أسـاتذة في ذاكـــرتي

كثير من معلمينا يحتلون مكانهم في الذاكرة . وكثير منهم ما زلنا نتعامل معهم حتى اليوم وكأنهم ما زالوا يدرسوننا ...
في المدرسة الابتدائية لا يمكن أن يسقط عن ذاكرتي الأستاذ الجليل الشيخ أحمد كورينا ،،،
من أبناء القطينة ، وقد ارتبط أبوه العم أحمد كورينا بمنطقة معتوق ، وعمل بالتجارة وأصبح جزءا منا ،،، انتقل أستاذ الشيخ إلى مدرسة معتوق الابتدائية كنائب للناظر في العام 1963 ، وقد كنت في السنة النهائية في المدرسة الابتدائية ،،، أي سأمتحن للدخول للمدرسة الوسطى ،،، ولم يكن مستوى مدرستنا جيدا ليمنحنا الفرصة للدخول إلى المدرسة الوسطى ، ففي السنة السابقة دخل طالب واحد من مدرستنا إلى مدرسة الكوة الوسطى ،،، وكان مصير من لا يتقدم هو الرعي أو الزراعة أو العمل بسوق معتوق ،،،
تصدى أستاذ الشيخ لهذا الوضع ، وفرض علينا برنامجا مكثفا للمذاكرة ، والدروس الإضافية ، والاختبارات المتتالية ،،، وطبعا العقوبة ، والتحفيز ،،،
وقف معنا ونحن نؤدي الاختبارات ، يشجعنا ، ويراقب أداءنا ، وكان يقف على سور المدرسة لأنهم منعوه من دخول المدرسة ،،، وكان يسألنا ويذكرنا وينبهنا حتى في أيام الاختبارات ،،،
كانت النتيجة دخول 24 من طلاب فصلنا إلى المدرسة المتوسطة ، في ظروف منافسة رهيبة ،،، وكان الأول مشترك من مدرسة معتوق الابتدائية ، وكان سبعة طلاب من العشرة الأوائل من مدرسة معتوق الابتدائية ...
التحية للأستاذ الفاضل الشيخ أحمد كورينا ، ذك الرجل الذي غيّر مسار حياتنا ، ولولا مجيئه إلينا لكنّا في عداد الأميين ..
ونواصل ...

وفي المدرسة الوسطى تفرد ذاكرتي مكانا للأستاذ الطيب عبد الحميد ،،، والأستاذ الطيب عبد الحميد من أبناء مدينة الدويم ،، ونحن لا نبعد كثيرا عن الدويم ، لذا كان يعتبرنا أبناء منطقته ، ويهتم بنا اهتماما خاصا ،،، وكان يعلم تماما أننا ننتمي لمنطقة أقل نموا وأننا في حاجة إلى من يدعمنا ويوجهنا ،،، والأستاذ الطيب عبد الحميد أديب وشاعر ، يحفظ الشعر ويقرأه علينا ، ويكتب لنا بعض القصائد من خارج المقرر ، ويشجعنا على حفظها ، فهو أول من حبب إلى القراءة والإطلاع ، وحفظ الشعر ، وسرد القصة ،،، وهو أول من جعلني أقف أمام الناس في الجمعية الأدبية وأتحدث أمام الطلاب في حضور الأساتذة ...
كان الأستاذ الطيب محبا للرياضة ، وقد أدخل في مدرستنا لعبة الكرة الطائرة وكان راعيا لتطويرها بالمدرسة ، كما أنه كان يهتم أيضا بكرة السلة ، ومشرفا على إحدى الداخليات ومشجعا لفريقها في كرة القدم ،،، كما كان مشاركا في كل التمارين الرياضية ... واهتم الأستاذ الطيب عبد الحميد بالمسرح المدرسي ، وأشرف على إخراج عدد من المسرحيات تم تقديمها على خشبة مسرح المدرسة ،،، وكان الأستاذ الطيب أول من كسر حاجز الرهبة بين الأستاذ والطالب في حياتي ، وحياة كثير من زملائي ، فكنا نسمع الغناء من جهاز التسجيل الخاص به ، وقد عشقت باكرا أغاني عبد الكريم الكابلي ، ومحمد الأمين ، بعد سماعي لها من جهاز تسجيل الأستاذ الطيب عبد الحميد ،،،
ولا أنسى أبدا الخدمة الجليلة التي قدمها الأستاذ الطيب عبد الحميد لابن خالي الذي ولد بشقة أرنبية ( شروم ) وقد نصحنا الأستاذ الطيب بإدخاله إلى المستشفى لعمل عملية تجميل ، وفعلا رتّب الأمر بمستشفى الدويم ، وكان وقتها مستشفى جميلا ونظيفا ومكتملا ،،، وعندما دخل ابن خالي وأجريت له العملية ، كان الأستاذ الطيب عبد الحميد يزورنا يوميا ، حاملا إلينا ( عامود ) الغداء ، إلى أن خرجنا من المستشفى وعدنا إلى أهلنا ،،،

