بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2

بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2


03-11-2005, 11:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=175&msg=1138814408&rn=9


Post: #1
Title: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-11-2005, 11:13 AM
Parent: #0


سلام جميعا

سافرت إلى السودان العام الماضي بعد غياب دام 15 عاما، و نظرا لكثرة الهواجس التي تنتاب الشخص بعد هكذا غياب كتبت انطباعاتي الاولى عبر الاخت هميمة التي سهلت لي نقل الانطباعات دون ذكر اسمي الاصلي و ان كنت قد وقعت عليها بالحروف الاولى لاسمي، وقد اصابني ذلك بحزن بالغ و باحساس بالعجز و انا اخاطبكم من خلف اسم مستعار فلم اتعود ذلك اثناء مكوثي في هذا المنبر، لكنها الرهبة و انت تذهب الى المجهول.. و كما قال الشاعر:-
بقيت يا وطني زي منفاي مطارد و مستباحة دماي

هذا هو الاحساس الذي كان ينتابني وقتها، لكن اليوم ذهبت الى الوطن و اتيت باحاسيس جديدة و انطباعات اخرى.. و سأمت من استعمال اسم آخر كي انقل لكم هذه المشاعر و الانبطاعات حتى لا افقدها حميميتها... و لكم العذر مرة اخرى على عدم الوضوح...

للذين يرغبون في قراءة الجزء الاول من الانطباعات فعليهم بفتح هذا الرابط
انطباعات عائد للسودان

وصلت السودان يوم 26-12- 2004 الساعة الخامسة صباحا قادما من دسلدورف حيث كانت درجة الحرارة هناك حينها - 7 ووصلت السودان و كانت الحرارة حوالي 18 درجة مئوية، و فوجئت بالجميع متقلين في اللبس و الجكتات ما تديك الدرب حتى قلنسوة الراس، و قلت في نفسي لكم هو عجيب هذا الانسان و عجيبة قدرته على التحمل، فبينما انا اتصبب من العرق، ارى اناسا ترتعش اسنانهم من البرد، لكن و حياتكم بعد اسبوع واحد تغير الحال، و صرت اتسابق مع ناس البيت على حيازة ادفاء بطانية... كي اضمن نومة معقولة....
مظاهر الاحتفال بالكريسماس كانت ما تزال واضحة،

ٍآتي بعد قليل للمواصلة

تحياتي

Post: #2
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-11-2005, 12:13 PM
Parent: #1


سلام
اواصل
كما هو الحال لم تزل شعارات الانقاذ باقية لكنهاتختفي تدريجيا من على الشوارع، حتى صور شهداء الانقاذ حول جامعة القاهرة الفرع، اكل عليها الدهر و شرب، صارت شواهد على عصر سحيق، يحاول الجميع نسيانه، و تجاهله، و في تجاهل لذلك الهوس رأيت صورة احد اولئك الشهداء و قد غطى وجهه اعلان لاحد الحفلات و انتابني حزن عميق لهذا الشاب الذي راحت حياته هدرا لشعارات رماها رافعوها في اول امتحان حقيقي مع امريكا التي دنا عذابها....

شتاء الخرطوم كعادته دائما كثير الغبار، ركبت سيارة قريبنا النوبيرا البيضاء و التي لم اتبين بياضها لكثرة ما علق به من غبار... المطار لم تحدث به تغييرات تذكر، رجعتي على متن الخطوط المصرية شكلت نقلة مقارنة بعودتي بالاماراتية شهر ابريل الماضي، حيث كان معظم ركاب المصرية من السودانيين و كان نصف ركاب الاماراتية من الاجانب و خاصة الاسيويين.

لم امكث كثيرا في صالة الوصول و اكتشفت سريعا اختفاء البساط الاحمدي الذي كان ملقى باهمال في صالة الوصول، كاميرات الحراسة الموزعة بغير حصافة، بقت على عدم حصافتها السابقة، عربات نقل العفش تبدو و كانها مصنوعة على عجل، او استوردت من مكان درجة ثانية على شاكلة معظم البضاعة الموجودة في السودان، و لكي لا نسرف في السلبيات هناك امرا ايجيابيا محسوسا و هو مكانيتي فحص العفش العملاقتين، و اللتين سهلتا مرور الركاب الى خارج الصالة في سهولة و يسر، و لحسن الحظ فهذه المرة لم تتخلف لي شنطة...

لم اذهب الى امدرمان مباشرة فمستقبلي من سكان الخرطوم و اصر ان اصبح اليوم معاه و بعد ذلك انطلق للاهل في البقعة، كامدرماني مقلق لم اتحمل تلك البيوت الراقية، و لم ارى الناس داخلين و مارقين في ذاتية الخرطوم الفظيعة، فتأجل احساس عودتي الى الوطن ساعات طويلة، حتى قطعت كبري شمبات و تنسمت من على البعد عجاج امدرمان و جالوصها الذي لا تخطئه الانوف، و تذكرت طرفة حلة كوكو التي لا تعرف وصولها الا بالريحة، و اذكر ان احد ابناء المغتربين من اهلنا في امريكا اتى الى السودان اضطر الى المكوث مع خال له بعيدا عن منزل العائلة الذي تعود على النزول فيه، فخاطب امه بتلقائية قائلا، امي احنا حنمشي السودان متين، فقالت له امه يا ولد انحنا ما في السودان، فقال لا السودان هناك مع حبوبة...

