عقار العودة إلى مرحلة الشباب .. وصناعة الأمل

لو كنت صيدلانيا ، أو كيمائيا ، أو كنت طبيبا فيلسوفا جامعا كالرازي مثلا ، لبحثت بجدية في إعادة دورات الحياة المنقرضة ،، لن أهتم أبدا بنظريات السكان ، واهتمامات الإحصائيين ، ومحاذير خطط التنمية ،، لن أدع مجالا للذين يرددون الأمثال الشعبية مثل ( زمانك فات ،،، وغنايك مات ) أو ( إنت عايز تأكل زمنك وزمن غيرك ) ،، لن أنهزم أمام نظريات الحتميات التاريخية ،، لن أقتنع أبدا باللغز الذي كان يطرح علينا ويستغرق حله وقتنا ( يمشي على أربع ، ثم على أثنين ، ثم على ثلاث ) فنجيب بعد طول تفكير أنه الإنسان يحبو ، ثم يمشي معتدلا ، ثم يهرم فيستخدم العصا فتكون هي الثالثة ،،،
في الجنة يكون الناس ( رجالا ونساء ) في عمر الشباب ، فلا تصيبهم التجاعيد ، ولا تتغير تقاطيع الوجه منهم ، ولا ينحني لهم ظهر ،، وتكون نساؤهم أبكارا أبدا ، حتى لو آتوهن عشرات المرات كل يوم ،، فلا هن يوهن لهن عزم ، ولا أزواجهن تضعف لهم طاقة ،، وتكون فاكهتهم ليست ذات مواسم ، وخضرتهم دائمة ، وأنهارهم جارية أبدا ، ولبنهم ليس له تاريخ انتهاء ولا يصيبه عطب ، وخمرهم حلال ووفير،،،
أليست هذه الحياة المثالية التي وعدنا الله بها ؟ والتي نحفى ونشقى وندعو الله ليلا ونهارا ليجعلنا بالغيها ؟
إن كانت الدنيا كالجنة ، فلا داعي أبدا للتفكير في الآخرة ،، لكن الدنيا جزء من الجنة ،، والجنة هي الكل ، والدنيا بعض منها ،، والفرق أن نعيم الدنيا لا يوزع حسب العمل التعبدي ،، إنما يوزع بحكمة من الله ،، والجنة توزع حسب العمل التعبدي ، لكن جزءا كبيرا منها إنما يوزع برحمة الله ،، لكن حكمة الله في التوزيع الدنيوي اقتضت البذل والكدح وإعمال العقل ..
إذن لماذا لا نحاول أن تكون دنيانا أقرب إلى الجنة مادام هذا الجزء من ذاك الكل ،، وليتساءل أحدكم : كيـــــــــــــــــف ؟؟؟؟
وأقول : فقط عن طريق البذل والكدح وإعمال العقل ، ، نستطيع أن نصنع أشياء كثيرة تقرب حياتنا الدنيا إلى وضع مشابه للجنة ،،، هذا البذل ، وهذا الكدح ، وإعمال العقل ، كلها أمور تحتاج إلى صحة وعافية ،، والصحة والعافية تتوفر في سن الشباب أكثر من غيرها من مراحل العمر ،،، وسن الشباب هي سن الإنتاج ، وسن الاكتساب المعرفي والمادي ، وسن احتمال العبادة ، والتضحية ، والمبرة ، والعطاء ،،، وسن الشباب هي سن المتعة ، و الانفلات ، والتمرد ، ومقاومة الظلم ،،، وسن الشباب هي النماء ، والتطلع ، والأمل العريض ...
لا أريد عقارا يعيدني إلى أيام حنتوب ، ولا أظن أن حنتوبنا تلك ستعود ،، ولا أريد عقارا يعيدني إلى أيام الدراسة الجامعية في أوائل السبعينات ،، ولا أظن أن جامعتنا تلك ستعود ،، لا أعتقد بمقدرتي على الخروج في مظاهرات ضد حكومة جائرة ،، ولا أرى أنني يمكن أن أسهم في احتلال الجامعة ، ، بل لا أعتقد أنني إذا تمت إعادتي للعمل في وزارة المالية سأقدر على ما كنت أقدر عليه في تلك الأيام ،، لن ألبس بنطلون الجينز المتسخ ذاك ، ولن أجعل قميصي يأخذ راحته خارج البنطلون ، ولن أحتذي شبشبا مصنوعا من لساتك السيارات ، ولن أرسل شعري كما كان يحلو لي في ذلك الزمن ،، لن أستطيع السير بضعة كيلومترات لأشاهد فيلما سينمائيا ، أو أحضر عرضا مسرحيا ، أو أتطفل على حفلة في أحد الأندية المطلة على النيل ،،، لن أستطيع أن أرقص لساعات في حفلة تقام في أحد ميادين الجامعة ، ولن أستطيع الجلوس لساعات طويلة أحاور أو أستمع لحوار يدور بين جماعة المنتدى الفلسفي أو ضيوفهم ،، ربما أن الذي سيكون أفضل من الذي كان ، ولأن أجمل الأطفال لم يولدوا بعد ، فمن العار أن نظل مكاننا نحن الأقل جمالا ، ولا نفسح المجال للقادمين الأحلى ،،، لكن ألا يحق لنا أن نطالب بعقار ، بغذاء ، ببيئة ، بأمل يبعث فينا ، فيجعلنا نحتفظ بحيوية الشباب ؟ ألا يحق لنا أن نأمل في استمرارية روح الشباب فينا ؟ ألا يحق لنا أن نرحل عن هذه الدنيا ونحن فخورون بعطائنا الذي ظللنا نقدمه طيلة عمرنا ؟ من قال أن عطاء الأفراد لا محالة منقطعا قبل رحيلهم عن هذه الدنيا ؟
يا معشر الأطباء ، والصيادلة والكيمائيين ،، يا أيها المهتمين بشئون الصحة والغذاء ، يا أيها المهتمين بعلم النفس ، والاجتماع ، ، اجتهدوا كلكم وتحدوا كل صعب ومستحيل وأنجزوا لنا وضعا يقربنا من الوضع المثالي ،، ، يا معشر الفنانين والمبدعين امنحونا فنا وإبداعا يرقّي نفوسنا ، ويحرك فينا الرغبة الدائمة بالفاعلية في هذه الحياة ... يا معشر السياسيين والاقتصاديين ،، توقفوا عن صناعة الظلم ، والاستبداد ، والفقر ، وتزيين الحرب ، وانتقلوا إلى ما يمنحنا زهو الحياة والأمل الجميل ...
هل نشارك جميعا في اكتشاف وإنتاج وتوزيع عقار إعادة الشباب وصناعة الأمل ؟؟؟؟؟
آمل ذلك ...

