نمازج من شعراء الدوبيت في بادية الكبابيش//عبيد الطيب (ودالمقدم)

نمازج من شعراء الدوبيت في بادية الكبابيش

محمدالطيب (حنفي) شاعر الدوبيت الرائع وحواره مع القرين ومسدار ام سماح



قالوا :- لكل شاعرٍ مجيد شيطان يملي عليه الشعروللشاعرين الكبيرين الامويين

الفرزق وجرير شيطان مشترك يملي عليهم القريض هكذا قالت العرب في هجائية جرير للراعي النميري التي مطلعها :-

قض الطرف انك من نمير فلا كعب بلغت ولا كلاب

الي ان يقول:-

ولها برصٌ بجانب استكيها كعنقفة الفرزدق حين شابا

قيل عندما وصل جرير الي هذا البيت غطا الشاعر الفرزدق شفتيه العليا والسفلي والتي تشمل العنقفة الذقن الصغري او بما يسمي عندنا في السودان (دقينة الحق) ولا ازيع سرا ان قلت ان الكبابيش ايضا يطلقون عليها (العنكفة)فقط يستبدلون القاق كاف ويقولون لك( هذا بلَغْتَهُ بعض العنكفة )وموضوع فصاحة الكبابيش موضوع بحث طويل نتركه للباحثين قيل غطا الفرزدق دقنه قبل ان يسمع عجز البيت وايضا عندما توفي الفرزدق وبلغ موته جرير بكي وقال :- والله اني لأعلمُ اني قليل البقاء بعده ولقد كان نجمنا واحدا وكل منا مشغولا بصاحبه ورغم اختلافهم وهجاءهم لبعضهم رثا جرير صاحبه الفرزدق بقصيدة في غاية الروعةو الجمال علي طريقة انشاء الله موت شكرك مايجي مطلعها

لعمري لقد اشجي تميما وهدها علي نكبات الدهر موت الفرزدق

و الذي ساقني لهذا قصة مشابهه بطلها شاعرنا الجميل شاعر الدوبيت المتفرد حنفي حاج الطيب ابو المرضية وهو شاعر موهوب له شعر غنائي جميل اظنه اذا وجد اللحن والاداء الجيد سوف ينافس بامتياز وله دوبيت في غاية الروعة والجمال الا انه لم يلق حظه من الاعلام ولكنه مشهور في بادية الكبابيش وفي كردفان عامة والذي دفعني للكتابة عن حنفي حسب راي المتواضع هو شاعر دوبيت له مقدرة علي التصوير وموهبة مكنته من اقتناء المفردات الجميلة ومقدرة علي التعبير بمشاعر ضاربة في العمق اضف الي ذلك انه ولد ونشأ ببادية الكبابيش رحل مع الظاعنين و سرح بابلها واغنامها وشوقر ونشق واستنشق دعاشها وهمبريبها ونوار اشجارها واستظل ببيوتها ذات الطنائب الممدودة ودرس كل المراحل التعليمه بها عدا الثانوي بخور طقت والجامعة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم وهو ابن وحفيد اسرة متصوفةوجده الشيخ موسي ابو المرضية مشهور ببادية الكبابيش ومن الاوائل الذين اوقدوا نارالقران في تلك البوادي ولاني قريب الشاعر وصديقه ورفيق صباه لاحظت انه توقف عن كتابة الشعر واخص الدوبيت وفي لحظة انس جميل والبادية خريف والليل مقمر كا يقول شيخ الصعاليك الشنفرا ونحن نستمع الي كاسيت جديد للشاعر الجميل الدكتور ودبادي العكودابي وكنا نتوقف عند قصيدته التي بعنوان السماعة التي فارقت نعيمها وهي جديدة لان عودة الدراويش وحد الزين وجدّي سعيد والريد اللّصم كنا نحفظها سابقا وقد كان الكاسيت ارسلته لحنفي احدي حسنوات البندر .حنفي يخاطبني قائلا من الاشقي سماعة ودبادي التي انتقلت من الايدي المنعمة الي الايدي التي مازال بها اثار المنجل كما يقول ودبادي ام هذا الكاسيت الذي قطع هذه المسافة ثلاثة ايام بلياليها علي ظهر لوري من ام در الي منطقة ام سنطة ريفي حمرة الشيخ وقد نظم قصيدة جميلة في هذه القصة مخاطبا غادة التي اهدته الكاسيت حيث يقول فيها
واسال غادة ببساطة الشعراء والدوبيت
اذا ما فارقت فردوسها سماعة الاحزان والزكري فماذا فارق الكاسيت
ولكنني هنا بصدد الدوبيت فقط وخاصة الرباعيات قلت لحنفي: ( يا خوي انت الايام دي قرينك شوقر والله شال الرّيف. )والقرين بفتح القاق وكسر الراء عندنا في البادية هو الجن الذي يصادق الشاعر ويملي عليه الشعر واظنها خرافة ومبالغة اطلقها بعض الناس علي الشعراء الموهوبين ولكنني وبعد الليل ماجن وناس ليلي جنيّ صحوت علي دندنت حنفي وهو يكتب سرقت النظرثم لزمت الصمت ونمت وفي الصباح اخبرني حنفي قائلا : (ياخوي البارح القرين عاد واجادعنا اني واياه النم )ليسلمني اجمل حوار دوبيت مع القرين واليكم الحوار

