فــوح القـــــرنفل

تلك الطفلة التي تجاوزت العشرين ، تحيل أيامي بساطا من سعادة وباقات من مرح . منذ أن جاءت إلى هذه الدنيا وأنا احتفي بها كل يوم ، أحضنها ، أعانقها في اليوم ألف مرة ،، كل لحظة من لحظات حياتي هي احتفال من أجلها ،، يشدني إليها عنادها ، وإصرارها ، وقوة عزيمتها ،، أنظر إليها فلا أرى أمامي إلا طفلة ، نعم هي طفلة في رقتها ، طفلة في عنادها ، وطفلة في حبها لي ،،، بدأت عنادها قبل أن تولد ،، دخلت بها أمها إلى المستشفى في اليوم العاشر من مايو ، لكنها اعتصمت داخل الرحم ولم تخرج إلا في اليوم الثالث عشر من مايو ، وأظنني كتبت لكم قبل هذا أنني أحب الرقم ثلاثة عشر ، ففيه تسجلت في الجامعة أول مرة ، وفيه سافرت في هجرتي التي ما زلت أعيشها ، وقد كنا ثلاثة عشر شابا جئنا في طائرة واحدة لنعمل في شركة واحدة ، وفيه تزوجت ، وفيه ولدت ابنتي فدوى ، وأعتقد أن أحداثا كثيرة في حياتي يمكن أن تكون حدثت بتاريخ الثالث عشر من شهر ما ، لكني ما كنت أحفل بالتسجيل ..
بابا أنا عندي إجازة شهر ،،
طيب ، وناوية تجينا وللا ناوية تقضيها في السودان ؟؟
والله يا بابا ما عارفة ، إنت رايك شنو ؟
خلاص تعالي قضيها معانا هنا ..
يعني أبدأ إجراءاتي .
أيوة خلاص ، ابدي إجراءاتك ..
وماهي إلا أيام وتكون معنا ، تتابعني في البيت كظلي ، تتضايق كثيرا إن آويت إلى الفراش ، تنتظر استيقاظي من النوم بفارغ الصبر ، وما أن أصحو حتى تبدأ بمكايدتي ،،
إيه يا بابا ،، كل ده نوم ؟ فاتتك حاجات حلوة ..
أيوة يا فدوى ، حصل إيه ؟
ولا حاجة ، بس فقدناك .. بابا أقول ليك حاجة ؟
أها في شنو ؟
لا بس كنت عايزة أعرف إنت الليلة عند ارتباط وللا لا ؟
طيب افرضي إنو ما عندي ؟
بس نقعد نتونس ..
طيب حاضر ..
وبعد قليل نتلقى اتصالا هاتفيا من السودان ،، يرد قاسم ثم يمد السماعة إلى أمه قائلا :
السودان يا ماما ..
أيوة يا زاهية ، كيفكم ، أمي كويسة ؟
الحمد لله ، ومالك مخلوعة كده ،، أهي دي عايزة تكلم فدوى ، من الصباح هي تبكي ولا أكلت ولا شربت ، قالت الليلة متذكرة فدوى ،،
طيب أهي دي فدوى ، خديها ..
أيوة يا حبوبة ، إزيك ،، عاملة إيه ،،
عاملة إيه يا مستهبلة ، تمشي وتخليني ، أنا والله من سافرتي كل يوم قاعدة أبكي ، بس الليلة زاهية شافتني ، وقالت لي مالك ، قلت ليها اتذكرت فدوى ،،
يا حبوبة إنتي بيكون الجيكس حقك فاتح ليك عشان كده بكيتي .. خلاص أديني تلفونو وأنا بتصل بيهو وأقول ليهو يا أخي خلي عندك ذوق زعلت علينا حبوبتنا ، ارجع وكلمها ..
يا بت ما تبطلي المسخة دي ،، قولي لي هسة بتجي متين ؟
والله يا حبوبة لو عايزاني الليلة أجيك .
الليلة أمك وأبوك ديل ما بخلوك تجي ، بس قولي لي إجازتك بتنتهي متين ؟
نهاية شهر اطناشر ،،
لا حولااا يعني بعد العيد .
آي يا حبوبة ، بعد العيد بعيد ؟
خلاص يا بتي عيدي مع أهلك ، بس ما تتأخري على قرايتك ،،
خرجت فدوى إلى هذه الدنيا بفتحة صنعتها الطبيبة في بطن أمها ، وخرجت من أول يوم وهي كثيرة البكاء ، وكان وزنها يقارب الأربعة كيلوجرامات ،، كانت في طفولتها لعبتي التي أتسلى بها ، ونشأت بيننا علاقة وطيدة ،، كنا أصدقاء رغم فارق السن ، وسرعان ما انطلقت فدوى في الكلام ، وأصبحت تلتقط الكلمات والجمل ، والحكايات ،، ثم تعيدها إلى مسامعنا بطريقتها الخاصة ،،