لا يهمك الاشياء الاخري فقلبك الشبابي هو الاهم فالله
سبحانه وتعالي ينظر الي قلوبنا لا اجسادنا ومظاهرنا

موضوع شيق وحيوي للغاية
لك ودي استاذ ود قاسم

ali

العزيز ود قاسم تشكر علي الموضوع الجميل

لكل مرحلة من مراحل الحياة خصوصياتها الخاصة بها من التكوين العقلي والجسدي، حدد كل علم من العلوم الإنسانية مفهوم الشباب من منظوره الخاص وإن اختلف الباحثون حول بداية ونهاية مرحلة الشباب العمرية فالبعض اهتم بالنمو الجسمى ووظائفه وآخرون يهتمون بالنمو النفسى وفريق ثالث يركز على تغيير الوضع الإجتماعى والأدوار الإجتماعية .ان تخصصي في مرحله البكلاريوس كانت عن الاحصاء والسكان و يعتبر علماء السكان هم أول من حاول تقديم تحديد لمفهوم الشباب مستندين فى ذلك إلى معيار السن أو العمر الذى يقضيه الفرد فى أتون التفاعل الإجتماعى مع إختلافهم فى تحديد بداية أو نهاية هذه المرحلة حيث يؤكد بعضهم على ان الشباب من هم دون سن العشرين محددين بذلك نقطة النهاية دون تحديد نقطة البداية وثمة من يؤكد أنهم يقعون فى الشريحة العمرية ابتداء من سن الخامسة عشرة إلى سن الخامسة والعشرين بينما يذهب آخرون إلى أن الشباب هم من يزيدون على سن السادسة عشرة باعتبارهم المؤهلين للإنضمام إلى قوة العمل.