يسعد صباحك يا بلد، هذه هي الكلمات التي مرت عبر خلايا دماغي و انا اعبر ذلك النيل العظيم، غريب هو الاحساس بالوطن، ارتباط باشياء معقدة و متعددة يصعب شرحها حتى لنفسك...

ساواصل لاحقا
تحياتي

Post: #3
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-11-2005, 05:22 PM
Parent: #1


حاولت ان اكتب الانطباعات هذه المرة حال وصولي لكن الظروف لم تكن مواتية، تحسست صعوبة الكتابة في بلد صارت عجلة الحياة اليومية تستهلك الجميع، ذهبت الى الدكان المجاور، و تحدثت مع صاحبه، شاب في مقتبل العمر تعرفت عليه في زيارتي الماضية و تكونت بيننا علاقة طيبة، ما انتبهت له انه في زمن ماضي لم تكن لنا علاقة حقيقية مع اصحاب الدكاكين، شاب قادم من احد اقاليم السودان تحصل على الشهادة الثانوية بنجاح لكن الغاء مجانية التعليم حال بينه و بين مواصلة العلم و اكتساب المعارف، الدكان بجانبه دكيكين صغير يستخدمه هو و صديقه كمسكن و يتناوبون على العمل في الدكان، و تحدثت معه حول جدوى العمل و هل هناك تقدم ما، قال منذ جيتك الفاتت نفس الوضع و الوضع الاقتصادي المتدني يجعل الكثيرين يشترون بالدين, و اراني كراسا به عشرات الصفحات لزبائن عدة، و لكن الشغل افضل من العطالة، المؤلم في ان ساعات العمل لا محدودة تبداء الساعة 6 صباحا و حتى الواحدة ليلا، كي يقوموا بتحضير قدرة الفول لليوم التالي، و كم كنت اتألم و انا اجدهم نائمين بجانب القدرة خوفا من سرقتها في برد يناير القاسي...

هذا هو الحال اليوم في سودان التناقضات، يسكن الكثير من الشماشة المجاري في ظاهرة متجددة (مع انو ما عندنا مجاري) لكن قدر الفي بتتسكن، و مررت ذات امسية بجانب الشهداء بخور عريض مغطى بخرسانة و اذا بي اسمع صوت دربكة فرجعت خطوات لافاجاء بان هناك مجموعة من الاطفال (الشماشة بتسميتنا المهينة) يفترشون كراتين و في اندماج كامل مع ايقاعات احد منهم على جردل بلاستيكي مهتريء. و سألت نفسي من المسئول عن هؤلاء يا ترى، هل والي الخرطوم ام وزير الرعاية الاجتماعية، ام ديوان الزكاة ... ام رئيس الجمهورية..

و اكتشفت لاحقا ان ظاهرة سكن المجاري من الظواهر التي تناولتها الصحف و ان بشكل سلبي، و كيف ان هناك العديد من السرقات التي تحدث لاطفال يخطفون و يسرقون و يلوذون بهاو يعرفون مخارجهاو مداخلها.

على ذكر المداخل و السرقات، انتشرت ظاهرة خطف الموبايلات في الخرطوم خاصة السوق العربي و خاصة من الفتيات، و اطلق عليها اسم ".. حصليني كان راجلة" لذا وجب التحذير... قادني التجول في الخرطوم الى حي الرياض و الطائف و شاهدت المنازل اللا معقولة و بجانبها العشرات من المعدمين يجوبون الطرقات، في صورة اقرب الى ما نشاهده في مدن البرازيل مع اننا دولة قليلة السكان لا ينبغي ان يكون بها بشر بهذا البؤس، و لكن في طيات ذلك لمحت وميضا تحت الرماد، فهذه الحالة غير منطقية و لا يمكن ان تستمر الى الابد، فهذه الحيوف الاجتماعية ان لم توجد لها حلول فهي الى انفجار لا محالة..تزايد اعداد الفقراء و المعدمين في الخرطوم، و تقابلهم فئة محدودة من الاثرياء ثراءا فاحشا سيؤدي لا محالة الى نشوب اشكالات حقيقية ان لم يحدث تدارك لهذه الهوة... و كثيرا ما كان ينتابني شعور بانه يمكن ان يثور وسط الخرطوم فجاة بصورة غير منطقية اذا حدثت اي تجاوزات تجاهة مجموعة عرقية معينة، كالتي حدثت مثلا في بوتسودان، و اذكر انه ابان وجودي حدثت ازمة حيث و لسوء التخطيط تم قفل كبري الخرطوم امدرمان و نصف كبري بري الساعة الثانية ضهرا فاختنق وسط الخرطوم بالبشر لان كبري الخرطوم بحري كان قد قفل في اتجاه واحد و لم تصل مركبات لنقل الركاب مما خلق وضعا متأزما داخل ابوجنزير، و اذكر وصف احدهم لحافلة دخلت هناك انها صارت كجرادة محاطة بكميات هائلة من النمل و كاد السواق ان يضرب حينها..