عزيزي ودقاسم
لك التحية وأنت تعلب دور الأب، الأخ والصديق بكل إخلاص ومودة
ولها دوام الصحة والعافية والتوفيق في بحر الدنيا الطويل.

ود قاسم
حفظهاالله لك و حفظك لها

كنت بالأمس أستمع لمحاضرة قيمة في قناة إقرأ لعمرو خالد و هي بعنوان علاقة الأم و الأب بأبناءهم و بناتهم .. و ضرب مثلا بسيدنا يوسف الذي حكى حلمه لأبيه و هو في سن الـ 21 سنة.

أسوأ شيء في البيت هي الحواجز بين اولياء الأمور و الأبناء و البنات ..

عافاكم الله و وفقها الله ..

الحبيب : ود قاسم


جعلها ربي علما فوق رأسه نار .. كما شاعرة المدافع والقنابل
والسجون والحق المصون :مبدعتنا الراحلة/ الخالدة وشاعرة فلسطين العظيمة فدوى طوقان.

وأمد الله في أيامكما معا.

لك محبتي .

خضر عطا المنان

العزيز خضر
لك التحية
عندما اخترنا لها اسم فدوى ، كانت الشاعرة فدوى طوقان في حساباتنا ،،
كتر خيرك وربنا يتقبل منك ..

الغالي أبوجهينة
لك التحية
نحن لا نمتلك ثمن إقامة الحواجز بيننا وبين أبنائنا ،، هذه تكلفتها باهظة ، ومدمرة طبعا ،،
وطبعا إنت شايف يا أبوجهينة ، كيف زياد ماخد راحتو ..

العزيز إسماعيل وراق
ربنا يخلي لك عيالك وتشوفهم يكبروا ، وتخاويهم ،،

تعرف يا اخوي ودقاسم
الاطفال نعمة من نعم الله وهم الذين يزيدون البيت حب وحيوية ( ربي لا تحرم بيت من الاطفال ) موضوعك دا رجعني بكل وجداني للوطن وللبيت والاطفال وصياح امهم معهم وعافيتهم ومرضهم آآآآآآآآآآآهـ يا ودقاسم قلبت علينا المواجع حب الوالدين للابناء حب فطري غرسه الخالق فينا للنعم بحبهم ( الانسان بطبعه لا يتمنى ان يكون اية شخص احسن وافضل منه الا ابنه ) سبحان الله وتعرف البنت بتخلي البيت كلو ليه نكهة يعني لو انت محظوظ ربنا يرزقك ببنت وتكون الاولى كمان يا سلام حاجة روعة والبنت ما شاء الله بتكبر بسرعة وهي تهتم بابوها اكتر من امها ( انا ما عارف ليه )
نعم الله على العباد كثيرة واجلهن نجابة الابناء .
اللهم لك الحمد والشكر ، ونسال الله ان يحفظ لك الاستاذة فدوى وبقية العقد الفريد .

العزيز حمزاوي
ربنا ما يحرم بيت من الأولاد ، وربنا يحفظ أولادنا وأولادكم ، وحقيقة كل ما قلته عن البنت هو حقيقة ،، والغريب أني أشعر بطمأنينة غريبة وهي إلى جانبي ، وأحس بها رفيقة ،،
لك الشكر على مشاعرك الطيبة .

