من جات الإنقاذ دي الفوضى في البلد خلاص انتهت

في أواخر التسعينات ، التقيت في مطار الرياض أحد الأساتذة الأجلاء الذين تصدوا لمهمة تعليمنا وتربيتنا .. التقيت الرجل وهو مسافر إلى الخرطوم على رحلة سودانير التي تنطلق من الرياض منتصف نهار كل جمعة .. لكنها كعادتها تأخرت ، وامتدت ساعات الانتظار في المطار ، وكان أستاذي قادما من المنطقة الشرقية ، وكنت حريصا على الجلوس معه واجترار الذكريات . وعرضت عليه أن يعود معي إلى البيت ، ومن هناك نتابع أخبار الرحلة ، فرفض بحجة أنه إذا عاد للرياض فإنه سيعود إلى منزل أحد أقاربه ،، لكنه يحبذ البقاء بالمطار ،،، فبقيت إلى جوار الرجل أبادله أطراف الحديث ، وذكريات حنتوب ، خاصة وأنه تزوج من إحدى بنات حنتوب ( القرية ) في ذاك الوقت ،،،
وكان للأوضاع السياسية النصيب الأكبر من حديثنا ، حيث أن حال الوطن كان من السوء بمكان في تلك الفترة ،، وكان حنقنا واضحا تجاه الجبهة الإسلامية وقياداتها ، وعضويتها ، فقد أخذوا كل شئ ، وحجروا على الناس كل شئ ، وأقسموا أن يسقوا الشعب كدرا وطينا ، وأن يشربوا هم فقط صفو الماء ،،،،
قال أستاذي :
قبل سنة من اليوم ( ذاك اليوم ) ذهبت للسودان بعد أن تلقيت نبأ وفاة والدتي ،، وكانت الشركة التي أعمل بها قد منحتني تأشيرة خروج وعودة لمدة أسبوع فقط ،، ،، قررت السفر بصحبة حقيبة صغيرة أحملها على كتفي ، باعتبار أن مدة بقائي بالسودان قصيرة للغاية ،،، وعندما وصلت مطار الخرطوم ، كنت أول الخارجين ،، وكان المغترب حينها يطلب منه تسجيل العملات الأجنبية التي معه ، ودفع رسوم قدوم 10 دولارات أو 40 ريالا أيهما يختار ،،، لكني ولاستعجالي لم أقم بهذه الإجراءات ،،، خاصة وأن أهلي يقيمون في مدينة كسلا وأنا أرغب في السفر إليهم في نفس اليوم ،،،
وعند خروجي من المطار التقاني قريب لي لم أكن أصلا أتوقعه ،،، ونصحني بأن أتجه من المطار إلى جهاز شئون العاملين بالخارج لأكمل إجراءات تأشيرة الخروج وأضمنها على جوازي ، ثم من هناك أسافر إلى كسلا..
أقنعني قريبي بوجاهة هذا الرأي ، وأخذني بعربته إلى هناك ،،، وبدأت إجراءاتي بالوقوف في صف تستقبله إحدى موظفات الجهاز القابعات خلف اللوح الزجاجي ، والتي تخاطب الناس عبر نافذة صغيرة ،،،، قدمت لها أوراقي وجواز سفري ، فقلبتها يمنة ويسرة ، ثم طلبت مني إيصال رسوم القدوم ( 10 دولارات ) ،، فقلت لها أن ظروفي الضاغطة منعتني من أن أقوم بهذا الإجراء ، طالبا منها أن تقترح عليّ الحل الذي يرضيها ،، وبدأت أشرح لها تلك الظروف ،،، فقالت لي :
ما مشكلة ، خلاص ، أدفع لينا هنا ،،،
فانبسطت أساريري وأخرجت مبلغ 40 ريالا وقدمتها للمحروسة ،،، واستلمتها ، لكنها مدت إليّ يدها تسألني :
طيب وين الديكلاريشن ؟
أجبتها أنني أيضا لم أقم بذلك الإجراء نظرا لأني كنت مستعجلا ،،،
قالت لي : لا أستطيع أن أستلم منك عملة صعبة ما دام ما عندك ديكلاريشن ، دي تعتبر عملية تهريب ،،
فسألتها : طيب ... والحل ...
قالت : الحل عند المدير ،،، اذهب للمدير ...
أخذت أوراقي واتجهت نحو مكتب المدير ،،، رجل في أربعينات العمر ، يرتدي جلابية وعمة وشالا ، ويطلق لحية .... دخلت عليه وبدأت في شرح حالتي ، متبعا ذلك بشرح الظرف الذي دفعني إلى المجئ للسودان والذي دفعني للاستعجال .... استمع الرجل جيدا ،،، وأجابني :
حمد الله على السلامة ،، خلاص إنت وصلت بلدك ، وخليك قاعد فيها هنا ، ما في داعي تسافر تاني .
سألته : يعني كيف ؟
