استقيل.....يا ثقيل!!!

بالامس استقال وزير الظل بالحكومة البريطانية لان الحكومة اجازت اعتقال المشتبه فيهم بالارهاب لمدة 42 يوما ولا ادري كم يوما كانت.
وفي الشهر الماضي استقال وزير الصحة الصيني وقيل انه انتحر لتقصير في مجال عمله بالوزارة وهكذا نسمع من هنا وهناك عن تلك الاستقالات وفي جميع انحاء العالم والدول صغيرها وكبيرها وتتعزز احيانا بانتحار المسئول خاصة في اليابان والدول المتقدمة" كما قال السني دفع الله" عملا بقول سيدنا عمربن الخطاب انه لم يسو الارض لشاه ضلعت في تضاريسها بالعراق ،هكذا يعمل اليابانيون بقول عمر رضي الله عنه .
ولكن نحن كسودانيين احسن من يجيد ثقافة المعليش،ثقافة ان دار ابوك خربت شيل ليك فيها شليه، ثقافة (الزيت) ان ما كف (الاخوان) يحرم علي الجيران، ثقافة انا و(اخوي) علي ابن عمي وانا وابن عمي علي (الاحزاب) .
وهكذا اتلم المتعوس علي خايب الرجا فإن افسدت او سرقت بدلا من ان "يشوتوك" علي الشارع او المحكمة يشوتوك الي اعلي فان سرقت وانت وزيرا للداخلية مثلا يرفعوك درجة الي وزير للدفاع وان سرقت مثلا 60 مليون دولار فقط كما في طريق الانقاذ الغربي يكفيك ان تمد لسانك للكل وتتحدي علي رءوس الاشهاد من يقدمك لمحاكمة ويسود الصمت من اكبر رأس الي ادناه وهكذا يذهب المسئول ليقضي بقية حياته او اجازته في لندن ثم يتلسن ويتمشدق بالديمقراطية التي سوف يحققها لنا علي يديه ويدي بقية (الاخوان).
حين انهارت بيارة السوكي زمن الدكتاتور نميري قال وزيرالري حينها: " فلتنهار البيارة الاولي والثانية ولتبقي الحقيقة "، ومن ديك استمرت الانهيارات في كل المرافق والمجالات ولم تبقي ولم تبان لا حقيقه ولا بطيخ.......!!
تسقط الطائرات سقطات تاريخية يموت من جراها اثنين من نواب رئيس الجمهورية للمرة الاولي واظنها ستكون الاخيرة في تاريخ البشرية .
تنهار العمارات الحكومية،وتتشقق الطرق وتتجمع مياه الامطار بعد ما فاجأنا الخريف وينهزم الفريق القومي علي التوالي لقصر فترة الاعداد وتكمم الافواه وتعتقل الصحافة ويحتكر التلفزيون والغناء والادب وقلة الادب وتستقطع كل يوم لقمة من خارطة الوطن من الشمال والشرق ومن الجنوب، يموت المرضي لعدم توفر العلاج والدواء ويموت الاصحاء لعدم توفر الغذاء والعمل ويحال الموظفون للصالح العام واشهد الله ان عديلي وزوجته واخوانه الثلاثة احيلوا للصالح العام وهو مهندس فمات من الغبن وهو يسوق عربة كارو حاملا جوالات البصل والفحم علي ظهره ليأكل اولاده لقمة شريفة بعدما كان مديرا لمصلحة باحدي الولايات.
أي صالح واي عام هذا لا بل اي عدل واي شريعة تلك؟
شريعة الغاب أي نعم ولكن شريعة الله ؟......الله اعلم.
حدث هذا ولم نسمع يوما واحدا ان قام راعي الامة بالتوجيه لتشكيل محكمة فورية وفي موقع الكارثة لمسئول واحد اومفسد واحد لا وبل لم نر مسئولا واحدا يقدم استقالته لتقصير تم تحت ادارته كأنه ومنذ مجيئ الانقاذ وحتي الآن لا يوجد لا فاسد ،لا مقصر ولا مرتشي واحد.
الي متي يا امتي ،خجلنا من انفسنا لان هذا يحدث امام اعيننا فلا قامت او اضربت نقابة مطالبة باعفاء وزير ولا سأل برلمان عن قصور بل في احسن الحالات يتم تشكيل لجنة تحقيق تولد لجان فرعية وشهر في شهر واوفرتايم وسيارات وبنزين وحفل شاي وختام وتوصيات بكل شيئ عدا مجرد القاء لوم او حتي توبيخ كما يقول الامريكان لمسئول.
وهكذا كل المسئولين موجودين بسلامتهم محلك سر وفي مواقعهم منذ عقدين من الزمان سمان وأمان لا عتاب ولا عقاب اصحاء معافون يتعلم ابناءهم في الخارج ويتعالج مرضاهم بالخارج ويأكلون من عفراء ما لذ وطاب والآخرون علي الارائك ينظرون.
سبحان الله وهو المستعان.
وكما قال احدهم :عبود كان بيخاف من الانجليز ونميري كان بيخاف من الامريكان، ديل ما بيخافوا من الله .
استغفر الله وآمل ان لا ينطبق علي وطننا ما قاله اخي هشام المجمر
" السودان بلد منتهي الصلاحية".