فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر

فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر


09-20-2007, 12:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=166&msg=1254460670&rn=48


Post: #1
Title: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 12:17 PM
Parent: #0

فوانيس
د. إشراقه مصطفى حامد
[email protected]
فيينا- النمسا

فوانيس الميلاد، مزامير الطمى والنحت على الصخر


نهضت شجرات العمر اليوم ....
46 فانوسا من الطفولة والغيمات والمطر..
من الخصوبة والاناشيد والتحدى
46 نهرا من المحبة للحياة والناس
من الحزن... والشجن... وال....
46 فانوسا تضىء حقل الاسئلة الملهوفة هى سنوات عمرى....الحزن... منفى الروح وتوهانها... غربة الجسد عن روحه، عن اناشيده... وفرح العشب النابت على صخرة الواقع... ثمة هناك مايفرح.
كانت تمطر حين أعلنت لامى ان تتهيأ لقدومى، لكزتها بقدمى الصغيره على مخرج الحياة، انها تمطر والظلام دامس والازمة تجد مترعها فى صدر ابى فى مثل هذه الاجواء، ومع ذلك تجمع الجيران لينتظرون الوليدة، لعلهم تمنوا ان تكون ولدا، مع طلوع الشمس أعلنت صرختى الاولى..قال أبى أسميها إشراقه، قالها وهو يحفظ التيجانى يوسف بشير فى بؤبوء قلبه.
صرخة هادئة قالوا لى، طفولة هادئة حكتها لى أمى، فمن أين أتانى الضجيج فى سنوات عمرى اللاحقة، كيف تحولت من طفلة وديعة الى فرسة جامحة تصهل ضد الواقع القاسى؟ قالت لى عن الابتسامة التى رأتها على وجهى الصغير حين خروجى من حديقتها الى حقول الدنيا الملغومة، فمن أين أتى العبوس لاحقا يا أماه؟
أمى...عفوك يا ام الكل، دعينى اليوم أمسح عرق المخاض من جبينك يوم داهمك لاول مرة ، فى ذلك اليوم من سبتمبر السادس عشر من العام 1961 تحملتي الألم وانت مازلتى طفلة لم تتجاوز الاربعة عشر عاما هى مايفصل بيننا، وثمانية عشرة عاما مايفصلنى من أبى، اقبل جبينك ياعشوشتى الحلوة واطبع قبلة على خدك يا أبى كما كنت أفعل وأنا صغيرة. سنوات عمرى لكما من قبل ومن بعد يا اجمل فوانيسى.

حين بدأت الحياة تتفتق فى قلبى كورده محفوفة باشواك الاسئلة، تلك الاسئلة التى {حشرتنى} فى منفاى الطوعى الذى آتيه كلما تعبت من ضجيج الحياة رغم انى كنت أحب الحياة الضاجة واساهم فى ضجيجها فى المحيط الذى حولى. كنت ومازلت كثيرة الاسئلة، تنهمر دون ان انتظر الاجابة فالاجابات المختصرة لاتشفى غليلى لقفل باب جهنم السؤال كيف تسنى لطفله صغيرة ان تفك رحط ليل الحياة وتفكك صواميلها وانا ارمى باول اسئلتى الصعبة حول ماهية الحياة والموت ولماذا نموت؟ وماذا يحدث بعدها؟ كانت اجابات أبى المتدين بلا تطرف لاتشفى غليلى والاحقه بالسؤال و[ريقه} ينشفه رمضان اسئلتى الرمضاء. أسئلة حول الفقراء ولماذا خلقنا الله فقراء ويأتى رد جدى {عشان الله رايد كده وبيعوضنا فى الجنة} وتأتى اجابتى كالصاقعة و {كان مافى جنة} ويستغفر جدى وتنتهرنى أمى حليمة بحنان وتأمرنى ان اكف عن هذه الاسئلة. كنت ومازلت أعشق النوم فى الحيشان الماهلة واسهر الليل أتابع حركة القمرة الى ان تبلغ ليلة خصوبتها فتزدهر احلامى الصغيرة . سرحت مرة كثيرا على وجهها وركزت كلياتى فيها ورأيت مارأيت من حياة بدوية وبسيطة، تجولت فى شوارعها وازقتها، كنت فراشة تهفهف بعيدا ولاترغب فى العودة الى ارض التعب.
انتباهاتى الأولى حددت مشاوير الشقى.. القلق والشوق، كبرت وكبرت اسئلة الشجن فى قلبى الصغير ومشطت دروب الحياة بضفائر اسئلتى التى ظلت ظمأى ولم ترويها الاجابات الشحيحة. تلك البدايات والطفولة الغضة النابته فى صفحة عمرى شجرة رغم ما تساقط من اوراقها الا إنها بقيت تقينى صهد الذات وتمنحنى ظلها وانا أغرس بزورى على سطح الجبل وانحت صخره، الماء تلوح والعشب أخضر... هكذا كان حلم جوعى الحياة الانتظار طويلا على بوابة لن ابنيها حين يلامس قلبى الطمى.
السوق الصغير وبيتنا الذى تفصله بضعة امتار من البيت الذى تقبر فيه الحياة، مقابر {ود ام جبو} وكم كنت اغتاظ وانا صغيرة منه وكنت اتخيله حاملا حفارته لدفن الحياة. شىء ما كان يقبض على صدرى االصغير ونحن نلهو ونلعب جوار ذلك الخور الذى يهبنا سمكا ومساحة للعب، يمر كوكو حاملا ذلك الجردل النتن، ان بقايا الفقراء تزكم انوفوهم التى اشتهت رائحة الشواء الذى يأتى مرة فى العام حين عيد الاضحى، ربما يتخلصون من غضبهم فتفوح روائحه ضد صانعى الفقر، كوكو أكثرهم فقرا وكنت احس بمشاعر غريبة تقبضنى من زمارة لهفتى للحياة حين اراه وهو يحمل ذلك الجردل على رأسه والصغار يجرون خلفه وينادون {عيفونه سلطة بليمونة}، فى زمن كانت فيه سلطة {الله والرسول دى} نراها حين يأتى الضيوف من بلاد بعيدة مرة فى العام.
فى ذلك الحى الفقير ذو الحوائط الجالوصية المتهالكة بدأت مسيرة شغفى بالتغيير والحركة المثابرة، بدايات كثيرة القلق والاسئلة والتوتر، كنت اتخيل ان دخولى الى بوابة العلم سيقف سدأ لسيل اسئلتى وجنونها ولكن المدرسة كانت البداية لعالم أكثر تعقيدا من عالمى الصغير ذلك.
كان المطر رحيما بالفقراء ولكنه ايضا قاسيا حين يذيب بيوتهم ويتركهم فى العراء يحمدون الله والمطر هادم البيوت. تفلح الامهات فى توليع النار وتفوح رائحة السمك، الفسيخ، ملاح المرس، الويكاب والكجيك.

فتحت عيونى المتطلعة للحياة وعقلى المتفتح للمعرفة فى واقع فقير ولكنه جميل بناسه وفوانيسه و {الرتاين} التى تولع حين تدق دفوف الفرح او الموت... ليست هناك منطقة وسطى. مابين السوق الصغير والمدرسة وبيتنا تسكعت خطواتى الاولى بحثا عن ملاذ ودفء. فرهدت أغنيات الهوى الأول مع طمث الحياة وانوثتى التى انتميت لها منذ وقت باكر وانا اقف باول الاسئلة عن أمل وبدر.
كبرت وفرهدت اول المشاعر تجاه ذلك الوليد، لمحتنى عيناه اول مرة ومحمود سيد اللبن الطيب {يعافر} فى حماره الذى يبدو انه تعاطف مع مشاعرنا الطفولية، الى ان جاء يوما بادلته نظرته وسرحت فى عينيه وبنينا مابنينا من بيوت وزرعنا من الشجر والقرنفل مازرعنا، ارتجفت يده الصغيرة وتهاوت بيوتنا حين وقعت {بستلة} اللبن ومحمود ينتهره {ياولد انت خاتى بالك ووين}. امطرت يومها والطمث يداهمنى وجدتى تربط سعفة على يدى وحجابا يطرد الجن من دربى، اكان ذلك الوليد منتميا لملائكة الجن الطيب؟ لقد توارى مع بيوتنا التى ذابت يوم امطرت وتوارى غيره وبقيت اغنى لقلبى أغنية العشب والخلود.
46 عاما من التحدى...
وفوانيسا ولعتها وأنا انحت فى الصخر وماتعبت يدايا... انحت واحفر والماء سرابا يلوح ثمة طمى يداعب قلبى وأنا انحت وازيح الشوك عن دربى، ثمة صوت يأتينى، صوت رحيم وانسانى، انه صوت جدتى حليمة التى علمتنى حب الناس والاعتماد على الذات وأهدتنى مزمارا يغنى للحياة.

46 عاما انتميت لها بجراحاتى وانكساراتى
انتميت لذاكرة المطر وللطبل الذى يهدر فى دمنا
انتميت لذاتى وللفرح وفقراء حيينا يصنعونه والكل يرقص والطبل يقرع وانا انزل الساحة مع يوسف اخى فى الرضاعة راقصته وكأنى تدربت على هدير الجسد وثورته وهو ينفض عنه القهر ويدخل فى غابة الشجو الطليق..
انتميت لجيلى ولحلم الثورة الذى خاب حين طنين البيان الأول فى هنا امدرمان
بالمظاهرات والحلم الذى ماوسعته حقيقتنا
بالناس ذادى وفوانيسى التى لن تنطفىء..
ساكتب عنها...عنهم
عن ناس غمرونى بفيض محبتهم ومافتئوا...
أناس لولاهم لما شعت الروح فى اغنياتى وماغمرها الغيم..
ساحتفى باعوامى ال 46 برسائل الوجد، الشوق، الحزن والوفاء
ساكتب رسالتى الاولى الى نجوى... شقيقتى، النجيو او الام تريزا التى منحتنى شجوى قلبها النضر.. لها أهدى سنوات عمرى..
أهديها بعضا من فيضها
بعضا من دموع عينيها الجميلات
كل النخلات لقامتها الزرافة
كل الفوانيس التى تشع بضحكتها حين تجلجل كفناجين أمنا..
اعد الآن مظاهرات غنايا وهدير الوفاء لنجوى..

فانوس أول

لتبقوا أذن يا أهل فوانيسى.. ساحكيكم عن حصاد ال 46 عاما، تابعوا حوارات الذات والآخر، الهزيمة والانتصار، مرآة الذات وجلدها... ومشاوير الدنيا {اللى لسه بخيرها}


نشر بسودانايل يوم 16 سبتمبر

Post: #2
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: حمزاوي
Date: 09-20-2007, 12:29 PM
Parent: #1

الاخت اشراقة
مسكاقمي
تهانينا والف مبروك
عقبال مية شمعة
والله يسعدك ويعمر بيتك

Post: #4
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Muna Khugali
Date: 09-20-2007, 12:33 PM
Parent: #2

ومع جري سنوات العمر اصبحت لا التفت الي رقمها..
بل أنظر لما تكتبيه واسرح..

كل سنه وانت مشرقه..

Post: #14
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 02:09 PM
Parent: #4

يا منى ...
الناس البتعمل مابتنتبه للعمر بس بتحسوا
لمن تبتسم فى وجه انسان ولو عابر
لمن ربنا يديك القدرة تمسحى دمعة طفلة
لمن تنشق ضحكتك يامنى وتخلى الزول يلامس روحة ويخليها مغسولة بشعاع محبتك


حكى لينا عن قيمة العمر ياجميلة

Post: #8
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 12:45 PM
Parent: #2

سلام يغشاك ياحمزاوى

تشكر ياسيدى وكل سنة وانت طيب

Post: #3
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: lana mahdi
Date: 09-20-2007, 12:32 PM
Parent: #1

وقبلها يا شروق
أهديتنا صداقة و أمومة لا تعترف بالسن بل بالاحتواء
قلب نقي أبيض
روح وثابة
شباب متجدد كلما طالعنا صورتك التي تنبثق منها روحك قبل ملامحك الخارجية(ما شاء الله)
كل عام و أنت بألف خير

Post: #18
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 06:49 PM
Parent: #3

وماحكيت ليك يالنا عن جمال انسانك
وربما لاترغبين فى ذلك ولكنى سافعل يوما
وساحكى عن نبلك وعن سندك للاخرين

انتى من احتويتني يا بنت امى... منك تعلمت قيمة الاحتواء الانسانى

Post: #5
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: سمرية
Date: 09-20-2007, 12:35 PM
Parent: #1

أكتبي ..

أكتبي ..

أكتبي حتى يضيء الكون من حولنا

Post: #19
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 06:52 PM
Parent: #5

وانتى ياسمرية...
لن اوصيك بالفعل...
لانك ببساطة انسانة فاعلة وايدك ممدودة بالمحنة

لو تعرفى كيف سعادتى بمعرفتك؟

Post: #6
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Nadia Elsir
Date: 09-20-2007, 12:37 PM
Parent: #1

Dearest Ishraga,

Happy Birthday and wish you all the best

Post: #7
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: نهال الطيب
Date: 09-20-2007, 12:42 PM
Parent: #6

ياسلام عليك يا إشراقة

سلمت وسلمت روحك المشعة ألق وبهاء

محبتي

Post: #21
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 06:59 PM
Parent: #7

أما انتى يانهال ياصديقتى الجميلة..
الوعى يمشى بيننا
والروح الساطعة
والانسانية فى مداها...

هى نهال الطيب

Post: #20
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 06:56 PM
Parent: #6

ولو تعرفى يانادية كم فخورة بوعيك
لجيل من البنات الواعيات تنتمين
ولكن انتمى بكل سنوات عمرى القادمة
فهى حتما جميلة حين نزرع اشجار الفعل على ضفافه، سوف اكون سعيدة ان التقينا فى زمن قريب آت

Post: #9
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Safia Mohamed
Date: 09-20-2007, 12:47 PM
Parent: #1

Dear Ishraga

Happy birth day to you.

I will be back


today i discovered that there is something that combine both of us which Is my uncle : Alteegani Yousif Bashir

Safia

Post: #22
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:02 PM
Parent: #9

ياصفية...

اذن عرفت سر وعيك الحاد
وعرفت بساطة وجزالة عبارتك
وعرفت سر عمقك وطرحك

عرفت...

اذن احكينى عن سرك
سافيض بماء العمر

Post: #10
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: mamkouna
Date: 09-20-2007, 12:48 PM
Parent: #1



يا سلاااااااااااااااااام عليكِ يا إشراقة..
يا زولة زي...حقيقة.
كتابة صادقة و عميقة و مُلهِمة....
متابعين معاك عُصارة تجربتك الثرة و كلنا فضول و ترقب.
ما تتأخري علينا.


Post: #24
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:06 PM
Parent: #10

ياممكونة...
ما حكيت ليك قبال كدى فرحى بوعيك الوقاد وروحك الساخرة المرحة
تعليقاتك العميقة...
بس عاوزة احكى ليك انى سعيدة بيك هنا... تجيبى بنبر الشجن وتقعدى وتخلينى افضفض من قسوة النحت على الصخر.. يوما ما احلم بان نشرب معا سلسبيل مانحته..

انشاءالله لاتفوتى لاتموتى باممكونة

Post: #11
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: عاطف عمر
Date: 09-20-2007, 12:54 PM
Parent: #1

ياااااااااااه إشراقة مصطفى
هكذا أقولها
دون ألقاب ودون نعوت
مالك بالذي أنشأك تعيدين للذاكرة صدى الأيام التي تمنحنا القوة في مواجهة المستحيل ، أيام نضيرة ، أيام النحت صدقاً بالأظافر على الصخر .أول بيت شعر حفظوني له قبل ( دجاجي يلقط الحب ) كان ( العلم يرفع بيتاً لا عماد له .....والجهل يهدم بيت العز والشرف ).
حكيت يوماً وما أكثر الحكاوي التي ( أزحم بها عقول ) كريماتي ووحيدي الأمين عن ذلك اليوم من عام 1973 ونحن في أول سنة دراسة بالثانوي العام حيث استعد لإمتحان مادة العلوم فإذا بالكهرباء ( تقطع ) في عشرة منازل كان منزلنا من ضمنها . لم يكن بالبيت جاز للإستعانة بفانوس ، معي في الصف منافسين تعصف ( نصف الدرجة ) بك إلى خارج العشرة الأوائل ، الحاج وراق ، ياسر عمر الجعلي ، عادل بشير عقيد وثابت محمد ( زميلنا في هذا المنبر ) . لم أضيع وقتاً أخذت ( التبروقة ) وكتبي وكراساتي ويممت وجهي إلى صوب الشارع العام . جلست ليلتها في زمهرير البرد القاسي تحت ( عمود نورالشارع ) من الساعة التاسعة وحتى الساعة الثانية صبحاً في بلد ينام الناس فيها بعد أخبار التاسعة، يمر أمامي قليل من الناس ، يسلم على بعضهم مرتعشاً ويتحاشاني معظمهم متعوذاً مبسملاً . وعندما إقتنعت باستعدادي للإمتحان جمعت أشيائي راجعاً للبيت لتواجهني ( الأمومة ) في أنصع صورها وأروع تضحياتها . في ( طرف الزقاق ) الذي يقودني للبيت كانت أمي جالسة هناك ، ترقبني وتنتظرني .

كل سنة وأنت أكثر ألقاً وأكثر عطاء وأكثر نضاراً
رمضان كريم

Post: #26
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:23 PM
Parent: #11

ياعاطفة الامهات ياعاطف
ويالعظمتهن... ابكيتنى والله وانا اعيش مع ست الحبائب رجفة جسمها من البرد ولاشىء ادفأ من ان تراك تنجز النجاح...
ومن قال ياعاطف ان الفقر يعوقنا ان امتلأت الروح بالتحدى
من قال بان النجاح لن يكون حليفنا حين امتلأنا بالعزيمة والاصرار..

كنت مثلك احمل كتابى من بيت لبيت، محل ماولع فانوس اضع كتاب المطالعة واقرأ
لكم نفخنى القر*
لكم تعبت عيونى من السهر والقراءة
لكم انهك جسمى النحيل زمانها وقلبى يعصرنى بالاسى وعيون امى وحبوباتى تدمع من عواسة كسرة الرزق
تعلمت الصنعة دى من زمن باكر... ملاحظاتى الصغيرة نبهتنى للنظام المتبع فى رص الكسرة
ورص عدة البيع فى دكان امى حليمة
والكبابى النظيفة والملمعة
وبخور التيمان ومحبتها...
كبرت وكبر حلمى...
ياترى ماذا اصير عندما اغدو كبيرا...

وكانت احلامى كبيرة، اكبر من عمرى ومازالت...
منهن تعلمت الصمود
وتعلمت ان اقف على رماد هزائمنا واولع جمرات المقاومة، يتناثر الرما وتبقى الجمرات متقدة...
هى تجربتى...
تجارب ناس كتار
نحتوا ونحتن الصخر عشان يحققوا واقع افضل
ويشوفوا الندى فى عيون امهاتهم...

حين شفت الندى فى عيون امى صمتت عن الحكى...وحكت مشاعرها...

عمرى هى رسائل الوجد والشوق ولعنة الحنين...

شكرا للامهات
وليك ياعاطف


* جدى الله يرحمة كان يقول لى وانا مكنكشة من البرد، يابتى القرلا ده بينفخك قومى نومى ولعلة قصد بذلك البرد

Post: #12
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Zoal Wahid
Date: 09-20-2007, 01:07 PM
Parent: #1

الوارفة اشراقة

حين اقرأ لك استظل بكلماتك من هجير بعض البوستات و لفح الغربة

لقد افتقدناك زمانا وها انت تعودين فتسعدين قلوبنا بوجودك



تحياتي

Post: #13
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: M A Muhagir
Date: 09-20-2007, 02:08 PM
Parent: #12

الاخت اشراقة
كل سنة و انت طيبة. الله يخليك لاولادك و ابوهم.