أجاب : يعني من يوم ما البشير مسك في البلد دي ، الحمد لله الفوضى انتهت ،،، بس في ناس زيّك كده عايزين يستمروا يمارسوا فوضى ، وديل لازم نوقفهم عند حدهم ،،،
سألته مرة أخرى : يعني كيف ؟
قال : ما فهمت ؟ إنت أصلك بعيد وما عارف الحاصل في البلد ،،، البلد خلاص اتخلصت من الفوضى ، وإنت خلاص مش حا ترجع للاغتراب لأنك بتمارس فوضى ،، يعني باختصار اللي زيّك ما حا نديهو تأشيرة خروج ،،
قلت للرجل : طيب يا أخي أنا أسرتي هناك ، وعندي ارتباطات متعلقة بعملي ، وعليّ عهدة ، ولازم أرجع أصفّي بعض الأمور بعدين أجي أستقر في البلد ،،،
قال : لا والله ،، خلاص تاني مافي ليك رجعة ،،، أولادك يرسلوهم ليك ، وباقي الحاجات ناس شغلك يشوفوا شغلتهم ...
قلت : ده آخر ما عندك ؟
قال : آآآي .
قال أستاذي : وخرجت من عند الرجل ، أفكر في الحل ، فوجدت مكتبا كتب عليه ( نائب المدير ) ولاحظت أن من بالداخل رجل من الطاقم القديم يرتدي بنطلون وقميص ، وغير ملتح ،،، فدخلت عليه وحييته ، وبدأت أشرح ما حدث لي ،،، فتجاوب معي الرجل ، وسحب ورقة وكتب توجيها للموظفة لتكمل لي إجراءاتي ،،، فحملت الورقة واتجهت لنفس الموظفة ، وأنا أحسّ بانتصار كبير ،،، لكنها فاجأتني ...
قالت : إنت يا أخي ما قلنا ليك امشي للمدير ، مشيت لنائب المدير لي شنو ؟
قلت : ما كلو واحد يا بتي ، المدير ونايبو الحالة واحدة ..
قالت : لا ، منو القال ليك الحالة واحدة ،،، لما المدير يكون موجود ، نحن ما بنرجع لي نايبو ...
قلت : يعني شنو ؟
قالت لازم ترجع للمدير ...
فعدت أدراجي لمكتب المدير ،، وقلت له أنني شرحت الظروف لنائبه وتفهم الأمر ، لكنّ الموظفة رفضت مرة أخرى ..
قال : يا أخي أنا ما قلت ليك الفوضى انتهت في البلد دي ،،، العيون الساهرة موجودة في كل موقع ...
فكرت مليا في أن أمسك بطرف شال المدير ثم أشدهما وأخنقه ، حتى يلحق بأمي ،،، لكني تخيلت الناس الذين ينتظرونني في بيت العزاء ، وتذكرت أولادي وتلك المسافات التي تفصل بيني وبينهم ،،، وعدت للحوار مرة أخرى ،،، لكنّ صوتي بدأ يعلو غصبا عني ...
في تلك الأثناء وأنا أقف في مواجهة المدير ، إذا بيد تربت على كتفي من الخلف ،،، فالتفت ، فإذا به رجل في زي عسكري ،،، أشار عليّ الرجل بأن أتبعه ، فتبعته ، وأخذني جانبا ، بالقرب من البوفيه ،،، وسألني عن مشكلتي ، فشرحت له ،،،، فقال لي :
يا أخي إنتو ما تجونا نحن عشان نحل ليكم المشكلة ،،، ما في داعي تتورطوا ساكت في كواريك وكلام فاضي ، وضياع وقت ..
قلت له : ما المطلوب ؟
قال : جيب حاجة عشان نسكّت بيها الجماعة ديل ،،، فأخرجت له مبلغا يعادل 15 ألف جنيه في ذاك الوقت ،،، فاستلمه ، ودخل من فوره في مكتب المدبر ،،، وبدأ الخوف يدب في نفسي ،، وظننت أن هناك مؤامرة تحاك ضدي ،،، وبدأت أتابع الموقف بحذر ،،،، دخل العسكري على المدير ، ورفع الكاليندر المفرودة على مكتب المدير ، وأخرج ورقة من هناك ،،، ثم خرج دون أن يكلّم المدير بكلمة واحدة ،،،، وجاءني وهو يقول لي ، خلاص يا أخينا هسة بصور ليك الورقة دي ، والامور بتنحل إن شاء الله ،،،، والورقة كانت عبارة عن ديكلاريشن قديم باسم أحد التعساء من المغتربين ،،،، أدار الرجل الحبكة ببراعة وسلمني ديكلاريشن بإسمي ، وقال لي :
خلاص يا أخينا ، أمشي للموظفة وخلّص إجراءاتك ...
حملت ذلك الديكلاريشن المزور بعلم المدير وبفعل العسكري ، إلى الموظفة ذاتها ،،،، فابتسمت وقالت لي :
أيوة كده يا عم ...
أنهيت إجراءات تأشيرة الخروج ،،، لكنّي لم أتمكن من السفر إلى كسلا في نفس اليوم ...
والسبب أن الفوضى في البلد أنتهت من يوم ما البشير مسك ...

