"بنت الحرام"

"بنت الحرام"


06-20-2008, 04:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1213931457&rn=0


Post: #1
Title: "بنت الحرام"
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-20-2008, 04:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

"بنت الحرام" السياسة

تخيل موظف لا يكفيه راتبه لمدة اسبوع وعامل لا يكفيه راتبه لمدة ثلاثة أيام، يصحون بالغداة وبالعشي لأن النوم يجافي مدامعهم نتيجة لهموم المعيشة، تصور لاجيء او لاجئة تحمل همها وكوم لحم اطفال محرومون من التعليم ومن الطبابة إلا ما تجود به المنظمات الأجنبية، مزارع فقد حواشته واصبح يجوب اطراف العاصمة من اجل اي عمل يستطيع أن يرسل بضع دراهم لابناءه، راعي ضاعت ماشيته وترك دارفور وانتهي به المقام في معسكر ينتظر الحل.
بالمقابل اهل السياسة عم يتساءلون، يسائلون عن التعافي المتبادل وعن مؤتمرات دولية واقليمية والامم المتحدة وعن اتفاقات يعلمون أنها سوف لن تحل مشكلة ولكن لا مانع من اجل احتفاء الاعلام لعدد من الايام والليالي بالانجاز العظيم، هل يشعرون بمعاناة هؤلاء النازحين واللاجئين والفقراء والمعدمين في ربوع بلادي، اشك في ذلك. والا ما هذا النوم في العسل السياسي، السياسة يجب أن تتناول علاقة الفكر بالواقع وليس الواقع بالخيال والتهويمات والتخريفات السياسية، اين علاقة الفكر بالواقع عند سياسينا الا من رحم ربي يتحدثون عن قضاياهم هم لا قضايا الناس اليومية.
السياسة والفكر السياسي يجب أن يتناولا قضايا الناس وهمومهم وايجاد حلول لمشاكل الناس وليست تهويمات في الهواء الطلق على حسب حب الفرد لنوع محدد من الموضوعات. على المثقف السياسي والسياسي المثقف أن يلتزم بشكل فكري صارم بموضوع مطابقة الفكر للواقع والواقع للفكر، اي الالتزام القاطع وبشكل اخلاقي بالمباديء العامة المتفق عليها وعدم التراجع عنها ومهما كانت المبررات والظروف ومطابقة القول للفعل السياسي، فالمصداقية عندهم ليست "بنت السياسة" ولكن السياسة "بنت الحرام" يفعلون فيها وبها ما شاء لهم، يغيرون مواقفهم كما يغيرون النعل، السياسة عندنا تعني الانقلاب على الافكار والمباديء وبدون ان يغمض جفن وبعد ذلك ايجاد المبررات للفعل السياسي الخطأ فما اسهل التبريرات.
السياسة عندنا ليست من ساس يسوس حسب التعريف القديم، السياسة عندنا تحكم اقلية وممارسة الغلبة والقوة والقوى السياسية والاقتصادية لقمع المجموع الكلي الجماهيري وتنفيذ رغبة الاقلية القليلة التي تتحكم في كل شيء على الأغلبية الفقيرة المفتقرة واستخدام كل انواع النفوذ من اجل السلطة والمال واستدامتهما، لذلك نجد الإحساس بقضايا الناس وهمومهم الحقيقية ضعيف عند بعض سياسينا وانا اتهم بعض سياسينا دائما بذلك من يسارهم إلى يمينهم وإلى وسطهم. انظر للنقاش السياسي الدائر فكله "دافوري" سياسي وليس دارفوري سياسي حسب ظروف دارفور، فالاهتمام باثنين مليون من نازحي ولاجيء دارفور يجب أن يكون المحرك اليومي لأي عمل سياسي لكل القوى السياسية ولكن هذا الموضوع اصبح مجرد امر عادي، قضايا المشاريع الزراعية للنيل الابيض والجزيرة والقضارف والصمغ العربي والرعي ومشاكله وغيرها من مشاكل العمال والتعليم والاطفال ليست موضوع مهم.
لكن المهم أن نتحدث عن التعافي المتبادل وعدم معاقبة المجرم وكيفية التحكم المستقبلي في ايجاد تحالفات تضمن استمرار الهيمنة اياها على مستوى الحكومة والمعارضة، أين مشاكل الناس من كل ذلك سوف تجد عبارات فضفاضة تتحدث عن حل المشكل الإقتصادي ولكن كيف لا احد يعلم او يريد أن يعلم. يخصخصون التعليم ويخربونه بشكل عمودي ويرسلون ابناءهم للمدارس الخاصة والمدارس الاجنبية، يخربون الطبابة والطب والمستشفيات ويتعالجون في الخارج وحتى لو عانى الواحد منهم من صداع، يعربون التعليم ويرسلون ابناءهم للمدارس التي تدرس باللغات الاجنبية. انها لعنة السياسية السودانية ولعنة بعض مثقفينا الذين يمارسون السياسة كنوع من الهواية وكنوع من حب السلطة والعظمة والجاه والسلطان.
لذلك يجب على كل من يكتب ان يتناول قضايا الناس لان هذا النوع من اهل السياسة لا يعرفون الناس ولا يعرفون قضاياهم انهم يعرفونهم عند "اللمة" والمسيرات لمدة ساعتين من اجل التباهي بأن الناس يخرجون لاستقبالنا ولكن هل انتم مع الناس هل نظرتم في مشاكلهم هل وضعتم لها الحلول هل شعرتم بمشاعرهم هل عانيتم مثلهم. هذا هو السؤال الكبير الذي يهربون منه ويتغير وجه احدهم عندما يواجه بالاسئلة الجماهيرية الصعبة. السياسة يجب أن تجد اجابات لقضايا الناس وقد فشلنا في ايجاد اي اجابة للمشكل السياسي الاقتصادي الاجتماعي السوداني، ولا اقصد بشكل نظري بعيد عن الواقع اقصد حلول عملية ناجعة قابلة للتطبيق. ولكن دائماً نفلح في ايجاد التبريرات والمبررات بأن الامر كله ليس من المثقفين والسياسيين ولكن العسكر "واقف طابور" دائما في السياسة السودانية والغريب أن العسكر دائما يكونون في مواقعهم ولكن يذهب لهم اهل السياسة في اطار تصفية الحسابات وبعد ذلك يلومونهم بانهم حكموا البلد اكثر من المدنيين ويلوك الجميع هذه العبارات الممضوغة وبدون تدبر والتي اصبحت مثل قميص اخرج من فم بقرة.
لماذا لا يخرج علينا سياسي مثل نلسون مانديلا، يجلس في السجن نصف عمره ويرفض أن يساوم بمبادئه وبمواقفه، وينجح في النهاية في ايجاد حل لمشكلة شعبه التي هي اكبر من مشكلتنا، ويرفض أن يتمسك بتلابيب السلطة لانه رجل مباديء ولانه ملتزم بشكل اخلاقي صارم بالمباديء، وتطابق افعاله السياسية اقواله وكتبه وبياناته على مر العهود، ولأن الفكر عنده يلامس واقع فقراء اهله لذلك رفض المساومة على حساب شعبه وظفر شعبه بالحرية في نهاية المطاف لأنه رجل مباديء ورجل الشعب الذي اختاره في اول اختبار ديمقراطي حر. يا اهل السياسة اهتموا بقضايا الفقراء والمساكين تظفرون بالنصر المبين.

