مقال للأستاد فقيرى شاويش حول ثورة 21 اكتوبر 1964

مقال للأستاد فقيرى شاويش حول ثورة 21 اكتوبر 1964


10-13-2008, 05:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1223871658&rn=0


Post: #1
Title: مقال للأستاد فقيرى شاويش حول ثورة 21 اكتوبر 1964
Author: Mannan
Date: 10-13-2008, 05:20 AM

يكثرالحديث في أكتوبر من كل عام تمجيداً ليوم الحادي والعشرين، وأعتقد البعض أنها ثورة أكتوبر البلشفية العظمى، وأدعت بعض القوى السياسية بأنها أشعلت الثورة.
وقبل الدخول في نقاش أنها ثورة أم لا، لابد من توضيح الحقيقة الهامة، وهي الصفقة بين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي مع المصريين لتسليم السلطة للجيش في 17 نوفمبر 1958 لأن العسكريين يستطيعوا اتخاذ القرار بتجديد إتفاقية مياه النيل وبيع أقدس مدن السودان وأقدم مدينة في التاريخ مدينة حلفا. لأن المصريين لا يمكن أن يحققوا أطماعهم التوسعية في ظل حكم ديمقراطي نسبةً للتأييد الشعبي الجماهيري الكاسح للزعيم إسماعيل الأزهري، مما أربك حكومة السيدين الأولى.
لم تهتم القوى السياسية بما يجري من بيع للتراب الوطني وتهجير النوبيين من أرضهم بل وفي ظل المد العروبي في ذلك الوقت جل الأحزاب خاصة الرئيسية تؤيد وتدعم الإعتداء واحتلال أرض الوطن النوبي، وللأمانة والتاريخ كان يتعاطف الحزب الشيوعي السوداني مع النوبيين، وهو الحزب الوحيد الذي أظهر التأييد للقضية النوبية، وكان يمكن أن يلعب دوراً أكبر ومهماً في الزود عن التراب الوطني لأنه كان أكثر تنظيماً وسيطرته شبه كاملة لاتحاد نقابات العمال والمزارعين والمعلمين، وقد ناضل كثير من النوبيين الشرفاء من عضوية الحزب الشيوعي ضد الاستهداف العروبي لمحو الثقافة النوبية بالإغراق والتهجير وفي مقدمتهم القائدة العظيمة دكتورة سعاد إبراهيم أحمد حفظها الله وأدام عطائها ذخراً للنوبة والوطن، والمرحوم الزعيم النوبي محمد صالح إبراهيم الذي قدم الكثير لشعبه ووطنه، وكان بيته العامر مقصد الطلاب والمحتاجين والمرضى والخريجين الباحثين عن وظيفة أو عمل أجزل الله الثواب لروحك الطاهرة.
بالنسبة للمهمشين أكتوبر لا تعتبر ثورة بالمقاييس الدقيقة التي تقاس بها الثورات لأن الثورات دائماً عبارة عن هدم القديم ورفض التشكيلات الاجتماعية والسياسية القديمة كنظام الحكم وهياكله والمبادئ التي يقوم عليها وإحلال البديل التقدمي.
أكتوبر كانت ردة لأنها أعادت الأوضاع للحال التي كانت عليها ما قبل انقلاب عبود وسلمت السلطة للقوى والأحزاب التقليدية، واعادت البلاد مرة أخرى لسيطرة البيوتات الطائفية.
القوى السياسية التي قادت أكتوبر تنتمي للمدرسة القديمة نفسها وحتى شعاراتها التي رفعتها في أكتوبر لا تعني ولا تتصل من قريب أو بعيد بهموم غالبية الشعب السوداني المهمش آنذاك، كانت شعارات وأهداف تخدم مصالح الصفوة والنخب الحاكمة ومحاولة لتبديل كراسي السلطة.
إنحصرت شعارات أكتوبر في بعض الحريات العامة حرية التعبير والنشر وحرية البحث العلمي في الجامعات وحرية التنظيم، ولم تهتم للحقوق الأساسية للإنسان السوداني المهمش في الجنوب والشرق والغرب والشمال الأقصى، مثل حق الحياة حيث قامت أكتوبر بتصعيد الحرب في الجنوب وقتل الأبرياء في القرى والأرياف بل طالت إبادت المثقفين وقتل الشيوخ وقيادات الإدارة الأهلية، وقتل المئات من المواطنيين في جوبا، وقتل 160 مواطناً في غرب واو وقتل السلاطين في مدينة بور في 1967 في عهد حكومة الصادق المهدي حيث اغتيل الزعيم الوطني الجنوبي الوحدوي البارز وليام دينق ولم يحاكم مرتكبي الجريمة البشعة حتى الآن.
لم تقدم حكومات أكتوبر حلاً لمشكلة الجنوب إنما قامت بالتصعيد العسكري وقمع تطلعات الجماهير في الهامش، ولأول مرة في تاريخ السودان المستقل حاولت قيادات أكتوبر فرض الشريعة الاسلامية على البلاد وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
في عهد أكتوبر تم تعريب التعليم في المرحلة الثانوية وتبني شعارات تقود لهيمنة العروبة والقضاء على الثقافات الإفريقية. إن ديمقراطية أكتوبر كانت شكلية وخالية من قيم ومبادئ اللبرالية التي تعتبر جوهر الديمقراطية وممارستها، وهي ديمقراطية بيوتات وتزييف لإرادة الشعب السوداني لأن البرامج التي تصاغ وتنفذ لا علاقة لها بمصالح الجماهير التي انتخبتهم، ولم تحقق تطلعاتها في التقدم والرفاهية والعدالة، بل أهدروا الجهد والوقت لمؤتمر اللاءات الثلاثة لحل قضايا الآخرين في الوقت الذي قتلوا فيه وتجاهلوا قرارات مؤتمر المائدة المستديرة ولجنة الإثني عشر لحل مشكلة الجنوب.
حكومة أكتوبر سنت سنة سيئة بتسيس وتطهير الخدمة المدنية مما أدى لتدهور أجهزة الدولة بالسودان. لم تهتم حكومات أكتوبر بقضايا الشعب، ومستوى حياة الناس ومعيشتهم لم تكن من بين هموم الصفوة القائدة، بل كانت تنقصها إرادة التنفيذ وتجاهل تام للتنمية ولم تقدم أي برامج ولم تنفذ أي مشروع اقتصادي واضح للعيان مما وفر الوقت والحجة للإنقلابيين مرة أخرى للإطاحة بحكومة أكتوبر.
أكتوبر لم تكن ثورة وقد قام عبود بالتنازل عن السلطة ولم تنهزم القوة التي تقف وراءه. هذا وقد شاركت كل القوى السياسية في المجلس المركزي شبيه الاتحادي الإشتراكي والمؤتمر الوطني.

فقيرى شاويش طه

Post: #2
Title: Re: مقال للأستاد فقيرى شاويش حول ثورة 21 اكتوبر 1964
Author: abdalla elshaikh
Date: 10-13-2008, 06:07 AM
Parent: #1

فقيري جاويش!! يا سلام عليهو

Post: #3
Title: Re: مقال للأستاد فقيرى شاويش حول ثورة 21 اكتوبر 1964
Author: فيصل محمد خليل
Date: 10-13-2008, 06:21 AM
Parent: #2

اكتوبر كانت ثورة


ولكن ماذا فعلوا بها هذا سؤأل اخر