** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية. منتديات سودانيز اون لاين

** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.


07-01-2008, 05:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=170&msg=1214931441&rn=15


Post: #1
Title: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-01-2008, 05:57 PM
Parent: #0

لعبقرية المكان ونظرية الحتم البيئي ، تأثيرات بالغة الأهمية ، في تشكيل وصياغة بنية الحياة والتساكن البشري في مكان ما ، عبر عنها الدكتور ( بركات موسى الحواتي - في مؤلفه المنشور - الذاتية السودانية – صفحة 41 ) قائلا :-
( .. تكاد الرقعة بكل ما تحمل من أبعاد – الموقع ، والمساحة والشكل والمناخ والنباتات والتضاريس ، أن تسجل الحضور الأساسي في تشكيل وتوجيه تاريخ الأحداث فيها ، من حيث إطرادها وقوة او ضعف تأثيرها ، ومن حيث تواصل او تبلور وتجانس الجماعات بها او نفورها ، ومن حيث رموز فلسفتها .
موجزا ما انتهى اليه نفر من علماء الجغرافيا السياسية ، بأن مميزات الموقع المناخية والإستراتيجية ، تمنح وتتيح دوافع التقدم ، وهي التى توجه السكان الي التلاؤم بين دواعي ظروفها ، واحتياجاتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية ..)
عند النظر للقطر السوداني بموقعه الإقليمي والقاري ، بمناخاته المتعددة وتضاريسه ومياهه وبيئته الحية ، وحدوده السياسية المطلة علي عشر دول برا وبحرا ، أراه مستكملا لشروط عبقرية المكان من حيث التوصيف ، وإذا إستصحبنا نتائج الحفريات الأثرية ومؤلفات المؤرخين وخارطة جغرافيته البشرية علي مر الحقب ، لا يمكن الجزم بإمتلاكه لذاتية ساكنة مستقرة ومتفرده .
ذلك علي الرغم من أسبقية وسطه النيلي منذ عصور ما قبل التاريخ الميلادي ، في استشراف مرافئ الحياة الحضرية والمدنية المستقرة ، غير أن تلك السمة الإيجابية هي نفسها التي منحته ميزات جاذبة فتحت اليه أبواب الهجرة من والي الجهات الأربعة .
من الملاحظ أن دوافع الهجرات البشرية ظلت علي ثبات قاعدتها منذ القدم ، حيث البقعة الحضرية تشكل بؤرة الإرتكاز ونقطة الجذب الرئيسة لمحيطها .
بتتابع الهجرات اليها وتكدس السكان في وحولها ، تبدأ البؤرة في خسارة مقوماتها الذاتية ، ومع دوران عجلة الزمن ترتخي قبضتها ويكتسب المهاجرون بثقافتهم قوة تنافسية ، عندها يذر الصراع الإجتماعي والثقافي والإقتصادي قرنه ، وتنداح حلقاته إتساعا بين الكيانات البشرية المتساكنة , وفي غياب منهج وقانون يضبط الحقوق ويعالج التفلتات ، وخطط تضمن توزيعا عادلا للثروة ، ينتقل الصراع لحيز الإحتراب واكتساب الحقوق بمنطق القوة المسلحة ، وتلك هي المرحلة الكارثية حيث تدمر المعالم الحضرية وتفقد الرقعة الكثير من قوتها البشرية وبنيتها الإقتصادية ، وتعود الرقعة بمن تبقى من سكانها الي نمط حياة أكثر تخلفا ، لتبدأ دورة جديد في صياغة وبناء حضارتها ببطء عبر دورات الزمن وتعاقب الأجيال .
..
نواصل إن كان في العمر بقية .

Post: #2
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمود الدقم
Date: 07-01-2008, 06:50 PM
Parent: #1

ود الملك عواصف من الود: وارى روائح الزنجبيل تكاد تعطر المكان هنا، ساجلس منتظرا المزيد، في محاولاتي لركل البوستات التي تدمن السياسة قولا وفعلا وتلميحا، ان كنت تزرع شيئامن ابداع فكري خلاق ثقافي تجدني حِداك، متابع...

Post: #3
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 07-01-2008, 11:36 PM
Parent: #2

اتفق مع الدكتور بركات الحواتى فى بعض ما اشار اليه
ولكن
ثمة خلل اجتماعى وثقافى
ثمة خلل سياسى كبير
هو المعبر الحقيقى عن ازمتناالراهنة
نحاول الانتظار ربما اجابنا المقال اوالدراسة
عن تساؤلاتنا
لك الود

Post: #5
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-02-2008, 11:43 AM
Parent: #2

الأخ الأستاذ محمود الدقم..
لك تقديري..

Quote: ود الملك عواصف من الود: وارى روائح الزنجبيل تكاد تعطر المكان هنا، ساجلس منتظرا المزيد، في محاولاتي لركل البوستات التي تدمن السياسة قولا وفعلا وتلميحا، ان كنت تزرع شيئامن ابداع فكري خلاق ثقافي تجدني حِداك، متابع...

ودكم شدّ إزار قلمي فلك مني مثله أضعاف ..
نعم فالننهض وقوفامتحاذيين متقاربين متوازنين متساوين أمام وطن نستأهله..
فأنت وأنا وهو وهي ..
من جيل كتب عليه التضحيات ..
جيل معني بالتبصير ونشر الوعي لتخطي ألأزمات واللحاق بركب حضارة العالم في الألفية الثانية ..
فهل نفعل ؟
صرير قلمك يعزني ..
حفظك الله .

Post: #4
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-02-2008, 08:53 AM
Parent: #1

لاخ المانجل

Quote: وتعود الرقعة بمن تبقى من سكانها الي نمط حياة أكثر تخلفا ، لتبدأ دورة جديد في صياغة وبناء حضارتها ببطء عبر دورات الزمن وتعاقب الأجيال .
..


