بلاغ امرأة عربية ........................روضة الحاج محمد

بلاغ امرأة عربية
روضة الحاج محمد

عبثاً أحاول أن أُزوِّر محضرَ الإقرارِ
فالتوقيعُ يُحبط حيلتي
ويردّني خجلى وقد سقط النصيفْ
أنا لم أُردْ إسقاطَهُ
لكنّ كفّي عاندتْني
فَهْي في الأغلال ترفلُ
والرفاقُ بلا كفوفْ
أَمّا البنانُ فما تخضّبَ
منذ أن طالعتُ في الأخبارِ
أنّ «الحاتمَ الطائيّ» أطفأ نارَهُ
ونفى الغلامَ
لأن بعضَ دخانِ قِدرتِهِ
تسبّب في المجيء بضيفْ
ورأيتُ في التلفاز سيفَ «أسامةَ» البتّارَ
يُنصَب قائماً
في ملعب الكرةِ الجديدِ بنقطةٍ أقصى «جنيفْ»
وسمعتُ في الرادارِ
كيف يساوم «ابنُ العاصِ»
قوّادَ التتارِ يحدّدون له متى.. ماذا.. ويقترحونَ
كيفْ
طالعتُ في صحف الصباحِ حديثَهُ
قالوا
صلاحُ الدينِ سوف يعود من نصف الطريقْ
لأنّ خِدْماتِ الفنادقِ في الطريقِ رديئةٌ
ولأن هذا الفصلَ صيفْ !!
اللهُ حين يكون كلُّ العامِ صيفْ
الله حين يكون كلُّ الكونِ صيفْ
الله حين تساوتِ الأشياءُ في دمنا
وقرّرنا التصالحَ وفقَ مقتضياتنا
تَبّاً لمن باعوا لنا الأشياءَ جاهزةً
وكان الفصلُ صيفْ !!
خجلي
لقد سقط النصيفُ ولم أُرد إسقاطَهُ
لكنما كفّي إلى عنقي
وقُدّامي هنا نِطْعٌ وَسيْفْ
عجبي
لقد نزعوا الأساورَ من يدي
وتشاوروا
بالضبط تصلح للمحرّك في مُفاعلنا الجديدِ
على اليسارْ
فاحضرْ لنا (كوهينُ) ألفاً غيرَها
بل زِدْ عليها قَدْرَ ما تسطيعُ من قطع الغيارْ
خجلي
لقد سقط النصيفُ ولم أُردْ إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديدِ
ولا أرى غيرَ الغبارْ
عجبي
لقد أخذوا الخواتمَ من يدي
خلعوا الخلاخلَ والحُجولَ وصادروا كلَّ العقودْ
سكبوا على كلبٍ صغيرٍ كان يتبعهمْ
جميعَ العطرِ في قارورتي
بل إنهم طلبوا المزيدْ
هرولتُ صوبَ المخفرِ العربيِّ حافيةً
وقد سقط النصيفُ ولم أُردْ إسقاطَهُ
لكنما كفّي إلى عنقي
ومَخفرُنا بعيدْ
يا أيها الشرطيُّ
قد خلعوا الأساورَ من يدي
أخذوا الخواتمَ والخلاخل والحجول وصادروا كلَّ العقودْ
بل إنهم يا سيدي
- كُفِّي وقولي باختصار
- العِقْدُ ما أوصافُهُ
- العِقْدُ ؟؟
فرّ القلبُ من صدري
وسافر كالخواطر في نداوتها ومثلُ نُسيمةٍ مرّتْ على
كلِّ المروجْ
قد كان يعرف كلَّ أسراري الصغيرةِ
كان يسمع كلَّ همساتي وآهاتي
ويعرف موعدَ الأشواقِ في صدري
وميقاتَ العروجْ
قد كان أغلى ما ملكتُ
لأنه ما جاء من بيت الأناقةِ في حواضرهمْ
ولا صنعوه من تركيبهمْ
او علّقوه على مزادات العمارات الشواهقِ
والبروجْ
لكنّهُ
قد كان ما أهداه لي جَدّي وقالْ :
اللؤلؤُ العربيُّ حرٌّ يا ابنتي
ويجيء من شطِّ الخليجْ !!
اللهُ من هذا النصيفِ لقد سقطْ
أنا لم أُرد إسقاطَهُ
لكنما كفّي إلى عنقي ولا أدري طريقاً للخروجْ
وخواتمي أوصافها
يا زينةَ الكفِّ التي قد صافحتْ كلَّ الصحابْ
تدرين موعدَهم إذا مرّوا
وتبتئسين إنْ طال الغيابْ
يا خاتمَ الإبهامِ
يا بنَ المغربِ العربيِّ لا تسألْ رجوتُكَ
إنني واللهِ لا أدري الجوابْ
أنا كم أحبّـكَ خاتمَ الوسطى
ففيكَ نسائمُ الشامِ التي أهوى
وأضواءُ القِبابْ
الله من هذا النّصيفِ لقد سقطْ
أنا لم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديد ولا أرى غيرَ اليبابْ
وخلاخلي أوصافها
يا حزنَ أقدامي التي صعدتْ حُزونَ القدسِ سعداً
وانتشتْ عندَ السهولْ
كم في ديار العُرْبِ قد صالتْ
وكم ركعتْ وصلّتْ عند محرابِ الرسولْ
حزني على خلخال «رملةَ» لن يحولْ
«بلقيسُ» أهدتنيهِ من سبأٍ ومأربَ
قبل آلافِ الفصولْ
وغداً ستسألني
فقل لي صاحبي: ماذا أقولْ؟
سقط النصيفُ ولم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّيَ في الحديدْ
ولستُ أملك أيَّ تصريحٍ جديد بالدخولْ
أوصافُ عطري ؟؟
هل شممتَ عبيرَ مسكِ الاستواءْ
في الغاب والأحراش والمطر العنيفِ
وكلِّ سطواتِ الشتاءْ
والرائعون السُّمْرُ
يفترشون هذي الأرضَ في شَمَمٍ
ويلتحفون أثوابَ السماءْ
جَمّعتُ عطري من دماء عروجهمْ
وأضفتُ من كلِّ الحقولِ الزاهياتِ
برغم عصفِ الريحِ والأمطار والسحبِ
التي تأتي خواءْ
اللهُ من هذا النصيفِ لقد سقطْ
أنا لم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديد ولا أرى غيرَ الهباءْ
يا أيها الشرطيُّ اكتبْ ما أقولْ
وأعدْ إليَّ خواتمي
وأساوري
وخلاخلي
أَعدِ اشتياقاتي
وأحلامي وأسراري
أعدْ للخِدر حرمتَهُ
وصُلْ عزّاً
فوحدكَ من تصولْ
- حسناً
- لقد دوّنتُ ما قلتيه(1) سيّدتي
نظرتُ بغبطةٍ
فإذا بكلّ قضيّتي قد دُوّنتْ
عجبي
فكلُّ المخفرِ العربيِّ يعرف سارِقيَّ
وضدَّ مجهولٍ بلاغي دوّنوهُ
فأَخْبروني ما أقولْ ؟؟
****

Quote: «بلقيسُ» أهدتنيهِ من سبأٍ ومأربَ قبل آلافِ الفصولْوغداً ستسألني فقل لي صاحبي: ماذا أقولْ؟ سقط النصيفُ ولم أُرد إسقاطَهُ لكنّ كفّيَ في الحديدْ ولستُ أملك أيَّ تصريحٍ جديد بالدخولْ أوصافُ عطري ؟؟ هل شممتَ عبيرَ مسكِ الاستواءْ في الغاب والأحراش والمطر العنيفِ وكلِّ سطواتِ الشتاءْ والرائعون السُّمْرُ يفترشون هذي الأرضَ في شَمَمٍ ويلتحفون أثوابَ السماءْ جَمّعتُ عطري من دماء عروجهمْ

شكرا منصور

الأخ Mohamed E. Seliaman
السلام والرحمه....هذه الروضة وهذه المهيره حدث...حدث عنه ولا حرج فهى معجزة يتتلمذ عليها نحل المن والسلوى ويرجع إليها عباقرة تشكيل الكلمه ومهندسى معمارها ذوى الحذق والسحر المبدع فلله درها.....................................