Post: #2
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-20-2008, 01:18 PM
Parent: #1

--

Post: #3
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: Hamid Sharif Abdelrasoul
Date: 06-20-2008, 01:54 PM
Parent: #2

Up

Post: #4
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-20-2008, 04:35 PM
Parent: #3

شكرا الاخ حامد شارف

Post: #5
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-21-2008, 05:43 AM
Parent: #4

--

Post: #6
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: الطيب رحمه قريمان
Date: 06-21-2008, 06:33 AM
Parent: #1

الاستاذ الفاضل ابو هريرة


لك التحية

Quote: وتنفيذ رغبة الاقلية القليلة التي تتحكم في كل شيء على الأغلبية الفقيرة المفتقرة واستخدام كل انواع النفوذ من اجل السلطة والمال واستدامتهما، لذلك نجد الإحساس بقضايا الناس وهمومهم الحقيقية ضعيف عند بعض سياسينا وانا اتهم بعض سياسينا دائما بذلك من يسارهم إلى يمينهم وإلى وسطهم.


لقد اصبت الحقيقة فى مقتل لتحيا

سيطرت الاقلية على السلطة و المال بكا انانية و حنق و مارست كل انواع التسلط و الافقار

Post: #7
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-21-2008, 03:29 PM
Parent: #6

شكرا أخي الطيب رحمة قريمان

Post: #8
Title: Re: "بنت الحرام"
Author: ابوهريرة زين العابدين
Date: 06-22-2008, 03:48 PM
Parent: #7

فوق