او ليس من المحتمل تصنيف هذا المنعطف الخطير بداية مرحلة من مراحل النشأة والتطور (evolution) لبناء دولة عظمى ؟

Post: #6
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-02-2008, 11:48 AM
Parent: #1

لو رصدنا أحداث التاريخ ، تجلى ذلك المعيار فيما آلت إليه احوال حضارات سادت ثم بادت ، لا بسبب إنكسار قوتها العسكرية فحسب ، بل لإختلال منهج الحكم في عمليات الإستيعاب والدمج وتخلف معايير الضبط و سوء توزيع الثروة واختلال ميزان العدالة إجتماعيا واقتصاديا .
وهو نفسه المعيار الذي ضعضع حضارات الرقعة السودانية في العصور المروية والنوبية ، فلا الغزو الأكسومي ولا ثورة الشيخ عبد الله جماع وتحالفاته إبان الممالك النوبية ، كانا السبب الأساسي في زوبان الحضارتين إجتماعيا وثقافيا ، بل كانت العلة تكمن في فشل صيغة الحكم في بؤرة الرقعة ، في الحفاظ علي توازنها وقوة سيطرتها علي الجسد الإجتماعي المخترق من قبل هجرات تسربت اليه ببطء وتساكنت مع كياناته ، ونجحت الي حد كبير في الحفاظ علي كياناتها وتغذيتها بما يمنع إنصهارها التام في ثقافة الجسد الأم ، او ثقافة البؤرة .
مثل هذا القصور ظل مصاحبا لكافة الأنظمة التي حكمت رقعة السودان القديم والحديث، الي القدر الذي بدى معه التاريخ الحضاري للرقعة السودانية ، فاقدا لعنصر التسلسل المترابط مع الجذور ، ووروده في شكل جزر معزولة غير مترابطة ثقافيا وسيسيولوجيا .
لعل البعض يعزو فشل بنية الثقافة النوبية في تدجين الثقافة العربية الغازية ، لما خالطها وتبعها من فكر عقدي كان يملك منطق الحجة الأقوي في منافسته للعقائد السائدة في الرقعة آنذاك ، غير أن هذه الحجة تبدو غير منطقية وضعيفة عند قياسها بثقافات أخري غزتها الثقافة العربية بلسانها وعقيدتها مرفوعة فوق أسنة الرماح ، مثل ثقافة الفرس وفشلت في إقصائها ، بل واجهت الثقافة العربية عجزا في إختراق ثقافات أخرى أقل شأنا في الغرب الإفريقي و الهند وجزر الجنوب الأسيوي ، حيث افلحت تلك الثقافات في إستئناس الفكر العقائدي المصاحب بقبول تعالميه ومبادئه ، وعزلها عن اللسان العربي المصاحب عن طريق الترجمة والحصر في إطار ضيق لا يتعدى القدرة علي تلاوة القرآن بلفظ عربي ، ولو أعملنا التفكر في المنهج الذي تتبعة بؤر الحضارة الغربية المتسيدة اليوم ، لوجدناها مدركة لذلك المعيار ، فلا تسعي لحجر او استعداء المهاجرين اليها ، بل توفر لهم قنوات التعبير عن خصوصياتهم الثقافية علي تعددها ، غير أنها تلتزم منهجا ضابطا بما أشترعته من خطط وسنته من قوانيين واقامته من مؤسسات تنفيذية متخصصه ، تعمل بدقة متناهية في تيسير عمليات استيعاب المهاجرين ، وتفكيك ثقافاتهم المصاحبة واعادة دمجهم في مجتمع البؤرة وثقافتها السيدة ، فضلا عن إشتراع ضوابط أخرى تحكم تصرفات مجتمع البؤرة في مواجهة المهاجرين ، وتضمن توفير حقوق متساوية بينهم جميعا وتوزيع عادل للدخل .



ونواصل إن كان في العمر بيقية

Post: #7
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-02-2008, 11:52 AM
Parent: #6

ود الملك


اعجبني هذا التصريح لباقان اموم

Quote: ان السودانيين يجب ان يقروا بان بلادهم دولة فاشلة وصلت لمرحلة ألا نكون»، وقال: «هذا هو الخطر الحقيقي». وحسب أموم فان السودان الآن امام خيارين، الاول ان لا يكون، وذلك في ظل استمرار عدم وجود مشروع وطني جامع لصالح مشروع احادي، والثاني ان يكون عبر مشروع وطني جامع مبني على الحد الادنى من التوافق يقيم دولة السودانيين العادلة تتساوى فيها الحقوق.

Post: #8
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 07-02-2008, 12:01 PM
Parent: #7

Quote: بل كانت العلة تكمن في فشل صيغة الحكم في بؤرة الرقعة ، في الحفاظ علي توازنها وقوة سيطرتها علي الجسد الإجتماعي المخترق من قبل هجرات تسربت اليه ببطء وتساكنت مع كياناته ، ونجحت الي حد كبير في الحفاظ علي كياناتها وتغذيتها بما يمنع إنصهارها التام في ثقافة الجسد الأم ، او ثقافة البؤرة .
مثل هذا القصور ظل مصاحبا لكافة الأنظمة التي حكمت رقعة السودان القديم والحديث،


وهو ما ظل سائدا حتى يومنا هذا

Post: #9
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-02-2008, 12:16 PM
Parent: #8

الأستاذة سلمى الشيخ..
لك تقديري..
Quote: اتفق مع الدكتور بركات الحواتى فى بعض ما اشار اليه
ولكن
ثمة خلل اجتماعى وثقافى
ثمة خلل سياسى كبير
هو المعبر الحقيقى عن ازمتناالراهنة
نحاول الانتظار ربما اجابنا المقال اوالدراسة
عن تساؤلاتنا
لك الود

أتفق معه بدوري ..
حيث قدم الدكتور الحواتي توصيفا علميا محكما لمميزات الرقعة ..
اكمله بسرد وقائع مقروءة لتاريخ الرقعة وفيوضها الثقافية وحركة الكيانات البشرية..
احاول هنا الإشارة للنقاط الحيوية التي التقطتها ذاوية الوعي في ذاكرتك الفطنة..
و إن لم استوفها حقها ..
آمل أن يقدح المقال ذاكرتنا الثقافية والفكرية ويحفزها
نحو مزيد من الإضافة والتجويد لسبر أغوار ازمتنا الراهنة ..