بابا إنت ماسّي وين ؟
أنا ماشي السوق .
أمسي معاك ؟
يللا ،،
وانطلقنا ، وفي السوق دخلت لأوقف السيارة في موقف متعدد الأدوار ، ثم نزلنا بالمصعد ، وهي سعيدة بذلك ،، ولما وصلنا إلى بوابة الخروج ، وجدنا الناس يؤدون صلاة المغرب ، فأجلستها في طرف قصي وخلعت حذائي ودخلت إلى الصلاة ،، وبالطبع فقد سبقني الآخرون ، واتجه كل منهم ليحتذي حذاءه ،، وكلما اقترب أحدهم من حذائي كانت فدوى تقول له :
لا ،، ده حق بابا ،،
وكنت أسمعها في صلاتي ،،
ومرة خرجت إلى الصلاة في المسجد القريب ، وتركت الباب مواربا ، واكتشفت فدوى ذلك ، ولحقت بي في المسجد ، ولقيها في الطريق جارنا الدكتور عبد القيوم ، فأجلسها في طرف المسجد ، وما أن سمعت السلام عليكم حتى انطلقت نحوي وهي تفرد ذراعيها ، باباااااااااا ..
وفي إجازتي دعتني فدوى لزيارتها في الجامعة ، فاستجبت ، ووصلت إلى بوابة الجامعة عند الموعد المحدد ، ووقفت أمام الحرس لأستأذنه ، فإذا بها تمسك بيدي وتقول للحرس :
عمو ، سلم على بابا .
فيضحك الحرس ويمد يده إلي ، ثم دخلنا إلى الجامعة ، وعندما وصلنا إلى الكلية ، وقفت بين البنات تنادي بأعلى صوتها :
يلا يابنات تعالوا سلموا على بابا ..
يلا يا بت إنتي تعالي سلمي على بابا .
يا دكتور ، ده بابا .
تذكرت يومها كيف جمعت فدوى الناس من كل فج يوم علموا بخروجها إلى الدنيا . فاضت غرفة أمها بالنساء ، وجلس الرجال في ميدان النجيلة في واجهة المستشفى الوطني بالرياض ،، لم ير المستشفى عددا من المهنئيين كما رأى في يومه ذاك ،، وكان أوائل المهنئيين السودانيين العاملين بالمستشفى ، فقد تعرّفوا علينا لأننا بقينا بينهم ثلاثة أيام قبل ذلك الخروج العنيد ،، وكانوا أول من قدّم إلينا الحلوى والورود ،، ثم جاءتنا وفود العاملين بشركة النقل الجماعي وكانوا بضع مئات ، ومن معارفنا وأقاربنا ، حتى فاض بهم المستشفى ،، وكانت إدارة المستشفى تبعث إلينا مندوبا كل حين ترجونا فيه أن نخفف من عددنا وأن ينسحب بعضنا ،،
كانت حبوبتها ( ستنا ) حاضرة ، وحضرت خالتها زاهية ،، وحضر شقيق الحبوبة ( جدّو التوم ) ، ولكل منهم علاقاته التي جلبت المزيد من المهنئيين ..
قالوا للبنت يذبح خروف واحد ، قلت ولبنتي خروفين ،، وكانت السماية ،، واجتمع الخلق ، النساء في المنزل ، والرجال في السطوح ،، وجنسيات أخرى ، وكان العشاء ،،، لن أنسى أبدا تلك الأمسية ،،

ود قاسم العزيز..

ولأن القرنفل "فريد".. ففوحه حتما كذلك..

..

من أجمل الأشياء ان نحمد الرب على نعمه علينا.. والبنات كما يقولون نعمة.. وأجمل البنات من كان والدها هو صديقها وزميلها ودنياها..

ربي يحفظ لك فدوى ويجعلها من بنات البلد الصالحات اللائى زرع أبائهن فيهن معنى ان تكون شخصا كاملا.. لا تابعا..

وتحياتي للعزيزة فوزية.. فحتما ما شربته فدوى في صغرها لم يكن فقط لبنا وحنانا.. بل أصالة ونبل..




تخريمة واجبة لفدوى: أخشى ان يخرب والدك طبعك في اختيار شريك الحياة.. لأن أمثاله لا يوجودون في حياتنا الآن Take care..