منصور

سقط النصيفُ ولم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّيَ في الحديدْ
ولستُ أملك أيَّ تصريحٍ جديد بالدخولْ
أوصافُ عطري ؟؟
هل شممتَ عبيرَ مسكِ الاستواءْ
في الغاب والأحراش والمطر العنيفِ
وكلِّ سطواتِ الشتاءْ
والرائعون السُّمْرُ
يفترشون هذي الأرضَ في شَمَمٍ
ويلتحفون أثوابَ السماءْ
جَمّعتُ عطري من دماء عروجهمْ
وأضفتُ من كلِّ الحقولِ الزاهياتِ
برغم عصفِ الريحِ والأمطار والسحبِ
التي تأتي خواءْ
اللهُ من هذا النصيفِ لقد سقطْ
أنا لم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديد ولا أرى غيرَ الهباءْ
يا أيها الشرطيُّ اكتبْ ما أقولْ
وأعدْ إليَّ خواتمي
وأساوري
وخلاخلي
أَعدِ اشتياقاتي
وأحلامي وأسراري
أعدْ للخِدر حرمتَهُ
وصُلْ عزّاً
فوحدكَ من تصولْ
- حسناً
- لقد دوّنتُ ما قلتيه(1) سيّدتي
نظرتُ بغبطةٍ
فإذا بكلّ قضيّتي قد دُوّنتْ
عجبي
فكلُّ المخفرِ العربيِّ يعرف سارِقيَّ
وضدَّ مجهولٍ بلاغي دوّنوهُ
فأَخْبروني ما أقولْ ؟؟
****

لله درّها هذه الروضة, لطالما سحرنى حرفها قوة و إبانةً و وضوح, و الشعر عندها سلاسة(معقدة) لا معاضلة سلسة, و سهلها الممتنع هذا يتأبّى على أقلام و قريحة الكثيرين من (صانعى) و متصنّعى الشعر.

عجبي
فكلُّ المخفرِ العربيِّ يعرف سارِقيَّ
وضدَّ مجهولٍ بلاغي دوّنوهُ
فأَخْبروني ما أقولْ ؟؟
***
**************************
أُختاه لا تتعجبي
فالمال أضحي قِبلةً لا القبلتين
والسادة الحكام يرجون الدُنا
يتلذذون بعشقها
يهونها
عادوا لنا صفر اليدين
و الموت
ما ذكروه
بل كرهوه
كيف لنا نسود العالَمَيْن

***************
روضة و منصور شكراً علي الهدايا والعيدية مقبولة
---------------------------
التعديل من: بل (خافوه)
الي : بل كرهوه

المقصود قوله (ص) حب الدنيا وكراهية الموت

العزيز مدثر ابراهيم سعيد السلام والرحمه


نعم كانت صرختها أعلى من تلك التى سمعها المعتصم لا بل كانت داوية من البحيرات حتى زاقروس ومن المحيط حتى الخليج ولكن صمم أصاب الكل فلا أذن ولا قلب كتلك التى للمعتصم غير أن حلمها سيظل فى عودة صلاح الدين من منتصف الطريق وكيف لا وهنالك من يسرق العقد والأسورة والخلاخل من هودج البتولات.......................................



منصور

الأخ العزيز عبدالله السلام والرحمه


لله درّها هذه الروضة, لطالما سحرنى حرفها قوة و إبانةً و وضوح, و الشعر عندها سلاسة(معقدة) لا معاضلة سلسة, و سهلها الممتنع هذا يتأبّى على أقلام و قريحة الكثيرين من (صانعى) و متصنّعى الشعر.

لا تعتعه ولا لجلجة ولا لعثمه...ترسله كقارص البكار فيه شفاء للناس ذلك الشعر الذى يصيبك لسع نحله فتنجذب رهين خدر مفرح....فتلك المرأة أسطورة
تسيطر بملكاتها على خلايا الإنتباهة فيك... لها ولك الأمانى


منصور

الله حين تساوتِ الأشياءُ في دمنا
وقرّرنا التصالحَ وفقَ مقتضياتنا
تَبّاً لمن باعوا لنا الأشياءَ جاهزةً
وكان الفصلُ صيفْ !!

أخي الحبيب منصور
إفتقدك كثيراً

لو تذكر في أحدى حلقات قناديل العام المنصرم عن الراحل المقيم شاعرنا الفحل/ محمد سعيد العباسي لمقدمته هذه الرائعة المبدعة روضة الحاج وكانت لي مداخلة هاتفية كان المحرض عليها أسعد الطيب العباسي .. وفي حينهأأسبغت عليها لقب ولادة بنت المستكفي والذي صار ملازماً لها فور إنتهاء الحلقة!! ألم أكن محقاً أخي الحبيب؟.. ولادة تلك الأميرة التي تمثل لنا منحى من الحب شرقي الطابع.. عربي السمات ..أندلسي المنبت ..أليست هذه السميراء شبيهة بتلك لما تتمتع به من طيب خصال الأنيس الجليس .. ويتجلى في حديثها رقة الشمائل.. وفورة العاطفة.. ودعة النفس.. وسعة الأفق ؟!!. وأظنك أيها الحبيب توافقني بلا أدنى ريب أن جذوة القصيد متقدة بأعماقها وكذا النزعة العاطفية الشفافة والروح الشاعري الرفراف .. إنها قبسة سراجية.. إنها شاعرة طوعت شيطان شعرها فيأتي طائعاً طيعاً مطيعاً بروائع القصيد ..فطوبى لنا !!
إنها مالكة بناصية أدواتها كصانعة شعر مما يزيد ذلك من تفننها في قوة الأداء ، ورقة العرص ، وفي هذا التفنن ما يعيننا على أن نطرب لمقاطعها الشعرية في يسر وسحر .. لقد أمتعتني القصيدة التي إخترتهالنا لما فيها من وجدانية عذبة المشرب ومن شاعرية مخملية النسج .. حريرية التوشية فطربت وإنتشيت بنظرة رضا وإعجاب في صدق وإخلاص .. هكذا أنت تستخرج الدر من محار ساكن في أعماق اليم .. أحسنت وأشكرك أخي الحبيب.

إن أنسى فلا ولن أنسى تلك القناديل التى تطرقت للعباسى وشعره...الذى يمثل خلاصة الخلاصه وقمة الكياسه...بتمحيص وتحصيص بتلك الروضة المياسه...روضة بأبها وبهائها وأبهتها وفاكهتها متاعا وإمتاعا لن نخرج عنه ولن يخرج منا....جاءت بآل العباسى سميه العباسى ضياء الدين العباسى...الذى أجاد إلقاء عهد جيرون التى أطربت الشاعر الأنيق محى الدين الفاتح...والذى كان نجما من مجرات عظام....وكان دكتور معتصم يوسف مصطفى الذى كان جموعياوجميعابيا قحا...وقف على العلائق والوشائج والأمشاج التى ينداح فيها ذلك الفطحل...الذى أنشد ورقاء مليط التى أطربته من دن بنت الضاد...فرقصت فروع البان...وغصون الأشجار...وجرائد النخيل فى واحات تلك المليط...وجاء من على الهاتف كهاتف الخير مجاهد الطيب العباس بمداخلة ثرة وثرية وسارة...وغابت عن الحضور بنته الثريا والتى كانت ستحلق بنا فوق الثريا بفراستها وعفوية قريحتها ومخزون معرفتها الفطرى غير الفطير...ولكن جاءت إحدى شقيقاتها واسهمت بقدحها من قومى قولها الموزون...وكانت روضه وصديق فى تسام وتفان يقدحانه الفينة والأخرى...فيا أستاذى أبوبكر قلت واوفيت فى حق تلك الوريقاء التى مازالت تمطرنا الحانا بترداد

ولك ثانية وإلى ماشاء الله خالص وعميق الود أستاذى أبوبكر يوسف ولك السلام والدعاء........................


