تأبين حُلم ..

كان حدسى دقيقاً وصائباً كملاحظات أمى على وجهى ..كان موغلاً

فى أعماق المآلات كقرآة أمى لأفكارى وأحاسيسى نقشاً جليَّاً بلغة

الأمومة وفراسة الغريزة ..

كان مبالغاً- فى لملمةِ أطراف الفرضيات على حِجْرِ الصيرورة - كشفقةِ

أمى علىَّ من مخاض القصيدة وقلق الكتابة وملاحقةِ الأفكارِ المتمرِّدة

المندفعة بين أحيـاء ( حِـوارٍ ) منزلىٍّ رتيب ..!!


جايى

الآن كلُّ شئٍ انتهى ..

لم يعد هنالك من أملٍ أو رجـاء ؛ أو حتى أدنى احتمال ..

الآن ينهزم التحدِّى بكلِ اساطيله وفيالقه وصولجاناته..

يقلِّب الاسى كفَّتيه على مقبرةِ التأسِّى ..تجرجر الخيبةُ أذيالها

على صقيع الرجـوع .. غول النهاية يلعقُ شفتيه ويتجشَّأُ العدم..ينتصبُ

المستحيلُ مارداً عرضهُ الأرضُ وطولهُ السمــاء ..

كان حُلْماً جميلاً وانقضى ..
جايى

كثيرةٌ هى الأحلام التى التقيناها فى طريق العمر؛سقينا بعضَها

منابعَ الصِّبا ؛فآتت أُكُلَها على مشارف الصبرِ الطويل ..حملنا بعضَها

بين الجوانح حيناً من الدهرِ فتنحَّتْ لأجيالٍ جئن بعدها إيثاراً للغير

ونكراناً للذات.. بعضها غرَّد للخيالِ حيناً ثم سكتْ ..!

بعضها تساقط من بين أيدينا فلم يسمح المقامُ بالتقاطه.. بعضها

بعضها اُغتيل على حين غرَّة ..بعضها قلَّ صبرُه فترجَّل عن المسير ..بعضها

ثقل عبئُه ولم نجد ما نحمله عليه فقفل محزوناً وفى عينيه الدموع !

بعضها أشبعناه كلاماً ثم انصرفنا ..!
جايى

شاذلي ...
تحية و ود ...


ترقب ... و تربص ...


منتظرينك ...

لماذا نُعربُ عن أحلامِنا أو لا نُعرب عنها ؟

فإنَّ تكرارَ ذكراها تحبُّبٌ ؛ وكتمانُها أيضاً تحبُّب ..!

وبعضُ أحلامن نُعربُها بدلاً من أحلامِنا ..وبعضها المبتدأ

وبعضهــا خبر كـــان ..! وبعضها مصدراً مؤوَّلاًَ للآهات

وبعضها ليس له موقعــاً من الإعـراب ..!

الآن أقف على الفاصل المدارى بين الحلم والواقـع كما يقف

المآلُ متجرِّداً من ملابساته أمامَ مرآة الآنى فما يرى سوى حدسى

ذلكـ الدقيق والصائب والمستند غلى جذع البساطة : أو كل جميلٍ

محفوفٌ بالمخاطرِ ؟ أوكلُّ رائعٍ عسيرُ المنال ؟
جايى

Quote: شاذلي ... تحية و ود ... ترقب ... و تربص ... منتظرينك

أخى أشرف

تحياتى واحترامى

راقبتك السعادة بعين الرضا..

وتربَّصت بك الأحلام من كل حدب وصوب ..

شكرا على المرور والانتظار ..

الآن أقف أمام قبر الحلم الكبير ..

حُلمٌ بحجم الدنيــا ..

الآن أؤمنُ أنَّنى فارقته إلى الأبد ..

كيف يحتمل الإنسـانُ انتزاع معنى الحياةِ من كفِّ روحه ؟

كيف يُشيِّعُ الإنسانُ وُجْهتَه ثم يعتزم المســير ؟

ماذا أكتب على شاهد قبرِك أيها الحلم الكبير ومفرداتُ

التأسِّى قصيدةٌ مشنوقةٌ بضفائر الهُـــراء ...؟!



وبس ..