حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *

حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *


10-08-2008, 08:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1223494475&rn=0


Post: #1
Title: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-08-2008, 08:34 PM

** كُدُن تَكّار ..وكر الشر **

قضبت ( فانة ) جبينها كمن تعتصر ذهنها لتتذكر تفاصيل حدث ما..
فهي مازالت تذكر ذلك اليوم الذي بدأ تعيسا ..
كانت لتوها وضَعت ( صينية الشاي ) فوق منضدة صغيرة تقبع عند زاوية الحجرة ..
وحين التفتت إليه رأته ينهض متباطئا على غير عادته ..
سحبت المنضدة برفق لتستقر مجاورة لوسادة السرير..
رأته مازال يخفض رأسه ويعبث بقدميه بحثا عن فردة ( مركوبه ) الجلدي المهترئ..
يداه المشدودتان الى جانبيه على حافة السرير ..
يحملان ثقل جسده الذي يبدو عليه الإرهاق..
قضبت جبينها للحظة ..
فهي لم تتعود أن تراه هكذا منهار القوى ..
ـ ـ وااا سجمممي آبا .. منا ( مابك ) ؟
دون أن يعير سؤالها المشفق إنتباهته ..
نهض يسحب على الأرض نعليه ..
بدورها لم تكترث لتجاهله لاستفسارها ..
مضت تشد ملاءة السرير ..
وتعيد ترتيب وضع الوسادة..
بعد لحظات ..
عاد ابوها وجلس على السرير ..
صبت اليه كوبا من الشاي ..
ومضت ترتب بقية اوضاع الغرفة..
..


مازالت تذكر رشفات أبيها المتتابعة والعجولة للشاي يوم ذاك..
حين تزامنت مع طرق عنيف سمعته على الباب ..
كان آخر ما نطق به وهي تهم للخروج لمعرفة الطارق ..
ـ خليك إنت ـ دي هاج أبد الجليل ..
لم تسأله عن حاجة الحاج عبد الجليل ..
و ما يبتغيه في هذا الوقت المبكر..
غير أنها ـ الحق لله ـ سمحت لمخيلتها تخمن السبب ..
كل السيناريوهات المتوقعة إستعرضتها بخيرها وشرها في اللحظة ..
بداية من إجتماعات لجان معارضة السد ..
مرورا بمشروع خطبتها لذلك المغترب الذي لم تحسمه بعد..
وانتهاء بمشاوير العزاء في القرى المجاورة ..
حياة الناس في هذه القرى المنسية..
مبرمجة وثابته بصورة راتبة ..
بل في مقدور أي طفل لم يبلغ الحلم ..
أن يملكك المعلومة الصحيحة ..
مع ذلك ..
ما حدث كان يفوق المتوقع والخيال..
..

( فانه ) ذات العشرين ربيعا..
رفضت الإقتران بخطابها المتتابعين منذ أن بلغت السابعة عشرة ..
لا لشيء ..
إلا لأنها تأبى الرحيل عن أبيها بعد أن فقدت والدتها وهي بعد صبية يافعة ..
فصام والدها عن الزواج مغاضبا كل أهله ..
متفرغا لتربيتها والعناية بها ..
..

كان ضحى ذلك اليوم صحوا على غير العادة ..
حيث بدت السماء تكسوها زرقة رائقة ..
لايعكر صفوها الغبار كما جرى عليه الحال ..
خرجت ( فانة ) بعد أن غادر والدها المنزل برفقة زائره ..
خرجت لتجمع بعضا من عيدان القصب ..
تساعدها في سرعة إشعال النار تحت موقدها الذي تعد عليه خبز ( الكابيدة ) ..
عادت وجلست تبحث عن جمرة حية تحت رماد الموقد ..
وما أن عثرت عليها حتى غرزت فيها عودين من القصب ومضت تنفخ بقوة ..
تذكرت أن أذنها التقط لحظتها شيء ما ..
ربما اصوات وجلبة كانت تأتيها من على البعد متقطعة ..
ربما حيران الخلوة وهم يرتلون باصوات متداخلة ..
ربما ..
غير أنها لم تعر الأمر أهمية ..
خاصة وقد داخلها الشك فيما سمعت فحسبته مجرد تهيئات ..
حالة الدوار التي تصيبها عادة عندما تكثر النفخ تحت الموقد..
ربما السبب فيما ظنته جلبة وضوضاء..
إشعلت النار بعد أن امتلأ وجهها وحلقها بغبار رماده ..
زادت على النار بعض اعواد القصب ..
ثم نهضت تنفض ثوبها ..