حنفي :-

خَبَار لغتك بقت متبهدله ومنْحَطَّه

يا مَالِكْ زِمَام حرفاً سواك مانخَطَّا

نايِمْ لِي بَدَرِج ْفيك محطه محطَّه

ما عارفني كحال العيون بي الشطَّه

القرين:-

خطوطي الحمرا حاسب ليها ما تتخطا

انا ود كيفي سرجك فوقي ما بنخطا

شرطي معاكا لا تهدّدني لا تنشطا

وحذارك تاني فوق ضيل النمر تتوطا

حنفي :-

بحرك موجو اصبح ما بعوّم بطَّه

وفي الباقيلي جمّام الينابيع قطّا

راجع الخلفي مالك والسنين منشطَّه

لامن ليك اقزام الشعر تتخطاَّ

القرين:-

جيب ايدك رهان يا زول نسيبت النطَّا

سهم من شارد النم لا علا ولا وطَّا

اوكت ما اشدّو وتر القوس معاي يتمطَّي

جهّز دفترك وقول سطر ما انطَّا

وقد كان جهّزت دفتري لادون الروائع ولاني من عشاق الرباعيات من الدوبيت البداية كانت بمسدار ام سماح:-



بعد التوبة والحج والتضرعك وذلّك

معقول تاني قلبك لي الصبابة يدّلك

وكان فتقن براعم في مزارع فُلّك

بتتنسّم عبيرهن والله تزكم كُلّك


كزيمة الدابو دايف وقرنو يادوب مارِقْ

ورقابة تري وتامن فصوصك زارِقْ

لونك زي صفا السويتي شف ومطارِق ْ

حسابي معاكي اصبح دين قيامة وفارِقْ

الشَّف والمَطاَرق صنف من حلي الذهب وينضم معهن السوميت





طلع وجه ام سماح شقّا الغمايم فاج
رجع عشقاً قديم لى نمــّتـى البى مزاج

أعـــزّل فى الكلام وأعمل نجوم فى تاج

أجمــّل بيهو مين والزوله ما بتحتاج؟

والحق يقال ان تاج الشعر والفن باقي ما بقي الدهر وتاج الحلي الي زوال وان كتر البوبار في الاونة الاخيرة وكلنا لا يعرف ان لجدي المسالمه حُلي ولكننا نعرف ان له القوام اللادن والحشا المبروم