منصور

Quote: عجبي فكلُّ المخفرِ العربيِّ يعرف سارِقيَّ وضدَّ مجهولٍ بلاغي دوّنوهُ فأَخْبروني ما أقولْ ؟؟

تكفيها شهادة القامة مصطفى سند
أما أنا فساجلس في مقاعد المعجبين وفي الصف الأمامي قرب المنصة
ومناي في الدنيا قبل الرحيل اللقاء بها

أماأنت يا منصور فمفتاح الجمال وهكذا أهل السروراب دائماً

يا بدر ياأبوالظرافه وأبوأهلين النكته عقبالك ياعزيزى وفى أقرب قناديل قعده على ذات التربيزه ودلوك زى كوز الزير غرفه والعند الله قريبه ونسأله بأن يفك ساجورك...وخالص ودى لك يا فنان وإن شاء الله البنيه قربت تتخرج من الجامعه......................


تحياتى لك وصادق ودى


منصور

خجلي
لقد سقط النصيفُ ولم أُردْ إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديدِ
ولا أرى غيرَ الغبارْ
عجبي
لقد أخذوا الخواتمَ من يدي
خلعوا الخلاخلَ والحُجولَ وصادروا كلَّ العقودْ
سكبوا على كلبٍ صغيرٍ كان يتبعهمْ
جميعَ العطرِ في قارورتي
بل إنهم طلبوا المزيدْ
هرولتُ صوبَ المخفرِ العربيِّ حافيةً
وقد سقط النصيفُ ولم أُردْ إسقاطَهُ
لكنما كفّي إلى عنقي
ومَخفرُنا بعيدْ
يا أيها الشرطيُّ
قد خلعوا الأساورَ من يدي
أخذوا الخواتمَ والخلاخل والحجول وصادروا كلَّ العقودْ
بل إنهم يا سيدي
- كُفِّي وقولي باختصار
- العِقْدُ ما أوصافُهُ
- العِقْدُ ؟؟
فرّ القلبُ من صدري
وسافر كالخواطر في نداوتها ومثلُ نُسيمةٍ مرّتْ على
كلِّ المروجْ
قد كان يعرف كلَّ أسراري الصغيرةِ
كان يسمع كلَّ همساتي وآهاتي
ويعرف موعدَ الأشواقِ في صدري
وميقاتَ العروجْ
قد كان أغلى ما ملكتُ
لأنه ما جاء من بيت الأناقةِ في حواضرهمْ
ولا صنعوه من تركيبهمْ
او علّقوه على مزادات العمارات الشواهقِ
والبروجْ
لكنّهُ
قد كان ما أهداه لي جَدّي وقالْ :
اللؤلؤُ العربيُّ حرٌّ يا ابنتي
ويجيء من شطِّ الخليجْ !!
اللهُ من هذا النصيفِ لقد سقطْ
أنا لم أُرد إسقاطَهُ
لكنما كفّي إلى عنقي ولا أدري طريقاً للخروجْ
وخواتمي أوصافها
يا زينةَ الكفِّ التي قد صافحتْ كلَّ الصحابْ
تدرين موعدَهم إذا مرّوا
وتبتئسين إنْ طال الغيابْ
يا خاتمَ الإبهامِ
يا بنَ المغربِ العربيِّ لا تسألْ رجوتُكَ
إنني واللهِ لا أدري الجوابْ
أنا كم أحبّـكَ خاتمَ الوسطى
ففيكَ نسائمُ الشامِ التي أهوى
وأضواءُ القِبابْ
الله من هذا النّصيفِ لقد سقطْ
أنا لم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديد ولا أرى غيرَ اليبابْ
وخلاخلي أوصافها
يا حزنَ أقدامي التي صعدتْ حُزونَ القدسِ سعداً
وانتشتْ عندَ السهولْ
كم في ديار العُرْبِ قد صالتْ
وكم ركعتْ وصلّتْ عند محرابِ الرسولْ
حزني على خلخال «رملةَ» لن يحولْ
«بلقيسُ» أهدتنيهِ من سبأٍ ومأربَ
قبل آلافِ الفصولْ
وغداً ستسألني
فقل لي صاحبي: ماذا أقولْ؟
سقط النصيفُ ولم أُرد إسقاطَهُ
لكنّ كفّيَ في الحديدْ
ولستُ أملك أيَّ تصريحٍ جديد بالدخولْ
أوصافُ عطري ؟؟
هل شممتَ عبيرَ مسكِ الاستواءْ
في الغاب والأحراش والمطر العنيفِ

العزيز منصور
كل سنه وانت طيب.. والسنة الجاية زي ما عايز

روضة قامة سامقة من قامات الشعر، ليس على نطاق السودان فحسب، بل على نطاق الوطن العربي..
واليك مني هذه المشاركة المتواضعة في حق روضة..

الأولى لدى فوزها بجائزة الزبير
http://www.wadmadani.com/html/try/nash021.htm

والثانية في منتدى اقيم على شرف تجربتها الابداعية
http://www.wadmadani.com/html/try/nash091.htm

عش للقصيد

بقلم : نشأت الامام






وضللت ياقلبي الطريق

نصبته في الحالكات سنا بريق

فرحاً تغني للحياة مع المساء

ومصبحاً تشدو كما الطير الطليق

عش للمساء وللنسائم والسحر

عش للعشيات المبللة الثياب

من المطر

عش للقصيد يزور بيتك رائعاً

مثل القمر

ودع الترحل في دروب الشوق

درب الشوق

يا قلبي وعر

{ بعد ان حازت مجموعتها «لك اذا جاء المطر» على المرتبة الاولى في مسابقة ابداعات المرأة العربية، ذكرت الشاعرة روضة الحاج ان ذلك الديوان كان اشواقاً نسائية خاصة وبوحاً يكتب كلماته بمداد المطر والمطر يعني الكثير من المعاني الانثوية.

هاهي الآن بدأت الحضور البهي والألق السافر، تخرج لنا من لدنها بوحاً بزقزقة العصافير وامتهان الزهر في بث الرحيق، تخرج لنا ديوان «عش للقصيد» والذي حازت به على جائزة الشهيد الزبير محمد صالح للابداع والتميز العلمي في مجال الآداب «مستوى الشباب».

روضة الحاج محمد، تلك المكتسية بشموخ التاكا وتوتيل وبعض من عنفوان القاش والمتخرجة في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة النيلين قد افادت كثيراً من قراءاتها واطلاعها الكثيف على عدد مقدر من الشعراء العرب والشعراء السودانيين فكانت تقرأ لصلاح احمد ابراهيم ومحمد المكي ابراهيم، ومحىي الدين فارس وسيف الدسوقي وكلنا يعلم مقدار ما يحمله كل هؤلاء من ابداع وموهبة انعكست جزالة في الافكار والمفردات التي يتعاطونها ولكن وبعد ذلك كانت لروضة طريقتها الخاصة في التعبير وكان لها نفسها الخاص والذي تمخضت عنه دواوينها [مدن المنافي ـ في الساحل يعترف القلب ـ عش للقصيد ـ لك اذا جاء المطر ـ وهتفت لا ـ اشياء للزمن الآتي].

وجاء في افادة اللجنة المشرفة على جائزة الشهيد الزبير عن روضة الحاج مايأتي:

شعرها في دواوينها يقوم على شعر التفعيلة وسليم في وزنه وفيه لمحات فنية واضحة ويميل للرقة ولايخلو احياناً من التبسيط في التعبير والصور الخيالية فيه حسنة وترى اللجنة انه سيكون لها وضع متميز في فن الشعر بين شعراء السودان.

فهنيئاً لروضة بالجائزة وهنيئاً للجائزة بروضة ونحن ومن على المنبر ندعو اللجنة ان لايتوقف دورها وينحصر فى تقديم الجوائز ولكن ان يتم تبنٍ كامل للاعمال الفائزة وذلك لحفز المبدعين وحتى نخرج هذا النتاج الثر ونعرضة ونعلن عنه.

ونتمنى ان تواصل هيئة رعاية الابداع في هذا الدأب الجميل من ابراز وتكريم للمبدعين وان تصبح الجائزة عما قريب جائزة عالمية اسوة برصيفاتها من الجوائز التي تقدم باسم الدولة مثل جائزة حمدان بن راشد في الامارات وجائزة الدولة التقديرية بمصر وجائزة الملك فيصل بالسعودية.