عادت أصوات الجلبة والضوضاء تصك اذنيها من جديد ..
إستغربت الأمر!! ..
مع ذلك لم تتجاوز تكهناتها إطار ما هو مألوف..
مرة أخرى سمعت طرقا على الباب ..
* * منو إنت ؟
ـ ـ أنا صفية ..
فتحت فانه الباب مرحبه..
* * هبابك سفيّة ..
ـ ـ ووو كُـدُود ـ ما سمئتي ( سمعت) الكوراب ( كوراك ) دي؟
* * وااسجمي .. كوراب جنازة .. واللا هبر ؟
ـ ـ هبر شنو جنازه شنو يااااا بتي !!
إنت ما آرفه الليلة رجال البلد والإيال والهريمات كلهم آملين مزاهرة أشان يوروا الهكومه ما آوزيين السد ؟
..

لفحت فانه ثوبها بسرعة ..
وخرجت تلحق بمن سبقنها من نسوة الحي الي حيث الجهة المفترضة للضوضاء..
مازال الجو معتدلا بشمسه الدافئة ..
السماء صافية ..
والهواء صلاح ..
هنااااك ..
على قمة مرتفعات ( كُدن تكار )..
تبدو رؤس أشباح متحركة ..
تظهر لأصحاب الرؤية الحادة تارة..
وتختفي تارة أخرى ..
رأتهم ( فانه ) غير أنها لم تميزهم ..
إنصرفت عنهم عند رؤيتها لجارتها ( ام الخير )..
تجر قدمها اليسري وتبذل جهدا للحاق بهن..
سمعتها وهي تردد مشفقة دون أن يجيبها أحد ..
ـ ـ الكوراب دا شنو ؟ ما تورووني يابناتي ..
ولكن لا أحد ممن خرجن في ذلك الصباح ..
كن يملكن إجابة لسؤالها المتواصل..
فإذا بصوت غير مألوف يرج آذانهن رجاً..
كررررر .. كرررر ..
فتزيد ام الخير على نبرتها المتسائلة وهي تولول..
ـ ـ أي وي .. أي وي .. دي شنو يابناتي ؟
كررررر .. كرر .. كرر .. كرررر ..
..

مسكينة ام الخير ..
فمنذ أن رأت بعينها الشمس ..
وميزت بسمعها الأصوات..
لم تسمع مثل هذا الأزيز السريع المتتابع ..
الجبال الغارغة في عتمتها تحت ظل الضحي فقدت سكونها الأبدي ..
ومضت تردد صدها..
حتى طيور القرية..
لم تكن احسن حالا او أقل ذعرا..
فها هي تلك ..
تركت اغصانها ومرتفعاتها ..
وتجمعت تحوم في الفضاء بحثا عن أمنها المخترق ..
رفعت ام الخير بصرها الى السماء ..
غير أنها عادت ونكست رأسها بسرعة ..
ثم جلست على الأرض خائرة القوى..

..

تذكرت ( فانه ) ما قالته لها ام الخير عندما سألتها عن سبب تخلفها عن ركبهن يوم ذاك ..
ـ ـ اقول ليك شنو يابتي ؟
ـ ـ لمن عاينت فوق شفت وشوش ناس معلقه في السما ..
ـ ـ راسي لفت وجسمي مات ورجليني رجفو من الخوف ..
ثم صمتت لبرهة وقالت لها بصوت متهدج وهي تشيح بوجهها عنها ..
ـ ـ أبوك كمان شفت وشه يوم داك..

دمعتان إنحدرتا متتابعتين من مقلتي ( فانه ) ..
وسقطتا فوق رماد الموقد الذي جلست أمامه..
مسحتهما بكم جلبابها ومضت تنفخ .
..