و كان ان وجدنا احد الاصدقاء ممن عبرنا كبري بحري بسيارته كي نصل مواصلات بحري امدرمان و مكث حوالي الساعتين كي يعبر عبر كبري بري المختنق بالمرور.

مدينة بهذه الكثافة السكانية المتزايدة سيكون تخطيطها من اكبر المشاكل خاصة بناء شباكت التصريف و غيره...

بعد السلام على الاهل و المرور على العزاءات المتأخرة وجدت فرصة ذهبية للفرار من الخرطوم وكباريها الكريهة، و كانت سفرة الابيض و دار حامد تجربة فريدة تعرفت فيها على العديدين و تعلمت منها الكثير...

اواصل لاحقا

Post: #4
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-12-2005, 03:26 AM
Parent: #1



خرجنا من امدرمان الساعة الخامسة صباحا قبل وقفة عيد الاضحى يناير 2005 بيوم بسيارة خاصة متوجهين الى الابيض درجة الحرارة تقارب ال16 درجة مئوية اضطررت ان احمل معطفي الذي لم اتوقع ان احتاج اليه.. امدرمان في صباح ذلك اليوم كانت خالية تماما من البشر، بعض اللواري المحملة بالخضروات وصلنا من بيت ازهري الى كبري الانقاذ الجديد في اقل من 10 دقائق المسافة التي كنت اقطعها يوميا بالمواصلات في حوالي 45 دقيقة نتيجة للزحف الهائل للسيارات في ايام العمل اليومية.

قابلتنا 3 نقاط تفتيش حتى الكوبري و انلقنا بعد ذلك عبر شارع الغابة و تمكننا من الفرار من زحمة الصباح الرهيبة، ووصلنا الى الى خزان جبل اولياء بعد حوالي الساعة و قد فوجئت بتحسن الشارع على نحو ملحوظ حيث فصل من المنتصف و صار شارعين معتبرين لمسافة حوالي 20 كيلومترا، وعندما سألت احد الاصدقاء عن تحسن الشوارع، اجاب ضاحكا، الزفت تصديروا مكلف و ما ساهل فما في حته يرموه فيها رموه في الشوارع، انسان اليوم في السودان، تعود ان ما تفعله السلطة، اية سلطة لا يستهدف منه هو كانسان، و هذه ازمة حقيقية بين الانسان و السلطات..

شربنا شاي الصباح في القطينة و معها لقيمات كاربة مع ست شاي لطيفة و لكن البرد كان شديدا في ذلك الصباح الباكر و المنطقة مكشوفة، و مكثت اتأمل متى صحت هذه المسكينة من النوم، هذا اذا نامت من اصلو... و على ذكر الشاي باللبن فنصيحة لمن يرغبون في شراب شاي كارب في امدرمان و خاصة ليلا عليهم بستات الشاي في مقابلة الباب الرئيسي لمستشفى امدرمان.. الذين يعملون 24 ساعة على نظام الورديات اسوة بعاملي المستشفى و اكل العيش يحب الخفية....

كما ذكر الاخ الصاوي نقاط التفتيش تقابلك كل نصف ساعة و لا اعتقد انه تفتيش مفيد، فقط تعذب المواطنين و تمثل اماكن جباية لا اكثر و لا اقل... فالمهرب يعرف كيف يتهرب منها جيدا، لفت نظري ايضا كثرة اليافطات التي تقوم بالدعاية للزكاة، من ديوان الزكاة، و عجبت كيف يمكن ان يخطر لشخص ان يعمل عملة اعلانية لتشجيع الزكاة، و اكتشفت لا حقا ان ديوان الزكاة صار دولة داخل الدولة و له العديد من العاملين عليها الذين يسوقون السيارات الفارهة و تطالعك الصحف بين الفينة و الاخرى بالمفارقات و الاختلاسات و العجوزات في هذا الديوان، الذي لم يكن يتبع و الى فترة قريبة الى وزراة المالية، و يمثل جزء اساسي من دخل الدولة تسيطر عليه فئة معينة من البشر.. على كل حال لفتت نظري ظاهرة الدعاية لواجب ديني، و سالت نفسي هل سيأتي يوم تكون هناك فيه دعايات في التلفزيون لتشجيع الصلاة مثلا.. و لكنه سودان اليوم كل شيء فيه جائز...

وصلنا كوستي و ارتحنا في كافتيريا راقية اكلنا بها شاورما كاربة، و بدأت المح منذ شاي الصباح فروقات الاقاليم عن الخرطوم فشاورما الجماعة كان كاربة و عريضة المنكعين على حد تعبير عادل امام مقارنة برغيفة الخرطوم الممحوقة..
اندهشت جدا للحالة السيئة التي وجدت بها الكثير من المدن التي عبرت بها و التي كنت احمل لها في رأسي صورة معينة و تصورات خاطئة، فمدن السودان فقيرة و طاردة، و يبدو عليها اهمال دام عصورا طويلة و عكس ذلك لي الخلل في العقلية المسيطرة على الدولة سواء ديمقراطية او عسكرية، فالاشكال يكمن في تلك النخبة التي تفكر و تخطط بتجاهل تام لانسان الاقاليم رغم انها عرقيا قد تنتمي اليه، لكن هذا الانتماء ينتهي حال الوصول الى كراسي الحكم. و تذكرت مجانية التعليم .. التي اوصلت الكثيرين الى مواقعهم الحالية و اول ما فعلوه هو الغائها و قفل الباب امام الاخرين....

