الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك

الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك


10-03-2005, 01:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=17&msg=1135897317&rn=11


Post: #1
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-03-2005, 01:14 AM
Parent: #0

الديمقراطية ، لماذا ؟
كيف نصل ؟
ما هي آلياتنا ؟
ما الذي يمكن أن تقدمه حكومة الوحدة الوطنية ؟
ما هي مآلات مشروع التداول السلمي للسلطة ؟
هل سنصل ؟

Post: #2
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ابو جهينة
Date: 10-03-2005, 02:03 AM
Parent: #1

ود قاسم

خميت الرماد؟
سأجاوب على أسئلتك ببرقيات مثل الأسئلة التي وردت هنا :


Quote: الديمقراطية ، لماذا ؟


تعددنا يحتم علينا أن نسلك طريقها .. و لكن بالطريقة التي يراها المؤتمر الوطني.

Quote: كيف نصل ؟


أصبروا صبرا جميلا و لكم في شعب مصر الأسوة الحسنة .. ( مبروك يا حسن مبارك ).

Quote: ما هي آلياتنا ؟


تشرذم و تردد التجمع .. و تقوقع الحركة في الإتفاقية و إنتظار الإستفتاء بعد الإنتقالية .. كل هذا و ذاك يجعل آلياتنا معطوبة تماما

Quote: ما الذي يمكن أن تقدمه حكومة الوحدة الوطنية ؟


Nothing
لأنه ببساطة ستكون فترة إستقطاب حزبي و جهوي و فئوي .. و الحشاش يملا شبكتو

Quote: ما هي مآلات مشروع التداول السلمي للسلطة ؟

السلطة إستقرت في قرار مكين .. تداول بعد كدة مافي ..
شفت النموذج المصري ... هو هو يا أبوطلال .. لا تعشمن في حكومة خارج إطار المؤتمر الوطني ..
لا أريد أن أكون متشاءما أو محبطا .. و لكن فلنعترف بأن المعارضة بكامل تجمعها أضعف من ضعيفة .. و الحركة ستطبق الإتفاقية بحذافيرها ثم تنتظر تقرير المصير و أظنها تعول كثيرا عليه .. فهي قد فقدت الثقة في المؤتمر و ما بحقيبة المالية و النفط ببعيدة.

Quote: هل سنصل ؟

لقد وصلنا .. و لكن كل المحطات تؤدى إلى موقف المؤتمر الوطني.
ديمقراطية نفر
أرقد عافية

Post: #3
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-03-2005, 02:08 AM
Parent: #1

الناس بطبعهم لا يتفقون اتفاقا كليا ، لكن الغالبية يمكن أن ترتضي أمرا ، والبعض الآخر يمكن أن يعترض على هذا الأمر اعتراضا كليا أو جزئيا . كما أن الرضا نفسه يمكن أن يكون ناقصا ، إلا أنه قد لا يصل حد الاعتراض الحاد . ولأن هذا هو الطبيعي والمتعارف عليه بين البشر ، ولأنه من حق الناس أن يُحكموا بحكومة يرتضونها ، ولأنه لا يمكن أن يجمع الناس على حكومة تحكمهم ، ولأنه لا توجد وسيلة أخرى لتمثيل وجهات النظر المختلفة أو المتنافسة أو المتخاصمة إلا عبر قياس الرضا والاعتراض ، إذن لابد من إيجاد نظام يستوعب الصراعات المختلفة لإنتاج حكومة تحظى برضا الأغلبية ، وبالحد الأدنى من رضا المعترضين ...
وعندما تم تعريف الديمقراطية على أنها حكم الشعب ، كان الشعب نفسه محدودا بمدينة واحدة ربما لا تساوي جزءا من مدينة من مدن اليوم ، فقامت الفكرة على الاستفتاء المباشر للشعب ، لكن ذلك لا يمكن أن يكون منهجا عمليا في عالم اليوم ، حيث امتدت الدول ، وأصبح بعضها لا يتسع لأهله ، فاستبدل الاستفتاء المباشر بمنهج التمثيل كمنهج عملي يغطي حاجة شعوب اليوم . وقد كانت الديمقراطية القديمة ناقصة في كثير من الوجوه ، ففي أثينا ، رغما عن أن الشعب كان يجتمع اجتماعا مباشرا أربعين مرة خلال العام ، لكن هناك فئات كانت مستبعدة عن الاجتماع والمشاركة مثل النساء والعبيد وذوي الأصول غير الأثينية . وقد مرت كل التجارب الديمقراطية التليدة بمراحل الاستثناء هذه .

Post: #7
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-03-2005, 04:27 AM
Parent: #3

ما هي قيم الديمقراطية ؟
ضمان وجود الحقوق الأساسية .
الحريات المدنية التي توفر حق الاختيار وحق الاختلاف .
إقرار حق المشاركة السياسية .
الإنصاف والعدالة الاجتماعية .
غرس واتباع الإجراءات الدستورية .
غرس الوعي السياسي والاجتماعي ونشر المعرفة .
تأسيس منهج المساءلة والمحاسبة ...
ما هي الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية ؟
توفر الإطار العام للعمل السياسي انبثاقا من مؤتمر دستوري أو دستور دائم تم اعتماده على أسس ديمقراطية .
وجود أحزاب وطنية ديمقراطية ليبرالية .
ضمان التمثيل البرلماني الحر الذي يقود إلى برلمان منتخب حسب ما تم الاتفاق عليه في الدستور أو مقررات المؤتمر الدستوري ( سلطة تشريعية ) .
قيام مؤسسة الرئاسة حسب ما تم الاتفاق عليه ، نظام ملكي ، رئاسي ، برلماني ، غيره ( جزء من السلطة التنفيذية ).
توفر سلطة قضائية نزيهة وحرة ومستقلة ( سلطة قضائية ) .
قيام سلطة تنفيذية من الحزب أو الأحزاب صاحبة الأغلبية ( جزء مكمل للسلطة التنفيذية ) .
ضمان الفصل بين السلطات .
ضمان توفر وتقنين وتأطير الرقابة المتبادلة بين السلطات الثلاثة .
ولابد من توفر حريات التنظيم ، والعمل النقابي ، والنشر ، والعمل الصحفي ...

Post: #4
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-03-2005, 03:12 AM
Parent: #1

الأستاذ ودقاسم .. الديمقراطية الطائفية لما بعد الاستقلال قادت إلى تسليم السلطة للعسكر وأكتوبر سرعان ما أنتهت لتحكم طائفي عبر الانتخابات البرلمانية .. وشهدنا ما كان من أمر وأد الديمقراطية من الاحزاب التي يفترض أن تحافظ عليها .. فكان مكان .. ومايو اتولد .. وقالوا النجوم زادت عدد .. والنجوم هنا طبعاً نجوم الضباط المتحكمين وليس إنتشار الضوء .. وكانت أبريل .. وكانت المماحكات القديمة التي أصابتنا للمرة الثالثة وحميد يقول:
معقول يلدغ المؤمن من جحر الدقون .. الكاكي يلدغ مرتين والتالتة قرصة أبو الحصين
معقول في ناسا ما وعت لليله بالن بين بين..

الطريق إلى الديمقراطية في السودان يمر عبر هذا الإرث الثقيل من الممارسات اللاديمقراطية في الأسرة والمدرسة والشارع والحزب والطريقة .. وما زلنا مجتمع الشيخ والإتباع .. في كل تفاصيل حياتنا يا أخي .. حتى احزابنا التي تدعي التقدمية مسكونة بعلاقة الشيخ والمريد .. فكيف نتوقع طريقاً سهلا .. أما مثمراً فهذا ما زال منا بعيد.

Post: #5
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-03-2005, 03:29 AM
Parent: #1

شكرا يا ود قاسم..



تذكرتك يا ود قاسم وأنا أقرأ هذه الإصدارة من "قاعدة الجهاد في أرض الرافدين"..

http://www.tawhed.ws/r?i=3278

وقلت : ياخي والله ود قاسم دا زول تمام.. أها النجاوب على أسئلتك..




Quote: الديمقراطية ، لماذا ؟


لأن الديمقراطية هي أحسن أنواع الحكم التي توصلت إليها البشرية حتى الآن، بشرط أن تكون متخلصة من شرور الرأسمالية وجشعها.. الديمقراطية لا تنجح إلا على قاعدة من العدل الاقتصادي وتوزيع الثروة بطريقة عادلة وتوزيع الفرص في التعليم والعمل..

Quote: كيف نصل ؟
ما هي آلياتنا ؟


باقتلاع الفكر الشمولي الذي يلبس لبوس "الإسلام" من واجهة الحكم، ومحاسبة الذين أدخلوا السودان في النفق المظلم..
آلياتنا "كمثقفين أحرار" هي: نشر الوعي بالديمقراطية وحقوق الإنسان وضرورة العدل والمساواة بين السودانيين.. كشف زيف الحكم الشمولي وظلمه.. يعني تصوير الواقع البائس للسودانيين تصويرا جيدا بمختلف الطرق "كتابة رسم تمثيل سينما" إلى آخره..
التوجه للمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة لكي تقف مع هذه الجهود وتضغط على النظام الذي ينتهك الحقوق ويسفك الدماء ويقتل الشعب وينهب ثرواته..


Quote: ما الذي يمكن أن تقدمه حكومة الوحدة الوطنية ؟


أن تلتزم بما جاء في اتفاقية السلام.. وتعمل على التعاون مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تسليم المطلوبين ثم التوصل إلى اتفاقية مع حملة السلاح في الغرب والشرق، وتعمل على نزع السلاح من أيدي المليشيات والأفراد والجماعات الذين يتبعون إليها هي؛ يعني يكون سلاحها بيد الشرطة والجيش فقط..

Quote: ما هي مآلات مشروع التداول السلمي للسلطة ؟
هل سنصل ؟


المآلات تتوقف على مدى التزام الحكومة باتفاقية السلام وبسط الحريات وإتاحة الفرصة للاحزاب للعمل بين قواعدها بحرية.. وتتوقف على مدى مقدرة الأحزاب على بلورة برامج ومناهج واضحة تتسق مع أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان، أفرادا وجماعات..

بالتأكيد حنصل يا ود قاسم..
المهم أن يقوم كل واحد منا بدوره.. وأنا لا أملك إلا أن أبدي إعجابي بمثابرتك على الطرق بقوة في هذا المنبر والكتابة.. الله يديم عليك عافية البدن والروح..

صورتك في بوستك عن نادر ومريم يا ود قاسم ذكرتني بالممثل الأمريكي الراحل أنتوني كوين، الله يرحمه.. لو لم يمثل سوى فيلم "عمر المختار" لكفاه.. صورة المناضل الشهيد وهو يُشنق على يد الهمج الإيطاليين، وكانت نظارته في يده خلف ظهره، ثم تسقط النظارة ويجري ذلك الطفل ليلتقطها.. يا الله.. مشهد عجيب يمثل عندي انتقال الروح من الشهيد الحي إلى جيل كامل هو نحن "ذلك الطفل"

لك مودتي..

ياسر






Post: #6
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-03-2005, 04:17 AM
Parent: #5

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك
الدعوة للدمقراطية و الحديث عنها من واقع أننا فى وطن الأغلبية فيه مسلمة يحتاج من وجهة نظرى فى المقام الأول الى وقفة متأنية مع العقيدة الإسلامية و أثر النصوص القرآنية فى التعامل مع الآخرغير المسلم و إلآ أصبحنا نتحدث عن السودان و كأنه مجتمع لا علاقة له بالدين الإسلامى.
لك أخى ود قاسم و للأخ الدكتور ياسر هذه النقاط و التى طرحتها فى مقال لى على صفحات سودانييزأونلاين تحت عنوان تباشير الدمقراطية التعددية فى السودان هل الإسلام دين الأغلبية فيه يقبل الدمقراطية التعددية و من ثم قبول الآخر ??. النقاط هى:-

المسلمين فى السودان هم الأغلبية و فى الممارسة الدمقراطية عليهم مراعاة حقوق الأقليات و صيانتها و المحافظة عليها . أثر الخطاب القرآنى على المسلم فى السودان و إنعكاس ذلك على سلوكه فى الدمقراطية التعددية المرجو قيامها??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين لا يودون أن ينزل على المسلمين من خير. فإذا كان هذا هو سلوك الكافر و المشرك تجاه المسلم كيف بالمسلم يأخذ برأى الكافر و المشرك فى نظام حكم يفضى بالخير على مجتمع الأغلبية فيه مسلمين ???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الذى يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل. كيف بالمسلم يثق فيمن ضل سواء السبيل شريكا يرسم معه سبيلا للخلاص و الهدى ???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الحق من الله فكيف بالمسلم يستأنس فى خطاه نحو الحق بخطى من أخبره الله بأنه فاسق مجرم ملعون نجس ???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن مثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع صم بكم عمى لا يعقلون. هذا التعريف و أثره فى قبول المسلم للكافر شريكا فى العملية الدمقراطية???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكافر حبطت أعماله فى الدنيا و الآخرة. فكيف بمن حبطت أعماله فى الدنيا و الآخرة يضيف بحبوط أعماله رفعة و رقيا للمجتمع ??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكافر عمله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء و كرماد إشتدت به الريح فى يوم عاصف. شخص هذا مثال عمله كيف بالمسلم يستيقنه ماء و ثبوت فى يوم العواصف ???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكافر ملعون . فكيف بالملعون مؤسسا لمسارات القبول فى المجتمع ??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الذى كفر لم يكن الله ليغفر له و لا ليهديه طريقا إلآ طريق جهنم. فكيف بالذى طريقه طريق جهنم تكن أعماله ذات خير و إستفادة لمجتمع يرجو من أعماله طريق الجنة???.

العقيدة الإسلامية تطلب من المسلم أن يقاتل الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون. أثر هذا الأمر على عقلية المسلم و من ثم تعامله مع الكافر و تعارض ذلك مع قاعدة المساواة???.

العقيدة الإسلامية تحذر المسلم أن يكون من الذين كذبوا بآيات الله فيكون من الخاسرين. فكيف به آخذا الخاسرين شركاء فى رسم التطور و التقدم???.

العقيدة الإسلامية تحذر المسلم من أن يركن للذين ظلموا فتمسه النار. أضاف القرآن خبرا عن الرسول صلى الله عليه و سلم و هو أنه لولا أن ثبته الله كاد أن يركن لأهل الكتاب شيئا قليلا . ويخبر القرآن أنه لو أن الرسول صلى الله عليه و سلم ركن لأهل الكتاب شيئا قليلا لأذاقه الله ضعف الحياة و ضعف الممات و لن يجد على الله نصيرا. هذا التحذير وجه للرسول صلى الله عليه و سلم و هو تحذير مخيف جدا جدا جدا . ما أثر هذا التحذير على عقلية المسلم فى تعامله مع الكافر و إنعكاس ذلك فى العملية الدمقراطية المنشودة???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الله يرسل الشياطين على الكافرين تغريهم و تحسهم لفعل المعاصى . فكيف بالمسلم يثق فى من فعله المعاصى بحسن السير و السلوك فى الدمقراطية التعددية??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأنه لو إتبع الحق أهواء الكفار لفسدت الأرض و السموات و من فيهن. ألا يحق للمسلم من باب الإحتياط ألآ يأخذ برأىالكافر و توجهاته و آراءه خوفا من الفساد و الإفساد و من باب أولى عدم مشاركت الكافر فى الدمقراطية ???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الله لا يحب الكافرين. فكيف بالمسلم يمد جسور الإلفة و المحبة لمن لا يحبه الله و أثر ذلك فى قبول الكافر شريكا فى نظام يقود لغرس أشجار الحب و السلام ???.


العقيدة الإسلامية تخبر المسلمين بأنه إذا قضى الله و رسوله أمرا ليس لهم الخيرة من أمرهم و إن تنازعوا فى شئ يردوه الى الله و رسوله و أن المسلم على شريعة من الأمر و اجب إتباعها و أن يحكم بما أنزل الله. أثر ذلك فى قبول المسلم لدستور علمانى و قوانين ترفض الشريعة الإسلامية???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم أن أى موطأ يطأه ليغيظ به الكفار إلآ و كتب له به عملا صالحا. أثر ذلك فى طريقة العيش مع الكفار???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكفار كالأنعام بل أضل سبيلا . كيف بمن هذا و صفه يكون هديا فى مسارات الحياة???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بعدم مساواة المتقين مع الفجار و أن الكافر قرينه شيطان و أنه عدو الله و عدو للمؤمنين. فكيف بالفاجر الذى قرينه شيطان عدو الله مستحق اللعنة شريكا فى عمل القصد الأساسى منه فى عقلية المسلم مرضاة الله و مغفرته???.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن له فى إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة يجب إتباعها فهو قد قال لقومه إنه برئ منهم و مما يعبدون من دون الله و بينه و بينهم العداوة و البغضاء أبدا حتى يؤمنوا بالله و حده. أثر ذلك على عقلية المسلم فى تعامله مع الكافر??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن نوح عليه السلام دعا الله بألآ يذر على الكافرين ديارا و إن الله لو تركهم يضلوا العباد و لا يلدوا إلآ كفار . و قد إستجاب الله لدعائه و أغرق الكفار فى الطوفان الشهير. فكيف بمن يضل العباد يكون شريكا مساويا فى إضافة الهدى و إعمار الأرض ??. كيف بالمسلم يدعو على الكافر كل دعاوى الهلاك و الدمار و فى نفس الوقت يعمل معه شريكا لتحقيق خير المجتمع??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم أن حالات الرخاء التى يراها على الكفار إنما يريد الله أن يعذبهم بها. هل هذا الطرح يساعد على رفض مسببات الرخاء و تطور و سائل العيش التى تظلل المجتمعات الغربية اليوم و وضعها فى خانة أدوات التعذيب??. و من ثم الجهر بدعوة سيدنا موسى عليه السلام على فرعون و قومه??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلم بأن الكفار هم شر البرية. فكيف بشر البرية خيارا فى الدمقراطية التعددية ??. كيف بمن أحلوا قومهم دار البوار شركاء فى مشاريع النماء ??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلمين أن مثلهم فى التوراة أشداء على الكفار رحماء بينهم . فكيف بهم أشداء على الكفار و فى نفس الوقت يقبلون بهم شركاء و مساوين فى العمل الدمقراطى ??. ما هو تأثير هذه الشدة على عقلية المسلم و السلوك الدمقراطى و تطبيق القانون??.

العقيدة الإسلامية تخبر المسلمين أن مثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فإستغلظ فإستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. كيف فى توحدهم إغاظة للكفار و فى نفس الوقت العمل معهم فى تواد و أخوة???.

الأغلبية فى السودان مسلمين و عليهم مراعاة و حفظ حقوق الأقليات. ما هو تأثير الخطاب القرآنى على تعاملهم مع الآخر الكافر المشرك???. هل هناك فهما آخر لنصوص القرآنية التى تخبر عن الكفار و المشركين???. هل رفض المسلم للكافر و المشرك شريكا فى الحكم و وسائله هو مراد القرآن الكريم أم أن رفض الكافر و المشرك شريكافى الحكم و وسائله موقف عقلية متحجرة لا بصر لها و لا بصيرة و لا دخل للإسلام فيما تراه تلك العقلية???. هل تطبيق الدمقراطية التعددية فى مجتمع الأغلبية فيه مسلمين من غير تطبيق شرائع الإسلام يدخل المسلم فى دائرة الغضب الإلهى??. هل فصل الدين عن الدولة يتوافق مع العقلية المسلمة و مراد الإسلام??. هل إستعمال لفظ الكافر تجاه غير المسلمين إستعمال ليس فيه حرج??.