Quote: في تلك الأثناء وأنا أقف في مواجهة المدير ، إذا بيد تربت على كتفي من الخلف ،،، فالتفت ، فإذا به رجل في زي عسكري ،،، أشار عليّ الرجل بأن أتبعه ، فتبعته ، وأخذني جانبا ، بالقرب من البوفيه ،،، وسألني عن مشكلتي ، فشرحت له ،،،، فقال لي :

الخال ود قاسم والله انا ممكن اسافر السودان خلال الفترة القادمة وعلى ضرائب مكدسة من سنين كدي عليك الله ما تسأل لى الاستاذ عن اسم العسكري واو وصف لى شكلو عشان لما انزل اروحلو ونديهو الفيها النصيب .. وزي ما قالوا اخوانا المصريين ... مش حالك ..



لك الود ...

ود الباوقة

ود قاسم يا اخوي الحكاية تسليك امور ,انت ما بركة الما عملو فيك عملة زي 21 يوم تاخير من السفر وجلدة وطفي سجائر في اليد , يا اخوي احمد الله جات سليمة

سيف
يعني قدر أخف من قدر !
ربنا يدينا خيرهم ويكفينا شرهم ،،

ود الباوقة
والله يا حليلك ،،، أظنك طولت ،، هسة قالوا في مكاتب فاتحة عديل وعلى عينك يا تاجر ،، يسموها مكاتب خدمات ،،، وديل أظنهم ممكن يسوا أي حاجة ، والموضوع موضوع مقاولة عديييييييل ...
ما تشيل هم ،،،

ود قاسم..

Quote: أيوة كده يا عم ...

أيوة كده يا عم ...

عبد الرزاق
كيف أحوالك ،،،
خليك كده ،،

سلامات يا ود قاسم،

لقد كنت أقرأ وأضحك لأنني عارف أنو الفوضى في السودان لا تنتهي بأخوي وأخوك.. وبأمانة هي ليست وليدة هذا العهد.. ولكنها في هذا العهد وصلت حدودا خرافية..

أخد ساتر وقول يا ساتر..

ياسر

د. ياسر
لك التحية
فعلا هم ليسوا بداية الفوضى ، لكنهم عمقوها ، ووسعوا حفرتها ،،،
ولا ينفعنا منهم ساتر ،،،
ربنا يقدرنا على هزيمتهم عبر الديمقراطية القادمة .

عزيزي ود قاسم،
تحية المودة والشوق
لقد فاتني أن ألحق "وجها ضاحكا" مع العبارة التي أصبحت شائعة "اُخد ساتر وقول يا ساتر"..
وبالفعل هؤلاء الناس لا يمكن أن يجيئ منهم خير، إلا بإزالتهم.. والديمقراطية القادمة يجب أن يسبقها دستور حقيقي.. كلامك صحيح..
الحمد لله أن جعل مصالح العالم الحر تسير مع مصلحة الشعب السوداني، والشعوب المغلوبة الأخرى، وليس مع مصالح الحكومات الشمولية الدكتاتورية، إسلامية كانت أم علمانية.. وبفضل الله ثم بفضل التوجه العالمي الذي يطالب بالتغيير، يمكن للشعوب أن تحصّل المساويات التي يحلم الناس بها، المساواة الاقتصادية والمساواة السياسية والمساواة الاجتماعية..
يجب أن يكون العمل على توسيع المنابر الحرة التي تشيع الوعي بالحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وسط الشعب، وهذا المنبر واحد من هذه المنابر، وكتابتك هذه واحدة من هذه الوسائل.. لقد استمتعت بها جدا..

ياسر

أنهيت إجراءات تأشيرة الخروج ،،، لكنّي لم أتمكن من السفر إلى كسلا في نفس اليوم ...
والسبب أن الفوضى في البلد أنتهت من يوم ما البشير مسك ...