سأواصل لاحقا...

Post: #5
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: محمد صلاح
Date: 03-12-2005, 06:42 AM
Parent: #4

الأخ امجد عودًا حميدًا الى البورد وحمد لله ع السلامة
وامنياتي ان نغني سويًا لشعبنا بعد ان تكون العودة الى السودان وليس من السودان
تابعت بوست الصور الجميل ولم اتمكن من المشغوليات تسجيل اعجابي وسلامي




الان الان وليس الغد
اجراس العودة فلتقرع
bunbun
ملحوظة مستمتع بي سردك

Post: #6
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: معتز تروتسكى
Date: 03-12-2005, 01:34 PM
Parent: #5

خالص التحايا...
عزيزنا امجد..
نغنى لشعبنا ونسمع نضمك من نزيف الوطن..


ونشارككك بكلام حميد..


بينــــي وبينــــك(طيبــــة)

كل ما تباعد بيننا عوارض .. كل ما هواك يا طيبة مكنّي
تلد الغربة القرب الواحد .. وبيكي أسمي الشوق وأكنّي
لما أفوتك من دون خاتر .. أو دون خاتر مني تفوتي
بلقى حبايب في كل حتة .. وكل بيوت الفقرا بيوتي
لا غيرت وراكي الجتة .. ولا بدلت ملامح صوتي
لا غفلني وهادن فني .. غامل المدن الما عرفتني
وتبن الصبر الشوقو مصوبر .. في الأرياف الكم وفّني
وبالإحساس الجاك مستعجل .. جيت متأنّي
للأطفال الناشفة ضلوعا ..
ونازفة .. بغني ..
أهدي دموعا .. وأطمّن روعا ..
ببسمة بكرة الماها تمني .. ولا مصنوعة
بتمرق منها .. تدخل مني .. شديرا فروعا .. تميد متّنّي
تكوفت فيها نسيمة حنّي
تلاقي طيورا الما ممنوعة .. تجول وتغنّي
عديل لا راجفة ولا مفزوعة .. خطاها نبياً داخل الجنّي
أغني لشعبي ومين يمنعني ..
أغني لقلبي إذا لوعني
مخير دربي الما رجعني

إذا طلعني نخلة القرب .. واللا الغربة الكدرومية
بتنـزل غنوتي بي قمرية
أو وقعني في بطن الجب .. بطلع يوسف بالأغنية
أغني .. أغني
أغني الناس الما بتسمعني
المني بعيد المبعد عني
الإيدي في إيدا .. وإيدا بتبني
في دنيا جديدة .. اليوم راح تدني
وأريت غنواتي في ناس شغالة
تكون سندالة وعود طورية
ضراع رجالة .. كتاب أطفالا ..
وجملة بالا الما مقرية
سدة مالا وبقة فالا
في ليلة الدخلة على اسمى قضية
حبيبة قلبي يا سودانية
يا أسمى معاني .. في زول بعاني
يا ود ضكران .. يا بت دغرية
وانا إن سامعاني .. فضلت أغاني غبش فقرية
حويتك منك .. يا دافعاني براحة إيديا
كما الأشواق .. ويا جابداني .. برفق عليّ
ما بتحير بين الفوق وبين الناس التحتانية
إلا مغير .. واللا عقوق .. واللا كفيف الإنسانية
ومنك وين يا كاشفة عينيّ
بنور الإلفة .. ضيا الحنية
وحلم العالم ناس تنسالم .. والبني آدم صافي النية
والأطفال الناشفة ضلوعا
إنمرتق روعا .. وجاتنا تغني
غناوي البكرة الكم مسموعة
سماع بلاّل .. في الدنيا الصنّي
حسيس طمبارة مع نقارة
صفقةّ حارة ودارة تهنّي
زفاف اغرودة .. نهار العودة .. أو زغرودة في ليلة الحنّي
فيا حلتنا عليك ترابك
وإنت شبابك زينة الجنّي
أحلى عروس البلد اللتنا .. واللا الغبش الرابة تهنّي
واللا هدير المدن التصحى وتمحى ضلام الحاصل عنّي

Post: #7
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-14-2005, 02:11 PM
Parent: #1

سلام جميعا و عذرا على الانقاطاع

الاخ محمد صلاح شكرا على المرور و اتمنى ان تقرب الانبطاعات الصورة التي عليها السودان الان الىاذهان من لم تسمح لهم الظروف بالعودة.

الرائع معتز شكرا على نقل رائعة مصطفى سيد احمد و لتتنزل على روحه الطاهرة شآبيب الرحمة.