Post: #14
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-04-2005, 02:53 AM
Parent: #6

الأخ محي الدين سليمان
وعليكم السلام
والله يا اخي ما وددت أن أرد على مداخلات الزملاء في هذا الموضوع ، وكنت سأستمر إلى آخره وأعتبر مداخلاتهم إضافات إلى ما أورده ... لكن مداخلتك استوقفتني بشدة ...
وكلامك يبدو لي غاية في الغرابة ، فهو كلام لا يقول به حتى الانقاذيون ، وكلام تجاوزه الكثير من الكتاب الاسلاميين من سنين ، فالنصوص التي استندت إليها ، إن كانت قرآنية فهي بلا شك نصوص صحيحة ، وإن كانت تنتمي للحديث فحكمها حكم الأحاديث من صحيح وضعيف وموضوع وغير ذلك ،،، لكن الذي لا شك فيه أنّ فهمك لها لا يناسب زماننا هذا ،،، فليست هناك دولة إسلامية كدولة الخلفاء الراشدين ، أو الأموية أو العباسية أو التركية ، بل الموجود الآن هو دولة المواطنة ، لاقتناع الناس أنهم يعيشون على رقعة جغرافية واحدة ، وأن خيرات هذه الرقعة لابد من أن تقتسم بينهم بالتساوي ، وكما يتساوى الناس في الحقوق فهم متساوون في الواجبات ، والتفرقة في هذه الدولة الموجودة الآن على أسس دينية ممنوعة بكل القوانين والأعراف الإنسانية ، وهذا كلام أقره المسلمون وغيرهم ، حتى وإن كان بعضهم لم يعمل به ..
ليس هناك معنى لقولك أن الأغلبية المسلمة تحفظ حقوق الأقلية غير المسلمة ، فالقانون هو الذي ينظم حقوق الجميع ، وللناس تنظيماتهم التي تدعى حاليا منظمات المجتمع المدني ، وعن طريقها هم يحمون حقوقهم بأنفسهم ، ولا ينتظرون أحدا ليحمي أو يحافظ على حقوقهم ، لأن من يخرق هذه الحقوق يكون مخالفا للقانون ، وأنت تعرف أن هذا لابد أن يعاقب بالقانون نفسه ...
أستغرب كثيرا تفصيلك للمجتمع السوداني إلى مسلمين ومشركين ، وأنك تجعل المسلمين فوق غيرهم من الملل ، بل وتذهب أكثر من ذلك وتتحدث عن من أسميتهم المشركين بأنهم لا يودون للمسلمين خيرا أي أنهم يحقدون ويكيدون للمسلمين ،،، وأ،ا فقط أسألك : لماذا أحب الناس جون قرنق ، وهو مسيحي ، ولماذا انتظروا الحركة الشعبية لكي تخلصهم من الحكومة التي تدعي الأسلمة ؟؟؟؟
آمل أن تراجع الكثير من أفكارك ، وأن تنظر إلى الإنسانية نظرة شاملة ، فكلكم لآدم وآدم من تراب ،،،، و ( إنا كرّمنا بني آدم ) ، ولعلّي أجدك يوما تتحدث عن التعايش على أساس المواطنة ، وتشارك في إرساء قواعده ..

Post: #8
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-03-2005, 05:19 AM
Parent: #1

شكرا تاني يا ود قاسم،

Quote: ما هي قيم الديمقراطية ؟
ضمان وجود الحقوق الأساسية .
الحريات المدنية التي توفر حق الاختيار وحق الاختلاف .
إقرار حق المشاركة السياسية .
الإنصاف والعدالة الاجتماعية .
غرس واتباع الإجراءات الدستورية .
غرس الوعي السياسي والاجتماعي ونشر المعرفة .
تأسيس منهج المساءلة والمحاسبة ...
ما هي الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية ؟
توفر الإطار العام للعمل السياسي انبثاقا من مؤتمر دستوري أو دستور دائم تم اعتماده على أسس ديمقراطية .
وجود أحزاب وطنية ديمقراطية ليبرالية .
ضمان التمثيل البرلماني الحر الذي يقود إلى برلمان منتخب حسب ما تم الاتفاق عليه في الدستور أو مقررات المؤتمر الدستوري ( سلطة تشريعية ) .
قيام مؤسسة الرئاسة حسب ما تم الاتفاق عليه ، نظام ملكي ، رئاسي ، برلماني ، غيره ( جزء من السلطة التنفيذية ).
توفر سلطة قضائية نزيهة وحرة ومستقلة ( سلطة قضائية ) .
قيام سلطة تنفيذية من الحزب أو الأحزاب صاحبة الأغلبية ( جزء مكمل للسلطة التنفيذية ) .
ضمان الفصل بين السلطات .
ضمان توفر وتقنين وتأطير الرقابة المتبادلة بين السلطات الثلاثة .
ولابد من توفر حريات التنظيم ، والعمل النقابي ، والنشر ، والعمل الصحفي ...


لقد تطرقت إلى نقاط هامة جدا مثل الدستور والسلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، واستقلال القضاء، وأضيف إليها حق تقرير المصير للجماعات في الأقاليم التي كان لها كينونة منفصلة حتى بداية الحكم التركي مثل دارفور وكردفان [طبعا الجنوب حصل على حق تقرير المصير]، وبصورة خاصة دار فور التي كانت مملكة منفصلة قبل التركية، ولم تنضم إلى السودان في العهد الثنائي إلا في عام 1916.. الوحدة الطوعية في فيدرالية أو كونفدرالية تجيء بعد إقرار حق تقرير المصير.. في النهاية يمكن أن نبني وطنا كبيرا نسميه الولايات السودانية المتحدة [ الفدرالية أو الكونفدرالية] حسب ما يتوصل إليه الناس عبر استفتاء بمراقبة دولية من الأمم المتحدة..

وشكرا

ياسر



Post: #9
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: omarmahdi
Date: 10-03-2005, 07:32 AM
Parent: #8

سلم وما بتسلم ؟؟؟؟؟ راااحت ساكت يا ود قاسم

بقيتتو ظلاميين ؟؟؟؟

Post: #10
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-03-2005, 07:44 AM
Parent: #1

الأخ محي الدين،
تحية طيبة
أرجو أن يسمح لي صاحب البوست بالتعليق على هذا التساؤل الذي جاء في مداخلتك..


Quote: هل رفض المسلم للكافر و المشرك شريكا فى الحكم و وسائله هو مراد القرآن الكريم أم أن رفض الكافر و المشرك شريكافى الحكم و وسائله موقف عقلية متحجرة لا بصر لها و لا بصيرة و لا دخل للإسلام فيما تراه تلك العقلية???.


والجواب على سؤالك أعلاه هو:
إن مجرد الحديث عن المواطنين غير المسلمين بهذه الصفات "مشركين وكفار" لا يصدر إلا من شخص لا يعرف حقائق الواقع الحاضر، فوق ذلك لا بصر له ولا بصيرة بجوهر الإسلام، ولا دخل للإسلام فيما تراه تلك العقلية..
ومن تصفه هذه العقلية بـ "الكافر والمشرك" قد استطاع أن ينتزع حق تقرير المصير، واستطاع أن يرغم حكومة الإنقاذ في ألا تحكمه بما تسميه "الشريعة الإسلامية"..

أترك بقية التعليق لود قاسم..

ياسر

Post: #11
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: عبد الله عقيد
Date: 10-03-2005, 07:47 AM
Parent: #1

ود قاسم
تحية

نحن نتابع....

Post: #12
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-03-2005, 07:56 AM
Parent: #1

سلامي يا محي الدين وأهديك هذا البوست الذي قمت اليوم برفعه.. بمناسبة "كافر"..

برافو لهؤلاء السعوديين.. هكذا يكون السير في الطريق الصحيح!!!

ياسر

Post: #13
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: فتحي البحيري
Date: 10-03-2005, 09:13 AM
Parent: #12

محبتي يا ود قاسم
الإجابة على هذه الأسئلة تقتضي فيما تقتضي أيضا
النظر إلى
- تجربة المنظمات الثقافية والسياسية منذ أندية الخريجين وحتى الآن
- حالة المدن السودانية الآن وقياس مدى الترييف الذي حاق بها وأثر ذلك على تراجع الوعي الديمقراطي إن جازت التسمية
- التراث السلبي للمنظمات السياسية والمدنية : تراكمات الفشل والإحباط الذي خلفته تجارب أفراد عديدين مع هذا الحزب او ذاك ، وفشل الأحزاب نفسها في تقديم نماذج مؤسسات ديقراطية للمنخرطين فيها ولغيرهم .. إلخ
- السبيل إلى تطوير (صناعات) ثقافية وصحافية وفنية تأوي آحاد المبدعين والكتاب والمثقفين وتجعل من (عملهم) المتناثر كتلة قوية مؤثرة
... إلخ
وربما أعود ثانية
محبتي فائقة لك دوما

Post: #15
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Mohammed Elhaj
Date: 10-04-2005, 06:06 AM
Parent: #1

العم ود قاسم

رمضان كريم،،

سأترك كل أسئلتك التي سالت و سأركز على نقطتين ربما للتشعب الذي تفترضه،،
نعم الديمقراطية الليبرالية هي ارقي شكل من اشكال الحكم التي توصل اليها الإنسان منذ الاغريقيين، لا ينفي ذلك أبداً وجود الكثير من العيوب تتخللها نظريا و علي مستوي التطبيق، بالمناسبة بالامس قرأت ملخصاً لمحاضرة للقذافي يقول فيها أن "نظريته الثالثة" هي حل لكافة إشكالات الديمقراطية الليبرالة كون فكرة التمثيل أثبتت فشلها و ادعي تمثل الكتاب الأخضر اشراك "كافة الشعب" في عملية الحكم عبر المؤتمرات الشعبية "ما علينا" ....
"البنتفق فيهو انو الديمقراطية صاح عندها اختلالاتها"
لكنها لا تقارن بأي نظام حكم موجود حاليا "حتي نظام القذافي نفسه"
لكن كما أعتقد اننا لم نصل حتى الآن لمرحلة تحسس عيوب الديمقراطية،

ما أريد ثانياً التركيز عليه هو
* أي ممارسة ديمقراطية رشيدة تستند علي الأحزاب كمؤسسات تمارس الديمقراطية .. يجب اصلاح الاحزاب من الداخل ، من دخلها .. كيف ؟ بأن يهبط المثقفون و الصفوة و النخب من ذراهم الي أودية الأحزاب و التفاعل معها و فيها و من خلالها لفرض شكل مؤسسي رشيد علي الأحزاب... لا ممارسة ديمقراطية بدون احزاب ديمقراطية (كما ابتذلت العبارة)

* الديمقراطية فيما بعد تصلح نفسها بنفسها عبر الممارسة ...


4 ، 5، 10 دورات بمشي الحال كمرحلة اولي

ساعود

Post: #16
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-05-2005, 07:07 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

ما أوردته لك كمداخلة عبارة عن أسئلة تجاه بعض النصوص القرآنية و أثر تلك النصوص على عقلية المسلم فى ممارسة الدمقراطية التعددية. فإن كنت تريد لكل فقرة ذكرتها لك آية قرآنية لا مانع عندى. أما قولك بأن ما طرحته لك قد تجاوزه الكثير من الكتاب الإسلامين من سنين. السؤال لك أخى الفاضل ما هى الكيفية التى تجاوز بها ما عنيتهم من كتاب مسلمين هذه المفاهيم التى طرحتها لك??. بالتأكيد لهم مسندهم الدينى فى ذاك التجاوز فهم كتاب إسلامين كما طرحت.

أما جملتك ( و كلامك يبدو غاية فى الغرابة فهو كلام لا يقول به حتى الإنقاذيون)
إنتهى كلامك . لا أدر أخى الفاضل لماذا طرح الإنقاذيون هنا??. ما طرحته لك أردته حوارا يفضى لخير لا لشئ غيره و آخر فقرة فى ذلك الطرح تدلل على ذلك ر اجعها إن شئت .

الأغلبية فى السودان مسلمين و عليهم مراعاة و حفظ حقوق الأقليات. ما هو تأثير الخطاب القرآنى على تعاملهم مع الآخر الكافر المشرك???. هل هناك فهما آخر لنصوص القرآنية التى تخبر عن الكفار و المشركين???. هل رفض المسلم للكافر و المشرك شريكا فى الحكم و وسائله هو مراد القرآن الكريم أم أن رفض الكافر و المشرك شريكافى الحكم و وسائله موقف عقلية متحجرة لا بصر لها و لا بصيرة و لا دخل للإسلام فيما تراه تلك العقلية???. هل تطبيق الدمقراطية التعددية فى مجتمع الأغلبية فيه مسلمين من غير تطبيق شرائع الإسلام يدخل المسلم فى دائرة الغضب الإلهى??. هل فصل الدين عن الدولة يتوافق مع العقلية المسلمة و مراد الإسلام??. هل إستعمال لفظ الكافر تجاه غير المسلمين إستعمال ليس فيه حرج??.

قد أكون مخطئا فقد رأيت فى ردك على مداخلتى تلك هرولة تجاه التصنيف أو وضع السائل فى خانة من ترى فيهم سوء الفهم أو فى مرحلة أسوأ منهم. رأى فى هذا إن كان ما فهمته أنا من جملتك تلك صحيحا فمحاولات تصنيف الناس لا تخدم مسارات الحوار فى شئ فالتصنيف يقود الحوار تجاه السائل و ليس السؤال .

أما ان فهمى لهذه النصوص بأنه لا يتناسب مع زماننا هذا فالسؤال لك أخى الفاضل ما هو الفهم لهذه النصوص القرآنية و الذى يتناسب مع زمننا هذا??.
أخى الفاضل أنا لا أتحدث عن دولة الخلافة الراشدة أو دولة بنى أمية أو دولة بنى العباس أو الدولة التركية أنا أتحدث معك عن دمقراطية تعددية فى السودان ليس فى الجانب السهل بل فى الجانب الشائك . السودان دولة الأغلبية فيه مسلمة و القرآن الكريم يتحكم فى حياتها من لحظة الميلاد و حتى الممات. و لو أخذنا مثلا حزب الأمة كتنظيم سياسى يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية وفق برنامج الصحوة الإسلامية و الإتحاديي الدمقراطى يدعو للجمهورية الإسلامية و الأخوان المسلمين بمختلف أسماءهم يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية و أنصار السنة الوهابية يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية و الصوفية بمختلف الطرق فيها يقفون مع تطبيق الشريعة الإسلامية و الجمهوريون يدعون لتطبيق الإسلام فى مستوى الرسالة الثانية. كل هؤلاء يدعون لتطبيق منهج الإسلام فى حياة الناس . يختلف الجمهوريون عنهم و لكن يتساوون معهم فى الدعوة لتطبيق الإسلام و تطبيق الإسلام يعنى عدم تطبيق مفاهيم العقائد الأخرى إلآ إذا و افقت الدين الإسلامى.

أما مسألة التفرقة الممنوعة بكل القوانين و الأعراف الإنسانية ما هو رأيك فى النصوص القرآنية التى تفرق بين المسلمين و غيرهم ??. مثال قوله تعالى:-
( كنتم خير أمة أخرجت للناس.....) آل عمران الآية رقم 110 ??. ثم لماذا نحكم على النصوص القرآنية بالقوانين و الأعراف الإنسانية??. لماذا لا نجعل النصوص القرآنية حكم على القوانين و الأعراف الإنسانية??. ثم هل الإقرار بالقوانين و الأعراف الإنسانية فى حالة عدم توافقها مع النصوص القرآنية إقرار تسنده العقيدة الإسلامية??. أم انه سوف يكون إقرار فقط لتفادى الحرج أمام الرأى العالمى ??.

أما قولك:-
ليس هناك معنى لقولك أن الأغلبية المسلمة تحفظ حقوق الأقلية غير المسلمة ، فالقانون هو الذي ينظم حقوق الجميع.
لك أقول ما نسميه بالقانون هو عبارة عن مواد مقترحة تصبح قانون يحتكم به عندما تجيزها الأغلبية. فالأغلبية تجيز المقترحات كقوانين يحتكم بها و من حقها أى الأغلبية أن تعدل أو تلغى أو تضيف ما تراه تجاه أى مادة فى القانون و لا عيب فى ذلك . أما إذا كنت تقصد ثوابت الدستور فهذه الثوابت تجيزها الأغلبية لتصبح دستورا للبلاد و الأغلبية لها حق الإضافة و التعديل و الإلغاء و إلآ يصبح ما إختاره الناس كدستور اليوم نصوصا مقدسة للأجيال القادمة و لا حق لتلك الأجيال على حسب واقع زمانها فى التغيير!!!.

الأغلبية المسلمة عند وضع الدستور سوف تطالب بوضع دستور يتوافق مع عقبدتها الإسلامية و قانون يتوافق مع الشريعة الإسلامية ما أثر ذلك على تحقيق الدمقراطية التعددية فى السودان??.
لماذا عندما تريد الأغليية المسلمة أن تطبق عقيدتها تصبح لا تتوافق مع القوانين و الأعراف الإنسانية ??. لماذا يطلب من الأغلبية عدم تطبيق الشريعة الإسلامية مع الأمر الإلهى بتطبيقها بحجة إنها لا تساوى بين الناس ??. ما هو الفهم الذى تسنده العقيدة الإسلامية و يجعل عدم تطبيق الشريعة الإسلامية لا يدخل المسلم فى دائرة الغضب الإلهى ??.

طرحت أخى الفاضل:-
أستغرب كثيرا تفصيلك للمجتمع السوداني إلى مسلمين ومشركين ، وأنك تجعل المسلمين فوق غيرهم من الملل ) التفصيل فى المجتمع السودانى ليس تفصيل محى الدين إنما هو تفصيل يقول به القرآن فالناس إما مسلمين أو كفار و مشركين . و لذلك وضعت لك تلك النقاط لتأتينى بالمفاهيم التى تناسب زماننا هذا?.
أما جملتك:-
بل وتذهب أكثر من ذلك وتتحدث عن من أسميتهم المشركين بأنهم لا يودون للمسلمين خيرا أي أنهم يحقدون ويكيدون للمسلمين ،،،
لك قوله تعالى:-( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب و لا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم و الله يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم)
البقرة الآية 105 . و قوله تعالى:- (إن تمسسكم حسنة تسؤهم و إن تصبكم سيئة يفرحوا بها و إن تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) آل عمران

أما سؤالك:-
لماذا أحب الناس جون قرنق ، وهو مسيحي ،
أنا حقيقة لا أدر إن كان جل الناس فى السودان أحبوا جون قرنق و لكن إذا ذهبت مع فرضيت بأن الناس فى السودان أحبت جون قرنق المسيحى على حد تعبيرك هل حب السودانيين له يغير من تلك النصوص القرآنية تجاه الكفار و المشركين ??.
اما بقية سؤالك:-
ولماذا انتظروا الحركة الشعبية لكي تخلصهم من الحكومة التي تدعي الأسلمة ؟؟؟؟
لا أدر ماذا تعنى بكلمة إنتظروا هذه و السؤال هو هل بقية التنظيمات السياسية فى السودان لم يكن لها تأثير كبير فى ما يحدث الآن فى السودان و أن الناتج على حسب طرحك هو فعل الحركة الشعبية??.
ما يهنى أكثر فى سؤالك جملة الحكومة التى تدعى الأسلمة و السؤال أخى الفاضل إذا كانت حكومة الإنقاذ تدعى الأسلمة على حسب قولك يصبح الناتج من قولك هذا أنك تحمل فهما لحكومة إسلامية لا تدعى الأسلمة . لماذا لا تدعو لذلك الفهم الإسلامى و الذى يمكن ان يلقى بكثير الضوء على الكثير من مفاهيم النصوص القرآنية و التى لا تتناسب مع زماننا هذا كما طرحت.

أكرر لك أخى الفاضل ما أردته من تلك المداخلة حوار من أجل الحقيقة و التى لا أعاديها إطلاقا أين ما كانت أدير وجهى تجاهها مع إنحناءة.

رجاءا إن كان هناك خطأ فى كتابة الآيات القرآنية رجاءا التصويب.