يا خال

هل هو مسك ولا لسه

البعرفو انو قاعد في السهله ما عارف اي شيء

abas
كيفك يازول يا محترم
تعرف هم بيقولوا كده ، وبيني وبينك هم عارفين البير وغطاها،،،
ربنا يفكنا منهم ،،

الفوضي لم تنتهي مع الإنقاذ ...الفوضي إنتهت قبل الإنقاذ ..نعم إنتهت في عهد الديموقراطية وفي الزمن الأحزاب ...نعم الفوضي إنتهت منذ أن تسلم محمد عثمان الميرغني رئاسة الدولة .. نعم قضي علي كل المرتشين والراشين ..لم نسمع في ذلك العهد عن أي عمليات فوضي ولا تأخير إجراءات ..كانت البعير عندما تعتر في كادوقلي يرصف لها الطريق حتي الخرطوم ...
ليس دفاعاً عن الإنقاذ ولكن هجوماً علي من قبل الإنقاذ أيضاً ...
يتداخل الجميع وكأن الذي حكيته أخ ود قاسم شئ جديد علي مجتمعنا !!! يكتب الجميع وكأننا لا نعرف مجتمعنا السياسي جيداً ..ما الجديد في هذا الموضوع ؟؟؟ هل الفساد قاصر علي الأنقاذ فقط ؟؟؟ كلللللللللللللهم فاسدون فلماذا دفن الرؤوس في الرمال ؟؟؟

يكفي أنني سمعت هذه الطرفة في زمن الديموقراطية (زمن اللافساد ) ..
قالوا زمااااان في نهاية الثمانينات(88-87) في وزير سوداني مسئول عن الطرق والكباري قام بزيارة لي دولة أوروبية وبعد الأنتهاء من المهمة الرسمية دعاه الوزير الأوروبي لزيارة منزله فوجد وزيرنا السوداني منزل الخواجة قصر فخم جدا ً..
السوداني للخواجة : يا زول إنت جبت القورش دي من ويييييييين عملت القصر ده ..؟
الخواجة للوزير: شايف الكبري دااااااااااااااااااك ؟؟
الوزير السوداني : أيوة شايفو ..
الخواجة : بس إتصرفت في جزء من المواد سيخ أسمنت ..الخ
عاد الوزير السوداني وبعد فترة قام بدعوة الخواجة للسودان ومن ثم ذهبا الي منزل السوداني فكان جنة الله في الأرض ..
الخواجة : يازول إنت البيت جبتو من وين ؟؟
السوداني : شايف الكبري دااااااااااااااااااااك ؟؟؟
الخواجة : لالالالالالالالا ياتو كبري ...
السوداني : أي ما هناك كان مفروض يكون في كبري ...


الفساد كان ولايزال وسيستمر للأسف ..

عمر
كيف حالك ؟
توضيح صغير :
محمد عثمان الميرغني لم يكن في يوم من الأيام ريئسا للدولة ، ولم يكن قط مسئولا حكوميا طيلة حياته وحتى اليوم ...
أتفق معك أن الفوضى قديمة ، وأن الحكومات الديمقراطية لم تقض عليها ، لكن يا عمر لو أتيتنا ببعض مظاهر الفساد أثناء فترة الديمقراطية ، خاصة فساد كبار المسئولين ، فسيكون هذا أمرا طيبا ، وخاصة هذا المسئول الذي بنى بيته من مال الكبري ، لأنني بكتابتي لهذا البوست لا أسعى لتبرئة أحد ، وكل أحزاب المعارضة تطالب منذ فترة بالمحاسبة الدقيقة عن كل الفساد والتقصير الذي يمكن إثباته خلال فترة الحكم الوطني ، يعني للفترة منذ الاستقلال وحتى اليوم ،،، والجهة الوحيدة التي ترفض المحاسبة هي الحزب الحاكم ، أي حزب الإنقاذ ... وأنت الآن تأتينا بمثال عن القصور ، هل تعرف يا عمر قصورا بنيت بحجم وعدد قصور مسئولي الإنقاذ ؟ وهل وجدت على مر تاريخ السودان طبقة أثرت وانتفخت بطونها كحكام الإنقاذ ومنسوبي حزبهم ؟ ومع هذا الغنى للقيادات ، هل تعرف عبر تاريخ السودان فقرا يعادل الفقر الذي أنتجته الإنقاذ وابتلت به شعبها ؟ وهل اطلعت يا عمر على التقارير الرسمية التي أثبتت حجم التصرف في المال العام في عهد الإنقاذ ؟ وهل قارنتها بأي عهد آخر ؟
الإنقاذ يا عمر جاءت بانقلاب ، يعني من أول يوم في عمرها كانت تمارس سلطات مطلقة ، لماذا لم تحاكم الذين نهبوا ثروات البلاد في الفترة التي سبقتها ؟ من قال لها أن تتخلى تتنازل عن حق الشعب ، لماذا لم تفتص للوطن المنهوب ؟ من منعها ؟ ثم أن الإنقاذ يا عمر جاءت بمشروعها الحضاري المبني على الإسلام - كما تدّعي هي - ونحن البسطاء نفهم من هذا طهرا ما بعده طهر ،، فكيف انحرف الإسلام ليكون - على الأقل - مثله مثل غيره من الأنظمة ؟
الإنقاذ يا عمر اعترفت بنفسها بحجم فسادها ، وأعلنت عنه مرات في شكل تحدي ، يعني ( نحن أخدناها رجالة ، واللي عايز ياخد يجي ) ،، واعترفت من خلال قصورها العالية ، واعترفت من خلال شركات الأسر والثراء الفاحش للمنتمين إليها ،، واعترفت من خلال الذين انشقوا عليها ،،، واعترفت من خلال تصريحات حسن الترابي الذي صنعها !!!
ليس هناك جهد إنساني مبرأ من الخطأ ، والنفس أمّارة بالسوء يا عمر ، لكنّ ما قامت به الإنقاذ لم يحدث في تاريخ السودان ... والشعب السوداني ، والشارع السوداني ، يعرف أكثر مما يعرفه المراجع العام ... وأعتقد أنك ربما تتفق معي أن الإنقاذ هي أكبر سلطة ووجهت بمعارضة شعبية عبر كل تاريخ السودان ، فهي السلطة الوحيدة التي عارضتها كل الأحزاب ، ورفعت أطراف عديدة عليها السلاح ، وما تزال ، وهاجر الناس في عهدها أكثر من أي عهد سبقها ، وأصبح المواطن السوداني من أكثر طالبي اللجوء والتجنس ، ،، وأعتقد أنك أيضا ربما تتفق معي أن كل هذه المعارضة لم تكن آتية من فراغ ..

