موشحة بانف......امام الطيب مونتريال

هذه ابيات من الموشح كتبتها اثر زيارة لمنطقة بانف والتى تقع في منطقة الروكي
علي مقربة من كالجري -محافظة البرتا- وقد كان ذلك في اغسطس 1986 بعيد وصولي
لمدينة كالجري .وقد اخذ بمجامع قلبي جمالها الساحر الأخاذ .فكانت هذه الابيات
بعض مشاعر او محاولة لصوغ صورة من خلال الكلمة

موشحة بانف
امام الطيب مونتريال



روضة للحسن تعلو علما

اخضراً في رونقٍ كالسندس

ما شهدت مثلها قط مَعلَما

في الرؤى او في خيال سلس

**********************

هطل الغيث عليها منعما

جلل الوردَ نضاراً يبسم

فازدهى الافق بالوان السنا

لوحة في الذهن لما ترسم

باقة من زهر تذهب بالعنا

قد سقاها المزن وبل ساجم

وغزال احوى ثَمَّ قد رنا

شفني وجدا ونحوي قد رمى

سهم لحظ من كحيل ناعس

فسبي قلبي معسول اللَّمى

حبذا اسر الاسيل اللاعِس

*********************

فر مذعورا وخلي لي الهوي

ما لي بدُّ وقد حُمَّ القضا

بفراق حل يفري للجوى

منه ضاق بي رحب الفضا

كمشوق شفه برح النوى

لمراق يجتلي منها الرضا

*********************

حيث شفَّ الوجدُ مني كَلِما

راعه بَينُ الصَّيُود الخَنِس

طار لب الصب حبا كلما

خياله طل خلال الغلس

*******************

من روضة ترفدها بنتُ السما

يزورها الودقُ صباحا ومسا

فكساها الحسن ثوبا ناعما

ما اجمل الكاسي وما قد اكتسي

تشتهيه النفس اضحي حُلُما

كم تعاني الاين تجتر الاسي

لزورة فيها شفاء الانفس

ترتجي الوصل بعل وعسي

وتقاسي البين يسري ألما

منه عَولُ الصبرضَيقُ النَّفس

اعتامها طوراً فطفَّ وطَمَى

لروضةِ الحسنِ بهاء المجلس

موشحة بانف
امام الطيب مونتريال

روضة للحسن تعلو علما

اخضراً في رونقٍ كالسندس

ما شهدت مثلها قط مَعلَما

في الرؤى او في خيال سلس

**********************

بانف تلك التى ألبسها شاعرنا ذلكم الوشاح القشيب فهى أحق به
تلك التى توهطت سفحا ودرجا من الروكى ولفها كما الثوب خضار
الأشجار بأنواعها وحضور الصنوبر البرى اللافت ومن تحتها والإطراف
تتدفق العيون الدافئ منها والبارد والخالص سلسبيلا والمشوب بمعادن
جزوع الجبال وفيها من جمال الحياة البريه ما يضاهى سفارى السافنا
فالقريزلى وأغنام الجبال والصيد ومختلف القطط تمور بها الجنبات
فتجذبها الحركه لتسامر الناس وتفرحهم فذلكم الوارث لدفق الشعر
عن أكابر إستطاع أن يرسم لوحة إعجابه فى موشحة تستحق التأنى فى
فى رشف دنها فهى مثملة كقراح الخندريس لأهل المجالس والذوق وهى
مقامة عالية المقام علينا بالتمعن فيها لنجلى عيون الخيال ونريح
النفس بنفس من بانف.....................................









منصور

بعد السلام
هذه مقالة للتعريف بفن الموشح كضرب من ضروب الشعر
الذي ابتدعه الاندلسيون
Received: Friday, November 13, 2009, 6:06 PM




فن الموشحات الأندلسية

--------------------------------------------------------------------------------






فن الموشحات الأندلسية
ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون بدافع الخروج على نظام القصيدة والثورة على النهج القديم للقصيدة وانسجاما مع روح الطبيعة الجديدة في بلاد الأندلس واندماجا في تنوع التلحين والغناء .وطريقة نظم الموشح أن تكون ذات اعاريض شتى يجمعها بيت واحد.
أما من ناحية الموضوع والأغراض فالموشح يتضمن عدة مواضيع ويتنوع في الأغراض لكن الغالب عليه الغزل والمدح ووصف الطبيعة 0 اخترع فن التوشيح الأندلسي مقدم بن معافي القبري وقلده في ذلك ابن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب (( العقد الفريد)) لكنهما لم برعا في هذا الفن كما برع المتأخرين عنهم وأول من برع في الموشحات عبادة القزاز جاء من بعده فلاح الوشاح (( في زمن ملوك الطوائف )) وفي عهد الملثمين برع الأعمى التطيلي ،ويحيى بن بقي ، و أبو بكر بن باجة وفي عهد الموحدين برز محمد بن أبي الفضل بن شرف وأبو الحكم احمد بن هر دوس وابن مؤهل وأبو إسحاق الزويلي أما المع الأسماء في سماء التوشيح أبو بكر بن زهر وأبو الحسن سهل بن مالك الغرناطي ثم جاء من بعدهم ابن حزمون المرسى وأبو الحسن بن فضل الاشبيلي 0 ورئاسة فن التوشيح فهي لأبي عبد الله ابن الخطيب صاحب الموشحة الشهيرة (( جادك الغيث )) توفى أبو عبد الله سنة 1374 م ، شاعر الأندلس والمغرب تولى الوزارة بغرناطة وعرف بذي الوزارتين (( الأدب والسيف)) وتعتبر موشحة ابن الخطيب من اشهر الموشحات وأغناها بالفكرة والصورة والإحساس والتلوين الكلامي0
الاعتيادية،ويتكون أغلب الموشح من القفل والبيت،فمنه ما جاء على أوزان العرب كالمخمسات، فيؤتى بخمسة أقسام من وزن وقافية،ثم بخمسة أخرى من وزن وقافية أخرى، كقول ابن زهر في بحر الرمل:

أيها الساقي إليك المشتكى قد دعونا وإن لم تسمعِ

ومن الموشح ما يدعى باسم المسمطات ، كأن يبدأ ببيت مصرع ثم يأتي بأربعة أقسام أو أقل كقول القائل:

غزالٌ هاج بي شجناً فبت مكابداً قرنا

عميد القلب مرتهنا بذكر الهوى والطّربِ

وهناك أيضا المزدوجات من ذوات القافية المزدوجة في كل بيت،كقول أبي العتاهية:

حسبك ما تبتغيه القوت ما أكثر القوت لمن يموت

إن الشباب حجة التصابي روائح الجنة في الشباب

ومنها ما لا وزن فيها، فكل موشحة مكونة من عناصرها الأساسية المعهودة، كمطلع الموشح وهو البيت الأول لها، وقد يكون من قسمين أو أكثر وهو القفل الأول. ويليه باقي الأقفال المتفقة مع بعضها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها، ثم الغصن وهو كل قسم من أقسام المطلع والأقفال إذ تتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها، أما الدّور وهو البيت، فقد يكون بسيطاً مؤلفاً من أجزاء مفردة، كما في الموشحة:

عَبِثَ الشوق بقلبي فاشتكى

ألم الوجد فلبت أدمُعي

أيها الناس فؤادي شَغِف

وهو في بَغيِ الهوى لا يُنصِف

كم أداريه ودمعي يكُف

أيها الشادق من علمكا

بسهام اللحظ قتل السبع

وقد يكون مركباً مؤلفاً من فقرتين أو أكثر، كما في هذه الأبيات لابن سناء الملك:

كذا يقتاد سَنَا الكوكب الوقّاد

إلى الجلاس مشعشعة الأكواس

أقم عذري فقد آن أن أعكف

على خمر يطوف بها أوطف

كما تدري هشيم الحشا مُخطَف

وآخر قفل في الموشحة يدعى الخرجة،فقد تكون عامية أو معربة أو أعجمية، وهكذا فإننا لا نجد في معاني الموشحات جِدّةً وعمقاً، فتبدو الموشحة كغادةٍ بالغت في الزينة واستعمال المساحيق فخسرت الكثير من جمالها ولكنها على الرغم من ذلك قد استطاعت أن تحافظ على رشاقتها ومشيتها المرقصة، ولَمّا كانت الموشحات قد اخترعت في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم في الأغراض التي تناسب هذا الفن كالغزل ووصف الطبيعة،إلا أنها رغم ذلك خاضت ما تبقى من أنواع الشعر كالمدح والرثاء والهجو والمجون والزهد، ونظرا لطبيعة الأندلس المذهلة الأخاذة،كان كثير من الشعراء ينجحون في وصف الطبيعة، ووقع اختياري على موشح محمد بن عيسى اللخمي، المشهور بابن لبانة يقول :

في نرجس الأحداق ، وسوسن الأجياد ، نبت الهوى مغروس ، بين القنا المياد

وفي نقا الكافور ، والمَندلِ الرطب ، والهودج المزرور ، بالوشى والعَصبِ

قُضبٌ من البِلّور ، حُمين بالقُضبِ ، نادى بها المهجور ، من شدة الحُبِّ

أذابت الأشواق ، رُوحي على أجساد ، أعارها الطاووس ، من ريشه أَبراد


ونظرة خاطفة على موشحة لسان الدين بن الخطيب في الغزل وذكر الطبيعة ومدح السلطان الغني بالله:

في ليالٍ كتمت سر الهوى

بالدجى لولا شموس الغرر

مال نجم الكأس فيها وهوى

مستقيم السير سعدَ الأثرِ

باعتبار الموشحات فتحا جديدا في الأدب العربي فهي تغيير عن نمطٍ واحدٍ من أنماط الشعر،ولا يجب أن نطلب منها أن تكون غذاء الذهن والفكر، بل يكفينا ما تخلقه في نفوسنا من لذةٍ محببة،
وهذا مقطع لابن زمرك في ذكر الصبوح ومدح سلطانه ابن الأحمر:

مولاي يا نكتة الزمان دار بما ترتضي الفلك

جلَّلتَ باليُمن والأمان كلّ مليكٍ وما مَلَك

لم يدرِ وصفي ولا عيان أملِكٌ أنت أم مَلَك؟

موشحة بانف......امام الطيب مونتريال

موشحة بانف......امام الطيب مونتريال