توقيعك يثرى المكان..
كوني الى الجوار دوما..
متعك الله بالعافية ..

Post: #10
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-02-2008, 03:10 PM
Parent: #9

الأستاذ الطيب شيقوق..
لك تقديري..
Quote: او ليس من المحتمل تصنيف هذا المنعطف الخطير بداية مرحلة من مراحل النشأة والتطور (evolution) لبناء دولة عظمى ؟

أتفق معك إن لم يتجاوز محمول الإنعطاف غايات وأهداف التطور ..
ولعل ما آل إليه الإتحاد السوفيتي ماثل للعيان ..
ترى كم تحتاج روسيا لتعود لما كان عليه الإتحاد السوفيتي؟
في حالتنا طبعا المقارنة معدومة..
والإستيلاء علي ارضنا من قبل دويلات الجوار كل لما يحاذيه لم تعد نظرة تشاؤمية .
في ظل أنشطة عديده تدار علنا وسرا لبلوغ تلك الغاية .
مداخلتك تشرع النوافذ لحوارات يقظة ..
دام فضلك..
دع مقعدك الى جواري .

Post: #11
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-03-2008, 09:35 AM
Parent: #10

بشيئ من المقايسه نلمس أن الصراع الإجتماعي في السودان كان من ضمن أسبابه الرئيسة قديما والي الآن ، القصور الذي إعترى هذا الجانب ، فالثقافة العربية التي فرضت وجودها منذ نجاح ثورة المستعربين ، واجهت خللا منهجيا طوال فترات الحكم الوطني ، عجز عن تسوية مخلفات السياسة الإستعمارية واستكمال عناصر الدمج الإجتماعي والثقافي بين الكيانات المتساكنة ، ومن ثم خلق هوية وطنية يلتف حولها الجميع .
ذلك النقص لم يفت علي فطنة نفر من المفكرين والأدباء الحادبين منذ فجر الإستقلال ، فاجتهدوا في صياغة منهج يستوعب التباين الإجتماعي والثقافي ، ويعيد صياغة الهوية السودانية علي ذاتية متفردة ، تعبّر عن ثقافاته المتعدده بحرف عربي يمجد عرقه الهجين في كلية اقليمية افريقية الأرض والبيئة والمناخ ، إصطف من ورائها عدد من الأدباء والفنانين والمفكرين ، وتلقفه بعض أذكياء السياسيين ، محاولين صياغته في شكل شعار إلتف حوله السودانيون إبان مرحلة الكفاح ضد المستعمر ، غير أن الشعار فقد قوة دفعه الوطني ، بسبب عدم التوافق على تأطير فكرته, وإعادة صياغتها في شكل برامج وخطط عملية تكسر حدة السيطرة التقنقراطية على مؤسسات الدولة التنفيذية ، ومن ثم تحويله الى سياسات تسير عليه الدولة, وتبني علية مناهج التربية الوطنية.
وتجدر الإشارة هنا لمخلفات الصراع بين القطبين الإستعماريين حول مستقبل السودان ، وما أثارته من فتن شقت الصف الوطني , وهدمت روح الثقة والتعاون بين الكيانات السياسية المتنافسة .
في سبعينات القرن المنصرم سك الباحث والمفكر السوداني الدكتور نور الدين ساتي مصطلح ( السودانوية ) ململما في إطاره فكرة الذاتية السودانية ، وللتفريق بين دعاة السودانوية ودعاة الأفرقانية كتب السفير - د. خالد فرح ( مقال نشر بتاريخ الثاني من ابريل المنصرم بصحيفة سودانايل الإلكترونية ) واصفا السودانوية بأنها ( .. تتجاوز محض إنتماء بحكم الميلاد او الجنسية او الجذور ، او سائر متعلقات الحالة المدنية او الهوية الشخصية للفرد ، الى الإرتباط العقدي الدغمائي ، او الإيديولوجي بمثال تجريدي لكيان سوداني متميز .

تابع ..

Post: #12
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-03-2008, 05:51 PM
Parent: #11

العزيز أستاذ شيقوق
لك محبتي ..
Quote: اعجبني هذا التصريح لباقان اموم


Quote: ان السودانيين يجب ان يقروا بان بلادهم دولة فاشلة وصلت لمرحلة ألا نكون»، وقال: «هذا هو الخطر الحقيقي». وحسب أموم فان السودان الآن امام خيارين، الاول ان لا يكون، وذلك في ظل استمرار عدم وجود مشروع وطني جامع لصالح مشروع احادي، والثاني ان يكون عبر مشروع وطني جامع مبني على الحد الادنى من التوافق يقيم دولة السودانيين العادلة تتساوى فيها الحقوق.


باقان اموم من السياسيين المحبذين لأسلوب الصدمة لبلوغ الأهداف ..
هذا بالطبع مع استبعاد فكرة التآمر اوالانقلاب على منهج قائده ..
مع تقريب حسن النية يمكنني قراءة مقولته تحت منظور حق صدح به من أجل الحق..
ولعل النخب السياسية مجمعة على ضرورة التغيير لصالح وحدة الوطن وتجاوز مآسيه ..
ولكن ..
في تقديري منظور التغيير يجب أن يتعدى مفاهيم المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة
كما هو باد حتى اللحظة , الي التوافق حول مشروع وطني - لا بين الشريكين فحسب - بل كافة النخب السياسية والحركات والتجمعات الطرفية تؤسس لدولة سودانية كما ذهب اموم .
لك الشكر مجددا ..
خليك قريب .

Post: #13
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-04-2008, 06:40 PM
Parent: #12

لم تجد اجتهادات دعاة السودانوية رغم غزارة إنتاجهم الأدبي والفني ..
لم تجد بين المتنفذين في الدولة حتى الآن ..
من يلتقط القفاز ويحيل الفكرة الي برنامج وخطط تسير علية سياسات الدولة ..
سواء في عهود الدولة العسكرية او الشمولية او التعدد الديموقراطي ..