تحياتي الصباحية يا ود قاسم :
أولاً أعتذر لورود إسم محمد عثمان وكنت أقصد أحمد عثمان الميرغني فمحمد عثمان الميرغني لم أسمع به إلا معارضاً ولكن كسياسياً في تلك الحقبة لم يكن ظاهراً ...
أرجو أن لا يكون ورود خطأ (محمد) و( أحمد) ذلك الذي نشر المسيحية وفي إنتظار أحمد ..

في مقدمة كلامي وضعت لك جملة مهمة جداً عنيتها تماما ولم أكتبها فقط للتملص أو أن أكون في المنطقة الأمنة .. قلت لك ( ليس دفاعاً عن الأنقاذ )..
كنت أتمني أن يكون في ردك أيضاً ذلك الفساد الذي غطي كل البلاد وبروايات بنفس تلك التي هي في الأنقاذ ..هل لأنه في تلك الأيام لم يكن هناك موقع إلكتروني نستطيع أن نذكر فيه مثل تلك الأشياء ؟؟؟؟ التلفزيون السوداني عرض لنا عياناً بياناً تلك ( الصلصة) المخزنة في المخازن حتي فسدت !!!!! عرض لنا المأكولات الفاسدة التي كانت توزع للمواطنين جهاراً وكنا نحن صغارً نشتريها من الباعة المتجولين !!!!!!
إذن ليس الفساد قاصراً علي الأنقاذ فقط هم فاسدون ومن قبلهم كانو فاسدون !!!!!! هم بنوا القصور وقبلهم من بنا القصور الجميييييييييييييييع فاسدون ..
لا يوجد شئ يسمي هذا فاسداً ولكن ذاك (فات حدو) في الفساد !!!!!!!
هل أصبح الفساد يا ود قاسم له درجات يمكن السكوت علي بعضها وترك بعضها ؟؟؟؟؟؟؟
لا أدري لماذا ضيقت علي الخناق وأنت تذكر لي أشياء أنا أعلمها جيداً ومقتنع بها تماماً فيما يخص الفساد في هذه الأيام ..
أتمني وبكل شجاعة أن يتم فتح ملف الفساد لكل الحكومات التي مرت علي تاريخ السودان من عبود الأنقاذ ...
من زمن بيع الأراضي السودانية بالدولارات (حفنة) وحتي سقوط المبني الفضيحة لجامعة الرباط ..
من زمن دفن النفايات في الخفاء ومروراً بالفلاشا ووصولاٍ بيع أملاك السودان للأجانب هذه الأيام ..

تحياتي ...

