محمد المكي إبراهيم: الليم متين!

كتب الشاعر والدبلوماسي الأستاذ محمد المكي إبراهيم فى باب ضيف على الرزنامة فى أجراس الحرية الكلمات التالية ختاما لرزنامته:
واليوم
سلام على الإسلام وأيامه
سلام على تلك القباب حيث يرقد الصالحون
وعلى تلك الوجوه النيرة التى يشع منها نور الولاية والصلاح
أما اليوم فإنني اتلفت متصفحا وجوه القوم، فلا أرى أبا بكر ولا عمر، بل أرى ابن العاص يكشف سوأته أمام الفيلقين والمغيرة بن شعبة يدفع عن نفسه الإتهام والثقفي يرتجز أمام المصلين: "قد لفها الليل بعصابى/أروع خراج من الدوي/ ليس بمهاجر ولا إعرابي" وحين يرى بعين خياله الدماء بين العمائم واللحى يرتجف أمامه الرجال ويتفرقون صائحين: "أنج سعد فقد هلك سعيد". كل منا راح يحلم بطريقته: هذا بعدالة ربانية أو اشتراكية، وذاك بديمقراطية تستمع إلى الجميع وفى النهاية آبوا كلهم خائبين وأحلامهم أباديد وفى كل الأفئدة يأس من عدالة يقوم عليها بشر فانون لا نهاية لطمعهم وجشعهم ونكوصهم عن صراط الحق. أن صدري ملئ بالمرارة وليأسي طعم علقمي وفى ساعة حيرتي وخذلاني أتعلق باستاره الكريمة مستغفرا مرددا مع شاعر الشعب: "يوم حيرتي وكشف غطاى/غير الكريم ما عندي راى/الليم متين يا مولاي"..نعم الليم متين أيها الأحباب وأيتها القباب وأيتها الأحلام التائهة فى السراب.. متى!! متى اللقيا تحت سماء أرحب، لها أذن تسمع، وقلب يخشع، ونعمة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة تشمل كل عيال السودان وبنوته وتعود عليكم جميعا بالخير والبركات..متى
ومن بعد ومن قبل ..لا حول ولا قوة إلا بالله..

الجدير بالذكر أن عنوان الرزنامة هو: ((الليم متين!))