والله المستعان ،،

نشأت الامام






العزيز جدا نشأت الاف الأمانى لك بالعيد وقبول صالح الأعمال والأقوال وصادق سلامى لك...أتابع بشغف كل كتاباتك فى ذلك الباب بالراى العام وكذا الأخ بخارى بشير...روضه كما تفضلت بقولها كماهى أسطورة من أساطير شعر الحين الملموسه تجيد كتابته وتجيد إختيار مواضيعه وتجيد موسيقاه وتجيد أدائه إلقاء جذابا بساحر صوتها المملؤ ألقا...فبملكاتها أثبتت أن الآتى ربما يكون أكثر عطاءا وأشمخ قامة وأفخم نوعا وكنانحسب أن القديم المعتق أقوى مزاقا وأنفذ أثرا...فتلك الروضة يا نشأت سرت وعرجت بنا مذ جاءت سماوات ومجرات وعوالم ما ولجناها لولاها ف لله درها ودر الدرر التى تدرها عطسا بلا تكلف.....................................



ولك ولها السلاموالود


منصور

سلام من الله عليكم و رحمة .احاول ان اجد ما اقولة فى تلك الرائعة الساحرة التى غمرت و اغرقت كل مستميعيها بتقديم برامجها و شعرها و القاها ابدعت و تجلت فى ذلكم البرنامج قناديل كنا نتابعة و كانة فرض علينا نؤجل كل شى كى نكون متابعين و حاضرين و كانت امنية لو شاركنا فى تلك الحلقات الخاصة بالشاعر محمد سعيد العباسي , لنها حق ما ذلت عالق و موجود فى ازهاننا و ما ذلت ذكرها تغلغل خلجاتى كانت روعة و عزبه , كانت و كنها عزبة خضرا مخضرة جملية مجملة بتلك الروائع مسوره بتلكم الشخصيات و الرموز ملونة با لوان الزهور التى كانت حضورا , مرويه بمداخلات الاخوة خارج الاستديو . الرائعة روضة الحاج اسم على مسمى واقول كانها روضة من رياض الدنيا.

الناظر السلام عليك وأهلك ومن حولك

نعم هى كبرة بكارها وشناكيبها تعلف متسلق علقها وفى مخبأ أتقنت أكاليم شعره قطع عطشان قرعة روب بارد وجلس على وعد مع البانجقلى واصوات العجول والطيور والأغنام كسيمفونية أبدعها رب الخلائق لتستريح الأرواح وتغتدى وتهتدى ثم صادق أنس كصدق تلك الطبيعه قلوب أهله كلبن سعيتهم ناصع بياضها فروضه يا الناظر كبره ومحروسه....................................



لك خالص السلام يا عزيزى


منصور

أخي منصور

إستثارت (ولاّدة) بسؤالها المُذَيَّل للقصيدة كوامن عادت بي إلى الأندلس (فردوسنا المفقود) وما آل إليه الأمراء يومذاك.. فما أشبه الليلة بالبارحة!!! إننا نعزف سيمفونية متاهية تطرز عشق قهوتنا العربية وتدجِّن فينا الكلمة الواقفة في حناجرنا!!.. سياسة مقاهينا عصارة ريح إبطنا المكلوم‘ لأننا حقاً الأمة الوحيدة التي ترفع الشعارات والخطوة إلى الوراء.. التاريخ يا صديقي ، حتى التاريخ سخر منا حتى إستدار شماتةً ليختلي به سعال صباحاتنا الفاترة.. وعلى عتبات مقاهينا تختبيء تفاصيل سياساتنا العاقرة تدوزن أبجديات منابرنا الموبوءة حتى النخاع.. في مقاهينا نقلم أظفار أبطالنا الأشاوس ونحكي ملاحمهم البريئة منا إلى إشعار آخر..وعلى بوابات مقاهينا ننحت صدأ الزمن المقيت ، ونصنع من بيوتاً عنكبوتية معلنين : من دخلها كان آمنا.!!!
مقاهينا هي أوجاعنا التراثية بإمتياز .. هي طاحوناتنا الهوائية ( كما قال فضيلي جماع)، تقتل فينا نزيف شرف الذاكرة المكوكيو وعطرنا القديم.. الكرم عطرنا القديم .. الرجولة سيفنا القديم‘
دخان سجائر مقاهينا يدل علينا وصاهل على قتل أهوائنا الخارجة من دهاليزنا الفارغة .. فالإجابة لولادة: هكذا نقتل في ثانية لأحلامنا المغتالة وعلى ملامحنا غبار قميص (يوسف بن يعقوب)!!
مقاهينا تمنحنا عصير شجر الزقوم!!.. وتحول جنوننا وجنون ولادة التي أمست لا تعرف لمن تشتكي إلى حلبة للملاكمة تحركها إيقاعات العدم الطالعة من بقايا صور أمجادنا التاريخية حتى أصبحنا نحلم بمولد ( معتصم آخر) و( صلاح الدين مجدد)!!.. من يرثي من؟! وكلنا غرباء في فضاءآت شتى والسياسات واحدة !! أعزيها .. أعزيك .. وأعزي نفسي.. فالمصاب أليم!!!!!!!أليس كذلك؟
ابوبكر

أخي منصور

إستثارت (ولاّدة) بسؤالها المُذَيَّل للقصيدة كوامن عادت بي إلى الأندلس (فردوسنا المفقود) وما آل إليه الأمراء يومذاك.. فما أشبه الليلة بالبارحة!!! إننا نعزف سيمفونية متاهية تطرز عشق قهوتنا العربية وتدجِّن فينا الكلمة الواقفة في حناجرنا!!.. سياسة مقاهينا عصارة ريح إبطنا المكلوم‘ لأننا حقاً الأمة الوحيدة التي ترفع الشعارات والخطوة إلى الوراء.. التاريخ يا صديقي ، حتى التاريخ سخر منا حتى إستدار شماتةً ليختلي به سعال صباحاتنا الفاترة.. وعلى عتبات مقاهينا تختبيء تفاصيل سياساتنا العاقرة تدوزن أبجديات منابرنا الموبوءة حتى النخاع.. في مقاهينا نقلم أظفار أبطالنا الأشاوس ونحكي ملاحمهم البريئة منا إلى إشعار آخر..وعلى بوابات مقاهينا ننحت صدأ الزمن المقيت ، ونصنع من بيوتاً عنكبوتية معلنين : من دخلها كان آمنا.!!!
مقاهينا هي أوجاعنا التراثية بإمتياز .. هي طاحوناتنا الهوائية ( كما قال فضيلي جماع)، تقتل فينا نزيف شرف الذاكرة المكوكيو وعطرنا القديم.. الكرم عطرنا القديم .. الرجولة سيفنا القديم‘
دخان سجائر مقاهينا يدل علينا وصاهل على قتل أهوائنا الخارجة من دهاليزنا الفارغة .. فالإجابة لولادة: هكذا نقتل في ثانية لأحلامنا المغتالة وعلى ملامحنا غبار قميص (يوسف بن يعقوب)!!
مقاهينا تمنحنا عصير شجر الزقوم!!.. وتحول جنوننا وجنون ولادة التي أمست لا تعرف لمن تشتكي إلى حلبة للملاكمة تحركها إيقاعات العدم الطالعة من بقايا صور أمجادنا التاريخية حتى أصبحنا نحلم بمولد ( معتصم آخر) و( صلاح الدين مجدد)!!.. من يرثي من؟! وكلنا غرباء في فضاءآت شتى والسياسات واحدة !! أعزيها .. أعزيك .. وأعزي نفسي.. فالمصاب أليم!!!!!!!أليس كذلك؟
ابوبكر

الفردوس المفقود
محمد أحمد محجوب

نزلتُ شَطكِ، بعدَ البينِ ولهانا
فذقتُ فيكِ من التبريحِ ألوانا
وسرتُ فيكِ، غريباً ضلَّ سامرُهُ
داراً وشوْقاً وأحباباً وإخوانا
فلا اللسانُ لسانُ العُرْب نَعْرِفُهُ
ولا الزمانُ كما كنّا وما كانا
ولا الخمائلُ تُشْجينا بلابِلُها
ولا النخيلُ، سقاهُ الطَّلُّ، يلقانا
ولا المساجدُ يسعى في مآذِنِها
مع العشيّاتِ صوتُ اللهِ رَيّانا

