يا فقراء بلادي ، قولوا كلمتكم

في ترددي على منطقة الجزيرة ، وهي طبعا افتراضا واحدة من المناطق الأعلى دخلا في السودان ، سألت بعض مزارعي قريتنا عن إنتاجهم من القمح هذا الموسم ، وكانت الإفادة مفاجأة لي :
قالوا :
أحسن مزارع حصد بين 20 إلى 25 جوال من القمح ، وقد بلغت تكلفة التمويل والرسوم والزكاة ما يقارب 10 جوالات..
ثم سألت عن سعر الجوال ..
قالوا مائة جنيه ..


وبحساب بسيط يتبقى للمزارع مبلغ 1000 جنيه عبارة عن كل ما جناه من عمل استمر فترة خمسة أشهر أو أكثر ، والمزارع عادة لا يعمل لوحده ، بل تشاركه أسرته العمل ، وربما يبيع شاة أو نعجة ليستعين بها على بعض الأعمال الزراعية ، أو يدفع بها رسوم الدراسة أو العلاج لمريض أو خلافه وهو في انتظار الحصاد ..

هناك في الأسواق الشعبية والملجات ، وما يسمى بأسواق أم دفسو ، تجد الشباب بين عمر المدرسة والأربعين ، وتجد الكبار السن أيضا يجلسون تحت الشمس مباشرة ينادون على بضائعم البائرة بسبب شح السيولة وضعف القوة الشرائية ... تجدهم يغالون في الأسعار طمعا في كسب معيشة يومهم ولإعالة الأسر الفقيرة التي تعيش في أطراف المدن ...
وفئة أخرى هي النساء صانعات الشاي والأطعمة المختلفة ، وصراع مرير من أجل لقمة العيش .. والحال كله حال ينم عن البؤس والتعاسة ، واختفاء الرقابة الصحية ..

وعمال اليومية الذين يعملون بأجر قدره 10 جنيهات ... وهذه العشرة لا تمنحه الطاقة التي يفقدها في عمله ..
والشباب بالعشرات تجدهم يقفون عن إشارات المرور وفي الشوارع المزدحمة ( المك نمر مثلا ) يبيعون بعض البضائع التي ربما توفر لهم ( حق العشا) ..
وهناك من يسأل الناس ، وهناك من يلح في السؤال ، وهناك النساء والأطفال والشباب والشيوخ ..

وفي وسط أم درمان ، الخرطوم ، بحري ، وفي وسط الأحياء المختلفة ، يجلس شباب وشيب وضعوا أمامهم بعض أدوات العمل ، ينتظرون أحدا يأتيهيم ليصلحوا له ماسورة مكسورة ، أو شباكا او بابا أو حائطا أو خلافه ..
وفي المنطقة الصناعية تجد الشباب يلبسون الأفرولات المتسخة ، ويعملون في أعمال مختلفة لكنهم فقط يعوضون الطاقة التي يفقدونها كل يوم دون تحقيق أي تنمية في مدخراتهم ...

والاطفال يابنية بغنوا
يا صديقى العزيز
ما اكبر"كوم الفقراء "فى بلادى
ما اباسهم
عارف
كنت فى مرة من العام 2006 فى السودان
زرت عديد مدن من ذلك البلد الساحر
من جنوب شرقه الى غربه
نفس الملامح والشبه
فقر وفقر وفقر
مساحات شاسعة تمتد
بلا امل فى تطويرها او دفع ما يطورها
حين تخرج من الخرطوم باتجاه اى بقعة تختار هناك الاف الاميال البور
بلا وجيع
وحين تسال لماذا؟
يجئ الرد باردا
ـ مافى مقدرة لزراعة تلك الالاف من الاميال
ـ طيب الحكومة وين ؟
ـ الحكومة بتشيل ما بتدى عشان كدا نحنا ما بنزرع لاننا بنبقى زى المثل "يلمها النمل يطاها الفيل"
وتسمع الاذاعة قلبك يورم
"النفرة الخضراء ،زرعنا الاف الافدنة "
وترجع للواقع تلاقى كل زول بغنى فى وتر مغاير
ولمن تعبت من السؤال لميت عفشى ومرقت
زهجت ياخ ،قرفت ياخ من مشهد الفابات بتم تقطيعا بدون ما يتم تعويض للانقطع
عارف فى الابيض على سبيل المثال كل الحزام الغابى حول المدينة اتقطع
وبقت المدينة عبارة عن صحراء
صحراء تزحف الرمال ببطء لتلتهمها
وكذا الحال فى البان جديد
ونيالا وكسلا والقضارف
عدا الدمازين والروصيرص ربما لطبيعة المنطقة ذات المناخ شبه الاستوائى
ياخ بلد ماعندها وجيع