------------------------------------------------------------------------------

الأخ ياسر
سلام الله عليك

الله سبحانه و تعالى و صف من لا يؤمنون بالدين الإسلامى بالمشركين و الكفار فإذا وصف مسلم غير المسلمين بالكفار و المشركين ما الخطأ فى ذلك??.
ثم ما معنى كلمة كافر و كلمة مشرك??. ولماذا عندما يستعملها المسلم يصبح شخص لا يعرف حقائق الواقع الحاضر و فوق ذلك لا بصر له و لا بصيرة بجوهر الإسلام و لا دخل للإسلام فيما تراه تلك العقلية??. لماذا تتحرج أخى ياسر من وصف غير المسلمين بالكفر و الإشراك??. ثم ما هو جوهر الإسلام الذى يجعل من إستعمال كلمتى كافر و مشرك لغير المسلمين إستعمالا غير صحيح ??. ماهو رأيك فى سورة الكافرون و التى فيها الأمر الإلهى قوله تعالى:-
( قل ياأيها الكافرون )??.

أما قولك:-

ومن تصفه هذه العقلية بـ "الكافر والمشرك" قد استطاع أن ينتزع حق تقرير المصير، واستطاع أن يرغم حكومة الإنقاذ في ألا تحكمه بما تسميه "الشريعة الإسلامية"..
ولك السؤال هل من ينتزع حق تقرير المصير و إستطاع أن يرغم حكومة الإنقاذ فى ألآ تحكمه بما تسميه الشريعة الإسلامية نسقط تسميته بالكافر أو المشرك إن كان غير مسلم??.

أخى ياسر لو كانت حكومة الإنقاذ تحكم بصحيح الشريعة الإسلامية برؤية ياسر الشريف للشريعة الإسلامية ماهو موقف ياسر الشريف منها أى حكومة الإنقاذ??. وإذا كان موقفك لن يتغير ما هو الغرض من ذكر جملة ما تسميه بالشريعة الإسلامية??.

أما عن حوار منطقة عسير حول إستعمال مصطلح الآخر أو غير المسلم بدلا من مصطلح الكافر . الفرق كبير بين تعريف غير المسلمين بأنهم كفار و مشركين و بين تربية الأبناء على كره الكافر و تحقيره و حقيقة لا أدر ما يستفاد منه من تلك المقالة. الآخر الذى يتحدث عنه المشاركون فى عسير هل هو سعودى غير مسلم??. و إن كان سعودى غير مسلم هل ذلك الآخر يمكن أن يرفض تـطبيق الشريعة الإسلامية عليه??. و هل ذلك السعودى غير المسلم يحق له أن يشترى بيتا فى مكة المكرمة أو المدينة المنورة و يقيم هناك??.
المشاركون فى عسير طرحوا من هو الآخر هل هو المسلم أم غير المسلم السعودى أو غير السعودى.فهؤلاء لم يصلوا لنتيجة فإذا كان الآخر غير سعودى ما دخل ذلك فيما نطرحه هنا للنقاش فلآخر غير السعودى لا حق له فى كيفية الحكم و إجازة القوانين وو....الخ. مما طرحه المشاركون فى عسير ان الآخر لابد أن يكون مؤهلا!!!!! ما هى هذه المؤهلات التى لابد من وجودها فى الآخر حتى تتحقق معه شروط الحوار??. طرح المشاركون فى عسير أن الآخر هو العمالة الأجنبية . أكرر لك أخى ياسر لم أوفق فى الحصول على ما يستفاد منه من هذا الموضوع الذى تفضلت به و أكون شاكرا لو أعطيتنى الخلاصة.



Post: #17
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-06-2005, 02:27 AM
Parent: #16

أخي محي الدين
لا أعلم لماذا تطرح وجهة نظرك في شكل تساؤلات ، إن كنت ترى أن الإسلام والذي تسميه دين الأغلبية ، بالرغم من أني مقتنع تماما أن هذه الأغلبية لا تطالب بتطبيق الشريعة ، وقد رفضتها من قبل وأسمتها قوانين سبتمبر ، ورفضتها حين جاءت الإنقاذ بما أسمته المشروع الحضاري . وما أتيت به من برنامج الصحوة والجمهورية الإسلامية فإنه – لو أنك اطلعت عليهما فعلا- فهما يعليان شأن الديمقراطية الليبرالية ، وينظران إلى الإسلام نظرة فضفاضة ، والجمهوريين يدعون أيضا يتبنون الديمقراطية الليبرالية وينظرون إلى الشريعة على أنها تمثل قوانين خاصة بدولة الإسلام الأولى ، ويرون تطبيقا للإسلام يتم التعامل فيه بين المسلم وغيره على قدم المساواة .. وأنت هنا تنادي بالدولة الدينية التي تقوم على تصنيف شعبها حسب دينهم ، وأعتقد أنك لابد أن تقول بكل وضوح أنك تنادي بالجزية ، أو الحرب على الأديان الأخرى ، أو الإنفصال . ولو قلت هذا فهو أفضل من تساؤلاتك التي تطرحها هنا ،،،
نعم هناك فهم آخر للنص القرآني ، ولذا تشعبت الرؤى ، وأنت الآن تختلف عن غالبية مسلمي السودان في فهمك . والنصوص كلها محكومة بزمانها ومكانها ، والتصنيف في عالم اليوم ليس تصنيفا دينيا أو عرقيا ، عالم اليوم يعتمد المواطنة فقط ، وبالفعل هناك حكومة إسلامية يمكن أن تطبق الإسلام الصحيح ، وهناك حكومة تتدثر بثوب الإسلام وباطنها فيه العذاب ،،، وأنا أسألك :
إن لم يكن هناك اختلاف في فهم النصوص ، واختلاف في مستويات التطبيق ، فلماذا تبدو لي من خلال مداخلتك وكأنك ضد الإنقاذ ، وهي حسب علمي تدعي الإسلاموية وتقول أنها تطبق الشريعة ؟
ولا أريد لهذا البوست أن يتحول لحوار بينيّ نكون أنا وأنت طرفيه ، لأني حتى الآن لم أرد إلا على مداخلتيك ...

Post: #18
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-07-2005, 08:07 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

لك بداية الموضوع الذى وضعته على صفحة سودانييزأونلاين بعنوان تباشير الدمقراطية التعددية فى السودان هل الإسلام دين الأغلبية فيه يقبل الدمقراطية التعددية ومن ثم قبول الآخر??.

----------------------------------------------------------------------------------


فى حياة الشعوب أيام فواصل فيها يقفون أمام بوابات التغيير و الإنتقال الى مساحات جديدة فى مسيرتهم. فتح أبواب التغيير مخاض عسير و عبور النهر يتطلب الشجاعة الكافية فالتيار مسرع و التماسيح جائعة. الضفة الأخرى للنهر منفتحة على سهول الخير و العطاء و لإمتلاك تلك السهول و الأراضى السير الجماعى مطلوب و إلآ إمتلأت بطون التماسيح و إحتوتنا الكهوف و طال و قوفنا على أبواب الآخرين تسولا.

هذه الأيام الفواصل تشرق شموسها على ربوع الوطن الغالى سودان الجميع. جيل اليوم يتنسم نسائمها و يتدثر بثيابها من برد الإقتتال لعقود مضت و يقف طارقا على أبوابها نداء الحرية و العدالة و المساواة. هذا الجيل تقع على عاتقه المسئوليات الجسام و التى تحتاج الى عقول متفتحة تعى واقع الأشياء و من ثم تشرق بما هو خير لهذا الوطن. وطن مفصود الشرايين مكسور العظام فى حروب جعلت منه إعلانات على لافتات أمكنة التصدق و الهبات. حال لا ينصلح إلآ بعقول الكل فكر و عمل و حوار فقد إنتهى زمن الإنتظار لشخص يأتى بالنظريات و الحلول و هبت رياح المسيرة بلا قطيع فالكل مرجو فيه الإضافة و القيادة.

الحاجة اليوم لكل السودانيين أن يشمروا عن سواعد الجد للخروج من متاهات الماضى و سوء الحاضر و خلق حاضر يفضى بخير الآن و يؤسس لكثير خير المستقبل بلا خوف و لا رهبة من أحد و بذهن صافى و عقلية تنمو و تزيد بالحوار . عقلية تأخذ بنور الواقع و رسالته هديا فى المسيرة عقول لا تغلق عليها بابها و لا تدخل بيوت الآخرين مخافة الموت. عقول تفتح أبوابها بفرح و تستقبل رياح التغيير بسعادة جذر فى تربة صالحة يغذى سوق قوية و فروع و أوراق تتجدد على حسب الفصول. عقول ترى فى التجديد حياتها و فى الإضافة نماءها . عقول تسقط ما إصفهر من أوراقها و لا تبكى سقوط تلك الأوراق بل تنصب خيام الفرح إفساح المجال لأوراق جديدة. عقول لا تنام على خدر موروث هجرت محطاته القطارات و سكنت على خرائبه مسببات العقم و النهاية. عقول تصحو على بشائر الصبح ترانيم فى أعراس الحياة.

أشرقت شمس المسئولية على الجميع و آن أوان تشييع و دفن تعابيرظللت بشرورها سماواتنا و بنت على أبواب العقول و نوافذها السدود. تعابير الغرض منها مصادرة حقوق الآخرين و إستغلالهم فى ما يريد مروجى هذه التعابير. التعابير هى الدهماء الرعاع السوقة العامة مفردات تبخس الناس أشياءها و تقلل من إنسانيتهم و ترمى عليهم صخور القعد و السقوط رجما لمشاوير تعين و قطعا لأشجار تثمر ثمارا لا يستسيغها مستعبدى الناس.

حمل المسئولية أن نقف أمام الظلام إنارة مهما كان حجمها من شمعة مسراج مصباح أو بمقدار ضوء الشمس. لا فرق بين الذى أنار ركنا فى غرفة و الذى أنار غرفة أو قرية أو مدينة فالكل أنار و بالأنوار مجتمعة ننير الوطن. مطاردة قوى الظلام للإنارة و حملة مشاعلها شئ متوقع يجب ألآ يخيف فالذين نصبت لهم قوى الظلام المشانق ظلوا أحياء.

الكل مطلوب منه أن يثمر ثماره فى حركة التغيير و جمال الثمار تنوعها فكيف لنا أن نصبر على طعام واحد??. تنوع يؤدى للإحتفاء و الفرح لا الحروب و الدمار تنوع يغذى شريان الحياة لا يفصده. قبول المجتمع بحجاره و أشواكه و صحاريه و بساتينه و أدغاله و أنهاره و نيله و قبول ما لا نحب مع ما نحب. فإن فعلنا ذلك نكون و ضعنا حجر الأساس لبنيان يحوى الجميع.

الدمقراطية التعددية كنظام حكم أصبحت منشود الحركات السياسية فى سيرها لتحقيق الحرية و العدالة و المساواة. الدمقراطية التعددية اليوم هى نظام الحكم فى الدول المتقدمة و على رأسها سيدة العالم الولايات المتحدة الأمريكية و التى جعلت من نظام الحكم فيها دين ينشر . و بغض النظر لما نرى من سياسة الكيل بمكيالين عندما تأتى الدمقراطية التعددية بالإسلاميين على سدة الحكم و موقف الولايات المتحدة و برطانيا تجاه منطقة الشرق الأوسط تظل الدمقراطية التعددية نظام لكرامة الإنسان ليحكم نفسه بنفسه. الدمقراطية التعددية لا يكفر بها لإعوجاج سلوك ممارسيها فى أشياء بل تصحح تلك الممارسات فهى أنشودة يترنم بها حواريها الطالبيها ليوم الخلاص و يعيشها مطبقيها أغانى جميلة فرحا بأخطاء الممارسة إستفادة . هى عندهم ببساطة حق الخطأ الذى به يعمد الطريق. موقف الولايات المتحدة و برطانيا من العالم الإسلامى جعل الشعوب الإسلامية تغلق أبوابها لرياح الدمقراطية التعددية و تقوقعت هذه الشعوب فى مسارات عقيمة ظلت فى الماضى بغير تفاعل مع تغيرات الزمن المعاش و مع تخلفها لا يجدون حرجا فى الدعوة لها و محاولات تجبيرها بما لا يجدى بل يظهر سوئتها.

دعاة الدمقراطية التعددية فى السودان يغضون الطرف عن أشجار كثيرة لا تثمر إيمانا بالدمقراطية التعددية. غض الطرف عنها لا يعنى عدم و جودها و طعم الحنظل ليس بحال من الأحوال طعم الشهد. هل دعاة الدمقراطية التعددية يمتلكون الأدوات الصحيحة لإستصلاح الأرض و تحسين البذور أم أنهم تقيدهم سلاسل لا سبيل لكسرها و من ثم تعاملهم مع تلك السلاسل بأنها غير موجودة هروبا من مواجهتها. الحقيقة التى يحاول تجنبها هؤلاء هى أن المجتمع السودانى الأغلبية العظمى فيه مسلمين و الدين يرشد خطوات وجودها منذ لحظة الميلاد و حتى لحظة الممات. لم يعط دعاة الدمقراطية التعددية من أوقاتهم لحيظات لقراءة و فهم النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية و كتابات الفقهاء و العلماء و بإختصار قراءة المكتبة الإسلامية. فقد بذلوا جل وقتهم إن لم نقل كله فى الإستذادة بما كان أساس النهضة الأوربية. و للحقيقة ثمار النهضة الأوربية مغرية و شهية و لكن ما لم يلتفت له هؤلاء هو أن التربة فى السودان بوضعها الحالى كالتربة الرملية لبذرة لا تنمو الآ فى تربة طينية. هنا فقد دعاة الدمقراطية التعددية البوصلة الحقيقية و غفلوا عن إستصلاح الأرض لنموء بذرة ما ينشدوا .أغلبية الأشجار النامية فى السودان و كم هائل من البذور هى بذور الفكر السلفى و أشجار الأصولية و ثمار هذه الأشجار و أشجار هذه البذور بالطبع لا ترضى دعاة الدمقراطية التعددية. من المؤسف له أن أراضى الفكر السلفى و جبال الأصولية لم يدخلها دعاة الدمقراطية التعددية و إكتفوا بخلاصات التنوير ضد سلوك الكنيسة فى أوربا فإستراحت عقولهم و أراضى أجسادهم من خطر الألغام و أصبح حديثهم عن الإسلام كحديث أوربا عن الكنيسة. و بعض الذين دخلوا أراضى الموروث الإسلامى دخلوا بعداء مسبق لذلك لم يهدونا ثمرا. و الذين دخلوا أراضى الموروث الإسلامى بمحبة مسبقة أعمتهم محبتهم فكان حديثهم عن الإسلام حديث العموميات و ظل التبن يخفى ماءه.

المجتمع السودانى ضارب فى القدم و متجذر بتأثير و النوبة الفراعنة شاهد على ذلك . ماضى السودان و حاضره حافل بالتنوع و التعدد أنغام من المفترض فيها مسلكية رشيدة فى حركة التطور. دخول المسيحية دخول الإسلام تلاقح الوافد مع موروث القبائل كأرضية تعمق مفهوم قبول الآخر و التعايش معه فى نظام يكفل كرامة العيش و الحرية و المساواة. التجربة دلت على أن السلوك كان سلوك الإستحواذ و نفى الآخر و إقصاءه ماديا و معنويا. إذا كان ما حدث فى الزمن القديم له ما يبرره بحجة أن العقل البشرى فى تلك الأحقاب و تشكيلات البيئة حوله جعلته قاصر عن تحقيق ذلك لعدم تطور الوعى لقبول المساواة و قبول الآخر و العيش معه فى وئام و إنسجام و إحتفاء و إحتفال بالتنوع و الإختلاف سيرا بالحياة تجاه الخصب و النماء. والسؤال لماذا عجز المجتمع السودانى منذ الإستقلال من أن يمتص من مكوناته ما يزيد فى فعل الحاضر تطور و حرية و عدالة إجتماعية و حلول للمشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتحقيق الطعام من جوع و الأمن من خوف و الصحة من مرض و العمل من بطالة و السلام من الحروب??. مجتمع تتجذر فيه مشاريع الحرية لنا و لسوانا لماذا لم ينجح فى تحرير العقول من تأثيرات القلق و الإحباط و الخسارة لتكون مصادر إضافة??. لماذا السير فى ظلمات التقوقع و جدب النفوس و الخطو فى صحراء لا ظل فيها و لا ماء يحيطها السراب الذى كلما إجتهدنا فى طلبه دنت النهاية??.

هل حقيقة ما ذكرته و يذكره الكثيرون من بعض خصائص المجتمع السودانى المسلم المسيحى و موروث القبائل العقدى إختلاف الألسن و السحنات تمهد الأساس لبنيان الدمقراطية التعددية??.
هل الدمقراطية التعددية لا تصلح إلآ فى مجتمع ذا عقيدة واحدة كبرطانيا المسيحية و الولايات المتحدة المسيحية و فرنسا المسيحية و ألمانيا المسيحية و إسبانيا المسيحية و إيطاليا المسيحية و أستراليا المسيحية و كندا المسيحية مثلا??.
هل الدمقراطية التعددية تصلح كنظام حكم فى دولة كل سكانها مسلمين??.

الإجابة على السؤال الأخير على حسب ما أرى بنعم فالسعودية و الأمارات و البحرين و قطر الكويت و سلطنة عمان عندما تبدأ حركات التغيير فيها أحزابها الناشئة تقف على أرضية الإسلام كهادى و مرشد فى برامجها السياسية و لن يكون هناك خلاف بينها فى تطبيق شرع الله. قد يختلفوا فى كيفية التحقيق. لن يكون هناك خلاف حول إسلامية الدستور و كتابة البسملة و أن تكون الحدود ضمن التشريع القانونى فى العقوبات . هذه الدول لن تكون عندها مشكلة أقليات غير إسلامية . إذن الطريق ممهد لتطبيق الدمقراطية التعددية فى هذه الدول و يمكن لشيوخ و علماء هذه الدول أن يتفادوا حرج تسميتها بالدمقراطية التعددية و تسميتها إسما إسلاميا يحقق مضمونها. بالتأكيد سوف تصاحب التطبيقات الكثير من الأخطاء و لكن المزيد من الممارسة يعالج تلك الأخطاء إستقامة فى السير . تجربة إيران فى توسيع عملية المشاركة و تقليص الكثير من صلاحيات رجال الدين دليل على ذلك.

لا مانع أن تختار هذه الدول ملوكها و شيوخها الحاليين ملوكا و شيوخا مع تحديد صلاحياتهم و يتوارث أبناء هؤلاء الملوك و الشيوخ مقامات آباءهم بحق الميراث كما فعلت برطانيا مع آل ووندزور . كما يحق لهذه الدول مجتمعة أن تختار عليها ملكا و احدا من آل البيت الشريف و لا عيب فى ذلك فملكة برطانيا هى أيضا ملكة كندا و أستراليا و نيوزيلاندة مثلا.

إذا نظرنا لبرطانيا كدولة دمقراطية نجد أن الملكة هى رأس الكنيسة و حاميها كمعتقد و المنصب الثانى فى الكنيسة يتم ملأه بتعين من رئيس الوزراء البرطانى . الحقيقة التى أنشدها من هذه الفقرات هى برطانيا الدولة العلمانية فى فعلها العلمانى تشوبها الظلال الدينية . سوف أعود لهذا الموضوع فى مقال لاحقا عن تنامى تأثير الإيمان المسيحى على سير العملية الدمقراطية.

السودان كما ذكر آنفا الأغلبية مسلمة و أقلية مسيحية و أقليات يتجذر إعتقادها فى موروثها القبلى و قبل أن ترتفع الصيحات بأن دولة بهذه الخصائص النظام الأمثل لها هو الدمقراطية التعددية. نسأل لماذا فشلت ثلاثة تجارب دمقراطية تعددية فى أن تتوحد حول دستور يضبط مسار النظام الدمقراطى التعددى ترشيدا فى مسيرة المساواة و العدالة و الحرية??. لماذا لم تتكاتف الجهود لرعاية بذور الدمقراطية من إزالة العوائق أعمال التسوية و تشقيق التربة حراثة و ري لتثمر الدمقراطية التعددية أعراسها??. و قبل أن تشحذ الأقلام حديثا عن سوء الممارسة و عدم خبرة التنظيمات السياسية و قلة نضجها و ضعف البرامج السياسية و هيمنة الطائفية و الرجعية و الأطماع الحزبية و المصالح الذاتية الضيقة و عدم الرشاد و هشاشة الأفكار و أن الذين إرتضاهم الشعب إنحدروا بالوطن فى هاوية الإقتتال و كانوا غير راشدين فكريا و سياسبا فقد تقوقعوا على معزوفات مقاطع التحرير و تقاعست هاماتهم عن إستقبال رياح التغيير فى فعل التعمير. فقد سلموا السلطة لعبود و رفضوا حكم المحكمة العليا و طردوا نواب الحزب الشيوعى مما أدى لإنقلاب جعفر نميرى . و لم يلتزموا بتنفيذ شعارات الإنتفاضة مما أدى لإنقلاب عمر البشير و و و ...إلخ.
الأطروحة ليس القصد منها الكفر بالدمقراطية التعددية لفشل التجارب الثلاثة و لا حرق البخور و بنيان هيكل العبادة للأنظمة الدكتاتورية.

