اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد

اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد


09-18-2003, 09:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=166&msg=1154774050&rn=0


Post: #1
Title: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-18-2003, 09:19 PM

سنوات عجاف وطوال ولم تنسى صديقة طفولتى تفاصيلنا الحميمة
كما افرحنى بعضكن وبعضكم بان يغنوا/ن معى يوم اعلانى للعالم بانى هنا
وهاهى اخلاص توجعنى وتطالبنى بالمستحيل بان اعيد لها طفولتها
من يعيد لمن

اقرأوا/ن ما خطاه قلبها الوريف



Last Update 18 September, 2003 11:34:09 AM

الى اشراقة مصطفى....

أعيدى الي طفولتى... ولك الشكر .....

اخلاص مهدى/استراليا
[email protected]

أبحث لإجتراح الذاكرة.. خارطة طريق .. مثلك تماما .. لأقتاد من ذلك المخزون الاستراتيجى ..من ذاكرة أضناها التعب .. فكل الذى مر أمامى .. كان و مازال حاضرا يعلن عن نفسه .. على امتداد ثوانى الزمن المسرعة..أنت وهم وهن ...وكوستى ..التى نمينا فيها براعما صغيرة مشاغبة .. نجرى معا بين المحطات .. و السوق الصغير ..و مدرسة امنة قرندة.. و طاحونة أبوى مهدى و جامع الأحمدين و حلاق أبو شامة .. و دكان عمى دفع الله.. لنرتاح قليلا جلوسا مع بائعات..(العجور بالشطة و قراصة النبق)..نلتحف الحميمية للناس والمكان .. وحتى المقابرذلك المكان الموحش..الذى يتجنبه الناس هربا من المجهول ..لدينا مع شواهد القبور علاقة تهجى أسماء الموتى .. تشهد عليها الشواهد..

باكرا تذوقت طعم السفر و الترحال و الانسلاخ عنوة من الأرض التى أحب..

وغادرناها...

كوستى ..كان قلبى ذو السبع سنوات يتلفت يمينا و يسارا عسى أن يلمحك تسابقين الريح فى أحد شوارع الحلة الجديدة..ليلوح لك منشدا لن انسى اياما مضت....... الى اخر النشيد ..و لم يكن.

ومرت عشرون عاما...بل أكثر..

وحين التقيتك تحملين (واصلا).. بين الماض الذى لا ينسى و ذاك الأيوبى الجميل .. كان فى عينيك هدير مظاهرات ملتهبة .. تحرق جماهيرها لساتك العربات .. و أعلام دول لا تعرف الحياة الندية الا من خلال العملات الصعبة والبورصات التجارية ..وتمد لنا طرف الطريق اليها .. فنشكرهم.. و نأتى.. لنغسل لهم واجهات المدن ليلا...

ويغسلون هويتنا وعقول اطفالنا فى وضح النهار ...

لا تسألى كثيرا صديقة الطفولة و أيامها العذبة ..

ما عاد فى الجراب من أجابة ..

نعم...

تبعثرنا فى كل واد ..

وأدنا أحلامنا الصغيرة .. تماما مثلما وئدنا نحن ... فى زمن الجاهلية الأولى.. صغارا....فالأسباب متعددة الوجوه و الملامح و.... الموت واحد .

صديقتى....

لا أدرى من أين اتوا..فلم ارى لهم فى صفوف البشر اندادا... فانكروا علينا ان يكون لنا وطن نستظل (برواكيبه) .. نأكل من خيراته الوفيرة ...(كسرة بموية) ..ونشرب من نيله الممتد بطول قامته الممشوقة من نملى و.... الى حلفا ..اكواب مياه راكدة يعلوها اخضرار الطحالب ..مدفوعة القيمة..

انكروا علينا ان نصاب بالسرطان و نداويه بالقرض و الحلبة و العطرون ..بعد ان ندفع ثمن الدواء ( بالاقصاد) ..و انكروا على بعض النساء ان يكن شريفات فنشطت تجارة اللحم الأسمر يتداولهن بعض من اساتذة و مدراء .. بعض من رجال..