طلع وجه أم سماح وأنا حظى غايب نجمو

رجع لى جن قديم ناهم الحبر لى رجمو

طريت الدابو فرهد وعمرو مازى حجمو

ولسانى إنفكــا نـــم كايس طريقة لجمو

يازول لسانك اريتو مايقيف وان وقف من اين لنا بهذه الدرر ولكن ما اروع اجابتك



ولجمو صعيب لسان الفارق المهدولة

نجمو الغاب زمن راجى الطلوع من طولا

نضمو برصّو رص بى كلّمتو المعزولة

وبعد داك كـــلّــّو قصـــّــر من سماح الزولة

وبعد كل هذه الدرر اتقول لي انك لم تقدر علي وصفها اذن صفها لنا فيقول:-

العين كاحلة ناعسة وسوده

ناهيك من جمالها وشامتها الفي خدوده

انا ما بنساكي كان صعبت علي العودا

نغمك ود سعيد ادم بخلف اللودا

اللود نوع من عزف المزمار (الزمباره) الم يقل هو انه ابن سرحتها

الخلاني ارجع لي ليالي غرامك

قوامك واحتشامك وابتسامك وشامك

يا ست ريدي يا الزعلك محلي كلامك

انظري في قضيتي الطولت قدامك



قول لى ناس على الشيخ والبريدو غنـــاى

فاقد الليله سوّاقة النجوم فى سماى

من كتبت تواريخ لى الجمال جوّاى

بقيت شعر الغزل بعرف روايعو براى

ونشكرها لانها كتبت تواريخ الجمال بقلبك لتخرج لنا هذا العسل السوداني كما يحلو لناس الوان



حسب كل النجوم طرفاً حزين ما لاقا

راجع لى حسير قال فاقدك آ السوّاقه

عقود نادر قصيد ناضم حديثها دقاقه

عربون عشقى ليك تهديهو لى الزوّاقه





حــر تيرابك اللا فيهو شك لاحجى

مر لوك الحناضل ريدك آ البتلجــّى

ضـــر ياعانس أخوى البى السفال بتدجـــّــى

نحنا نطفــّــى جمر وإتى تانى توجى



سنين زارع سنابلك والسحاب متكون

ولامتين أرجى وابلك لى الصحارى يلون

مدام حارق قنابلك فى الفؤاد بتدوّن

براى ياتو البقابلك وفى قصايدو بدوّن

لا لا انت قول ونحن نكفيك شر التدوين وان اصابنا بعض الرتوش من قنابلها



لونك ونكهتك شلتيها من الموزه

وعليهن زدتى بسمات من بياض اللوزه

شعرك من جناح إضليم نعاماً زوزا

وبخت العندو فى قلبك غرف محجوزه

ولكن اظنها ياحنفي لاتحب الغرف وهي من انصار مساديرك الاولي ونحن كذلك حيث تقول:-

قطعوهو الضعنهن في الرحيل متباري

واتشبح فريق عربا عزاز ومضاري

ولدا كيفي طافش وفي المدارس قاري

ما بتسمعلو في طاعم غناهن طاري

عفوا حنفي رغم الغربة وزخم مواني المدن النفطية والغرف المكند شة الاّ ما زال القلب يشتاق الي البيت الذي فيه مكان للهمبريب والدعاش





فطيمة الدارتن صى صايدن بى محيله

انا أسباب وجعي ها العين الكستها كحيله

مشاف عينىّ وضيبها مدفقاهو نخيله

وأف من عرطمن بتنونى فوقو نحيله

العرطم هي الشفاه ولكنها شفاه لا كالشفاه الملونه والوضيب هو الشعر الذي كشعر جميلة الرائع ابوامنة حامد







و كايس لى نظاماً قصايدو رصاين

يرسّل شوقو دوبيت لى أم سماحاً باين

قالو المن زمن سوّت فؤادى كماين

بلوم واديها بسأل ولى حمامى بعاين





يا المحتشمه طبعك ومن وليك مستحيه

يعيش راس أمك الجابك فريده ويحيا

يا الهبلتى جهّالنا وشيوخ ملتحيه

قماريكى البتسأل بلغيها التحيا

ولكن عدالة السماء ياحنفي كانت رحيمة بشيوخنا حتي لاتنحرف لحاهم اكرمهم الباري ب (انكحوا ماطاب لكم من النساء مثني........الي اخر الاية)