كان لتنافس الجهات الإقليمية المحيطة بالسودان - بحكم التداخلات الإجتماعية والثقافية..
أثره واسهامه بطريقة مباشرة وغير مباشرة في أزمة الحكم وعدم الإستقرار السياسي ..
وتوهان قادة واجهزة الدوله التنفيذية والنخبه الثقافية شئنا ذلك ام أبينا ..
فالإتجاه العروبي - ومركز جذبه شمال الوادي ..
هو المحور الأقوي والأبعد أثرا وتغلغلا في الحياة العامة..
ظل حريصا علي بسط نفوذه الثقافي والسياسي علي السودانيين ..
منذ ما قبل زمان حكم محمد علي باشا..
وحرص علي وجوده في الكيانات السياسية التي نشأت عقب الإستقلال..
ولم يعد غائبا عن الأفهام ..
أن إختراقات هذا المحور تتصاعد احيانا الي حد استخدام القوة لتغير أنظمة الحكم..
غير أن أثر هذا المحور من حيث دعم الوجود البشري ورفده..
أمسى ضعيفا الى حد كبير منذ اواخر القرن الثامن عشر .
تاريخيا ظلت علاقة شمال الوادي بجنوبه منفتحة ثقافيا واجتماعيا منذ القدم..
غير أن موقع شمال الوادي الإستراتيجي كان يعرضه دوما للغزو والإستباحة والإستحواذ من قبل حضارات العالم المتوسطي ..
ومن ثم تتعرض بنيته الإجتماعية والثقافية للإختراق والتغيير من زمن لآخر..
بسبب ذلك كانت تتباعد الخطى بين شقي الوادي لردح من الزمان تفضي أحيانا لتوترات حادة..
لهذا ظلت العلاقة بين شطري الوادي - رغم حوافذ المكان وعدم وجود عوائق طبيعية تعيق التواصل -مماثلة لقطبي مغنطيس لا يتوحدان أبدا .


نواصل إن بقي في العمر بقية ..

Post: #14
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 07-04-2008, 06:49 PM
Parent: #13

Quote: نواصل إن بقي في العمر بقية ..


الله يمد في أيامك يا ود الملك يأخي والله الواحد بستفيد من بوستاتك كتير جدا
الله يقويك ويسند ضهرك باقي الصنقيرة بتاعت الكمبيوتر دي صعبة بالحيل
ومقدرين مجهوداتك رغم معاناتك لاوجاع الضهر .

عموماً لا ترهق نفسك كثيراً ستجدنا انشاء الله من الصابرين لمقدمك مرة اخري .

Post: #15
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-05-2008, 08:30 AM
Parent: #14