****
كم فارسٍ فيكِ أوْفى المجدَ شرعتَهُ
وأوردَ الخيلَ ودياناً وشطآنا
وشاد للعُرْبِ أمجاداً مؤثّلةً
دانتْ لسطوتِهِ الدنيا وما دَانا
وهَلْهلَ الشعرَ، زفزافاً مقَاطِعُهُ
وفجّرَ الروضَ: أطيافاً وألحانا
يسعى إلى اللهِ في محرابِهِ وَرِعاً
وللجمالِ يَمدُّ الروحَ قُربانا
لمَ يَبقَ منكِ: سوى ذكرى تُؤرّقُنا
وغيرُ دارِ هوىً أصْغتْ لنجوانا

****
أكادُ أسمعُ فيها همسَ واجفةٍ
من الرقيبِ، تَمنّى طيبَ لُقيانا
اللهُ أكبرُ هذا الحسنُ أعرِفُهُ
ريّانَ يضحكُ أعطافاً وأجفانا
أثار فِيَّ شُجوناً، كنتُ أكتمُها
عَفّاً وأذكرُ وادي النيل هَيْمانا
فللعيونِ جمالٌ سِحرُهُ قدَرٌ
وللقدودِ إباءٌ يفضحُ البانا
فتلكَ «دَعْدٌ»، سوادُ الشَعْرِ كلَّلها
أختي: لقيتُكِ بَعْدَ الهجرِ أزْمانا

****
أختي لقيتُكِ، لكنْ أيْنَ سامُرنا
في السالفاتِ ؟ فهذا البعدُ أشقانا
أختي لقيتُ: ولكنْ ليس تَعْرِفُني
فقد تباعدَ، بعد القُربِ حيَّانا
طُفنا بقرطبةَ الفيحاءَ نَسْألها
عن الجدودِ.. وعن آثارِ «مَرْوانا»
عن المساجد، قد طالت منائرُها
تُعانق السُحبَ تسبيحاً وعرفانا
وعن ملاعبَ كانتْ للهوى قُدُساً
وعن مسارحِ حُسنٍ كُنَّ بسْتانا
وعن حبيبٍ، يزِينُ التاجَ مِفْرقُهُ
والعِقدُ جال على النّهدين ظمآنا
«أبو الوليد»(1) تَغَنّى في مرابِعِها
وأجَّجَ الشَوقَ: نيراناً وأشْجانا
لم يُنْسِه السجنُ أعطافاً مُرنَّحةً
ولا حبيباً بخمرِ الدَّلِّ نَشْوانا
فما تَغرّبَ، إلاّ عن ديارهمُ
والقلبُ ظلَّ بذاك الحبِّ ولهانا
فكم تَذكّرَ أيّامَ الهوى شَرِقاً
وكم تَذكّرَ: أعطافاً وأردانا

****
قد هاجَ منه هوى «ولادةٍ» شَجَناً
بَرْحاً وشوْقاً، وتغريداً وتَحْنانا
فأسْمَعَ الكونَ شِعْراً بالهوى عَطِراً
ولقّنَ الطيرَ شكواه فأشجانا
وعاشَ للحُسنِ يرعى الحسنَ في وَلَهٍ
وعاش للمجدِ يبني المجدَ ألوانا
تلكَ السماواتُ كُنّاها نُجمّلُها
بالحُبِّ حيناً وبالعلياء أحيانا
فرْدَوسُ مجدٍ أضاعَ الخَلْفُ رَوْعَتَهُ
من بعدِ ما كانَ للإسلامِ عنوانا

****
أبا الوليدِ أعِنِّي ضاعَ تالدُنا
وقد تَناوحَ أحجاراً وجُدرانا
هذي فلسطينُ كادتْ، والوغى دولٌ
تكونُ أندلساً أخرى وأحزانا
كنّا سُراةً تُخيف الكونَ وحدتُنا
واليومَ صرْنا لأهلِ الشركِ عُبدانا
نغدو على الذلِّ، أحزاباً مُفرَّقةً
ونحن كنّا لحزب اللهِ فرسانا
رماحُنا في جبين الشمسِ مُشرَعةٌ
والأرضُ كانت لخيلِ العُرب ميدانا

****
أبا الوليدِ، عَقَدْنا العزمَ أنّ لنا
في غَمرةِ الثأرِ ميعاداً وبرهانا
الجرحُ وحّدَنا، والثأرُ جَمّعنا
للنصر فيه إراداتٍ ووجدانا
لهفي على «القدسِ» في البأساء داميةً
نفديكِ يا قدسُ أرواحاً وأبدانا
سنجعل الأرضَ بركاناً نُفجّرهُ
في وجه باغٍ يراه اللهُ شيطانا
ويُنتسى العارُ في رأد الضحى فَنَرى
أنَّ العروبةَ تبني مجدَها الآنا

****



عزيزى إبن يوسف بدأت المأساة قبل خمسة قرون ونيف بعد أن تخلت الأمة عن إصرار طارق إبن زياد الذى كان لا يرى إلا طريقا واحدا ذلك الموريتانى الجبلى الجلد بفتح الجيم وكسر اللام فكانت الأندلس وكانت نهضتها وعزتها وصولتها وجولتها وكان عطاء المعارف للإنسانيه فكان أمهر شراح أرسطو إبن رشد وكان بن ماجه وابن طفيل وكان إبن حزم فكان الفقه والفلسفه كانت العلوم الطبيعيه والتجريبيه والعلوم الإنسانيه وكانت ثورة التدوين وكانت العداله وحرية الفكر وكانت إبداعات (إبن ميمون) وكانت المساجد تضيق بمرتاديها حتى فى الفجر إلى أن أصبحت الملاهى قبلة يأويها الخواص قبل العوام فهبت رياح الشمال لتخرج الناس عن فردوسهم فلم يقف من به أشواق إلا فى سنار وتساقط ماتبقى بين البحر وسنار حتى رجع المحجوب وبكى وأرخ لبكائه تلك المناحة الفردوس المفقود ولذات الفراديس تشجينا مناحة روضه بصوت آخر وبعبرة معبره وسنظل نبكى إلى أن يقوم فينا صلاح الدين أو تسعفنا حرة بإبن زياد..................................


فيا عزيزى هذا زمان المهازل والسكاليب وليس هنالك من له كبد ترجف



منصور

بالغت يا منصور
ظللت لثلاثون عاما أبحث عن هذه القصيدة
شكرا
وداوم علي الفعل الجميل

الأخ Nasr

السلام والرحمه

أكيد الفردوس المفقود.....فقد صارت فراديسا وما زال يزداد الفاقد وعشعش البوم فى القصور وباض...وجاءت عنكبوت الإخفاء بواهى بيتها وغلقت ما تبقى من نوافذ...فماعاد هنالك صلاح الدين ولا معتصم يا نصر............................


أمانى لك والسلام



منصور

أخي الحبيب منصور

لك مني خالص الود والله عندما ذكرت وقلت فردوسنا المفقود وكأنما كنت موقناً بأنك ستذكر المحجوب و( الفردوس المفقود.. فها هي الفراديس تضيع (فردوس) تلو فردوس!!..
ولكني ٍأعود بك إلى الأندلس وإلى ولادة بنت المستكفي وبن حزم الذي كان يزين مجلسها بظاهريته وشعره وإبن خلدون وتولهه بولادة التي كان قلبها مع إبن حزم وإليك هذه الأبيات لولادة.. فما أشبه ولادة بولادتنا الوريقاء زوجة الشاعر الدكتور عمار

الحب تسبح في أمواجه المهج لو مدّ كفّاً إلى الغرقى به الفرج
بحر الهوى غرقت فيه سواحله فهل سمعتم ببحر كله لجج؟
بين الهوى والردى في لحظة نَسْبِ هذي القلوب وهذه الأعين الدعج
دين الهوى شرعه عقلاً بلا كتب كما مسائله ليست لها حجج
لا العدل يدخل في سمع المشوق ولا شخص السلو على باب الهوى يلج
كأن عيني وقد سالت مدامعها بحر يفيض ومن آماقها خلج!!

فرد إبن زيدون قائلاًبعد وصمت إبن حزم الذي كان أدعج العينين:

لقد علقت ببدر زانه حورٌ في مقلتيه به يسطو على المهج
وأهله لم تزل تغريه في تلفي وكلما زاد تيهاً زاد بي وهجي
فليصنعوا كلما شاؤا لأنفسهم هم أهل بدٍ فما يخشون من حرج!!