شركتيلو كيف جوز القمارى الركا

ومن جبتى حدق البى الضهيرات جكّا

ضفايرك فرتقا وفات الهوا الإنفكّا

ورمشتى ورشرشك قال أصلو ماينفكّا





مسالب صُل عليك والله ما يتتحكّا

ولا مطيرق نخيل فـرّاعو مال وإتكّّا

مهر قلبك عجيب فيهو الخلق منجكه

وبفوز بيهو الدفع نادر قصيد مو فكه







ماخده قوام قنايه وخضرة السنمكه

وراحتك ونوم عيون العاشق البتبكا

فى زول فاقدك سرف عينيهو ما بتوكا

يا ام إسما مقام جبلاً قريب لى مكّــه

عندى الحق أكون شاعر البدو المتمرد

وعاذر القالو خارج سرب أهلنا بغرّد

بسمتها وعيونها وخدّها المتورد

هى الجابرانى أكون شاعر غزل متفرّد

ولك نرفع التمام بانك شاعر دوبيت متفرد و نهدي مسك الختام من حنفي لسودانيي وسودانيات النكهة والزوق واللون والرائحة والطعم لا سودانيين الجغرافيا والتاريخ ولامات نفل فقط



اتي شتلة ريدك بيك بَخَلنْ تضاريسك

وعلى القاصدك عِلن بلحيل متاريسك

على باقى البنات والله ما اقيسك

ليهن يا ام عروض غادى وبعيد ميسك

اتى حكايه ما أنفكــّت نواميسك

وفى خلق الله ما ظهرت مقاييسك

نايم صاحى مشغول بى هلاويسك

ولى هسّـــاعة ما تمت كراريسك

شوف الروعة في اتي شتلة ريده بيك بخلن تضاريسك وعلي القاصدك عِلن بلحيل متاريسك ومادام لي هساع ما اكتملت كراساتها وانا ممسك بقلمي ودفتري و(استان باي) علي طريقك السشاعر مظعن الكباشي السراجابي :- الليلة اصبحت كاكك وبردلوبك لابسو علي بي خيط حرير شبل الزمام في حوابسو) سوف لا ادون هذه المرةولكنني سوف ارسم لان القادمات تحف حتي نعود والعود احمد

سوف نتطرق الي مسداير حنفي الباقية كمسدار القمرية ومسدار العَْركة ومسدار الخريف والكثير من المطولات في القادم وجاتك تاره يا حنفي

عبيد الطيب (ودالمقدم) بادية الكبابيش

موضوع رائع يا استاذ منصور

يديك الف عافية

دكتور سيجا يا سيدا

عليك الله مزاج كديستك ما راق??

ياخ ألف كتر خيرك

خالص التحايا لك وللمر ولسائر الأسره

وكونو نستفتح بيك ياخ دا مكسب

خالص الود والسلام



منصور

يا سلااااااااام يا منصور منتهى الجمال
بس انت عارف الدوبيت والمسادير وحتى تكتمل
روعتها بتحتاج انك تسمعها بدل القراءة
ولكن هذا لا ينفي طبعا متعة قراءتها
شكرا لكم وللشاعر

غاية الإمتاع او قل " يا غاية الإمتاع "

حنفي والمقدم والمفتاح ... تحية ممزوجة بلبن إبل على جيهة الزرد

سأعود ... بعد قليل

سلام منصور

Quote: ولد ونشأ ببادية الكبابيش رحل مع الظاعنين و سرح بابلها واغنامها وشوقر ونشق واستنشق دعاشها وهمبريبها ونوار اشجارها واستظل ببيوتها ذات الطنائب الممدودة ودرس كل المراحل التعليمه بها عدا الثانوي بخور طقت والجامعة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم

يا سلام .. الشاعر أبن من أبناء البادية ..