استاذ ود قاسم
تحية طيبة و رمضان كريم ..
لطالما تمنيت ان تكون باكورة ذريتى " بنوتة حليووونة "
و الان .. اجدنى اشتهيها اكثر .. كلما دخلت هذا البوست .
ربنا يحقق الامانى .
و لك الشكر .

كل ده حب ؟؟

البوست ده حاني جدا ..

ترى أي روح كتبته ؟

...
طلال

الله الله الله








الله الله الله علي حبك
الله الله
وماليش في الدنيا غير حبك
الله الله

انت حكاي ياخال وفي سردك بتشبه لي حد كبير ( ابوالواحد) في اسلوب المعالجة .. يعني حسع دكتورة فدوى دي انا متأكد تمام أنو اي زول ما لاقاها بيكون متاكد أنها عامله كيف..
بتبقي ( فقري ) جدا في كتاباتك لما تقصد توصل بيها معلومة حميمة ممكن تهبش في اي اتجاه ..
حفظك الله ياخال لي فدوى واخوانه وامهم لينعمو بحنانك ..

وبعدين تاني ياخ ما تقول فدوى حاف كده .. قول دكـــتورة فدوى

ود قاسم

مساك النور

تمنيتها لو كانت

ابنتي

يحظها الرب

تمبس
إنت الفقري يا أخ ،، بس مكسل من الكتابة ، وأنا بقول إنو أي زول زنّاس لازم يكون كتّاب ، والعكس صحيح ،، بس في ناس بيستحلوا الونسة ويكسلوا من الكتابة ،،
الصورة حلوة وللا فدوى هي الحلوة ؟؟؟

حبيب نورة
لك التحية والحب ،،

أستاذ طلال
لك التحية والشكر على مرورك ،، والله يديم المحنة ،،
وودت أن أقول لك أنني أيضا أبو طلال ،،
وعاشت ألأسامي .

الأستاذ برهان تاج الدين
لك التحية
تصوم وتفطر على خير ،،
ربنا يديك أحلى بنوتة يا رب ويحقق كل أمانيك في ذريتك ،،

العزيزة رجاء
لك التحية ، منّي ومن فدوى وفوزية ،،
والبنات فعلا نعمة كبيرة يجب أن نحمد الله عليها ،، وقد كنا نقر أيام كنا طلابا بالجامعة بفضل البنات على إعطاء الجامعة جوها ونكهتها الممتعة ، وكنا نقول لولا وجود البنات لكان للجامعة شكل آخر ،،

تعرفي يا رجاء أنا ما قادر أتصور أبدا أن أفارق ابنتي ، وأخاف كثيرا من هذا اليوم ،، وحتى الآن أتصور أنها ستعيش معي حتى لو ارتبطت بأي شريك ،، وربنا يستر ..

الخال الغالي .. ود قاسم

في كل مرة أقرأ لك يزداد إعجابي بكتاباتك المتميزة ...

أبناء جيلي، بيقولو لي (جلك) وبالأوردو: تشاتشا (عمو) والدينصورات ينادونني بـ بتشا (ولد) على العموم يمكن تكون تشاتشا هي الأقرب إلى الواقع (مقارنةً).. لاني بسمع للكاشف وابو داوود وبادي محمد الطيب وابدي بعض الاهتمام بالسياسة ولا استمتع بهاجر كباشي ولا حمادة بت أو ندى القلعة (مع الاعتذار لسجيمان) ...

اليوم وعند مطالعتي لما جاد به قلمك عن الدكتورة فدوى ... راودني شعور عارم بالرغبة في الزواج (بسرررررررررعة) وانجاب بنوته ...

**************************************************
* قالوا للبنت يذبح خروف واحد ، قلت ولبنتي خروفين *
**************************************************

قال إيه .. الفكر شأن والحياة شأن آخر!!!؟؟؟!! ...

محظوظة هي فدوى ....

هاني أبو القاسم
فعلا ، يجب عليك أن لا تتأخر ،، ما أجمل أن تصحبك في هذه الحياة أنثى ، لتمنحك من رحمها أنثى أخرى .. ثم تصبحان صديقتان لبعضهما ولك ،،
ربنا يتمم ليك على خير ,,