عزيزي محمد على طه الملك

تحياتي

بدأت دعوات الوفاق الوطني في السودان منذ تكوين مؤتمر الخريجين والجبهة الاستقلالية وكان ابرز مظهر لوفاق وطني عندما توافقت كل القوي السياسيه السودانيه علي اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان بالاجماع ؛ اتفق علي ذلك الاعلان دعاة وحدة وادي النيل ودعاة الاستقلال علي السواء ولكن سرعان مادبت الفرقة بين القوي السياسيه وبدأ السودان الدخول في دائرة مفرغة من عدم الاستقرار السياسي؛ تمثلت في تكرار ممل لنظام تعددي أنتخابي يتهم بإقصاء بعض القوي السياسيه ينتهي أجله بحركة عسكرية تقود الي نظام شمولي آحادي ينتهي عمره بثوره شعبية او انتفاضه ( سمها ماتشاء) تقود الي نظام تعددي انتخابي وهكذا تبدأ الدوره التالية من عدم الاستقرار ؛ فلا يستقر السودان علي نظام . فهو تارة نظام برلماني ينتخب فيه البرلمان رئيس الوزراء ويعزله وهو تارة أخري نظام جمهوري . ولا يقضي الله للسودان بدستور فهو تارة دستور انتقالي وتارة أخري دستور دائم لايدوم الا مايدوم النظام ( والجهاز التشريعي) الذي أبتدعه واجازه هو تارة برلماناً وتارة أخري جمعية تأسيسية تؤسس لدستور لا يأتي ابداً وهي تارة أخري مجلساً للشعب أو مجلساً وطنياً كلها محاولات للم الشمل وكلها محاولات لقوي سياسيه تحاول جاهدة ان ترسم المجتمع كما تحب وتهوي مقصية للقوي السياسيه الأخري. ودخلت البلاد في دومات حرب أهليه ؛ ففي الجنوب حرب اهليه لم تضع اواراها الا فترة وجيزة من عمر استقلال السودان لم تتجاوز ال 15 عام من عمر استقلال جاوز الخمسين عاماً وظهرت أمم ودول استقلت بعد سنوات طوال من استغلال السوان ولكنها تمكنت بفضل نعمة الاستقرار السياسي من بناء وطنها. ولم يلتفت السودان لبناء الدوله ولبناء الوطن وللتنمية ، وهيهات ان يتمكن من ذلك دون استقرار سياسي. ولكن كيف الطريق لاستقرار سياسي مع لعبة اقصاء الغير والغاء هوية الآخر؟ وابتدع السودان وادمن مسألة الدعوة الي المصالحة الوطنيه وبالطبع لا مصالحة الا بعد عداء . فالدعوة الي الوفاق الوطني والي المصالحة الوطنية تفشي بوضوح حالة العداء والاقصاء التي تعيشها البلاد. فبدون العدائيات ومحاولات الاقصاء والابعاد للقوي السياسيه الأخري لا تظهر حاجة الي مصالحة وطنيه. فالمجتمعات المتقدمة متصالحة مع نفسها . لاتحتاج ولا تسأل عن وفاق وطني ولا عن مصالحة وطنية ؛ وانظر الي الدول التي تدعو حالياً الي مصالحة وطنية تجدها جميعها دول نامية تطحنها الحروب الاهلية ،وتتسم بمجتمع منقسم علي نفسه يعمل بعضه علي اقصاء البعض الآخر؛ ومن هذه الدول من جيراننا كينيا ويوغندا وشاد والصومال وارتيريا ثم افغانستان وباكستان والعراق وكوبا ودرجت دوله مستقره كأستراليا علي ان تحتفل بالوفاق الوطني مره كل عام في السابع والعشرين من شهر مايو. وتمتليء صحف الخرطوم هذه الايام (مارس 2008) بأخبار كثيره عن جمع الصف الوطني وهيئته. التي طرحت مؤخراً آلية جديده للوفاق الوطني تتضمن ملتقي قومياً بديلاً لاقتراحها السابق بشأن منبر لحكماء يقودون مصالحة وطنية . ويناط بالملتقي القومي التوصل الي توافق قومي حول الثوابت الوطنية . والجدير بالذكر ان المؤتمر القومي للوفاق هو مطلب احزاب المعارضه ولكنه لم ير النور سابقاً نظراً لاعتراض شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتخوفهما من استغلال المؤتمر للألتفاف والانقضاض علي اتفاقية السلام الشامل( الصحافه 12 مارس2008) . وسبق هذا التحرك توقيع اتفاقية "مصالحة" بين المؤتمر الوطني وحزب الأمه وجري تصالح وطني بين كل من الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني وكذلك بين الاخير والحزب الشيوعي. وتمكنت الحركة الشعبية من خلق تضامن بينها وبين 12 حزباً وهيئة حول مشروع قانون الانتخابات . ويستطيع الباحث ان يري في كل هذه الحركات محاولات لجمع الصف الوطني والمصالحه الوطنية. ولا بد لنا من وقفة علمية هنا . اي مصالحة وطنية هي نتائج لعداء . وهي غياب لرؤية مشتركه وهي غياب لثوابت ترضاها الامه . في غياب الثوابت والرؤي المشتركه يعمل كل فريق علي إقصاء الآخر وتظهر العدائيات ومحاولة قلع الآخر وتصفيته سياسياً . ثم نستشعر الخطر علي البلاد من جراء العدائيات ونسعي نحو وفاق وطني ونحو مصالحة . ولكن في مسعانا ذلك نخطيء فكل محاولات المصالحة الوطنيه في السودان باءت وستبوء بالفشل، لاننا في الحقيقه لا نعالج الداء الذي ادي للعدائيات ولكننا نحاول ان ندواي العرض. وهنا ممكن الخطأ العلمي . كل محاولات السودان في المصالحة الوطنيه اخفقت وستخفق لأنها فشلت في تعريف قضية السودان وتحليل مشكلته . ركزنا علي عرض مظاهر الاختلاف واغفلنا مصدر الداء والمرض . الطبيب الذي يعالج العرض ومظاهر مرض ولا يلتفت للأسباب الجوهرية للمرض لا يداوي المريض. قد يخفف من الآمه لحين، ولكن المرض باق ؛ وسيظل المرض موجوداً وقد يودي بحياة المريض لان الطبيب فشل في استقصاء سبب الداء وعلاج المرض وركز بدلاً عن ذلك علي اعراض ومظاهر المرض. وهذا بالضبط ماحدث ويحدث في السودان. لم نتوقف لنعرف المشكلة التي ادت للعدائيات التي ادت بدورها لأقصاء الآخر ومحاولة اقتلاعه من جزوره ونحره سياسياً . القضية الاساسية تكمن في فشلنا في تحليل مشكلة السودان . ولكن علم الاداره يسعفنا بآليات لتحليل المشاكل ولتحليل السياسه العامه وتقصي الاسباب الحقيقية للتردي . اعراض المشكلة هي غير مسبباتها . فالاعراض ما هي الا مؤشرات تنبيء بوجود مشكله . الصداع عرض قد يشير الي مرض بسيط أو خطر. الا انه عرض لمرض. فأذا ركزنا علي ازالة العرض بأن نأخذ حبة ( اسبرين) أو ( بنادول) أو أي مخفف او مزيل للألم نكون قد أخفينا العرض ولكن يظل السبب الحقيقي للصداع باقياً دون علاج . وعند التحليل العلمي الهاديء لمشكلة السودان في حاجته الدائمة "لمصالحة وطنيه" نجد ان المشكلة تكمن في ان القوي السياسية التي تتمكن من ادارة الدولة تفشل في التفريق بين دورها كحكومة وبين الدوله. سبب العدائيات التي تقود الي إقصاء الآخرين والي محاولة الآخرين تحطيم الدوله هي استغلال الحكومة لأدوات الدولة دون وجه حق. فشل السودانيون في فهم الاختلاف وفي فهم العلاقه بين الحكومة والدوله . وجاءت حكومات تستغل الدولة لصالحها. ويظهر تمكن الحكومة من أجهزة الدولة واستغلالها لتلك الأجهزة في غير ماحياد في جميع عهود السودان التعددية والشمولية . ففي الديمقراطية الثانية حل الحزب الشيوعي. وكان رأس الدوله قد هدد بأنه سيقود بنفسه المظاهرات التي تدعو الي حل الحزب . وسارعت الجمعية التأسيسية المنتخبة لالغاء عضوية الأعضا المنتمين للحزب الشيوعي؛ وعندما انتصرت المحكمة العليا للحزب الشيوعي وأصدرت قرارها النهائي بعدم دستورية طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان ؛ ترفض الحكومة تنفيذ قرار المحكمة وتسميه " حكماً تقريرياً" اي غير ملزم للحكومة . والحكومة في ذلك الموقف لا تفرق بين سلطاتها وبين الدوله . ويجيء نميري ويعلن علي الملأ ان اعداء ثورة مايو هم اعداء الشعب . أي أن من لا يكون مع ثورة مايو أو يعارضها وهو قطعاً خائن لشعبه ووطنه . وهكذا جاءت نظم استولت علي الحكم وأعتبرت الدوله بكل مكوناتها ملكاً لها . وهنا مكمن الداء . لم نستطع في السودان ان نضع حداً فاصلاً - كما ينبغي ? بين الحكومة والدوله حتي لا تستغل أجهزة الدولة بوساطة الحكومات. ولكن تنتفي تماماً الحاجه الي مصالحة وطنية اذا مالتزمت الحكومه بحدودها . لأننا في هذه الحالة نلغي سبب العدائيات . طالما رأي المعارضون ان الحكومة لاتؤذيهم ولاتلاحقهم بأجهزة الدوله. يعارض المعارضون الحكومة ويعملون علي اسقاطها فذلك من حقهم ؛ ولكن يعملون مع الحكومة في بناء الدوله . ولا يعمل مواطناً متفق مع الحكومة او معارض لها علي هدم بيته ؛ فيحب جميع السودانيين دولة السودان ووطن السودان ويأملون ويعملون علي رفعته وبقائه متطوراً آمناً ؛ فقط علينا ان ننتبه للفرق بين الدولة والحكومة . ?? ?? ?? ??