حتى كتابة هذه السطور ..
مازال صبية القرية وصغارها ..
يفضلون في لياليهم المقمرة ..
لعبة كـُدُن تكـّر .. وكر الشر ..
حيث يلعب الكبار دور المعتدين من الأشرار ..
ويلعب الصغار دور الضحايا والشهداء العزل الذين سقطوا دفاعا عن الحق..
وفي ختام اللعبة يجلس الصغار في حلقة دائرية..
يدور حولها الكبار الذين كانوا يمثلون دور المعتدين ..
وكلما حاولوا اختراقهم للوصول الي وسط الحلبة ..
رفع الصغار ايديهم متشابكة الى اعلى وهم يهتفون ( كـُدُن تكـّر .. ووووو شر )..
فيصرخ الكبار وهم يشدون شعورهم كناية على الندم ..
هكذا غدت مأساة كجبار تأريخا سوف تتناقله الأجيال .
..

ملحوظة : الأسماء لا تمثل أشخاصا في الواقع .

Post: #2
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: Muna Khugali
Date: 10-09-2008, 01:26 AM
Parent: #1

Quote: حتى كتابة هذه السطور ..
مازال صبية القرية وصغارها ..
يفضلون في لياليهم المقمرة ..
لعبة كـُدُن تكـّر .. وكر الشر ..
حيث يلعب الكبار دور المعتدين من الأشرار ..
ويلعب الصغار دور الضحايا والشهداء العزل الذين سقطوا دفاعا عن الحق..
وفي ختام اللعبة يجلس الصغار في حلقة دائرية..
يدور حولها الكبار الذين كانوا يمثلون دور المعتدين ..
وكلما حاولوا اختراقهم للوصول الي وسط الحلبة ..
رفع الصغار ايديهم متشابكة الى اعلى وهم يهتفون ( كـُدُن تكـّر .. ووووو شر )..
فيصرخ الكبار وهم يشدون شعورهم كناية على الندم ..
هكذا غدت مأساة كجبار تأريخا سوف تتناقله الأجيال .
..



الحقيقه لا تموت تماما..

وعندما يصعب في زمن قادم تصديقها..تصبح اسطوره متداوله..

كتابه حلوه..شكرا

Post: #4
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-09-2008, 01:08 PM
Parent: #2

Quote: الحقيقه لا تموت تماما..

كم هي حية بين تلافيف أدمغتنا ..
لن تصدأ ولن يقتلها النسيان ..
هي تلك بين عرصات فؤادك مستكنة..
أفئدتنا تلوكها صباح مساء ..

لن نجزع ..
شكرا منى على قراءتك الرصينة .

Post: #3
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: هند محمد
Date: 10-09-2008, 05:59 AM
Parent: #1

أخذتنا هناك فعشنا الواقع بكامل تفاصيله
طريقتك فى السرد حية ومعبرة حد الدهشة

عزف منفرد لايتقنه سواك
وأبجدية جديدة صنعتها بأحساسك
شكرا للصباح الجميل

Post: #6
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-09-2008, 05:33 PM
Parent: #3

Quote: أخذتنا هناك فعشنا الواقع بكامل تفاصيله

ليت لي ما حباك الله من ملكةٍ شعريةٍ مُتقدة..
وقلم مترع بالجمال ونُسوجه المزخرفة ..
عندها لكسيت النص مُسوحا تَهوي إليه الأفئدة ..

المبدعة هند..
في عالم موارٍ وصاخبٍ ومُتضاد ..
أردت أن تبقى الصورة ُحيةً في الأذهان..
..
طلتك بالدنيا .

Post: #5
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: نبيلة عبد المطلب
Date: 10-09-2008, 02:54 PM
Parent: #1





ود الملك ..
سرد واقعي يحمل في داخله تفاصيل اللحظات الأليمة
التي عاشتها (فانة) وأهلها في كدن تكار

ويالها من تفاصيل ستظل محفورة في أذهان الجميع حتى في أذهان
الأجنة في أرحام أمهاتهم..
ومن سينسى لحظات الرعب والخوف
شكراً ود الملك ..


Post: #7
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: ابو جهينة
Date: 10-09-2008, 11:09 PM
Parent: #5

قريبي محمد

سلام مربع

عافاك الله ... سرد سلس من واقع حي

كن بخير

Post: #8
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 10-10-2008, 01:19 AM
Parent: #7

Quote: مسكينة ام الخير ..
فمنذ أن رأت بعينها الشمس ..
وميزت بسمعها الأصوات..
لم تسمع مثل هذا الأزيز السريع المتتابع ..
الجبال الغارغة في عتمتها تحت ظل الضحي فقدت سكونها الأبدي ..
ومضت تردد صدها..
حتى طيور القرية..
لم تكن احسن حالا او أقل ذعرا..
فها هي تلك ..
تركت اغصانها ومرتفعاتها ..
وتجمعت تحوم في الفضاء بحثا عن أمنها المخترق ..
رفعت ام الخير بصرها الى السماء ..
غير أنها عادت ونكست رأسها بسرعة ..
ثم جلست على الأرض خائرة القوى..