من الذين يطرحون الدمقراطية التعددية اليوم كنظام حكم فى السودان ما يسمى بالمستنيرين أو المثقفين أو الوطنيين يضاف لهم الذين ترجلوا عن مركبات اليسار التقليدى بعد أن تكشف لهم عقم تلك البرامج. سلوكهم محمود فهم بكل بساطة يتحاورون مع أطروحة إنسانية لا تحفها القداسة يمكن لهم أن يلغوها يعدلوها يضيفوا إليها لا مشنقة تنصب و لا سجون تفتح أبوابها و لا إستتابة . أحزاب اليسار التى رأت أنه آن أوان تعديل برامجها سلوكها محمود و ظاهرة صحية تستحق الإشادة. قبول الآخر بالنسبة لهؤلاء لا يشكل مشكلة إطلاقا فلا بد من جناحين لتطير طائرة الدمقراطية التعددية . الآخر بالنسبة لهؤلاء لا يأتى بالمسائل الدينية فهذا يتعارض مع الدولة العلمانية التى ينشدونها . الآخر عند هؤلاء هو الذى يكون على ثوابت العلمانية و الذى يأتى بالمسائل الدينية ترفضه ثوابت الدولة العلمانية فهو هنا لا يسمى بالآخر بل تطوله القوانين.


قبول الآخر و عدم إقصاءه أساس لصحة الممارسة الدمقراطية كما أسلفت و أرجو ألآ يتضايق القارئ من تكرار هذه العبارة. المجتمع الذى أفراده مسلمين الآخر فيه مسلم و لا يمكن أن يطرح شيئا ضد ثوابت الإسلام و إلآ طالته الأحكام . فى السودان آخر مسلم يدعو لتطبيق الإسلام و آخر مسلم لا يدعوا لتطبيق الإسلام و آخر غير مسلم لا يدعوا لتطبيق الإسلام من منطلق عقيدته المسيحية و آخر غير مسلم لا يدعو لتطبيق الإسلام من منطلق موروث القبيلة العقدى مما يعقد الأمر كثيرا. الأغلبية المسلمة فى السودان الصوفية بطرقها المختلفة الأخوان المسلمين بمسمياتهم الكثيرة و أنصار السنة الوهابية الحزب الإتحادى الدمقراطى و جمهوريته الإسلامية حزب الأمة و دولة الصحوة الإسلامية الأخوان الجمهوريون و الإسلام الرسالة الثانية كل هؤلاء يريدون تطبيق الإسلام و يوقنون أن الإسلام هو الحل و الطريق الوحيد لتحقيق منشود البشرية فى الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية. بعضا من هؤلاء يطرحون مشاريع إسلامية إصلاحية دمقراطية كما يسمونها . و السؤال هل هذه المشاريع قامت كرد فعل للحرج الذى يعيشه المسلمين أم أنها ضرورة نابعة من تطور المجتمع نفسه أم أنها مشاريع كالإسفنجة تتشرب المفاهيم التى توصل لها الغرب من منابعه الخاصة مستجلبة بريق الخلاصة ??. هؤلاء مع إختلاف دعواتهم تشابهوا فى محاولات الخروج على حرج النصوص أو القفذ عليها أو تناسيها. كيف بهؤلاء صادقين فى الدعوة للدمقراطية التعددية التى لا تمييز بين المسلم و غيره مع دعوتهم لبرنامج إسلامى ??. هل منهج الطائفة الدينية و أعنى بها هنا الإسلامية تقبل الآخر فى مجتمع هى دين الأغلبية فيه??. الحديث هنا مركزا على المجتمع السودانى والذى لا يشك أحد أن الأغلبية العظمى فيه مسلمين.

أعود لمنهج الطوائف و الأحزاب التى ترتكز على الإسلام دين و دولة دستور و شريعة و أسأل هل يتأصل فيها مبدأ الإقصاء لغير المسلم و للمسلم الذى يرفض برامجها ببرنامج غير إسلامى على حسب رؤيتها لذلك البرنامج??. هل قبول هذه التنظيمات السياسية اليوم بالدمقراطية التعددية هو قبول الألسن و ليس القلوب ??. بمعنى الرضوخ لواقع الحال و فنون الإنحناء عندما تواجهها الرياح و تطبيق فقه الضرورة و إعمال قاعدة المؤمن كيس فطن على فهم التمسكن حتى التمكن ثم التفنن فى تطبيق مبدأ الإجتثاث و الإقصاء جاعلة من نفسها حالة و ليس تنظيما سياسيا . حالة تتخفى لتحقيق حيز من المساحات ثم تشن هجومها على السلطة التى لا تحكم بالإسلام و كل من تعامل معها واصفة لهم بالكفر و الإلحاد و رافعة عليهم راية الجهاد

قبول الآخر هو العمود الفقرى فى تطور و ترسيخ الفعل الدمقراطى و المحافظة عليه و السؤال بكل الوضوح و الصراحة هل المسلم يرضى بالكافر شريكا فى العملية الدمقراطية و مساو له فى الحقوق و الواجبات ??.

قبل أن تنبرى الأقلام مدافعة عن الدولة الإسلامية المنشودة بأنها دولة لا تمييز بين رعاياها بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون. و قبل أن يشهر كم اليراع بحجج و مسانيد الدفاع عن الدولة الإسلامية بالمفهوم الدمقراطى يدعمها الشيخ فلان أو مجمع علماء المنطقة الفلانية أو محاولات القياس على تجارب سابقة. و قبل أن يراق المداد رفضا للدولة الدينية بشواهد من التاريخ القديم الحكم التركى دولة المهدية و من التجارب المعاشة دولة نميرى بعد قوانين سبتمبر و حاليا دولة البشير. و قبل أن تقطع أفرع الأشجار أقلاما فى التمييز بين مصطلح الدولة الدينية و الدولة الإسلامية أقول قبل كل هذا و ذاك دعونا نبدأ بالمسلم السودانى المخاطب بالقرآن الكريم الذى يحدثه عن الكافر و كيفية التعامل معه

------------------------------------------------------------------------------------

الأخ ود قاسم
ما كتبته أخيرا و الذى فيه سؤالك ( لا أعلم لماذا تطرح وجهة نظرك في شكل تساؤلات ) السائل أخى الفاضل يجاوب على سؤاله إن كان فى الإمكان و السؤال يفضى الى توسيع دائرة الحوار لإلقاء مزيد من الضوء فى ما لا يقف عنده الناس كثيرا لتحقيق أكبر قدر من الحوار. فالمجتمع الذى أغلبيته مسلمة و أحزابه الكبيرة ترتكز على تحكيم الشريعة الإسلامية و تدعو للدمقراطية التعددية هو حديث أضداد لا توافق بينه حتى و لو كان حديثا براقا يطرب الأذن و يريح الفؤاد. و يظل ماءهم تحت التبن مخفى لأن الشريعة تميز بين المسلم و غير المسلم ( الكافر و المشرك) و تميز بين الرجل المسلم و المرأة المسلمة و هذا يتعارض مع مفهوم الدمقراطية التعددية و مواثيق حقوق الإنسان.

أما قولك:-
( بالرغم من أني مقتنع تماما أن هذه الأغلبية لا تطالب بتطبيق الشريعة ، وقد رفضتها من قبل وأسمتها قوانين سبتمبر ، ورفضتها حين جاءت الإنقاذ بما أسمته المشروع الحضاري .) هذا قول جانبه الصواب فالأغلبية فى السودان لم ترفض تطبيق الشريعة و إنما رفضت ما سمي بالشريعة الإسلامية وهذا ينطبق على رفض الأغلبية لمشروع الإنقاذ الحضارى. و إذا كان ما قلت به صحيحا لماذا لم تلغ حكومة الدمقراطية الثالثة تلك القوانين??. و هنا ظهرت الحقيقة فالأحزاب الكبيرة و التى تمثل الأغلبية ليست ضد تطبيق الشريعة و كذا المنتسبين لها فهم مع التعديل وليس الإلغاء لأن منطقهم لو أن قوانين سبتمبر
1983 تحمل نسبة ضئيلة من صحة تطبيق الشريعة لا يجب إلغاءها بل يجب تعديلها .

أما قولك:-
( وما أتيت به من برنامج الصحوة والجمهورية الإسلامية فإنه – لو أنك اطلعت عليهما فعلا- فهما يعليان شأن الديمقراطية الليبرالية ، وينظران إلى الإسلام نظرة فضفاضة ،) السؤال كيف تستقيم دعوتهم للدمقراطية اللبرالية مع تطبيق الشريعة الإسلامية ??. أما قولك بأن نظرتهم للإسلام نظرة فضفاضة لا أدر حقا ما تعنية بكلمة فضفاضة ??.

أما قولك:-
( والجمهوريين يدعون أيضا يتبنون الديمقراطية الليبرالية وينظرون إلى الشريعة على أنها تمثل قوانين خاصة بدولة الإسلام الأولى ، ويرون تطبيقا للإسلام يتم التعامل فيه بين المسلم وغيره على قدم المساواة ..) لك أقول الفرق بين الفكرة الجمهورية و الأحزاب الأخرى التى تقوم برامجها على هدى الإسلام هو ان الفكر الجمهورية لا تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية على تمامها و صحة تطبيقها و رأى الفكرة الجمهورية واضح جدا فى هذا الأمر وهو ان الشريعة الإسلامية لا يتناسب تطبيقها فى واقعنا هذا. هذا الرأى لا يقول به الإمام الصادق المهدى و لا مولانا السيد محمد عثمان المرغنى و لا الشيخ حسن عبد الله الترابى و لا شيوخ الطرق الصوفية فى السودان قاطبة و لا يحمله المسلمون فى العالم كله. كل المسلمين فى العالم يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية لذلك الجمهوريون هم من يدعون للدمقراطية التعددية مع تثبيتهم لفهم أن الشريعة الإسلامية على تمامها لا تصلح لإنسان اليوم و يرتكزون فى ذلك على تحكيم منسوخ القرآن و العمل بالآيات المكية و إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فى خاصة نفسه و بعبارة أخرى تطبيق الرسالة الثانية للأسلام .

أما قولك:-
( وأنت هنا تنادي بالدولة الدينية التي تقوم على تصنيف شعبها حسب دينهم ، وأعتقد أنك لابد أن تقول بكل وضوح أنك تنادي بالجزية ، أو الحرب على الأديان الأخرى ،) ما تطرحه هنا أخى الفاضل لا ينادى به محى الدين إنما تنادى به الشريعة الإسلامية.

أما قولك:-
( أو الإنفصال .) موضوع الإنفصال فأنا أتمنى سودان موحد. أما إذا رأى الأخوة فى جنوب الوادى الإنفصال فرأيى و ببساطة فى جملة واحدة وهى:-
( جار بمحبة و لا أخ بعداوة).

أما قولك:-
( ولو قلت هذا فهو أفضل من تساؤلاتك التي تطرحها هنا ،،، ) هل لو أنا قلت بذلك سوف تأتينى بالإجابات على تلك التساؤلات??. ما هى الأفضلية التى تتحدث عنها ??. هل لو قلت ما تريدنى أن أقوله يسهل عليك إخراج مساوئ الإنقاذ ?? هل ذلك ما تريده ?? يمكنك أن تخرج عيوب الإنقاذ و عيوب طالبان و عيوب إيران و عيوب تطبيق الإسلام فى كل الدول التى تقول بتطبيقه من غير أن تبحث عن شخص ينتمى لتلك المدارس و تصب فى حوار يفضى لما تنشده من حرية و عدالة إجتماعية و إقتصادية و سياسية.

أما قولك:-
( نعم هناك فهم آخر للنص القرآني ، ولذا تشعبت الرؤى ،) التعمبم أخى الفاضل ليس هو مراد هذا الحوار من وجهة نظرى طبعا.

أما قولك:-
( وأنت الآن تختلف عن غالبية مسلمي السودان في فهمك . والنصوص كلها محكومة بزمانها ومكانها ) ما يهمنى هنا جملة النصوص كلها محكومة بزمانها و مكانها فهذه الجملة يرددها الكثيرون فهى عند كل المدارس الإسلامية لا تعنى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية تعنى عدم تطبيق الشريعة فى الفكرة الجمهورية فقط .

أما قولك:-
( وبالفعل هناك حكومة إسلامية يمكن أن تطبق الإسلام الصحيح ، وهناك حكومة تتدثر بثوب الإسلام وباطنها فيه العذاب ) هل لك أن تذكر لى حكومة واحدة فى عصرنا هذا??. على قناعة لو أنى سألتك عن حكومة لا تطبق الإسلام فإن قائمتك سوف تطول.

أخى الفاضل لأن الدمقراطية التعددية أصبحت عين الرضا من أمريكا و برطانيا و قل أوربا عامة فى شروط الدعم و المساعدة و إهداء الجديد فى تطور الصناعة و إلا الحظر و الحصار و التغيير دخل المسلمون فى مأزق مع النفس قبل أن يكون مأزق مع العالم الغربى حتى ترجمة بعض مفردات القرآن الكريم عليها الكثير من الظلال و بعضها لا يترجم.

لم أعقب على مقدمتك فى ردك الأول لى و التى قلت فيها:-
( والله يا اخي ما وددت أن أرد على مداخلات الزملاء في هذا الموضوع ، وكنت سأستمر إلى آخره وأعتبر مداخلاتهم إضافات إلى ما أورده ... لكن مداخلتك استوقفتني بشدة ... ). كنت أظن أنك لا تريد ما توحيه هذه الفقرة من إنك أوردت موضوع و تريد إضافات الموافقة عليه فقط. ما دعانى للرجوع لمقدمتك تلك هى خاتمتك فى ردك الأخير و التى سوف أتطرق لها لاحقا. أما خاتمة ردك الأول و التى قلت فيها :-
( آمل أن تراجع الكثير من أفكارك ، وأن تنظر إلى الإنسانية نظرة شاملة ، فكلكم لآدم وآدم من تراب ،،،، و ( إنا كرّمنا بني آدم ) ، ولعلّي أجدك يوما تتحدث عن التعايش على أساس المواطنة ، وتشارك في إرساء قواعده .. ). لك الشكر .

أماقولك:-
( ولا أريد لهذا البوست أن يتحول لحوار بينيّ نكون أنا وأنت طرفيه ، لأني حتى الآن لم أرد إلا على مداخلتيك ... ) . طرحت ما طرحت لحوار معك و مع كل من يريد المشاركة. و لك أخى الفاضل بما إنك لا تريد لهذا البوست حوارا بينى و بينك و كأن الأمر أصبح أمرا شخصيا . لك أقول معذرة لإقتحامى مساحتك بغير إستئذان عذرى فى دخولى إنى رأيته بابا مفتوحا للحوار بشأن الوطن الغالى.
أكرر لك المعذرة و لك العتبى حتى ترضى إن أصبتك فى شئ لا ترضاه أو خرجت منى كلمة أو عبارة أو جملة تسئ لشخصك الفاضل. و إن كانت مداخلاتى هذه لم تجد رحابة القبول منك فى بوستك هذا فأنا على إستعداد لسحب كل ما أدليت به فى هذا البوست . إكرر المعذر و لك السلام.

Post: #19
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-08-2005, 05:08 AM
Parent: #18

الأخ الكريم محي الدين
يا أخي والله لم ولن أتمكن من قراءة كل ما كتبته هنا ، موضوعك الذي نقلته إليناهنا مشحون بروح الأدب أكثر منه موضوعا فكري ، انظر فقط إلى هذا :

Quote: فى حياة الشعوب أيام فواصل فيها يقفون أمام بوابات التغيير و الإنتقال الى مساحات جديدة فى مسيرتهم. فتح أبواب التغيير مخاض عسير و عبور النهر يتطلب الشجاعة الكافية فالتيار مسرع و التماسيح جائعة. الضفة الأخرى للنهر منفتحة على سهول الخير و العطاء و لإمتلاك تلك السهول و الأراضى السير الجماعى مطلوب و إلآ إمتلأت بطون التماسيح و إحتوتنا الكهوف و طال و قوفنا على أبواب الآخرين تسولا.

هذه الأيام الفواصل تشرق شموسها على ربوع الوطن الغالى سودان الجميع. جيل اليوم يتنسم نسائمها و يتدثر بثيابها من برد الإقتتال لعقود مضت و يقف طارقا على أبوابها نداء الحرية و العدالة و المساواة. هذا الجيل تقع على عاتقه المسئوليات الجسام و التى تحتاج الى عقول متفتحة تعى واقع الأشياء و من ثم تشرق بما هو خير لهذا الوطن. وطن مفصود الشرايين مكسور العظام فى حروب جعلت منه إعلانات على لافتات أمكنة التصدق و الهبات. حال لا ينصلح إلآ بعقول الكل فكر و عمل و حوار فقد إنتهى زمن الإنتظار لشخص يأتى بالنظريات و الحلول و هبت رياح المسيرة بلا قطيع فالكل مرجو فيه الإضافة و القيادة.

وسيكون مفيدا لو أنك استخلصت النقاط الفكرية وعرضتها علينا بصورة مباشرة ،،،
وأجدك تتحدث أحيانا عن كل ابناء السودان ، فيما تفرق بينهم على أسس دينية في حواراتك السابقة ...
حقيقة لا أجد في الحوار شيئا جديدا ولا شيئا مفيدا لأن النقاط المركزية في فكرك نقاط تجاوزها الناس ولا أرى في العودة إليها فائدة ، الدولة الدينية مرفوضة وقد رفضها أوروبا قبل قرون ، ورفضها أهل السودان ، وكون الحكومة لم تلغي قوانين سبتمبر هذا لايعني أن الشعب لم يكن يرفضها فقد قامت إبريل وهي تنادي بإلغاء قوانين سبتمبر ، والحكومة هي التي خذلت الجماهير ،،،
أنا مسلم لكني لا أنادي بالدولة الدينية ولا أرى في مواطني السودان غير المسلمين أناسا من درجة أقل ولا أجعل من نفسي حارسا على حقوقهم ، فحقوقهم هي حقوق المواطنة ، والدين لله والوطن للجميع ،،، وإن كان الصادق المهدي أو الميرغني أو الترابي لم يقولوا بما قال به الجمهوريون إلا أنهم جميعا يتجهون نحو التطوير وقد تجاوزوا كثيرا ما تدعو له أنت يا محي الدين ...
Quote: و إنما رفضت ما سمي بالشريعة الإسلامية

إذن الشريعة الإسلامية يمكن التقوّل عليها ، ويمكن جعلها غطاء لعمل سياسي قبيح ، ويمكن استخدامها كأداة قمع للناس ، ويمكن تفصيلها حسب مزاج الحاكم ، وحسب فهم من أرادها ، وحسب مذهب من أرادها ، وهكذا ...
اشتراطك وجود المجتمع ذو الدين الواحد اشتراط مستحيل في واقع السودان ، والمشكلة أن الدين الإسلامي وافد في السودان ، ويمكن أن يقول أهل السودان الأصليين أننا لا نريدكم ولا نريد دينكم ، عودوا من حيث أتيتم ...
أخي محي الدين نحن ننتمي إلى مجتمع متعدد الأعراق ، متعدد الثقافات ، متعدد الأديان ، وننتمي إلى وطن قارة ، وننتمي إلى واقع مريع لا تنفعه المكايدات السياسية والإنزواء السياسي والتمترس خلف قضبان الثوابت ... لابد لنا أن نجد الطريق ، والطريق لن يكون طريقا سالكا إلا إذا كان مقبولا للجميع ،،، والجميع لن يقبلوا بهيمنة البعض حتى لو كان هذا البعض يمثل أغلبية ، والأغلبية لا تساق قسرا ، إنما أيضا يتم تخييرها فردا فردا ،،،

Post: #20
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-08-2005, 06:09 AM
Parent: #19

الأخ ود قاسم،

تحية طيبة لك وللأسرة..