نواصل

بعد مسيرة ليست بالقصيرة من استراحة كوستي، استشرفنا اراضي كردفان و بداء ذلك واضحا من اختلاف الغطاء النباتي، و بداية شارع بشير عمر كما اسماه محدثي و مرافقي.. وفعلا فالشارع مع عمره الطويل نسبيا يبدو افضل كثيرا من الشوراع التي انجزت بايادي سودانية و بتقنيات اكثر تطورا من الناحية الزمنية البحتة، لكننا كسودانيين لا نجود الا في بلاد الغير، امافي بلادنا فعلينا بالكلفتة و الفى الشمس قبال تغيب، فشارع بشير عمر (و التسمية) كما فهمت من محدثي بني بتقنية امريكية و واضح فيه مراعاة لمقاييس معينة و ميلانات معينة حتى لونه اقل سوادا من الشارع السوداني العادي مما يعكس قلة الزفت المستخدم، وقد ذكرني ذلك بشوارع جيدة الصنع كنت شاهدتها في ليبيا في وقت مضى، و الان اتذكر طرفة يرددها والدي دائما..
سأل احد المغتربين الزهجانين عن اليمن فقال و الله البلد كلها زفت... ما عدا الشوارع.

و مالنا و مال اليمن و مشيرها الجديد...ابو علوة ازاحه الله عن صدر ابنائها و ابدلهم ديمقراطية حقيقية تخلو من التقنين للقات و ما شابهه من مذهبات العقول.....
استشرفنا الابيض و بدت لنا جبالها من على البعد و صار الطريق يعلو و ينخفض في قيزان و اودية شبيهة بطبيعة دار حامد التي سأذكرها لاحقا، وقد بدت ايضا شجرة التبلدي الرائعة بالظهور، و منظر هذه الشجرة بعد تساقط اوراقها يبدو خاصة مع ساعات الغروب كمارد عملاق ذو قرون عدة، او لعلها بدت لي كذلك بوصفي مستشرق مفتون بكل ما تحتويه بلاده من كنوز طبيعية لم يراها و ان سمع عنها الكثير..

قال لي مرافقي ان المناظر في الخريف اكثر جمالا و رونقا ممانراه الان بكثير،و لكنني لم ارد افساد متعة النظر الى هذه الاراضي، و اجلت تخيل الخريف هنا الى وقت لاحق، و ان كنت قد قررت بيني و بين نفسي لاحقا ان اتي و ازور هذه المدينة في خريف ماطر.

دلفنا الابيض حوالي الساعة الخامسة ظهرا، و مررنا بجانب المطار و ايضا هناك قاعدة عسكرية ما على يمين الطريق.. تعمدت عدم التدقيق في ملامحها لحساسية سلبية تجاه كل كاكي في سماء بلادي، بعد رؤية كوستي و شندي في الاجازة الماضية لم اتفاجاء كثيرا بالابيض، ذلك لاني عدلت توقعاتي قليلا، و لكن فوجئت بالعديد من المنازل الفاخرة و العمران الذي بدأت ملامحه في احيائها الجديدة، وبدى و اضحا ان سكان هذه المدينة يرغبون في البقاء و الاستثمار بها مهما كلفهم ذلك، هذا الاحساس لم اجده في كوستي و لا في شندي و لا حتى مدني على الرغم من قربها من الخرطوم.

و لعل هذا الاحساس هو الذي دفع بصديقي الصاوي الى العودة بعد ان استقر في القارة الاوروبية لعديد من السنين.. مررنا بسوق ابجهل و المستشفى و شارع العيادات و وصلنا الى هدفنا في حي الشويحات.. و آسف لاني لا اجيد الوصف فالمكان بالنسبة لي غريب تماما، و لفت نظري الهدوء الكامل و السكينة التي تشع من عيون الناس منبئة عن سكينة روحية كاملة مقارنة بالشفقة و الهرولة المزروعة في كل وجوه العاصميين سواء اخرطوميون كانو ام امدرمانيون ام بحريون....

لم نمكث طويلا في الابيض فقد كانت رحلة دار حامد في انتظارنا، و بعد ان تشبعنا و روينا اشواقنا لمضيفنا الارباب الصاوي.. بدأنا نجهز عمليا لرحلة الغد الى دار حامد....

تحركنا الى بارة صباح وقفة العيد و قد كان من المقرر ان نتحرك باكرا لكننا لم نتوفق لاعطال خاصة بالسيارة حيث لم يكن فيها مفتاحا للعجل كما ان اطار السيارة الاضافي كان معصلجا و محتاجا لمنفلة مناسبة، قمنا بصناعتها على عجل في المنطقة الصناعية.. التي قيلنافيها ثلاث ساعات كي ننجز المنفلة تمتعنا فيها بسندوتشات فول كاربة مع قزاز الميرندا السودانية التي اصبح حجمها 350 مل. مع اشتداد التنافس بينها و بين الفانتا...


ساواصل لاحقا فقد داهمني الليل

Post: #8
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: yumna guta
Date: 03-14-2005, 10:02 PM
Parent: #7

الاخ امجد
التحيات الطيبات
حمد الله على السلامة انشاء الله لقيت كل الاهل و الاحباب و الاصحاب بخير و عافية


واصل انا اتابع سردك المرتب والجميل!!!!