محمد مهاجر

Post: #28
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:35 PM
Parent: #13

ربنا يخليك يامحمد مهاجر ويديك العافية

Post: #27
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:26 PM
Parent: #12

وحين اسمع كلامك الطيب يازولنا المليان بالناس احس بروحى شاهقة
وزى حمامة لهديلها حكاية

Post: #15
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Adil Osman
Date: 09-20-2007, 02:27 PM
Parent: #1

وللمدينة ذاكرة. وسيرة حياة.


Post: #16
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 09-20-2007, 03:41 PM
Parent: #15

يا إلهي يا إشراقة

لكم هي مشرقة كتاباتك
أقرأ بتمعن

عاطف عمر
ترقرت في عيوني الدمعات
يا للأمهات

خالص الحب
غادة

Post: #17
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: peace builder
Date: 09-20-2007, 04:23 PM
Parent: #16

اشراقة
كل سنة وانت طيبة
اصدق التحايا لايوب وواصل ومرافئ
هناء وجمال

Post: #36
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 06:50 AM
Parent: #17

جمال وهناء عروسته الحلوة

يارب تتهنوا وتتملى حياتكم حبور وسرور

Post: #30
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:43 PM
Parent: #16

وانا سعيدة بيك ياغادة...
شابفة دربك وماشة
ماشة بعزيمة واصرار

لمن اشوف زولة مليانة بالحاجات دى، زولة زيك بتجرى فى صحراء روحى موية حنينة، بتبل عروق لهثها نحو الآمان... اذن شكرا لمساهتك... احس الآن ببعض الامان يا اختى الصغيرة

Post: #29
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2007, 07:38 PM
Parent: #15

فعلا ياعادل للمدينة ذاكرة

بس ذاكرة شقيانة وتعبانة
ذاكرة مليانة بالعزيمة والاصرار

اذ لافواصل مابين ذاكراتى وذاكرة المدينة تلك ياعادل

شكرا للصورة البتصحى الاشجان

Post: #23
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: abubakr
Date: 09-20-2007, 07:03 PM
Parent: #1

Quote: 46 عاما انتميت لها بجراحاتى وانكساراتى
انتميت لذاكرة المطر وللطبل الذى يهدر فى دمنا
انتميت لذاتى وللفرح وفقراء حيينا يصنعونه والكل يرقص والطبل يقرع وانا انزل الساحة مع يوسف اخى فى الرضاعة راقصته وكأنى تدربت على هدير الجسد وثورته وهو ينفض عنه القهر ويدخل فى غابة الشجو الطليق..
انتميت لجيلى ولحلم الثورة الذى خاب حين طنين البيان الأول فى هنا امدرمان
بالمظاهرات والحلم الذى ماوسعته حقيقتنا
بالناس ذادى وفوانيسى التى لن تنطفىء..
ساكتب عنها...عنهم
عن ناس غمرونى بفيض محبتهم ومافتئوا...
أناس لولاهم لما شعت الروح فى اغنياتى وماغمرها الغيم..
ساحتفى باعوامى ال 46 برسائل الوجد، الشوق، الحزن والوفاء
ساكتب رسالتى الاولى الى نجوى... شقيقتى، النجيو او الام تريزا التى منحتنى شجوى قلبها النضر.. لها أهدى سنوات عمرى..
أهديها بعضا من فيضها
بعضا من دموع عينيها الجميلات
كل النخلات لقامتها الزرافة
كل الفوانيس التى تشع بضحكتها حين تجلجل كفناجين أمنا..
اعد الآن مظاهرات غنايا وهدير الوفاء لنجوى..


من كان الناس زاده وفانوسه لا يحسب عمره بسنوات فعمره عمر الناس كلهم

كابدي ففي مكابدة من اجل الناس نرتاح

مودتي
ابوبكر

Post: #25
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: حواء سليمان ابراهيم
Date: 09-20-2007, 07:14 PM
Parent: #23



اشراقة يا رمز الجمال الداخلى

لك منى ومن العائلة خالص التهانى

وعقبال مية شمعة مضوية بضياء روحك النبيلة



على فكرة البطاقة من اختيار بنتك سلمى

.

Post: #31
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: علاء الدين حيموره
Date: 09-20-2007, 07:43 PM
Parent: #25

الاستاذة / اشراقة

كل سنة وانتي بالف خير

يسعدك ويديك العافية ويخليك يارب

يبارك ليك في عمرك وان شاء الله عمرا قدر خيوط ملابسك ..


تسلمي

Post: #42
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 07:19 AM
Parent: #31

والله ياعلاء الدين لوتعرف...
لوتعرف كيف دعواتك دى ردت لى الروح
ورجعت بى لهناك...
خلت صوت حبوبتى يصافح الليل الساكن ويحيله الى حولية وطبول صوفية


شكرا ياعلاء



* استاذة دى عشان لابسة النظارة وعاملة زى ستى الناظرة، ممكن اطلعها واكون اشراقه بس من غير القاب، نحنا اخوان فى الانسانية

Post: #32
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: بدر الدين الأمير
Date: 09-20-2007, 08:08 PM
Parent: #25

يقينى انها قصة ازلية وجدلية وكم هي نبيلة وأليمة(اغنيات الروح للزمان اوالمكان حين يروح)

:
يازمن وفق شوية ...

رحلت وجيت في بعدك لقيت ...

اليوم لي وأمس المنقضى وغدا بظهر الغيب ...

أيها الراحل في الليل وحيدا ...

ثم ضاع الامس مني ...

العمر يرحل نحو الموت ...

يا زمان الآهة حدك يا زمان الحاجة عندك ...


تنهدات: يقينى أن الحقيقة في أزلية بقاء الزهرة في كونها تعاقب بالقطف لجريمة انها تسرالناظرين

Post: #40
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 07:15 AM
Parent: #32

يابدر الدين سلاما....

Quote: يقينى انها قصة ازلية وجدلية وكم هي نبيلة وأليمة(اغنيات الروح للزمان اوالمكان حين يروح)

:
يازمن وفق شوية ...

رحلت وجيت في بعدك لقيت ...

اليوم لي وأمس المنقضى وغدا بظهر الغيب ...

أيها الراحل في الليل وحيدا ...

ثم ضاع الامس مني ...

العمر يرحل نحو الموت ...

يا زمان الآهة حدك يا زمان الحاجة عندك ...


انها كذلك، تمرحل عمرى بكل هذه المراحل، وقفت مرة فى وش الزمن وقلت ليهو حرام عليك وقف شوية
رحلت ابحث عن آمان وفى بعد الحلم الآمن تاهت خطاى... اليوم لى هى حكمتى الغالية، ما مضى قد مضى ولكنة رسخ فينا حكايته، مامضى يدندن مع تلك الروح المنسربة فى الليل وحيدة...
هل يرحل العمر نحو الموت؟
كيف نجعله يرحل تجاه الحياة ونعيشها فكما الموت حتمى كذلك الحياة حتمية... حتمية تجعلنا نقول يازمان الآهة حدك... يازمان الآهة عندك...

شكرا لوقع خطاك هنا...

Post: #39
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 07:06 AM
Parent: #25

ياحواء.. يابساطة العالم فى امرأة
كان احدى دوافعى لزيارة ليدز اثناء وجودى فى بريطانيا ان التقيك وان اواسيك فى فقدكم العظيم
وجدتك صنديدة ومتماسكة وعنيدة فى وجه الحزن... ادهشتينى ببساطتك وطيبتك ووجهك الصبوح
أدهشنى زوجك ببساطتة وسلامة الطيب، كيفنك وعنك طيبة، ربنا يخليك وماتشوفى شر، كلام يرد الروح وبرجعك لهناك، للناس المابتعرف الزيف، الناس الصادقة ونبيلة...

منذ أن عدت وكتابة تؤرقنى، حرضنى ليها صمودك وانسانيتك

سلمى لى على بنتنا سلمى، البنية النجيبة، سلمى لى على عيونها النبيهة والساطعة بمحبة الحياة

Post: #37
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 07:00 AM
Parent: #23

Quote: من كان الناس ذاده وفانوسه لا يحسب عمره بسنوات فعمره عمر الناس كلهم

كابدي ففي مكابدة من اجل الناس نرتاح

مودتي
ابوبكر



واعرف من تجربة شخصية مع انسانك النبيل يا ابابكر انك تنتمى لقبيلة المكابدين والمكابدات
لعل ذلك سبب راحتك وتوازنك يامدرسة، لقد اضاء فانوسك الانسانى فترة من اقسى فترات حياتى، ايام جلطة امى والعالم كلو جايط فى رأسى، كنت بفكر يومها وبظن ان الناس تخلت عنى وندهت اقرب الاصدقاء والصديقات وكنت واصلة مرحلة يأس صعبة، بعدها بيكون التفكير اقرب الى فعل الموت.. وجدت رسالة منك يومها تسألنى بلطف وانسانية عن احوال امى، وصادف سؤالك همومى يومها وحكيت ليك مايضايقنى... لم تكتفى بالتنظير يا ابوبكر بل الفعل المنقذ كان الساطع فى انسانك... عزرا اعرف انك لاترغب ان احكى عن فعل طيب قمت به ولكنى افعل واجرك عند الله، فما فعلته اكبر من طاقة انسانى...

لكم سعيدة بمعرفتك لانك اضافة حقيقية ولانك فانوس اصيل ذادك الناس ومحبتهم ونحن اذن فى محبة الناس رفقاء..

ربنا يخليك يا ابوبكر ويخلى ليك اسرتك الجميلة ويحفظهم ويوما ما سالتقيهم..

Post: #33
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: عبدالله داش
Date: 09-20-2007, 11:52 PM
Parent: #1

أكملى هذاالنحت
على هامش الفكره
على حلم الأمل
على ظل ضوء الفوانيس
على أعواماً تشرق وعوداً خضراء
وأحلامٌ تبدو
عقوداً من النجم
إكليل فى عنق هذاالنجاح


كل
عام
وأنت بهذا الإشراق

Post: #49
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 06:34 PM
Parent: #33

Quote: على أعواماً تشرق وعوداً خضراء


ومازلت فى الانتظار...
الوعد ماتحقق بعد...
والانشاد مازال مخنوقا فى حنجرة اللامستحيل...

ومازلت انتظر ياداش... ومازلت احفر وانحت..

ترى ستنهمر الماء وتروى الصحراء؟

عسى ولعل يصيبنى بعض اخضرار

Post: #34
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: خالد العبيد
Date: 09-21-2007, 00:00 AM
Parent: #1

الجميلة اشراقة
تحياتي
وانت في يوم عيدك ال46
لك منا الحب والسلام والتحية
ولن اجد مما كتبتيه:
نهضت شجرات العمر اليوم ....
46 فانوسا من الطفولة والغيمات والمطر..
من الخصوبة والاناشيد والتحدى
46 نهرا من المحبة للحياة والناس
من الحزن... والشجن...

خالد/ رقية أياس/ وارف
وتحايا لي ايوب وواصل

Post: #35
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Mohamed Moatasim
Date: 09-21-2007, 00:34 AM
Parent: #34

المشرقه ...اشراقه
حلوه جميله... وزيك وين يابت بلدى ؟
بتشبهى لى أختى وكل بنات فريقنا.

نصيحه:
واصلى متابعة حركة القمرة الى ان تبلغ ليلة خصوبتها... حتى لوكان فى غمام, برضها بتكون مزدهره.

Post: #38
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: osama elkhawad
Date: 09-21-2007, 07:04 AM
Parent: #35

كل عام وانت بخير واسرتك
و كل عام وكتابتك بخير
في انتظار مزيد من الفوانيس والمزامير والحكايات
محبتي
وتحيات سلوى
المشاء

Post: #46
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 06:21 PM
Parent: #38

اسعدنى يا اسامة مرورك وتحايا سلوى
وتسعدنى متابعتك للفوانيس والحكى

Post: #47
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 06:27 PM
Parent: #35

Quote: بتشبهى لى أختى وكل بنات فريقنا.


وانتى يامحمد بتشبه لى اخوى معاوية الكنت بقعد معاه على رملة مفروشة قدام بيتنا، مايخلى لى حكاية مسطول عشان اضحك وانسى همومى... وبتشبه لى اولاد فريقنا
اولاد فريقنا والجزيف اخوى فى الرضاعة الذى مات قبل ان يحكى لى حكايتة الاخيرة

اسرتنى هذه العبارة العميقة، اسرتنى شديد والله

Post: #48
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 06:29 PM
Parent: #34

محبتى ليكم ياخالد ورقية ولوليداتى الحلوين ربنا يحفظهم ليكم

Post: #41
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: هند محمد
Date: 09-21-2007, 07:19 AM
Parent: #1

عقبال مية شمعه استاذة اشراقة ..

كل عام وانتِ بألف خير وصحة وسعادة ..

العمر كلو ليك يارب .. مودة

Post: #45
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 06:20 PM
Parent: #41

وانت اكثر ابداعا ياهند...

اكتبى ... فالكتابة شفاء للروح

Post: #43
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: تماضر الخنساء حمزه
Date: 09-21-2007, 07:52 AM
Parent: #1

أحكي ياإشراقة..
أنا بحب أقراكي..

Post: #44
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2007, 02:46 PM
Parent: #43

ويسعدنى ياخنساء ات تقرأنى انسانة مليانة مشاعر وابداع زيك

Post: #50
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Inaam Saad
Date: 09-21-2007, 06:51 PM
Parent: #44

عمر مديد وارف أخضر
ونحت أبهي ننتظره
وفوانيس أجمل تضئنها دون هدنة لطمئنة صغارنا في زقاقات
السوريبة
الحلة الجديدة
ياي
والرديف

مزيد من الإبداع يا صديقة

Post: #53
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-22-2007, 10:18 AM
Parent: #50

Quote: وفوانيس أجمل تضئنها دون هدنة لطمئنة صغارنا في زقاقات
السوريبة
الحلة الجديدة
ياي
والرديف


نعومتنا العروسة الحلوة

ولنا حكاية كما لفوانيسنا,,,, تابعى مسيرة الفوانيس



* تخريمة: لقيتى العرس كيف؟؟!!

Post: #51
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: اسعد الريفى
Date: 09-22-2007, 00:51 AM
Parent: #1

Quote: ومشاوير الدنيا {اللى لسه بخيرها}

أعرف أن أربعين مليون سائح يزورون النمسا كل سنة
موتسارت و شوبان كانوا هناك
و ها هى تحتضن منك عصارة ستة و اربعين عاما
لنا أن نفخر بك
و كل يوم و أنتى بالف خير
و كل عام و أنتى بألف ألف خير
و كل عائلتك الكريمة

Post: #56
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-22-2007, 08:50 PM
Parent: #51

مساك الله بالخير يالريفى

الدنيا لسه بخيرها مادام فيها انت يا اخوى

لك مودتى

Post: #52
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: انعام حيمورة
Date: 09-22-2007, 08:09 AM
Parent: #1

Quote: عفوك يا ام الكل، دعينى اليوم أمسح عرق المخاض من جبينك يوم داهمك لاول مرة ، فى ذلك اليوم من سبتمبر السادس عشر من العام 1961


شوشو .. كل سنة وانتي طيبة .. وربنا يطول عمرك ويديك العاااافية ..


الله على هذا الوفاء الذي يعذب ضميري في كل وهلة ... تسلم البطن الجابتك ..



Post: #54
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 09-22-2007, 01:19 PM
Parent: #52

الأخت العزيزة د. إشراقة

بقدر إشراقتك الطيبة أهديكها تحايا عِذاب

قرأت هذا النموذج من الثقافة السردية التي تلتقي فيها الحياة بكل اوجاعها.. بكدرها.. بحلوها ومرها .. كل حدث منها رمز لشواهد حياة نعيشها ونجتر طعمها .. إلتقطت هذا السرد الذي راوح بين الشفاه والمسامع في ذاكرة الأشجان.. أحياناً لا تدرك معاناتنا كل السامعين ولاهي فاضت بكل ما كانت الأفواه قد إمتلأت به.. من الشجاعة بمكان أن نعرض تجارب السنون فليس من حق معاني وشاهد أن يحتفظ لنفسه بذاكرته وما يعتمل فيها من أفكار .. مواقف وتأملات .. خاصة أن هناك طرازاً من الأحداث فريد منه المضحك المبكي .. منه قمة التراجيديا ومنها ما هو فوق تحمل البشر.. هذا السرد أقل ما يوصف به أنه سرد إنساني عفيف.. فهل أصبح نادراً أن نستمع إلى لسان عفيف؟!! .. أمتعتنا

Post: #55
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 09-22-2007, 01:41 PM
Parent: #54

الاخت العزيزة اشراقة مصطفي لك التحية

Quote: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر


و عقبال اطفاء مائة شمعة ..
وفوانيس و مزامير وحكايات تظل مرسومة
في عمق التاريخ و الوطن ..

Post: #65
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-23-2007, 03:38 PM
Parent: #55

اخى الكريم محمدين

منذ ان كنت صغيرة تمتلكنى الهواجس ان اذهب من هذا العالم دون ان اساهم ضمن من يساهمون فى تصالح وتسامح عالمنا...هذا ما احلم به ضمن آخرين يحلمون ويعلون لذلك ايضا

مرورك حافز لمواصلة الدرب

Post: #67
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-23-2007, 07:04 PM
Parent: #54

Quote: قرأت هذا النموذج من الثقافة السردية التي تلتقي فيها الحياة بكل اوجاعها.. بكدرها.. بحلوها ومرها .. كل حدث منها رمز لشواهد حياة نعيشها ونجتر طعمها


يسعد أيامك بالخير اخى ابوبكر..

ربما احكى هنا عنى، ربما تتجاوزنى الحكاية لآخرين وأخريات
ربما احكى عننا جميعا
ربما...