كاد المعلم ان يكون رسولا
استاذي لك حبي
شكرً اخي ودفعتي ود قاسم بحفظ وذكر ماثر من علمونا حرفاً
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
فالشكر والتقدير لكل معلمي السودان قاطبة
بابكر بدري ، الجيلي عبدالرحمن ، بشير محي الدين ، خلف الله ابراهيم القريش ، مندور مهدي ، حسن قاي مقام ، ابراهيم فريري ، محمد سعيد معروف ، كمال العربي ، محمود عباس ، حسن مدني (بربر) ، عبدون حماد ، فتحي شيلا . . . القائمة تطول .

( الى كل استاذ من اساتذتنا الأجلاء فى كل مراحل التعليم ،
الى كل من علمنا حرفآ ، حكمة ، او حتى معلومة بسيطة .... ،
الى كل من بذل جهده و أفنى سنين عمره كى تتعلم الأجيال تلو الأجيال .... ،
الى من يجلسون فى صفوف الحياة الخلفية و هم يتلذذون بصعود ابنائهم الطلاب أعلى درجات المجتمع بل و ربما تذرف أعينهم دمعات الفخار و الاعزاز لتلك المشاهد ... ،
الى المرابطين فى القرى و البوادى و الهجر ... و تحت الاشجار من اجل ان يتعلم هذا الشعب ..،

الى كل اؤلئك و هؤلاء النفر الكريم .. ، اهدى هذا البوست عله يكون نبراس وفاء و تكريم لتلك الشريحة " الوقّادة " من مجتمعنا ، و قطعآ لن نوفهم حقهم مهما حاولنا و لكن على الأقل لنبذل اضعف الايمان و ليغفروا لنا تقصيرنا فى حقهم و هم بلا شك كرام ...عظام

لهم جميعآ أجلّ تحية و وشاح زهو و احترام .


سنحاول فى هذا البوست استعراض الأساتذة حسب المراحل الدراسية : ابتدائى " ان شاء الله حتى كتّاب او خلوة للأجيال العتيقة .. و الروضة او التمهيدى - ست سعدية – للاجيال الحديثة " ، المتوسط " الوسطى سابقآ " ، الثانوى ، المرحلة الجامعية " او المعاهد المتوسطة او العليا " ، و للذين سمحت لهم ظروفهم بتلقى دراسات عليا فوق الجامعية لاشك ان هنالك اساتذة فى هذه المراحل يستحقون الذكر ... و الشكر .

و لتكن البداية بأساتذة الابتدائى او الكتّاب ....... )




العزيز ود قاسم

تواتر الخواطر هذا جميل بلا شك
ان نتشارك الوفاء لاساتذتنا العمالقة شرف لا يدانيه شرف .
فلتترى الذاكرة بزخم ذكراهم العطرة ... و ليكن الوفاء لاهل العطاء

العزيز كوستا
تحية وتقدير
أشكرك على مداخلتك القيمة وأنتظر إسهامك ببعض ما تحتضنه ذاكرتك عن الذين علموك حرفا ...

أستاذي الجليل حمزاوي
أحييك وأنت تحتل مكانك في ذاكرتي ، وأنت تتنقل بين الدويم وأبوحبيرة والمجيقة ومعتوق و24 القرشي و65 كمّل نومك ،،، وتقدم العلم لجيلنا ،،،
لك العتبى حتى ترضى ، فأنت لا تقل أبدا عن الذين ذكرتهم من زملائك الأجلاء ...

