شرود ذهني ،،، وهل أنا مجنون

كثيرا ما أحدث نفسي ، وبصوت مسموع ، أردد أسماء أشخاص أحبهم ، أردد أكثر اسم زوجتي ،، أترنم في المكتب ، وفي الحمام ، وأردد الغناء مع الشريط الذي ينطلق من مسجل السيارة ،،
أشرد بذهني بلا حدود ، أزور أمي أكثر من مرة ، أشرب معها قهوتها ، وأصغر أمامها فتحضنني ، وأغير من أخي الأصغر وهو يرضع من ثديها ،،
أبي الذي فارقنا منذ أكثر من خمس سنين ، أروح إليه في قبره ، أيقظه من نومته الأبدية ، أرافقه في طريق حواشتنا ، ونجلس أنا وهو وأمي واخوتي وسط جدول لنأكل كسرة بملاح بائت ، فأجدها أحلى كسرة أكلتها في حياتي ،،
أعود إلى عمّ قسم الله وهو يسعى بيننا بمقالبه الطاعمة التي لا تنسى ،، أتذكر ذلك الولد الذي هجر قريتنا ، ثم عاد إليها بلحية طويلة وكثة ، وجلابية قصيرة ، لا أدري أهي من شحّ أم أنها جلابية شقيقه الأصغر ،، سالمه الناس ، وتحمدلوا له السلامة ، ورفض للناس أن يسلموا على زوجته مصافحة ، ثم جاء عم قسم الله ، فتغامز الناس ، وهم يعرفون أنه قد دبّر المقلب ،، سلم على الضيف العائد وهو ابن أخيه ،، وسأله :
أولادك جبتهم معاك ؟
أيوة يا عم قسم الله جبتهم ، بس المرة ما بتصافح الرجال ،،
ما في عوجة يا ولدي ، بس أنا خلني الندخل على أمك دي أتحمدل ليها السلامة .
وهناك دخل عم قسم الله ، وسلم على الجالسات ، وتحمدل السلامة لأم الضيف العائد ،، ثم التفت ناحية زوجته :
ها زولة ، إتّي بي جاي ؟ حبابك ،،، حبابك ،، ثم حضنها ، وقبّل خديها ،،
وفي تلك اللحظة ، دخل زوجها ،، فقال :
عم ّ قسم الله ده شنو السويتو ده ، أنا ما قتّ ليك المرة دي ما بتصافح الرجال ؟
فقال عم قسم الله :
ود الكلب ، إنت وهي ، أنا شلتكم الاتنين في صفحتي دي ، عريانين وغلف ..
وأسأل عن حبوبتي ، فيقال لي أنها بدّرت ومشت البلاد ،، فيترآى أمامي التبش والعجّور ، واللمتي ،، والسينات ،، أقوم جاري ، اتجه صوب البلاد ، أصلها في أقل من ربع ساعة ، وأجد حبوبة مشغولة بالكديب ، ورابطة ثوبها فوق رأسها متمنطقة بجزء منه ، فلا يقع منها أبدا حتى لو اشتغلت طيلة الأربع وعشرين ساعة ،، وتراني ، فتقول :
هي ، حبابك ، إتّ جيت ؟ عرفت درب البلاد براك ؟
أبتسم ، فتعرف حبوبة حدود سعادتي ،، وتصف لي الطريق إلى عروق التبش والعجّور ، فأتجه إليها من فوري ، شاقا طريقي بصعوبة وسط سنابل الذرة ، مارّا بشجرة الحمبك الممتلئة بالثمار الحمراء ..

كثيرا ما يشرد ذهني بعيدا ، وكثيرا ما ( أسرح ) وأتجول في ذكرياتي ، وأجد نفسي مشدودا إليها ،، الطفولة ، القرية ، اللعب ، الخريف ، العلقات الساخنة ، المدرسة ، حقّ المصروف ، وسندوتشات الفول ، ثم الداخليات ، والشيطنة ، والمظاهرات ، والبنبان ، والتسكع،،
أنا مشدود إلى ذكرياتي بشكل كثيف ،،، فهل أنا مجنون ؟؟

نعم يا ود قاسم
انت مجنون
انت مجنون بها
انت مجنون بالبلاد والبلاد
بها مجنون انت
وبالبلد

ادخل عميقآ فى جنونك
دع البلاد تسرح فى تلافيف عقلك وتخربه بالحنين والاسئلة..

دنيا تبش عجور
دنيا صفا
دنيا انتباه

أستاذ عادل عثمان
والبلاد تستحق حبنا وجنوننا ،
وقد قابلت كثيرين ممن بقوا في الاغتراب سنين عديدة لكنهم يحاولون إسقاطها من حسابات العمر ،، وهي أيضا يمكن أن تكون سنين تجربة وتواصل مع آخرين ولها طعم يميزها إلا أن طعم السمرة ، والطين ، والتبش ، والفتريتة ، وأولاد التيوة ، والسيرة مرقت عصر ، وبيوت البكا ، والمشي الكداري ، وشلوخ أمي ،، كل هذا وفّر لنا نكهة لا تنسى وطعما لا يقاوم ،،
لك التحية

نعم انت مجنون
والجنون فنون
الله يحفظك من لسان ناس انصار السنة
انت مالك ومال جلاليبهم
اشرد ذي ما انت عايز بذهنك وجسدك
وتمتع بروحك اينما حل
دي من ابداعات الصوفية

حمزاوي
مجنون انت
أنا هسة جبت سيرة الجماعة ديل ؟

Quote: اشرد ذي ما انت عايز بذهنك وجسدك وتمتع بروحك اينما حل دي من ابداعات الصوفية

هم القوم لا يشقى جليسهم ،، اللهم حببنا فيهم وحببهم فينا ،،

الأخ ود قاسم

رائحة الذاكرة حين تجئ .. تجرف معها الحنين
فتزيل صدأ الروح
وتتعتق الحياة ...... ويطير الدخان عاليا معلنا اندياح الذكريات
فنرتفع معه فنحضن السماء ..... وهو نوع من الجنون ... مش

انت حاشاك يا سيد ودقاسم.

مناهل
لك التحية
وما أحلى وأطعم أحضان السماء ، فلتكن جنونا ، والجنون عذب حين يرتقي بنا إلى أحضان السماء .
لك مودتي .

نعممممممممم يا خال ،،،

ده ياهو الجن زاتوووووووووووووووووووو


شرووم

ود قاسم، تحية طيبة وسلاما زاكيا وكل عام وأنتم بألف خير.. سلامي للأسرة..
الذكريات أو قراءة الأيام من أكبر موجبات الحمد والشكر لرب العباد وقد قال تعالى لحبيبه مذكرا له "ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث " وأنا أشكرك أجزل الشكر على مساهماتك العميقة..