ولا بد من ما ليس منه بد

وتسلم

الأخ أنور
لك التحية والشكر على هذه الإضافة لتعريف سن الشباب ،،
والمهم أخي أنور أن نجد ما يحفزنا للعمل المتواصل حتى لحظة انتقالنا عن هذه الدنيا ،، لأن الإنسان بلا عمل لا قيمة له ،، ولأن العمل وحده هو الذي يضيف إلى هذه الحياة ،،

دقــــــــــــــــــنة
لك التحية أيها الشاب الممتلئ بالثورة ،،
ربنا يديك العافية ونشوف التغيير على يد جيلكم ،، ونأخذ نحن الشيب سر الحيوية والنشاط وروح الشباب ..
لك شكري وودي ..

ود قاسم
لك التحية وانت دائماً تتحفنا بهذه المواضيع الحيوية.
الإرادة هي الدواء الشافي والمحرك لكل ما هو ساكن في دواخلنا. بالإرادة نستطيع أن نفعل كل ما نريده من تطور وبناء ونستطيع أن نجتاز كل ما يقف أمامنا. الإرادة تحرك الشباب والشيب. بالإرادة نستطيع أن نصنع الأمل ونحققه.
ولك ودي

مشاعر

Quote: إن كانت الدنيا كالجنة ، فلا داعي أبدا للتفكير في الآخرة ،، لكن الدنيا جزء من الجنة ،، والجنة هي الكل ، والدنيا بعض منها ،، والفرق أن نعيم الدنيا لا يوزع حسب العمل التعبدي ،، إنما يوزع بحكمة من الله ،، والجنة توزع حسب العمل التعبدي ، لكن جزءا كبيرا منها إنما يوزع برحمة الله ،، لكن حكمة الله في التوزيع الدنيوي اقتضت البذل والكدح وإعمال العقل .. إذن لماذا لا نحاول أن تكون دنيانا أقرب إلى الجنة مادام هذا الجزء من ذاك الكل ،، وليتساءل أحدكم : كيـــــــــــــــــف ؟؟؟؟

إذن لماذا لا نحاول أن تكون دنيانا أقرب إلى الجنة مادام هذا

الجزء من ذاك الكل


الجهد المطلوب بسيييييط. والا شنو؟؟

الغالي جورج
لك التحية
تعرف يا جورج الجهد المطلوب لازم يغطي جانبين ، احدهما ذاتي ، والآخر خارجي ،،
الذاتي مقدور عليه وهو منا وفينا ، ونستطيع السيطرة عليه ومعاجته وتطويره ..
لكن الخارجي - وهو يؤثر على مستوى معالجتنا للذاتي - قد لا تتوفر لنا مقدرة لمعالجته بسهولة لأن هناك من يحاول إبعادنا ، تهميشنا ، نفينا ، قتلنا ، تشريدنا ، تشويه عقولنا ... إلخ ،،، هذا يفرض علينا بذل جهودنا لهزيمة محاولات هؤلاء ، وإبطال مفعول مخططاتهم ، وفي نفس الوقت نحن مطالبين بعدم السماح للهزيمة من التمكن من دواخلنا ،،
المهمة صعبة جورج ، لكن الآمل لن ينتهي ولن يتوقف ،، وقادم الأيام أجمل من ماضيها ..
شكرا لمداخلتك ..