Quote: أخي محي الدين نحن ننتمي إلى مجتمع متعدد الأعراق ، متعدد الثقافات ، متعدد الأديان ، وننتمي إلى وطن قارة ، وننتمي إلى واقع مريع لا تنفعه المكايدات السياسية والإنزواء السياسي والتمترس خلف قضبان الثوابت ... لابد لنا أن نجد الطريق ، والطريق لن يكون طريقا سالكا إلا إذا كان مقبولا للجميع ،،، والجميع لن يقبلوا بهيمنة البعض حتى لو كان هذا البعض يمثل أغلبية ، والأغلبية لا تساق قسرا ، إنما أيضا يتم تخييرها فردا فردا ،،،


هذا هو الطريق الذي يتسق مع البديهة البسيطة.. والمثل يقول "ما بصح إلا الصحيح"، و "النية للنار"..

شكرا

ياسر



Post: #21
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-08-2005, 06:46 AM
Parent: #20

..

الحركة تطالب بمراجعة قرار قفل المطاعم في رمضان
..

Post: #22
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-10-2005, 07:31 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

( يا أخي والله لم ولن أتمكن من قراءة كل ما كتبته هنا ، موضوعك الذي نقلته إليناهنا مشحون بروح الأدب أكثر منه موضوعا فكري ،). هذا ما بدأت به فى ردك الأخير فكيف لم و لن تتمكن من قراءة ما كتب لك و فى نفس الوقت رأيك فيه أنه مشحون بروح الأدب أكثر منه موضوع فكرى. إما إنك لم تقرأ ما كتب لك وقسمك شاهد على ذلك فيصبح رأيك فيه لا بستقيم . فكيف بك لم تقرأه كله و فى نفس الوقت تقيمه كله . كان عليك أن تطرح رأيك فيما قرأت أم انه التعميم الذى هو ديدنك فى كل محاولات ردودك على التساؤلات التى طرحتها لك فى بوستك هذا??. و لى أن أسألك لماذا لم تكن جملتك التى بدأت بها ردك الأخير إنك لم تتمكن من قراءة ما كتب لك . لماذا إستعمال ( لن ) هذه??. ألم أقل لك إنك ترى فى حوارى هذا أمرا شخصيا??.

كيف يستقيم قولك :-( وسيكون مفيدا لو أنك استخلصت النقاط الفكرية وعرضتها علينا بصورة مباشرة ،،،) و قولك:-( حقيقة لا أجد في الحوار شيئا جديدا ولا شيئا مفيدا لأن النقاط المركزية في فكرك نقاط تجاوزها الناس ولا أرى في العودة إليها فائدة ،). كيف بك تريدنى أن أستخلص لك النقاط الفكرية و فى نفس الوقت النقاط المركزية فى فكرى نقاط تجاوزها الناس و لا فائدة من العودة لها . لك هذه الفقرة مما لم و لن تتمكن من قراءته ( .أغلبية الأشجار النامية فى السودان و كم هائل من البذور هى بذور الفكر السلفى و أشجار الأصولية و ثمار هذه الأشجار و أشجار هذه البذور بالطبع لا ترضى دعاة الدمقراطية التعددية. من المؤسف له أن أراضى الفكر السلفى و جبال الأصولية لم يدخلها دعاة الدمقراطية التعددية و إكتفوا بخلاصات التنوير ضد سلوك الكنيسة فى أوربا فإستراحت عقولهم و أراضى أجسادهم من خطر الألغام و أصبح حديثهم عن الإسلام كحديث أوربا عن الكنيسة. ). و ها أنت تقول فى ردك الأخير :-
( الدولة الدينية مرفوضة وقد رفضها أوروبا قبل قرون ،). ها أنت أخى الفاضل تكتفى بخلاصات التنوير ضد الكنيسة فى أوروبا فى تعاملك مع المجتمع ذو الأغلبية المسلمة. مشكلتك أخى الفاضل إنك تنظر للإسلام و كأنه المسيحية و أن ما واجهته الشعوب المسيحية من سيطرة الكنيسة هو ما تواجهه الشعوب المسلمة اليوم من سيطرة المسجد إن قلنا بسيطرة المسجد . و لى أن أسألك أخى الفاضل ما هىالقوانين التى تطالب المسيحية أتباعها بتطبيقها فى المجتمع و بتطبيقهم للدمقراطية التعددية رفضوا تطبيق تلك القوانين ??.

أراك تكثر من ترديد عبارة :-( نقاط تجاوزها الناس) و حتى هذه اللحظة لم تطرح لنا كيفية تجاوز الناس لتلك النقاط. أخى الفاضل حديث العموميات لا يفضى بالحوار لما يستفاد منه. السؤال الذى أطرحه لك مرارا كيف بمن يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية التى تمييز بين المسلم وغير المسلم ( الكافر و المشرك) و الرجل المسلم و المرأة المسلمة و تطبيق الحدود التى تتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان ??. عندك إجابة أخى الفاضل??.

الفرق بينى و بينك أخى ود قاسم إنى عندما يطرح حزب ما دعوته لتطبيق الشريعة الإسلامية و فى نفس الوقت دعوته لتطبيق الدمقراطية التعددية أقف متسائلا أما أنت فتطرب له. لك هذه الفقرة مما لم و لن تتمكن من قراءته:-
( أعود لمنهج الطوائف و الأحزاب التى ترتكز على الإسلام دين و دولة دستور و شريعة و أسأل هل يتأصل فيها مبدأ الإقصاء لغير المسلم و للمسلم الذى يرفض برامجها ببرنامج غير إسلامى على حسب رؤيتها لذلك البرنامج??. هل قبول هذه التنظيمات السياسية اليوم بالدمقراطية التعددية هو قبول الألسن و ليس القلوب ??. بمعنى الرضوخ لواقع الحال و فنون الإنحناء عندما تواجهها الرياح و تطبيق فقه الضرورة و إعمال قاعدة المؤمن كيس فطن على فهم التمسكن حتى التمكن ثم التفنن فى تطبيق مبدأ الإجتثاث و الإقصاء جاعلة من نفسها حالة و ليس تنظيما سياسيا . حالة تتخفى لتحقيق حيز من المساحات ثم تشن هجومها على السلطة التى لا تحكم بالإسلام و كل من تعامل معها واصفة لهم بالكفر و الإلحاد و رافعة عليهم راية الجهاد ).

أنا أخى الفاضل عندما أسمع فحيح الأفعى و رنين جرسها لا أتخيل نفسى أستمع الى مقطوعة موسيقية . أما أنت فترى فى فحيح الأفعى و رنين جرسها ما يطربك فأنت لست بعيدا من لدغتها. التاريخ ملئ بالكثير من الشواهد. ألم أكتب لك فيما لم و لن تتمكن من قراءته:-(موقف الولايات المتحدة و برطانيا من العالم الإسلامى جعل الشعوب الإسلامية تغلق أبوابها لرياح الدمقراطية التعددية و تقوقعت هذه الشعوب فى مسارات عقيمة ظلت فى الماضى بغير تفاعل مع تغيرات الزمن المعاش و مع تخلفها لا يجدون حرجا فى الدعوة لها و محاولات تجبيرها بما لا يجدى بل يظهر سوئتها. )

أخى الفاضل إنك تقرأ فيما أكتب ما تريده دواخلك أن يكون منطبقا عليا . لست أنا ذلك الشخص و لو كنت تلك الشخصية التى تحاول رسمها بالتأكيد سوف أكون على مقدرة الحوار فيما أحمل و لن أجد حرجا فى ذلك. أنا فى هذا الحوار أحاول إظهار الطريق الشائك أليس هذا جزءا من عنوان بوستك هذا??.

أما قولك:-( وكون الحكومة لم تلغي قوانين سبتمبر هذا لايعني أن الشعب لم يكن يرفضها فقد قامت إبريل وهي تنادي بإلغاء قوانين سبتمبر ، والحكومة هي التي خذلت الجماهير ،،، ). هذه الحكومة التى تتحدث عنها أخى الفاضل هى الحكومة التى إختارتها الجماهير لتنفيذ شعارات الإنتفاضة. قيادات تلك الحكومة هم الإمام الصادق المهدى و مولانا السيد محمد عثمان المرغنى و الشيخ الدكتور حسن الترابى و على حسب قولك:-( إلا أنهم جميعا يتجهون نحو التطوير وقد تجاوزوا كثيرا ما تدعو له أنت يا محي الدين ... ). كيف بأنهم يتجهون
نحو التطوير و فى نفس الوقت يخذلون الجماهير على حد تعبيرك??. كيف بك مرتاحا بأنهم يتجهون نحو التطوير و فى نفس الوقت لا ينفذون ما تريد الجماهير التىإختارتهم تنفيذه??. لما تخذل هذه القيادات الجماهير التى إنتخبتها??. هل هذه القيادات فقط تعشق أن تخذل الجماهير??. أم أن إلغاء تلك القوانين التى و لو كانت تحمل نسبة ضئيلة من صحة الشريعة الإسلامية فى وجهة نظرهم تجعل من إلغاءها أمرا يتعارض مع الدين و من ثم التعديل هو الأجدى??.

أخى الفاضل كلما طرحته لك من تساؤلات لم ترد عليه فمنذ ردك الأول و حتى ردك الأخير هذا تجنح للعموميات.

أما قولك:-
( أنا مسلم لكني لا أنادي بالدولة الدينية ولا أرى في مواطني السودان غير المسلمين أناسا من درجة أقل ولا أجعل من نفسي حارسا على حقوقهم ، فحقوقهم هي حقوق المواطنة ، والدين لله والوطن للجميع ،،،). لا أدر ما ترمى له من هذه الفقرة ??. لم أشك لحظة فى أنك ما كتبت آنفا و هذا ليس حوارنا أخى الفاضل أنا لم أقل بأنك تدعوا للدولة الدينية و لم أقل بأنك ترى فى مواطنى السودان غير المسلمين أناس من درجة أقل و لم أقل إنك تجعل من نفسك حاسا على حقوقهم. الشريعة الإسلامية تمييز بين المسلمين و غيرهم (الكفار و المشركين) و بين المسلم كذكر و المسلم كأنثى و دعاة تطبيق الشريعة فى الإسلام هم الأغلبية . أم أنك تريد أن تقل بأن فهمك الذىطرحته آنفا عن نفسك هو رأىالأغلبية المسلمةفى السودان???.

أما قولك:-
( إذن الشريعة الإسلامية يمكن التقوّل عليها ، ويمكن جعلها غطاء لعمل سياسي قبيح ، ويمكن استخدامها كأداة قمع للناس ، ويمكن تفصيلها حسب مزاج الحاكم ، وحسب فهم من أرادها ، وحسب مذهب من أرادها ، وهكذا ... ).
لك أقول كل هذا الذى طرحته لا يمنع من يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية من الدعوة لتطبيقها كشريعة لا يمكن التقول عليها و لا يمكن جعلها غطاء لعمل سياسىقبيح و لا تستخدم لقمع الناس و لا يمكن تفصيلها حسب مزاج الحكام و حسب فهم من أرادها . هل تقف مع تطبيق الشريعة التى لا يمكن التقول عليها ??. و هل إذا طلب منك أن تشارك فى إخراج الشريعة الإسلامية التى لا يمكن التقول عليها هل تشارك فىذلك و من ثم تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية الت لايمكن التقول عليها??.
هل الشريعة الإسلامية تحمل هذه العيوب كأصل فيها أم أن هذه العيوب يلبسها من يحاولون تطبيقها عليها??.

أما قولك:-
( اشتراطك وجود المجتمع ذو الدين الواحد اشتراط مستحيل في واقع السودان ، ). أخى الفاضل أنا لم أشترط وجود المجتمع ذو الدين الواحد. ألم أقل لك إنك تقرأ بعينيك ما تريده دواخلك??. لك هذه الفقرة مما لم و لن تتمكن من قراءته:-
( هل الدمقراطية التعددية لا تصلح إلآ فى مجتمع ذا عقيدة واحدة كبرطانيا المسيحية و الولايات المتحدة المسيحية و فرنسا المسيحية و ألمانيا المسيحية و إسبانيا المسيحية و إيطاليا المسيحية و أستراليا المسيحية و كندا المسيحية مثلا??.
هل الدمقراطية التعددية تصلح كنظام حكم فى دولة كل سكانها مسلمين??. ).

طرحت لك هذا التساؤل لكى أظهر لك سهولة تطبيق الدمقراطية التعددية فى دولة كل سكانها مسلمين و أضفت لك هذه الفقرة فيما لم و لن تتمكن من قراءته:-

( الإجابة على السؤال الأخير على حسب ما أرى بنعم فالسعودية و الأمارات و البحرين و قطر الكويت و سلطنة عمان عندما تبدأ حركات التغيير فيها أحزابها الناشئة تقف على أرضية الإسلام كهادى و مرشد فى برامجها السياسية و لن يكون هناك خلاف بينها فى تطبيق شرع الله. قد يختلفوا فى كيفية التحقيق. لن يكون هناك خلاف حول إسلامية الدستور و كتابة البسملة و أن تكون الحدود ضمن التشريع القانونى فى العقوبات . هذه الدول لن تكون عندها مشكلة أقليات غير إسلامية . إذن الطريق ممهد لتطبيق الدمقراطية التعددية فى هذه الدول و يمكن لشيوخ و علماء هذه الدول أن يتفادوا حرج تسميتها بالدمقراطية التعددية و تسميتها إسما إسلاميا يحقق مضمونها. بالتأكيد سوف تصاحب التطبيقات الكثير من الأخطاء و لكن المزيد من الممارسة يعالج تلك الأخطاء إستقامة فى السير . تجربة إيران فى توسيع عملية المشاركة و تقليص الكثير من صلاحيات رجال الدين دليل على ذلك. لا مانع أن تختار هذه الدول ملوكها و شيوخها الحاليين ملوكا و شيوخا مع تحديد صلاحياتهم و يتوارث أبناء هؤلاء الملوك و الشيوخ مقامات آباءهم بحق الميراث كما فعلت برطانيا مع آل ووندزور . كما يحق لهذه الدول مجتمعة أن تختار عليها ملكا و احدا من آل البيت الشريف و لا عيب فى ذلك فملكة برطانيا هى أيضا ملكة كندا و أستراليا و نيوزيلاندة مثلا. ).

بمعنى الدولة التى سكانها مسلمين لن تواجهها مسألة عدم تطبيق الشريعة و لأن السودان دولة فيها أقليات غير مسلمة و الأغلبية المسلمة تريد تطبيق الشريعة الإسلامية هنا يجب الوقوف و التأنى و لأن تطبيق الشريعة الإسلامية يمييز بين المسلمين و غير المسلمين كيف نطبق
نظام نسميه دمقراطية تعددية و فيه نمنع الأغلبية من إجازة الدستور الذى تريد و القانون المطلوب منها تطبيقه بأمر إلهى??. هذا لا يعنى الإشتراط هذا يعنى توسيع الحوار و مواجهة الحقائق و ليس القفز عليها بعموميات الطرح بأن الناس تجاوزوا تلك النقاط .

أما قولك:-
( أخي محي الدين نحن ننتمي إلى مجتمع متعدد الأعراق ، متعدد الثقافات ، متعدد الأديان ، وننتمي إلى وطن قارة ، ). ما كتبناه فى ما لم و لن تتمكن من قراءته كله:-

( المجتمع السودانى ضارب فى القدم و متجذر بتأثير و النوبة الفراعنة شاهد على ذلك . ماضى السودان و حاضره حافل بالتنوع و التعدد أنغام من المفترض فيها مسلكية رشيدة فى حركة التطور. دخول المسيحية دخول الإسلام تلاقح الوافد مع موروث القبائل كأرضية تعمق مفهوم قبول الآخر و التعايش معه فى نظام يكفل كرامة العيش و الحرية و المساواة. التجربة دلت على أن السلوك كان سلوك الإستحواذ و نفى الآخر و إقصاءه ماديا و معنويا. إذا كان ما حدث فى الزمن القديم له ما يبرره بحجة أن العقل البشرى فى تلك الأحقاب و تشكيلات البيئة حوله جعلته قاصر عن تحقيق ذلك لعدم تطور الوعى لقبول المساواة و قبول الآخر و العيش معه فى وئام و إنسجام و إحتفاء و إحتفال بالتنوع و الإختلاف سيرا بالحياة تجاه الخصب و النماء. والسؤال لماذا عجز المجتمع السودانى منذ الإستقلال من أن يمتص من مكوناته ما يزيد فى فعل الحاضر تطور و حرية و عدالة إجتماعية و حلول للمشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتحقيق الطعام من جوع و الأمن من خوف و الصحة من مرض و العمل من بطالة و السلام من الحروب??. مجتمع تتجذر فيه مشاريع الحرية لنا و لسوانا لماذا لم ينجح فى تحرير العقول من تأثيرات القلق و الإحباط و الخسارة لتكون مصادر إضافة??. لماذا السير فى ظلمات التقوقع و جدب النفوس و الخطو فى صحراء لا ظل فيها و لا ماء يحيطها السراب الذى كلما إجتهدنا فى طلبه دنت النهاية??. ).

أما قولك:-
( والمشكلة أن الدين الإسلامي وافد في السودان ، ويمكن أن يقول أهل السودان الأصليين أننا لا نريدكم ولا نريد دينكم ، عودوا من حيث أتيتم ... ).
كيف أن و فود الدين الإسلامى مشكلة??. الديانة المسيحية هى وافدة للسودان قبل الإسلام لماذا لم تطرح بأنها أى المسيحية مشكلة??.
ثم ماذا تعنى بأهل السودان الأصليين??. و لمن يمكن قولهم لا نريدكم و لا نريد دينكم عودوا من حيث أتيتم ??. هل قولك هذا يمكن تحقيقة فى تلك الحقبة من التاريخ ??.

أخى الفاضل المجتمع السودانى بكل ما فيه الأغلبية فيه مسلمة. الأغلبية فيه مسلمة . و ما لم نتعمق فى حوار بناء تجاه الحقائق فيه و خصوصيته بعيدا من النظر له كمجتمع أوربا عندما نهض ضد الكنيسة فإننا سوف نزيد النار حطبا.

Post: #24
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-11-2005, 05:28 AM
Parent: #22

أخي محي الدين
لو تفرغت لهذا البوست ولقراءة مداخلاتك فقط لما كفاني الوقت ،،، ولا أتصور أنني فيحاجة لكل هذا الشحن لأفهم مقاصدك ..
فهمت من البداية أنك ترى ضرورة قيام دولة دينية في السودان ،،،
وفهمت أنك تريد من غير المسلمين الانصياع لحكم المسلمين أو أن يبحثوا لهم عن وطن آخر ...
وفهمت من البداية أن لا ترغب مطلقا في تطوير فهمك للشريعة ...
وفهمت من البداية أنك تنظر إلى كل من يخالفك الرأي على أنه كافر ...
ولو أنزلت إلينا مجلدات هنا فلن تأتينا بجديد ،،،
أنا لا أستطيع أن أزودك في هذا البوست بكل ما كتب عن مفهوم التطوير ، وتجديد الفكر الديني ، يمكنك أن تقرأ الكثير مما كتبه المختصون ،،، أما أنا فلست معنيا بهذا ، كل ما أريده أن يتساوى الناس بصرف النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو معتقداتهم ،،، كل الذي يعنيني أنني كمواطن سوداني أنتمي إلى السودان الوطن ، وأشترك في هذا الانتماء مع آخرين ، لا أهتم ما هو دينهم ، ولا لونهم ، ولا عرقهم ، أعرف فقط أنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات ،،،، وديني لم يلزمني بخراب وطني أو الدعوة إلى تدميره ، بل ألزمني بإعماره واستخلفني فيه ، أديره بما يناسب واقع المجتمع وبما يدفع الحياة إلى الأمام وأجنبه المطبات ولا أدفعه إلى عنق الزجاجة ، فالدين هو حياة البشر ، وإن توقفت حياة البشر يتقوف الدين ...
الديمقراطية فقط هي المخرج ، وإلا سيموت الوطن بين أيدينا ...