العزيز الغالى محمد الملك
حمد لله ع السلامة وكل سنه والوطن بخير
اعجبنى النص
الذى يرمى الى ابعد من حدود النص
واعجبتنى بساطة السرد وعمقه
لنا الله ولاهلنا
لان ما حدث لا يقل عنفا عن الذى يمكن ان نسميه ابادة جماعية
شكرا لك لاشراكنا فى هذا الواقع المر

Post: #9
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 10-10-2008, 01:45 AM
Parent: #8

Quote: هكذا غدت مأساة كجبار تأريخا سوف تتناقله الأجيال


شكرا يا ملك..سوف تتناول الأجيال هذا التاريخ لأن هناك من وثقوه مثلك أدبا و غناءا
و لأن ما حدث حدث في زمن الانترنت و اليوتيوب فهو هناك ايضا بالصوت و الصورة..
فكيف ينسى؟؟

Post: #11
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-11-2008, 10:19 AM
Parent: #7

Quote: سرد سلس

هو ماعندكم تلمسته عن إقتفاء وإقتداء ..

ابو جهينه ..
مرورك بالدنيا.

Post: #10
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-10-2008, 07:40 PM
Parent: #5

Quote: ومن سينسى لحظات الرعب والخوف

نبل إحساسك بمرارة الجرح..
هو الذي دفعك لتتفاعلين وتنفعلين مع شخوص الحكاية..
لحظات الرعب والخوف تلك في جانبها الإجابي ..
وحدت إرادة الصغار قبل الكبار وقوت عزائمهم ..

نبيله..
الشكر من قبل لك أنت ..
..
طلتك بالدنيا.

Post: #12
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 10-11-2008, 12:36 PM
Parent: #10

Quote: كل السيناريوهات المتوقعة إستعرضتها بخيرها وشرها في اللحظة ..
بداية من إجتماعات لجان معارضة السد ..
مرورا بمشروع خطبتها لذلك المغترب الذي لم تحسمه بعد..
وانتهاء بمشاوير العزاء في القرى المجاورة ..
حياة الناس في هذه القرى المنسية..
مبرمجة وثابته بصورة راتبة ..
بل في مقدور أي طفل لم يبلغ الحلم ..
أن يملكك المعلومة الصحيحة ..
مع ذلك ..
ما حدث كان يفوق المتوقع والخيال..


الملك ..

أعدتني سنوات إلى الوراء حيث حياة الناس المبرمجة بصورة رتيبة وثابتة .. ستظل أحزان

البسطاء محفورة في وجدان التاريخ ولن يمحيها الزمن .. سرد رائع ..

يعطيك العافية ..

Post: #13
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: Suad I. Ahmed
Date: 10-11-2008, 01:59 PM
Parent: #1

ستظل فجيعة 13 يونيو2007 في [كدن تكار] نارا تصطلي في قلوبنا إلى ان نتمكن من تحرير ارضنا الغالية من دنس الكيزان ومن وقفوا معهم لقتل ابنائنا.. اقصوصتك يا ملك تنداح في الوجدان بكل الشجاعة وكل الخوف الذي لابد ان يتجاورا لأن النفس الانسانية تأبى الفناء بالسليقة ولكنها تتقدم للأمام بسبب عمق الشعور بالرفض والغضب مما يكسب الفرد شجاعة الاقدام غير مبال بالارهاب .. لقد ادعت عيناي وانا اتابع القصة لأن الجرح منذ مأساة كدن تكار لم تندمل بعد..
شكرا يا ملك ونتمنى ان تتحفنا بالمزيد من كتاباتك واصلا الوعي يسبق الفعل وكتاباتك مساهمة في تراكم الوعي..
سعاد إبراهيم أحمد
الخرطوم السبت11 اكتوبر2008

Post: #14
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-11-2008, 07:17 PM
Parent: #13