تبعثرنا.....

فأن تقولى لهم.. لا ..انت الارهاب الذى يهدد بقاء الأمة الأسلامية بداخلهم ..انت من يجلب نزر الشؤم و غضب الله ..فيجف الزرع و الضرع .. و تفيض رمال الصحراء تصحرا ..وتغور مياه النيل غورا ..و يهرب البترول من باطن الأرض..لذا يرسلوك الى بيت للأشباح ..لقتل ال ..(لا) ..فى ثنايا فكرك .. و تتطهرين...

وان تقولى نعم ...تدبرى الأمر و احضرى بضاعتك ما أكثر أسواق النخاسة..

وان تخيرت الصمت .. ستموتين .. و لكن..للأسف.. ليس كما تموت الأشجار .. واقفة..

سيموت بداخلك الوطن بنسائه و اطفاله و رجاله الأوفياء .. بشموخه و حضارته ..و نبله و فنه الفريد ..ثم تموتين انت بداخل نفسك و يسدل الستار .. لذا هرب كل من وجد الباب (مواربا) من سعير الوطن الى لظى الغربة ..

وبدواخله ...ما زال الكل يسكن.. لا يهم.. سكنا عشوائيا ام فى ابراج عالية .. فلا خوف عليهم من( بلدوزر) ولا هم يحزنون.. بدواخله... كل المداين و القرى والمحطات الصغيرة والفقيرة والنساء الصابرات .. بائعات الشاى والمساويك

واطفال الشوارع وموائدهم.. زبالة سادات القوم ووجهاء الوطن والمهزومون فى حروب سوق النقد و سوق السياسة ..لجهلهم بالامرين تبعثرنا ...

ومازلنا سودانيون نتطاول على اطراف امشاط اصابع رجلينا (نتاوق) للوطن .. نتلهف لسماع اخباره المبكية حد الضحك ..تنشر فى حبل الفضاء.

تبعثرنا صديقتى ..وحيثما كنا .. اينما كنا .. كيفما كنا

نستلم رسائل الأهل ...

قبل السلام ....

ارسلوا المصاريف...

ايجار البيت تراكم ..فاتورة الكهرباء ... و على الأبواب المدارس و الخريف

ارسلوا دواء للملاريا ...

وكسوة الشتاء و الصيف ....

ارسلوا ...ارسلوا...ارسلوا

ننزف نحن حنينا اليهم ونرسل لهم ...دموعا و شوقا و دولارا

ننزف غربة..

وهم ينزفون ...

والوطن مثلهم...

صديقتى....

اكسرى طوق المستحيل .. أعيدى الى طفولتى و لك... الحب الجميل و الشكر اطنانا.

اخلاص مهدى

استراليا

18/9/2003

Post: #2
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: shak
Date: 09-19-2003, 02:57 AM
Parent: #1

ولماذا لا تدخلين الخاص فى العام .. وشجرة الاسئلة المتشابكى تحيط بنا كلنا .. الذبن ملاوا المنافى بانفاسهم الحارة .. الذى ماتوا فى المسافة ما بين الوصول والترقب .. الذين يجلسون الان بشكل مؤقت .. ارواحهم مثل فتحات التهوية ومخارج الطوارئ ينتظرون عودة شليل او جودو لا ادرى يا اخلاص مهدى .. لن تستطيع اشراقة مصطفى اعادة ذلك التيار الذى يسير بشكل سريع ومتوثب فى كوستى .زو لن تستطيع لان المدن خربت .. لقد فقدنا جزءا كبيرا من براءتنا .. ويكون كل المطروح الان بكاء المهاجرين والمنفيين على ابواب المدن الغريبة .. هى نفس ازمة الشاعر العراقى سعدى يوسف .. هى نفسها ازمتنا جميعا .. فى اى مدينة انت .. لا يهم لكن هناك مدينة تشبه كوستى فى استراليا ولا تشبهها.. لانها لا تعطى ذات الدفئ والمدن مثل النساء يعيطن حنانا والفة وعاطفة خاصة .. لذا كوستى لا تشبه اى مدينة اخرى .. ورغما من اننى لست من كوستى لكنها المدينة التى ولد فيها نزار عثمان كما قرات .. واعطته شيئا من ملامحها كما اعطتك وكما اعطت اشراقة مصطفى .. لكم ودى وكتر خيرك يا اخلاص مهدى
احدهم يدعى
شاك