Post: #23
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: adil amin
Date: 10-10-2005, 08:28 AM
Parent: #1

الاخ ود قاسم
الديموقراطية وعي وسلوك قبل ان تكون اطارسياسي زائف...ونحن ابعد ما نكون عنهافي هذه المرحلة ومنذ 1956...وما يمارس كسياسة في السودان ليس سوى امراض نفسية حمانا الله واياكم ورمضان كريم
والسؤال حنصل عندمانستوعب الاية الكريمة (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيرو ما بانفسهم) صدق الله العظيم

لذلك قلنا ذاكروا علم النفس السياسي كويس...عشان تعرفو وين انتوا... ومتابعين منو والتحرر من شنو ولي من منو
واذا كان الغراب دليل قوم فما وصلو وما وصل الغراب

Post: #25
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-13-2005, 08:59 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

أكثرت عليك الأسئلة و لم تأتى ردا على سؤال. و الطريق الشائك الذى أشرت إليه فى عنوان بوستك هذا لا أظن إنك تعنيه. أعتقد إنك عنيت السهل و أردت الموافقة على ما تطرح و كما أسلفت القول بأنك كنت سوف تعتبر مداخلات الآخرين إضافة لما طرحت و لكن مداخلتى هى التى إستوقفتك عزيزى الفاضل .
مداخلتى الأولى تدور كلها حول سؤال محورى واحد و هو أثر العقيدة الإسلامية فى تعامل المسلم مع غير المسلم ( الكافر المشرك) فى دولة الأغلبية فيها مسلمة و أثر ذلك فى تطبيق الدمقراطية التعددية. و لم تأتى بشئ ليدعم الحوار . كلما أتيت به هو أن الناس تجاوزوا هذه المفاهيم و عندما سألتك كيف??. لا إجابة.
قلت لك أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو مراد كل ما يسمى بأحزاب اليمين فى السودان إن صح تعبير اليمين هذا عدا أهل الفكرة الجمهورية. و الشريعة الإسلاميةتمييز بين المسلم و غير المسلم و بين الذكر و الأنثى فكيف تستقيم دعوة هذه الإحزاب للدمقراطية التعددية و فى نفس الوقت تطبيق الشريعة الإسلامية ??. لا شئ يدعم الحوار .
من المدهش حقا أن تعترض على ما قلته بنفسك عندما قلت به أنا و لا أدر السبب هذما كتبته أنت:-

الناس بطبعهم لا يتفقون اتفاقا كليا ، لكن الغالبية يمكن أن ترتضي أمرا ، والبعض الآخر يمكن أن يعترض على هذا الأمر اعتراضا كليا أو جزئيا . كما أن الرضا نفسه يمكن أن يكون ناقصا ، إلا أنه قد لا يصل حد الاعتراض الحاد . ولأن هذا هو الطبيعي والمتعارف عليه بين البشر ، ولأنه من حق الناس أن يُحكموا بحكومة يرتضونها ، ولأنه لا يمكن أن يجمع الناس على حكومة تحكمهم ، ولأنه لا توجد وسيلة أخرى لتمثيل وجهات النظر المختلفة أو المتنافسة أو المتخاصمة إلا عبر قياس الرضا والاعتراض ، إذن لابد من إيجاد نظام يستوعب الصراعات المختلفة لإنتاج حكومة تحظى برضا الأغلبية ، وبالحد الأدنى من رضا المعترضين ... ) إنتهى حديثك.

هاك ما كتبت أنا و إعترضت أنت عليه:-

الأغلبية فى السودان مسلمين و عليهم مراعاة و حفظ حقوق الأقليات.).

ألا ترى أخى إنك تعادى حتى ما تطرح عندما تضع تصورا عن السائل??. و مجمل إعتراضك أن القانون هو الذى يحفظ الحقوق و عندما قلنا لك أن القانون هو مواد مقترحة تصبح قانون عندما تجيزها الأغلبية لم تقل بصحة و عدم صحة هذا الكلام .

أخى الفاضل فى كل مداخلاتك أتيت بعمويات الطرح و لا تخصيص. تحدثت عن كتاب إسلامين و لم تطرح إسما و لا خلاصة مما طرحوا فى تجاوز تلك المفاهيم .
أوقعت نفسك فى حرج الحديث عن التطبيقات المشوهة للشريعةالإسلامية و أخذت من قولك ذلك إنك تحمل فهما للشريعة الصحيحة من و جهة نظرك و سألتك هل بتطبيق فهمك الصحيح للشريعة تدعم من يطبقها أم إنك سوف تكون داعيا لتطبيقها??. و لم تعقب على ذلك

قلت لى فى ردك الأخير:-


أخي محي الدين
لو تفرغت لهذا البوست ولقراءة مداخلاتك فقط لما كفاني الوقت ،،، ولا أتصور أنني فيحاجة لكل هذا الشحن لأفهم مقاصدك ..
فهمت من البداية أنك ترى ضرورة قيام دولة دينية في السودان ،،،
وفهمت أنك تريد من غير المسلمين الانصياع لحكم المسلمين أو أن يبحثوا لهم عن وطن آخر ...
وفهمت من البداية أن لا ترغب مطلقا في تطوير فهمك للشريعة ...
وفهمت من البداية أنك تنظر إلى كل من يخالفك الرأي على أنه كافر ...
ولو أنزلت إلينا مجلدات هنا فلن تأتينا بجديد ،،،

عليك أخى الفاضل أن تأتى بالعبارة التى كتبتها أنا و منها فهمت أنى أري ضرورة قيام دولة دينية??. و العبارة التى تقول بأنى أريد من غير المسلمين الإنصياع لحكم المسلمين أو أن يبحثوا لهم عن وطن آخر??.

أما إنك فهمت من البداية إنى لا أرغب مطلقا فىتطوير فهمى للشريعة دعنى أفترض ان ما تقول به صحيح. لك اقول إن من يطلق هذه العبارة يثبت على نفسه بأنه يحمل فهما متطورا للشريعة الإسلامية و بأنه طرح فهمه المتطور للشريعة الإسلامية لمن يحاوره و فى النهاية وصل لقناعة بأن ذلك الشخص لا يرغب فى تطوير فهمه للشريعة. فهلا أرشدتنى لفهمك المتطور للشريعة الذى زودتنى به فى ردودك عليا ???.

أما إنك فهمت منذ البداية إنى أنظر لكل من يخالفنى الرأى على أنه كافر. هات ما يثبت ذلك ??.

أما قولك:-

أنا لا أستطيع أن أزودك في هذا البوست بكل ما كتب عن مفهوم التطوير ، وتجديد الفكر الديني ، يمكنك أن تقرأ الكثير مما كتبه المختصون ،،،

السؤال لك ما هو الجزء الذى زودتنى به عن مفهوم التطوير و تجديد الفكر الدينى ??. ثم من هم هؤلاء المختصون أخى الفاضل??. و لماذا لا تستطيع أن تأتينى بشئ و لو يسير مما قرأت أنت لهم و كان له عظيم الأثر فى فهمك المتطور للشريعة الإسلامية الذى جملتك الآنف ذكرها تقول بذلك??. ثم تختم عبارتك هذه بجملة تدعو للحيرة إن لم أقل الدهشة و هى:-

( أما أنا فلست معنيا بهذا ) . فكيف بك لست معنيا بمفهوم التطوير و مفهوم التجدبد الدينى و فى نفس الوقت يقوم عليه تقييمك لمفاهيم الآخرين??.

أما قولك:-

، كل ما أريده أن يتساوى الناس بصرف النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو معتقداتهم ،،، كل الذي يعنيني أنني كمواطن سوداني أنتمي إلى السودان الوطن ، وأشترك في هذا الانتماء مع آخرين ، لا أهتم ما هو دينهم ، ولا لونهم ، ولا عرقهم ، أعرف فقط أنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات ،،،،

رجاءا أخى الفاضل أن تأتىبمفهوم الشريعة الإسلامية المتطور الذىتحمله و يتوافق مع طرحك أعلاه??.

أما قولك:-

وديني لم يلزمني بخراب وطني أو الدعوة إلى تدميره ، بل ألزمني بإعماره واستخلفني فيه ، أديره بما يناسب واقع المجتمع وبما يدفع الحياة إلى الأمام وأجنبه المطبات ولا أدفعه إلى عنق الزجاجة ، فالدين هو حياة البشر ، وإن توقفت حياة البشر يتقوف الدين ...

من قال بأن الدين يلزم بخراب الوطن و الدعوة لتدميره ??. هل تعتقد بأن الفهم المتطور الذى تحمله أنت للشريعة الإسلامية يؤدى الى ذلك??.
الإعمار و الإستخلاف و الإدارة بما يناسب واقع المجتمع و الدفع بالحياة الى الأمام و إجتناب المطبات و عدم دفع الوطن الى عنق الزجاجة . هل فهمك المتطور للشريعة الإسلامية فى تطبيقه يقود الى ذلك???. و إن كانت الإجابة بنعم لماذا لا تدعو لذلك الفهم ليسود حياة الناس فى السودان???.

أما قولك:-
( فالدين هو حياة البشر) قول جانبه الصواب

و بما إنك مهموم بقضايا الوطن بالتأكيد تذكر عندما أقام التجمع الوطنى الدمقراطى مؤتمره فى أسمرا فيما عرف بمؤتمر القضايا المصيرية و الذى مضت عليه أحزاب التجمع آنذاك و فيه تم الإتفاق على فصل الدين عن الدولة. كان سؤالى فى تلك الحقبة كيف بحزب يدعو للجمهورية الإسلامية و حزب يدعو لدولة الصحوة الإسلامية يوقعان على قرار فصل الدين عن الدولة??. و كان هذا السؤال سببا كافيا بوصف سائله بأنه يدعم حكومة البشير و الإتجاه الإسلامى ووو......ألخ. و أذكر فى ذلك أنى قلت جملة ليست بنبوة و لكنها تقرير لما سيحدث و الجملة هى:-( بدأ العد التنازلى لخروج حزب الأمة من التجمع الوطنى الدمقراطى) . و أذكر أن الكثيرون ممن كنت أناقشهم و هم أعضاء فى حزب الأمة بأنهم لن يخرجوا من التجمع الوطنى الدمقراطى و الأيام أثبتت خلاف ذلك .

أخى الفاضل فى ختام هذه المداخلة أكرر لك السؤال كيف بك واصفا لى بما طرحته فى ردك الأخير و أنا الذى طرح لك فى مداخلتى الثانية و التى إعتبرتها مقالا أدبيا أكثر منه فكرى مع قولك إنك لم و لن تتمكن من قراءة كل ما كتبته لك. و الحقيقة إنك لم تقرأ و فى نفس الوقت تطلق لمفاهيمك العنان فى و صف الآخرين بما تريد حتى يسهل رفع سياطك عليهم . إقرأ هذه الفقرة مما لم و لن تتمكن من قراءته كله:-
( تظل الدمقراطية التعددية نظام لكرامة الإنسان ليحكم نفسه بنفسه. الدمقراطية التعددية لا يكفر بها لإعوجاج سلوك ممارسيها فى أشياء بل تصحح تلك الممارسات)

لم آت بهذه الفقرة لأزيح عنى تهمك فأنا لا أهدم بيوتا من الفهم تجاهى لا أساس لها . أتيتك بها لأثبت لك أكثر و أكثر بأنك تقرأ بعينيك ما ترسمه فى دواخلك . و تنظر لواقع السودان و كأنه المجتمع المسيحى فى أوربا و لم تأتينى بقوانين الديانة المسيحية التى تريد من أتباعها تطبيقها و بتطبيقهم للدمقراطية التعددية رفضوا تطبيق تلك القوانين . فى إنتظار ذلك إن أمكن حتى يسهل لنا أن نقارن بين الديانتين و لك السلام



Post: #26
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-13-2005, 11:32 PM
Parent: #1

.....


تطورات مؤسفة...

....

Post: #27
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: Yasir Elsharif
Date: 10-14-2005, 01:38 AM
Parent: #26

الأخ ود قاسم..

لقد كتبت مداخلة علقت فيها على ما كتبه الأخ سيف مساعد هنا.. :

أشكرك يا عزيزي سيف على المداخلة المفيدة..
ارجو أن تسمح لي بوضع وصلتها هنا.. فهي تسير في نفس اتجاه البوست
ياسر

Post: #28
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-14-2005, 06:03 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

لم أكمل تعقيبى على ردك الأخير لظروف طارئة.

تعقيب بسيط على قولك:-

( لا أهتم ما هو دينهم ،)

و لأنك قلت:-

( ، كل ما أريده أن يتساوى الناس بصرف النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو معتقداتهم ).

الذى يدعو للدمقراطية التعددية لتحقيق الحرية و المساواة لا بد أن يهتم بالأديان و المعتقدات و العادات و الأعراف التى تسود فى مجتمعه و من ثم يستطيع أن يقف على أرضية التغيير الذى ينشده لأخذ الصالح الذى يدعم الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية و ترك الطالح الذى يعيق و يتعارض مع مبدأ الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية . و لأن فى موروث الكثير من القبائل السودانية ما يتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان يجب على الداعية للنظام الدمقراطى أن يكون ملما بمنهج يقود حملة تلك المفاهيم التى تتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان تجاه ما لا يتعارض مع حقوق الإنسان . و أبسط شئ يقوم به الداعية لتطبيق الدمقراطية التعددية و مواثيق حقوقىالإنسان فى الوطن الغالى السودان أن يهتم بأديان و معتقدات و عادات و أعراف المجتمع السودانى و إلآ يصدق فيه ما كتبته لك سابقا و الذى لم و لن تتمكن من قراءته كله:-

( دعاة الدمقراطية التعددية فى السودان يغضون الطرف عن أشجار كثيرة لا تثمر إيمانا بالدمقراطية التعددية. غض الطرف عنها لا يعنى عدم و جودها و طعم الحنظل ليس بحال من الأحوال طعم الشهد. هل دعاة الدمقراطية التعددية يمتلكون الأدوات الصحيحة لإستصلاح الأرض و تحسين البذور أم أنهم تقيدهم سلاسل لا سبيل لكسرها و من ثم تعاملهم مع تلك السلاسل بأنها غير موجودة هروبا من مواجهتها.).

الإسلام فى تعامله مع مجتمع مكة و ما جاورها فى القرن السابع الميلادى أخذ بكل العادات و التقاليد و الأعراف التى لا تتعارض مع غرض من أغراض الدين
الإسلامى و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم قال:- ( نحن معشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم). هل عند الأخ ود قاسم خطاب لتلك القبائل التى تعيش عادات و معتقدات و أعراف تتعارض مع مفاهيم الحرية و العدالة الإجتماعية و المساواة بحيث يصبح التغيير الذى ينشده تغيير نابع و ليس وافد بمعنى كيفية غرس بذور المنشودة ثمارها??.

لك السلام

Post: #29
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-15-2005, 01:17 AM
Parent: #28

يا أخي الفاضل محي الدين
لقد أجبت على كل تساؤلاتك لكنك لا تريد أن تسمعني ،،، أقول مجددا أنا لا أتبنى منهجا ديمقراطيا تعدديا يعطي مواطني بلادا حقوقا متساوية وفرصا متساوية ورعاية متساوية مهما كان دينهم ،،، قلت أنني لا أهتم ما هو دينهم ، وفهمتني خطأ أنني لا أهتم بالأديان كأديان ، وأنا قصدت أنني لا أتعامل مع مواطني بلادي حسب أديانهم ،،، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يغير أديان أهل مكة ومعتقداتهم وهو قد بعثه الله لهذا الأمر ، وله في ذلك وسائله التي تناسب زمانه ورسالته ومجتمعه ، والوسائل نفسها حددها له الله ،،، وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ... في الديمقراطية يا عزيزي لا أحد يرعى حقوق أحد ، بل كل واحد يراعي حقوق الآخر ، وحقوقهم متساوية غض النظر عن معتقداتهم ، أنا لا أريد أن أنشر الإسلام بالسيف في السودان ، ولا بالدعوة التي تفرق بين أبناء الوطن ، هناك منابر معروفة ، وهناك حوار يدور في كل حياتنا ، في كل مجالسنا ، في تصرفاتنا ، في تعاملنا مع الآخر ، في أدائنا اليومي ،،، كل هذا محل نظر من الآخر ، يقيمه ، يزنه بموازين الإنسانية ،،، ثم يقرر ويحدد موقعه من الدين ...

Post: #30
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-17-2005, 06:02 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

قولك:-
( لقد أجبت على كل تساؤلاتك لكنك لا تريد أن تسمعني ،،،).

لم تجب على شئ أخى الفاضل . تجنح لعموميات القول ( الناس تجاوزوا هذه المفاهيم) و عندما سألتك كيف لم تأتى بكيفية التجاوز التى تقول بها. طرحت بأن هناك كتاب إسلاميين تجاوزوا هذه المفاهيم و رددت لك السؤال كيف و لم تجب. قلت لك ان أحزاب اليمين فى السودان إن صح التعبير و هم يمثلون الأغلبية فى السودان يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية التى تمييز بين المسلم و الكافر و تمييز بين الذكر و الأنثى فكيف بمن يدعو للشريعة تصح دعوته للنظام الدمقراطى التعددى الذى لا يمييز بين الناس و لم تجب على شئ . تحدثت عن الشريعة الإسلامية المشوهة و قلت لك إن الذى يتحدث عن شريعة مشوهة منطق قوله أنه يعرف الشريعة الإسلامية الغير مشوهة و طلبت منك طرح مفهومك للشريعة الغير مشوهة و هل تدعو له??. و هل من فهمك للشريعة الغير مشوهة أتت قناعتك بنظام الحكم الدمقراطى التعددى??.
لأنك لو كنت تحمل إيمانك بالدمقراطية التعددية كناتج لفهمك المتطور للشريعة الإسلامية لكنت أتيت بفهمك لتلك النصوص من غير طرح العموميات. لكنك أخى الفاضل تنظر للسودان و كأنه مجتمع أوربا عندما كانت تيسطر عليه الكنيسة . و قد قلت لك حينها لا توجد مقارنة بين المجتمع السودانى اليوم و عصور أوربا عندما كانت تسيطر عليها الكتيسة و لكى أدلل لك على كلامى سألتك ما هى القوانين التى تطالب المسيحية أتباعها بتطبيقها و بتطبيقهم للدمقراطية التعدية رفضوا تطبيق تلك القوانين و لم تأتى داعما لوجهة نظرك تلك بل إخترت الصمت. قلت أخى ان القوانين هى التى تحفظ حقوق الناس و قلت لك المواد المقترحة تصبح قوانين عندما تجيزها الأغلبية و الأغلبية فى السودان مسلمة و بالتأكيد من حقهم رفض كل ما يتعارض مع أغراض الدين.
لم تأتى بفهمك المتطور للشريعة الذى يحقق ما تدعو إليه ليدعم الحوار .

أخى الفاضل أتيت بعاطفتك تجاه الوطن و حبك له و أنا على يقين بأنك مهموم به و تريد أن تراه فى الخير والنماء.لكن أخى الفاضل التمنى وحده لا يحقق شئ .الخطوات تجاه التحقيق لابد أن تكون بذورا فى تربة صالحة أو إستصلحت لغرض ما سوف يغرس فيها و حملة بذور التغيير هذه يجب عليهم أن يأتوا للناس و بالناس مع الناس و من الناس للناس تغيير بهم و ليس تغيير لهم. أما إستجلاب خلاصات تجارب المجتمعات الأخرى و فرضها على مجتمع آخر مهما كانت حلاوة تزوقها هى على حافة الإنقضاض عليها من المجتمع نفسة.