Quote: ستظل فجيعة 13 يونيو2007 في [كدن تكار] نارا تصطلي في قلوبنا إلى ان نتمكن من تحرير ارضنا الغالية من دنس الكيزان ومن وقفوا معهم لقتل ابنائنا.. اقصوصتك يا ملك تنداح في الوجدان بكل الشجاعة وكل الخوف الذي لابد ان يتجاورا لأن النفس الانسانية تأبى الفناء بالسليقة ولكنها تتقدم للأمام بسبب عمق الشعور بالرفض والغضب مما يكسب الفرد شجاعة الاقدام غير مبال بالارهاب .. لقد ادعت عيناي وانا اتابع القصة لأن الجرح منذ مأساة كدن تكار لم تندمل بعد..
شكرا يا ملك ونتمنى ان تتحفنا بالمزيد من كتاباتك واصلا الوعي يسبق الفعل وكتاباتك مساهمة في تراكم الوعي..

أحبتي ..
الأديبة سلمى الشيخ ..
الأستاذ سيف النصر..
الأستاذه عواطف ..
أسمحوا / ن لي أن أرحب باسمكم / كن ـ بمناضلة ورثت نجابة العلم وشكيمة النضال عن أبيها أحد أركان الحركة الوطنية في السودان ..
الدكتورة سعاد إبراهيم أحمد..
عطاؤها وبذلها المتواصل لتسكين المعرفة وشحذ الوعي بلوغا لمراحل متقدمة من الترقي ..
يقصر دونه عطاء أجيال تتابعت ..
شرفتني وإياكم بطلتها الذكية ..
وقراءتها الحصيفة..
حفظها الله ومتعها بالصحة ..

دكتوره سعاد ..
القومه ليك .

Post: #15
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-11-2008, 07:45 PM
Parent: #14

Quote: لنا الله ولاهلنا
لان ما حدث لا يقل عنفا عن الذى يمكن ان نسميه ابادة جماعية

عزيزتي الأستاذه سلمي ..
إيهٍ من زمانٍ تموت فيه الضمائر ..
ويُقبر الحقُ أمام الناظرين ..
ولات منافح عنه إلا النائحين والنائحات..
وكما قالت (الأم) د. سعاد ( بالمناسبة الأم في الثقافة النوبية هي صاحبة العرش ..
ولا يرث الملك إلا من أتى من رحمها ..
لذا عرفت بالملكة الأم ..
Quote: الجرح منذ مأساة كدن تكار لم يندمل بعد..
..
قراءتك العميقة زادت من غبطتي ..
سلمي .
طلتك بالدنيا .

Post: #16
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-12-2008, 00:37 AM
Parent: #15

الصديق سيف النصر ..
Quote: فكيف ينسى؟؟

صدقت ..
لن ينسى ..
ولن يفلت المجرمون كيفما ادارؤا بالعصبة الظالمة ..
..
توقيعك هنا يخفق قلوبهم ..
لك جملة الثناء .

Post: #17
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: حمزاوي
Date: 10-12-2008, 05:53 AM
Parent: #1


أنها كدن تكار والعسكر واقف طابور
ويا لروعة المأساة
وسيخرج من بطن المأساة
رماة حدق مثل آبائهم
وسيمشون رافعي الرأس بأرض النبل والطهر
وسيرددون يا ام فقيري تخضبي بدم الشهيد
وشفع الحلة يرددون مع شليل
فقيري لم يمت فقيري لم يمت
كلنا فقيري
أنها وصمة عار في جبين القتلة والسفاحين
أنها أحدى الكبر
ماما سعاد ويا عزاز وصفاء وسلمى وعواطف
زغردن من أجل فقيري


Post: #18
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: كمال ادريس
Date: 10-12-2008, 07:58 AM
Parent: #1

سيدي طاف سردك - ماشاء الله عيني باردة - كما الكاميرا الحية انسنت اهم قضايا بلادي وحتما تلك الصورة ستخلدها الايام.

Post: #19
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محسية
Date: 10-12-2008, 08:23 AM
Parent: #1

ملكنا المتوج .
نص أدبي جميل ..
هكذا نحن أمة النوبة نصيغ مآاسينا إبداعا يقرأ ويسمع ...
هكذا هم الرائعون وحدهم يعبرون عما يجيش بخواطرنا .
Quote: وانتهاء بمشاوير العزاء في القرى المجاورة ..
حياة الناس في هذه القرى المنسية..
مبرمجة وثابته بصورة راتبة ..
بل في مقدور أي طفل لم يبلغ الحلم ..