Post: #9
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: abuguta
Date: 03-14-2005, 11:19 PM
Parent: #8


امجد
شوقتنى والله شوقتنى
انا راجع لبلادى
وصفك حلو
واكتر حاجة عجبتنى ست الشاى بتاعة القطينة
والمرة دى متكيفة لانها فكت ليك السقطة بكبايتها
الحارة ولقيماتها الدافية...
بعد رجوعى من الهند مكثت فى السودان شهرين ودا كان عام 99 ..فى تلك الفترة مارضت اخى
فى مستشفى الانف والحجنجرة..لمدة 15 يوم ...صرت فيها زبون لست شاى ساعتها من اول يوم
باخفاء كفتيرتها داخل حوش المستشفى ..من ناس البلدية قطاعين الارزاق...وصاحبت هاوس مان وهاوس وومن حداد لنج_نبطشية..كنا بنتعشى مع بعض جنب لكوندة الرشايدة..وبحشى باقى الفول للدكتوره
زميلته وهو يضحك اتمنى من الله ان تكون صارت دكتورة كبيرة..,وهو كمان...مرة جالس مع ست الشاى وجاء طالب يمنى استلف منها فلوس وهو طالب فى كلية الصيدلة...سالتها منه قالت لى دا زى ولدى
لما يكون عنده فلوس زائدة بتركها معاى ولما يفلس بجى يستلف منى...خرج اخى من المستشفى...ونسيت
تلك الاحدث...كركاب قطر الفدربا وانا عابر من بومبى..الى موقع دراستى فى الهند...وحين وصلتنى الاقامة المكروه مؤخرا...كان لابد من القيام بدرى..للوقوف فى صفوف الاجراءت..كنت مبيت فى بيت اختى فى السلمة ..قبل صلاة الصبح ركبت بوكسى رمانى فى السوق المحلى..وقابلنى دفار ركبت داخله
سمعت صوت مرة تنادينى غابت ملامحها مع ظلام الدغش وخلط زهنى لشخصات سودانى الحبيب فى الشبه السحنة فقالت ياولدى هوىىىىىىىىىى اخوووووووك خرجوه من المستشفى قلت ليها ايوة
قالت لى والله سالت منك صاحبك الدكتور...قال لى ما بعرف عنوانك...انا ساكنه فى عد حسين لو اخوك
فى السلمة ادينى وصف البيت عشان اجى ازوره....زوجها متوفى بتها من جالوص ..ولدها فى العالى ومصرة
يدخل الطب...
دا السودان يامجد بكل شرائحه... لكن الحنية والمحنة والطيبة فى زى ديل ...الغبش المساكين
تصور شوف ست الشاى دى بتتعامل مع شرائح كتيرة وما بتنساك ولو كن عابر
عليك الله لو عندك زمن زور ابقوتة واشرب لى شاى فى قهوة عبد العاطى..واكل لى فول فى مطعم
اسكندر....وما بعرف ستات شاى هناك لكن قالو كتتتتتتتتتتتتتتتتار خالص
ومعاهن ستات كسسسسسسسسرة وديل يوم السسسسسسسسسوق
ونحن فى انتظار الجديد
ولقدام

Post: #10
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-15-2005, 03:46 PM
Parent: #1

سلام جميعا
الاخت يمنى
كل التحيات الطيبات لكي كذلك، و اتمنى ان تكوني بخير في بلاد العم سام القاسية..
وجدت الاهل بخير و صحة و عافية و تزودت منهم بجرعات معنوية لمجابهة صقيع هذه البلدان الاجتماعي..

الاخ ابو قوتة ها انت تضيف ملحمة حقيقية من حميمية السودانيين و التي و ان حاول حرَاس النوايا اقتلاعها فانها ثابتة للابد، وهي التي تشكل المنبع الذي نستمد منه جميعا القدرة على البقاء و المقاومة، تأثرت جدا بقصة ست الشاي، و لكم هن عظيمات نساء بلادي، و ستات الشاي من الفئات التي اضافت للسودان نكهة خاصة... جدا... و اذكر انني في مدني اتشريت في شراء تذكرة و بعد عدة كبايات شاي كاربة قامت ست الشاي بتسهيل المهمة التي بدت مستحيلة، كل ذلك بسبب ونسة صادقة و عادية، لكنه السودان يدهشك دائما.. بكل ما فيه...


نواصل

تحركنا بعد ان شارفت الشمس ان تستقيم عمودية على ارض كردفان الرائعة، و نظرا لان الفصل كان شتاءا فلم يكن هناك حرا يذكر... و اثناء خروجنا من الابيض دلف الاخ الصاوي على بعض المعالم في الابيض و منها كلية الطب و جامعة كردفان، و تفاجأت من نوعية المباني الرائعة لتلك الجامعة، قال لي بعض الاخوة في الابيض ان الجامعة اقامت شركة استثمارية و استشارية للمباني و قامت ببناء مباني الجامعة و كانت ربحية في نفس الوقت، و هذا يعكس الروح التي لمستهابأن سكان هذه المدينة عازمون على خلق الفرق بايديهم و على الرغم من القرار المتهور في اقامة عدة جامعات الا انهم ارادوا ان يجعلوا جامعتهم جامعة حقيقية لا يافطة تزول مع زوال الانقاذ و ذهاب دينارها الذي تلوح مشنقته في الافق، و هذا دأب آل كردفان منذ ان سمعت عنهم فلطالما ساهموا بنقودهم لاستجلاب خط مياه من بارا الى الابيض و لكن كانت الحكومات لهم دائما بالمرصاد، و تقوم بالاستيلاء ليس على ميزانياتهم القومية بل حتى على تبرعات ابنائهم في الغربة لاي مشروع يرغبون في تمويله بانفسهم..