فى ردك الأخير قلت:-
( أقول مجددا أنا لا أتبنى منهجا ديمقراطيا تعدديا يعطي مواطني بلادا حقوقا متساوية وفرصا متساوية ورعاية متساوية مهما كان دينهم ،،، قلت أنني لا أهتم ما هو دينهم ،).

هل ما كتبته هذا تعنيه??. إن كنت تعنيه فأمرك عجيب.
أما إذا كنت تعنى بأنك تتبنى منهجا دمقراطيا تعدديا يعطى لمواطنى بلادك حقوقا متساوية و فرصا متساوية و رعاية متساوية مهما كان دينهم. أعيد لك السؤال هل ما تقول به هذا نابع من فهمك المتطور للشريعة الإسلامية??.
فقد قلت قبل هذا ( الدين لله و الوطن للجميع) فهل هذا القول يدعمه فهمك المتطور للشريعة الإسلامية??.

أما قولك:-
( وأنا قصدت أنني لا أتعامل مع مواطني بلادي حسب أديانهم ،،،).

ما هو الخطأ فى التعامل مع مواطنى السودان على حسب أديانهم??.
الفرق كبير أخى الفاضل بين التعامل مع أهل السودان على حسب أديانهم و التمييز بين أهل السودان حسب أديانهم.

أخى الفاضل عندما طرحت لك سابقا:-

الإسلام فى تعامله مع مجتمع مكة و ما جاورها فى القرن السابع الميلادى أخذ بكل العادات و التقاليد و الأعراف التى لا تتعارض مع غرض من أغراض الدين
الإسلامى و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم قال:- ( نحن معشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم). هل عند الأخ ود قاسم خطاب لتلك القبائل التى تعيش عادات و معتقدات و أعراف تتعارض مع مفاهيم الحرية و العدالة الإجتماعية و المساواة بحيث يصبح التغيير الذى ينشده تغيير نابع و ليس وافد بمعنى كيفية غرس بذور المنشودة ثمارها??.).

عندما طرحت لك هذا أردت أن أعطيك مثالا و هو ان التغيير لأى مجتمع يحتاج لأرضية مشتركة يقف عليها الداعى للتغيير و المجتمع و من ثم يضيف الداعى للتغيير حزمة الضوء المرجوة أو جرعات التغيير المطلوبة. فعندما بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم دعوته فى القرن السابع الميلادى هل كان سكان مكة و ما جاورها لا يعرفون الله سبحانه و تعالى??.

كانوا يعرفون الله سبحانه و تعالى و لذلك كانوا عندما يسألون من خلق السموات و الأرض و سخر الشمس و القمر و نزل من السماء ماءا و أحيا الأرض بعد موتها ??. إجابتهم كانت الله هو فاعل كل ذلك . هذه هى القاعدة المشتركة
من وجهة نظرى طبعا. فالرسول فى دعوته لأهل مكة و ما جاورها لم يأت ليثبت لهم وجود الله إنما أتى ليصحح مسار المجتمع لله سبحانه و تعالى و لذلك كانت الغرابة عند أهل مكة كيف تكون الآلهة إلها واحدا و عندما ظهر لهم إعوجاج منطقهم قالوا نعبد هذه الأصنام لنتقرب بها لله . مجتمع مكة فى القرن السابع الميلادى كان مهيئا لبعث رسول و كانوا فى إنتظاره و لذلك عندما بدأوا إعتراضهم عليه صلى الله عليه و سلم قالوا بأنه بشر و فقير و تبعه الأرازل من قومهم على حد تعبيرهم و كيف يقول بالبعث بعد الموت و القرآن يخبر بكل إعتراضاتهم . كل ما أريده من هذا هو ان أى حركة تغيير فى داخل أى مجتمع تتم
عندما يأتى الداعى بثوابت ما ينشده من تغيير من أرضية مشتركة مع المجتمع و إلآ أصبح الداعى يخاطب بلغة لا يعرفها المجتمع و لا مترجم.

أما قولك:-
( الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يغير أديان أهل مكة ومعتقداتهم وهو قد بعثه الله لهذا الأمر ، وله في ذلك وسائله التي تناسب زمانه ورسالته ومجتمعه ، والوسائل نفسها حددها له الله ،،، وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ... ).

طرحك هذا هو محاولة منك للخروج من الحوار الأساسى و الذى أنا بصدده. موضوع الحوار عزيزى الفاضل هو الدعوة لتطبيق الدمقراطية التعددية فى مجتمع الأغلبية فيه مسلمة و تريد تطبيق أوامر دينها عليها و أثر ذلك فى قبولها بتطبيق الدمقراطية التعددية و فصل الدين عن الدولة ??. أما كيفية الدعوة للإسلام و كيف تدعوا أنت غير المسلمين للإسلام فهذا ليس من حوارنا فى شئ فقط أسألك هل ما تدعو به غير المسلمين للدخول فى الإسلام يحمل مبدأ فصل الدين عن الدولة الذى تؤمن به??. و إذا كانت الإجابة بنعم فهلا أتيت بفهم فصل الدين عن الدولة من مفهومك للعقيدة الإسلامية??.

Post: #31
Title: Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: ودقاسم
Date: 10-19-2005, 04:56 AM
Parent: #30

قولك:-
( لقد أجبت على كل تساؤلاتك لكنك لا تريد أن تسمعني ،،،).

Quote: لم تجب على شئ أخى الفاضل . تجنح لعموميات القول ( الناس تجاوزوا هذه المفاهيم) و عندما سألتك كيف لم تأتى بكيفية التجاوز التى تقول بها

أخي محي الدين لا أحد حاليا يقول بما تقول به، علماء المسلمين ومفكريهم ارتضوا الديمقراطية منهجا سياسيا يحكم البلدان الإسلامية .
Quote: قلت لك ان أحزاب اليمين فى السودان إن صح التعبير و هم يمثلون الأغلبية فى السودان يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية التى تمييز بين المسلم و الكافر و تمييز بين الذكر و الأنثى فكيف بمن يدعو للشريعة تصح دعوته للنظام الدمقراطى التعددى الذى لا يمييز بين الناس و لم تجب على شئ .
وأنا أسألك هل اطلعت على مقررات وميثاق أسمرا ، إن لم تفعل فعليك أن تعود إليه لتتعرف على موقف الأحزاب فيما يخص الدين والدولة ..
Quote: تحدثت عن الشريعة الإسلامية المشوهة و قلت لك إن الذى يتحدث عن شريعة مشوهة منطق قوله أنه يعرف الشريعة الإسلامية الغير مشوهة و طلبت منك طرح مفهومك للشريعة الغير مشوهة و هل تدعو له??. و هل من فهمك للشريعة الغير مشوهة أتت قناعتك بنظام الحكم الدمقراطى التعددى??.

وأنا أسألك ما هي الشريعة أصلا ، هل هي شريعة السنة بكل اختلافاتها أم الشيعة بكل اختلافاتها ، أم الصوفية بكل اختلافاتها ، أن تكون مشوهة أو غير مشوهة النتيجة عندي واحدة ، لأن الخلافات لا تحسمها إلا الديمقراطية ...
Quote: لأنك لو كنت تحمل إيمانك بالدمقراطية التعددية كناتج لفهمك المتطور للشريعة الإسلامية لكنت أتيت بفهمك لتلك النصوص من غير طرح العموميات
أنت تحاول سحبي للخلط بين الدين والدولة وأنا أرفض هذا كليا.
Quote: لكنك أخى الفاضل تنظر للسودان و كأنه مجتمع أوربا عندما كانت تيسطر عليه الكنيسة . و قد قلت لك حينها لا توجد مقارنة بين المجتمع السودانى اليوم و عصور أوربا عندما كانت تسيطر عليها الكتيسة و لكى أدلل لك على كلامى سألتك ما هى القوانين التى تطالب المسيحية أتباعها بتطبيقها و بتطبيقهم للدمقراطية التعدية رفضوا تطبيق تلك القوانين و لم تأتى داعما لوجهة نظرك تلك بل إخترت الصمت. قلت أخى ان القوانين هى التى تحفظ حقوق الناس و قلت لك المواد المقترحة تصبح قوانين عندما تجيزها الأغلبية و الأغلبية فى السودان مسلمة و بالتأكيد من حقهم رفض كل ما يتعارض مع أغراض الدين.
أنا لم أكن أتحدث عن قوانين دينية أو تفضيل دين على آخر ، إنما أقول أن أي قوانين دينية مهما كان انتماؤها الديني في مرفوضوة .
Quote: أخى الفاضل أتيت بعاطفتك تجاه الوطن و حبك له و أنا على يقين بأنك مهموم به و تريد أن تراه فى الخير والنماء.لكن أخى الفاضل التمنى وحده لا يحقق شئ .الخطوات تجاه التحقيق لابد أن تكون بذورا فى تربة صالحة أو إستصلحت لغرض ما سوف يغرس فيها و حملة بذور التغيير هذه يجب عليهم أن يأتوا للناس و بالناس مع الناس و من الناس للناس تغيير بهم و ليس تغيير لهم. أما إستجلاب خلاصات تجارب المجتمعات الأخرى و فرضها على مجتمع آخر مهما كانت حلاوة تزوقها هى على حافة الإنقضاض عليها من المجتمع نفسة.
هناك شبه إجماع بأن الديمقراطية الليبرالية هي المنهج السياسي المقبول والذي يتيح فرصا متساوية لكل البشر ، والدين مسألة فردية ..
فى ردك الأخير قلت:-
فقد قلت قبل هذا ( الدين لله و الوطن للجميع) فهل هذا القول يدعمه فهمك المتطور للشريعة الإسلامية??.
لم أتبنى منهجا دينيا لأدافع عنه ،،، أنا أطالب بالديمقراطية وفصل الدين عن الدولة كليا ولا أهتم برأي الدين في هذا ، أنا أتحدث عن أمور تتعلق بحياتي ومعاشي ، وأعبد الله على المستوى الشخصي فالله لم يأمرني بإقامة برلمان أو مجلس وزراء أو غيره ..
أما قولك:-
Quote: ( وأنا قصدت أنني لا أتعامل مع مواطني بلادي حسب أديانهم ،،،).

ما هو الخطأ فى التعامل مع مواطنى السودان على حسب أديانهم??.

الخطأ يا عزيزي أنك تقيم أسسا للتفرقة بين الناس ، ، أنت تريد أن تجعل المسلم فوق المسيحي ، والمسيحي فوق اللاديني ، وهذا مرفوض ، من الشعب ومن المجتمع الدولي ، ومن الدين نفسه .
Quote: الفرق كبير أخى الفاضل بين التعامل مع أهل السودان على حسب أديانهم و التمييز بين أهل السودان حسب أديانهم.
التعامل في حالتك يقود إلى التمييز ، والتمييز مرفوض .
Quote: الإسلام فى تعامله مع مجتمع مكة و ما جاورها فى القرن السابع الميلادى أخذ بكل العادات و التقاليد و الأعراف التى لا تتعارض مع غرض من أغراض الدين
الإسلامى و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم قال:- ( نحن معشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم). هل عند الأخ ود قاسم خطاب لتلك القبائل التى تعيش عادات و معتقدات و أعراف تتعارض مع مفاهيم الحرية و العدالة الإجتماعية و المساواة بحيث يصبح التغيير الذى ينشده تغيير نابع و ليس وافد بمعنى كيفية غرس بذور المنشودة ثمارها??.).

أنا لا أسعى لتغيير معتقدات الناس أو عاداتهم ، أو مفاهيمهم ، أنا أسعى إلى تطوير المجتمع ، خدميا ، وماديا ، وسياسيا ، وكل إنسان حر أن يتبنى المعتقد الذي يريد ، فقط بيني وبينه شراكة في الوطن ، وعلينا أن نضع أسسا عادلة للاقتسام ، والالتزام بالواجبات ، وحقوقنا متساوية
عندما طرحت لك هذا أردت أن أعطيك مثالا و هو ان التغيير لأى مجتمع يحتاج لأرضية مشتركة يقف عليها الداعى للتغيير و المجتمع و من ثم يضيف الداعى للتغيير حزمة الضوء المرجوة أو جرعات التغيير المطلوبة. فعندما بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم دعوته فى القرن السابع الميلادى هل كان سكان مكة و ما جاورها لا يعرفون الله سبحانه و تعالى??.

كانوا يعرفون الله سبحانه و تعالى و لذلك كانوا عندما يسألون من خلق السموات و الأرض و سخر الشمس و القمر و نزل من السماء ماءا و أحيا الأرض بعد موتها ??. إجابتهم كانت الله هو فاعل كل ذلك . هذه هى القاعدة المشتركة
من وجهة نظرى طبعا. فالرسول فى دعوته لأهل مكة و ما جاورها لم يأت ليثبت لهم وجود الله إنما أتى ليصحح مسار المجتمع لله سبحانه و تعالى و لذلك كانت الغرابة عند أهل مكة كيف تكون الآلهة إلها واحدا و عندما ظهر لهم إعوجاج منطقهم قالوا نعبد هذه الأصنام لنتقرب بها لله . مجتمع مكة فى القرن السابع الميلادى كان مهيئا لبعث رسول و كانوا فى إنتظاره و لذلك عندما بدأوا إعتراضهم عليه صلى الله عليه و سلم قالوا بأنه بشر و فقير و تبعه الأرازل من قومهم على حد تعبيرهم و كيف يقول بالبعث بعد الموت و القرآن يخبر بكل إعتراضاتهم . كل ما أريده من هذا هو ان أى حركة تغيير فى داخل أى مجتمع تتم
عندما يأتى الداعى بثوابت ما ينشده من تغيير من أرضية مشتركة مع المجتمع و إلآ أصبح الداعى يخاطب بلغة لا يعرفها المجتمع و لا مترجم.

أما قولك:-
( الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يغير أديان أهل مكة ومعتقداتهم وهو قد بعثه الله لهذا الأمر ، وله في ذلك وسائله التي تناسب زمانه ورسالته ومجتمعه ، والوسائل نفسها حددها له الله ،،، وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ... ).

طرحك هذا هو محاولة منك للخروج من الحوار الأساسى و الذى أنا بصدده. موضوع الحوار عزيزى الفاضل هو الدعوة لتطبيق الدمقراطية التعددية فى مجتمع الأغلبية فيه مسلمة و تريد تطبيق أوامر دينها عليها و أثر ذلك فى قبولها بتطبيق الدمقراطية التعددية و فصل الدين عن الدولة ??. أما كيفية الدعوة للإسلام و كيف تدعوا أنت غير المسلمين للإسلام فهذا ليس من حوارنا فى شئ فقط أسألك هل ما تدعو به غير المسلمين للدخول فى الإسلام يحمل مبدأ فصل الدين عن الدولة الذى تؤمن به??. و إذا كانت الإجابة بنعم فهلا أتيت بفهم فصل الدين عن الدولة من مفهومك للعقيدة الإسلامية??.
أنت تريد أن تفرق بين بني آدم وعندما آتيك بالآية التي تثبت أن الله أكرم بني آدم جميعا تقول هذا ليس من حوارنا ، وآتيك بكل الحريات التي أتاحها الإسلام للفرد لدرجة ( من شاء فليكفر ) وتأتيني لتقول لي هذا ليس من حوارنا ،،، أنت يا عزيزي تريد إسلامك أنت فقط ...

Post: #32
Title: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك
Author: محى الدين سليمان محمد
Date: 10-20-2005, 11:00 AM
Parent: #1

الأخ ود قاسم
سلام الله عليك

هذه هى ردودك على أسئلتى أخى الفاضل


وكلامك يبدو لي غاية في الغرابة ، فهو كلام لا يقول به حتى الانقاذيون ، وكلام تجاوزه الكثير من الكتاب الاسلاميين من سنين ،


،،، لكن الذي لا شك فيه أنّ فهمك لها لا يناسب زماننا هذا ،،،


وهذا كلام أقره المسلمون وغيرهم ، حتى وإن كان بعضهم لم يعمل به ..


وأ،ا فقط أسألك : لماذا أحب الناس جون قرنق ، وهو مسيحي ، ولماذا انتظروا الحركة الشعبية لكي تخلصهم من الحكومة التي تدعي الأسلمة ؟؟؟؟

بالرغم من أني مقتنع تماما أن هذه الأغلبية لا تطالب بتطبيق الشريعة ، وقد رفضتها من قبل وأسمتها قوانين سبتمبر ، ورفضتها حين جاءت الإنقاذ بما أسمته المشروع الحضاري .


وأنت هنا تنادي بالدولة الدينية التي تقوم على تصنيف شعبها حسب دينهم ، وأعتقد أنك لابد أن تقول بكل وضوح أنك تنادي بالجزية ، أو الحرب على الأديان الأخرى ، أو الإنفصال . ولو قلت هذا فهو أفضل من تساؤلاتك التي تطرحها هنا ،،،


نعم هناك فهم آخر للنص القرآني ، ولذا تشعبت الرؤى ، وأنت الآن تختلف عن غالبية مسلمي السودان في فهمك . والنصوص كلها محكومة بزمانها ومكانها


وبالفعل هناك حكومة إسلامية يمكن أن تطبق الإسلام الصحيح ، وهناك حكومة تتدثر بثوب الإسلام وباطنها فيه العذاب ،،،


إن لم يكن هناك اختلاف في فهم النصوص ، واختلاف في مستويات التطبيق ، فلماذا تبدو لي من خلال مداخلتك وكأنك ضد الإنقاذ ، وهي حسب علمي تدعي الإسلاموية وتقول أنها تطبق الشريعة ؟


ولا أريد لهذا البوست أن يتحول لحوار بينيّ نكون أنا وأنت طرفيه ، لأني حتى الآن لم أرد إلا على مداخلتيك ...


يا أخي والله لم ولن أتمكن من قراءة كل ما كتبته هنا ، موضوعك الذي نقلته إليناهنا مشحون بروح الأدب أكثر منه موضوعا فكري ،


وسيكون مفيدا لو أنك استخلصت النقاط الفكرية وعرضتها علينا بصورة مباشرة ،،،


حقيقة لا أجد في الحوار شيئا جديدا ولا شيئا مفيدا لأن النقاط المركزية في فكرك نقاط تجاوزها الناس ولا أرى في العودة إليها فائدة ، الدولة الدينية مرفوضة وقد رفضها أوروبا قبل قرون ، ورفضها أهل السودان ، وكون الحكومة لم تلغي قوانين سبتمبر هذا لايعني أن الشعب لم يكن يرفضها فقد قامت إبريل وهي تنادي بإلغاء قوانين سبتمبر ، والحكومة هي التي خذلت الجماهير ،،،


أنا مسلم لكني لا أنادي بالدولة الدينية ولا أرى في مواطني السودان غير المسلمين أناسا من درجة أقل ولا أجعل من نفسي حارسا على حقوقهم ، فحقوقهم هي حقوق المواطنة ، والدين لله والوطن للجميع ،،،


إذن الشريعة الإسلامية يمكن التقوّل عليها ، ويمكن جعلها غطاء لعمل سياسي قبيح ، ويمكن استخدامها كأداة قمع للناس ، ويمكن تفصيلها حسب مزاج الحاكم ، وحسب فهم من أرادها ، وحسب مذهب من أرادها ، وهكذا ...


أخي محي الدين
لو تفرغت لهذا البوست ولقراءة مداخلاتك فقط لما كفاني الوقت ،،، ولا أتصور أنني فيحاجة لكل هذا الشحن لأفهم مقاصدك


أنا لا أستطيع أن أزودك في هذا البوست بكل ما كتب عن مفهوم التطوير ، وتجديد الفكر الديني ، يمكنك أن تقرأ الكثير مما كتبه المختصون ،،، أما أنا فلست معنيا بهذا


، كل ما أريده أن يتساوى الناس بصرف النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو معتقداتهم ،،، كل الذي يعنيني أنني كمواطن سوداني أنتمي إلى السودان الوطن ، وأشترك في هذا الانتماء مع آخرين ، لا أهتم ما هو دينهم ، ولا لونهم ، ولا عرقهم ، أعرف فقط أنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات ،،،، وديني لم يلزمني بخراب وطني أو الدعوة إلى تدميره ، بل ألزمني بإعماره واستخلفني فيه ، أديره بما يناسب واقع المجتمع وبما يدفع الحياة إلى الأمام وأجنبه المطبات ولا أدفعه إلى عنق الزجاجة ، فالدين هو حياة البشر ، وإن توقفت حياة البشر يتقوف الدين ...