خليك متابع الفوانيس ان زيتها يطفح فى الحلقات القادمة

وتصوم وتفطر على خير

Post: #63
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-23-2007, 08:50 AM
Parent: #52

انعام الجميلة

تسلمى ياصديقتى ويسلم تراب الارض الذى تمشى عليه قدميك

لك محبتى الدائمة

Post: #57
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Safia Mohamed
Date: 09-22-2007, 11:15 PM
Parent: #1

Quote: تابعوا حوارات الذات والآخر، الهزيمة والانتصار، مرآة الذات وجلدها... ومشاوير الدنيا {اللى لسه بخيرها}


متابعين يا دكتورة

ما اروعه حديث الذات والاخر
صفية

Post: #58
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 09-23-2007, 00:15 AM
Parent: #57

الصديقة الابدية اشراق
كل سنه وانتى بكل الخير
تعرفى اننا نتشابه كثيرا فى عيدك
اهديك هذا النص

انثى

كانت ملامح الانوثة لم تبذر بذرتها بعد فى جسدها رغم ان كل اترابها كن قد وصلن الى حد الانوثة( ولبسن الطرحة )ولبس الطرحة كان ملمحا اساسيا لدلالة ظهور النهدين وملمحا اساسيا لوصول الفتاة حد النساء ومبلغهن
(كانت زينب ما تزال بعد تجرى متقافزة فى حوش المدرسة تلعب الحبل وتبز رفيقاتهافيه رغم امتلاء جسدها ولكن رغم ذلك خلا صدرها من اى ملمح انثوى )
صباح ذلك اليوم كان ثمة فرحة تغمر المكان ، الفصل معترك بلا معركة كل البنات كن يلبسن (مرايل المدرسة) )الاعدادية ويقفن وظهورهن للباب، الباب الزجاجى لا يصدر صوتا لحظة د خول اى احد، بتول (الفة الفصل السمينة) جهدت بكل حواسها الى تنبيهنا لدخول المعلم ، لكن هيهات فلقد كان جمعنا يغنى بصوت واحد اغنية كانت شائعة انذاك يحفظها الكل ويرددها الجميع ، كان الفصل محتشدا بالمراهقات بينهن من استطاعت لفت نظربعض طلاب المدارس الثانوية من ابناء الجيران الذين كانوا كثيرا ما ينتظرون البنات فى قارعة الطريق قادمين احيانا من مدارس بعيدة
نعمات كانت دائما تحكى عن كمال بلهفة لا حصر لها وعفاف كانت عاشقة كبيرة لصلاح ، لا اعرف سوى الاسماء الاولى لاحبائهن لكنهن كن يحكين لى فى اريحية مذهلة ربما لاننى كنت اصغرهن او لانهن لم يريننى افعل ما كن يفعلن ، كن يرسلننى الى مشاوير عشقهن الصغيرة تلك احمل خطابات مطبقة واوراق معطرة صغيرة ، احملها واذهب بها الى صاحبها دون وجل مما كان يثير ارتباكهن حين يرين واحدا من احبائهن ،كنت افعل ذلك وفى بالى مقولة استاذ اللغة العربية الذى كان يصفهن بانهن ناضجات .
الفرحة ما تزال تغطى جنبات الفصل ، فرح خفى وغناء يشرخ الحلقوم ، كانت بتول " الفة" الفصل قد تعبت من الغمز لناكيما نصمت ، لكنا كنا منهمكات فى الغناء، لحظتها كان مشرف الفصل استاذ "عثمان"يجمع اعواد الشجر التى كان يفسخ عنها الاوراق استعدادا للمعركة التى كان قد عزم خوضها ضد مجمل تلميذات الفصل
خبط الاستاذ السبورة الخشبية فاحدث دويا هائلا جعل الفصل المائج كالشلال يعود الى الصمت الذى تكاد الان الان تسمع اثره دبيب النمل بل ويمكنك كما حدثتنا احد التلميذات بعد ذلك ان بامكانك فى تلك اللحظة ان تجمع ذرات الصمت من فرط قوته
كان اليوم اول ايام الاسبوع "السبت " ميقات التسميع ، استاذ عثمان المتحفز بقامته الفارعة التى تكاد الآن تلامس سقف الفصل المنخفض ، عيناه الواسعتان بدتا جاحظتين جراء الانفعال ، صدره الواسع يعلو ويهبط ، شعره كان متعرقا ، يداه مرتعشتان لسبب خفى رغم ان الفصل كان صامتا بكامله فلو انك دلقت ملحا لبداصوته كالانفجار
اشار الى "الالفة" ان تقف ، وقفت بجسدها الممتلئ وقامتها القصيرة ووجهها الطفولى المرح وطرحتها المسبلة الآن على رأسها تبدو للوهلة الاولى رابطة الجاش كأن ذاك الوحش لا يعنى لها شيئا ، بدا كوحش خرج من كتاب المطالعة لكنه لم يكن خياليا بل حقيقى سألها عن لوحة المشاغبات ، لم تجب ، فلقد كانت على رأس قائمة الشغب ظل الصمت حليفها ، لم تطرف لها عين كأن من كان يحدثها لا وجود له ، ظلت على صمتها حتى داهمها بصوته المبحوح :
ـ سمعى
ـ اى القصائد ؟
ـ آخر قصيدة
قرأت المطلع وثلاث ابيات تالية حتى اوقفها ناهرا
ـ خلاص اجلسى
ـ وداد كملى
وقفت وداد ، شعرها كان حليقا كالاولاد ، قامتها ضئيلة مع ذلك كانت فائقة القدرة على حل المسائل الحسابية وبسرعة كنا نحسدها عليها لكنها لم تكن معنية بكل المحفوظات ، لا تحفظ الا الذى يؤهلها لاجتياز الامتحان ، وقفت مرتعبة فهى كانت التى يومئ لها استاذ اللغة العربية باهتمامه ويعلن لها اعجابه علانية ضاربا عرض الحائط بكل القيم وفارق السن ، لكنها كانت منشغلة عنه بالرياضيات واللغة الانجليزية
ـ ما قلنا كملى
ـ ما حافظة
ـ ما .. حافظة ؟ نعم ؟
ـ نعم
ـ وكمان بتردى ؟ تعالى هنا
وارتفعت يده بفرع الشجرة الغليظ هاوية على يديها الصغيرين تلك اليدان اللتان انفتحتا آليا ، ضربها حتى اكمل الفرع ، تآكل الفرع من فرط الضرب ، وتناول آخر ، جالت وداد داخل الفصل صارخة ، كانت مفزوعة وكنا اشد فزعا منها ، بكينا فى فى صمت باتفاق متواطئ ، اكمل الآن الفرع الثالث
وداد سال دمها من ظهرهاويدها اليمنى وانفها شعرها كان يجرى ماؤه ليصل الى عينيها مختلطا بالدم النازف من كل جسدها النحيل
تعالت صيحاتنا وصيحاتها اختلطت بتواطؤ جديد ليرمى الاستاذ اثره افرعه الخائبة ويخرج متوعدا مغلقا الباب من الخارج ووداد النازفة والصرخات العالية جلبت تلميذات الصف المجاور ومعلماتهن ومعلميهن ، يجرى كل فى ناحية باتجاه مصدر الصوت ، الباب كان مغلقا وعلينا فتحه لان كل الشبابيك كانت مسيجة بالحديد
خبطت بتول الباب الزجاجى بيدها المجردة خبطة استطاعت ان تفتحه بموجبها من الخارج ، لكن الدماء كانت قد غطت المكان
كنت الوحيدة التى لم تشارك فى ذلك الصخب رغم ما كان يعتمل فى داخلى من الخوف ، رغم اننى كنت احفظ الاناشيد ضاربة عرض الحائط بكل الرياضيات وحلولها.
حين تم فتح باب الفصل وخروج وداد محمولة باتجاه عيادة المدرسة البعيدة نسبيا عن الفصل كنت احس احساسا غريبا ملؤه الخوف والحذر والترقب ، لم احس ابدا الا بيد تلمسنى بحنو على ظهرى
ـ زينب
ـ ن ..ع ..م
ـ تعالى
ـ وين ؟
ـ الحمام
ـ ليه ؟
ـ تعالى وخلاص
قادتنى عفاف ونعمات الى الحمام كانتاتكبرانى ببضعة سنوات او ربما لانهما كانتا رحيمتان خلت انهما اكبر منى ، او ربمالانى كنت ابدو اصغر ، لايهم ، المهم انهما لحظتا ان تحتى كانت قد تكونت بركة من الدماء لم اكن احس بها نفذت من خلال الكرسى البلاستيكى الى الارض
ادخلننى الحمام خلعن عنى مريلتى ولففننى بطرحاتهن وهن يتهامسن فى فرح متواطئ ، هنأننى بدخول عالم النساء
ـ بقيتى بت
ـ وكنت ولد ؟
ـ ما تفهمى يا آنسة زينب
خرجت من الحمام بروح هامدة ، جسدى يعتريه الخوف والهزال بعد تلك البركة ، المريلة كانت قد جفت ، ارتديتها وخرجت باتجاه البيت
لاحظت جدتى زوغان روحى وارتعاشاتى المتكررة وخمودى
ـ زينب مالك ؟
ـ ما فى حاجة
ـ لا فى
حينها بكيت بكاء مرا ، بكيت بصوت يقطع نياط القلب ، لا ادرى فرحة لاننى دخلت عالم النساء ام حزنا لاننى فارقت براءتى ؟
جذبتنى جدتى من يدى ، وقفت ، نظرت وراء ظهرى وامامى ، مست بيدها ظهرى فى حنو لم يزل ملمسه يرعشنى كلما تذكرته ، صداه ما زال فى روحى ، جذبتنى مرة اخرى باتجاه صدرها وضحكت فرحا كان يطل من بين خلاياها ، قادتنى من يدى الى ركن المخزن حيث كانت تحفظ مؤونة العام من الحبوب ، فتحت جوالا للذرة ، امرتنى ان ادخل يدى ّ معا ، الى عمق الجوال ، مددتهن ، غمستهن حتى منتصف الجوال ، اخرجتهن ، قادتنى الى جوال الفول ، فعلت ما طلبت منى فى المرة السابقة فى جوال الذرة
مدت يدها بسبع حبات من كل نوع انواع من الحبوب الموجودة فى المخزن ، دلكتهن بيدها ووضعت معهن " تمرة " واحدة ، ربطت كل ذلك فى صرة صغيرة ، مدت بها الى ّ امرتنى ان احتفظ بها ، لكنى لا اعرف اين هى الآن ولا كيف اضعتها
مددتنى على سريرها ، شرحت لى كيف اضع الحفاضات القطنية وضعا صحيحا حتى لا تتسخ ملابسى ،او مريلة المدرسة ، خرجت فى العصر عادت تحمل طرحة للمدرسة ، اجلستنى الى جوارها فى السرير
ـ زينب ، بعد دا مافى لعب مع الاولاد ، مافى مشى للدكان ،ما تقعدى بالفساتين القصيرة فى البيت ، جرى مع العيال مافى ، سمعتى ، انتى بقيتى بت كبيرة ... مفهوم ؟
ـ مفهوم
ابريل 1998 القاهرة

Post: #75
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 07:13 AM
Parent: #58

سلمتنا الجميلة

امتعتينى بهذا النص الذى لو فككناه لعالج الكثير من مشاكلنا المعاصرة

Quote: حينها بكيت بكاء مرا ، بكيت بصوت يقطع نياط القلب ، لا ادرى فرحة لاننى دخلت عالم النساء ام حزنا لاننى فارقت براءتى ؟


أعجبنى كثيرا المقطع ده، واقفة عندو من يوم قريت مداخلتك وباقى لى حرقص فى عقلى وقلبى
حرقص بيحرض فانتظرينى ياصاحبتى ساعود له بروية بعد ان اكمل ال 46 حكاية

محبتى ياسلمى لانك من هنا عبرتى وتركتى لى بعضا من عبق انسانك الطيب ياطيبة ونبيلة

Post: #72
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-23-2007, 09:15 PM
Parent: #57

Quote: ما اروعه حديث الذات والاخر


تكتمل ياصفية روعة حديث الذات والآخر بوجودك وتحليلك ونظرتك الثاقبة

ماتغيبى، الغريق جاى

Post: #59
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: خضر حسين خليل
Date: 09-23-2007, 01:20 AM
Parent: #1

Quote: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر


وقبلناها فوانيسك ومزامير طميك الميمون فهنيئاً لك بعمرك الجديد صديقتي في الدنيا والعالمين وهنيئاً للسادس والأربعون وهو يتهيئ لتجربة قوامها إشراقة بت مصطفي لا غير .
هوذا العمر يمضي صديقتي وأنهار قلبك تتدفق شلالات وشلالات كتابة وتحدي وتفاؤل وتأمل وجمال وإبداع ولا أجمل ها أنتي تمضين نحو درب جديد لا نملك نحن الأصحاب الا أن نغنيك بأمنياتنا العذبة وبأحلامنا التي تعلمينها حلم حلم ونحن واثقون أنك قدرها . هي ست وأربعون عاماً من الجري وحق الله بق الله ست وأربعون عاماً وشبابيك القري في ذاكرتك ست وأربعون عاماً ومناديلك الوضيئة تلوحين بها لأجل غد نطمع فيه بسترة الحال والكرامة فأي فتاة أنت ؟ شكراً إشراقة إذ ألتقيتك شكراً لأيامي وهي تنصفني بلقائك هاهنا علي باب الله والحلم ذات الحلم صديقتي إذن عمر مديد وحياة هانئة ومذيد الجري ومذيد الابداع .
سلمت صاحبتي

Post: #60
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Adam Mousa
Date: 09-23-2007, 02:14 AM
Parent: #59

اشراقه التي اشرقت اسما وذاتا ووصفا... يا من تنثيرن شعرا بل قل عبقا عبقريا
تأسرين بها من يتجول بين هذه الاسطر العبقريا ؛ لا بل تعتقلينه ؛ فكأن كلامك
(وحي من التنزيل ) تسردين فيها وقائع حياتك الجميله المملوءة والمفعمة بالحيويه
والاحلام النبيله.. فاشراقة (الصورة) ونصاعتها دلالة تبين (روحها) وريحان صاحبتها...
فانا لم التقيك الا من خلال سيرتك التي سطرتيها في هذه (الاحتفالية) ولكن وجدتني كمن
(اعرفك) من سنين خلون .. أطال الله عمرك بالسعاده يا مبدعه .. يا متعة (الروح) ..........

Post: #76
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 02:04 PM
Parent: #60

أخى الكريم آدم

اخجلت تواضعى بالكلام الكبير ده..
فالسيرة التى اكتبها هنا هى ليست سيرتى فقط وانما سيرة ناس كتار منسين
ناس عشت معاهم وعاشوا معاى
ناس منحونى الحياة بكل معانيها، وشقاءها، بكل شجونها ولوعتها
مضى ما مضى منهم ومنهن وبقى من بقى ولكنهم جميعا باقون فى قلبى اسطرهم كلما كتبت عن سيرتى المعجونة فى درب خطاهم الماطر

شكرا يا آدم ويسعدنى ان تتابع معنا الحلقات المقبلة

Post: #61
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Sidgi Kaballo
Date: 09-23-2007, 02:27 AM
Parent: #59

كل سنة وانت طيبة وأكثر عطاءا لنفسك وأسرتك وللسودان وللإنسانية.

Post: #62
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Sidgi Kaballo
Date: 09-23-2007, 02:28 AM
Parent: #59

كل سنة وانت طيبة وأكثر عطاءا لنفسك وأسرتك وللسودان وللإنسانية.

Post: #64
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: حليمة محمد عبد الرحمن
Date: 09-23-2007, 09:02 AM
Parent: #62

ما بين صرخة الميلاد "من عمر يوم" الى اكتمال البناء الفكري...
طوبى لمن غاصت في دروب العلم ودهاليز المعرفة، فاهدت لنا (46) فانوسا..

اشراقة..
عمر مديد وعيد سعيد في (مرتعك) الجديد المتجدد..

حليمة

Post: #66
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: نجوان
Date: 09-23-2007, 05:46 PM
Parent: #64

كل سنة وانتي طيبة يا اشراقة..

شكرا لإشراكنافي مساحات صادقة وجميلة..

Post: #86
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:04 PM
Parent: #66

نجوان...
كلما اقرأ اسمك
واقرأ ماتكتبين اتحسس فرح يكسونى
سعيدة بيك يا اختى الجميلة

Post: #85
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:02 PM
Parent: #64

ياحليمتنا الحليمة...
فيك من حليمتنا... شمسنا المشرقة فى دربنا
تلك التى علمتنا الكفاح ومعنى التماسك

كونى معنا، سندك مطلوب يا بنت الانسانية

وتصومى وتفطرى على خير

Post: #84
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:00 PM
Parent: #62

استاذنا الكريم صدقى كبلو

شكرا وانت قد نحت صخرة الفكر ومهدت لنا الدرب، درب الكلمة الحرة والرؤية الثاقبة

وكل رمضان انت واسرتك بخير ومبروك للبنية

Post: #83
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 09:57 PM
Parent: #59

ياخدرنا الاخدر، ابن دمى، احدى الاسماء الحقيقية الفى حياتنا...

وها انت فانوس انسانى وحقيقى اشعل قلبى وعقلى بمحبة العالم
الدنيا ماشة ولازم نجاريها
حول... غير مكانك يافتى...
وحكينا
وشكينا
وضحكنا
كاخوين
كاخوات اتنين
اصحاب وجعة...
فى عامى ال 46 اهديك بعضا منى... فلاتبرح خيوط الصباح فى دمك يا ابن دمى...

Post: #68
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: طارق جبريل
Date: 09-23-2007, 07:14 PM
Parent: #1

اشراقة كيفنك
عمر مديد وملئ بالعطاء ان شاء الله

محبتي الاكيدة

Post: #69
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 09-23-2007, 07:40 PM
Parent: #68

دكتورة اشراقة.... ربنا يعطيك الصحة والعافية والعمر المديد.

خالص معزتى
سيف

Post: #88
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:07 PM
Parent: #69

سيف الانسان، زول الحارة واخو الاخوات

حبابك فى حوش اختك
وربنا يديك العافية ويحفظك يارب

Post: #87
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:06 PM
Parent: #68

طارق الانسان اللطيف...

شكرا لانك دوما تساهم فى صناعة الفرح فى الآخرين
ربنا يخليك ويخلى ليك الامورة واخوها
ويحفظكم من كل شر

ومحبتى الاكيدة لاريب فيها ابدا

Post: #70
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: osama dahab
Date: 09-23-2007, 08:13 PM
Parent: #1

ما ان اقرأ مثل هذه السطور
تتدفق شلالات الامل
تصدر صوتا مفاده
ما كل العقول مليانه بى غنوات زى راجل المرا
بل هناك مساحة شاسعه لمريم الاخرى وتراجيديا الصراع
التحيه والقومه ليك يا اختى
ننتظر السطور كما المطر
واصحى ياالقشر
واسال عشان تعرف
اسامه دهب

Post: #100
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:14 AM
Parent: #70

اسعدتنى يا اسامة دهب بحضورك وقراءتك للفوانيس
كلما تقرأها فانت تساهم بمحبة فى اشعالها لتنير لى دربى

كن طيبا يا اخى

Post: #71
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Adil Osman
Date: 09-23-2007, 08:51 PM
Parent: #1

جانب من مدينة كوستى قبل 3 سنوات. كيف كانت المدينة حين امتلآت رئتا المولودة اشراقة بالهواء قبل 46 عامآ؟


Post: #73
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Abu Eltayeb
Date: 09-24-2007, 01:07 AM
Parent: #71

الف مبروك اختى اشراقه ومليون شمعة

وانت رجل والرجال قليل

افتخر بك كما افتخر بأخواتى

اسماء محمود وهادية طلسم واسماء حليم و تراجى مصطفى واخريات
فأنتن رجال والرجال قليل..

فأرجو ان تكونى فهمتى مقصدى..
كما ارجو ان ترجعى لبوست استقبال الدكتورة اسماء فلقد ابنت وجهة نظرى واهديتك هدية عيد ميلادك لك ولنا جميعا من الأستاذ محمود محمد طه فى وصيته للرجال وللنساء ولهما سويا

المهم فى الموضوع انا طلعت اكبر منك واصغر من سلمى الشيخ سلامه

شكرى

لطفى

Post: #74
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Abu Eltayeb
Date: 09-24-2007, 01:11 AM
Parent: #73

الهدية

Re: الدوحة ترحب بالدكتورة اسماء عبدالحليم .. فالنرحب بها..