من الامور الايجابية ايضا - الحق يجب ان يقال - شارع الابيض بارا و الذي جعل المسافة بين المدينتين تبلغ نصف ساعة بعد ان كانت حوالي الساعتين، و قد رأيت اثار الشارع الترابي على جانب الظلط.. و سوف يؤدي هذا الشارع بلا شك الى ازدهار بارا و الابيض على حد سواء في المستقبل القريب، كما انه ساهم في ترقية التجارة بين الابيض و منطقة دار حامد و الخيران بصورة عامة، اذ اختصر الزمن اللازم لوصول خضار الخيران المميز الى الابيض، حيث يتخاطفه الاهالي نظرا لجودته ونكهته و اعتماده على الاسمدة الطبيعية، و قد اتاحت لي الظروف تذوق تلك الخضروات ابان وجودي في ام حامد، و اذا كان الفرق كبيرا بين خضروات اوروبا و امدرمان فالفرق بين خضار امدرمان و الخيران هو فرق بنفس المستوى..
معليش مليت ليكم البوست خضار التقول عندي جزارة.... لكن اصلوا اخوكم ضارباهو جوعة و بتذكر في اكل السودان الكارب..

ايضا من المناظر الايجابية و الواعدة مصفاة الابيض للبترول مما يعني ان هذه المدينة ستشهد تطورا كبيرا في السنين القادمة.. و يشكو اهلها الان من ازدحام شوراعها التي تعتبر فارغة بالنسبة للخرطوم.. لكن الازدحام مسألة نسبية تختلف من شخص لشخص و الاحساس بهامختلف ايضا..

وصلنا بارا بعد نصف ساعة بعد ان دفعنا في نقطة تفتيش مبلغ 4 الف جنيه رسوم مرور.. يحرسها رجال من شركة الهدف الخاصة .. و المملوكة كما سمعت لاحد اقطاب الجبهة، يعني حتى نقاط تفتيشنا اتخصخصت...

على جانبي الطريق وجدنا غطاءا نباتيا مختلفا من شجر الدليب (نعم شجر الدليب) لم اصدق عيناي في باديء الامر، فحسب معرفتي ان الدليب شجيرة كحيانة لا تقوى على عمل جذوع و اخذ شكل الشجر، و لكن وحياتكم دليب عديل كده كأنه واقف على حيله او راكب ليه عجلة من شجرة اخرى، و قال لي الصاوي ان هذه المنطقة كانت تزخر في الماضي بشجر الهشاب لكن الجفاف و التصحر غير من غطائها النباتي لصالح الدليب و المسكيت..

يجب عليك ان لا تسرع في شوارع السودان المختلفة خاصة عندما تلوح في الافق حيوانات فردود فعلها غريبة تجاه الاصوات و البوري خاصة الحمير و الغنم التي تغير اتجاهاتها فجأة لتقدل على سنجة عشرة في وسط الشارع فلا يسعك الا ان تزهج و تكورك و تنبذ، لكن اها الحمار حتنبذو تقول ليهو شنو...!!!

وصلنا بارا و دلفنا الى بيت الحجة زهراء اخت مضيفنا الكريم فاستقبلتنا بترحاب كبير و حصلناها في اخر لحظة كي نوقفها من ذبح عتيت كان يرتع في الخارج، حيث اخبرها الصاوي باننا على سفر و يجب ان نلفى الشمس قبال تغيب و الضبيحة قد تأخر علينا الزمن، الزمن الذي قضت المنطقة الصناعية بالابيض على جزء كبير منه..

و لكن ذلك لم يشفع لنا من العصيدة الكردفانية الكاربة، وهنا سقط ود البندر في اول امتحان، حيث قمت بصب الملاح فوق العصيدة بدلا من حولها، و منذ تلك اللحظة التصق بي لقب المستشرق و الذي اردده الان باستمتاع فهو يذكرني باحداث قريبة الى قلبي... و عصيدة كردفان من الدخن و اكثر سمكا من عصائد البندر و الذ طعما، و ان كنا كامدرمانيين ناكل عصيدة الدخن لكن دائما ارتبطت في اذهاننا باللبن و السمن.. لكنها هنا عامل مشترك لكل الملاحات و الالبان..