ولكن إبن حزم أخذ الأمر على أنه سجال شعرٍ وليس تنافس على ولادة ، وكان يجب جارية له مما كان سبب غضب الولادة فأنشد قائلاً :

ما بين معترك الأحداق والمهج أنا القتيل بلا إثم ولا حرج
ودعت قبل الهوى روحي لما نظرت عيناي من حسن ذاك المنظر المبهج
لله أجفان فيك ساهرة شوقاً إليك وقلب بالغرام شج
وأضلعأنحلت كادت تقومها من الجوى كبدي الحرى من الموج
وأدمع هملت لولا التنفس من نار الهوى لم أكد أنجو من اللجج
وحبذا فيك أسقام خفيت بها عني تقوم بها عن الهوى حججي
أصبحت فيك كما أمسيت مكتئباً ولم أقل جزعاً يا أومة أنفرجي
أهفو إلى كل قلبٍ بالغرام له شغل وكل لسانٍ بالهوى لهج
وكل سمحٍ عن اللآحي به صمم وكل جفنٍ إلى الأعفاء لم يعج
لا كان وجد به الآماق جامدة ولا غرام به الأشواق لم تهج!!

كفاك منصور
ابوبكر يوسف

ومن له أن يكتفى بسلافة بنت المستكفى تلك الأميره الأندلسيه وأهل ظاهرها بوجه واحد يطلون ولا يطلون الحقيقه بمساحيق الخداع ولا يلبسونها عمائم الكهنوت ولولادتنا عالم من عوالم الباطن يحتار لو أمه إبن عربى من غموض طلاسمه وتهويماته الواهية اللاهيه والآمرة لفعل السؤ والناهية للمعروف والراضية الموطمئنة بالظلم والزل والخنوع والخضوع والهوان

فيا إبن يوسف بحر بنت المستكفى عسله من طلح وبحر روضه عسله من أنناس


فهاك هذه من ما تفضلت به التكنلوجى


ولادة بنت المستكفي

الأميرة الشاعرة الأندلسية



إشراف الأستاذ: خـالد خميس فراج.



إعداد الطالبة: عـــايدة عبد الغفــور.



نسب ولادة واسمها :

هي ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الأموي، شاعرة أندلسية ، من بيت الخلافة. وكانت واحدة في زمانها،المشار إليها في ذلك الوقت بسبب شعرها. وكانت تخالط الشعراء في زمانها وتساجلهم بل وتنافسهم.



أشعار ولادة بنت المستكفي:



كان ولادة تحب الشعر وشعرها، وأيضا كانت تكتب بالذهب على الطراز الأيمن:


أنا والله أصلح للمعالي وامشي مشيتي وأتيه تيها



وكتب على الطراز الأيسر:



وأمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها.([1] )



وكانت مع مشهودة بالصيانة والعفاف، حيث كانت شاعرة وأديبة من شواعر الأندلس وكان في قولها حسنة وجزلة الألفاظ، أنها كانت تناضل الشعراء، وتساجل الأدباء وتفوق البرعاة ، فكان مجلسها في قرطبة ملعبا بجياد النظم والنثر يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها وعلى سهولة حجابها وكثرة منتا بها ،كانت تخلط ذلك بعلو نصاب وكرم انساب وطهارة أثواب على أنها وجدت للقول فيها السبيل بقلة مبالاتها ومجاهدتها.([2])



وقالت ولادة مداعبة للوزير ابن زيدون وكان له غلام اسمه علي:



إن ابن زيدون على فضله يفتا بني ظلما ولا ذنب لي

يلحظني شزرا إذا جئته كأني جئت لأحضي علي


وكانت لولادة جارية سوداء بديعة المعنى فظهر لولادة أن ابن زيدون مال إليها فكتب إليه:



لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا لم تهو جاريتي ولم تتخير

وتركت غصنا مثمر بجماله وجنحت للغصن الذي لم يثمر

ولقد علمت بأنني بدر السما لكن ولعت لشوقي بالمشتري. ([3] ).



ولادة بنت المستكفي وابن زيــــدون:

كانت ولادة في المغرب تعد كعلية بالمشرق إلا أن ولادة تزيد بمزية الحسن الفائق، وأما الأدب والشعر والنادر، وخفة الروح فلم تكن تقصر عنها، وكان لها صفة في الغناء ، وكان لها مجلس يغشاه أدباء قرطبة وظرفاؤها، فيمر فيه من النادر وإنشاد الشعر كثير لما اقتضاه عصرها.

وقيل : إن ابن زيدون لم يزل يروم دنو ولادة والاقتراب منها ولعا وحبا بها، فيهدر دمه دونها، ويهدد لسوء أثره ملك قرطبة وواليها، وعندما يئس من لقياها وحجب عنه، وكتب إليها يستديم عهدها، ويؤكد ودها، ويعتذر من فراقها بالخطب الذي خشيه، والامتحان الذي غشيه، ويعلمها أنه ما سلاها بخمر ولا خبا ما في ضلوعه من ملتهب الجمر، وهي قصيده ضربت في الإبداع بسهم، وطلعت في كل خاطر وهم، ونزعت منزعا قصر عنه حبيب بن أوس الطائي ( البحتري) وعلي بن الجهم ، وتعد القصيدة النونية لابن زيدون من غرر الشعر العربي، والتي نوردها في هذا المقام لأهميتها :



وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا

حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا

حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم

أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا

بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا

وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا

رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم

بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد

وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه

شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا

يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا

سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ

وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا

قطوفُها فجنينا منه ما شِينا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية

كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما

أن طالما غيَّر النأي المحبينا
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا

منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً

من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به

إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا

من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا

منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً

مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه

مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه

تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة

بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه

زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته

وفي المودة كافٍ من تَكَافينا
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا

وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا

مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها

في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته

وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا
لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة

فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ

والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها

والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا

حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا

عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ

مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا

شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله

سالين عنه ولم نهجره قالينا
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه

لكن عدتنا على كره عوادينا
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ

فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً

سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا

فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً

ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا

بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه

فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً

بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به

صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ




وقال ابن زيدون يخاطب ابن عبدوس لاشتراكه معه في هواها:

أثرت هزبر الشرى إذ ربض ونبهته إذ هدا فأغتمض

ومازلت تبسط مسترسلا إليه يد البض لما اتفبص

حذار حذار، فأن الكريم إذا سيم خسفاً أبي فامتعض

وإن سكون الشجاع النهوس ليس بمانعه أن يعض

عمدت لشعري ولم تتئد تعارض جوهره بالعرض

أضاقت أساليب هذا القريض أم قد عفا رسمه فانقرض

لعمري فوقت سهم النضال وأرسله لو أصبت الغرض

وغرك من عهد ولادة سراب تراءى وبرق ومض

هي الما يعز على قابض ويمنع زبدته من مخض





- ومن شعر ابن زيدون وولعه بولادة بنت المستكفي قوله :

والأفق طلق ووجه الأرض قد راها إني ذكرتك بالزهرة مشتاقا
كأنما رق لي فاعتل إشفاقا وللنسيم اعتلال في أصائله
كما حللت عن اللبات أطواقاً والروض عن مائه الغضي مبتسم
بتنا لها حين نام الدهر سراقاً يوم كأيام لذات لنا انصرمت
جال الندى فيه حتى مال أعناقاً نلهو بما يستميل العين من زهر
بكت لما بي فجال الدمع رقراقاً
كأن اعينه إذا عاينت أرقي

فازداد منه الضحي في العين إشراقاً ورد تألف في ضاحي منابته
وسنان نبه منه الصبح احداقاً
سرى ينافحة نيلو فر عبق

إليك ، لم يعد عنها العدر أن طاقا كان يهبج لنا ذكرى تشوقنا
لكان من أكرم الأيام أخلاقا
لو كان وفي المنى في حمغا بكم

فلم يطر بجناح الشوق خفاقاً
لا سكن الله قلباً عن ذكركم

هفا وافاكم بفتى أضناه مالا قي
لو شاء حملي نسيم الريح حين








وقالت ولادة تهجوا الأصبحي:



يا أصبحي اهنأ فكم نعمة جاءتك من ذي القرش رب المنن
لقد نلت ياست ابنك مال ينل بفرج بوران أبوها الحسن



"ومرت ولادة بالوزير أبي عامر بن عبدوس وأمام داره بركة تتولد عن كثير الأمطار وربما استمدت بشيء مما هنالك من الأقذار،وقد نشر أبو عامر كمية ونظر في عطفيه وحشر أعوانه إليه". فقالت له:


أنت الخصيب وهذه مصر فتدفقا فكلا كما بحر([4])


وفاة ولادة بنت المستكفي:



أن ولادة بنت المستكفي كانت من أروع الشعراء والأدباء في شعرها حيث كانت لها مكانة مميزة في الشعر، وقد تركة وفاة فراغا كبيرا في نفوس محبيه وقد عمرت عمرا طويلا، ولم تتزوج وماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين، وقيل أربع وثمانين وأربعمائة، وكان أبوها المستكفي بايعه أهل قرطبة لما خلفوا المستظهر.( [5])

المراجع والمصادر:

1. أحمد بن المقري، نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: يوسف محمد، الطبعة الأول، 1998 ، دار الفكر، بيروت- لبنان.

2. خير الدين الزركلي، الأعلام قاموس تراجم، دار العلم للملايين، بيروت- لبنان.

3. عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ، بيروت .

4. موسوعة الشعر العربي- ابن زيدون : http://arabicpoems.com/test/andalus/ibn_zidon.html

5. http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/fan-46/morooj1.asp

أخي منصور

ليتك أفضت عن إبن عبدوس لأنه بالفعل الذي أحب ولادة كما لم يحبها أحد من قبل ولكن تفوق إبن زيدون بالصبا وعذب لهيج أسر قلب تلك النفيسة.. وهناك الكثير من جميل الشعر لإبن عبدوس ، كما أن سجالاته مع إبن زيدون لا تخلو من الفكاهة وليتك أوردت بعضها .. من عشقي للأندلس زرت غرناطة وإشبيلية وطليطلة ومرسيا وغالة والبستان ووقفت عند قصر الحمرا في دهشة المعجب - وحزناً على ماضٍ تليد‘ فقد أصبحنا نجيد البكاء ونحسن قواعده - وكل الآثار هناك وكدت أكون قد عشت زمانهم من ولهي وحزني بذات الوقت على ذاك الفردوس المفقود الذي أجاد وصف فقده المحجوب كما أوردت تلك الخريدة التي دبجها عنه!! .. ووقفت كثيراً عند إرث المستكفي وإبنته ولادة وصلتهابإبن حزم وإبن زيدون وإبن عبدوس .. تخيل أنهم نقلوا النخيل إلى هناك فطرح النضيد ثمراً جنيا!!
ولأختمن لك بأربع أبيات للخيزراني عندما وقعت عيناه على ولاّدة أول مرة وهو الذي كان يتمنى شرف المشاهدة
رأيت الهلال ووجه الحبيب فكانا هلالين عند النظر
فلم أدرِ من حيرتي فيهما هلال الدجا من هلال البشر
فلولا التورد في الوجنتين وما أراعني من سواد الشعر
لكنت أظن الهلال الحبيب وكنت أظن الحبيب القمـر!!

أخوك
ابوبكر

يا أبوبكر أخبرنا أنت عن إبن عبدوس أحد عشيقى ولادة وسمح القول من قلب غصنه أخضر.............................



منصور

أخي الحبيب منصور

لِمَ يا صديقي العزيز كلما رميت الكرة في مرماك تعيدها لي إلا قليلا فأنا أتصيد الفرص السوانح ولا عجب إن كنت أقتنص الشوارد والبوارح لأجعلك تخرج لنا التليد المخبوء في خزانتك من الموروث التليد الخالد والتي تحوى بدءً من جلباب المتنبيء المقصب حتى ذاك الذي بين ولادة وإبن زيدون وما بين إبن زيدون وإبن عيدوس وهما الغريمان المولهان بحب ولاّدة بنت المستكفي التي أسبغنا إسمها على الوريقاء السمراء روضة الحاج التي أعادت لنا مجد أيامها.. فقد شهد المؤرخون لولادة بعد وفاة والدها أنها صارت تجالس الشعراء وتعاشرهم وتحاضرهم.. وكان يتعشقها الكبراء منهم.. كانت على خلقٍ جميل وأدب غض وكان لإبن زيدون معها أخبار تطرب القلوب كما تعلم ، وكذا تشنف المسامع لأنه خلع في هواها العذري عذاره.. وقد شهد لها بالعفة والصيانة وأنت تدري يا صديقي الحبيب أن الشعراء في كل وادٍ يهيمون فكيف لا يهيم بولاّدة أبو الوليد إبن زيدون وهاك بضع أبيات من شعره فيها:-

ودع الصبر محب ودعك ذائباً من سـره مـا استودعك
يقرع السن على أن يكن زاد في تلك الخطى إذو دعك
يا أخـا البدر سناءً وسنـا حفظ الله زماناً أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم بِتُ أشكو أقصر الليل معك

الآن أعود لمن زاحموا ابوالوليد في حب ولاّدة التي كان مجلسها بقرطبة منتدى الشعراء ةالأدباء وفناؤها ملعباً لجياد النظم والنثر ، ويتهافت أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة مسامرتها وهي مع ذلك محافظة على علو النصاب وكرم الأنساب وطهارة الأثواب.. ولقد طمع بعضهم في الإستئثار بها دون إبن زيدون ، فنازعه على حبها وزاحمه في ودها رجلٌ من رجالات عصره وهو عبد الله البطليوسي فكتب إليه إبن زيدون هذا الرجاء زجراً:-
أبا عبدالإله إسمع وخذ بمقالتي أو دع
وأنقص بعدها أو زد وطر في أثرها أو قع
ألم تعلم أن الدهر يعطي بعدما يمنع
وكم ضرّ إمرء أمر توهم أنه ينفع
فإن قصارك الدهاليز حيث سواك في المضجع!!

ولكن أهمهم يا صديقي أبوعامر إبن عبدوس الملقب ( بالفار) وكان من أكابر رجالات قرطبة فاغتاظ إبن زيدون منه وبعث إليه بقصيدة أذكر منها:-

أثرت هزبر الشرى إذ ربض ونبهته إذ هدا واغتمض
وما زلت تبسط مسترسلاً إليه يد البغي لما انقبض
إبا عامر إبن ذاك الوفا إذ لدهرٍ وسنانٍ والعيش غض
وابن الذي كنت تعتد من مصافاتي الواجب المفترض
حذار ، حذار فإن الكريم إذا سيم خسفاً أبى فامتعض
وإن سكون الشجاع النهوش ليس بمانعه أن يعض.

ثم كتب له رسالته المشهورة على لسان ولادة، وقد عبث فيها كما عبث الجاحظ في رسالته ( التربيع والتدوير) بأحمد بن عبدالوهاب الكاتب وقتذاك في بغداد ‘ فاشتهرت رسالة إبن زيدون في المشارق نلهيك عن مصدرها المغارب ، وهذه الرسالة روعة في التدبيج والمعاني. إلا أن إبن عبدوس لم ينثنِ عن محاولته ان يزيح إبن زيدون من قلب ولاّدة وهذا حال العاشقين وأخيراً نجح في إيقاع الجفوة بين إبن زيدون وولاّدة وغستأثر بها دونه، فاغتاظ إبن زيدون والتجأإلى قريضه القارص فلسع الرجل ببعض مما أذكره بقوله:
أكرم بولادة ذخر المدخر ولو فـرقت بيـن بيـطار وعــطار
قالوا أبوعامر أضحى يلم يها قلت الفراشة قد تدنو من النار
عيرتمونا بأن قد صار يخلفنا فيمن نحب وما في ذاك من عار
أكل شهي أصبنا من أطايبه بعضاً وبعضاً صفحنا عنه للفار

ولكن في نهاية المطاف فاز إبن زيدون بمناه من إقصاء الفار عن حماه بل أن ولادة أخذت تعبث بذلك الوزير ، حتى أنها مرت به ذات يوم في تربها وسربها وكان الوزير إبن عبدوس جالساً على باب داره يستنشق الهواء العليل وكانت أمام داره بركة تجمعت فيها مياه المطر ، وانساق إليها شيء من أقذار داره وكان إبن عبدوس جالساً في أبهته وعظمته وقد نشر كميه ونظر في عطفيه وحشر أعوانه إليه فلما قربت منه ولادة نادته بإسمه فهش وبش واقترب من البدر وقالت له وهي تشير إلى البركة : يا إبن عبدوس
أنت الخصيب وهذه مصر فتدفقا فكلاكما بحر!!!
ثم نفرت كالظبيء الشارد وتركته حائراً بائراً باهتاً صامتاً ولا يجير جواباً ولا يعي خطأً ولا صوابا وكما تعلم أخي أن هذا البيت لأبي نواس تمثلت به ولاّدة ونقلته هذا النقر الحسن من المدح إلى الهجاء . غير أن الوزير إبن عبدوس صبر حتى خلا جو قرطبة من أبن زيدون بعد أن واكبته المصائب ودارت عليه النوائب فإستأثر بولادة وعاش وعاشت حتى بلغا الثمانين وهما يتراسلان ويرتعان في بسلتين الأدب ورياض العفاف.