لطفى

Post: #77
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 03:50 PM
Parent: #74

فوانيس
د. إشراقه مصطفى حامد
[email protected]



فوانيس الميلاد، مزامير الطمى والنحت على الصخر {2}

الى نجوى..ياقوتة البحر الفريدة

يانجيوتنا البديعة
كيف اكتبك فى بضعة صفحات وانت مكتوبة فى عمرى وشجونه
أكتبك بكل دفقى وبعض احزانى
اكتب فيك كل البنات النابهات للغد الساطع
واكتب فيك سيرة البحر والمرافىء
سيرة الناس و الطين والشمس
سيرتنا يا بنت أمى و أبى
يابنت روحى
ندية صافحتى حياتنا، طرية القلب مثل غصن ليمون شهى، كنت كبيرة أمها وابوها وفى شكل آخر {البكر العوير} وكنتى {الحتالة}، عصارتنا المفرحة، بيننا اعوام ، شقاء الذاكرة وسيرة الناس الطيبة وبيينا الحزن مستوطنا وشجيا وطافحا كخضرة قلبك حين يهب الناس المحبة، ياتريزا يا بنت أمى..
كنت من اختار اسمك... سموها نجوى وما احلاك من نجوى، استحضر وجهك الطفولى الوسيم وطفولتك المرحة وانده حكاياتنا، اشواقنا وعذاباتنا فى هذا الليل الطويل الذى لايبدو معلنا لصباح.
داهمتنى الذكرى ليلة أمس وحاصرتنى فى زقاق بيتنا المسكون بالجن وحكاياتة.
امامى حزمة اوراق وعشرة اقلام رصاص وزرافة مجنونة هى نجوانا، اتعبتينى يا صديقتى وحرنت الكلمات ، حرن النوم {ما صلو حارن من يومو} والليل طويل وميت ومميت. تمددت باحثة عن طمأنينة فى انفاس صغيرتى مرافىء.
{النوم جافانى} والحمى تصعد من اخمص الشجن حتى قمة الحزن، الذكريات تنهمر والمطر يطرقع فى اصابع الليل بقسوة لا كما هناك حين كنا {نكرفس} الروح قبل اجسادنا الصغيرة نتدفأ ببعضنا فى ذلك العنقريب المتهالك، حباله تلامس الارض وقطتك البائسة تمضغ فى الحبال متغمصة رائحة لحم بالكاد تشم رائحته.
المطر والرعد و رفقتنا فى درب صراطنا الحزين ما افتقده الآن، حكايات بعيدة وكأنها حدثت قبل ايام، ملوحتها تشقق اقدام احلامى ومن جهة اخرى تهب هبوطها سندا لتنهض كريات التحدى الحمراء والصفراء والخضراء ياقوز قزحنا البهى. لك من الاسماء نجيمات وهبها لك الاصدقاء الجميلين
نجوى الزراف ركوب الجن، الام تريزا، جوى، النجيو الولد الحليو ولكنى سميتك ياقوتة البحر الفريدة، لكم اشتاق لعينيك الماهلة كسهول الريف، تمارسين المحبة لكل من حولك وتغرسين بزورها وتشب لبلابا يدثرك ويدثرنا ونحن البنات الثلاثة نواجه قسوة الواقع ولؤمه فى ذلك الزمان البعيد القريب من قلبى.
عزرا... اتوقف الآن.. الحمى انهكتنى وعرق حكايتنا يتصبب.. دعية يبل صهد الذاكرة، يبلها فتنهض..غدا اواصل
انقذنى صوت الهام الجيلى، لن تنسيها، صديقتى من زمن الطفولة باعدت بيننا الدروب وقربت بينا الهموم سألتنى عنك... {نجوى الجميلة الحلوة كيفنها؟}، حكينا، اشرقت دموعنا وضحكنا. الصديقات والاصدقاء الذين بقوا بهارا {حادقا} فى تاريخنا المشترك.. نمت بعد المكالمة التى استمرت قرابة الساعتين والطمأنينة تتلبسنى وشاحا... وشاح الهامى حميم فى ليل غريب.
صباحاتى غير.. نومت ذاكرتى ليلة امس {بفاليوم} النحيب، صحوت والذاكرة تشدو لك ولتلك الايام وللناس {ديلك}، صحوت وقطرات المطر تغسل اجسادنا الواجفة {محل مانقبل تنقط} وأمى والكانون الحنين ورائحة ملاح ويكابها، منى وسيطة عقدنا الساخرة تعلق {ده بث مباشر} وننفجر بالضحك، وسقف الغرفة لايكف عن {الصبان}، تلك الغرفة التى سعتنا جميعا وسعت معنا كلبة الجيران ودجاج نوره. اهكذا تتداخل الازمنة والامكنة وتزاحمنى فى صحوى ومنامى المقل، كان المطر لا ينقطع فى تلك المدينة التى أحببت- كوستى- التى عركتنا بيوتها، شوارعها وناسها وعجنت اوجاعنا فى مئات البنات اللآتى لم يكلن البحث عن موطىء للذات فى سعيها الهميم.
كانت صلتنا ببعضنا قوية، ربما المحن التى لازمتنا سنينا طوال، ربما الاصرار والعزيمة للنحت على الصخر، كنتى ايضا كثيرة الاسئلة ولايهدأ لك بال ان لم تقنعك الاجابة، تجلسين بجانب جدنا من أبينا، تشذبين له ذقنه وتقلمين اظافرة بحنان وتمطرين له الصعود حين لا افعل وتعلقين ساخرة { والله ياجدى مافضل لينا الا نسف} ويضحك جدى الطيب الذى بالكاد نسمع صوته، هادئا ووديعا كطفل وليد، تنامين بجانبه وتصبين قيامة اسئلتك وانتى لم تتجاوزى حينها السابعة من عمرك.
انت ياجدى العور عينك شنو؟ ويحكى عن عنبر جودة، هناك فقئت عينه، كانت جميلة تدلل عليها الاخرى فى اتساعها وسوادها. انتبه لاكتب وهو يحكى، يقطع حلمى بالكتابة نشرة الاخبار- هنا اذاعة البيبى سى.. ويضيع حلمى ان اكتب عنه فى حصة الانشاء القادمة ولكنى كتبته فى قلبى منذ ان انتبه ان يسألنى عن شجونى الخاصة فى زمن اتلهى فيه الكل فى همومه الا هو فقد كنا كل همه.
كنتى {عنترنا} رغم انك اصغرنا، معاوية توأم منى الذى يكبرك ببضعة اعوام يعود من المدرسة باكيا وبه آثار خربشة على وجهه، مازال طيبا وهادئا ومازلتى تتبنين همومه وحين تكثر عليك الهموم يعلو طنين اساك {انا ماولدتكم ونسيتكم}. يحكى معاوية عن {العصابة} التى تآمرت علية وقامت بضربه، حسن وحسين التيمان، تتناولين اقرب طوبة وتجرى تجاه بيتهم وتناديهم {كان رجال اطلعوا لى بره}
ارتكبوا الحماقة مرة و {جلدتيهم زى السلام عليكم} وعدتى الى البيت مزهوة ومنتصرة و{عيال الحلة} يحكون {النجيو الحليو دقت حسن وحسين، امس خبتت كباكة والمرة الجاية الدور على اولاد سبت} ومن يومها لم يعد معاوية او {التوم الخاتى اللوم} مخربشا.
كنت على العكس منك {زولة فصاحة لكن دق مامعانا}، كان يوما عجيبا يوم مارست فصاحتى مع بنات حاجة حواء فقامن بضربى دون رحمة كان ذلك ايام المولد وبعد ان ادن مهمتهن دندنن باغنية { تانى تجى المولد يابت هاج هامد}
لا ادرى من اين تتحصلين على الطوب الاحمر وبيوت حلتنا كلها من الجالوص، حملتى طوبتك وسلمتى ساقيك الطوال للريح. حزروك بان بنات حاجة حواء متينات البنية { بيفطرن ويتغدن قدو قدو}*
ومازال البعض يذكر وانتى تتوعدين وتعدين بالانتصار {كان على القدو قدو كلنا بناكلو} واخذتى لى {تارى} ومن يومها حرمن بنات حاجة حواء حتى اللعب مع بنات حلتنا.
كنتى تقومين بكل الافعال الكبيرة التى لاتناسب سنك، ردم الحوش، ردم السقف، الطلاء، تساعدين الجيران فحين ينده احدهم يا ابو مروة تقفزين ويمسك جدى فى قدمك الصغيرة {الجماعة قالوا يا ابومروة ماقالوا يانجيوة}، وتحجاجين جدى، {ياتقوم انت يا اقوم أنا} ويضحك جدى من {مسخرتك} {انتى نسيتى انو عينى اتعورت فى عنبر جودة؟}.وحال لسانه يكرر ماحكاه لنا ذات امسية خريفية.
وكنتى مرؤة السماء فى فتية.
تمشطين ضفائر امنا حليمة وتمازحينها { انتى يا امى البلح ده ماسوس ماتطلعيهو لينا} ومر الزمن واصبت بداء التكديس فاطلقنا عليك حليمة يا امنا التى تصغرنا.
كنتى حين تلمحين {كومر البوليس} يتجه صوب بيت كنو {النباوية} كما كانت تعتز بجزورها، تركضين نحوها، صنوف من البشر تجلس تحت شجرة اللالوب، يحتسون {مريستها}و { بقنيتها} و { عرقيها}
تكلمينها بصوت عالى يابنت السابعة وعيا. غيرت كنو اسمها الى نجوى النباوية تيمنا بك، وكنتى الوحيدة التى اهدتها هدية ذات قيمة حين عودتها من الحج فى اعوام لاحقة.
كان ذلك الحى رغم تعاسته وفقره الا انه ظل فوانيسنا التى حملناها اينما ذهبنا، لن نستطيع نسيانهم ونسيان نسائة الجميلات والقابضات على جمرات الصبر، على يديهن تعلمنا الكثير والمفيد، تعلمنا نواجه الدنيا وقسوتها بالضحك ونغسل اوراحنا بالدموع كلما { قرصتنا} المأساة ونحن ومازلنا يافعات. فى سن مبكرة جدا تعلمنا {العواسة} وحين تغيب حاجة كلتوم التى تجلبها الى ذاك المطعم فى السوق الكبير تجلبينها بنفسك وتعودين ببعض الأدوية لامنا التى كانت كثيرا ماتمرض ويداهمها الصداع النصفى. لم ولن نخجل يوما من واقعنا، واقع ماصنعناه ولكنه صنعنا حين نفذ وعيا حادا يوم ارتبكت حياتنا لسنوات طويلة ولازمتنا الربكة، قلت يومها
{ لامخرج سوى المعرفة، ولانافذة من غير العلم}، كنت ومنى متيقنات من جدوى المعرفة وكنتى ملولة تجدين التنظير عن سخف المدرسة وطريقة التدريس وحفظ الاناشيد. على لمبة باهتة بدأنا طريقنا قبل ان يمن الله لابى لتنير لمبات النيون بيتنا، لقد كان يوم عيدنا. الجازولين يكاد ينفد من اللمبة الوحيدة التى تستخدم لكل شىء، تلك التى انارت حقبة من حياتنا، حجتك وانتى تتمردين على المذاكرة هى اللمبة التعبانة وتنفجرين حين {تلكزك منى مانعة اياك النوم، قومى اقرى السماحة دى مابتفيدك بعدين، اها قولى عرسوك وبعد سنين اتمليتى عيال وطلقوك حاتعملى شنو؟ لاشهادة ولا يحزنون} ويأتى ردك جاهزاـ {منو القال ليكم انا عاوزة اقرأ جامعة/ امتحن الشهادة واشتغل فى مطار الخرطوم، وتضحك منى وهى تردد {حلم الجعان عيش} ولكنى كنت متيقنة من انك ستفعلينها وستكونين كما ترغبين. ينفد الجازولين وتلفظ اللمبة آخر انفاسها مع آخر شطر من النشيد المدرسى. على الفقراء ايجاد وسيلة أخرى لمواجهة هذه الحياة القاسية.
كان الفقر والمرض صنوان فى حيينا، لاشىء سوى العرديب، دواء المساكين، تصنعة امى لك وترفضين
{ يمة انا حا موت، الحمى يا امى} وتردد أمى الله كريم ويأتى صوتك خائرا وتعبانا { اقول ليك عاوزة دواء تقول لى الله كريم} ويستغفر جدى الله ثلاثة وثلاثين مرة.
مرت الحياة بهزيعها، قسوتها، مطرها واناشيدها وكبرت معنا الاسئلة، اسئلة الفقر واحلام التغيير، من البيت بدأنا، من النحت الذى تعلمناه منذ زمن بعيد، منذ ان قلنا للدنيا ها نحن هنا فتلفعلى ماتريدين.. وفعلت الدنيا فعلها وتخصصت فى حياتنا وكشرت انيابها فى عمرنا الغض. تذكرنا كل ذلك وصديقتنا نوال حسن الشيخ وانا التقيها بعد ثمانية عشرة عاما فى ليدز الشهر الماضى، بكينا ثم ضحكنا كثيرا والذاكرة تصحو من هجعتها، امام بيتهم وقبالة زريبة الحطب تقرع الطبول فى الاعياد وكنت احرصكن للذهاب هناك، مجنونة بالرقص ومازلت ولم تجدى تحزيرات ابى فما ان تقرع الطبول والا تبدأ {عفارة} اقدامى الصغيرة من بيتنا الى هناك، قالت كنو { بت عشة دى عندها ظار}، ظار ظار فليكن..اعود خائفة ما من شىء الا خوفى من ان يكتشف جدى انى { لطشت سفنجته وردحت بيها كما اشتهيت}
حكينا نوال وأنا وعلى النضيف عن {اسماء فى حياتنا}، تلك التى تناساها الراديو والتلفزيون الرسمى
اسماء واناس هم تاريخنا الحقيقى ووجعتنا الازلية، لم تسطع اسماؤهم فى كتاب كوستى القصة والتاريخ، القصة بدأت من هناك، من تلك {الجخانين} وتلك الاصوات المجيدة التى لم تغنى لها يوما امة الامجاد.
قرابة العيد يمنحنا أبى ماجادت به ظروفة، نفكر منى وانا بان لانشترى مانشتهى فالافضل الاهتمام بالبيت، تجليد عنقريب او اثنين وطلاء الحيطان وندخل معك فى مفاوضات وتحرنى وترفضين المساهمة { هى كلها كم، دى مابتجيب لى الفستان البمبى، والله كيلو باسطة ماتجيبو}، قلت لك انت ادفعى وحاتاكلى باسطة، صديقتى سوسن كانت تمنحنى اليوم والثانى قطع من الباسطة والبسبوسة، اول مرة اكلتها طفح جلدى بالحبوب الصغيرة وحين عرفت ست البنات بنت خالنا الامر شخصت المرض {دم التاجر} نتيجة { لرمرمتى}، وكنت احك كل مكان فى جسمى وانا اموت من الضحك والكل ينفجر وانا اقترح ان نسمى هذا النوع من المرض {دم سيد الباسطة}.
ليست هناك بسبوسة تضاهى تلك وطعمها، لا من الصمدى ولا من التركى الكائن فى الحى التاسع بفيينا والمعروف بحلوياته الشهيرة.
حين الحينا عليك اقترحتى ان تكون مساهمتك {الطلاء والبوهية ودق الزول البيدقكم يوم العيد}. كلما ارى فستانا بمبى اللون تذدهى روحى وتهيم، كل الاشياء التى اتحرمنا منها فى ذلك الزمان قد تكون ممكنة الآن ولكن الغير ممكن ان تشق ضحكاتنا سكون هذا الليل.
الليل صامت، الحرامى يسرق شوال العيش الذى يبيعه ابى زيادة فى الرزق، قبض عليه واودع الى السجن، جهزتى فى اليوم التالى { ملاح نعيمة} وطلبتى من الامين أن يرافقك الى السجن، انه الجنون، عمرك كان حينها تسعة اعوام وجسدك يرتجف من البكاء تعاطفا مع الحرامى الذى مؤكد حايكون {نام الغوى}. اكل الحرامى النعيمة ورجع شوال العيش وفرح هاشم فى العيد.
يوم العيد تزورك صديقتك، جاءت ووجها الصغير مورما، عرفتى منها ان وليدات الحلة يلعبون فى الكرة فضربتها دون ان ينتبهوا، خرجتى وصرختى فيهم عاليا، وقفوا اللعب، عنتر جاء، وسألتى من الذى ضربها وكان ناصر الذى مات غضا رحمه الله، قلت له اقيف هنا، وكنتى لاعبة كرة ماهرة ولفحتى وجهه بالكورة ومن ثم عدتى الى البيت تعدين عصير العرديب لصديقتك و لاتجدين سكرا وتجلبين لها ماء داكنا اللون.
تم ترويضك كما تم ترويضنا من قبلك وانوثتك تفرهد ومن ثم هدأت شقاوة الطفولة او قمعت ام انها مرحلة أخرى من عمرك احببتى فيها الحفلات وبيوت الاعراس وكنتى ترافقيننى‘ لقد كان الرقص حينها و{مباراتى} له كظلى الذى يتبعنى لما قاومت قهرى وشجونى ولما عدت الى البيت كزغب وليد يلتقط حب الحياة بشهية.
حين اكملت عامى الحادى عشر عاما قدر لابينا ان يختار قرنفلة أخرى ترافقه بقية مشوار حياته، كانت امنا لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، وقفت سنديانة صامدة فى وجه حزنها وانكسارها ورفضت وردتنا الوضع الجديد فى زمن كان من الصعب على النساء ان يقلن {بغم}. بقيت معنا وسكنا جميعا فى بيت واحد وبعد ان وهب الله لدنيتنا بنيتن جميلات وولدين حلوين مثل النمسة تولت امنا تربيتهم سويا مع ابى وقرنفلته. فكانت امهم قبل ان تكون امنا، كان العزاء والسلوى الذى داوت به جراحاتها. هذه الاحداث غيرت مجرى نهرنا،. كم سهرنا الليل نفلى حقول الحزن وننده دميرة ارواحنا لتفيض ببعض الامل والتماسك.
قناعتى ترسخت منذ ذلك الزمان البعيد وانا اكبركم جميعا، فقد انتهجت طريقا شائكا ولكنه سيكون طريق الخلاص، المعرفة هى بابنا الاعظم للمستقبل والعلم هو ضمانة عمرنا القادم
حققتى حلمك بالعمل فى المطار بعد امتحان الشهادة السودانية ودرستى اثناء العمل الجامعة وكنتى تقومين ومازلتى بكل المهام الانسانية، نحلة تمنح عصارتها للناس، عركتك دروب كثيرة وعركتيها، العمل السياسى الذى وهبيته انضر سنوات عمرك فاصقلك، عرفنا دروب كثيرة ومن خلالها كسبنا عالما جميلا، ناس الحارة {لمن الحارة تقيف على أمشاج روحنا التعبانة}، وعرفنا ايضا مايكفى من اولئك الذين خدشوا حزننا.
كل ذلك العالم يانجيوة يصحو صاخبا فى، عاودنى التوتر والقلق والذاكرة التى فى تمام صحوها الآن.. {ناس فى حياتنا} كانوا ومازالوا الوهج وكانوا ذبدة الانسانية. أجلس الآن فى حديقة مشذبة وجميلة، عصافيرها تزقزق وقلبى يشدو بمحبة النساء اللآتى بهرن حياتنا بالمحنة والسند ايام كانت المحن سيدة زماننا.، حولية، حواء،زهراء، سعدية،بت الجعلى، سعاد، كاكا، كلتوشة، نورا الشايقية، الفاطمتين، جمال، كنى، جردة، مريم قرشو، الشاتى وام خريف. يالهذا التنوع البديع لحن ينسابنى الآن فتزهر الدموع فى عيونى.
بت هيرون، لن تنسيها وكذلك لن افعل، تمر امام بيتنا تحمل عتادا واحجارا جمعتهم من {كوشة ملس} الشهيرة، وجهها جميلا وجسدها نحيلا، حتى حينما تكسو ملامحها الغضب تبدو وسيمة، سألت أمى يوما عنها فبت هيرون كانت لاتفتح {قطيتها} ابدا، لا احد يعرف مابداخلها، كانت تفتحها لامى وتبتسم فى وجهها {حباب بت حامد الجابها الدرب}. ودرب بت هيرون كان محفوفا بشوك الاسئلة والغبينة والغضب، كنت على يقين بانها الواعية وجميعنا مجانين.
ود ابتمرة، احبه جدا، كنا نلتف حوله ونحن صغارا، ومان ترينه الا ويتهلل وجهك، الشيخ الصالح جاء، ويلف سبعة لفات ويندندن بصوت رخيم {الله حى، حى الله}. لن انسى يوما ناديتيه، وهو المسن الطيب النقى، وماكنا نسبق اسمه باى لقب فقط ود ابتمرة، دخل بيتنا واجلستية فى البنبر، ولانه كان فارعا كنخلة هب واقفا وبدأ يدور {الله حى، حى الله}، اعطيتيه جلباب جدى وجلستى تغسلبن له جلبابه وادخلتى له الجردل ليغسل جسمة النحيل، خرج مبتسما وليس { عراقيه} النظيف وطبع قبلة على جبينك قائلا { الله يخليك يا بت حليمة}، كثيرا ماينادوننا ببنات حليمة، امنا التى غرست زهور الحياة فى قلبنا.، صوت ود ابتمرة يغيبنى الآن من المكان، المح وجهه ساطعا فقد كان الملح الذى طعم دروبنا بعزيمة التغيير.. { اسماء فى حياتنا}، الاسماء الحقيقية التى شبت حريقا فى وجه الظلم ورحلت دون ان تنعم بحق الحياة الانسانية، رحلوا وبقيت وقلمى لاكتبهم، صبرة وبت هيرون، ود ابتمرة ، والجمل طويل عنقوق الذى كان يجلب اللحم البائس من السلخانة وجميل كوستى البهيج، وفنانينها وحسن كروشه واغنيته التى اشتهر بها وابكانى بصوته الرخيم فى الحفلات { مبروك عليك الليلة يانعومة، ياحليل ناس ديك الزمان بيجونا}...
مضوا عن عالمنا دون ان نسمع صوتهم فى هنا امدرمان ولكن {الله حى.. حى الله}
وصرت من {ناس حليل ديك الزمان بجونا}، صرت بعيدة وهم اقرب لى من شهقتى بالحياة التى عافرتها بصمود وارادة، كان ذادها هؤلاء واولئك ومن قبل انت يا امنا ياتريزا.
الاعتماد على الذات، فتحنا عيوننا على الشقاء منذ وقت باكر، نعمل فى الاجازات الصيفية فى بلدية كوستى الى ان منّ الله على منى وهى الذكية التى لايفوقها احد فى الرياضيات، عملت محاسبة فى مصنع كنانة قبل ان تستوعبها جامعة جوبا، وعلى يديها عرفنا ملمس {شوالات السكر، وقصب السكر الجد جد}، شبع شفع حلتنا وكانت توزع السكر مع امى الى كل بيت وكانت دعوات الجيران تتعالى { تتعلى يامنو بت عشة}.
ايتها البينة الجسورة، كيف وقفتى فى وجه أمن كوستى حين جاءوا بيتنا بعد انقلاب الانقاذ بايام معدودات يبحثون عنى، حرقوا كتبى التى اشتريتها بشق الانفس، حرقوها فى وسط غرفتنا تلك، ولم تنطفىء فالمطر كان يبلل كل الغرفة عدا ماحرقوا فيه دروب معرفتى. كان ابى مندهشا فكيف يسألون عنى وانت كنت اكثر نشاطا منى فى كوستى؟ كيف ولم اساهم مثلك فى الحركة الديمقراطية فى المدينة؟ حين اخبرونى وانا فى الخرطوم ابحث عن عمل بعد التخرج ظنيت فعلا بانهم ضلوا طريقهم الى بل انتى المعنية ولكنهم ظلوا يعاودون البيت ودفعت عواطف ثمن الكى بالنار على قدميها وهى تنفى معرفتها بى،{ بتعرفى اشراقه؟} لا، ومقابلها نار على ساقيها، صمدت وكان من الممكن ان تقول لهم عن مكانى، ولكنها عواطف البلد الشاهق.
قبيل استعدادى للسفر الى النمسا كنا قد استأجرنا { قطعة ارض} لنبنيها و {نتلم} بدلا ان تكون كل واحدة من ثلاثتنا فى الداخليات، وان تكون أمنا معنا، دوما نلتقى بشر نبيل فى مسيرة كفاحنا، وذلك الحوش الاليف فى القوز ضمانا جميعا، فوانيسى اضاءوها بمحبتهم. عم على قرموط الذى عرفته اثناء عملى كسكرتيرة فى العمارة الكويتية وكان يعمل مقاولا لنفس الشركة ومن بعدها واصلتى العمل فيها بعد سفرى. تعامل عم على معنا كبناته وحين عرف جزء من همومنا العاصفة اقترح علينا قطعة ارض صغيرة فى الديم على ان نبنيها ونسكن فيها مجانا لمدة اعوام وراقت لنا الفكرة، تروقنا دوما الافكار المجنونة التى يراها البعض مستحيلة التحقيق، وبدأنا، فى حى شعبى حميم تفصله بضعة خطوات من محطة الشدرات، وبدأنا مشوار التعب ولم يبق زمن طويل لسفرى الى النمسا، وسألت من الذى يبنيها.. سطع صوتك أنا، وضحكنا، يامجنونة كيف يعنى؟ وجاء ردك صامدا، ايوة صلاح كشكش يضع الخرطة وانا ابنيها وهو يراقبنى. صلاح كشكش اخونا الذى لم تلده امنا، ود الجيران فى كوستى التى منحتنا خيرة الناس.
وسافرت...
وحين عدت بعد عام لم اكن انا، كانت اخرى هى التى عادت، ولهذا البكاء مقام لاحق يعوى فيه قلبى وحبرى والشجن. حين عدت جلسنا على تل الرمل ونخطط، قلت لكما { عاوزة اتزوج} وكانت خيبتكما فينى، والبيت وامنا، و... و....، قلت لن يمنعنى ذلك من المساعدة وارسال ما استطيعه لبناء قطعة الايجار. حز فى نفسى غربتها عنى وعنكما وحز اكثر ان لم يسمعنى نبضكما، ماذا فعلتى هناك، كيف قاومتى؟ وكيف حال قدميك وانت تقاومين الجليد بحذاء مخروم، خسارة ان اشترى حذاء جيدا والبيت عاوز البناء!! تم بناء البيت، كنتى ومنى تحملان المونة والطوب وتعجنين الطين.
حسيت بالفجوة وفلجة تنشق فى عمرنا الذى صمدنا فيه رغم كل الاعاصير، فقد تحزمت العزيمة فىّ وسافرت بعد ان اغلقت كل الابواب فى وجهى، من يومها وفقدت بعضى الدافىء، فقدت لوعتى بالحياة ولكنى فى المقابل كسبت عوالما أخرى، دنيا ثانية اصقلتنى وعلمتنى اتمسك بالغناء وان بح وترى المجنون بالحياة.
مر على زمن حسيتى برقابة داخلية صارمة تحاصر حروفى وانفاسى، حسيت بانى مخنوقة فى غضبة سحابة جافت الناس الطيبة و بانى بموت كحلم صبية نضر مزهر فى خدود صباحاتهاا