روائع فى غاية الأبداع

بريمة

" الشاعر حنفي يمكن الرهان عليه كشاعر أغنية .. أغنية من الزمن الجميل "
هذا ما يقوله الأن ايضاً الاستاذ عبيد المقدم ...
كنت نشرت هذا المقال في عمودي (خلف الظلال) في صحيفة (الجريدة) السودانية قبل عامين
اجد المقام مناسباً لإعادة نشره هنا
---- ----------
خلف الظلال
تأشيرة دخول محمد المبروك
[email protected]
شاعر البادية وطراوتها حنفي حاج الطيب، هو شاعر حقيقي يمتلك ناصية اللغة والاسلوب واللحن وهو امر نادر هذه الايام .
فكم وكم من مدعي شاعرية لايمتلك سوى قدرة الادعاء الا ج و ف القول ومع ذلك يملأ الساحات فيصدقه من بإذنه وقر ..
هذه القصيدة الاغنية وجدتها بين اوراقي القديمة فرأيت ان تشاركوني متعة الاصغاء لقصيدة تحتفي باللغة الاولى والفكرة الاولى ..
ثم خطر لي انه لو عمد فنان شاطر ومتفرد فحولها للحن جميل فذلك غاية المنى . فذلك خير لكم من (قنبلة ) واخواتها ..
وبهذه المناسبة تحضرني هذه الطرفة التي تتجاوز المزاح الى دعوة البكاء . فقد اشتكى لي (ايمن عيون) وهو من شعراء التهبيط الجدد أو قل التفحيط الشعري .
إشتكى بأن شخصاً اخر ينازعه في ملكية قصيدة له زائعة وشهيرة ويزعم هذا الشخص بأن عيون قد سرق (مطلع) القصيدة منه سرقة الطرار البارع وحين سألته عن القصيدة و(مطلعها ) اجاب –لا فض فوه- بأنها قصيدته التي مطلعها (لو قايلا ريدتنا زي مهند ونور * تبقي عيانا وشوفي ليك دكتور) ..
لم تهزل بل "جاقت " فقد أضحى هذا مطلع قصيدة يتعارك حولها شعراء اخر الزمان .. مطلع مثلما كان لأحمد شوقي قصيدة مطلعها (يا نائح الطلح اشباه عوادينا ) .. فتأمل يا رعاك الله.. هذا من باب الاسترسال والان هاكم قصيدة حنفي حاج الطيب..
تَأشِيرَة دِخولْ

الخَلَدِك لوحَة ورِسُوم مَنحُوتَة في قلبٍ وفِي
لَمِن أباشِرك بالسؤال تتضَارِي في النَعَم .. النَفِي
وأستفتِي جِوآي الأنِيقْ الحاضِن المَعَنَى الوفِي
مُنهَل يَنابِيعك يَفيضْ تَنْضُم عِيونِك وأكتفِي
قول ليَا أيه داعِي النجوم والقمرا ما دام إنتِي فِي
لحظة تكُون قاعِد مَعَاي وهَجْ الكَواكِبْ ينطَفِي
بَلقاكِ فِي الخَاطِر سُؤال لمَا الحقائِق تَنتفِي
وتلقانِي مُشتَاق النِعاس وَكْتيًن طِيُوفِك تَخْتَفِي
وصفِكْ مَكَانْ السَجدَه في مُتن القَصِيدة المُحتَفِي
ورنَة مَواويلِك نَشِيد ناساً بِتَعْرِف تَصْطَفِي
** ** ** ** ** **
قُدْرة بشَاشَاتك تَشِيل مَعْناكِ لي كُل العِقٌولْ
وأقدَر أزيِد فِي شِعرِي بيتين بَراي أتْفَاخَر وأقُولْ
انا فِي عِيُون الناس لِقيتْ إيماني بيك زايِدنِي طُولْ
وأشوَاقِي لو عَبرت سَمَاك مَا بِعْتَرِض مَسرَاها زولْ
ما ليهَا فِي ريدِك فَكَاكْ نَدْيَانا فِي كُل الفِصُولْ
جَدِدِ جَوازَات المَعَاكْ وأكتِب تَواريخ الوِصُولْ
وأختِمها بِطَابَع هَواكْ وأدِيِهَا تَأشِيرَة دِخولْ