عمر
ليك مني السلام
أقررت معك وبصمت أن الفساد موجود من قبل الإنقاذ ،،، لكن لا أتفق معك أن مسألة حجم الفساد ليست مهمة ،، ففي الفقه نعرف أن هناك حد للسرقة ، وأن حد السرقة هذا لا يتم توقيعه على كل سارق مهما كان حجم أو نوع أو مبررات سرقته ،،، والسرقة في ظل نظام ديمقراطي غيرها في ظل نظام يمسك بالسلطة ويجعلها أداة قمع وإسكات ،، ففي النظام الديمقراطي تكتب الصحف ، وتستمع المحاكم ، وتخرج المظاهرات ، وتتاح جميع وسائل التعبير والاعتراض وكشف المستور ،،، أما في نظام كنظام الإنقاذ فإن الشعب كمتضرر لا تتاح له وسائل الاعتراض والتعبير ، لذا يكون الفساد محميا بقوة السلطة ،،، وقد قلت لك في ردي على مداخلتك أن الكل يطالب بما تطالب به أنت الآن ، وهو فتح ملف الفساد طيلة عمر الحكم الوطني
صدقني أنا لم أقصد أقصد تضييق الخناق ، ولم أكن متجاوزا لمسألة عدم دفاعك عن الإنقاذ ،، ولا يعجبني أن يطلق أحد اتهامات جزافية لمجرد استنتاجات من حوار عابر ،،، لكن نفس التلفزيون الذي عرض الصلصة الفاسدة هو الذي عرض علينا كميات من الأسلحة التي قال أنها مخبأة لدى المؤتمر الشعبي ، ثم جاءت محاكم النظام وبرأت المتهمين ،،، وقد قلت لك أن الإنقاذ كان في يدها أن تحاكم المفسدين إبان العهود التي سبقتها ، لكنها لم تفعل ، بل اكتفت بعرض الصلصة في التلفزيون ، ولم تقل لنا لم لم تحاكم من استوردها ،، وفي عدم محاكمة المفسدين فساد ما بعده فساد ،،، وإذا رجعت لفترة الديمقراطية ستجد أن الحكومة حاكمت بعض رموز مايو ، وأذكر منهم بهاء الدين محمد إدريس ، وهو أحد اشهر السارقين عبر تاريخ السودان ،،، لكن من يحاكم الإنقاذ ؟
ولقد قلت لك يا عمر أنني لست ساعيا إلى تبرئة أحد ، إنما أسعى للانتصار لشعبي ولوطني ، ولمعاقبة كل من سرق أو أضر بمصلحة وطنية ،،، وقلت لك إن كنت تملك بعض معلومات عن حالات الفسادفي أي عهد فاسردها لنا هنا ، ولا مانع عندي من تحويل هذا البوست إلى ملف للفساد عبر تاريخ السودان منذ سلطنة سنار أو حتى علوة والمقرة ،، فلا أناصر فاسدا ، ولا أحمي فاسدا ، ولا أجامل فاسدا ،، وما سردته هنا هو قصة حقيقية بكل هذه التفاصيل ،،، وهي إحدى حالات الفساد الإداري ،،،
وأدعو كل الذين يملكون معلومات عن فساد الأنظمة السياسية في السودان في كل العهود تثبيتها هنا ، لمصلحة السودان ، الوطن ، ولمصلحة شعبه ...

عمر الفاروق

نعم الفساد موجود من زمان
عشنا وشفنا العمارات بتقع والوزير ذات نفسو يكون لجنة للتحقيق. البلد ضحكت من مسرحيتو. قام ادا التحقيق لناس (الما عدل). رئيس لجنة الوزير بقى مقرر اللجنة الجديدة!!!!! شايف يا بني الفساد المقنن كيف؟ رويال هي التي قامت ببناء بيت للوزير .. في احلى من كده؟ لو ما حماها يبقى ما انقاذي.
عشنا وشفنا الدواء الفاسد يدخل
عشنا وشفنا الاكل الفاسد الدخل البلاد
الدكتورة سعاد الفاتح بكت وقالت يا اخونا قروش البترول دي رجعوا بيها داخليات البنات ورجعوا بيها شرف البنات.
عشنا وشفنا المراجع العام ما قادر يراجع شركات ومؤسسات الحكومة. سمعنا بالاختلاسات الحاصلة والحماية الماشة.
عشنا وشفنا ناس بورتسودان يقتلوهم في بيوتهم ويقولوا ليهم دي من الابتلاءات. مجذوب الخليفة وعظ ناس بورتسودان بكلام من كتاب الله واقوال الرسول ومواقف الصحابة الصالحين فتأثروا وبكوا اكثر مما بكوا على قتلاهم.

فعلا الفوضى انتهت من يوم ما مسكو الجماعة ديل.