كسبت الكثير ولكن ما كسبته لن يعوضنى صفاء ضحكتنا وهى تشق ظهر الشقاء والفقر والمعاناة، ماذا ومن يعوضنى دفء تلك الليالى، حين يكون المطر كما تقول منى كالبث المباشر.. وهنا لايبلنى المطر الحمضى، هنا.... حكاية اخرى تركت خربشاتها على سنوات عمرى.
حين عدت كنت اخرى، وكان بى اسى ان { احكى ليك عن حالى، ايام شهور وليالى} ولكن فكل مرة أكتشف غربتى، يالهى، كنت ساجن حين داهمنى الاحساس بانى غريبة عنك، يومها احسست بانى وجهى غريبا عنى، وقلبى لاينتمى لاشراقتى بالشموس، ضاعت لغتنا المشتركة، لغة خلقناها حين كانت الدنيا قاسية جدا مع ثلاثة بنات لم يمنعهن فقرهن وشقى الايام من ان يصمدن امام وحوش الزمان، تغيرت الحياة ياصديقتى الجميلة وصرنا { الشحمة والنار}، فلتكونى الشحمة واتركى لى نارى وصهوتها.
كم احتجنا من الزمن لنرتب ضجيج العالم فينا، هل ترتب؟
اليس محزنا ان تعيدنا الى روحنا الحنينة أمنا وهى عاجزة عن الحركة والكلام؟
ربما ماحدث لكلينا كان يحتاج الى هذا القدر من القسوة لننتبه بان ثمة مايستحق ان نعيش الحياة، السنا جديرات بها؟
اوتارنا تلك واهازيجنا الليلية، منى تسخر { البتغنوا ليها شنو؟ المطر كانت شالت ساى بيتكم ينقط، قلبكم ميت}
هل كان قلبنا ميتا؟ لا اعتقد، كانت الحياة فينا ضاجة وصاخبة وكنا بنات العناد المر، العناد الذى علمناه لبنات اخريات من حيينا ذلك، كيف تماسكن بنا وتماسكنا بهن وكيف منحتى لهن زمنك وقلبك واشياء لا ارغب فى ذكرها.
كيف كنتى تدبرين الحياة وتجارينها بعد سفرنا؟ كيف استطعتى ان تغنى رغم الجراحات؟
كيف حافظتى على انسانك النبيل
اعرف يانجيوتنا، ياتريزا.. اعرف، لانك ببساطة { الاصيلة زى الشعاع تدخل رواكيبنا واوضنا}

فلتظلى فوانيسى المانحة ضيئها للناس من شعاع عينيك
وساظل احبك يا نجوى...
احبك واهديك سنوات عمرى ال 46 بكل مافيها وبكل ماعليها
فقط لانك تستحقين ولانك نجوى

فانوس للجوى
هذه سيرتنا.. سيرة الناس المنسية... انهم ينهضون الآن وبهم يشع فانوسى الاول والاخير

Post: #78
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: رأفت ميلاد
Date: 09-24-2007, 04:02 PM
Parent: #77

مرحب إشراقة

لقد فقدت الأمل أن تتوقف إشراقاتك "أقصد فوانيسك"

تابعى و كما قلت لكى أنتى فى قمة العطاء
لا تبخلى

مودتى

Post: #96
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:00 AM
Parent: #78

والف مرحب بيك يارأفت

اسعدتنى بوجودك ومتابعتك
يسعدك ربى دنيا وآخرة

وكن معنا

Post: #126
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: tayseer alnworani
Date: 09-27-2007, 10:04 AM
Parent: #77

Quote: كانت صلتنا ببعضنا قوية، ربما المحن التى لازمتنا سنينا طوال، ربما الاصرار والعزيمة للنحت على الصخر، كنتى ايضا كثيرة الاسئلة ولايهدأ لك بال ان لم تقنعك الاجابة، تجلسين بجانب جدنا من أبينا، تشذبين له ذقنه وتقلمين اظافرة بحنان وتمطرين له الصعود حين لا افعل وتعلقين ساخرة { والله ياجدى مافضل لينا الا نسف} ويضحك جدى الطيب الذى بالكاد نسمع صوته، هادئا ووديعا كطفل وليد، تنامين بجانبه وتصبين قيامة اسئلتك وانتى لم تتجاوزى حينها السابعة من عمرك.
انت ياجدى العور عينك شنو؟ ويحكى عن عنبر جودة، هناك فقئت عينه، كانت جميلة تدلل عليها الاخرى فى اتساعها وسوادها. انتبه لاكتب وهو يحكى، يقطع حلمى بالكتابة نشرة الاخبار- هنا اذاعة البيبى سى.. ويضيع حلمى ان اكتب عنه فى حصة الانشاء القادمة ولكنى كتبته فى قلبى منذ ان انتبه ان يسألنى عن شجونى الخاصة فى زمن اتلهى فيه الكل فى همومه الا هو فقد كنا كل همه.
كنتى {عنترنا} رغم انك اصغرنا، معاوية توأم منى الذى يكبرك ببضعة اعوام يعود من المدرسة باكيا وبه آثار خربشة على وجهه، مازال طيبا وهادئا ومازلتى تتبنين همومه وحين تكثر عليك الهموم يعلو طنين اساك {انا ماولدتكم ونسيتكم}. يحكى معاوية عن {العصابة} التى تآمرت علية وقامت بضربه، حسن وحسين التيمان، تتناولين اقرب طوبة وتجرى تجاه بيتهم وتناديهم {كان رجال اطلعوا لى بره}
ارتكبوا الحماقة مرة و {جلدتيهم زى السلام عليكم} وعدتى الى البيت مزهوة ومنتصرة و{عيال الحلة} يحكون {النجيو الحليو دقت حسن وحسين، امس خبتت كباكة والمرة الجاية الدور على اولاد سبت} ومن يومها لم يعد معاوية او {التوم الخاتى اللوم} مخربشا.


العزيزة اشراقة
الله على هذا البوح الجميل لقد فتحتى فينى ذكريات جميلات لايام الطفولة وتجاربى الجميلة

كم تتشابه تجاربنا و مدننا فى السودان لقد اتقدت فى ذكرى الابيض الجميلة واحياءها المختلفة
لك محبتى يا دكتورة
و كل ميلاد وانت جميلة ورائعة تعبيرين عننا نحن بنات الغبش الذين نحلم بواقع جميل يجمعنا جميعا

واصلى بوحك فكم انا سعيدة به


ربنا يخليى لك خياتك ويجمعكم ويملا السعادة داركم

Post: #127
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 10:47 AM
Parent: #126

Quote:
كم تتشابه تجاربنا و مدننا فى السودان لقد اتقدت فى ذكرى الابيض الجميلة واحياءها المختلفة
لك محبتى يا دكتورة
و كل ميلاد وانت جميلة ورائعة تعبيرين عننا نحن بنات الغبش الذين نحلم بواقع جميل يجمعنا جميعا

واصلى بوحك فكم انا سعيدة به



سلامات يا بنت اهلى الغبش

عارفة ياتيسير لمن بديت اكتب فى حكايتى كنت عارفة انها حكاية ناس تانين بس زى ماقلت اختلفت المدن وتشابهت الحكايات.. وياريت تجيبى فانوسك وتقعدى معانا فى حوش الكلام والذكرى اللى ممكن تحفزنا لافعالنا المستقبلية، متعب ان نكنكش فى الذكريات دون ان ننظر للبعيد ونتحرك تجاهه بس بتبقى الذكريات دى ذادنا للمقاومة

مستنينك وفوانسيك ياتيسير

Post: #97
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:05 AM
Parent: #74

أخى الكريم لطفى

شكرا واحتراما لمقامك بيننا
وشكرا على اللنك فيشرفنى ان اكون ضمن المرحبات با لدكتورة اسماء عبدالحليم
المرأة التى على رأسها نار علم ومعرفة كم اضاءت وكم تضىء


* تيقنت من مداخلتك مقاصدك النبيلة ووعيك بدور المرأة ومع ذلك احب ان استخدم مفردة المرأة ببعدها النوعى، ربما لان فى مجتمعاتنا ارتبط كل نجاح بالرجل ولها جاء تعليقك { رجل والرجال قليل} فهى امرأة ومنجزة، فى المدى البعيد ما اختلفنا

لك احترامى وشكرا على مرورك وتوضيحك للامر

مع معزتى

Post: #98
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:10 AM
Parent: #71

سلامات ياعادل

عندما امتلئت رئتايا بالهواء.. كانت المدينة صغيرة
وعدد سكانها لم يكن كبيرا
كان لسه فى امل حينهاأن ينتبه السادة الساسة لدورهم وللتعمير
كان لسة فى امل بالخطط الواضحة تلافى الجفاف والتصحر الذى ضرب المدينة ضمن من ضرب من البلاد
كان لسه فى حلم يكون التعليم افضل
الخطة السكانية
التنمية المتوازنة
الاهتمام بالمدينة والميناء الذى يربطها بالجنوب، لعله الميناء الوحيد لذى يربط المدينة بجنوب البلاد
مشاركة الاهالى
وعيهم بحقوقهم

كلو كان فيهو امل ياعادل ولكن...

Post: #79
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: تيسير عووضة
Date: 09-24-2007, 06:14 PM
Parent: #1



...

أفرح كثيراً
لكِ يا إشراقة
وأفرح بكِ ..
عندما أجد إحدي بنات بلادي
تدوّن لرحلة بدأت بالتعب والرهَق
وإنتهت بالنجاح والإنجاز
والذي تعجز عن بلوغه كثيرات
ليس عن قصورٍ في العقل أو الفِكر ..
بل قصور في الإرادة والعزيمة
وهذا ما يميزك ..
الإرادة والعزيمة ..
واللتان تجعلاك (تنحتين على الصخر) لبلوغ مبتغاك ..
ولا أبالغ لو قلت أنك بكل هذا الصمود والإصرار على العبور
تضيئين عتمة اليأس وتشكلين مثلاً أعلى للكثيرات وأنا منهم
وتخبرين عن غدٍ قادم .. أحلى
فخورة بكِ أنا يا إشراقة ..
أخبرت أمي عنك ..
وحكيت لها قصة تلك البنت الذكية الصبورة المصرة على النجاح
وكيف أنك كنت تشمين رائحة( كِسرة أمك) ..
عند مطلع كل فجرٍ يحمل لكِ بشرى نجاحات قادمة ..

قرأت لكِ هذه الكتابة التي إستدعت دموعي ..
كتبتِها بقلبك ..
فأتت صادقة
عميقة
وشفافة ..

ودمتِ يا إشراقة فانوساً ينير لنا عتمة الدروب
وفي إنتظار باقي فوانيسك أيتها المرأة الرائعة ,,

...

Post: #80
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2007, 07:16 PM
Parent: #79

الأخت العزيزة إشراقة

تحياتي و تقديري

قرأت الجزء الأول من هذا السفر المتداعي كماء من زجاجة كريستال ..
لا أدري .. إنتابتني غصة ... و خصوصاً عندما قرأت :

Quote: صرخة هادئة قالوا لى، طفولة هادئة حكتها لى أمى، فمن أين أتانى الضجيج فى سنوات عمرى اللاحقة، كيف تحولت من طفلة وديعة الى فرسة جامحة تصهل ضد الواقع القاسى؟ قالت لى عن الابتسامة التى رأتها على وجهى الصغير حين خروجى من حديقتها الى حقول الدنيا الملغومة، فمن أين أتى العبوس لاحقا يا أماه؟


ربما لتشابه في روزنامة هدوء الطفولة و صخب ما بعدها .. من إبتسامة ما بعد الصرخة الأولى إلى هذا الجبين المقطب رغم نتوءات الفرح التي تعبرنا و نعبرها من حين لآخر ..

سأقرأ البقية بعد أسرح قليلاً في سيرة أمي رحمها الله .. فقد جعلتي بركة مياه ذكراها تمور في دواخلي .. و أنا أستعذب هذه الذكرى كثيرا .. فهي قد شكلتْ معالم طريقي كثيراً ببصمات لا تنمحي.

كوني بخير

Post: #94
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 06:53 AM
Parent: #80

أخى الكريم أبو جهينة

اسعدنى مرورك ويسعدنى ان تبقى معنا لقراءة تجربتى وتشاركنا النحت على الصخر وصناعة الامل فى الاجيال الجديدة، نتبادل معهم خبراتنا وتجاربنا ونزرع فيهم امل بكرة كما سيزرعون فينا روح العطاء

رحم الله الوالده بقدر مامنحتك وبقدر ما احبتك

وفى انتظار عودتك الميمونة

Post: #81
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 09-24-2007, 07:21 PM
Parent: #79

يا إلهي يا إشراقة
يبدو أن كا بقلبك الكثير
تلك السنوات العجاف التي مرت
قد أينعت غيرهم سمان
لربما فقدت ضحكة نجوى الصافية والأسرة
ولكنك فتحت عوالما مختلفة
وصقل عقلك وروحك العلم
أما نفسك فبقيت صافية،، رائقة،، ورائعة
كما هي

تقبلي خالص المودة
ولنجوى نقيد فوانيس أخر

غادة

Post: #90
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:13 PM
Parent: #81

غادة العارفة غادتها ومبتغاها...
فعلا ان فى قلبى الكثير... فى قلبى.. الله.... يا اختى لو فتحته للشمس لتبخرت مياه كل البحار وهطلت الغيمات، كم احتاجها ان تغسلنى...
من حزنى
من تعبى
من زيفى
وركضى وراء المستحيل

بكتب وجوايا رقابة تخصنى
بكتب وهناك تفاصيل لاتخصنى وحدى
لو انها خاصتى فقط لكتبتها، ولدشرت الدم واغنياته...