بوست جميل
احيك يا منصور دوما سباق فى الروائع

الأخ حاتم محمود الجاك
السلام ورحمة الله - نعم أن للكلمة المسموعة سحر عجيب
يصنع الطرب فى شعاب الروح الفنانه ولكن تلك الكلمه
المقروءه لها سحر آخر فهى كما المرأه طويلة كانت أم
قصيره فقد قال الإمام على كرم الله وجهه أن المرأة الطويلة
تنجب الفرسان أما القصيرة إن لم تعجبك فعلى مهرها
فإحداهما لتمشى معك فى الأسواق والأخرى عندما تختلس
السمع لصرير الأبواب عندما تتداخل تعرف من هى وكيف
هى فقصائد حنفى شوف وسمع ولووك أو مضغ يا رجل.



منصور

من الغنا او الدوبيت الراقي للاخ حنفي حاج الطيب في يوم الوداع حين عزفت اوتار قلبه مع اجراس هوادج الرحيل لحنا شجيَّا وقد كانت الدموع دما وفيها كثير من التسامح والريد الشفيف حيث يكون العتاب معدوما

محمد الطيب (حنفي)

زولاً فى متاهات دنيتو مسرحنا

جاتنا أخبارو راحل وتانى قول ما أرتحنا

حقيقه الدنيا بتغش مره بفرحنا

وتانى تقبل الغشّاشة تلغي سمحنا

وتسحب مننا الأدت بعد ما فرحنا

إتوالفنا ولفاً قلنا ما بزحزنا

كان عرفات رحل نحنا الثبتنا أنحنا

لا احتجينا فى يوم قلنا ليك ماسحنا

ولا يوم بى الوهم بى الفرقه بتمازحنا

وكت ما نهوى زول من ريدو بتطمحنا

وحد ما نطارد الصيد أنت بقمّحنا

ونحنا جهاله ما بنسمع كلام ناصحنا

ما خففنا من ريدو البقا مكسحنا

وبقت الدمعه دم والهم بقى مصابحنا

والليل ببقى نم كان الغنا بنصحنا

وما ودعنا مخصوص يوم بقى مبارحنا

زولاً كان حبيبنا وكان طبيب لى جرحنا

عارفين لاولوف بعدك بجى بصارحنا

ولا بعد المسافات ببقى من صالحنا

وبادوب البريدك خشــّه بيت المحنه

وبقول لى أغلى زول يوم الوداع سامحنا

محمد الطيب (حنفي)

الأخ أمين المبروك سلام من الله ورحمته عليك

ياخ البيضاء من يكفها وعندما تكون حليبا
من ناقة ودوده فذاك المنال فيا ود الربيقات
وآل مروح - مرحات معرفتكم جاءت لقلب الحدث أو كما
قال دكتور عبدالله على إبراهيم الزحف الصحراوى
الأخضر. شكرا لك على المساهمه وننتظر المساهمه