اللهم لك الحمد اذ جعلتني مبصرا وجعلت لي بصيرة

والله يا ود قاسم أنا لا بتهمني الفوضى ولا بيهمني الإهمال وإن شاء الله الدايرنو يسووهو الناس ديل

لكن مافي شي بيفقع مرارتي ويجيب لي خمة النفس ويرفع ضغتي غير إنو الزول يكون كوز وينكرا

تيب ياخي إنت ما دام خجلان منها ما تخليها ياخي وتديها مية دبة. وكفاك اللقيتو. يعني لازم تكنكش للآخر.

دا شنو دا ياخ.

Quote: دا شنو دا ياخ

ده كوكاكولا ..

Quote: ويرفع ضغتي

لا تعليق ..قبلها كان يرفع صوطي

Quote: مافي شي بيفقع مرارتي ويجيب لي خمة النفس

سجمي خاااااالص ...كر علي أوي ... ووب علي جداً مرادفات تستخدمها الحنكوشات بدل كلام الحاجات ..

تخريمة :
الرد أعلاه عبارة عن حل لل Home Work بتاع ال QUOTE وكيفية إستخدامه ..لا أكثر ..

معليش يا ود قاسم للتخريمة والخروج عن النص والموضوع بس في ناس هنا قلنا نرد ليهم خصوصاً إنو راس الصوط هبشهم ...

Quote: دا شنو دا ياخ

ده كوكاكولا ..

Quote: ويرفع ضغتي

لا تعليق ..قبلها كان يرفع صوطي

Quote: مافي شي بيفقع مرارتي ويجيب لي خمة النفس

سجمي خاااااالص ...كر علي أوي ... ووب علي جداً مرادفات تستخدمها الحنكوشات بدل كلام الحاجات ..

تخريمة :
الرد أعلاه عبارة عن حل لل Home Work بتاع ال QUOTE وكيفية إستخدامه ..لا أكثر ..

معليش يا ود قاسم للتخريمة والخروج عن النص والموضوع بس في ناس هنا قلنا نرد ليهم خصوصاً إنو راس الصوط هبشهم ...

شماسي
سلامي واحترامي
مش قالوا الشينة منكورة ؟

زول واحد
لك التحية
عندما أستمع أو أقرأ عن الابتلاءات - وهي نغمة إنقاذية - يصيبني ذهول يختلط بالقرف من كذب السلطة ونفاقها وتفاجئني جرأتهم على رب العالمين حين يجعلوه - سبحانه وتعالى عما يصفون -، شماعة لكل أخطائهم وفسادهم .

فعلاً من ما جات الانقاذ
كللللللللو تمام
وكللللو تحت السيطرة
إلهى ما تحرمنا لا منها لا من الانقاذيين!!

ربي ما تحرم بيت من الاطفال ......



ود الباوقة

لنا
سلام كتير
عليك الله هسة لو ربنا استجاب دعوتك دي ، مش بتكوني مقلبتي الشعب السوداني ؟
كدي أمشي أقري الراتب ، واستغفري ربك ، وادعي عليهم بالزوال والفناء ...

نتابع

معاك يا خال

واصل

اما حكاية فساد الإنقاذ لن يتناطح فوقها عنزان

فقد صرح الشيخ في احدي تجلياته

بأن السارقون يمثلون نسبة 9% فقط من ناس المؤتمر الوطني

فتسآل الناس

النسبة دي بالدينار ولا بالجنيه يا شيخنا

إفادات لمصلحة التحقيق حول انهيار عمارة الرباط/ د. الطيب زين العابدين

يا جماعة إنتو د. المشرف الهرب من أمريكا داك متين جاء راجع للبورد.

اللهم أحفظنا واحغظ جميع أمة محمد

لكل الزملاء والزميلات الذين تداخلوا هنا ، وللقراء أهدي هذا البوست الذي نقلت في كاتبته الزميلة هالة الأحمدي حديث الأستاذة فاطمة بابكر
د/ فاطمه بابكر تتحدث عن وضع النساء، السلأم و الحركه النسويه السودانيه

Quote: وأدعو كل الذين يملكون معلومات عن فساد الأنظمة السياسية في السودان في كل العهود تثبيتها هنا ، لمصلحة السودان ، الوطن ، ولمصلحة شعبه ...

Quote: وأدعو كل الذين يملكون معلومات عن فساد الأنظمة السياسية في السودان في كل العهود تثبيتها هنا ، لمصلحة السودان ، الوطن ، ولمصلحة شعبه ...

Quote: وأدعو كل الذين يملكون معلومات عن فساد الأنظمة السياسية في السودان في كل العهود تثبيتها هنا ، لمصلحة السودان ، الوطن ، ولمصلحة شعبه ...

ده أجمل كلام أقراهو الليلة من الصباح في البورد ..
لو فعلاً الناس جادة وهمها الشعب السوداني البوست ده حا أرشحو من أسة بوست العام دون التركيز علي فئة معينة وترك فئة أخري ...