شكرا ياغادة يا صديقتى

Post: #95
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 06:59 AM
Parent: #79

تيسير النبيهة الذكية

لكم اسعدنى من جوايا والله قراءتك لهذه التجربة وكم اسعدنى انها ذادا لك يحفزك
مؤمنة انا يا تيسير من ان هناك مايستحق ان نعيش الحياة
مهما كانت قسوتها
ومهما كان ظلمها
ومهما أبكتنا، مصيرها تضحك لنا
ولكنى ايضا متيقنة بانها لن تضحك بوحاتى وحاتك كدى
عاوزة معافرة
تعودت على معافرتها ولهذا لا احب المكتسبات السهلة التى لا اشارك فى صناعتها

لسه قافلة ياتيسير ولكن يكفى ان اشم رائحة امى حليمة الآن لا رى شمس مختفية خفل غيوم المأساة

وخليك قاعده، الجاى لسه، دى بس مجرد مقدمة للغريق



لك ولوالدنك العزيزة كل محبتى

Post: #82
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: سمندلاوى
Date: 09-24-2007, 08:49 PM
Parent: #1



الاستاذة المحترمة اشراقة مصطفى
كل التحايا والتبريكات لك ولانجالك
متمنيا من الله ان يدم نعمته عليك
ويوفقك فى كل ماتتمنينه فانت انسانة
جديرة بكل ماهو جميل!
تحياتى
بكرى مصطفى


Post: #89
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-24-2007, 10:09 PM
Parent: #82

اخوى سمندلاوى

شكرا كتير، ربنا يديم المعروف والكلمة الطيبة بينا
ويخلى ليك عيالك ويخليك ليهم بركة رمضان الكريم

Post: #91
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ريهان الريح الشاذلي
Date: 09-24-2007, 11:25 PM
Parent: #89

امنت بالله واستثنيت جنته...

في حضرة فوانيسك غلبني الكلام ..اضيئيها فليلنا اصابته العتمة
...

.....

Quote: دنيا ثانية اصقلتنى وعلمتنى اتمسك بالغناء وان بح وترى المجنون بالحياة.

Post: #92
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 06:44 AM
Parent: #91

ومرورك من هنا يضىء عتمتى ياريهان ويهب فوانيسى شعاعها

كونى بخير وخليك معانا

Post: #93
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: mohmed khalail
Date: 09-25-2007, 06:52 AM
Parent: #92

الاخت الدكتورة اشراقة

كل فانوس وانت بخير..

وعقبال مائة فانوس..يضئ للقادمين الطريق..

عمر مديد ان شاء الله ..

Post: #99
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:12 AM
Parent: #93

ربنا يديك العافية يامحمد خليل ويديم بينا المعروف والكلمة الطيبة

وخليك مداوم معانا تفرحنا بذلك اكيد

Post: #101
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:17 AM
Parent: #99

Quote: وارتفعت يده بفرع الشجرة الغليظ هاوية على يديها الصغيرين تلك اليدان اللتان انفتحتا آليا ، ضربها حتى اكمل الفرع ، تآكل الفرع من فرط الضرب ، وتناول آخر ، جالت وداد داخل الفصل صارخة ، كانت مفزوعة وكنا اشد فزعا منها ، بكينا فى فى صمت باتفاق متواطئ ، اكمل الآن الفرع الثالث
وداد سال دمها من ظهرهاويدها اليمنى وانفها شعرها كان يجرى ماؤه ليصل الى عينيها مختلطا بالدم النازف من كل جسدها النحيل
تعالت صيحاتنا وصيحاتها اختلطت بتواطؤ جديد ليرمى الاستاذ اثره افرعه الخائبة ويخرج متوعدا مغلقا الباب من الخارج ووداد النازفة والصرخات العالية جلبت تلميذات الصف المجاور ومعلماتهن ومعلميهن ، يجرى كل فى ناحية باتجاه مصدر الصوت ، الباب كان مغلقا وعلينا فتحه لان كل الشبابيك كانت مسيجة بالحديد
خبطت بتول الباب الزجاجى بيدها المجردة خبطة استطاعت ان تفتحه بموجبها من الخارج ، لكن الدماء كانت قد غطت المكان
كنت الوحيدة التى لم تشارك فى ذلك الصخب رغم ما كان يعتمل فى داخلى من الخوف ، رغم اننى كنت احفظ الاناشيد ضاربة عرض الحائط بكل الرياضيات وحلولها.


ياللحزن... ياللوجعة ياسلمى

Post: #104
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 09-25-2007, 12:14 PM
Parent: #99

الأخت إشراقة
سلام على روحك الطيبة

حنانيك .. سرد كما السيل يترك أثره بعوامل التحتات في نفوسنا .. التجربة الإنسانية هي عطاء وتجرد .. أستمع إلى مزامير القصب التي ينداح صدى صوتها في عمق الإحساس الإنساني .. تسرح بنا الخيالات والتخيل في تقلبات حياة الإنسان فنحتار فما من بصمة إبهام لشخص تشبه بصمة إنسان آخر .. بهكذا سرد تصنعين لنا آفاقاً نرتادها .. هذه الست وأربعون ربيعاً هي مسيرة ما زالت شابة وفي ريعانها فما بالك بنا نحن الذين نكبرك وتزحف بنا الخطا إلى عالم أجمل نتمنى أن نرحل إليه قبل أن نرى ما يكدرنا أكثر مما نرى الآن .. ما زلت هناك أسترق السمع وأرهفه لهذه التجربة الحياتية.

Post: #105
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 12:27 PM
Parent: #104

أخى ابوبكر

سعيدة بوجودك معانا تضىء فوانيسنا بالكلام الطيب
وحا اكون اسعد لو جبت فانوسك القديم الذى رافقك طيلة الحياة وان تحكى كما يفعل اخونا الكريم عاطف

انها مساحتنا جميعا وفوانسينا جميعا
هى سيرتى وسيرتكم

فمرحبا بك فى بيتك

Post: #128
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Souad Taj-Elsir
Date: 09-27-2007, 01:24 PM
Parent: #92

كل سنة وانتي طيبة يا إشراقة
عقبال مية شمعة من الفوانيس المضيئة
بفكرك الثاقب وروحك الجميلة السمحة.

تحياتي وصادق مودتي.

سعاد

Post: #131
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 02:36 PM
Parent: #128

أختى الكريمة سعاد

شكرا لمرورك ودعواتك الطيبة
وانشاءالله اكون عند حسن ظنك الجميل


وتصومى وتفطرى على خير

Post: #102
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: عاطف عمر
Date: 09-25-2007, 11:28 AM
Parent: #1

إشراقة مصطفى
تحياتي واحترامي

لم يكن توجساً ذلك الذي أحسسته إذ قلت لك (مالك بالذي أنشأك تعيدين للذاكرة صدى الأيام التي تمنحنا القوة في مواجهة المستحيل ، أيام نضيرة ، أيام النحت صدقاً بالأظافر على الصخر .) فقد وجدتني داخل فوانيسك حتى في تفاصيل التفاصيل حد التطابق . ورأيتني إشراقة أستدعي الواقع الذي أعيشه بعد أن سيطر على كلياتي الماضي الذي أهاجته فوانيسك بكل ضوئها . حالة تتكرر كل حين وحين .
في العام 1985 وكنت أيامها مهندساً بوظيفة مساعد للمهندس المقيم لمشروع بنك الوحدة وبنك الخرطوم ، عقارب الساعة تشير للثامنة صباحاً ويادوبك شاى الصباح مع الجرايد وتحليلاتنا السياسية بعد ما ( السفاح شرد لا بت لا ولد ) ، أستاذنا المهندس المقيم عثمان عبود ومهندسي شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح مقاول المشروع . تناهي لسمعي أصوات جدال بين رجل خمسيني يريد مقابلة مدير المشروع والخفير يمنعه ( تعال بعد ساعة ، المهندسين مشغولين ) ، الرجل يستعطف لا بد أن يقابل المدير الآن فبعد ساعة تعني أن ( اليومية ) سوف تضيع لأنه لابد أن يبدأ العمل أى عمل اليوم ( فوالله العظيم حق الرجعة ما عندي ) . توجهت نحوهما . وجه الرجل المستعطف مألوف جداً لدى . فجأة رجعت الذاكرة ثلاثة عشر عاماً للوراء فوجدت نفسي أهمهم ( عم عبدالوهاب..؟؟ موش معقول ..... عم عبدالوهاب ؟؟ ) سمع الرجل همهمتي والتقطها طوق نجاة أيوا يا ولدي أنا عبدالوهاب بتعرفني ؟؟؟؟ . تم حل مشكلته الخاصة بإيجاد عمل ، لكنه بقى معي في ذاكرتي كل ذلك اليوم . أرجعني للعام 1972 ونحن نستيقظ في إجازاتنا المدرسية مع آذان الفجر لنذهب إلى قهوة عمر أبوشنب حيث نتجمع فيختار البناؤون الطلب ( مساعدي البناء ) نقلاً ومناولة للطوب وعجناً ونقلاً ومناولة للمونة . فعادة يختار البناؤون الطلب من ذوي الأجسام الضخمة ويبقى من لم يختارهم أحد . لا يجدون أمامهم خياراً سوى تجهيز ( جردل وكوز ) وشراء لوح تلج ( بالدين ) لبيع الماء البارد في السوق خاصة يومي الإثنين والخميس حيث يأتي المتسوقون من القرى القريبة من رفاعة . كنت أفضل عمل البناء لأنه كان يمثل ( علامة الرجولة ) فما عداه كان ينظر له كـ ( شغل شفع ) ، لكن جسمي النحيل وقتها لم يكن يؤهلني لنيل ذاك الشرف .
صباح ذات يوم كنت إنتظر مع المنتظرين ، وكالعادة تم إختيار ذوى الأجسام الضخمة وتركت مع قليل ممن هم مثلي . جلسنا معاً حتى يفتح السوق ونشوف موضوع الموية الباردة . فجأة وقف أوسطى بناء نسمع عنه من زملائنا تفرسنا جميعنا وركز على ( فقد كنت أحسن المعروض ) وبصوت قوي "تقدر تشتغل طلبة نجيض ؟؟؟ " وبثقة متناهية رددت عليه " كان شغلي ما عجبك ما داير منك يومية ." ويبدو أن شغلي قد أعجبه فاشتغلت معه مدة ثلاثة أشهر كل الإجازة السنوية ، والإجازة التي تلتها لتتم ترقيتي في الإجازة بين ثالثة عام وسنة أولى ثانوي عالي لمهنة ( أوسطى مباني جوّاني ) وارتفعت يوميتي من خمسة وعشرين قرش ( طرادة ) إلى جنيه بحالو .

كان ذلك المعلم هو عم عبدالوهاب الذي جاء يبحث عن العمل ( إن شاء الله طلبة ) لأن بعض أقاربه أخذوا تحويشة عمره لشراء فيزا له في السعودية وأمروه بالإنتظار في الخرطوم لأن الفيزا جاهزة وإنتظرهم حتى نفد ما معه من مصاريف وساقه القدر حتى أوصله لي .

إشراقة

هل تسمحين لي بإضاءة بعض فوانيسي في بيتك المريح هذا؟؟؟

Post: #103
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 11:42 AM
Parent: #102

Quote: فوجدت نفسي أهمهم ( عم عبدالوهاب..؟؟ موش معقول ..... عم عبدالوهاب ؟؟ ) سمع الرجل همهمتي والتقطها طوق نجاة أيوا يا ولدي أنا عبدالوهاب بتعرفني ؟؟؟؟


أيوه ياولدى بتعرفنى؟؟

لازم تكون بتعرفوا ياعاطف فمن نحت الصخر ومن جلس تحت لمبة الشارع عشان يزاكر ويشق طريقه، لازم تعرفو، انا ذاتى بعرفو، شفتو فى وجوه كتيرة مرت فى حياتى، ولا احس بان لحياتى قيمة الا معهم

Quote:
هل تسمحين لي بإضاءة بعض فوانيسي في بيتك المريح هذا؟؟؟


البيت بيتنا كلنا
وبيت تلك الاسماء التى فى حياتنا، الاسماء المنسية ممكن نصحيها مع بعض
لتكون بيننا ساحلا من الصبر والمجد الانسانى، شكرا ياعاطف على الاضاءة التى منحتنا لها من فانوسك النبيل

Post: #106
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: انور الطيب
Date: 09-25-2007, 01:52 PM
Parent: #103

الأخت إشراقة ...

كتبت
Quote: نهضت شجرات العمر اليوم ....
46 فانوسا من الطفولة والغيمات والمطر..
من الخصوبة والاناشيد والتحدى
46 نهرا من المحبة للحياة والناس
من الحزن... والشجن... وال....


هذه هي الحياة بهمها وفرحها ، نورها وظلمتها ، بهجتها و بؤسها ، لكن أجمل ما فيها المحبة وقديما قال المتصوفة" الماعندو محبة ما عندوالحبة" ، وكثير منا يحفظ هذا الكلام لكن لانجده دائما على الواقع المعاش على الأقل كما نتمنى .. فالمحبة هي الفيصل ..
المحبة بين الأم ووليدها .. ما وجدت شخصا أحبني كأمي وما أحببت شخصا بقدر حبي لها .
الأب وأبنائه ...
الزوج واسرته ...
الأستاذ وتلامذته ...
البائع والمشتري ...
السائق والمسوق ...
الراعي والرعية ....

ويمكنك أن تعددي إلى ما شاء الله " ...

بها يسأل إعرابي الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة فيقول له الحبيب وما ذاأعددت لها : يقول محبتك ، أو فيما معناه ، فيقول الرسول له : المرء مع من أحب ...
وحسب تجربتي الشخصية كمدرب ومدرس وجدت أنجع الطرق للقلوب هو المحبة ، فعندما يشعر المتلقي أنك تحبه ، يبذل الغالي والرخيص ، بل النفس والنفيس من أجل أن يكافئك على هذه المحبة أو نيل رضاءك ....
وإن غابت المحبة فالعدل هو الأساس ، فقد تغيب المحبة لسبب أو اخر وكما يحدثني أبي دائما فيقول لي : " الما بتريدو سديهو ايدو" قاصدا بذلك أن لا تظلمه ، حتى البغض مع العدل فضيلة لكنها لا توزن بفضيلة الحب مع العدل ..

شكرا لك على بوستاتك الرائعةالتي تفتح لنا النوافذ المضاءة تجاه العالم والنفس البشرية الصافية التي نتمناها ..

واصلي....

Post: #107
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-25-2007, 07:35 PM
Parent: #106

أخى الكريم أنور

قولك هنا مدرسة:

وحسب تجربتي الشخصية كمدرب ومدرس وجدت أنجع الطرق للقلوب هو المحبة ، فعندما يشعر المتلقي أنك تحبه ، يبذل الغالي والرخيص ، بل النفس والنفيس من أجل أن يكافئك على هذه المحبة أو نيل رضاءك ....

لو اتبعنا هذا المنهج فى حياتنا لما كانت يلادنا بها الشكل
لو تعاملنا مع كل شىء بمحبة وانطلقنا من نهرها لكان العدل سمة حياتنا
لو فعلنا وبقناعة لا ننتظر من الآخر الا المحبة نفسها
ان بادلنا لها فهى قيمة الرضاء النفسى وان بخل فيعنى ذلك انه مازال فى مرحلة ماقبل اشتعال فتيلها

Quote: شكرا لك على بوستاتك الرائعةالتي تفتح لنا النوافذ المضاءة تجاه العالم والنفس البشرية الصافية التي نتمناها ..


حريا بى ان اشكرك انت لمداخلاتك العميقة التى تعتمل فى العقل وشكرا ان اتحت لى ان اتعلم منك مايفيد ويثرى معرفتى

Post: #108
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: عاطف عمر
Date: 09-25-2007, 10:19 PM
Parent: #1

تحياتي أختي الكريمة إشراقة

والشكر لك وأنت تفتحين قلبك وأبواب بيتك الرحيب لفوانيسنا ، مشاركة وجدانية ( لتكون بيننا ساحلا من الصبر والمجد الانسانى ) .

ونحن نعيد هذه الحكايات ونتأملها نقف أمامها بفخر واعتزاز شديدين أن تمكنا بعون الله من هزيمة ظروفنا وطوعنا ( المحال ) . لكنني أود أن أدلف لزاوية أخرى هي أن ذلك النحت على الصخر وقد أورثنا الصلابة وشطب كلمة مستحيل من قاموسنا قد أكسبنا أيضاً معاني إنسانية رفيعة وأورثنا أيضاً روحاً ساخرة ( حتى على أنفسنا ) ولعل ذلك مرده لللطف الإلهي المصاحب لقدره فلولا تلك السخرية وما يتبعها من ( تنفيس ) ربما كنا ( طقينا ) من شدة الزنقات . سوف أعرض لبعض المواقف التي مرت وعلى صحاب فكانت مكان تندرنا
- الأخ الصديق الحاج وراق
كنا في المرحلة الثانوية ، طلب من كل طالب التبرع بمبلغ جنيه لتزيين/ تشجير المدرسة . شعرنا أن في الطلب رفاهية لسنا المعنيين بتحقيقها فالجنيه له في حياتنا ( ألف صرفة ) أولى من تزيين أو تشجير المدرسة . ماطلنا في إحضار المبلغ أو إبلاغ أهلنا إلى أن كان يوم هددنا فيه بإحضار ولي الأمر . أحضرنا المبلغ ، صديقنا وراق بعد أن أخذ الجنيه من أهله مر على صاحب الدكان قرب منزلهم وطلب منه أن ( يفك ) له الجنيه فقط قروش وتعريفات لا أكثر وزاد على ذلك أن طلب منه أن ( ينقط ) شوية زيت و( يضرضر ) شوية دقيق على القروش وبعد ذلك لف القروش في ورقة أتى بها ( نديانة ) ليسلمها لأستاذنا خالد الحاج فاستغرب الأستاذ من منظر القروش التي عليه أن ( يعدها ) وهي ( مجلبطة ) بالزيت والدقيق فسأل صديقنا وراق الذي كان رده جاهزاً
_ دي حصيلة بيع أمي للـ ( لقيمات ) اليوم جبتها ليكم
فرد عليه أستاذنا خالد وهو الجمهوري المتمرس على ( حيل ) خصمومه
_ أمك دي يا وراق أصلها الليلة ما باعت لقيمات بـ ( شلن ) أو حتى ( أب قرشين ) ساى ؟؟؟
الأخ الصديق مبارك علي عثمان ( كيس )
كان يدرس بكلية الإقتصاد وكان يتقدمني بسنتين ظهرت نتيجة تخرجهم بنجاحه بتقدير جيد وصادف يوم ظهور النتيجة سفري لرفاعة فذهبت لمنزلهم أولاً لأبشر والدته المرحومة فاطمة حماد أو كما كنا ندلعها ( فاطمة حمدي ) وعندما زففت لها خبرالتخرج فاجأتني بالقول " والله يا ولدي مبارك ما كنا خايفين عليهو ما يتخرج ... كنا خايفين إيدوهو أونر بتاعتكم دي " وتقصد سنة الـ Honour الإضافية التي تمنح للطلاب المتفوقين .
- شخصي
كنت في الأشهر الأخيرة للسنة قبل النهائية ، كنت يوماً جلوساً في البرندا مع والدتي وأخواتي و إحدي الجارات صديقة الوالدة نشرب القهوة ونحكي . سألتني الجارة " الباقي ليك كم وتتخرج ؟؟ " أجبتها إجابة تقريبية معطياً لنفسي ( هامشاً ) " الباقي لى سنتين " في هذه اللحظة خرج والدي رحمه الله من الغرفة التي كان بداخلها موجهاً كلامه لي
" بطل إستهبال ، الباقي سنة واحدة وشهرين وبعدين تشيل شيلتك الراجياك "

هذه الطرف وأمثالها هي ما كان يعيننا على كل ذلك النحت

تكرار الشكر

Post: #109
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-26-2007, 10:11 AM
Parent: #108

Quote: أن ذلك النحت على الصخر وقد أورثنا الصلابة وشطب كلمة مستحيل من قاموسنا قد أكسبنا أيضاً معاني إنسانية رفيعة وأورثنا أيضاً روحاً ساخرة ( حتى على أنفسنا )



فعلا والله ياعاطف، الصلابة دى مابتجى بالبارد كدى لازم تنحت وتبحت ولازم تلقى ليك طريقة ترفه بيها عن نفسك وتسخر منها ومن عجايب الدنيا، الكان محيرنى زمان الرضاء النفسى الكنت بحسو فى ناس حيينا واهل بيتنا، كيف بيضحكوا رغم كل شىء؟ يتخيل لى ده الوازن حياتنا

شكرا للطرائف البقت بالفانوس من الضحك
أها مستنينك تولعة تانى

تحياتى واحترامى

Post: #110
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ابو جهينة
Date: 09-26-2007, 10:37 AM
Parent: #109

Quote: كسبت الكثير ولكن ما كسبته لن يعوضنى صفاء ضحكتنا وهى تشق ظهر الشقاء والفقر والمعاناة، ماذا ومن يعوضنى دفء تلك الليالى،


لا شيء يا إشراقة يعوض صفاء الأيام الخوالي ..