معزتي

Post: #16
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-05-2008, 08:04 PM

Quote: وهكذا جاءت نظم استولت علي الحكم وأعتبرت الدوله بكل مكوناتها ملكاً لها . وهنا مكمن الداء . لم نستطع في السودان ان نضع حداً فاصلاً - كما ينبغي ? بين الحكومة والدوله حتي لا تستغل أجهزة الدولة بوساطة الحكومات. ولكن تنتفي تماماً الحاجه الي مصالحة وطنية اذا مالتزمت الحكومه بحدودها . لأننا في هذه الحالة نلغي سبب العدائيات . طالما رأي المعارضون ان الحكومة لاتؤذيهم ولاتلاحقهم بأجهزة الدوله. يعارض المعارضون الحكومة ويعملون علي اسقاطها فذلك من حقهم ؛ ولكن يعملون مع الحكومة في بناء الدوله . ولا يعمل مواطناً متفق مع الحكومة او معارض لها علي هدم بيته ؛ فيحب جميع السودانيين دولة السودان ووطن السودان ويأملون ويعملون علي رفعته وبقائه متطوراً آمناً ؛ فقط علينا ان ننتبه للفرق بين الدولة والحكومة . ?? ?? ?? ?


لأستاذ الطيب شيقوق..
شكرا على مداخلتك الثرة هذه ..
سوف اعود لها لاحقا.
مودتي .

Post: #17
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-05-2008, 08:12 PM
Parent: #16


Quote: شكرا على مداخلتك الثرة هذه ..
سوف اعود لها لاحقا


نتابع ايها الحبيب

Post: #18
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-05-2008, 08:33 PM
Parent: #16

الجزء الاخير..

الإتجاه الإفريكاني ..
ومركز جذبه دول المحيط الجنوبي والغربي .
لم يكن لهذا المحور وجود ثقافي مؤثر في الماضي مثلما هو في الحاضر ..
كان أثره الأكثر بروزا ولا زال في المجال الإجتماعي ..
حيث شكلت الرقعة بؤرة جاذبه لسكان ذلك المحيط ..
وملاذا آمنا للهروب إليه من كوارث الطبيعة والنزاعات الدامية في بلدانهم ..
فضلا عن فرص العمل اليدوي الواسعة المفتوحه في السودان .
ذات الدوافع الآنفه هي التي دعمت وجود إتجاه شرق إفريقي مركزه دول المحيط الشرقي .
غني عن القول أن الرقعة السودانية منذ تأسيسها كدولة مستقلة..
ظلت دول المحيط ترفد تكويناته البشرية ..
وظلت الحدود السياسية التي فرضها المستعمر تلعب دورا كبيرا في غل يد الإجهزة التنفيذية ..
بسبب إنشطار الكيانات القبلية الحدودية بين دول الجوار..
فضلا عن غياب المنهج ووسائل الضبط القانونية والإجتماعية الصارمة .
ولعلنا بدأنا نلمس ذلك الخلل في ظهور اعمال فنية وثقافية مؤسسه علي لسانيات ولكنات مراكزها بعيده عن الثقافات السودانية .
إن من الخطأ قصر عللنا عند حد مركزية الدولة وسوء توزيع الثروة فتلك منغصات يمكن تداركها ..
غير أن المهمة الأصعب ..
كيفية تحويل فكرة الذاتية السودانية او ما اصطلح عليه بالسودانوية..
الي مظهر قومي يعبر عن خاصيتنا المتفردة ..
وإحالتها الي ارتباط عقدي دغمائي .
إن اول ما يطلبه ذلك أن تتبني مؤسسات الدولة وكياناته السياسية ..
منهجا تطبيقيا تنشأ بمقتضاه مؤسسات تنفيذية متخصصه تعنى بالتنمية البشرية ..
وتضبط مسارات الحركة الإجتماعية والسياسية والثقافية ..
وتعيد صياغة البنية الوطنية وفق ذاتية سودانية ..
تكتسب قبولا داخليا واحتراما خارجيا في المحيطين الإقليمي والعالمي .
إن العمل على تغليب الوعي العروبي الإسلامي علي ما سواه من وعي إفريقي او العكس ..
هو عمل يقصي قوى فاعلة في المجتمع ..
ويصادر مستقبل الوطن لمصلحة التجزئة والتفكك .
فنحن - كما قال المفكر السوداني محمد ابو القاسم حاج حمد ..
في مؤلفيه العظيمين ( السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل )
( .. نحن كما نحن أ ي كما شاء الله لنا غيبا , وكما شاء لنا في تاريخنا الإنساني وموقعنا الطبيعي , تجمع شتات من الأجناس وظواهر طبيعية متباينة تمظهرت في كثافة
تخرج القوة الى فعل بفضل جاذب يستلب إرادة الشتات الي وحدة سودانوية.)

تاريخيا فعلتها من قبل الدولة المروية ..
عندما تخلصت من إرث الإستعمار الثقافي المصري الذي نهض عليه الكيان السياسي المستقل لوادي النيل الأعلى ..
واشترعت لنفسها عقيدة وثقافة ولغة تعبر عن ذاتيتها المتفردة .

فهل يفعلها الأحفاد في الألفية الثانية ويعبرون ؟؟
أم سيبتلعهم التوهان بين ( شيمة ) تيارات الجذب الإقليمية وصراع السلطة ؟؟


قيل :-
ليس عيبا أن يعترف المرء بقصوره ..
ولكن العيب أن يكرره ...

لنا في وقائع تاريخنا العبر .