تحركنا بعد ساعة نحو دار حامد و قاد الصاوي السيارة في اتجاه الشمال على ما اعتقد و فقدت بعد ذلك اي احساس بالمعالم، فقد دلفت سيارتنا الى خلاء السودان الفسيح و رماله الكثيفة... و الاخ الصاوي يقود السيارة كاننا في رالي باريس داكار، و الحقيقة فانه بعد نصف ساعة ساورني احساس غريب بالرهبة و باننا لن نصل الى مبتغانا و مقصدنا فالارض امامنا ممتدة بلا حدود و لا توجد اية علامات او بشر في اقصى الافق و جائني احساس التعبير الانجليزي
in the middle of no where!!!
و سارسل عبر هذا البوست صورة من السيارة حتى توضح المنظر الذي كنت اراه امامي في تلك اللحظة و الحقيقة ان هذا المنظر كان حولنا في كل الاتجاهات، و سالت الصاوي كيف تعرف الاتجاهات في هذا الخلاء، فقال الواحد هنا بيمشي باحساسه بس بعدين بتجي بعض الحلال التي توضح لك المسار.. و انا في ذهولي ذاك اتامل هذا الرجل الذي اتى من هذه المنطقة ليدرس الطب في عين شمس و ليجوب الدنيا و ليرجع الى وطنه و مرت بذاكرتي حينها قصة مصطفى سعيد و الاختلاف بين الرجلين في السلوك الشخصي كبير... لكن الشبه يكمن في العودة الى الوطن.. و الحقيقة ان مجتمع دار حامد قريب جدا الى واقع رواية الطيب صالح، ذهابي الى تلك المناطق قرّب الى ذهني تفاصيل تلك الرواية و جعل شخوصها تتشكل امامي، حتى انني قابلت شخصية السليك و التي اقرب ما تكون الى شخصية الزين المتميزة في تلك الرواية الخالدة...

ساواصل لاحقا
فهذا الليل لا يفتاء يداهمني و يقطع على التواصل معكم..
لكم ودي و الى الغد بعون الله...

Post: #11
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-15-2005, 03:53 PM
Parent: #1



هذا هو المنظر الذي كنت اراه امامي طيلة 3 ساعات.
لم اكن ارغب في ارسال صورة هنا لان ذلك يطلق العنان لخيال القاريء لكن الكثيرين كانوا تابعوا بوست الصور فلا ضير من اضافة صورة اخرى..
تحياتي

Post: #12
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: خدر
Date: 03-16-2005, 00:08 AM
Parent: #11

Quote: وصلنا بارا

التشكيل مهم يا امجد
خاصه بعد نيفاشا..
هل تقصد المدينه
ام
المكان !!








استرسل .. انامتابعك شديد
و ماتغيب .. لانو حا اركب اجيك تتمها لي

Post: #13
Title: Re: بغني لشعبي و مين يمنعني!! انطباعات عائد من السودان جزء 2
Author: Amjad ibrahim
Date: 03-17-2005, 05:08 AM
Parent: #1


سلام جميعا
العزيز طارق - خضر-
طبعا التشكيل مهم خاصة بعد نيفاشا، اقصد المدينة...

و الله بحاول ما اغيب لكن براك عارف البلد دي مشاكلها كيف... و ساكملها بالتلفون اذا لم استطع ذلك هنا..ها ها.

الحقيقية سؤالك عن النهاية يجعلني احس و كانو هناك نهاية مثيرة، الحق انها انطباعات فقط قد لا تكون لهانهايةمثيرة على الاطلاق...

على اي حال ساواصل

وصلنا بعد ان كدت ان افقد الامل الى علامة بارزة في الطريق و هي قرية ام نبق و تلفظ بالتسكين الواضح على كل الحروف.. و هناك سألنا عن اتجاه دميرة.. و كان السؤال في بئر القرية... او ما يمكن بتسميته بالصالون الاجتماعي للقرية، فيي آبار تلك المناطق يتم تبادل الاراء و الاخبار.. و ذلك بصورة دورية يوميا... و يعد ذلك منبرا اجماعيا بحق..
تحركنا من ام نبق شمالا على ما اعتقد و بدأت الخيران تظهر، و تغيرت طبيعة الارض مرة ثانية.... حيث بدأت الكثبان الرملية و بعدها الخيران تظهر، و ازدادت ايضا كثافة الخيران عددا..
و و ووجدنا بعض الخيران قد جفت بعد ان تركها اصحابها، و و اعتقد ان السبب كان الزراعة المطرية للدخن فقد شاهدنا دلائل على بقايا الدخن على الارض...
و ينتشر هناك ايضا نبات التمام الذي يستمعمل في بناء القطاطي، و يعطي الارض تماسكا، و قادة السيارات المهرة يختارون المرور بجانب التمام لتقليل فرصة وحول السيارة.... في الرمال

لحسن الحظ كنا نستقل لاندكروزر، اسبب الذي انقذنا من الكثير من المعافرة في تلك الرمال الناعمة، و كانت تبدو آثار البكاسي التي تعرضت للوحول و اثار المحاولات الجيدة لانقاذها من تلك الرمال.. و من التقنيات التي تعلمتها أن تتجنب الاماكن التي طرقتها السيارات لان الرمال تكون اقل تماسكا، و يعتمد السائق تكنيك المفارقة من الشارع المطرق و مقاطعته حتى لا يفقد الاتجاه.. و بعد الكثير من المفارقة و المقاطعة... استشرفنا دار حامد من على البعد

و رأينا بعض الاطفال و وضحوا لناالاتجاه المناسب رأينا من على البعد منزل اسرة الاخ الصاوي، و الذي بنى بشكل مختلف، عن بقية المنازل هناك، و اكتشفت لاحقا ان احد اخوة الصاوي المغتربين ينوي العودة للبلد و الاستقرار هناك، لذا قام ببناء منزل من الطوب بصورة مختلفة عن المنازل المنتشرة هناك.....

وساواصل لاحقا و عذار عن انقاطاع الامس

لكم تحياتي