شكراً لهذا الإمتاع ..

Post: #111
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: انور الطيب
Date: 09-26-2007, 10:43 AM
Parent: #110

الأخت إشراقة رمضان كريم وبماأن ا لبطيخ رخيص هذه الأيام فندعوك دعوة إسفيرية لتناول البطيخ معنا بقية أيام الشهر الفضيل مع بعض الونسة التي لا تضر ..

بطيخة الأزمان !

مع خالص تحياتي

Post: #112
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: hamid hajer
Date: 09-26-2007, 11:17 AM
Parent: #111

الأخت .. إشراقة
تحياتي لك ورمضان كريم ..
وعقبال الميه سنه ..
العمـر كلو .. بـ ( اللبناني ) ..
تسلمي! ..

حامد حجــر

Post: #120
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 08:59 AM
Parent: #112

الاخ حامد حجر

لو كنت عارفة فوانيس الميلاد دى بتجيبك كنا ولعنا الفوانيس من بدرى
لكن الفوانيس حرنت وطالبت بزيت حكايتك عشان تولع

مرحب بيك يا اخوى بيناتنا

Post: #119
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 08:56 AM
Parent: #111

الاخ انور

البس توبى واجيكم للبطيخ

Post: #118
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 08:47 AM
Parent: #110

Quote: لا شيء يا إشراقة يعوض صفاء الأيام الخوالي


ياصديقنا المبدع ابو جهينة

ترمى مرات جملة يعتقد البعض انها عادية ولكن حين تفكيكها نجد نفسنا واقفين تجاه سؤال كبير
ماذا يعنى صفاء النفس؟ كيف نحققه؟ هل تصفو النفس فعلا ام انها تبقى مكدرة او يشوبها بعض الكدر فى مسيرتها؟

الاجابة فلسفية فى ظنى وانت الاقدر على اجابتها

اسعدنى مرورك وماتنقطع مننا

Post: #113
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: mamkouna
Date: 09-26-2007, 09:00 PM
Parent: #1

الحبيبة إشراقة...
أضاءت فوانيسك عتمة كبيرة جوايا...
ذكريات صادقة و عميقة..و لغة سهلة ممتنعة..
عجبتني العلاقة المترابطة الحميمة و الذكريات المُشتركة بينك و بين أخواتك و أخوانك..
و أبكاني أن يتحول ما بينك و بين نجيوة..إلى ما يشبه (( الشحمة و النار))..
كل الحب الجواكِ ليها دا...و تقولي لي شحمة و نار!!!؟؟؟

متابعاكِ يا إشراقة..
ما تشحتفي روحنا...
دايرين نسمع و نقرا و نعرف أكتر..

you are inspirational ...

Post: #114
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: adil amin
Date: 09-26-2007, 10:20 PM
Parent: #113

الاخت اشراقة
ما اجمل حديث التداعيات
ونحن كمان عندنا لمبة هبوب
نسهم بها هنا عن كائنات الرمال في الهامش الشمالي للسودان عن نساء كان الزمن فيه النساء نساء والرجال رجال



Quote: سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........
عادل الامين
[email protected]
الحوار المتمدن - العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30



كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى..........
.......................................
هكذا كنا نراها...الجدة الشاتي ام سليمان..تقبع في بيتها وحيدة بعد رحيل الوالد والولد الي الرفيق الاعلى او الى الخرطوم...بيتها يقع وسط محيطات لا نهائية من الرمال الوقحة التي تدفن كل شيء....كنا نغامر انا واخوتي الصغار في عبور هذه البحور المشتعلة من الرمال التي تحرق اقدامنا الصغيرة لنزورها وننعم بكرمها الحاتمي من تمر وجرم وبسكويت كوكو..كانت غاية في الجمال لا تقل من النساء الائي يزينن صناديق الحلوة "دايما على بالي" وكريكاب وتزين بها البرندة حيث تقبع هناك في جلالها المعهود تغمرنا ا بابتساماتها الطيبة ونظراتها النافذة التي لا تقل من اسي لكائن وحيد يعيش في بيت يضج فقط بالزكريات الصادقة وجميلة والتي مهما تجافينا نقول حليلا..وعند الغروب تكون زيارتنا الثانية لطائر الغرنوق الجميل..لانها تكون قد ابت من المزارع وتحمل سنابل الذرة الشامي...نهجم على الحمار ونتسابق في قطع رؤؤس الذرة كما يفعل امهر سفاح في عالمنا المعاصر او اصولي متشدد في العراق...تشعل لنا الجدة الفحم ويتلظى الاتون ونلقي باكواز الذرة وتنبعث الطقطقات والعويل وتخافتنا حولها..
وكما قال المطرب الشعبي
حلاة ناسا بلا السكر
طعم قراصة في قدحا من الدبكر
كواريك شفع المغرب
يقلبو في الجمر قنقر
...........
وعندما يعسعس الليل..وتسكن الكائنات..يرتفع انين سيارة من الشرق..تنهض الشاتي وتنظر في الافق المعتم لمصابيح السيارة التي تتقاطع من بعيد ومن نفيرها المنغم ؟!!بنغمة شعبية تدل على سائقها ونعرف هل هو لوري عطاية ام جابر..
تحدق الشاتي في الافق للحظات وتجلس وتنظر الينا في اسى وتتنهد..."ان اللذين يمضو لا يعودون"...منذ ان بدات هجرة النخيل الى المدن الخراب بعد ظهور مرفق السكة الحديد.. نغادرها وحيدة مع قليل من الدجاج والماعز وحمارها الاعجف..فتتكوم في العنقريب وتتغطى بثوبها النظيف وهي تتمتم بايات قرانية ودعاء(اللهم اعشنا في سلام وامتنا في سلام وادخلنا دارك دار السلام تباركت وتعاليت يا ذو الجلال والاكرام)..في انتظار جودت الذى لا ياتي ابدا.... وكغيرها من كائنات الرمال تبقي الشاتي فقط في اروقة الذاكرة كامراة كان لها موقف من الحياة واثرت البقاء في الرمال على النزوح للبنادر المزعجة...وتصبح احدى شخصيات رواية الساقية*
.................
كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى..........

الحديدة 1998
رواية الساقية: منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر -صنعاء اليمن 2005




ورمضان كريم

Post: #122
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 09:24 AM
Parent: #114

باللتداعى ياعادل!!

Quote: كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى..........


شفت كيف مرات بتتداخل الامكنة والازمنة؟ قمة الابداع

* القى الرواية دى ووين؟

شكرا ياعادل ومن قبل للشاتى وهى تنتظر راضية مرضية

Post: #121
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 09:20 AM
Parent: #113

Quote: و أبكاني أن يتحول ما بينك و بين نجيوة..إلى ما يشبه (( الشحمة و النار))..
كل الحب الجواكِ ليها دا...و تقولي لي شحمة و نار!!!؟؟؟



ياممكونة... ماتصدقى فرحانة بيك وبساعات اللقاء كيف؟

حسع لو ختيتى شحمة فى النار مش بتولعا ذيادة وتبق وتولع لحدى ماتشوفى صهوتها؟
اها صهوتها دى عصارة تجربتنا البتخلينا دايما متماسكين

انشاء الله لاتفوتى لاتموتى ياممكونة فاختك الصابرة اللى هى انا فى انتظارك

محبتى

Post: #115
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: الملك
Date: 09-27-2007, 02:37 AM
Parent: #1

يبدو أننى قد تأخرت فى المجئ هنا..!!

كل عام وفوانيسكــ مضيئة

...
...
كل سنة وانتى إشراقة


العمر الجميل..غناء سيف الجامعة

الأغنية من إهداء نهال الطيب..تحميل طارق ابو عبيدة

Post: #116
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ريهان الريح الشاذلي
Date: 09-27-2007, 08:06 AM
Parent: #115

يا اشراقة راجينك........

Post: #117
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: وصال عالم
Date: 09-27-2007, 08:24 AM
Parent: #116



د. إشراقة مصطفى

سلام .. ورمضان كريم ويعود علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات ..

نحتفل نضوي الشموع ونبتسم للحب ..
نجدد أيام السعاده و الهوى فينا!!
ونتسامر في وداد حلو صافي عذب ..
نجذب الحاضر إلى أيام ماضينا !!

وهذه مسيرة تدعو للفخر والإفتخار ... ربنا يديك الصحة والعافية ..

وتسلمي وميلاد سعيد!


وصال عالم

Post: #125
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: ابو جهينة
Date: 09-27-2007, 09:54 AM
Parent: #117

إشراقة

مودتي المقيمة

Quote: ماذا يعنى صفاء النفس؟ كيف نحققه؟ هل تصفو النفس فعلا ام انها تبقى مكدرة او يشوبها بعض الكدر فى مسيرتها؟


أسئلة هامة و حيوية

***

Quote: الانسان كشخصية في هذه الحياة له ثلاثة ابعاد ومن مجموع التفاعل بين هذه الابعاد الثلاثة تتكون شخصية الانسان :

البعد الاول : العقل .
البعد الثاني : النفس .
البعد الثالث : الجسد .


في إعتقادي .. أن صفاء النفس مرتبط بهذه الأركان الثلاث ..
فليس من المعقول أن تكون النفس صافية رقراقة و أنا أفكر في ضنك عيشي و مجابدة تيارات الحاجة العاتية.
ليس من المعقول أن تكون نفسي صافية و أحبابي ينتظرون مني المساعدة و أنا أحوج ما أكون للمساعدة ..
ليس من المعقول أن تصفو نفسي و أنا طير مهاجر قلبي معلق بتراب الوطن و جسدي مثقل بسهام الغربة.
ليس من المعقول أن تصفو نفسي و قلبي معلق بمحبوبة لا تدري أن العشق قد تغلغل بكل غرف قلبي و أشْبعته ولهاً و شغفا..
ليس من المعقول أن تصفو نفسي و الظلم يستشري بين البشر

فلو إنْتفتْ هذه الأسباب .. لصارت النفس كبِرْكة ماء صافية .. و أكرر صافية .. لا يكدرها من حين لآخر إلا طيف ذكرى أليمة عابرة .. أو حجرُ حَدَثٍ أرميه أنا عن عمد أو ترميه الأقدار على سطح بركة النفس ...

دمت

و نواصل

Post: #134
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 02:53 PM
Parent: #125

Quote: في إعتقادي .. أن صفاء النفس مرتبط بهذه الأركان الثلاث ..
فليس من المعقول أن تكون النفس صافية رقراقة و أنا أفكر في ضنك عيشي و مجابدة تيارات الحاجة العاتية.
ليس من المعقول أن تكون نفسي صافية و أحبابي ينتظرون مني المساعدة و أنا أحوج ما أكون للمساعدة ..
ليس من المعقول أن تصفو نفسي و أنا طير مهاجر قلبي معلق بتراب الوطن و جسدي مثقل بسهام الغربة.
ليس من المعقول أن تصفو نفسي و قلبي معلق بمحبوبة لا تدري أن العشق قد تغلغل بكل غرف قلبي و أشْبعته ولهاً و شغفا..
ليس من المعقول أن تصفو نفسي و الظلم يستشري بين البشر



لكن ماصعبتها يابوجهينه!!!

Post: #130
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 02:34 PM
Parent: #117

الف مرحب بيك ياوصال

نورتى فوانيسى والله بدعواتك الطيبات ياطيبة
وخليك دايما وصال تصلى الناس بالمحبة والفعل الطيب



* بالمناسبة اسمك فيهو من اسم ولدى، واصل، امس سألنى من معنى اسمه وفرح جدا لمن قلت ليهو معنين، الاول الزول البيوصل الناس برباط المحبةوالمعنى التانى اللى قلتو ليهو هو الزول البيقدر يصل لاهدافة ويحقق احلامه، فرحت لانى شفت شمس طالعة من عيونو الصغيرة..

اها فيك حاجة منو ومن اسمه، شكرا ياوصال

Post: #132
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 02:37 PM
Parent: #116

وانا ذاتى راجية فوانيسك ووعيك ياريهان

ماتتأخرى علينا وتحرمينا من اضافاتك

Post: #124
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 09:31 AM
Parent: #115

ياملك الملك!

ياريت يبتدىء العمر الجميل لانى بالجد تعبت من شد الرحال ، تعبت من طعم الرحيل....

شكرا ياملك ولنهال الجميلة مطر من محبتى ولك مثلها


* الاغنية دى من احب اغنيات مصطفى سيداحمد لنفسى، كل ما اسمعها اغرق فى دموعى والشجن، بعدها بتحول لحمامة ولا غيمة، انت قايل المطر الغرقكم ده من ووين؟

Post: #123
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Adil Osman
Date: 09-27-2007, 09:26 AM
Parent: #1


Post: #133
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 02:39 PM
Parent: #123

شكرا ياعادل على فوانيسك التى اهديتنا لها

Post: #129
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: zumrawi
Date: 09-27-2007, 01:39 PM
Parent: #1

العزيزة اشراقة
كل سنة وانت طيبة وعقبال الف سنة
وتفضلى لبنا لتملينا ابداعا ومحبة
كل التهانى والمباركات بالسنة الجديدة

والتحية لايوب وواصل وبقية العقد

Post: #135
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 03:19 PM
Parent: #129

زمراوى ياصاحب

طالت بنا المدة منذ آخر شوفة اسفيرية انشاءالله طيب واخبار الكتابة طيبة

شكرا لانك معانا تشعل فى الفوانيس وخليك متابع فمصران الكتابة والحكى متوارنى
شكرا للتشجع من الجميع فقد كنت فى ورطة حين قدمت مشروع تجربتى لمجلس الوزراء قسم الفنون بفيننا
تجربة النمسا كتبتها بالالمانى، اللغة التى احس بغربتى فيها.. والجزء ده بعنوان {من ذاكرة الشموس الغائبة} طالبوا {بذاكرة المطر} وكنت ماقادرة اكتبها..

حسيت بانى ممكن اكتب هنا وبديت.. التجربة كلها يازمراوى اسمها {لعنة الحنين}

ياربى ليه حكيت ليك كل الكلام ده... امكن عشان نحنا رفقاء قلم وورقة طايرة لسة مالقيناها

محبتى

Post: #136
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: willeim andrea
Date: 09-27-2007, 03:19 PM
Parent: #1

كل عام وانتي والاسره الكريمه بالف خير ورمضان كريم ... وما بتبخلي علينا بنور فوانيسك يا انسانه يارائعه ..... مساحات من التقدير والاحترام

Post: #137
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Emad Abdulla
Date: 09-27-2007, 03:52 PM
Parent: #136



يأتي العام - كل عام -
يأتي بفوانيسه و المزامير ..
و يمضي مخلفاً طميه و الصخر ..

كل عام و حالك أجمل ..



Post: #139
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 10:46 PM
Parent: #137

مساء الخير ياعماد

عساك طيب....

أفرحنى فانوسك قبل التعديل وبعده...
الاعوام تمضى
والمزامير تشدو للفوانيس والافق

كن بالف خير ياصديق

Post: #138
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-27-2007, 09:55 PM
Parent: #136

يامرحب ياوليم..

اسعدنى انك ولعت معانا الفوانيس فاضاءت بعض عتمة

وكل سنة وانت طيب

Post: #140
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: معتصم الطاهر
Date: 09-27-2007, 11:42 PM
Parent: #1

الى أن أجد الصورة كاملة
هاك الجزء الأنانى ..دا ..


Post: #141
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-28-2007, 04:35 PM
Parent: #140

ياسلااااااام يامعتصم

يالها من ايام
كانت النجيو فرسة المحبة والوفاء للاصحاب والصاحبات
صغنونة زى سحابة هايمة تمنح ظلها وقد تمطر فيهم حنانها ولطفها


لزمن طويل لم اتعامل معها باعتبارهاشقيقتى بل بنتى
جاء زمن بقينا صاحبات شدييييد
ولمن ذبحتنى سكاكين المنفى تحولت لنار
ومع ذلك بقينا من بعض قراب


* الصورة دى فى عرس عفيف اسماعيل ونازك؟ صاح
طب عفيفى خلى الربة وجاء صوركم، وانا كنت ووين، معقول فاتتنى كل الجمال ده
شكرا يامعتصم ان ناديت فينى الذاكرة الجميلة


تحياتى ومحبتى لهويدا وليك

Post: #142
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Najlaa El Mahi
Date: 09-28-2007, 08:39 PM
Parent: #141

شكرا اشراقة
فوانيسك تضىء مثل شموس بلادى فتحسست حينها فوانيسى التى اوجعت محطاتى وقادتنى الى الابواب القديمة والاشجار العالية التى رقصت تحت ظلالها.
شكرا فمن خلال ضوء فوانيسك ارى وطنى القديم والحلم المبعثر على ضفائرى
ظننت اننى اريد التمهل لتستضىء الزاكرة كى الملم اشيائى واتى اليك بحقيبة فوانيسى المترعة بالشقاء والسكون والجمال ولكننى وجدتنى ادلف الى فناءك وكل املكه من ضوء الزمان لازفك الى القمر يا صديقة
لايسعنى الا ان اهديك من شعر نزار قبانى بعض ابيات من قصيدة عيد ميلادها
اليس من يدلنى؟
كيف وماذا اقتنى؟
ليومها الملحن احزمة من سوسن ؟
انجمة مقيمة فى موطنى؟
اهدى لها الله....... ما اقلها؟..
تنزوى كل الكلمات ولكن حالنا يدعو لك بان يعطيك الرب عمرآ احلى وضوءك المشرق يبقى فينا.

نجلاء الماحى

Post: #143
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-29-2007, 10:52 AM
Parent: #142

يانجلاء النجلاء

الى أن أعودك تأملى معى ماكتبه أبن جيل مامسكنا بيده ولا تركنا زهر الفكرة الحرة ينبت فيه ليضع قلبه على الشمس..