Post: #19
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: اْسامة اْباّرو
Date: 07-05-2008, 10:50 PM
Parent: #1

العزيز محمد الملك
دراسة شيقة تيعث على التواصل ولمزيد من الإثراء انقلك والمشاركين الى
مجلة الأنثروبولوجيا العدد الثالث/ أغسطس 2002
الموروث الثقافي السـوداني
تحديات الوحدة الوطنية والانتماء الإقليمي
د. يوسف مختار الأمين
كلية الآداب - جامعة الملك سعود - الرياض
بحث قدم في ندوة "العالم العربي وأفريقيا: تحديات الحاضر والمستقبل"
الرباط 15 – 17 أكتوبر 2003 م.
http://www.arkamani.org/vol_3/anthropology_vol_3/sudan_...ultural_heritage.htm
ولى عودة


Post: #20
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-06-2008, 02:17 PM
Parent: #19

شكرا هاشم على السؤال هنا وهاتفيا من قبل ..
مرورك يسعدني .


الأخ أبارو ..
تشكر علي المداخلة ولنك الدراسة القيمة..
فهي متسقة مع المطروح وتفصل ما أجمل فيه ..
أنتظر المزيد منك ..
مرحبا.

Post: #21
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-07-2008, 10:04 AM
Parent: #20

Quote: يستطيع الباحث ان يري في كل هذه الحركات محاولات لجمع الصف الوطني والمصالحه الوطنية. ولا بد لنا من وقفة علمية هنا . اي مصالحة وطنية هي نتائج لعداء . وهي غياب لرؤية مشتركه وهي غياب لثوابت ترضاها الامه . في غياب الثوابت والرؤي المشتركه يعمل كل فريق علي إقصاء الآخر وتظهر العدائيات ومحاولة قلع الآخر وتصفيته سياسياً . ثم نستشعر الخطر علي البلاد من جراء العدائيات ونسعي نحو وفاق وطني ونحو مصالحة . ولكن في مسعانا ذلك نخطيء فكل محاولات المصالحة الوطنيه في السودان باءت وستبوء بالفشل، لاننا في الحقيقه لا نعالج الداء الذي ادي للعدائيات ولكننا نحاول ان ندواي العرض. وهنا ممكن الخطأ العلمي . كل محاولات السودان في المصالحة الوطنيه اخفقت وستخفق لأنها فشلت في تعريف قضية السودان وتحليل مشكلته . ركزنا علي عرض مظاهر الاختلاف واغفلنا مصدر الداء والمرض . الطبيب الذي يعالج العرض ومظاهر مرض ولا يلتفت للأسباب الجوهرية للمرض لا يداوي المريض. قد يخفف من الآمه لحين، ولكن المرض باق ؛ وسيظل المرض موجوداً وقد يودي بحياة المريض لان الطبيب فشل في استقصاء سبب الداء وعلاج المرض وركز بدلاً عن ذلك علي اعراض ومظاهر المرض. وهذا بالضبط ماحدث ويحدث في السودان. لم نتوقف لنعرف المشكلة التي ادت للعدائيات التي ادت بدورها لأقصاء الآخر ومحاولة اقتلاعه من جزوره ونحره سياسياً . القضية الاساسية تكمن في فشلنا في تحليل مشكلة السودان . ولكن علم الاداره يسعفنا بآليات لتحليل المشاكل ولتحليل السياسه العامه وتقصي الاسباب الحقيقية للتردي . اعراض المشكلة هي غير مسبباتها . فالاعراض ما هي الا مؤشرات تنبيء بوجود مشكله . الصداع عرض قد يشير الي مرض بسيط أو خطر. الا انه عرض لمرض. فأذا ركزنا علي ازالة العرض بأن نأخذ حبة ( اسبرين) أو ( بنادول) أو أي مخفف او مزيل للألم نكون قد أخفينا العرض ولكن يظل السبب الحقيقي للصداع باقياً دون علاج . وعند التحليل العلمي الهاديء لمشكلة السودان في حاجته الدائمة "لمصالحة وطنيه" نجد ان المشكلة تكمن في ان القوي السياسية التي تتمكن من ادارة الدولة تفشل في التفريق بين دورها كحكومة وبين الدوله. سبب العدائيات التي تقود الي إقصاء الآخرين والي محاولة الآخرين تحطيم الدوله هي استغلال الحكومة لأدوات الدولة دون وجه حق. فشل السودانيون في فهم الاختلاف وفي فهم العلاقه بين الحكومة والدوله . وجاءت حكومات تستغل الدولة لصالحها. ويظهر تمكن الحكومة من أجهزة الدولة واستغلالها لتلك الأجهزة في غير ماحياد في جميع عهود السودان التعددية والشمولية . ففي الديمقراطية الثانية حل الحزب الشيوعي. وكان رأس الدوله قد هدد بأنه سيقود بنفسه المظاهرات التي تدعو الي حل الحزب . وسارعت الجمعية التأسيسية المنتخبة لالغاء عضوية الأعضا المنتمين للحزب الشيوعي؛ وعندما انتصرت المحكمة العليا للحزب الشيوعي وأصدرت قرارها النهائي بعدم دستورية طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان ؛ ترفض الحكومة تنفيذ قرار المحكمة وتسميه " حكماً تقريرياً" اي غير ملزم للحكومة . والحكومة في ذلك الموقف لا تفرق بين سلطاتها وبين الدوله . ويجيء نميري ويعلن علي الملأ ان اعداء ثورة مايو هم اعداء الشعب . أي أن من لا يكون مع ثورة مايو أو يعارضها وهو قطعاً خائن لشعبه ووطنه . وهكذا جاءت نظم استولت علي الحكم وأعتبرت الدوله بكل مكوناتها ملكاً لها . وهنا مكمن الداء . لم نستطع في السودان ان نضع حداً فاصلاً - كما ينبغي ? بين الحكومة والدوله حتي لا تستغل أجهزة الدولة بوساطة الحكومات. ولكن تنتفي تماماً الحاجه الي مصالحة وطنية اذا مالتزمت الحكومه بحدودها . لأننا في هذه الحالة نلغي سبب العدائيات . طالما رأي المعارضون ان الحكومة لاتؤذيهم ولاتلاحقهم بأجهزة الدوله. يعارض المعارضون الحكومة ويعملون علي اسقاطها فذلك من حقهم ؛ ولكن يعملون مع الحكومة في بناء الدوله . ولا يعمل مواطناً متفق مع الحكومة او معارض لها علي هدم بيته ؛ فيحب جميع السودانيين دولة السودان ووطن السودان ويأملون ويعملون علي رفعته وبقائه متطوراً آمناً ؛ فقط علينا ان ننتبه للفرق بين الدولة والحكومة . ?? ?? ?? ??


