كم هي تكلفة الإهمال ،،، كم هي تكلفة الحرص ؟

يحق لنا نحن أبناء الجزيرة والمشاريع المروية أن نطالب الحكومة بثمن صحتنا التي أضاعتها بإهمالها لتوعيتنا وتثقيفنا . غالبيتنا مصابين بالبلهاسيا ، وهي مرض مرتبط بالمياه ، ويكثر في المشاريع المروية ، فكل من يدخل إلى الترعة أو فروعها من جداول وغيرها فهو معرض للإصابة بهذا المرض . وقد كان المشروع حتى فترة الستينات من القرن الماضي يوفر الأدوية عبر شفخانات القرى بدواء اسمه الفوادين ، لكن شفخانات القرى في الفترة الأخيرة لا تقدم علاجا ولا تقدم حتى نصحا إلا بمبالغ ضخمة لا يستطيعها المزارعون . كذلك اشتهرت المناطق الزراعية بانتشار مرض الملاريا ، وهو مرض قاتل ، وقد حصد بالفعل أرواحا عديدة ، وأنهك قوى الأحياء ، وأقعدهم عن الانتاج ...
وفي داخل الحواشات هناك العديد من مسببات الموت ، فالثعابين ، والعقارب ، وكثير من الحشرات السامة والضارة تعيش تحت الأرض ، أو بين الشجيرات والنباتات ، وتوفر لها رطوبة التربة مأوى طيبا ...
والشمس الحارقة ترسل حرارتها مباشرة إلى نافوخ الفلاح ، فيصاب بالإعياء ، وربما تصل المسألة إلى إصابته بالسحائي أو ضربة الشمس .
المزارعون يعملون وهم حفاة ، يدخلون إلى ماء الترعة بدون ساتر ، ويطأون الثرى أو يمشون فوق الحشائش بستر الله ، فيلدغون ، ويتعثرون ، وينامون وهم عرضة للسعات الناموس ، ويعملون تحت الشمس لا يفصل بينهم وبين حرارتها إلا شعر رؤوسهم ...
وكذا عمالنا في المصانع ، وفي الأسواق ، وفي الموانئ ، وفي كل موقع إنتاج ، لا شئ يحمي أيديهم من الخدش والجرح ، أو أرجلهم من التعثر والإصابة ، أو رؤسهم مما يمكن أن يسقط فوقها ....فغالبية العمال في بلادنا يعملون بأيدي مكشوفة ، وأرجل حافية أو شبه حافية ، ورؤوس مكشوفة ...
كم يكلفنا هذا الإهمال ؟
آلاف الأرواح ، وطاقات معطلة كان يمكن أن تضيف الكثير لإنتاجنا ، وعلاج تكلفته المادية باهظة جدا ،،،
كيف يمكن أن نخفف الضرر ؟
شرح حجم الضرر وتنبيه المتضررين لاستخدام ما يمنع الضرر أو يخفف أثره ،،، صرف الأحذية الواقية للفلاحين والعمال ، صرف القبعات الواقية والتي يمكن أن تخفف الارتطام وأشعة الشمس ، استخدام الكفوف البلاستيكية أو المصنوعة من القماش أو المبطنة ، حسب الحاجة لحماية الأيدي ، تشجيع استخدام الناموسية لحماية الناس من لسعات الناموس . توفير المصل الخاص بالثعابين والعقارب وغيرها مما هو سام . توفير الأدوية المجانية . والوقاية خير من العلاج

سلا م ياود قاسم
والله كلامك سمح ياود قاسم لكن البسمعك منو , الناس مشغولة بجمع الغنائم والجلوس علي كراسي الحكم

سيف مساعد
حمدا له على سلامة العودة بعد غيبة ظاهرة ،،
وليعلم الذين يلهثون وراء كراسي الحكم أن هذه الكراسي لم تعد وثيرة وسهلة ... إنها كراسي ملتهبة ، ودعمها يأتي من الغلابة والمسحوقين ، والمنسيين ،،، ومن لم يقدم شيئا لهؤلاء فلن يجد كرسيا ، وإن وجده فسيتحول وبالا عليه ...

up

مكاشفي القوم يا بركة ،،،
يتعلى مقامك عند رب العالمين ...

عايز تقول لي انكم مهمشين برضو

زول ساكت
كيفك ، وإن شاء الله الأزمة تكون عدّت ؟؟؟
المرة دي الكلام مش عننا نحن بس ، الكلام عننا وعن البيشبهونا ، من الزراع والعمال على امتداد السودان ، وهم مستغلون حتى نخاع أرواحهم ،،، مهملون ، وفي نفس الوقت مطالبون بالإنتاج ، وأنت تجد هنا مثلا أن العامل لا يمكن أن يعمل تحت وهج الشمس أو يعرّض نفسه لما يمكن أن يسقط فوق رأسه دون أن يلبس جسما واقيا يضعه فوق رأسه ، ولا يمكن أن يحمل اشياء أو يسحب أخرى دون أن يغطي يديه باواقي اللازم ، وتجد المزارعين في كثير من بلدان العالم يلبسون البوت ليدخلوا بها إلى الجداول ، وتجدهم يلبسون واقيات الأكف عندما يقصون الحشائش أو يجمعون البامية أو غيرها من الثمار التي يمكن أن يتضرر منها الإنسان أو تتضرر هي ...
فهذا تهميش عام ، قصدنا به كل فلاحي وعمال البلد من حلفا إلى نيمولي ، ومن الجنينة إلى بورتسودان ...

الاخ ود قاسم
ما تنسي الكيماويات وما استشرى من سرطان

المعتمد
مني ليك سلام
والله كدت أنسى ،،، نعم الكيماويات الضارة بنا وبأرضنا وبمواشينا ،،،
السرطانات ، والأمراض التي لا قبل لنا بها .. لماذا لا تتطرق القوانين التي تضعها الحكومة لهذه المشاريع ، لماذا لا تتضمن هذه الأشياء ، لماذا لا تضمن صحة أهلنا ، ولماذا لا تضمن لهم حقوقهم كبشر ؟

ومن أجل إنصاف المسحوقين ، والمُستَغَلين ، نعيد رفع هذا البوست ...