أخي منصور
ولاّدة كانت أديبة شاعرة جزلة القول تناضل الشعراء وتساجل الأدباء وهي لم تتزوج قط .. لقد سبتني بأدبها وروعة أثرها بعد كل تلك القرون التي ولّت؟ فماذا عنك يا صديقي؟!!
هذا عطاء الفقير إلى الغني الذي يعلم كيف ولم إستدرجته فعفواً إن قصرت أقلامي وخانتني الذاكرة فالقلوب النبيلة لا تمل الغفران.

أخوك
ابوبكر

وكيف هذه يا أبوبكر




في موسم المد جزر جديد
روضة الحاج

اليوم أوقن أنني لن أحتمل
اليوم أوقن أن هذا القلب مجروح ومثقوب ومهزوم
وتلوح لجّة حزني المقهور تكشف سُوقها كل الجراح وتستهلْ
هذا أوان البوح يا كل الجراح توردي
ودعي البكاء يجيب كيف ؟ وما ؟ وهل ؟
زمنا تجنبت التقائك خيفة فأتيت في زمن الوجل
خبأت نبض القلب كم قاومت كم قررت
كم كابرت ثم نكصت عن عهدي آجل
ومنعت وجهك في ربوع مدينتي
علقته وكتبت محظورا على كل المشارف
والمداخل والمواني والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمي اطل
في الدور لاح وفى الوجود وفى الغياب وبين إيماض المُقل
حاصرتني بملامح الوجه الطفولي الرجل
أجبرتني فتحولت كل القصائد غير قولك فجة لا تحتمل
أجبرتني حتى اتخذتك معلماً بغيره لا أستدل
واليوم يا كل الذين أحبهم
عمداً أراك تقودني في القفر والطرق الخواء
وترصداً تغتالني انظر لكفك ما جنت وامسح على ثوبي الدماء
أنا كم أخاف عليك من لون الدماء
لو كنت تعرف كيف تُرهقني الجراحات الجديدة والقديمة
ربما أشفقت من هذا العناء
لو كنت تعرف أنني من أواجه الغاوين والآتين
استرق التبسّم استعيد توازني قسراً
واضحك حينما ألقاك في زمن البكاء
لو كنت تعرف أنني أحتال للأحزان أرجئها لديك
أسِكتْ الأشجان حين تُجئ
أخنق عبرتي بيدي ما كلفتني هذا العناء
ولربما استحيت لو أدركت كم اكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرّهب المذل من العياء
ولربما ولربما ولربما
خطئي أنا
أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهي فيها إليك
خطئي أنا
أني لك استنفرت ما في القلب ما في الروح
منذ طفولتي وجعلتها وقفاً عليك
خطئي أنا
أنى على لا شئ
قد وقعّت لك
فكتبت أنت أحبتي ومعارفي وقصائدي
وجميع أيامي لديك
اليوم دعنا نتفق
أنا قد تعبت ولم يعد فى العمر ما يكفى الجراح
أنفقت كل الصبر عندك والتجلّد والتجمّل والسَماح
أنا ما تركت لمقبل الايام شئ
إذ ظننتك آخر التّطوف فى الدنيا
فسَرّحَت المراكب كلها
وقصصتَ عن قلبي الجناح
انا لم إعد أقوى
وموعدنا الذى قد كان راح
فأردد إلي بضاعتي بقى انصرافك لم يزلْ
يُدمى بين تكبري زَيفاً يُجرعني النَوّاح
اليوم دعنا نتفق
لا فرق عندك أن بقينا أو مضيت
لا فرق عندك إن ضَحِكنا هكذا كذباً
وإن وحدي بكيت
فأنا تركت احبتي ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي واليك يا بعضي أتيْت
وأنا اعتزلت الناس والطرقات والدنيا
فما أنفقت لي من أجل أن نبقى
وماذا قد جنيت
وأنا وهبتك حبيَ جهراً
فهل سراً نوْيت
اليوم دعنا نتفق
دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل
مُرني بشئٍ مستحيل
قُل لي شروطك كلها
الا التى فيها قضيت
إن قلت أو إن لم تقل
أنا قدْ مضيت .

خجلي
لقد سقط النصيفُ ولم أُردْ إسقاطَهُ
لكنّ كفّي في الحديدِ
ولا أرى غيرَ الغبارْ
عجبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحبيب إبن عبد الله
قرأت ما خطت ولاّدة وها هو الرد عسى أن يشفي الغليل وليته!!

تقاسيم الحزن

(الحزن يفترش الطريق ولكن هذا لا يعني أن كل الأمنيات الجميلة تحتضر)

زارنـي الحـزن ...
فوجدني حزينـاً ...
ضمـني إلى صدره..
وعانقني
همس لي عن ضبابٍ كثيف
يُخيِّم على الأفق...
يترامى مع الشمس
في رابعة النهار!!
عن سيول بركان
تلوح من بعيد ...
تجرف الأخضر...
تنذر بالوعيد ...
أشار إلى أبراجٍ نائية
أسرَّ لي
عن جوقة وحوش
حول جثة ضحية!!
قال زعيمهم:-
أنـا آكل حتى أُتْـخم...
قال شيخهم :-
أنـا أكتفي بجرعة دم...
وقالت الضباع:-
دعوا لنا العظام
نسحقها...
فلن نتكلم!!!
ناشدتُ الحزن
أن لا يحزن
رقرقت دمعتان في عينيـه
وتابع :
الشمس مجبرة على الشروق...
غرباً...
وعلى الغروب...
شرقاً...
الباطل يمشي..
على جثةِ الحق
الثعلب أميرٌ
في مملكة الذئاب!!!
الجور حصين...
يعتم كما يشتهي
يُشرعِن الإرهاب
أرواح الأبرياء تزهق...
كورقات زهر!!!
في مدار إصار!!!
كيف لي أن لا أحزن
والفرحُ لبس ثياب الحداد
كيف لي أن لا أحزن؟!
والمزاد قيامٌ فوق الرماد!!
آهٍ على سواعدٍ
تملكني منذ الصبا
سئمت دموع المستضعفين
سئمت الآهات وأصوات النحيب!!
كرهت الرماح وحداء السيالين
كرهت المهانة
وحُمّى اللهيب!!
فاضت عيناه
حتى إبتلّ صدري
أدركت حينها...
أنه لا محالة معمر عندي!!
إلى يوم شمساً لا تغيب!!!


ابوبكر يوسف إبراهيم

زارنـي الحـزن ...
فوجدني حزينـاً ...
ضمـني إلى صدره..
وعانقني
همس لي عن ضبابٍ كثيف
يُخيِّم على الأفق...
يترامى مع الشمس
في رابعة النهار!!
عن سيول بركان
تلوح من بعيد ...
تجرف الأخضر...
تنذر بالوعيد ...


يا إبن يوسف فى السعى بين ولادة وولاده يجوز هز جزع نخلة مخاض القرائح المقرحه بتمودا الأصاله وإحداث إبداع بحجم الإبداع وبنفس حداقة المذاق...............



لك السلام


منصور