وأصلو الدنيا غير لمة ناس في خير أو ساعة حزن .
مقطع صغير إختصر مجلدا كاملا عن هذا الشعب الراقي
.

Post: #20
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: Medhat Osman
Date: 10-12-2008, 11:02 AM
Parent: #1

ياااااااااااا ملك
لك التحية
مأساة كدن تكار لن ينساه الشعب النوبي مهماطال الزمن.
تأملوا القصة مع كلام العم عبد الخالق يعقوب من جزيرة العمدة قبالة كدن تكار.


شهادة-عبد الخالق يعقوب عن مجزرة كدن تكار.

Post: #21
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 10-12-2008, 01:37 PM
Parent: #1

ود الملك كل عام وانت بألف خير وعافية
والعيد عليك وعلينا يتبارك
يا زول وين الغيبة الطويلة دي ؟؟
إنشاء الله الصحة تمام التمام

اها نرجع لحكاية الزمن ده

انا غايتو عايز أقول كلام نابع من العقل
ومن الضمير .

كل أهلي النوبيين لا يعلى عليهم في الفن
والأدب والقصص والحكاوي والشعر والغناء
بشقيه العربي والرطانة .

وصدقني هذه ليست مجاملة ولكني بنيت كلامي
على ماإطلعت عليه هنا في هذا المنبر والمبدعين
كثر ولا داعي لذكر الأسماء .
وفقك الله اخي محمد علي الملك ومنكم نستفيد

Post: #22
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-12-2008, 06:47 PM
Parent: #21

Quote: أعدتني سنوات إلى الوراء حيث حياة الناس المبرمجة بصورة رتيبة وثابتة .. ستظل أحزان

البسطاء محفورة في وجدان التاريخ ولن يمحيها الزمن ..

هي تلك حياتهم تمر بها السنون على بساطتها ورتابتها ..
ماضجرو امنها ..
ولا جحدوها ..
ولا حاجّوا من أبقوهم عند خط الفقر والتهميش ..
بنوا مدارسهم ..
مراكزهم الصحية ..
حتى بنايات محلياتهم الرسمية أقاموها بعرقهم وشقاءات غربة أبنائهم ..
عندما طلّ عليهم أساطين الإستثمارات الكبرى ..
وأرادوا الإستيلاء على أرضهم وإغراق وطنهم الذي ارتضوه زمانا ..
كانت عهودهم الكاذبة ..
وتجارب التهجير في حلفا وبلاد المناصير ماثلة أمامهم ..
فاختاروا الشهادة ..
أي خيار أقوى وأبقى بعد هذا ؟
دماؤهم أضحت دينا في رقابنا ..
..

الصحفية الرائعة زهرتنا في الخليج ـ عواطف..
طلتك عليّ بالدنيا.

Post: #23
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-12-2008, 06:57 PM
Parent: #22

Quote: فقيري لم يمت فقيري لم يمت
كلنا فقيري

نعم ..
الشهداء أحياء بيننا ..
فهم أخيارنا ..
ساروا محتجيين متقدمين ضحا ..
فباغتهم الأشرار متخفين وراء الحجب ..
فالنواصل ( النفخ ) حتى لا تصدأ الذاكرة ويعلوها غبار النسيان ..
( فانه ) مازالت ترى تحت الرماد وميض نار ..
..
الحبيب حمزاوي ..
وقفتك هنا أعزها وتعزهم .

Post: #24
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-12-2008, 07:06 PM
Parent: #23

Quote: طاف سردك - ماشاء الله عيني باردة - كما الكاميرا الحية انسنت اهم قضايا بلادي وحتما تلك الصورة ستخلدها الايام.

كيف لا وميراث آبائك الحضاري يؤنسن حتى جراحاتهم الغائرة ..
كيف لا وهم حتى اللحظة ملتزمون بعدالة تنصفهم وترد لكل ذي حق حقه ..
..
قريبي ـ كمال إدريس ..
توقيعك هنا أعزه .

Post: #25
Title: Re: حكاية من الزمن ده ( كُدُن تَكّار ) *
Author: عبد الشفيع علي سوركتي
Date: 10-15-2008, 05:27 AM
Parent: #1

لك التحية

أيها الملك