Post: #3
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: bayan
Date: 09-19-2003, 03:51 AM
Parent: #2

اشراقة
كم جميلة هذه الرسالة
التى خرجت من الذاتى للعام
فتحدثت عن مشاعرنا كلنا
فى هذه المدن التى
نعيش على هوامشها
ويكبر اطفالنا لا يحملون من السودان الا سحنته
لم يجوبوا الشوارع حفاة
ولم ياكلوا قراصة النبق ولا التبش بالشطة
ولا دقوا اول الفصل وطاردوه فى الشوارع
ولا جلسوا للجدات
للاستماع الى الاحاجى
ولا لعبوا شليل
يا حليلنا نحن الشليلنا ضاع يا اشراقة
وتبدد فى هذه البلاد البعيدة
وصرنا نعيش على الذكريات
وفى انتظار العودة الى الوطن
الرحلة الطويلة الى بلادنا البعيدة عن منافينا
شكرا ليك لأشراكك لنا هذه الرسالة
التى جعلت طفولتى تتحول الى شريط سينمائى
وكل سنة انت بالف خير
ناجحة فى كل الاصعدة ومحققة كل الامانى

Post: #4
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: abdelgafar.saeed
Date: 09-19-2003, 03:29 PM
Parent: #3

اشراقه
كيف احوالك
الم تجدى فى النمسه نافذه تطل على مشهد كوستاوى (كوستى).0
بلغى رفيق خطوك التحايا
وللصغار امنيه بوطن معافى

عثرت اخيرا على طارق
الفضل ل قوى
رغم اننى لااعرفه
لكننى
اصبحت اتفال به كثيرا


عبدالغفار سعيد

Post: #5
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2003, 10:06 AM
Parent: #4

شاك
بيان
وابن كوستى عبد الغفار

شكرا لهذا الحنين المشدود جذبا

ام واصل

Post: #6
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: maia
Date: 09-20-2003, 10:15 AM
Parent: #1

اشراقة العزيزة
سلام وتحاياكثيرة
دخلت البوست لاحييك
فوجدت اشراقة مصطفى توقظ مخابي الطفولة الاولى لصديقتها اخلاص مهدي
فتذكرت قول نزار قباني
وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد الى الصين
لك كل التقدير

Post: #7
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2003, 10:21 AM
Parent: #6

مايا
يمتد هذا الوجع من كوستى للصين
وتلاحقنا لعناته ليوم تقوم قيامة اناشيدنا وتركض باتجاه النار
نار الحرف


ام واصل

Post: #8
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: زوربا
Date: 09-20-2003, 10:28 AM
Parent: #6

الأستاذة اشراقة

والشوق الجاري عليك

يا لهذه الكوستي

ياللكم انتم أهلها

أراكم دوما علي غناء المخاض الاول تهزونها أليكم جذع محبة
تمطركم ذاكرة خصبة
السمندل
ميرفت
وها أنت تجديدين الحب لمدينة اتمني أن أحشدها يوما في مسام الذاكرة المشرئبة صوب الجمال

لكم وكوستي جزيل الحب


والريد نيلين

Post: #9
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-20-2003, 10:32 AM
Parent: #8

محبة يا زوربا
كوستى
مدينه تصيب بالمخاض الدائم
والا تبدو هناك بادرة للمولود
مدينة تثقب رئة الحنين
وتحتضنك
وان جئتها عابرا
هى كوستى