لقد أجبت على كل تساؤلاتك لكنك لا تريد أن تسمعني ،،،


أقول مجددا أنا لا أتبنى منهجا ديمقراطيا تعدديا يعطي مواطني بلادا حقوقا متساوية وفرصا متساوية ورعاية متساوية مهما كان دينهم ،،، قلت أنني لا أهتم ما هو دينهم ،


،،، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يغير أديان أهل مكة ومعتقداتهم وهو قد بعثه الله لهذا الأمر ، وله في ذلك وسائله التي تناسب زمانه ورسالته ومجتمعه ، والوسائل نفسها حددها له الله ،،، وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ...


أنا لا أريد أن أنشر الإسلام بالسيف في السودان ، ولا بالدعوة التي تفرق بين أبناء الوطن ، هناك منابر معروفة ، وهناك حوار يدور في كل حياتنا ، في كل مجالسنا ، في تصرفاتنا ، في تعاملنا مع الآخر ، في أدائنا اليومي ،،، كل هذا محل نظر من الآخر ، يقيمه ، يزنه بموازين الإنسانية ،،، ثم يقرر ويحدد موقعه من الدين ...

------------------------------------------------------------------------------------


كل هذه النقاط أعلاه و غيرها وضعت لك ملاحظاتى عليها و لم تأتى لتقول بأن ما كتبته صحيح أم خطأ??. بل كما أكثرت لك بأنك تجنح لعموميات القول فىحوار لا يجدى فيه سوى تخصيص الطرح حول النقاط المطروحة. و لكن أنظر لردك الأخير :-


أخي محي الدين لا أحد حاليا يقول بما تقول به، علماء المسلمين ومفكريهم ارتضوا الديمقراطية منهجا سياسيا يحكم البلدان الإسلامية .


ها أنت أخى الفاضل تطلق لنفسك العنان بحديث العموميات و تقول بأن علماء المسلمين و مفكريهم إرتضوا الدمقراطية منهجا سياسيا. دعنى أفترض أن ما تقول به صحيحا هل تطبيق النظام الدمقراطى التعددى يعنى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية??. و هل علماء المسلمين و مفكريهم الذين تعتمد عليهم قالو بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية??.

سؤالك:-

وأنا أسألك هل اطلعت على مقررات وميثاق أسمرا ، إن لم تفعل فعليك أن تعود إليه لتتعرف على موقف الأحزاب فيما يخص الدين والدولة ..


الحقيقة إنك لا تقرأ ما أكتب لك فلو رجعت لما كتبت لك سابقا تجد حديثا عن مؤتمر القضايا المصيرية للتجمع الوطنى الدمقراطى بأسمرا.

أما سؤالك:-

وأنا أسألك ما هي الشريعة أصلا ، هل هي شريعة السنة بكل اختلافاتها أم الشيعة بكل اختلافاتها ، أم الصوفية بكل اختلافاتها ، أن تكون مشوهة أو غير مشوهة النتيجة عندي واحدة ، لأن الخلافات لا تحسمها إلا الديمقراطية ...


أخى ود قاسم لقد غاب عنك الحوار الذى أنا بصدده . الحوار عزيزى الفاضل ليس عن المفاهيم تجاه الشريعة الإسلامية. إختلاف مفاهيم من طرحت فى سؤالك لا يعنى عدم دعوتهم لتطبيق الشريعة الإسلامية . أم أن الأخ ود قاسم يرى لأن هناك إختلاف فى المفاهيم تجاه الشريعة الإسلامية يجب عدم تطبيقها??. و ها أنت تقول الخلافات لا تحسمها إلآ الدمقراطية و السؤال لو من ذكرتهم فى سؤالك أهل السنة و الشيعة و الصوفية حسموا خلافاتهم و إرتضوا فهما واحدا للشريعة هل يدعمهم ود قاسم فى تطبيقهم للشريعة الإسلامية??.

قلت لى:-

أنت تحاول سحبي للخلط بين الدين والدولة وأنا أرفض هذا كليا.


أنظر لأقوالك هذه:-


فالنصوص التي استندت إليها ، إن كانت قرآنية فهي بلا شك نصوص صحيحة ، وإن كانت تنتمي للحديث فحكمها حكم الأحاديث من صحيح وضعيف وموضوع وغير ذلك ،،، لكن الذي لا شك فيه أنّ فهمك لها لا يناسب زماننا هذا ،،،


نعم هناك فهم آخر للنص القرآني ، ولذا تشعبت الرؤى ،


والنصوص كلها محكومة بزمانها ومكانها ،


وبالفعل هناك حكومة إسلامية يمكن أن تطبق الإسلام الصحيح ، وهناك حكومة تتدثر بثوب الإسلام وباطنها فيه العذاب ،،،


وأنا أسألك :
إن لم يكن هناك اختلاف في فهم النصوص ، واختلاف في مستويات التطبيق ،


الدولة الدينية مرفوضة وقد رفضها أوروبا قبل قرون ، ورفضها أهل السودان ،


أنا مسلم لكني لا أنادي بالدولة الدينية


إذن الشريعة الإسلامية يمكن التقوّل عليها ، ويمكن جعلها غطاء لعمل سياسي قبيح ، ويمكن استخدامها كأداة قمع للناس ، ويمكن تفصيلها حسب مزاج الحاكم ، وحسب فهم من أرادها ، وحسب مذهب من أرادها ، وهكذا ...


وديني لم يلزمني بخراب وطني أو الدعوة إلى تدميره ، بل ألزمني بإعماره واستخلفني فيه ، أديره بما يناسب واقع المجتمع وبما يدفع الحياة إلى الأمام وأجنبه المطبات ولا أدفعه إلى عنق الزجاجة ، فالدين هو حياة البشر ، وإن توقفت حياة البشر يتقوف الدين ...


قلت أنني لا أهتم ما هو دينهم ، وفهمتني خطأ أنني لا أهتم بالأديان كأديان ،


وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ...


وفهمت من البداية أن لا ترغب مطلقا في تطوير فهمك للشريعة ...



هذه أقوالك أخى الفاضل فهل مازلت مقتنعا بأنى أسحبك للخلط بين الدين و الدولة??. أخى الفاضل مداخلاتى كلها تقوم على أن السودان دولة الأغلبية فيها مسلمة و من عقيدتها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية يصبح الحديث عن الدولة و الدين هو صميم الحوار فالسودان ليس مجتمعا فى أوروبا يعانى سطوة الكنيسة .

قلت لى :-

أنا لم أكن أتحدث عن قوانين دينية أو تفضيل دين على آخر ، إنما أقول أن أي قوانين دينية مهما كان انتماؤها الديني في مرفوضوة . إنتهى قولك


أخى الفاضل إنك تعارض نفسك فيما تقول و تخلق من نفسك على نفسك حوارا . أنظر لقولك هذا:-


،،، وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ... في الديمقراطية يا عزيزي لا أحد يرعى حقوق أحد ، بل كل واحد يراعي حقوق الآخر ، وحقوقهم متساوية غض النظر عن معتقداتهم ، أنا لا أريد أن أنشر الإسلام بالسيف في السودان ، ولا بالدعوة التي تفرق بين أبناء الوطن ، إنتهى قولك


ما قلته هنا عزيزى الفاضل عن نفسك بأنك فى دعوتك لغير المسلمين فى السودان ترتكز على :- و من شاء فليكفر و ما على الرسول إلآ البلاغ و إنك لا تهدى من أحببت و لكم دينكم و لى دين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء و لقد كرمنا بنى آدم و الدين المعاملة. ها أنت أخى الفاضل تدعوا غير المسلمين للإسلام و تقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء. هذا يعنى إنك تعمل لتغير أديان و عقائد غير المسلمين فى السودان ليصبحوا مسلمين.هذا هو ود قاسم ( أ ) أما ود قاسم ( ب ) فهو الذى يقول عن نفسه:-


أستغرب كثيرا تفصيلك للمجتمع السوداني إلى مسلمين ومشركين ،


أنا مسلم لكني لا أنادي بالدولة الدينية ولا أرى في مواطني السودان غير المسلمين أناسا من درجة أقل ولا أجعل من نفسي حارسا على حقوقهم ، فحقوقهم هي حقوق المواطنة ، والدين لله والوطن للجميع ،،،


كل ما أريده أن يتساوى الناس بصرف النظر عن أعراقهم أو أديانهم أو معتقداتهم ،،، كل الذي يعنيني أنني كمواطن سوداني أنتمي إلى السودان الوطن ، وأشترك في هذا الانتماء مع آخرين ، لا أهتم ما هو دينهم ، ولا لونهم ، ولا عرقهم ، أعرف فقط أنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات ،،،،


وأنا قصدت أنني لا أتعامل مع مواطني بلادي حسب أديانهم ،،،


أنا لم أكن أتحدث عن قوانين دينية أو تفضيل دين على آخر ،


أنا لا أسعى لتغيير معتقدات الناس أو عاداتهم ، أو مفاهيمهم ، أنا أسعى إلى تطوير المجتمع ، خدميا ، وماديا ، وسياسيا ، وكل إنسان حر أن يتبنى المعتقد الذي يريد ، فقط بيني وبينه شراكة في الوطن ، وعلينا أن نضع أسسا عادلة للاقتسام ، والالتزام بالواجبات ، وحقوقنا متساوية
إنتهى قولك


كيف بك أخى الفاضل لا تتحدث عن تفضيل دين على دين و فى نفس الوقت تقول بأن دعوتك لغير المسلمين ترتكز على من شاء فليكفر و أن تدعوهم إلى كلمة سواء و ...... إلى آخر ما طرحت. أخى الفاضل كل من يحمل دينه دعوة للآخرين فهو يقول لهم إن دينى و معتقدى هو الأفضل و هو الأحسن و بإتباعه ينالون رضاء الخالق. ها أنت تجعل من دينك الإسلامى أفضل من ديانات الآخرين . فمع من حوارى هذا مع ود قاسم ( أ ) أم ود قاسم ( ب ) ???.

أما قولك :-

والدين مسألة فردية ..


هذه المقولة من ود قاسم ( أ ) أم ود قاسم ( ب ) ??.


أما قولك:-

لم أتبنى منهجا دينيا لأدافع عنه ،،،


أخى الفاضل أنت تتحدث بالدين لتدلل على فهم فصل الدين عن الدولة و لذلك أوقعت نفسك فى التعارض مع أقوالك.

أما قولك:-

أنا أطالب بالديمقراطية وفصل الدين عن الدولة كليا ولا أهتم برأي الدين في هذا ،


ما هو رأى الدين فى مفهومك هذا و الذى لا تهتم به??.
ثم هل التطوير لفهم الشريعة الإسلامية و الذى قلت بأنك فهمت بأنى لا أريد أن أطور فهمى للشريعة الإسلامية تجاهه لا يدعمك فى فهم فصل الدين عن الدولة??.

أما قولك:-

أنا أتحدث عن أمور تتعلق بحياتي ومعاشي


ألم تقرأ فى عقيدتك الإسلامية أخى ود قاسم أن الحياة بكل أوجهها لله رب العالمين??.

أما قولك:-

وأعبد الله على المستوى الشخصي فالله لم يأمرني بإقامة برلمان أو مجلس وزراء أو غيره ..


أخى ود قاسم لو أخذت بصحة ما تقول فأنت هنا تحمل مفهوم فصل الدين عن الدولة و لتثبت ذلك قلت بأن الله لم يأمرك بإقامة برلمان أو مجلس وزراء. الله سبحانه و تعالى من أوامره لك أن تطبق الحدود فهل سوف تدعو لتطبيقها??.

أما قولك:-

أو غيره ..


هلا طرحت لى ما تعنيه بعبارة أوغيره هذه فأنا لا أتخيل ما تعنى أنا أريدك أن تأتينى بما تعنى??.


عندم قلت لك ان الفرق كبير بين ان تعامل الناس وفق أديانهم و أن تمييز بين الناس وفق أديانهم لم تقل بصحة ذلك أو الخطأ فيه كان ردك:-


التعامل في حالتك يقود إلى التمييز ، والتمييز مرفوض .


أخى ود قاسم أنت لا تأخذ الناس بما تقول و لكنك تأخذهم بما تريدهم دواخلك أن يقولوه.


أما قولك الأخير:-


أنت تريد أن تفرق بين بني آدم وعندما آتيك بالآية التي تثبت أن الله أكرم بني آدم جميعا تقول هذا ليس من حوارنا ، وآتيك بكل الحريات التي أتاحها الإسلام للفرد لدرجة ( من شاء فليكفر ) وتأتيني لتقول لي هذا ليس من حوارنا ،،، أنت يا عزيزي تريد إسلامك أنت فقط ...
إنتهى كلامك

أصفنى بما تشاء فقد قلت لك سابقا إنى لا أحمل معولا لهدم بيوت مفاهيم لا أساس لها .
أما إتيانك على حد زعمك بالآية التى تثبت أن الله كرم بنى آدم جميعا . من المعترض على ذلك ??. و بطرحك بأن الله كرم بنى آدم هل يسند دعوتك لفصل الدين عن الدولة ??. و هل لأن الله كرم بنى آدم لا يجب على المسلمين تطبيق الشريعة الإسلامية??.

وقولك بأنك أتيت بكل الحريات التى أتاحها الإسلام للفرد لدرجة من شاء فليكفر
أكرر لك ما دخل هذا فى حوارنا ??. نحن هنا لا نتحاور حول تغيير معتقدات الناس يالقوة أو بالحسنى. قضية حوارنا هنا أخى الفاضل ليست الدعوة لنشر الإسلام .قضيتنا فى هذا الحوار هى السودان دولة الأغلبية فيه مسلمين مناداتهم بتطبيق الشريعة الإسلامية و النظام الدمقراطى التعددى و دعوة البعض بفصل الدين عن الدولة . و أراك تتحدث عن الحريات التى أتاحها الإسلام للفرد و ما دام الإسلام أتاح للفرد تلك الحريات التى تتحدث عنها لماذا تدعو لفصله عن الدولة??.

هروبك أخى الفاضل تجاه أشياء ليست طرفا فى حوارنا هذا لا تخدم قضية فأنا أتحدث عن الطريق الشائك لتطبيق الدمقراطية فى السودان


الأخ الفاضل عندما ننقل شئ مما كتب الآخرون يجب علينا أن نقول بذلك و ألآ نجعل كلام الآخرين الذى نقلناه على آساس أنه كلامنا انظر لما نقلت من مداخلتى الأخيرة على أساس أنك كاتبه:-


أنا لا أسعى لتغيير معتقدات الناس أو عاداتهم ، أو مفاهيمهم ، أنا أسعى إلى تطوير المجتمع ، خدميا ، وماديا ، وسياسيا ، وكل إنسان حر أن يتبنى المعتقد الذي يريد ، فقط بيني وبينه شراكة في الوطن ، وعلينا أن نضع أسسا عادلة للاقتسام ، والالتزام بالواجبات ، وحقوقنا متساوية
عندما طرحت لك هذا أردت أن أعطيك مثالا و هو ان التغيير لأى مجتمع يحتاج لأرضية مشتركة يقف عليها الداعى للتغيير و المجتمع و من ثم يضيف الداعى للتغيير حزمة الضوء المرجوة أو جرعات التغيير المطلوبة. فعندما بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم دعوته فى القرن السابع الميلادى هل كان سكان مكة و ما جاورها لا يعرفون الله سبحانه و تعالى??.

كانوا يعرفون الله سبحانه و تعالى و لذلك كانوا عندما يسألون من خلق السموات و الأرض و سخر الشمس و القمر و نزل من السماء ماءا و أحيا الأرض بعد موتها ??. إجابتهم كانت الله هو فاعل كل ذلك . هذه هى القاعدة المشتركة
من وجهة نظرى طبعا. فالرسول فى دعوته لأهل مكة و ما جاورها لم يأت ليثبت لهم وجود الله إنما أتى ليصحح مسار المجتمع لله سبحانه و تعالى و لذلك كانت الغرابة عند أهل مكة كيف تكون الآلهة إلها واحدا و عندما ظهر لهم إعوجاج منطقهم قالوا نعبد هذه الأصنام لنتقرب بها لله . مجتمع مكة فى القرن السابع الميلادى كان مهيئا لبعث رسول و كانوا فى إنتظاره و لذلك عندما بدأوا إعتراضهم عليه صلى الله عليه و سلم قالوا بأنه بشر و فقير و تبعه الأرازل من قومهم على حد تعبيرهم و كيف يقول بالبعث بعد الموت و القرآن يخبر بكل إعتراضاتهم . كل ما أريده من هذا هو ان أى حركة تغيير فى داخل أى مجتمع تتم
عندما يأتى الداعى بثوابت ما ينشده من تغيير من أرضية مشتركة مع المجتمع و إلآ أصبح الداعى يخاطب بلغة لا يعرفها المجتمع و لا مترجم.

أما قولك:-
( الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يغير أديان أهل مكة ومعتقداتهم وهو قد بعثه الله لهذا الأمر ، وله في ذلك وسائله التي تناسب زمانه ورسالته ومجتمعه ، والوسائل نفسها حددها له الله ،،، وبقي لنا نحن أن نقول : ومن شاء فليكفر ، وأن نقول : وما على الرسول إلا البلاغ ، وأن نقول : إنك لن تهدي من أحببت ، وأن نقول : لكم دينكم ولي دين ، وأن نقول : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، وأن نقول ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وأن نقول : الدين المعاملة ... ).

طرحك هذا هو محاولة منك للخروج من الحوار الأساسى و الذى أنا بصدده. موضوع الحوار عزيزى الفاضل هو الدعوة لتطبيق الدمقراطية التعددية فى مجتمع الأغلبية فيه مسلمة و تريد تطبيق أوامر دينها عليها و أثر ذلك فى قبولها بتطبيق الدمقراطية التعددية و فصل الدين عن الدولة ??. أما كيفية الدعوة للإسلام و كيف تدعوا أنت غير المسلمين للإسلام فهذا ليس من حوارنا فى شئ فقط أسألك هل ما تدعو به غير المسلمين للدخول فى الإسلام يحمل مبدأ فصل الدين عن الدولة الذى تؤمن به??. و إذا كانت الإجابة بنعم فهلا أتيت بفهم فصل الدين عن الدولة من مفهومك للعقيدة الإسلامية??.
أنت تريد أن تفرق بين بني آدم وعندما آتيك بالآية التي تثبت أن الله أكرم بني آدم جميعا تقول هذا ليس من حوارنا ، وآتيك بكل الحريات التي أتاحها الإسلام للفرد لدرجة ( من شاء فليكفر ) وتأتيني لتقول لي هذا ليس من حوارنا ،،، أنت يا عزيزي تريد إسلامك أنت فقط ...


ما كتبته أنت هنا هو:-

أنا لا أسعى لتغيير معتقدات الناس أو عاداتهم ، أو مفاهيمهم ، أنا أسعى إلى تطوير المجتمع ، خدميا ، وماديا ، وسياسيا ، وكل إنسان حر أن يتبنى المعتقد الذي يريد ، فقط بيني وبينه شراكة في الوطن ، وعلينا أن نضع أسسا عادلة للاقتسام ، والالتزام بالواجبات ، وحقوقنا متساوية


و هذه هى فقرتك الثانية فيما نقلت:-

أنت تريد أن تفرق بين بني آدم وعندما آتيك بالآية التي تثبت أن الله أكرم بني آدم جميعا تقول هذا ليس من حوارنا ، وآتيك بكل الحريات التي أتاحها الإسلام للفرد لدرجة ( من شاء فليكفر ) وتأتيني لتقول لي هذا ليس من حوارنا ،،، أنت يا عزيزي تريد إسلامك أنت فقط ...

لماذا لم تقل بأن المكتوب بين سطورك الأولى تلك و خاتمتك هذه هو نقلا لما كتبه محى الدين فى مداخلته الأخيرة ???.