الأخت مشاعر
لك التحية والشكر ،، والإرادة علاج لكثير من العلل التي تصيبنا ،، وهي خير وقاية أيضا ،
لكن هناك من يسلبنا إرادتنا ويوهن عزمنا ، ويحيلنا إلى ملاجئ العجزة ونحن في عز شبابنا ،،
أقول لهؤلاء دعوا الإنسان ينتج ويبدع ، وارفعوا عنه أثقالكم وأتاواتكم ،،

أخي ودفعتي
ودقاسم
السلام عليكم
أقول
يا ليت الشباب يعود يوماً
تعرف يا دفعتي
المزعلني في شباب اليوم دوول ربنا يديهم الحاجات الحلوه وبنات ذي القمر
وما يتشجعوا ويتقدموا ويكملوا نصف دينهم
بالله شوف يا ابوطلال صور البنات المعانا في البورد وأدبهن واخلاقهن بالله ما يغرن الواحد
تجي نسويها يا اخوي
والله في واحدات صورهن في البورد قاطعات قلبي كدا عدييل بس نعمل شنو في الشيب وهد الحيل
بقينا جد واحفادنا ما بيخلونا

حمزاوي
اتفاقيات حول هذا الموضوع لا يمكن عقدها في الهواء الطلق ،، مر علي في البيت وسنتفق ،،
ليه لا ،، نحن لسة بدري علينا ..

الخال ود قاسم // صباحك زين وندي

كعادتك عندما تمطي صهوة القلم ، لا تحد إبداعك حدود ( ولا ابومعتز) ولكن ! لماذا تريد الشباب يكفي ما رأيناه منك خلال تلك السنوات ولاداعي للمزيد
بكرة نشوفك عجووووز وشايل عكازك وقد انحى ظهرك هاهاها

الله يديك العافية ، طبعا دي بمناسبة العودة بعد طول انقطاع

عبد الله

الاستاذ / ود قاسم
ها.. وقد عدت من كوة الامل ..
من دونها تبقي الحياة بلا معني ..
يستطيع الشباب فعل اية شيْء ..
لكن بخبرات الشيوخ ..
كلاهما يكمل الاخر في انتظام ..
لا ماض ولي ..
ولا قادم ضاع ..
انها وقع الحياة ..
و نواميسه الاحيائية ..
فقط استمر استاذنافي العطاء ..
ليمنحك الشباب الامل .. الغد ..

أبو طلال
تحية و سلام

من قال أن عطاء الأفراد لا محالة منقطعا قبل رحيلهم عن هذه الدنيا ؟

في كل دول العالم الثالث ، ما أن يتقاعد الرجل عن وظيفته الحكومية أو الأهلية ، حتى ينزوي في ركن قصي ينتظر يومه ، مكتفيا بتقديم النصائح من فترة لأخرى ، أو يتقدم صفوف الصلاة ، أو يقف شاهدا في زواج أو طلاق.
و لكن عقله المنتج المبدع يتوقف حتى عن القراءة و الإطلاع.
أنظر للمسنين و المتقاعدين في دول الغرب كافة ، تجده شعلة من نشاط ، يمارس الرياضة ، يجوب الدنيا سائحا ، يتعلم أشياء جديدة ، يضخ تجربته للأجيال ، يشترك في أندية ثقافية و بيوت خبرة حتى و لو بدون مقابل.
لذا فإن الوصفة السحرية هي أن لا نعطل العقل أولا ،، ثم تأتي بعدها وصفات الأطباء و علماء التغذية.
تسلم

الأستاذ حامد حجر
لك التحية والشكر على تشجيعك ، لا يحتاج الإنسان إلا أن يمتلك الاحساس بأنه لا يزال مفيدا ،وطالما توفر هذا الاحساس فإن المقدرة على العطاء والابداع تكون في حالة حراك وفرفرة ..
ولتنتصر دارفور بشيبها وشبابها على الظلم والتهميش .

شرووم
حمدلله على السلامة ،، بركة الجيت ،، طولت الغيبة،
إنت عارف حكاية عجوز دي ما بتمشي على خالك ،،
وينك ووين اراضيك ؟؟؟