منصور

اتي شتلة ريدك بيك بَخَلنْ تضاريسك

وعلى القاصدك عِلن بلحيل متاريسك

على باقى البنات والله ما اقيسك

ليهن يا ام عروض غادى وبعيد ميسك

اتى حكايه ما أنفكــّت نواميسك

وفى خلق الله ما ظهرت مقاييسك

نايم صاحى مشغول بى هلاويسك

ولى هسّـــاعة ما تمت كراريسك

تابع حنفي

محمد ود المصايد العطوي الكباشي جاورنا بمنطقة ام سنطة قادما من منطقة الوخايم في اقصي الشمال الغربي حيث حدودنا مع تشاد وكان ود المصايد في السبعين من عمره اعجب بفتاة صاحبة مقهي (محل شاي) ياتي يوميا لتناول كوب شاي حيث يتمتع بمسارقة النظر اليها لانها تشبه خطيبته سابقا كما يقول وقد كان يمتعها بشعره الجميل وكنا شخصي والاخ حنفي نستدرجه ونستضيفه علي فنجان قهوة ليمتعنا بشعره الجميل والحق يقال بالرغم من معرفتي لود المصايد قبل الاخ حنفي حيث كان ياتيني يوميا بالمدرسه الاّ ان الاخ حنفي بشفافيته وشاعريته وجمال روحه استطاع ان يخرج من دواخله درر وجواهر بامتياز( وبالمناسبة كتب حنفي مقال رائع عن هذا الشاعر الجميل بجريدة الوان). الشاهد في الامر في احدي الايام و زات اصيل ونحن نتناول فنجان القهوة بصحبة ود المصايد سأله حنفي قائلا: الدرفونه دي قلت فيها شنو ...دي قلت فيها:

نمرة واحد الفي سوق وقف زابونك



والجيل المدايف كلوُّ قصَّر دونك

عنافية ابو روف الرقيق شنشونك

بيض القوق سنونك والملاقي عيونك



ثم بدأ في سرد قصة الفتاة التي احبها وكان يريد الزواج منها ولكنه في احدي رحلات الجزو المشؤمة كا يقول عندما عاد وجده اهلها زوجوها الي ابن عمها ليقول:

لولا قبيل ما كنت مجانسلك

وقصدي يا ام صوادق من عريسك اقسمك

يا ماسورة ام تاج والنو ر ببق من جسمك

ومن الميم وحرف الكاف معظَّم اسمك

(وكان اسمها مكة)

لو كنت قبيل حضرتك قبال الصفاح والحايط

ما كنت بحجنك آ عنز الدباق ام نايط

نقدم شكوي يا الصورة الملاني زبايط

ونستلم القضية ونبقا فيها عبايط



انا ليش يا ام عروض بضوَّح

وما ساسقت في دربك عملت تنوَّح

ماتفيديني يا بكيرة الحزمهن وروَّح

ما تبقيلي زي مطراً صبيبو شلوَّح

عندما قال ود المصايد المقطع الاخير صبيبو شلوّح صاح حنفي اقيف هني يا ود المصايد وطلب فنجان قهوة اخر وعندما غادرنا السوق وفي طريقنا الي فرقاننا اصبح حنفي يردد وعلي طول الطريق ما تبقيلي زي مطراً صبيبو شلوّح ......ويخاطبني قائلا الشعراء عندهم شياطين عندهم شياطين من الذي اخبر ود المصايد البدوي الامي عن شعر كثير عزة

اني وتهيامي بعزة بعد ما تخليت عن مابنا وتخلَّتِ

لكالمرتجي ظل القمامة كل ماتبوأَ منها للمقيل اطمحلَّتِ

وحنفي كل يوم مسكون بمقطع الصبيبو شلوّح الي ان كتب درر من درر الدوبيت:-

سمحة سماح وناجحه نجـــاح
وكتفك من خروسك كان ضراعين صاح

وجهك فى تماتيل القمر وضـــّاح

وصدرك فيهو جوز من أروع التفـــاح

وقادر ربنا الوزّع مقاســـك صـــاح

كفيل الدابو قــــوّاد بى اللجام ما أنلاح

وقالب الفدوه بقرن فى الضمير مرتاح

وضى البسمه كيف برق أم رويق اللاح

ولى عند الفنايد ديسك المـــوّاح

وما خلانى أقعد عطرك الفـــوّاح

إتى متلابة الموارك لى نشل طوطاح

وأمــّاتك بجن من العصر مرواح

ولاّ حميلة البهجع مع البــــّواح

معشوقك فقد عقلو وصبح مـــدّاح

والزاروهو ما طارين عليهن نصـــاح

جودى وحــنّى ما تقوليلو حقك راح

وماتبقيلو زى مطراًالبطين شلواح

من غيبتها لامن ديكى جاتنى صباح

بقــلّب فوق هموم الحــيّرتنى سماح

صيدها لقيتو بى سافل الكريبه مــراح

ســلم من طلقتى وشــــبع كلابى قمــــاح(محمد الطيب حنفي )