أخي الأستاذ شيقوق ..
أعلاه وضعت أصبعك علي جرحنا المتقيح ..
تماما كما قلت كل الإتفاقات والتحالفات والمصالحات كان مصيرها الفشل لأنها كانت تعنى بالأعراض
وتهمل او تتجاوز أصل المشكل ..
نعم منذ إستقلال البلاد كان الخلط والتدامج واضحا بين مصطلحي الدولة والحكومة ..
وظلت الدولة هي الحكومة والحكومة هي الرئيس بحكم خلفية تكويننا العشائري ..
فالسودانيون لم ينشئوا دولة ..
بل ورثوا خارطة جغرافية ومنهج تربوي ونظمام إداري وضعه المستعمر ..
كل ما فعلوه أنهم سودنوا سلطتها التنفيذية والتشريعية والقضائية ..
كل الدساتيير التي صدرت لتأسيس دولة سودانية لم تصدر عن جمعية تأسيسية ..
كل الجعيات التأسيسية ازيحت بإنقلابات قبل أن تنهي دورها الدستوري ..
ربما فتحت نيفاشا الآن الدروب أمام إعادة صياغة الدولة ..
شريطة الا تأسس لدولة فونج أخرى او دكتاتورية الشريكين ..
فالسودان بتكويناته المختلفة أعقد من أن يقرر مصيره شريكان وبضع تحالفات
كيفما كانت بيدهم أسباب القوة الآن ..
صحيح إن التراضي حول مبدأ التعددية السياسية وخيار الإنتخاب ..
يفرج أزمة الإنقاذ ويزيح عن كاهلها تهمة النظم الشمولية ..
غير أن ذلك لن يجعل من الحكومة المنتخبه ممثلة لإرادة الأمة ..
ولا منشئة للدولة الحاملة لثوابت الأمة ..
ما لم تمنح الولايات حقوقها الفدرالية كاملة غير منقوصة ..
وتنتخب الولايات حكوماتها قبل أن تخوض الإنتخابات العامة ..
ثم تنهض بدورها في استكمال بنية الدولة وقوانينها الحارسة وسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائة ..
بتفصيل يبين سلطات الدولة كدوله لا يملك أيا كان حق إختراقها ..
وسلطات الحكومات الولائية والإتحادية وحدودها أيا كان فكرها واتجاهها وأشخاصها ..
عندها تصبح الدولة هي الوعاء الثابت الحامل للتراث والمبادئ العليا وسيادة الشعب على أرضه ..
والحكومات - إتحادية كانت ام ولائية - مجرد أجهزة
1- تنفيذية مخولة لأداء مهام الحكم نيابة عن الشعب ..
2- تشريعية مخولة لسن القوانين ورقابة السلطة التنفيذية بتجرد ومحاسبتها ..
3- قضائية مستقلة تنهض بدورها في تحقيق العدالة وحماية الحقوق والحريات العامة ..


شكرا مره أخرى أخي شيقوق .

Post: #22
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-07-2008, 11:12 AM
Parent: #21

Quote: شريطة الا تأسس لدولة فونج أخرى او دكتاتورية الشريكين ..


يا ريت يا العزيز ان عادوا بنا لدين العبدلاب وادارة الفونج فهي انقى واطهر من مشروعهم الحضاري


معزتي


Post: #23
Title: Re: ** أعمال القلم ** تنازع العقل السوداني بين التفرد الذاتي واتجاهات الجذب الإقليمية.
Author: محمد على طه الملك
Date: 07-07-2008, 04:30 PM
Parent: #22

الأستاذ شيقوق ..
Quote: يا ريت يا العزيز ان عادوا بنا لدين العبدلاب وادارة الفونج فهي انقى واطهر من
مشروعهم الحضاري

عفوا لم أكن أعني ما ذهبت اليه ..
فلا احد ينكر أن دولة الفونج كانت دولة سودانية فدرالية في وقت لم يكن العالم قد أدرك بعد
معنى النظم الفدرالية ..
غايتي من الإدراج هو التذكير بمثالب الشراكة الثناية وتحالفتاهما ..
إن لم ترعاه وتحمية مؤسسات تمثل كافة الأمة..
حيث تتحول فيما بعد لدكتاتورية الشريكين ..
عندما يهمل كل شريك الأطراف التى تحالفت معه ومنحته قوة الدفع في سنواته الأولى ..
ثم يتحول الأمر فيما بعد لصراع بين الشريكين ..
يسعى كل منهما لإقصاء الآخر فتعود البلاد للمربع الأول ..
لقد تأسست دولة الفونج بشراكة بين الفونج والعبدلاب ..
وكان لكل منهما حلفاء دعموا سنوات التأسيس ..
غير أن غياب مؤسسات تحمي حقوق الحلفاء جميعهم وهيكل الشراكة وقتذاك ..
دفع كل من الشريكين لإهمال تحالفاته ..
وتحول الصراع ـ كما حدثتنا الدراسات التاريخية ـ لصراعات بين الشريك وحلفائه ( حروب العنج والفونج )
و ( حروب العبدلاب والجعلين والشايقية )أدت الي إضعاف الثقة وضعضعة بنية الشراكة..
ثم انتقل الصراع ليكون بين الشريكين ( حروب العبلاب والفونج )..
فاندفعت التكوينات للإستعانه بالقوى الخارجية فاتحة الباب امام لغزاة.



قراءتك تثري الحوار ..
لك خالص معزتي ..