هذِهِ الجموع بِهذِهِ الكَيفِية تُفيد ، بِأن الشارِع السوداني في إنتظار المُخَلِص وإن كان مٌستعْبِدهُ الأول ... وفي هذا يأسٌ كبير بِحجم وطني مِن حلفاهُ لِنُمُليه ...

*

في مُصطلح < المركز > و < الهامِش > قُلت لِمُحدِثي :
المُدهِش أن هُناك قرَوِيين يسكُنون المُدنُ ... ومدنِيين يسكُنون القُرى ... لَيس بِمفهوم جُفرافي ... بل حسب نمط حياتِهِم ... إسلوب معيشتِهِم ... طبيعتهُم ... فمثلاً عدد الذين يُتابِعون الإستِماع إلى إذاعة " لندن " في الأقاليم أكثر مِن الذين يسكنون نمرة (2) زمان ... والذين يأكلون " الكِسره " في (2) أكثر مِن الذين يقطنون الأقاليم اليَوم ...

أزعُم أن مفهوم " الهامِش والمركز " إحساس أكثر مِنهُ مكان ... أذكُر أنني قابلت أعرابي في بِطانة أبوعلي يُجفِف يداه بِمنديل بعد غسلِها ... ويفعل ذلِك كأنهُ نشأ في سرايا ... وبِالمُقابِل تجِد في شارِع الجمهورِية ، هُناك مَن " يبزُق " السفه مِن نافِذة سيارتِهِ المُنطلِقة ، لِتستقِر بِقُدرة لئيمة على نافِذة سيارتُك ...