شوف ود المصائد قال ما تبقيلي زي مطرا صبيبو شلوَّح وحنفي قال وما جودي وحنِّي ما تقوليلي حقك راح وما تبقيلي زي مطر البطين شلواح والبطين احدي عين الصيف





ما كان فى خيالى جفاكى

حايخلينى يوم من الايام أنساكى

غنيت ليك أنا ويبــــّـس لهاتى غناكى

ناديت ليكى لاكين الغرور أعماكى

صــيّاد النجوم حاكيتو جارى وراكى

والنافر طبيعتو بهبل الشراكى

شديرة الهمبك الشايل صباحى نداكى

عـــز البرده ليه حارمانى منو ضراكى ؟

عطشان جيتا كايس لى موارد ماكى

غشّانى السراب دفــّقـت ريــّى وراكى

وأبيتى وما سقيتى وبرضو ما همــّاكى

أنا إنغشيتا يوم عشقن نجومى سماكى

ويومى القلت ليك يا السمحه بترجاكى

وبشفع لى قدام البلومنى هــواكى

ياريت كان قبيل مرسالى تب ما جاكى

وياريت كان قبيل ريداّ صبانى صباكى

يا الفرهدتى جلــّت قدرتو السواكى

عارف حظى عاكس وتانى ما بلقاكى

وخلاص يا الحلوه ما يهمك غنايا الباكى

وأعتبرينى ذكرى عزيزه فى دنياكى

محمد الطيب حنفي

الأخ العزيز عبيد الطيب سلام من الله عليك ورحماته والبركات
ورمضانك مقبول ومبارك والأسره بخير وعافيه.

عزيزى جاء هذا البوست الدسم فى هذا الوقت المزعج والمنبر تتخاطفه الخطب
الثوريه والإندفاع الجارف لإقتلاع ذلكم النظام المتجذر وإلا فأى دسامة
تكتنف ذلك التعريف الضافى والتوصيف الصافى من أى شائبة مخله توصيف عن
شاعر إمتلك ناصية الكلم وصفى زهنه وطبعه ليطبع لنا مشاعره كما هى
فى لوحات تفوق ما لدالى ودافشى وسغراط لوحات إنتزع لها التعابير من صدف
المرجان واللؤلؤ فكانت لؤلؤا ومرجانا وكانت مهرجانا للجماليات البديعه
فقد تمكن ذلكم الحنفى أن يصيغ التواصيف البدوية البليغه فى لغة عصرية
فصيحه لينبت لنا قصائدا من فل وسوسن فموسيقاها صخابة طرابه وأوزانها
أخاذة جذابه ومعانيها غلابة لكل وعى وشطابة لكل حضور بل هى فوق
كل وعى وكل حضور تتبعت رباعياته وتمعنت فى قصائده فوشوشنى عبيرها وأنتشيت.


التحايا لك وللأخ محمد الطيب حنفى الكاهلى البنى جرارى الكباشى الفصيح


ولك وله حار السلام ورمضانكم كريم





منصور

ولأن الأدب واجب علينا تناوله والإستزادة منه للخروج من نتن ساس يسوس
وداحس والبسوس يا ود المقدم فدعنا نتأمل محمد الطيب حنفى حنفاء ونقيم
الصلاة ونعطى الزكاة ونحج إذ أستطعنا.


منصور

خَبَار لغتك بقت متبهدله ومنْحَطَّه

يا مَالِكْ زِمَام حرفاً سواك مانخَطَّا

نايِمْ لِي بَدَرِج ْفيك محطه محطَّه

ما عارفني كحال العيون بي الشطَّه