اشراقه

Post: #10
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: maia
Date: 09-20-2003, 10:48 AM
Parent: #1

الحبيبة اشراقة
اينما نكون وتكون تلك الاعين مليئة بالجمال فلن يكون هناك وجع

Post: #11
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2003, 10:04 AM
Parent: #10

up

Post: #12
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: ميرفت
Date: 09-21-2003, 10:27 AM
Parent: #10

كوستي ، جدارية لرسامين اصابهم العشق في مقتل . كتاب مفتوح على سيرة دموع تغرف من النيل الشجن ، وتعبيء الحدائق والمزارع بالشذى والاخضرار .. كتاب ، شايلاه اياديكم يا اشراقة، الى يوم القيامة

ابكتني ، بالجد ، رسالة اخلاص ليك / لينا .. يا ام واصل ،، وساقتني الى تلك النواحي من الوجد والذكريات الحميمة . ذكريات شوارع الحلة الجديدة والسوق الصغير ومدرسة آمنة قرندة التي علمتناجدرانها فصاحة الانصات
يغلبني امشي تلك النواحي الآن ، لأن لي في كل شبر منها ذكرى تهرّب النوم من عيوني ، فكل الذين مشوا معي تلك الدروب ، ونثروا على احلامي ملح الغيب الجميل ، ودّعوا ورحلوا ، اما بالسفر مثلكم الى قارات كانت حدود معرفتنا بها دروس الجغرافيا ، او ماتوا في الجنوب المجاور .. او ، في احسن الاحوال ، باعوا بيوتهم واستقروا في الخرطوم .. حتى تحولت المدينة / الضفاف الى مقبرة شاسعة ، من قوز ابشريف الى حي الشاطئ ، ومن حلة دغيم الى تُرب النصارى
كل شئ تعطل هناك . كل شئ . وكل شئ يدعوك للمغادرة . لكن نخلي الارِض دي لمنو كان رحلنا ؟

كوستي برتكانتنا وخيالنا الجامح .. شيطانّا المسالم .. وأمنا البكاية لو غابوا الشباب
حلمنا المنصوب صيوان بكا ، وخيمة دراويش
زغاريد زفاف
وافراح نجاح
وحاجات كتيرة بتقول انو الحياة ، لسع ممكنة
ولازم نعيش

Post: #13
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Giwey
Date: 09-21-2003, 03:05 PM
Parent: #12

اشراقة مصطفى

لك التحية

ولكوستى مهول الود
توثر دوما ان تهدينا
شيئا من جمالها الخاص
ليس لى تاريخ مع اشيائها
ولكنها نفحتنى بالصداقات الحميمة
اشكرها ان اهدتنى اشراقة..طارق

نقرا هنا بوح ابنائها
العشاق ..ميرفت..السمندل
كتابة تستل من عمق العصب
اكاد اجزم انهما ( ما نصيحين ) ..اما
عبد الغفار سعيد فاشكره ان تفاءل
بى خيرا فهو اكثر من رائع
طالما كان القاسم بيننا
القريب البعيد طارق محمد عثمان

ولكم الود من قبل ومن بعد

Post: #14
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-21-2003, 04:05 PM
Parent: #13

قوى سلام من كوستى
كوستى المليانى
اسأل ميرفت
نزار والسمندل
اسأل ابوى لمن يجوا اولاد الرهد يقضوا يوم معانا قبل مايسافروا لاهلهم فى الاجازة

انا والله حسع ماقادرة اكتب
اول امس اخلاص الليلة نزار بيرو
خلونى شوية لحدى لولية كوستى ماتهدأ شوية

وتسلم ياقوى

ام واصل

Post: #15
Title: Re: اخلاص مهدى.. طفولتى المخبأة فى القصيد
Author: الجندرية
Date: 09-22-2003, 09:38 AM
Parent: #1

إلى حافة الجفن