عين العقل يا ود قاسم وخلاصة موضوع أتمني أن يستجيب ليها الناس ..
وفي الأنتظار علي قناة أبوظبي...

ده عمر الفاروق البناقش ده ولا زول تاني ياربي ؟











والله لولا

Quote: سجمي خاااااالص ...كر علي أوي ... ووب علي جداً مرادفات تستخدمها الحنكوشات بدل كلام الحاجات ..

هذه لما عرفته
عمر مبروك اول مره اشوفك بدونالعميد

"سجمي خاااااالص ...كر علي أوي ... ووب علي جداً مرادفات تستخدمها الحنكوشات بدل كلام الحاجات"


وكمان يقولوك الماقلتو...


خدر

العميد نايم وأخونا سادي الوردية

بعد شوية أخونا حيمشي ينوم والعميد(خفيف الدم) حيجي يسد

يا ناس البوست كلكم :
أنا ما من ناس الخرطوم يعني من ( أهل العوض)، ولا بعرف بيوت وزراء ومسئولين ولا بعرف الصلصة الفاسدة والبروميد ( بتاع الرغيف) ولا يهمني تقرير المراجع العام السنوي الذي يذكر فيه زيادة جرائم الاعتداء على المال العام والأرقام الخيالية المفقودة في الميزانية، يعني فساد ناس العاصمة نخليه لأولاد العاصمة، قالوا في مسئولين في الخرطوم بمشوا رحلات عائلية شهرية تبدأ من مكة المكرمة لزوم العمرة والغفران وتنتهي في أوروباعلى حساب الدولة ، ما يهمني حسيبهم ربهم
أنا بعرف أنو سنة 1990 كان عندنا ( 340) رأس ضأن، و ( 270) رأس ماعز ( 120) رأس بقر بالإضافة (للحواشات) التي نزرعها منذ عام 1912 م ، نفس الأرقام المذكورة متوفرة زيادة ونقصا عند الكثيرين من سكان قريتنا والقرى المجاورة لنا ، من ناتج الزراعة بعد عام 1990 لا يدخل بيتنا شيء من المحاصيل بعد حق الله والبشير والزبير تأخذ الحكومة كل شيء نظير صرف عائد سنوي لا يسيل له لعاب أبي
الآن وفي ظل الحكومة الرشيدة نشتري الحليب بالرطل؟ ونشتري الذرة بالكيلة أو الربع ، والله ناس الزكاة بشيلوا (حقهم) وحق الحكومة من الخلاء بدون علم ورضاء الوالد ، ومرة قبضوا الغنم في قرية مجاورة لنا وذهبنا لهم (طرد) أنا وغيري من الأهل والجماعة قالوا لازم الزكاة ، قلنا ليهم أخذوها في (اسم قرية ) وهذه أوراقنا قالوا لا الغنم عبرت حدود محلية تختلف عن ( القرية) الوالد قال خذوا زكاتكم تخيلوا المشهد ؟؟؟ وباقي الغنم والبقر جزء لناس القطعان والباقي منها شهريا موت بالجملة ، الأرض صارت جدباء ، الترع جفت ، أهل القناطر رحلوا ، المجمعات العمالية المجاورة لقرانا تركها من ولد وتربى فيها
تخيلوا معي فداحة الظلم ؟؟ لا أقول فساد ممكن كلامي ما يعجب الجماعة المواليين للحكومة الرشيدة
وفعلا الفوضى انتهت يا ود قاسم

اخوي ود قاسم ..

هو فعلا من جات الانقاذ و الفوضى في البلد خلاص انتهت من الناس!!!

مش تكملو الجملة علشان نفهم!!!

يا حليلك يا بلد!!!

خدر أخوي :

Quote: ده عمر الفاروق البناقش ده ولا زول تاني ياربي ؟

ياخوي إنت قايلنا زيكم ولا شنو ؟؟؟ إسمنا البنكتب بيهو ياهو زااااااتو إسمنا البناقش بيهو...
والله انا خايف شموشي التمبوشي ده كمان يطلع لينا هو عثمان النو ...

Quote: عمر مبروك اول مره اشوفك بدونالعميد

خدر الله يبارك فيك ..مانجيك في شينة قول امين ..

تخريمة :
ياخ العميد ده مسجل معاكم من 2004 معقولة لحدي أسة عميد ؟؟؟
الراجل بقا لواء وكلك نظر يا خدوري ..

أعتذر عن توقفي من متابعة هذا البوست ، وأعتذر للاخوة والأخوات الذين تأخرت في الرد على مداخلاتهم ،، وسيقول بعضهم ( ياهو حالك ) ،، ولكم العتبى حتى ترضون ..
سارد على كل المداخلات ،،،