أستاذة سلمى
تحية ومودة
فعلا أريافنا تعيش الفقر كله .
والناس يعيشون هناك على الكفاف .
وهم في حاجة إلى أبسط أنواع التنمية .. زراعتهم ، رعيهم ، حرفهم ، خدماتهم . كلها ضعيفة ، غير متطورة ، ومتناقصة ..
لهم الله ... نعم ...
لكني أجد أنه من واجبي الانحياز إليهم ، ودعمهم حتى ولو بكلمة مكتوبة ..
أشكر لك تفاعلك وانحيازك لهؤلاء الذين يمثلون غالبية شعبنا ...

الخال العزيز ودقاسم

سلام كتير
وشوق بحر .

Quote: هناك في الأسواق الشعبية والملجات ، وما يسمى بأسواق أم دفسو ، تجد الشباب بين عمر المدرسة والأربعين ، وتجد الكبار السن أيضا يجلسون تحت الشمس مباشرة ينادون على بضائعم البائرة بسبب شح السيولة وضعف القوة الشرائية ... تجدهم يغالون في الأسعار طمعا في كسب معيشة يومهم ولإعالة الأسر الفقيرة التي تعيش في أطراف المدن ... وفئة أخرى هي النساء صانعات الشاي والأطعمة المختلفة ، وصراع مرير من أجل لقمة العيش .. والحال كله حال ينم عن البؤس والتعاسة ، واختفاء الرقابة الصحية

.


ان كانت لهم كلمة لما استولي حفنة من الانتهازيين علي خيرات البلد.

يوسف أيها الصدّيق
هم الغالبية ، وهم الجماهير التي ستهزم كل أنواع الظلم ..
وهنا دعوة لأن يقولوا كلمتهم ، فالانتخابات قادمة ، والناس لابد أن تختار اختيارا عقلانيا ومبينا على حسابات دقيقة ..
وقد قيل في صمت هؤلاء :

سنلتفت
نهز جزع صمتنا
وعادة ، نعود باسمين
صدورنا تعانق السماء
وصمتنا وقارنا
حديثنا الرصين
ولونه غبار

مواطن سوداني أما وأبا .. جدا وجدة ..
لم تتوفر له وظيفة حكومية ، ولا يستلم أي إعانات من الدولة ، ولا يصله شئ من الزكاة ..
ثم :
يذهب مستشفيا فيطلب منه الدفع ...
يطلب التعليم فيطلب منه الدفع ...
يجد من يعينه على عمل خاص فيطلب منه الدفع ..
يمشي في الشوارع يسأل الناس فنعتبره متسولا ...

وبالأمس ذهب ابني ليسجل بالمعسكر المسمى عزة السودان ( إلزامية ) ، فأخذوا منه 12 جنيه ...
ألا يحق لنا أن نسأل :
كيف يأخذ مثل هذا المواطن حقه من خيرات بلاده ؟
كيف يتمكن هذا المواطن من أداء واجبه نحو بلاده ؟

الخال ودقاسم
مسكاقمي
في مشروع عبدالماجد زرعتوا قمح
انتو الوداكم تزرع القمح دا شنو
دا مطلع زيتنا في الشمالية
تكلفتو عالية وعايزة مجهود كبير وسعر المحصول رخيص
والحكومة بتشيل منك وما بتدي
لا دعم لا تسهيلات
الله يخلي لينا الحكومة
الله يخرب بيت اوكامبو
البلد كلو كذب وما تسمع غير كذب من ناس كذابين
تقول خلقوا لكي يكذبوا
تفتح الراديو والتلفزيون والجرائد والحنفية والماسورة والاشارة الضوئية
تلقاهم بيكذبوا

حمزاوي يا دفعة
تحية ومودة
نحن يا حمزاوي لم نكن نعرف القمح ، كنا نسمي الدقيق أسترالي أو فيني ..
ولا نصنع منه شيئا غير اللقيمات ..
لا نأكل الفطير ولا القراصة .. نخمّر الفتريتة في الخمّارة ونصنع منها عصيدة أو كسرة ..
وقد ظننا ، واللوم على الذين جعلونا نظن هذا الظن ، أننا سنغنى إن زرعنا القمح ، فزرعناه فخسرنا ...
لكن من المذنب ؟
هل هو القمح ؟ هل هو الفتريتة التي أهملناها ، أم أنه الفيل ؟

يقولوا كلمتهم لمين و لا مين يا قاسم؟