Quote: تصدى أستاذ الشيخ لهذا الوضع ، وفرض علينا برنامجا مكثفا للمذاكرة ، والدروس الإضافية ، والاختبارات المتتالية ،،، وطبعا العقوبة ، والتحفيز ،،، وقف معنا ونحن نؤدي الاختبارات ، يشجعنا ، ويراقب أداءنا ، وكان يقف على سور المدرسة لأنهم منعوه من دخول المدرسة ،،، وكان يسألنا ويذكرنا وينبهنا حتى في أيام الاختبارات ،،،

هذا ليس استاذ فحسب هذا وزارة تربية وتعليم بحالها!
كم كنا نتمنى ان نرى اولئك الجنود المجهولين ليروا ثمرات غرسهم ولنريهم كم نحبهم ومدى امتنانالهم بكل محققناه وما سيحققه ابناءنا مستقبلا
ودمت ايها الوفي
جني

رحم الله أستاذ الأجيال شيخ الدين جبريل

رحم الله أساتذتى الطيب شبيكة والأستاذ كرف والأستاذ تلودى والأستاذ نورين ولا أنسى ان نسيت الأستاذ سيد الياس سيدهم والأستاذ محمد الحسن دنقلاوى والأستاذ نورى من بربر ولا أنسى أساتذتى محمد سعد دياب ومحى الدين فارس والأستاذ عبدالواحد لبينى والأستاذ دفع الله عبدالله والقائمة طويلة

هشام
شكرا لتنبيهي لهذا البوست ،
وآمل أن تذكّرنا ببعض مآثر ومناقب أساتذتك خاصة الأستاذ شيخ الدين ...

وعوض الطريفي ابن عمّي وهو أستاذي أيضا ( لذا فهو يصر أنه عمي ) ، درسني اللغة الإنجليزية في المدرسة الوسطى ، وكان من أفضل المعلمين الذين التقيتهم في حياتي ،،، إضافة إلى أنه كان يتمتع بنشاط ثر في الرياضة ... ووالد عوض هو الفكي الطريفي بن الشيخ دفع الله ، وكلاهما قاما بتدريس القرآن في معتوق ، وقد كان عم الطريفي إماما وخطيبا لمسجد معتوق حتى وفاته .. وكان يعقد زيجات معتوق ،،

جني
نعم هو أستاذ وزارة ،،، وهو ما يزال يعمل حتى اليوم ، هو الآن موجه تربوي ، وما يزال يعمل بجد واجتهاد لأنه يعرف ويعي تماما رسالته ..

أبوطلال

شكرا لهذا الوفاء الذي يستحقه الأساتذة على إمتداد الوطن.
الأساتذة في السودان لا يذكرهم الناس إلا بعد أن يغيبهم الموت .. رغم أن الكثيرين يحفظون لهم الود و الإحترام..

تخريمة : يا ربي حسع في طلبة من طلبتي متذكرني ؟ في واحد بس في البورد دة من طلبتي و إحترامو للكل يشهد به الجميع فله التحية.

أرفع

يدك لتجيب على سؤال الأستاذ

أبوجهينة
لك التحية والشكر على إسهامك في تربية أبناء جيلنا ،،، وليت بعضهم ممن علمتهم حرفا يكتبون لنا هنا عن إسهاماتك ...

عند الحديث عن المعلمين لابد من ذكر أبناء رفاعة
المدينة المعطاء أذكر ونحن في المدرسة الأبتدائية كان
جميع المعلمين من رفاعة .... وكان لهم فضل كبير
في نشر التعليم في مختلف أنحاء السودان
وفي المرحلة الثانوية أذكر الاستاذ بشير سعيد ،
والذي جعلنانحب ونجيد اللغة الإنجليزية بأسلوب هادي
ومؤثر .

ود أحمد
لك التحية
لاشك أن رفاعة لها السبق في التعليم في السودان ،،، هل لك أن تأتينا بالمزيد عن أبناء رفاعة الأساتذة ؟
آمل ذلك ..