هنا قال خدر رضى الله عنه وعن جيله من البنات حلوات الرؤية والوليدات واسعى الافق

Quote: كلنا فى الهزيمة أخوان بالرضاعة
فأى صلصال كان صلصالنا؟


وتعالى لينا بهناك فانتى اختنا فى رضاعة التاريخ الجديد الذى نكتبه من قلب الوجع


لإشراقة مصطفي في فوانيس عمرها

Post: #144
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Safia Mohamed
Date: 09-30-2007, 02:24 PM
Parent: #1

up

Post: #145
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-30-2007, 08:46 PM
Parent: #144

شكرا ياصفية
وخليك متابعة ديل 46 فانوس، يعنى بنتهن لمن احتفل ياليوبيل الوهج

Post: #146
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-01-2007, 12:34 PM
Parent: #145


اتوقف اليوم عن انزال الحلقة الثالثة من فوانيس النحت
فاعزرونى فالحزن على فقد نازك محجوب بنحت عميقا فى روحى


ساعود غدا انشاءالله

Post: #147
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-02-2007, 12:05 PM
Parent: #146

ربما يانازك ياصديقتنا الجميلة...
ربما يهدأ قليلا نتح روحى ربماحين كتبتك وليتنى استطيع ووفق ما اشتهى ووفق ماتكون الكتابة لك

فوانيس الميلاد حزينة يانازك الغلابة


Quote: فوانيس

د. إشراقة مصطفى حامد

[email protected]


فوانيس الميلاد حزينة يانازك الغلابة


ياصاحبة.. يابعيدة.. يا اقرب من شهقة الروح
صباحك زين
وصباحنا حزين
وانا الحزن يمشى بلا قدمين..
انها ليست من خصالك ان ترمينا بثمار الحزن المر، ليس من خصالك ابدا، اذن كيف فعلتهيا هذه المرة، كيف يانازك الطيبة؟
هل كنت أحس بأنك ستذهبين دون ان نقول وداعا؟ كيف تزامنت رسالتى لك مع فجيعة غيابك؟
حكيت لك فى رسالتى بانى احتفى باعوامى ال 46، احتفى بها فى كرنفال جماعى، ساحل للنشيد رصعته بنجوم من البشر الذين تركوا بصاماتهم على حياتى وحياتنا. كانت كلماتى التى لن تكون الاخيرة لك بهذا الفرح..

{يانازك الجميلة...
نازك انت فى سنوات عمرى
بلسما لجراحاتنا وخيباتنا..
آتيك الآن بفوانيسى التى اضاءها فعلك واناشيدك للبسطاء
اعدك بكتابة تتوهط ساحل النشيد، سلسلة لنساء انتصرن للحياة
لحين ذلك لك مافى قلبى من محبة وامتنان لانك علمتينى ان ابقى قوية وشامخة}

أرسلت لك الرسالة فى الليلة التى ندهتى فيها الموت، ، لعلك لم تقرأينها، ربما كان انتظرتى قليلا وأمهلتى فوانيسى ان تشع بك ولك. لم أكن محظوظة لازامنك فى الدراسة وحقول العلم وكنت اكثر حظا وخطانا تلتقى حيث الانسان ومحبتة. ذلك العام من 1994 التقيناك، الفيلابى وانا، ثوبك الابيض الناصع وشعرك المجدول مثل احلام البلد العظيمة، فى كامل زينتك وبهائك، عقلا وقلبا وشكلا. كنت عائدة فى أول اجازة لى من مهجرى، ابتسامتك التى قابلتينى بها لن انساها ماحييت. جلسنا فى مكتبك وحكينا كثيرا، عن هموم مشتركة واحلام لابد ان نشرع فى تنفيذها. حقوق الانسان وحقوق المرأة –النغمات التى بقيت تدندن فى ايامك، هاجسك ومشروعك الذى آمنتى به وعملتى لاجله دون كلل وملل. فطرنا يومها فولا، ناديتى العاملين فى المكتب بدء من {المراسلة} وانتهاء بالسكرتيرة، {يالله تعالوا ناكل}. إنسانة انت ومن يومها تيقنت بانك اشعلتى احدى فوانيسى.
تواصلنا بالتلفون فى كل مرة كنت ازور فيها السودان، تواعدنا كثيرا ولم نلتقى بعدها، تواعدنا مرة ومعى صديقنا المشترك طارق الجزولى لنزورك، كان طارق يحكى لى عنك كما يحكى كل من عرفك.
عرفتك اكثر حين زار وفد برلمانى نمساوى السودان وذلك حين اتصلت بى احدى البرلمانيات من حزب الخضر لانسق لها لقاءات مع بعض الناشطات، قفزتى وجها للشمس يسطع بما آمنتى به، نازك محجوب وليس غيرها_ وتواصلنا بافق وكان ان قمتى فعلا بدور المنسقة بكل همة ونشاط، الشىء الذى ساعد الوفد يومها لتكوين صورة عن السودان ومشاكلة من كل وجهات النظر المتعددة.
أيتها المرأة البهية...
كنت قد حكيت لك عن فرحى العظيم والسيدة النمساوية كريستينا التى عملت فى السودان لمدة قاربت العشرين عاما، حين التقيتها فى محاضرة بالنمسا العليا شاركت فيها باحدى همومك، عن نساء على قارعة الحياة، حكيت يومها كثيرا
عن عذاباتنا
احلامنا
نضالنا
والافق الجاى
دموع {حاجة} كريستينا غسلت وجهها الصبوح، باللغة السودانية سألتنى { بتعرفى نازك مهجوب}، كدت يومها ان اصنع من فرحى اجنحة لكل نساء السودان، ليكونن معى وانت اولهن، فقط لنرى كيف نفعل فعلنا فى البشر. حكت لحضور فاق الثلاثمائة، حكت لهم عنك وعن زميلاتك وعن عملكما المشترك فى سجن النساء

وانت فى لندن للعلاج، كنت كتبت لك بانك سوف تهزمين المرض، ولكنى لم احتمل ان اسمع صوتك، كنت خائفة ان احس فيه بعض الانكسار والخوف فتنهزم كل فراشات روحى، كنت خائفة ان تحديثنى عن الموت وليس عن الحياة. وصلنى عتابك وانت تحاولين التواصل معى، يومها توكلت على الله وهاتفتك..
ذات الصوت المشروق بالحياة وفرحتها
ذات نازك التى تعاتب برقة وتنسيك عتابها بعد فعل محبة، لن انسى ضحكتك ولن انسى وصيتك لى وانت تصدحين للفرح فى قلبى لينهض. يالنازك السموات والارض..
امس احسست بفوانيسى تتأرجح من قوة صفعة الموت على وجهى.. نازك؟

اياك ان تقولى لى الصبر واياك ان تضحكى وانتى تعلنى غيابك بهذه القسوة، منذ متى وانت قاسية، ايتها النمسة الرقيقة؟ منذ متى وانت تعدين هذه الشاكلة من المفاجآت التعيسة؟ صرختى ارتدت خنجرا معطرا بورود روحك، انت هنا أذن، انت هنا حتى وانتى فى غيابك، هنا بكامل زينتك وعطرك الانسانى الفواح..
هنا لم اجد من يواسينى، كتبت لنا فى اسافيرنا التى صارت بيت فرحنا وبيت بكانا..بنات جميلات نفحتى فيهن من روحك تماضر الخنساء وانعام حميورة، اتصلن لمواساتى، هانتى تجمعين الناس فى المحبة، تزرعين ثمارها فى دروبنا وانتى ذاهبة، بل انتى باقية.. باقية فيهن وفى جدوال غدنا الاجمل.

اكتب وابكى وليس هناك جار يأتيك ، ليس هناك سوى صوت كلب الجيران الذى خدشة نحيبى.
مر اليوم بطئيا، سألنى صغارى عن حزنى، الصغار ايضا يحزنون، حكيت لواصل ومرافىء، حكيت ليهم سندك للاطفال ، سلسلة من الاسئلة واجهنى بها واصل، كنت اجيب كما ينبغى ان تكون الاجابة الى ان قال:
Warum sterben denn die guten Menschen
لماذا يموت اذن الناس الطيبين؟
فعلا..انه لسؤال ذكى كعينية النبيهة..
كدت مساء ان اعتزر لصديقتى النمساوية لاتناول معها افطار رمضان، ذهبت وصغارى لها وما ان رأت وجهى وقفت فاغرة شجوها.. مابك؟ حكيت لها عنك؟ عن احلامك؟ عن افعالك، عن انسانك..
بكت يانازك.. سالت دموعها صادقة.. وهانحن نكسب رهانا آخرا.. الانسان هو رهاننا لعالم تسودة العدالة والمحبة.
هانذى قد حكيتك الآن ماحل بنا؟
هيا أحكينى كيف كان صباحك؟
كيف فعلتى وانتى ترشين وجه الموت ببعض فرحك ونبلك؟
فوانيسى حزينة يانازك.. حزينة وكبريت روحك من يشعلها
اذن ستضىء لانك هنا...
ستضىء لانك فى احلام الاطفال
فى عيون النساء اللآتى سندتى فيهن الحياة
روحك هناك، فى سجن النساء، تمسح دمعة وترسم بسمة فى وجه امرأة جارت عليها الحياة..
روحك فى عيون صغارها ، قدرهم ان يرافقوها فى رحلة العذاب التى لاتنتهى..
الآن تنهض الانسانية حاشدة فى جمال عينيك
تنهض كاشجار فعلك وثماره
هل ذهبتى حقا؟
اذن ساكمل رسالتى التى تزامنت مع حكاية غيابك، انت هنا.. تشعلين روحى بالصمود وفوانيسى بمقاومة عواصف الحزن,,انت من انتصر للحياة.
انى لواهمة ياصاحبة الغلابة، مثلك لاتذهب، مثلك باقية مابقيت الحياة، باقية فى نجمة مضيئة، فى صفقة شجرة مبلولة بنداوتك، فى عيون بنات وجيل جديد واعى وصنديد، بيغنى لبكرة الاجمل وقادر على الحلم..



كل الفوانيس لنازك:
العزاء فى ان يكتمل مشروعك الانسانى وان نتبع خطى اناشيدك التى ماعرفت غير الفعل والانجاز، اذن نامى بخير ياحبيبتنا



Post: #148
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-06-2007, 09:52 PM
Parent: #147

شكرا للفوانيس
ولمن اشعلها معى فى يوم لن يغيب عن ذاكرتى.....



وتستمر المسيرة هكذا حكتنى نازك ليلة امس لها الف رحمة

Post: #149
Title: Re: فى عامى ال 46 أهديكم فوانيسى، مزامير الطمى وحكايات النحت على الصخر
Author: Ishraga Mustafa
Date: 10-20-2007, 12:44 PM
Parent: #148

Quote:
د. اشراقه مصطفى حامد
[email protected]


اوجاع وأجيال... حوار الذات والآخر

الى إبن دمى خضر حسين خليل


{ لم نعد نشبه هذا البحر ولاهذه الارض
يبدو ان قرونا مرت بزواحفها ونحن نيام}*

من أين ابدأ منفى الذات وهزيع كتابتك تخشاه فوانيس الأولين الصامدين_ ثم من قال انى اليهم انتمى؟
إهدائك لى ذلك النزف الحزين، نزف جيلك، جيل ماهزم نمر محمود ولاشطب من ذاكرة الكتب المدرسية هدايا الفرح لهاشم فى العيد، من زمان,, من زمان بعيد ياخدر قسموا البلاد الى أثريا يمنحون هاشما حلاوة حلى ، ربما تزيل بعضا من المرارات التاريخية.. من زمن جيلك وجيل أمى ابوى وجيل جدى وجدتك والجيل الآتى من بنات يشعلن غابات البلد بالمعرفة، أجيال تحكى سلطة العسكر والفقر والنشيد الوطنى الذى انشرخ فى فوهة بندقية عسكرى ماعرف أين ثكناته اهى فى عفراء ام فى بيوت الكرتون.
ربما من هنا سابدأ ياخدر فاستعد واستعدى ومن ثم سأفعل فلتكن حرابة ماعرفنا سواها {وبرضو قالوا علينا شعب متسامح ومسالم}.. آمنت بتاريخ يعيد كتابته جيلك وليصفعنا فى ذاكرتنا، ذاكرة الحروب، الأحلام العريضة، وعلم البلاد الهاتف بالتحرير، ذاكرة غابت فيها شموع النساء المهمشات، فليجرحها الآن اوهاج وكلتوما وربيكا واكوى...

دروس الوطن البهية كشطوها من وجداننا ووجدان جيلك، لا ديمقراطية لهدير الاسئلة التى دردرت نشوة احلامك فى ريح المنفى والشجن، حاضنا سماء لم ترصع روحك بنجومها وانت تنده الحبيبة الراكضة فى فيافيك فرسة من القصيد وزغرودة زينب وهى تقتسم السلطة والثروة بتساوى الزوايا القائمة فى محيط اشواقنا التى خصخصوها على ظهر دبابة.
تمركزنا فى ذاتنا، جيلى الحالم الذى شهق انتفاضة مارس ابريل وزفر بنمبان القهر فى شارع القصر،
فى المنفى القريب البعيد تنهض روحك تعاقر بنية ماهفهت روحها فى خضرة تونسها، عالم ثالث اللهفة وزوبعة الروح فى فناجين السكينة وهجعة القلب الذى باعته بنية ذات رجل فى صباحات نيفاشا.

انها عولمة القلب يا ابن دمى، سعران الروح فى منفاها، يوم نثرت ارواحنا ونزرناها لغربان الحزن، فلاهديل لروحها والافق غائم، ولاهديل لروحك والليل هائم فى دمك يرصعك باسئلة القيامة فى يوم حشر الانتفاضات العظيمة...
ليكن ماضينا {التليد} حاضرا بكل خربشات وجدانه، نزفه، ابتهاجه
لنتمسك بالحلم ونعمل لاجله
لاجل وطن لايقوم على القهر والقمع والطاعة،
لنتفض ضد كل ملافح الانكسار التى تطوق روحنا..
لنخلق وطنا موازيا ولنواجه المنفى فينا، فى ذاتنا الجريحة، فالمنفى فينا والوطن فى الآخر ، الآخر هو انت، هو أنا فى سياق آخر، جيلك وجيلى، بين نساء خلقن الحياة فيكم ورجال دلقوا ماء سلسبيلا فيهن لنأتى للدنيا العريضة. حوار الذات والآخر مايشغلنى ويحرقنى بنار المواجهة، السنتها اسئلة لم نجيب عليها منذ ان كان طه القرشى فى المستشفى... ثم لماذا هو فى المستشفى والى متى؟
هل تنبأ واضعى المناهج حينها الى {بلوتنا} وعبأوا حياتنا ببارود الترقب للملاريا والكوليرا والاسهالات؟
علمونا فروض الطاعة منذ زمن بعيد، الرجل يطيع الدولة والنساء يطعن الرجال والدولة معا، نشيد صفوفنا الدراسية الاولى فى طابور الصباح { انا لامى مطيعة} بعد ان نتلوا نشيد العلم الذى انشرخ فى روحه عقب كل بيان أول، دائما بيان أول وليس هناك بيان أخير تتلوه علينا إمرأة انهمرت من نداوة شجر الباباى.

كثيرا ما شغلتنى فكرة المنفى وكثيرا ماحرقتنى فكرة الوطن وبدأت ذاكرة المطر تنحت فى صخر الاسئلة اذ يبدو ان الحياة كلها عبارة عن سؤال كبير، سؤال الوجود والكينونة الانسانية فى مداها اللامحدود.
لا اود ان اجر شوك هذه الاسئلة الى النتيجة التى تكونت من عصارة تجاربى العديدة والمريرة والمتحدية الى عمق الموضوع.. المنفى فينا... الوطن فى الآخر. إذن لتبدأ معى مشوار الحكى على مماشى منافينا او اوطاننا، فالمنفى قد يصبح وطن والوطن قد يكون المنفى الممتد.
كلما توخز قلبى ابرة الجملة التى حفظناها ظهرا عن قلب {السودان قطر مترامى الاطراف متعدد ومتنوع الاعراف والثقافات} تنهض قيامة الآخر فى دربى، هذا الدرب الذى سنمشى فيه سويا عسى ان لا تشق قدميك الاشواك المرمية على طول طريق الحياة ولعلنا ندنو ولو قليلا من شهقتنا ونحن نلمح الماء لعلنا نروى بعضا من ظمأ الاسئلة التى انهكت عالمنا.
العالم، القرية الصغيرة التى تذكرنى بالجملة اعلاه، عن السودان المتعدد والمتنوع. ربما انتمائى الى جيل يسبقك بعدد اربعة عشر عاما من الهزائم المتكررة ولؤم النفس يجعلنى لا ارمى اللوم على جيلك وبى من الشوق مابى لمحاورة الاجيال التى سبقتنا.
علينا اذن ان نرمى بذرة التنوع او الآخر فى حقل ملغوم من تشتت بل تمزق الذات وهى تبحث عن سكون تام او ثورة لا تهدأ وهذا حالى اليوم، الثورة تجاه الذات، وعنفوانها تجاه الآخر. كيف نراه وكيف يرانا.. الآخر على مستوى البلد التى اعلنا فيها صرخة عذاباتنا وعلى مستوى العالم الذى عجن هذه العذابات التى ظلت فطيرة تحتاج الى التخمير والفوران.

روحك جيوب للشوق والامل المخضر مثل خدرة روحك قبل ان تطالها يد الغول، الاحباط والربكة سيدة الزمكان، قلت لى اول ماعرفتك.. اود ان اذهب عن هذا العالم بهدوء، قلت لك حول... افتح نافذة قلبك ويمم شطر روحك الانسان فيى!، قلتها لك والريح تحنى هامتى، وحين حولت وهبتنى طاقة احنت الريح تحت قدمى لعنتى. لاتنسى ان تقوم بعملية التحول كلما داهمتك شياطين الهزيمة، على شاكلة انتباه لف دور، قدرنا اننا بنات وابناء المؤسسة العسكرية.. إذن امرا وطاعة يامولاى...

لو عرفنا كيف نتعلم من بعضنا، دون تعالى ودون {استاذية}، فكلمة قد تفتح المدى فى قلبى، كلمة قد تكون عابرة اتبادلها مع بنية لم تتجاوز الخمسة وعشرين من عمرها، فهى ابنة تجربتها وجيلها ابناء وبنات لتجارب صنعوها بصبر، تلافتحتهم سطوة العسكر محليا وعالميا، شهادات مقدرة لم تفعل سوى او زفتكم الى المنفى.. المنفى فى الذات..وكلمات البنية تتقد فى عقلى كلما حاولت اسكاته بفاليوم الاستكانة والخضوع والهروب { وانا مالى}...كلمات تصحينى {وتفلى قمل} تاريخنا الذى لم تنفع معة الغربلة اذ انا لم نفعل بعد.
هل كنا ضحايا الجيل الذى سبقنا؟ وانت وجيلك ضحايانا؟ وضحية من كان رعيلنا الاول؟ اترانا غير فاعلين بمكر او ببساطة فيما نحن فيه؟ ليس هناك اريح من الاستكانة الى فكرة الضحية ورمى اللوم على الآخر؟ انه فعل يخدرنا ويجعلنا نجلس كل يوم نجتر بعض من تاريخ انتفاضاتنا العظيمة ثم ماذا فعلنا لنجعلها متقدة؟ اواجه نفسى كلما خلدت الى خلوتى بها واحمد لثالثنا الشيطان وهو يلهينى عن المواجهة و {ادمدم جراحاتى حين تكتر هموم الآخر فى مسيرتى.}

لو تعرف انت من فتح نافذة انسانى ووازنها!
تعلمت منك ومن جيلك الكثير، تعلمت ان امنح هوى قلبى للانسان فيكم، علمتنى ان ارفع خوذة التنميط من عقلية بنى قريش، هانذى اخت دمك وها أ نت ابن دمى,,, تسبح فيه بمراكب الشوق النبيل، تنثر فيه ملحا فيهدر ماتخثر سلسبيل انين، انا ممنونة لك ولجيلك يافتى الاحلام الحقيقية.. تعال معهم ومعهن الى {وليمة على أعشاب} مافات وماستفرخه عصافير المدى الذى يزهر الآن على رقراق دمع نبيل وينهض على رشاش الضوء الآتى من عيون الجيل الجديد‘ ان الحياة تمضى، فلنحلق ركب النشيد..



* سيف الرحبى فى حوار الامكنة والوجوه ص 52[/